|
موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس المانـــــــــوية / MANICHAEISM |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
جزء من سؤال جرئ - قناة الحياة الدكتور رأفت عماري: آه فيه مصادر المانوية، يعني الديانة المانوية إلي أسسها ماني في القرن الثالث، و نحن بنعرف إنو قريش الكثير منهم تزندق يعني صار مانوي. لأنه الزندقة هي المانوية مثلا خليني أعطيك بعض الأفكار، ماني كان إلو قرين مثل محمد إلو قرين. ماني ادعى إنو هو الروح القدس.. البارقليطس. ادعى نفس الشيء محمد. ماني ادعى إنو جميع الناس إلي عاشوا قبله كانوا مانويين، و محمد نفس الشيء ادعى. ماني ادعى إنو آدم كان مانوي و نفس الشيء صاحبنا محمد. ماني ادعى إنو الكتاب المقدس هو قد نسخه لا بحاجة لدراسة الكتاب المقدس فقط كتب ماني منها: KAPHALAYA OF THE DESCIPLES ******************************** قتل مانى ثم أنكب يدرس السحر لكى يكتسب شهره بالنبوة وأخذ يعالج أبن ملك الفرس حيث عجز الأطباء عن شفائه , ولكن مات الصبى وهو تحت يده يعالجه بالسحر , فألقاه أمبراطور الفرس فى السجن أنتظاراً لحكم الموت , ولكنه رشى الحراس فمكنوه من الهرب , وذهب إلى فلسطين وبدأ ينشر هرطقته ثانية فقاومة أحد الأساقفة وأخبر الناس بتعاليمه الفاسدة وأخيراً طرده خوفاً من أن يضل الشعب فذهب إلى العربية فوصلت الأنباء لأمبراطور الفرس بوجوده هناك فأرسل جندا قبضوا عليه ثم سلخ جلده وهو حى برؤوس القصب , ثم ألقى جسده للوحوش الضارية التى إلتهمته , ثم حشا جلده تبناً وعلقه على باب المدينة . أنتشار ديانته ولم تنتهى عقيدة مانى بموته بل ضاعف تابعيه مجهوداتهم , وبدلاً من أن يخافوا وينكمشوا أمتدوا وطاف أغناهم وأعظمهم وأفصحهم سوريا وفارس ومصر وأفريقيا والهند والصين , وبصرامة نظامهم وآدابهم وبساطة ديانتهم وأحتوائها على الكثير من الديانات الثلاث الكبرى فى ذلك الوقت أمكنهم أن يتلمذوا فى كل مكان ومع الإضطهاد الذى لا قوه لا يزال نسلهم باق للآن فى الجبال بين فارس والهند . وعن ماني وديانته يذكر د.امام عبد الفتاح امام فى احدى هوامش كتاب المعتقدات الدينية لدي الشعوب الذى قام بترجمته للباحث جفرى بارندر: محتوى البدعة المانوية وقد قال ماني بأنّ العالم هو تحت سيطرة قوتين هما الخير والشر. وزعم أنّ العالم مصنوع من أصلين أحدهما النور والآخر الظلمة، وأنهما أزليان حتى ذهب أصحاب هذه البدعة إلى القول أن ليس في وسع المرء أن يخلص من هاتين القوتين، وبهذا وجد أغسطينوس ما يبرر سلوكه الشهواني الفاجر فكان هذا المذهب كفيلاً بإشباع حاجته المزدوجة: السعي وراء بلوغ اليقين والركض من إشباع نفسه باللذة والشهوة الجسدية. إلى أن فطن لهذا المذهب بسبب الإشكالات التي يطرحها دون أن يقدم أي جواب لها. فبدأ الشك يراوده بالنسبة لصحة العديد من تعاليم شيعة المانوبة، إلى أن اهتدى إلى كتب الشكاك (الاحتمالية) من رجال الأكاديمية الجديدة التي يقول أصحابها أنه من العسير على المرء أن يتوصل إلى معرفة يقينية ثابتة غير قابلة للجدل والشك، فكانت هذه النطرية موآتية لحالة أغسطينوس النفسية. فعكف على قراءة كتبهم والتنقيب فيها ومناقشة آرائهم، حتى ظن أنه اقتنع بفلسفتهم في استحالة الوصول إلى اليقين وضرورة الإقلاع عن كل بحث يستهدف المعرفة روى موسيهم المؤرخ عن المانوية (1) : " أن ديانته مؤلفة من تعاليم المسيحية وفلسفة الفرس القديمة التى تلقنها وهو صغير , وما تكلم به الفرس عن ملكهم ميثراس تكلم به مانى عن المسيح فعلم بأنه يوجد لكل شئ مادتان الواحدة نور وألخرى ظلمة وللأثنين ربان رب النور سمة الإله ورب الظلمة سمة الشيطان وكلاهما متاضدان فى الطبيعة والأميال , ولأن إله النور سعيد فهو رحوم محسن ولأن إله الظلمة شقى يسعى ليجعل الغير أشقياء وكل واحد منهما أوجد طائفة كبيرة من نسله على شكله ووزعها فى مملكته . وإستمر إله الظلمة مدة طويلة لا يعلم بوجود نور أو إله له ولكنه شعر بذلك من حرب حدثت فى مملكته فحاول أن يستولى على إله النور فعارضه هذا بجنوده , غير أن قائدهم المدعو الأنسان الأول لم ينجح وتمكن جنود الظلمة من أخذ جانب من أخذ جانب عظيم من العناصر السمائية ومن النور ذاته الذى هو مادة حيوية فمزجوها بالمادة الفاسدة فقام من جنود النور قائد آخر يسمى بالروح الحى , ومع أنه نجح كثيراً إلا أنه لم يتمكن من تحرير مادة النور التى مزجت بالعناصر الرديئة , وبعد ذلك أوجد إله الظلمة آدم وحواء فكل مولود من هذا المزيج قائم بجسد من المادة الفاسدة وبنفسين إحداهما شهوانية من إله الظلمة والأخرى عقلية خالدة لأنها من النور الإلهى , ولما صنع رئيس الظلمة الناس من عقول غطاها بالأجساد خلق إله نور بواسطة الروح الحى أرضنا هذه المادة الرديئة وجعلها مسكناً للجنس البشرى ووسيلة لتمهيد طريق تخليص النفوس تدريجياً من أجسادها وإفراز الجيد من الردئ . ثم اخرج الإله بعد ذلك من نفسه كائنين وهما المسيح والروح القدس لأعانة النفوس المغشاة بالأجساد , فالمسيح هو الشخص الذى يدعوه الفرس ميثراس وهو مادة سامية جداً من أنقى نور الله واجبة الوجود حيوية فائقة الحكمة مسكنها الشمس , وكذلك الروح القدس مادة حيوية براقة منتشرة فى كل الجلد المحيط بأرضنا يدفئ نفوس البشر ويبهجها ويجعل الأرض مثمرة ويخرج منها تدريجا نطفات النار الإلهية المنتشرة وينهضها حتى ترجع إلى عالمها التى أتت منه . وبعد ان انذر الله طويلاً النفوس المحبوسة فى الأجساد بواسطة ملائكة وإناس علمهم مشيئته أرسل أخيراً المسيح ابنه وأنزله من الشمس إلى عالمنا هذا لكى يسرع برجوع الناس إلى وطنهم السماوى , فظهر المسيح بين اليهود لابساً صورة وظل جسد أنسانى , لا جسداً حقيقياً , وأعلن لهم الواسطة الوحيدة لخلاص النفوس من اجسادها وبرهن عن لاهوته بعجائبة . ولكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه , ولما لم يكن له جسد لم تؤثر عليه الألام ولكن اليهود حسبوه صلب فرجع المسيح إلى الشمس مسكنه الأول بعد ان ترك تلاميذه لتعليم الناس ديانته ووعدهم بإرسال رسول أعظم يفصح عن حقائق أسمى وهو البارقليط الذى يدعى مانى بأنه هو . والذين يؤمنون بألوهية المسيح ينبغى أن لا يعبدوا إله اليهود وهو غله الظلمة , وان يطيعوا شرائع المسيح التى أوضحها مانى ويقاومون بثبات شهوات النفس الشريرة , وهكذا يتخلصون شيئاً فشيئاً من مادة رئيس الظلمة الفاسدة , غير أن كمال التطهير لا يفوز به الأنسان فى هذه الحياة بل بعد الموت يحصل للنفس تطهيران الأول بالماء المقدس الموجود فى القمر ويلبثون فيه خمسة عشرة يوماً والثانى بالنار المقدسة الموجودة بالشمس وهذه تطهرهم تماماً أما الأجساد فتنحل إلى عنصرها الأصلى . أما النفوس التى لم تهتم بالتطهير فتسكن بعد الموت أجساد البهائم والبشر حتى تطهر , والأكثر إنحطاطاً يسلمون للأرواح الشريرة المقيمة فى جلدنا ليعذبوا زماناً ما , وحين تتحرر أكثر النفوس وترجع إلى عالم النور فحينئذ بأمر الإله فتخرج نار جهنم من مقرها وتحرق وتلاشى هذا العالم . وبعد ذلك يرغم رئيس الظلمة وجنوده على الرجوع إلى مقرهم الأصلى ويدومون فيه فى حال الشقاوة ويحاطون بحرس قوى من النفوس التى يئست من خلاصها حتى لا يقووا على محاربة اله النور ثانية . ولكى يجعل مانى سبيلاً لقبول مبادئة : رفض أكثر العهد الجديد معتقداً بانه حرف عن أصله ورفض العهد القديم الذى يعتبره من إنشاء إله الظلمة الذى يعبده اليهود ووضع انجيلاً أسماه " أرتن " مجاهراً بأنه موحى به إليه من إله النور , ثم وضع لتابعيه عيشة صارمة فأمرهم بممارسة كل ما يضعف الجسد الذى هو عمل رئيس الظلمة , وقسم تابعيه إلى قسمين المختارين الذين ينبغى أن يتمتعوا من اللحم والبيض والحليب والسمك والخمر وكل أنواع المسكرات والزواج زكل تمتع ناتج من مخالطة الذكور والأناث والسامعين وقد صرح لهم بإمتلاك البيوت وبأكل قليل من اللحم والتزوج بنساء , ويغلب أن المختارين هم الأساقفة والقسوس والشمامسة والعلمانيين هو " السامعون " ويقول آباء الكنيسة أن مانى هو الذى كان يتنبأ عنه الرسول بقوله : " وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2 فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3 مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا الإِلهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. " ( 1 تى 4 : 1- 3) بدعة مانى فى عصر الأمبراطور بريوس ظهر أنسان ردئ يسمى مانى وفعل أفعالاً رديئة وجدف على الرب ضابط الكل وعلى الأبن الوحيد وعلى الروح القدس المنبثق من ألاب وجسر على القول أنه (أى مانى ) هو البارقليط , وكان مانى عبداً لأمرأة أرملة ثرية جداً وكان قد آوت رجلاً ساحراً مشهور من أهل فلسطين , ولكنه وقع من فوق السطح ومات , فلما أصبحت وحيدة أشترت هذه المرأة ذلك العبد السوء (يقصد مانى ) فعلمته المرأة الكتابة والقراءة أيضاً فعلمته ما تعرفه فلما كبر أعطته كتب السحر التى كان الساحر يستعملها , فلما قرأها وعرف منها السحر ذهب إلى الفرس الذين كانوا يشتهرون بالسحر فى ذلك العصر ومن هناك ذهب إلى المكان الذى يجتمع فيه السحرة والعرافون والمنجمون , فتعلم هناك الألاعيب الشيطانية وأصبح حاذقاً فى العلوم الشيطانية وعرف علوم السحر كلها فى المنطقة الممتدة من فلسطين إلى فارس فظهر له الشيطان وقواة وحبب له مقاومة الكنيسة , فأضل قوماً بسحرة , وحمل الناس الأموال إليه وأشترى صبياناً وصبايا يخدمون شهواته النجسة . وكان يستعبدهم بسحرة ويضل جماعة من الناس ويقول لهم أنه البارقليط الذى وعد به السيد المسيح فى أنجيل يوحنا بإرساله . وكان هناك أنسان مسيحى غنى أسمه مرقاس رئيس مدينة فى أحدى مدن الشام , وكان أسقف مدينته أسمه أرشلاوس , وكان مرقاس معه روح وبركة أبراهيم وأسحق ويعقوب وهو تلميذ فى الكنيسة وهو يتواجد فيها بصورة مستمرة فى صلوات العشية وباكر وكان مع غناه مثل الفقير الذى لا شيئ له , وكان يسمع مواعظ الأسقف كما يجب ويفعل الخير من ماله مع أهل مدينته , وكان بابه مفتوح لكل من يأتيه من المساكين والمظلومين بسبب الخراج ( الضرائب) وغيرهم وكان مثل أيوب قديس العهد القديم , ولما أستولوا الفرس على ضيعة (بلد) قريبة منه وأخربوا البلد وقتلوا كثيراً من أهلها فذهب إليهم أهل المسبيون وسألوه أن يصنع معهم رحمة فأجاب سؤالهم بمحبة فأستدعى قائد الفرس وأخذ منه عدداً من المسبيين فلما حضر إليه أخرج له ولمن معه من الجند مالاً وقال لهم خذوا ما شئتم عن هؤلاء المسبيين فلما رأوا أنه يفعل الخير لهؤلاء الناس ولن يستفيد هو شيئاً لأمتنعوا عن أخذ المال كله وقالوا : " لن نفعل كما قلت ولكن أدفع أنت ما شئت للرجال الجنود الذين معنا " فأتفقوا بينهم على ثلاثة دنانير عن كل شخص مسبى فخلص جميع المسبيين الذين كانوا معهم , ودفع المال عنهم , وتسلم السبى من الفرس وأعالهم سبعة أيام وكان يمر ويعالج المرضى مثل أولاده , وأرسسلهم إلى بلدهم ودفن من قتله الفرس , ثم بنى للأحياء الذين ليس لهم مأوى مساكن وأطمأنت قلوب أهل البلد وبنى لهم كنائس بدلاً من التى هدمها الفرس , وكان ما فعله هذا الرجل العظيم موضع حديث كل الشام وكثر ماله وحصل على محبة أهل بلدته ولما سمع الهرطوقى مانى عنه ففكر وقال : إن أنا أقنعته وأنضم لى فجميع أهل الشام يكون تحت أمرى وينضموا إلى " فكتبوا إليه رسالة يقول له فيها : " البارقليط مانى يكتب إلى مرقاس أنى سمعت عن جودة أعمالك فعرفت انك تكون لى تلميذ مصطفى لى لأعرفك الطريق المستقيم الذى أمرنى المسيح لأعلم الناس بها والآن فقد أضلكم معلموكم إذ يقولوا ان الإله حل فى بطن أمرأة وقال الأنبياء قولاً غير الحق عن المسيح لأن إلاه العهد القديم شرير لا يريد أن يؤخذ منه شئ أما إلاه العهد الجديد فهو إلاه صالح إذ أخذوا منه لا يصيح ولا يسمع صوته .. " وقال كلاماً كثيراً فيه تجديف ولا يجوز ذكره ولم يقل الشيطان مثله , وسلم الرسالة إلى واحد من أتباعه وذهب ليسلمها إلى مرفاس , فلما سار الرسول فى طريقه فى الشام لم يقبله أحد فى طريقه ليأويه عنده ولم يبيع أحد له غذاء فى الطريق فجاع وكان يأكل الحشائش ووصل بصعوبة إلى مرقلس فلما اخذ مرقلس الرسالة وقرأة ثم أرسلها إلى الأسقف أرشلاوس وجعل الرسول فى مكان وقام وذهب إلى الأسقف ثم أرسل إلى الرسول ليأتى إلى الأسقف الذى سأله عن سيرة مانى هذا وكيف حاله .. فأعلمه الرسول , ولكن الرسول عندما علم بحسن ضيافة الأسقف ومرقلس وطيبتهما وأعمالهما الحسنة رغب ألا يغادر المكان ويقيم عندهما عندما سمع كلامهما المختلف عن مانى , ولكن عرض مرقلس عليه بالرجوع بجواب الرسالة ودفع للرسول ثلاثة دنانير , فقال أغفر لى يا سيدى : " أننى لن أعود إليه " ففرح بخلاص نفسه من شباك هرطقة الموت , وكتب مرقلس إلى مانى بجواب وبعثه غليه مع أحد عبيده , وقال الأب أرشلاوس لهذا العبد : " لا تأخذ منه شيئاً ولا تأكل ولا تشرب عنده " ولكن بعد سبعة أيام وجدوا مانى قد وصل إلى المدينة التى بها مرقلس وكان يلبس أسكيماً وأستخارة (يعتقد قميص شفاف من تحته ) ويلبس عليهما رداء نازل على رجليه مزين بصور من قدامة وخلفه وكان يصحبه 32 صبياً وصبية يمشون أمامه وخلفه , وعندما دخل منزل مرقلس ذهب مباشرة إلى كرسى فى وسط المنزل وجلس عليه , وكان مانى يظن أنهم أستدعوه ليتعلموا منه , فأرسل مرقلس وأستدعى الأسقف أرشلاوس , فلما حضر ورأى مانى جالساً فى وسط المنزل تعجب على قلة حيائة , فسأله ألأسقف أرشلاوس قائلاً : " ما هو أسمك ؟ " .. فقال : " أسمى البارقليط " قال له أرشلاوس : " أنت البارقليط الذى قال السيد المسيح يرسله إلينا " .. فقال : " نعم " فقال الأسقف : " كم عمرك ؟ " قال 35 سنة " فقال أرشلاوس الأسقف : " المخلص المسيح قال لتلاميذة : وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا « مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5 لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ " ( أع 1 : 4 - 5 ) والبارقليط الذى هو الروح القدس بعد عشرة ايام من صعودة كما قال حل البارقليط على الرسل فى عيد العنصرة , وهو بعد تمام 50 يوماً بعد الفصح , وإذا كنت أنت البارقليط فبلا شك لكان ما زال التلاميذ ينتظرونك فى أورشليم , وهذا الأمر من السيد المسيح مر عليه 300 سنة ولكن التلاميذ خرجوا من اورشليم وبشروا بعد أن حل عليهم الروح القدس وخرجت أصواتهم فى جميع الأرض وأنتهى كلامهم إلى اقطار المسكونة , لو كان الأمر كما قلت ما كانوا بشروا ولظلوا احياء فى أورشليم إلى الآن , ومن أين رأيت السيد المسيح وعمرك 35 سنة فقط , وشيئاً آخر لقد أمر السيد المسيح ألا نجلس فى صدور المجالس , وها أنت قد جلست فى أعلى موضع فى البيت .. فقال له مانى : " أليس الأنجيل يقول : " أنى أرسل إليكم البارقليط " فقال له أرشلوس : " إن كنت تؤمن بالأنجيل فهو يقول للسيدة العذراء مريم : " فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: « اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الإِله " ثم أحضر رسالته التى أرسلها إلى مرقلس وفيها يجحد ميلاد المسيح من أمرأة وينكر موته وقيامته من بين الأموات , فبدأ مانى يتكلم ويقول بهرطقته : أنه إلاهين أحدهما للنور والآخر للظلمة وكثيراً من أفكاره الهرطوقية " فقال له الأسقف أرشلاوس : إذا أنا أفحمتك على مقدار كذبك فأنت تثبت لى عن أفكارك بحجج ولكنى سأحضر لك أمه لا يعرفون إله السماء ليفحموا كلامك " وأرسل وأحضر رجلين أحدهما طبيب , والآخر كاتب وقالا لهما اسمعا ما يقوله ما يقوله هذا الرجل : " هل فى كتبكم كلام تقبلونه وكلام ترفضونه " فقالا : " إذا كان فى كتبنا فسوف نقبله ولا نرفض منه شيئاً ولكن إذا أختلف عما هو موجود فلن نستطيع قرائته ولن نقبله " فقال الأسقف لهما : " هذا الرجل (مانى) يبشر ويقول : أنه تلميذ المسيح ويرفض أوامر المسيح " فقالا له : " لن نقبله ولن نقترب من شئ يفعله " وهنا تكلم مانى وسمع جميع الحاضرين تجديفه ووثبوا عليه ليقتلوه , فمنعهم الأسقف وقال لهم : " نحن لا نمد أيدينا بالدماء : " يقتل بيد غيرنا " ثم نفاة من المدينة وقال له : " أحذر أن تحضر إلى منطقتنا لئلا تموت " . وخرج من بيت مرقاس والمدينة التى يرأسها وذهب إلى بلدة أخرى بها قس يحب أضافة الغرباء فأضافه عنده وآواة لمدة شهر ولم يكن يعرفه فبدأ مانى يكلم القس عن بدعته وهرطقته الرديئة .. فقال له القس : " لم أسمع قط بهذا الكلام , ولكنى سأرسل إلى أرشلاوس ليأتى ويسمع منك ما تقوله , فإن كان صحيحاً قبلناه " فلما سمع مانى أسم أرشلاوس قلق لذلك لمعرفته بشجاعة هذا الأسقف وحكمة الرب التى فى فمه , فقرر مغادرة الشام وعودته إلى بلاد فارس . ويقول الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة : " وذهب مانى إلى بلاد فارس وأستمر على عادته فى النجديف فحكم عليه البارقليط الحقيقى بحكمته وسلط عليه أمبراطور الفرس .. فسلخ جلده ورماه للوحوش فأكلوه . ******************************************************** 1 - فى هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون (3) وأسمه مشتق من هرطقتة الجنونية , وحصن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره , كما أبرزه أبليس / الشيطان عدو الرب , لهلاك كثيرين , وقد كانت حياته وحشية فى القول والفعل , وطبيعته شيطانية جنونية , ونتيجة لهذا تظاهر بموقف كموقف المسيح , وإذ أفتح جنونه نادى نفسه بأنه البارقليط الروح القدس نفسه ومن ثم أقتدى بالمسيح ( فى الشكل الإدارى فقط ) فإختار 12 تلميذاً كشركاء له فى تعليمه الجديد. 2 - ومزج معاً تعاليم مزورة وكفرية , جمعها من بعض الاباء الإلحادية التى أنقرضت منذ عهد طويل , وبعث بها , كسموم قاتلة , من الفرس إلى هذا الجزء من العالم الذى نعيش فيه , وإليه يرجع ذلك الأسم البغيض " المانيكيون" الذى لا يزال سائداً بين كثيرين . هذا هو أساس ذلك " العلم الكاذب الأسم " الذى برز وقتئذ . ========================== المـــــــــــــــراجع (1) تاريخه للكنيسة ص 115 : 3 - 10 (2) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 31 (3) كلمة مانى معناها الرجل المجنون , وقد ظهر فى أواخر القرن الثالث , وكان فيلسوفاً من بلاد الفرس , حاول إيجاد ديانة الفارسية والبوذية والمسيحية , وقد رحب به سابور الأول ملك الفرس فى بداية الأمر , ولكن كهنة المجوس ثاروا ضده فأضطر إلى الهروب من البلاد ( يعتقد أنه ذهب إلى الشام التى كانت تحت الحكم الرومانى ) , ولكنه عندما عاد تبعه جمع كثير ولكن الملك فارانس الأول حكم عليه بالأعدام سنة 276 م , وقد أنتشرت طائفته بسرعة بين المسيحيين وظلت أجيالاً عديدة , ومما جعلها محببة للكثيرين من المفكرين هو غموض تعاليمها , وإحكام نظامها , وتظاهرها بحل مشكلة الشر , ومظهرها نحو القداسة والتقشف , ونظريتها الأساسية الأعتقاد بوجود إلهين . إله للخير (النور) وإله الشر (الظلمة) , ومن الفلاسفة الذين انضموا إلى هذه البدعة بينهم أوغسطينوس
|
This site was last updated 02/12/18