القمص ميخائيل إبراهيم | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس القمص ميخائيل إبراهيم |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلفأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
القمص ميخائيل إبراهيم قال عنه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث : " شخص من أهل السماء، إنتدبته السماء زمناً ليعيش بيننا وليقدم للبشرية عينة صالحة، وصورة مضيئة من الحياة الروحية السليمة. أدى واجبه على خير وجه. عمل على قدر ما يستطيع فى صحته وفى مرضه.. فى شبابه وشيخوخته.. فى قوته وفى ضعفه، ومازال يعمل كان يعمل كاهناً ومرشداً.. والآن أصبح يعمل كشفيع لنا أمام العرش السماوى. كان نفساً هادئة مملوءة من الإيمان والطمأنينة، مملوءة من السلام الداخلى.. مبتسم الوجه بشوشاً، طيباً يعطى أكثر مما يأخذ.. يملأ كل من يقابله بالسلام والهدوء..يُخضع مشاكله ومشاكل أبناءه طوع مشيئة الله من خلال الصلاة.. أعطانا فكرة عن الأبوة الحقة، عن الرعاية السليمة..عن الحنان والحكمة التى من فوق التى هى من مواهب الروح القدس. قال عنه أحد كهنة الكنيسة كان أبونا يكسب كل إنسان بالاتضاع ليس مع الكبير ولكن مع الصغير أيضاً فكم من مرة أعتذر لكثير من خدام الكنيسة لأنه وبخهم من أجل خطأ ارتكبوه وكان يعود يقول للواحد منهم "سامحنى با ابنى هات رأسك أبوسها".. أنها اسمى صور التواضع. كانت مقابلة واحدة معه كافية لأن تعيد إلى الإنسان رجاءه مهما كانت سقطاته وكان يردد دائماً "عندى رجاء فى ربنا يصنع كذا". حياة أبونا ميخائيل يوسف ولد ميخائيل إبراهيم يوسف فى 20 أبريل عام 1899 ببلدة كفر عبده مركز قويسنا منوفية.. نشأ فى ظلال كنيسة العذراء مريم بكفر عبده.. وإلتحق بمدرسة الكنيسة وفيها تلقى مبادئ القراءة والكتابة والحساب من مرتل الكنيسة.. وكان دائم الصلاة والتسبيح وحفظ الألحان وحضور الإجتماعات، إلى جانب إشتراكه فى خدمة المذبح.. وفى عام 1908 إلتحق بمدرسة تابعة لجمعية (الترغيب فى التهذيب) لإتمام دراسته الإبتدائية. وكان يردد مزمور داود النبى دائماً أما أنا فصلاه، كان ممتلئاً من الروح القدس وخاضعاً لإرشاده فلا يعطى فرصة واحدة لنفسه للتكلم بل كان المتحدث دائماً على لسانه هو روح الله القدوس، فكان صوت الله يُسمع من خلال هذا القديس. و في خدمته كشماس في الهيكل كان من ساعة ارتداء ملابس الخدمة يمسك بيده اليمنى الصليب رافعا إياه فوق رأسه لا ينزله مطلقا عن هذا المستوى طوال خدمة القداس و كان لا يجلس مطلقا حتى أثناء تلاوة الرسائل أو أثناء العظة بل يظل واقفا رافعا صليبه بأقصى ما يستطيع. في حوالي العاشرة حضر ميخائيل أفندي و كعادته كل أحد قبل أن يصل إلى مكتبه مر على المسيحيين خصوصا الذين تغيبوا عن الكنيسة سألهم عن عدم ذهابهم و يوزع عليهم لقمة البركة ، فعل ذلك بهدؤ و اطمئنان و سلام داخلي عجيب على الرغم من معرفته بوجود المفتش و استدعائه له عدة مرات. ثم دخل مكتبه و هو يرشم نفسه كعادته بعلامة الصليب ثم حمل ملفاته و ذهب بها إلى المفتش و رفع يده بالتحية بصوته الهادىء و إذ بالمفتش يصرخ فيه "لقد أرسلت لك عدة مرات لماذا لم تجىء"، فأجاب "لقد كنت أمام الملك الكبير و لم يسمح لي بالانصراف إلا الأن و سعادتك ما تزعلش نفسك اعمل تحقيق و وقع على الجزاء الذي تراه"، فصرخ فيه المفتش "انت يا راجل تعرف ربنا لو كنت تعرف ربنا كنت تعطى ما لقيصر لقيصر و ما للـه للـه" فابتسم ميخائيل أفندي قائلا "انت يا سعادة البيه عارف ما لقيصر لقيصر و ما للـه للـه ؟ النهارده يا بيه بتاع ربنا مش بتاع قيصر". فهاج عليه المفتش قائلا "انت ازاى تكلمني بالطريقة ديه؟" و دخل بسرعة للمكتب المقابل و كان مكتب المأمور الذي كان سامعا لكل الحديث و أمسك المفتش بالتليفون ليتصل بمدير المديرية ليعمل تحقيقا مع ميخائيل أفندي لمجازاته، فما كان من المأمور بالرغم من انه اقل من رتبة الاميرالاى إلا انه منعه من التكلم بالتليفون قائلا "لا تتصل بتليفون مكتبى لمجازاة ميخائيل أفندي، و إذا أردت الاتصال اذهب و تكلم من عند عامل التليفون" فرفض المفتش إذ وجدها إهانة و طلب سيارة تقله للذهاب للمدير فرفض المأمور إعطائه سيارة يستخدمها في مجازاة ميخائيل أفندي قائلا "تستطيع أن تستأجر سيارة" و في الحال أخذ المأمور سيارة المركز و ذهب لمقابلة مدير المديرية (المحافظ) و هو ثائر على الإهانات التى وجهها المفتش لميخائيل أفندي و قال "أنا أعطيت ميخائيل أفندي إذن أن يحضر كل يوم أحد الساعة العاشرة، باريت كل الناس مثل ميخائيل أفندي في أمانته و طهارة سيرته و نقائه. و بعد قليل حضر المفتش و حدثت مشادة بينه و بين المأمور أمام مدير المديرية و فصل المدير في الأمر بأن قدم حلا وسطا و حتى يرضى المفتش و هو نقل ميخائيل أفندي إلى مركز آخر و لا يجازى. و لكن هذا التصرف لم يعجب المأمور و قدم تظلما لكي يبقى ميخائيل أفندي الذي كانت سجلاته أدق السجلات و بسبب دقتها كان العمل منتظما بمركز بلبيس، إلا أن ميخائيل أفندي – و كان صانع سلام – أن ترجى المأمور ليوافق على نقله و قال له "لا أريد أن أكون سببا في شجار أو خصام بينكما". وتحت إلحاحه وافق المأمور و صدر قرار بنقله إلى ههيا، و كان يقول للجميع "لابد أن اللـه له حكمة في إرسالي إلى ههيا" و فعلا كان سبب بركة كبيرة لأهل ههيا وله معهم معجزات كثيرة حينما كان يدخل لتقديم أوراق مصلحية للسيد مأمور المركز كان يرشم علامة الصليب بوضوح قبل دخوله و حينما يسأله المأمور عن ذلك كان يجيب ببساطة "لكي أجد نعمة في عينيك يا سيادة المأمور" فيشجعه المأمور على شدة إيمانه بإلهـه. و أراد بعض الناس أن يشوا به لدى مأمور آخر فطلب منه عدم رش الصليب أثناء دخوله و حاول أن يلقى عليه مسئوليات ضخمة لكي يقع في أى خطأ فيجازيه و يتسبب في نقله و تشريده. لكن المأمور حينما عاد لمنزله مرض ابنه الوحيد مرضا شديدا و رأت زوجته في منامها سيدة تلبس ثيابا بيضاء نورانية تقول لها" مالكم و مال ميخائيل؟" فقامت الزوجة مذعورة لتسأل زوجها "من هو هذا الانسان الذي تظلمه" و مالك به، فيستدعيه المأمور ليلا لكي يصلى على ابنه و يقوم الابن معافى . جلس اليه مرة شخص غير مسيحي و كان يعمل صرافا و أخذ يبدى إعجابه به ثم قال له "آه يا ميخائيل أفندي، آه لو تيجى عندنا.." فسأله و ماذا يعجبك في شخصي؟ و حالما سمع الرجل هذا السؤال حتى طفق يعدد فضائله و حسناته التى كان فعلا يتحلى بها فقال له ميخائيل أفندي" انت عارف الحاجات دى أنا جبتها منين؟" فقال له "منين؟" أجابه "من عند المسيح بتاع النصارى، يوم ما أسيبه تسيبنى". في أسبوع الالام كانت لا تفوته ساعة من سواعى البصخة المقدسة يعيش في عمله و بيته مع سيده في آلامه ساعة بساعة إلى أن يأتى خميس العهد فيتناول من الأسرار المقدسة و يظل صائما صوما انقطاعيا إلى أن يتناول في قداس سبت الفرح و فجر الأحد. و يظل طوال الثلاث أيام نشيطا كما هو بالروح لدرجة انه كان يقضى طوال يوم جمعة الصلبوت راكعا على ركبتيه خلف أيقونة المصلوب و وجهه إلى الهيكل، فتحسبه قديسا راكعا تحت الصليب. و بعد إتمام مراسيم التجنيز و الدفن داخل الهيكل و تلاوة المزامير مع اخوته فيبدأ عمى ميخائيل جولة جديدة مفتقدا اخوته الأرامل و اليتامى و المحتاجين بالبركات التى تكون قد وصلت اليه خلال الصوم المقدس يطرق أبواب اخوته في ظلام الليل موزعا الخيرات ليسعد الجميع بقيامة الفادى في عطلة صيفية حضر اليه ابناه من مصر و عند محاسبتهما علم انهما لم يدفعا ثمن تذاكر السفر فأخذهما إلى محطة ههيا و اشترى تذكرتين من ههيا إلى مصر و مزقهما على الرصيف أمام ولديه ليعرفا أن عدم دفع أجرة السفر خطية + ويذكر أبونا شنودة ماهر الذى كان أبونا ميخائيل أب إعترافه إنه عرض عليه موضوع ما، فبدأ أبونا ميخائيل يقول إرشاده لكنه توقف وصمت فى منتصف حديثه ولم يتكلم، وقال له انبدأ نصلى معاً ثم قال له أبونا ميخائيل توجيهاً وإرشاد عكس ما قاله قبلاً تماماً. هذا هو عمل الروح القدس معه. أيضاً يذكر لنا أبونا جورجيوس عطا الله هذه الواقعة: فى يوم 9 مارس 1971 كان أبونا ميخائيل مريضاً بذبحة قلبية وكان ممنوعاً من الزيارة، وكان عندى محاضرة ألقيها فى الجامعة الأمريكية فعلمت بخبر إنتقال ونياحة قداسة البابا كيرلس السادس. فذهبت إلى البطرخانة كى ألقى عليه النظرة الأخيرة، وكان جالساً على الكرسى والناس تأخذ بركته، فرجعت بعدها إلى الكنيسة وكنت فى حالة إعياء شديد وضيق بسبب وفاة هذا القديس ومرض أبى الروحى أبونا ميخائيل، وفى ظل هذا التعب وإذ بى أجد إبن إبنة أبونا ميخائيل يبلغنى بأن أبونا يريد مقابلتى، فذهبت فوراً وقبل دخولى إلى حجرته طلبت منى إبنته بصوت منخفض ألا أفصح لأبونا خبر إنتقال سيدنا البابا كيرلس حتى لا يتأثر وهو مريض، فدخلت وجلست معه قليلاً ثم حاورنى وطلب منى أن أفتح الدولاب الخاص به فأطعته فقال يوجد ظرف به نقود عدها وربنا يسد عنى وعنك يا سيدى وقرأت الأسماء الموجودة على الظرف الخاص بإخوة الرب ثم طلبت الإنصراف ولكنه طلب منى أن أجلس بعض الوقت، جلست فبدأ ينظر إلى نظرات غريبة لم أراها منه من قبل، وكأنه منتظر أن أبلغه شيئاً، ولكنى لم أتكلم خوفاً على صحته، فقال لى: أنت دريت(علمت) البابا كيرلس وصل قبلنا، فتعجبت جداً فلم يخبره أحد قط، وسألته من الذى أبلغك بذلك فلم يرد على، كررت السؤال ثلاث مرات ولكنه لم يرد على، حقاً كان روح الله يرشده ويفصح له عما هو خفى.
شتائم أطفال المسلمين خلف أبونا حكى الأنبا بيمن أسقف ملوي المتنيح قائلا : " كنت أسير معه مرة في شارع شبرا (و ذلك قبل أن أترهبن) و إذ ببعض الأطفال يصيحون وراءنا بألفاظ نابية فنظرت اليهم إلى الخلف بحدة كى انتهرهم فإذ بأبونا ميخائيل يقول " يا ابنى انت زعلان ليه إذا كنت أنا فرحان أن ربنا استخدمنى لكي ينبسط هؤلاء الأطفال" فتعجبت كيف انه حتى صراخ الأطفال و شتيمتهم حولها إلى سرور قلبه + وأيضاً عندما كان الكرسى البطريركى خالياً فقد علم أبونا ميخائيل بأن البطريرك الجديد هو قداسة البابا شنودة الثالث الذى كان أسقفاً للتعليم وقتذاك، وقد أبلغ ذلك الخبر لأبونا شنودة ماهر وكلفه أن يخبر الأنبا شنودة بذلك. وكان روح الله يرشده ويعلمه بأمور خفية. ويذكر لنا أبونا شنودة ماهر أيضاً أنه كان يريد أن يكرس حياته لخدمة الرب فسأل أبونا ميخائيل فى ذلك فقال له أبونا أذهب للشغل، فتعجبت جداً وسألته عن ما هى العلامات التى يعطيها الرب للخادم حتى يكرس حياته مفق مشيئة الله - فكان رد أبونا ميخائيل (لما يحصل لك كذا وكذا وكذا) وكانت أشياء غريبة صعبة الحدوث كما يصفها أبونا شنودة، وبعد ثلاثة شهور تم قول أبينا بالضبط فرجعت له ووافق على تقديم إستقالتى التى قبلت بسهولة عجيبة نتيجة فاعلية الصلاة لهذا القديس. + كان إيمانه بعلامة الصليب قوياً جداً حيث أن كل من يقابله يرفع يده اليمنى ويرشم علامة الصليب على جبهته فينال هدوء وسكينة وإطمئنان وتذهب عنه كل المشاكل والأتعاب، كان يدرك بإختبار إنجيلى مدى أهمية التسليم للرب يسوع لكى يدبر حياته كما يليق وفق إرادته، فكان يقبل كل ما يسمح به الرب فى حياته من التجارب والألام التى جازت فى نفسه ءخاصة عندما إنتقل طفليه فليمون وبولس فى آن واحد إلى السماء، ثم إنتقال إبنه البكر الدكتور إبراهيم وإنتقال زوجته الفاضلة إلى السماء، ولكن تعزيات الروح القدس كانت تملأ قلبه. ماذا فعل عندما توفى أبنه ؟ إنتقاله ودفنه فى الكاتدرائية الكبرى قال البابا شنودة في مراسم الصلاة عليه " عندما طلبت منهم في كنيسة مارمرقس بشبرا أن يدفن هنا في الكاتدرائية اسفل الهيكل الكبير خلف ضريح مارمرقس فان السبب الظاهرى الذي قلته لهم هو الآتى : "إن القمص ميخائيل رجل عام ليس ملكا لكنيسة واحدة و ابناؤه في كل موضع ، كل حى في كل بلد و لا يصح أن يقتصر على مكان معين فالأفضل أن يدفن هنا في مكان عام". أما السبب الحقيقي الذي في أعماقي فهو أنني كنت أريد أن يصير جسد هذا الرجل سندا لنا في هذا الموضع، نستمد منه البركة .. (و هنا بكى البابا، و قام نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية يكمل الكلمة). ====================== المــــــراجع (1) http://www.saintmark-shoubra.org/ar/church/aboona_marcos.asp (2) مقتطفات من كتاب البابا شنودة: مثل في الرعاية - القمص ميخائيل إبراهيم (3) http://www.geocities.com/online_miracles/abonamekael.htm |
This site was last updated 01/18/10