Home Up حريق ألأوبرا المصرية | | حول الخديوي إسماعيل (1863-1879) القاهرة إلى مدينة معاصرة وحديثة وقد كان يتطلع إلى أن تكون مصر قطعة من أوربا,وأن تكون القاهرة باريس الشرق...هذا ويعد بناء دار الأوبرا خير شاهد علي اهتمام الخديوي إسماعيل بالفن الراقي بصفة عامة,وهو ابن الثقافة الفرنسية كتب د.ممدوح حليم فى جريدة وطنى (1) ومن أهم المناطق التي تحيي ذكراه وتشيد بفضله حتي الآن منطقة ميدان الأوبرا. كانت أرض ميدان الأوبرا جزءا من بركة الأزبكية التي ردمت عام 1864,ليقام علي أرضها حديقة الأزبكية ولما كانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق لافتتاح قناة السويس عام 1869,قرر الخديوي إسماعيل أن يقيم دارا للأوبرا لتفتتح إبان الاحتفالات بحضور الملوك وكبار مدعويه,الأمر الذي كان بداية إنشاء منطقة ميدان الأوبرا,وقد اسند الخديوي إسماعيل الإشراف علي أعمال بناء دار الأوبرا علي غرار أوبرا لأسكالا بميلانو الإيطالية إلي المهندس الإيطالي بتروافو سكاني في نوفمبر 1867 وقام بالتصميم المهندسين الإيطاليين سكالا وجيوفاني سالومون استغرق إعدادها نحو ستة أشهر فقط,وقد كان أساسها من الحجارة , وبقية المبني من الخشب المغطي بالحصي بغرض سرعة انجاز البناء.الصورة الجانبية إعلان لأوبرا عايده سنة 1908م . تكلف إنشاء هذه الدار حوالي 160 ألف جنيها,وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت.حضر حفل الافتتاح ملوك وملكات أوربا وفي مقدمتهم الأمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث أمبراطور فرنسا,وكان هذا مساء 29 نوفمبر 1869 حيث عرضت أوبرا ريجو ليتو,ثم كلف الخديوي إسماعيل الموسيقار الإيطالي الكبير فردي ليضع لحنا لأوبرا عايدة التي ألفها أوجست مارييت باشا ولحنها الموسيقي الإيطالي فردي.وقد عرضت أوبرا عايدة لأول مرة في دار الأوبرا مساء 24 ديسمبر .1871 ظلت دار الأوبرا علامة بارزة في الحياة الفنية في مصر إلي أن احترقت تماما في حريق هائل شب بها عام 1972,لتهدم أطلالها وليقام مكانها جراج متعدد الطوابق قبيح الشكل,وهكذا اختفت معالم دار الأوبرا تماما لتقام دار غيرها في أرض المعارض القديمة بالجزيرة,لكن شتان الفرق بين القديمة والحديثة التي تخلو من ملامح للجمال,وأقيمت بالتعاون مع الحكومة اليابانية. لقد حمل الميدان اسم ميدان الأوبرا منذ بناء دار الأوبرا,لكن أحيانا كان يسمي ميدان التياترو نسبة إلي الأوبرا,ونسبة إلي تياترو-مسرح-الخديوي الذي كان يقع في المكان الذي يشغله الآن المسرح القومي. تمثال إبراهيم باشا أمام دار الأوبرا أقام الخديوي إسماعيل تمثالا لوالده إبراهيم باشا الكبير,وهو علي صهوة جواده ابن محمد علي,وقد تنازل له عن الحكم عام 1848م بعد أن اعتلت صحته لكن صحة إبراهيم باشا الكبير اعتلت هي الأخري مما حدا به أن يتردد علي مصحات أوربا للعلاج.لكنه توفي قبل والده في نوفمبر سنة 1848 بعد 7 شهور فقط من الحكم وخلفه في حكم مصر عباس الأول بن طوسون بن محمد علي. وفي أثناء الغزو البريطاني لمصر عام 1882,فكر الثوار العرابيون في صهر التمثال ليصنعوا منه مدافع من برونز!! لكنهم عدلوا عن الفكرة ليبقي التمثال شاهدا حتي الآن علي ما بذله محمد علي وأسرته من جهد لتطوير القاهرة وللارتقاء بها,وهو الجهد الذي حاول رجال حركة 23 يوليو طمسه وتجاهله. هذا وقد شهد ميدان الأوبرا في تاريخ إقامة تمثال إبراهيم باشا أزمة بين كلا من مصر وتركيا بسبب لوحتين تمثلان معركتي نزيب وعكا صنعهما المثال الفرنسي كوردييه الذي كلفه الخديوي إسماعيل بصناعة التمثال,وذلك بهدف تثبيتهما علي قاعدته فقد رفضتهما تركيا كرمز لهزيمتها أمام الجيش المصري,وفي ذكري مرور مائة عام علي وفاة إبراهيم باشا عام 1948 بحثت الحكومة المصرية عنهما لدي حفيد كورديية ولم يتم العثور إلا علي صورتين لهما فقط.قام بصناعتهما المثالان أحمد عثمان ومنصور فرج وهما عبارة عن لوحتين شبيهتان لهما موضوعتين اليوم علي جانبي قاعدة التمثال. ************************إسماعيل باشا والفن و اقيم أول معرض فني في العالم العربي في مصر ( عام 1891 ) , برعاية ( الخديوي إسماعيل ) وتأسست اول مدرسة للفن فيها ( عام 1898 ) =========== المراجع: (1) راجع جريدة وطنى - الأحد 2/ 7/ 2006 م السنة 48 العدد 2323 (2) القاهرة-تاريخها وإنشائها...شحاتة عيسي إبراهيم-1958 (3) جريدة القاهرة الأسبوعية:عددا 13 يوليو,7 ديسمبر 2004 (4) موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام-عبد الرحمن ذكي |