| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس الأمير محمد بك الألفي المرادي |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
ومات الأمير الكبير والضرغام الشهير محمد بك الألفي المرادي جلبه بعض التجار إلى مصر في سنة تسع وثمانين ومائة وألف فاشتراه أحمد جاويش المعروف بالمجنون فأقام ببيته أيامًا فلم تعجبه أوضاعه لكونه كان مماجنًا سفيهًا ممازجًا فطلب منه بيع نفسه فباعه لسليم آغا الغزاوي المعروف بتمرلنك فأقام عنده شهورًا ثم أهداه إلى مراد بك فأعطاه نظيره ألف أردب من الغلال فلذلك سمي بالألفي وكان جميل الصورة فأحبه مراد بك وجعله جوخداره ثم أعتقه وجعله كاشفًا بالشرقية وعمر دارًا بناحية الخطة المعروفة بالشيخ ضلام وأنشأ هناك حمامًا بتلك الخطة عرفت به وكان صعب المراس قوي الشكيمة وكان بجواره علي آغا المعروف بالتوكلي فدخل عليه وتشفع عنده في أمر فقيل رجاءه ثم نكث فحنق منه واحتد ودخل عليه في داره يغادره ويعاتبه فرد عليه بغلظة فأمر الخدم بضربه فبطحوه وضربوه بالعصي المعروفة بالنبابيت فتألم لذلك ومات بعد يومين فشكوه إلى أستاذه مراد بك فنفاه إلى بحري فعسف بالبلاد مثل فوة ومطوبس وبارنبال ورشيد وأخذ منهم أرزًا وأمولًا فتشكوا منه إلى أستاذه وكان يعجبه ذلك وفي أثناء ذلك وقع خلاف بمصر بين الأمراء ونفوا سليمان بك الآغا وأخاه إبراهيم بك ومصطفى بك كما ذكر ذلك في محله وأرسل إليه مراد بك وأمره أن يتعين على مصطفى بك ويذهب به إلى سكندرية منفيًا ثم يعود هو إلى مصر ففعل ورجع المترجم إلى مصر فعند ذلك قلدوه الصنجقية وذلك في سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف واشتهر بالفجور فخافته الناس وتحاموا شدته وسكن أيضًا بدار بناحية قيصون وذلك عندما اتسعت دائرته وهدم داره القديمة أيضًا ووسعها وأنشأها إنشاء جديدًا واشترى المماليك الكثيرة وأمر منهم أمراء وكشافًا فنشؤا على طبيعة أستاذهم في التعدي والعسف والفجور ويخافون من تجبره عليهم والتزم بإقطاع فرشوط وغيرها من البلاد القبلية ومن البلاد البحرية محلة دمنة ومليج وزوبر وغيرها وتقلد كشوفية شرقية بلبيس ونزل إليها وكان يغير على ما بتلك الناحية من إقطاعات وغيرها وأخاف جميع عربان تلك الجهة وجميع قبائل الناحية ومنعهم من التعدي والجور على الفلاحين بتلك النواحي حتى خافه الكثير من العربان والقبائل وكانوا يخشونه وصادهم بإشراك منهم وقبض على الكثير من كبرائهم وسحبهم في الجنازير وصادروهم في أموالهم ومواشيهم وفرض عليهم المغارم والجمال ولم يزل على حالته وسطوته إلى أن حضر حسن باشا الجزايرلي إلى مصر فخرج المترجم مع عشيرته إلى ناحية قبلي ثم رجع معهم في أواخر سنة خمس ومائتين بعد الألف بعد الطاعون الذي مات فيه إسماعيل بك وذلك بعد إقامتهم بالصعيد زيادة عن أربع سنوات ففي تلك المدة ترزع عقله وانهضمت نفسه وتعلق قلبه بمطالعة الكتب والنظر في جزئيات العلوم والفلكيات والهندسيات وأشكال الرمل والزايرجات والأحكام النجومية والتقاويم ومنازل القمر وأنوائها ويسأل عمن له إلمام بذلك فيطلبه ليستفيد منه واقتنى كتبًا في أنواع العلوم والتواريخ واعتكف بداره القديمة ورغب في الانفراد وترك الحالة التي كان عليها قبل ذلك واقتصر على مماليكه والإقطاعات التي بيده واستمر على ذلك مدة من الزمان فثقل هذا الأمر على أهل دائرته وبدأ يصغر في أعين خشداشينه ويضعف جانبه وطفقوا يباكتونه وتجاسروا عليه وطمعوا فيما لديه وتطلع أدونهم للترفع عليه فلم يسهل به ذلك واستعمل الأمر الأوسط وسكن بدار أحمد جاويش المجنون يدرب سعادة وعمر القصر الكبير بمصر القديمة بشاطئ النيل تجاه المقياس وأنشأ أيضًا قصرًا فيما بين باب النصر والدمرداش وجعل غالب إقامته فيهما وأكثر من شراء المماليك وصار يدفع فيهم الأموال الكثيرة للجلابين ويدفع لهم أموالًا مقدمًا يشترونها بها وكذلك الجواري حتى اجتمع عنده نحو الألف مملوك خلاف الذي عند كشافه وهم نحو الأربعين كاشفًا الواحد منهم دائرته قدر دائرة صنجق من الأمراء السابقين وكل مدة قليلة يزوج من يختاره من مماليكه لمن تصلح له من الجواري ويجهزهم بالجهاز الفاخر ويسكنهم الدور الواسعة ويعطيهم الفائظ والمناصب وقلد كشوفية الشرقية لبعض مماليكه ترفعًا لنفسه عن ذلك وينزل هو إليهم أيضًا على سبيل التروح وبنى له قصرًا خارجر بلبيس وآخر بالدمامين وأخمد شوكة عربان الشرق وجبي منهم الأموال والجمال وأخمد ناموسهم الذي كان يغشى أبدان الفلاحين وأرواحهم وأشعف شوكتهم وأخفى صولتهم وكان يقيم بناحية الشرق شهورًا صلاصة أو أربعة ثم يعود إلى مصر واصطنع قصرًا من خشب مفصلًا قطعًا ويركب بشناكل وأغربة متينة قوية يحمل على عدة جمال فإذا أراد النزول في محطة تقدم الفراشون وركبوه خارج الصيوان فيصير مجلسًا لطيفًا يصعد إليه بثلاث درج مفروش بالطنافس والوسائد يسع ثمانية أشخاص وهو مسقوف وله شبابيك من الأربع جهات تفتح وتغلق بحسب الاختيار وحوله الأسرة من كل جانب وكل ذلك من داخل دهليز الصيوان وكان له داران بالأزبكية أحداهما كانت لرضوان بك بلغيا والأخرى للسيد أحمد بن عبد السلام فبدا له في سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف أن ينشئ دارًا عظيمة خلاف ذلك بالأزبكية فاشترى قصر ابن السيد سعودي الذي بخطة الساكن فيما بينه وبين قنطرة الدكة من أحمد آغا شويكار وهدمه وأوقف في شيادته على العمارة كتخدا ذا الفقار أرسله قبل مجيئه من ناحية الشرقية ورسم له صورة وضعه في كاغد كبير فأقام جدرانه وحيطانه وحضر هو في أثناء ذلك فوجده قد أخطأ الرسم فاغتاظ وهدم غالب ذلك وهندسه على مقتضى عقله واجتهد في بنائه وأوقف أربعة من كبار أمرائه على تلك العمارة كل أمير في جهة من جهاته الأربع يحثون الصناع ومعهم أكثر أتباعهم ومماليكهم وعملوا عدة قمن لحرق الأحجار وعمل النورة وكذلك ركب طواحين الجبس لطحنه وكل ذلك بجانب العمارة وقطعوا الأحجار الكبار ونقلوها في المراكب من طرا إلى جانب العمارة بالأزبكية ثم نشروها بالمناشير ألواحًا كبارًا لتبليط الأرض وعمل الدرج والفسحات وأحضروا لها الأخشاب المتنوعة من بولاق وإسكندرية ورشيد ودمياط واشترى بيت حسن كتخدا الشعراوي المطل على بركة الرطلي من عتقائه وهدمه ونقل أخشابه وأنقاضه إلى العمارة وكذن نقلوا إليه أنواع الرخام والأعمدة ولم يزل الاجتهاد في العمل تم على المنوال الذي أراده ولم يجعل له خرجات ولا حرمدانات بارزة عن أصل البناء ولا رواشن بل جعله ساذجًا حرضًا على المتانة وطول البقاء ثم ركبوا على فرجاته المطلة على البركة والبستان والرجبة الشبابيك الخرط المصنعة وركبوا عليها شرائح الزجاج ووضع به النجف والأشياء والتحف العظيمة التي أهداها إليه الإفرنج وعملوا بقاعة الجلوس السفلى فسقية عظيمة بسلسبيل من الرخام قطعة واحدة ونوفرة كبيرة حولها نوفرات من الصفر يخرج الماء من أفواهها وجعل بها حمامين علويًا وسفليًا وبنوا بدائر حوشه عدة كبيرة من الطباق السكني المماليك وجعله دورًا واحدًا ولما تم البناء والبياض والدهان فرشه بأنواع الفرش والوسائد والمساند والستائر المقصبات وجعل خلفه بستانًا عظيمًا وأنشأ به جملونًا مستطيلًا متسعًا به دكك وأعمدة وهو من الجهة البحرية ينتهي آخره إلى الدور المتصلة بقنطرة الدكة وأهدى إليه أيضًا الإفرنج فسقية رخام في غاية العظم فيها صورة أسماك مصورة يخرج من أفواهها الماء وجعلها بالبستان ونجز البناء والعمل وسكن بها هو وعياله وحريمه في آخر شهر شعبان من سنة اثنتي عشرة واستهل شهر رمضان فأوقدوا فيها الوقدات والأحمال الممتلئة بالقناديل بدائر الحوش والرحبة الخارجة وكذلك بقاعة الجلوس أحمال النجف والشموع والصحب والفنيارات الزجاج وازدحمت خيول الأمراء ببابه فأقام على ذلك إلى منتصف شهر رمضان وبداله السفر إلى الشرقية فأبطلوا الوقدة وأطفؤا السرج والشموع فكان ذلك فالًا فكانت مدة سكناه ستة عشر يومًا بلياليها وإنما أطنبنا في ذكر ذلك ليعتبر أولو الألباب ولا يجتهد العاقل في تعمير الخراب وفي أثناء غيبته بالشرقية وصلت الفرنساوية إلى الإسكندرية ثم إلى مصر وجرى ما جرى مما سبق ذكره وذهب مع عشيرته إلى قبلي وعند وصول الفرنساوية إلى بر أنبابة بالبر الغربي وتحاربوا مع المصريين أبلى المترجم وجنده في تلك الواقعة ويعمل معهم مكايد ويصطاد منهم بالمصايد ولما وصل عرضي الوزير إلى وعدة أسرى وأسد عظيم اصطاده في سروحه فشكره الوزير وخلع عليه الخلع السنية وأقام بعرضيه أيامًا ثم رجع إلى ناحية مصر وذهب إلى الصعيد ثم رجع إلى الشام والفرنساوية يأخذون خبره ويرصدونه في الطرق ناحية الشام ذهب إليه وقابله وأنعم عليه وكان معه رؤساء من الفرنساوية فيزوغ منهم ويكبسهم في غفلاتهم وينال منهم ولما وصل الوزير وحصل انتقاض الصلح وانحصر المصريون والعثمانيون بداخل المدينة وقع له مع الفرنساوية الوقائع الهائلة فكان يكر ويفر هو وحسن بك الجداوي ويعمل الحيل والمكايد وقتل من كشافه في تلك الحروب رجال معدودة منهم إسماعيل كاشف المعروف بأبي قطية احترق هو وجنده ببيت أحمد آغا شويكار الذي كان أنشأه برصيف الخشاب وكانت الفرنساوية قد عملوا تحته لغم بارود في أسفل جدرانه ولم يعلم به أحد فلما تترس فيه إسماعيل كاشف ومن معه أرسلوا من ألهمه النار فالتهب على من فيه واحترقوا بأجمعهم وتطايروا في الهواء ولما اصطلح مراد بك مع الفرنساوية لم يوافقه على ذلك واعتزله ولما اشتد الأمر بين الفريقين وشاطت طبخة العثمانيين ومن تبعهم طفق يسعى بين الفريقين في الصلح ويمشي مع رسل الفرنساوية في دخولهم بين العسكر وخروجهم ليمنع من يتعدى عليهم من أوباش العسكر خوفًا من ازدياد الشر إلى أن تم الصلح وخرج المترجم بلاء حسنًا وقتل من كشافه ومماليكه عدة وافرة ولم يزل مدة إقامة الفرنساوية بمصر ينتقل في الجهات القبلية والبحرية والشرقية والغربية مع العثمانية إلى نواحي الشام ثم رجع إلى جهة الشرقية فيحارب من يصادقه من الفرنسيس ويقتل منهم فإذا جمعوا جيشهم وأتوا لحربه لم يجدوه ويمر من خلف الجبل ويمر بالحاجز إلى الصعيد فلا يعلم أين ذهب ثم يظهر بالبر الغربي أو يسير مشرقًا ويعود إلى الشام وهكذا كان دأبه بطول السنة التي تخللت بين الصلحين إلى نظم العثمانية أمرهم وتأونوا بالإنكليز ورجع الوزير على طريق البر وقبطان باشا بصحبة الإنكليز من البحر فحضر المترجم وباقي الأمراء واستقر الجميع بداخل مصر والإنكليز ببر الجيزة وارتحلت الفرنساوية وخلت منهم مصر فعند ذلك قلق المترجم وداخله وسواس وفكر لأنه كان صحيح النظر في عواقب الأمور فكان لا يستقر له قرار ولم يدخل إلى الحريم ولم يبت بداره إلا ليلتين على سجادة ومخدة في القاعة السفلى ولم يكن بها حريم. وفي أثناء ذلك ينتظر القبودان جوابًا كافيًا وسلحداره مقيم أيضًا عند المترجم والمترجم يشاغل القبودان بالهدايا والأغنام والذخيرة من الأرز والغلال والسمن والعسل وغير ذلك إلى أن رجع إليه سليمان آغا بخفي حنين محزونًا مهمومًا متحيرًا فيما وقع فيه من الورطة مكسوف البال مع القبودان ووزير الدولة وكيف يكون جوابه للمذكور والقبودان جعل في الإبرة خيطين ليتبع الأروج فلما وصل إليه سليمان آغا وأخبره أن الجماعة القبليين لا راحة عندهم وامتنعوا من الدفع ومن الحضور وأن المترجم يقوم بدفع القدر الذي يقدر عليه والذي يبقى ويتجمع عليه يقوم بدفعه فاغتاظ القبودان وقال أنت تضحك على ذقني وذقن وزير الدولة وقد تحركت الحركة على ظن أن الجماعة على قلب رجل واحد وإذا حصل من المالك للبلدة عصيان ومخالفة ولم يكن فيهم مكافأة لمقاومته ساعدناهم بجيش من النظام الجديد وغيره وحيث أنهم متنافرون ومتحاسدون ومبخضون فلا خير فيهم وصاحبك هذا لا يكفي في المقاومة وحده ويحتاج إلى كثير. |
This site was last updated 03/02/09