Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 المواضيع والأفكار والأختلافات التى ناقشها مجمع نيقية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
يوسابيوس وخلاف الفصح
الإنقسام الميلاتى
مجمع نبقية والتماثيل والصور

 

منذ أن أنعقد مجمع أورشليم لم يحدث أن أجتمعت الكنيسة فى العالم فى مجمع واحد فى سنة 325 م , ولرعاية الأمبراطور قسطنطين الذى كان له رأى شخصى بألا يتدخل بتأثير سياسى على القرارات التى يتخذها الأساقفة وقد لوحظ فى بعض المجامع التالية تدخل الأباطرة  أو الملكات وإنحيازهم إلى جانب دون الآخر مما ادى إلى تقسيم الكنيسة , وإنعزال الأطراف المنقسمة ادى إلى زيادة فى التباعد

فيما يلى الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
الكتاب الأول: الفصل التاسع عشر
(خطاب الامبراطور فى المجمع)
(1/19/1) وأجرى الاساقفة مشاورات طويلة. وبعد أن استدعوا اريوس أمامهم اجروا اختبارا دقيقا لمقترحاته وكانوا معتنين بشدة من جانبهم ألا يُصوتوا لأىٍ من الطرفين.
(1/19/2) وعندما حل اليوم المعيَّن الذى تحدد لتسوية المسائل المتنازع عليها، اجتمعوا معا فى القصر، لأن الإمبراطور عقد عزمه على القيام بدور فى المداولات. وعندما كان، فى نفس المكان مع الكهنة اجتاز إلى رأس المؤتمر وجلس على العرش الذى أُعِد له، وأُمِر المجمع عندئذ بالجلوس حيث رُتِّبت المقاعد على الجانبين على طول جدران الغرفة الملكية، حيث كانت الأكبر وتفوق الأخرى.
(1/19/3) وبعد أن جلسوا، نهض يوسيبيوس بامفيلوس([137]) وألقى كلمة فى شرف الإمبراطور بعد أن رد الشكر إلى الله.
وعندما كفَّ عن الكلام وعاد الصمت، قدَّم الإمبراطور نفسه بالكلمات التالية:
إننى اشكر الله على كل شىء ولكن بالأخص يا اصدقائى على أنه سمح لى ان أرى مؤتمركم، الأمر الذى يفوق صلاتى أن يجتمع كهنة المسيح فى نفس المكان. والآن ارغب فى أن تكونوا جميعا بفكر واحد وشركاء فى حُكم مُرضى، لأننى احسب أن انشقاق كنيسة الله أخطر من أى شر آخر. لذلك عندما أُعلِن أمرٌ غير مرغوب فى سماعه، وفهمتُ أنكم كنتم مختلفين فى الرأى حزنتُ فى نفسى بشدة، إذ أنكم مرشدو العبادة الإلهية وصانعى السلام. ولهذا السبب دعوتكم([138]) إلى مجمع مقدس. وإذ أننى امبراطوركم وشريككم فإننى التمس منكم معروفا مقبولا عند ربنا كلنا، ويكون مُكرَّما لى ولكم. آلا وهو أن تفحصوا أسباب النزاع وتضعوا نهاية مُرضية وسَلامية له لكى ما انتصر معكم على الشيطان الحسود الذى أثار هذه الثورة الداخلية، لأنه اغتاظ من رؤية أعداءنا الخارجيين والطغاة تحت اقدامنا وحسد حالتنا الجيدة.
وقد ألقى الإمبراطور هذا الخطاب باللاتينية، وكانت الترجمه بواسطة واحد من جانبه
*************
المراجع
137) أى يوسيبوس أسقف قيصرية بفلسطين (تدعى فى الإنجيل قيصرية التى على البحر للتفرقة بينها وبين قيصرية فيلبس) وأحيانا يطلق عليها قيصرية مارتينا
138) لاحظ هنا من هو الداعى لأول مجمع مسكونى
فيما يلى الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
هذا الجزء خصصة المؤرخ سوزمينوس لشرح المواضيع التى نوقشت فى مجمع نيقية
الكتاب الأول: الفصل العشرون
(بعد الاستماع إلى الطرفين، أدان الامبراطور اريوس واتباعه ونفاهم)
(1/20/1) وكانت المداولة التالية من جانب الكهنة خاصة بالعقيدة. واصغى الإمبراطور باهتمام إلى خطاب كل من الطرفين. ومدح أولئك الذين تكلموا حسنا، ووبخ الذين عرضوا ميلا للمشاجرة حسب ادراكه لِما سمع إذ لم يكن غير ملم باليونانية تماما، فعبَّر عن نفسه بلطف لكل أحدٍ. وأخيرا اتفق الكهنة جميعا على أن الابن مساوى للآب فى الجوهر([139]).
(1/20/2) وعند بداية المؤتمر كان عدد مَن امتدحوا آراء اريوس سبعة عشر، ولكن فى النهاية انحاز أغلبهم إلى الرأى العام. وبالمثل اذعن الإمبراطور لهذا الحُكم إذ اعتبر إجماع المؤتمر قبولا الهيا، ورسم بعقاب كل مَن يعصى هذا الحُكم فى الحال كمذنب بالسعى إلى قلب التعاريف الإلهية.
(1/20/3) ولقد رأيتُ أنه من الضرورى أن أُعيد انتاج الوثيقة الخاصة بهذا الموضوع، كمثال للحقيقة لكى ما يتأسس بشكل واضح شعار الايمان الذى يُبرهن على صنع السلام حاليا. ولكن لما كان بعض الأصدقاء الاتقياء الذين فهموا هذه الامور قد أوصوا أن هذه الحقائق ينبغى تعليمها لطالبى المعمودية([140]) بواسطة مُعلِّميهم فقط، فقد وافقتهم على مشورتهم لأنه ليس من المستحسن لغير طالبى الايمان أن يقرأوا هذا الكتاب. وإذ قد أخفيتُ هذه المواد المحظورة التى ينبغى أن اصمت عنها، إلاَّ أننى لم أدع القارىء يجهل الآراء التى تناولها هذا المجمع.

الكتاب الأول: الفصل الواحد والعشرون
( قرارات المجمع بشأن اريوس. تسوية مسألة عيد الفصح)
(1/21/1) ينبغى معرفة أنهم قد أكدوا أن الابن مساوى للآب فى الجوهر، وأن أولئك الذين يرون أنه كان هناك وقت لم يكن فيه الابن موجودا، وأنه لم يكن موجودا قبل أن يُولد، وأنه قد صُنِع من العدم، وأنه من جوهر hypostasis آخر أو من طبيعة substanceأخرى غير التى للآب، وأنه خاضع للتغيّر والتبدّل، هم محرومون من الكنيسة الجامعة وغرباء عنها.
(1/21/2) وقد تم التوقيع على هذا القرار من يوسيبيوس اسقف نيقوميديا، وثيوجينس اسقف نيقية، وماريس اسقف خلقيدون، وباتروفيلس اسقف اسكيثوبوليس، وسكوندس اسقف بتولمايس بليبيا. أما يوسبيوس بامفيلوس([141]) فقد تردد لبعض الوقت فى الموافقة، لكنه وافق فى المباحثة الأخيرة.
(1/21/3) وحرَم المجمع اريوس ومشايعيه ومنَع دخوله الاسكندرية. وقد أُدِينت بالمثل العبارات التى قدَّمها عن وجهة نظره وكذلك عمله المسمى "ثاليا" الذى كَتَبه عن هذا الموضوع. اننى لم اقرأ هذا الكتاب ولكننى افهم انه من النوع الفضفاض الذى يماثل نمط Sotadus.
(1/21/4) وينبغى معرفة أن يوسيبيوس اسقف نيقوميديا، وثيوجينس اسقف نيقية رغم موافقتهما على وثيقة ايمان المجمع إلا أنهما لم يوافقا ولا اشتركا فى خلع اريوس.
(1/21/5) وقد عاقب الإمبراطور اريوس بالنفى وأرسل مراسيم للاساقفة والشعب فى كل الاقاليم مصرِّحا أنه هو([142]) وكل تابعيه غير اتقياء، ويأمر بتدمير كُتُبهم حتى لا تبقى ذكرى له أو لتعليمه الذى بثه. وأنَّ كل مَن يُخفِى كتاباته ولم يحرقها فى الحال سيتعرض لعقوبة الموت، وينال عقابا كبيرا. وكتب الامبراطور رسالة إلى كل مدينة ضد اريوس واولئك الذين قبلوا تعاليمه. وأمر يوسيبيوس [النيقوميدى] وثيوجينس أن يهجرا المدن التى كانا اساقفة لها. وخاطب كنيسة نيقوميديا حاثا لها على مشايعة الايمان الذى اقره المجمع وأن ينتخبوا اسقفا ارثوذكسيا ليطيعوه ويدعوا الماضى يمضى. وهدَّد كل مَن يتكلم حسنا عن الاساقفة المنفيين أو يتبنى مفاهيمهم بالعقاب. وأظهَر فى هذه الرسائل وغيرها مشاعر ضد يوسيبيوس [هذا] لأنه تبنى سابقا آراء الطاغية واشترك فى مكائده.
(1/21/6) وطبقا للمراسيم الإمبراطورية خُلِع يوسيبيوس ويوجينس من كنائسهما التى كانوا فيها، وصار امفيون Amphion على كنيسة نيقوميديا وخرستوس([143])Chrestus على كنيسة نيقية. وختاما لهذا الجدل العقيدى، قرر المجمع أن يتم الاحتفال بعيد الفصح فى نفس الوقت فى كل مكان.

الكتاب الأول: الفصل الثانى والعشرين
(دعوة الامبراطور لاكسيوس اسقف النوفاتيين لحضور المجمع)
(1/22/1) ويُروَى أن الامبراطور، من منطلق الرغبة الحارة فى أن يرى التناسق قد أُعيد للمسيحيين ، دعا اكسيوس اسقف كنيسة النوفاتيين إلى المجلس، ووضع أمامه تعريف الايمان، والعيد الذى تصدق عليه بتوقيعات الاساقفة، وسأله عما إذا كان يوافق عليه أم لا.
(1/22/2) فأجاب اكسيوس بأن تفسيرهم لم يُقدِّم تعريفا لتعليم جديد، وأنه يتفق فى الرأى مع المجمع، وأنه يتمسك منذ البداية بهذه المفاهيم الخاصة بالايمان والعيد. فقال له الإمبراطور عندئذ اذن لماذا تمتنع عن الاشتراك معهم فى التناول إذا كنت متفقا فى الرأى معهم؟. فأجاب أن هذا الشِقاق قد بدأ أولا فى عهد داكيوس بين نوفاتوس وكرنيليوس وأنه يعتبر أولئك الأشخاص الذين يُخطئون بعد المعمودية فى تلك الخطايا التى يُعلِن الكتاب المقدس أنها للموت([144]) أشخاصٌ غير جديرين بالتناول، لأن مغفرة تلك الخطايا، كما يُظن، تعتمد على سلطة الله فقط وليس على سلطة الكهنة([145]) فأجاب الامبراطور قائلا: إذن يا اكسيوس خذ سُلّما واصعد وحدك إلى السماء.
(1/22/3) وبعد هذا القول لا اتصُور([146]) أن يُمدَح اكسيوس، ولكن بالأحرى أن يُلام لأنه وهو بشر تخيل أنه معصوم من الخطية.

الكتاب الأول: الفصل الثالث والعشرون
(بافنتيوس المعترف وقوانين المجمع)
(1/23/1) ومن منطلق الغيرة على تقويم حياة أولئك المنشغلين بشؤن الكنائس سن المجمع تشريعات دُعِيَت قوانين.
(1/23/2) وبينما هم يتداولون بشأنها، فكَّر البعض فى اصدار قانون يُلزِم الاساقفة والكهنة والشمامسة بأن ينفصلوا عن الزوجات اللواتى اقترنوا بهن قبل دخولهم الكهنوت.
(1/23/3) ولكن بافنوتيوس المعترف وقف وشهد ضد هذا الاقتراح، وقال أن الزواج مُكَّرم وطاهر، وأن معاشرة زوجاتهم عفة، ونصح المجمع ألاَّ يُصدِر مثل هذا القانون، لأنه سيكون صعب الاحتمال، ويمكن أن يُستخدَم كفرصة للتحرق لهم ولزوجاتهم، وذكَّرهم أنه طبقا للتقليد القديم للكنيسة أولئك الذين كانوا غير متزوجين قبل الانضمام إلى الرتب المقدسة كان يُطلَب منهم البقاء هكذا، أما أولئك الذين كانوا متزوجين فلا يهجروا زوجاتهم. هكذا كانت نصيحة بافنوتيوس على الرغم من أنه كان هو نفسه غير متزوج.
(1/23/4) وطبقا لذلك نزل المجلس على مشورته ولم يسن قانونا بذلك ولكنه ترك الأمر للحُكم الفردى. وليس للإلزام وقد أصدر المجمع مع ذلك قوانينا تنظم سياسة الكنيسة، وهذه القوانين يمكن العثور عليها بسهولة، حيث أنها فى مِلكية افراد كثيرين.

الكتاب الأول: الفصل الرابع والعشرون
(مسألة ميليتوس)
(1/24/1) وبعد فحص مسألة سلوك مليتيوس الذى حَكم المجمع فى مصر عليه، بأن يبقى فى ليكوس Lycus([147])، ومنع عنه فقط لقب اسقف، وحظر عليه سيامة أىَّ أحدٍ سواء فى المدينة أو القرية. أما أولئك الذين قد رسمهم سابقا، فقد سُمِح لهم بهذا القانون أن يظلوا فى الشركة وفى الخدمة ولكن يٌعتبرون تاليين فى الكرامة لكهنة الكنيسة والايبارشية. ولما كان بالموت يُصبح المُعيَّن لا وارث له فقد سُمِح لهم بالخلافة متى حُسبوا أهلا لذلك بتصويت الجمهور. ولكن فى هذه الحالة يتعين سيامتهم بواسطة اسقف كنيسة الاسكندرية لأنهم ممنوعين من ممارسة أى سلطة أو تأثير فى الانتخاب.
(1/24/2) وقد بدت هذه اللوائح عادلة بالنسبة للمجمع لأن مليتيوس وتابعيه قد اظهروا اندفاعا شديدا وتهورا فى السيامات، لدرجة انها حرمت أيضا السيامات التى من بطرس من كل الاعتبارات. وهكذا بعدما أدار كنيسة الاسكندرية، هرب بسبب الاضطهاد الذى ثار عندئذ ثم استشهد فيما بعد([148]).

الكتاب الأول: الفصل الخامس والعشرون
( مأدبة الامبراطور لأعضاء المجمع ومناشدته لهم أن يكونوا بفكر واحد)
وفى نفس الوقت الذى كانت تُسَن فيه هذه القوانين فى المجلس حلَّ الاحتفال بالذكرى العشرين لحُكم قنسطنطين. لأن العادة الرومانية كانت أن يُقَام الاحتفال فى كل سنة عاشرة من الحُكم لذلك فكر الامبراطور أن تكون فرصة لأن يدعو المجمع إلى الاحتفال، وقدَّم لهم هدايا مناسبة، وعندما استعدوا للعودة إلى اوطانهم، دعاهم جميعا معا وحثهم على أن يبقوا جميعا بفكر واحد بشأن الايمان وأن يكونوا فى سلام فيما بينهم حتى لا يكون هناك شِقاق من الان فصاعدا فيما بينهم. وبعد حث كثير آخر من هذا النوع، ختم طلبه بأن يكونوا مجتهدين فى الصلاة وأن يتضرعوا إلى الله دائما من أجله، ومن أجل أبنائه ومن أجل الإمبراطورية. وبعد أن خاطب هكذا أولئك الذين أتوا إلى نيقية شيعهم. وكتب إلى الكنائس فى كل مدينة لكى يوضح لأولئك الذين لم يحضروا ما قد تقرر بواسطة المجمع، وبالنسبة لكنيسة الاسكندرية بصفة خاصة، كتب أكثر من ذلك حاثا لهم أن يضعوا جانبا الانشقاق وأن يكونوا متحدين فى الايمان الصادر من المجمع لأن ذلك لن يكون شيئا آخر سوى حكم الله إذ قد تقرر بواسطة الروح القدس ومن اتفاق هذا العدد الكبير من الكهنة المنيرين وتأيدهم بعد فحص دقيق ومناقشة لسائر النقاط محل الشك.
*************
المراجع
139)  son is consubstantial with the father  عن المدلاولات اللاهوتية "الطبيعة" و "الجوهر" و"الأقنوم" و "الهيبوستاسيس " و "الأموسيووس" و "الأموأوسيوس" والتى سترد على مدى عمل سوزيمينوس هذا ، رجاء الرجوع للقسم اللاهوتى من كتاب "القديس أثناسيوس الرسولى" للأب متى المسكين .. نشر دير أنبا مقار
140) حرفيا المبتئون فى الإيمان
141) ولهذا عرف ا،ه نصف اريوسى وإن كان حاول فيما بعد أني يبرر تردده هذا
142) أى آريوس
143) أو كرستوس
144) (1يو 5: 16)
145) لاحظ هنا إغفال الأمر الإلهى "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلوللا فى ... )
146) هنا أقول للذين راوا : أن سوزمينوس قد "نسخ" من سقراتيس أن الحدث التاريخى من حيث هو حدث ماضى مشاع للجميع ، ولكن الموقف منه يختلف  من شخص لآخر وها نحن نرى هنا الموقف الشخصى لسوزمينوس من هذا الحدث الذى يختلف بوضوخ عن سقراتيس

ومن المواضيع التى كانت تحتاج للمناقشة فى مجمع نيقية هى : -

أولاً : تحديــــد الأحتفال بيوم عيد القيامة Easter
أختلف المسيحيين فى الأحتفال بعيد القيامة فبينما كان المسيحيين فى آسيا الصغرى يحتفلون فى تاريخ معين فقد أعلن بوليكربوس أسقف أزمير بضرورة الإحتفال بذكرى الصليب فى يوم 14 نيسان العبرى والقيامة فى يوم 16 من نيسان العبرى , وهما التاريخان اللذان تمت فيهما أحداث الصلب والقيامة فعلاً .

أما روما والكنيسة القبطية وأورشليم وانطاكية كانت تحتفل بهذين العيدين فكانوا يرون المحافظة على اليوم فذكرى الصلب يجب أن يكون يوم الجمعة والقيامة فجر الأحد حتى ولو أختلف عن تاريخ اليومين فى موعدها فى الشهر العبرى, وكان كثيراً ما يوافق يوم الجمعة ويوم الأحد 14 و 16 نيسان العبرى فى هذين اليومين .

وأساقفة هذا الزمان كانوا لا يعتبرون أن هذا الإختلاف بين التاريخ واليوم يصل إلى درجة الهرطقة وتستدعى الحرم او أعتباره هرطقة , بدليل أنه عندما ذهب القديس بوليكربوس أسقف أزمير عندما ذهب إلى روما وفاوض أسقفها نيشيوش فى بعض الأمور .. ومنها تحديد عيد الفصح , وبالرغم من أنهما لم يتفقا على رأى واحد بخصوص هذه المسألة , إلا أن نيشيوش قدم بوليكربوس ليقدس القربان .

ولكن حدث فى ختام القرن الثانى , أصر فيكتور أسقف رومية على إجبار أساقفة ومسيحيى آسيا الصغرى على الإحتفال بهاتين المناسبتين بالأحتفال يومى الجمعة والأحد مع أستمرار الصوم حتى يوم أحد القيامة .

وأصرت كنائس أسيا الصغرى على عدم تغيير مواعيد أحتفالاتها , ولما تعنتت هذه الكنائس على عدم تغيير عاداتهم , فقام فيكتور أسقف روما بتهديدهم بقطعهم من شركته , فكان رد كنيسة أزمير بأنهم عقدوا مجمعاً حضره 50 أسقفاً وكان قراره :

أعتبار فيكتور أسقف روما معتدياً على أختصاصات أساقفة آخرين , وقرروا عدم الإلتفات إلى تهديده .

وكانت نهاية هذه المشكلة على يد كنيسة أقباط مصر فقد قام البابا الأنبا ديمتريوس الكرام البطريرك الـ 12 بالتوفيق بين الفريقين .. على أن يرتبط يومى جمعة الصلبوت وأحد القيامة بيومى 14 و 16 نيسان .. فجمع علماء الفلك المصريين فى مدينة الأسكندرية , وكان من بينهم الفلكى الشهير بطليموس الفرماوى , وفى أجتماع العلماء هذا وضعوا قاعدة أشتهرت فيما بعد وهى :

أن يكون عيد الفصح المسيحى فى الأحد التالى لعيد الفصح اليهودى مباشرة .

ولكن ظل الوضع على ما هو عليه من خلاف حتى فصل فيه مجمع نيقية المسكونى , حيث أقر مبدأ كنيسة الأسكندرية .

ثانياً : إنشقاق ملاتيوس أسقف أسيوط

يعرف هذا الأنقسام فى داخل الكنيسة القبطية بالأنقسام الميلاتى نسبة إلى ملاتيوس أو ميليتيوس أسقف ليكوبوليس ( أسيوط ) بصعيد مصر , وحدث أثناء حكم الأمبراطور دقليديانوس الذى أثار إضطهاداً عنيفاً على المسيحيين ورؤسائهم فى مصر ومن ضمن من قبض عليهم وأودع السجن أسقف أسيوط , فقام بعض الأساقفة بالرغم من المخاطرة بحياتهم بزيارته فى السجن يقوونه للثبات فى إيمانه عندما شعروا أن إيمانه بدأ يضعف , وبدلاً من أن يعترف بإيمانه جهاراً وينال أكليل الشهادة , ضعف أمام الأضطهاد وبخر للأوثان , وانكر ديانته , ثم عاد وندم ورجع إلى المسيحية مرة أخرى , وبدأ يرسم أساقفة بدون إذن من بابا الأقباط فى مصر بطرس خاتم الشهداء , وأصبح بذلك مغتصباً لحق ليس من حقوقه .

وتمادى ملاتيوس أسقف أسيوط ورسم 30 أسقفاً

فقام البابا بطرس خاتم الشهداء إلى عقد مجمع مكانى (محلى ) بالأسكندرية وكانت قرارات المجمع هى حرم ملاتيوس أسقف أسيوط والأساقفة الذين رسمهم معه , ولكنه لم يخضع وأستمر فى تمرده على الكنيسة , وأستمر الشقاق بينه وبين بطاركة الكرازة المرقسية الذين عاصروه بعد أستشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء .

ثالثاً : إعادة معمودية من عمدهم الهراطقة

ظهر خلاف بين اساقفة العالم المسيحى سؤال هام هو : هل يعاد معمودية الذين عمدهم الهراطثقة ( أى أعتنقوا أفكار هرطوقية وبدع ) ؟ أم تقبلهم الكنيسة  معتمدة معمودية الهراطقة !!

حدث هذا الخلاف بين كبرياتنوس أسقف قرطاجنة الذى تبنى موقف أعادة تعميد الهراطقة وقرر فى رسالته التاسعة عشرة : " إن المعمدين من يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب إعادة معموديتهم , أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية (قبل أنضمامهم للهراطقة ) فعمادهم صحيح لا يعاد "

وأيد الموقف الثانى أستفانوس أسقف روما (253 - 257 ) وكان ينادى بعدم إعادة المعمودية للذين تعمدوا بيد الهراطقة !!

وتمسك كل فريق بموقفه وكانت غالبية الأساقفة فى جانب رأى كبرياتنوس أسقف قرطاجنة , وعندما هدده أستفانوس أسقف روما بالحرم إن لم يمتنع عن تعميد الهراطقة عند أعتناقهم المسيحية , قام كبرياتنوس أسقف قرطاجنة بعقد مجمعاً فى قرطاجنة عام 255 م الذى كان من قراراته هو : ضرورة أعادة عماد الهراطقة ومن تعمد على يديهم ممن ينضمون إلى المسيحية , أما إذا كانوا قبلاً تعمدوا فى الكنيسة وسقطوا فى الهرطقة فلا تعاد معموديتهم

وتدخل البابا الأسكندرى ديوناسيوس فى إيقاف الخلاف وأنتشاره وإحتداد المواقف , فأرسل رسالة رقيقة وشرح فيها موقف كبرياتنوس أسقف قرطاجنة بلطف ووضح أن الكنائس فى كل مكان قد أستقر على رأى واحد يخالف رأيه .

رابعاً : بدعــــــــــــــــــــة آريوس

بدعة آريوس يعتبر أهم الأسباب فى إجتماع مجمع نيقية وستجد فى هذا الموقع شرح لهذه البدعة التى قسمت الكنيسة

====================

المــــــــــــــــــــــراجع

(1)  موسوعة عصر المجامع - بقلم القمص كيرلس الأنطونى - تعليق وتنسيق دياكون د/ ميخائيل مكس إسكندر - وإشراف نيافة الأنبا متؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر - مكتبة المحبة 2002 م ص 27 -29

(2) رسالة 72 كبرياتنوس أسقف قرطاجنة

(3)  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل الثانى
فيما يلى الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************

الكتاب الثانى: الفصل الثامن عشر
(الأريوسيون والميليتيون واثناسيوس)
(2/18/1) ومع ذلك تزايدت شهرة اثناسيوس، بصفة خاصة من الاريوسيين والميليتيين، فعلى الرغم من أنهم كانوا يكيدون له إلا أنهم فشلوا فى جعله سجينا.
(2/18/2) ففى البداية كتَب له يوسيبيوس ليقبل اريوس فى شركة التناول، وهدَّد بدون كتابة أن يُسىء معاملته إذا رفض ذلك. ولكن أثناسيوس لم يستسلم لعرضه بل صرَّح بأن مَن ينصح بهرطقة فى الابتداع ضد الحق، وقد أدين من مجمع نيقية يتعين عدم قبوله فى الكنيسة.
(2/18/3) فقدَّم يوسيبيوس التماسا إلى الامبراطور ليتدخل لصالح اريوس ويوصى بعودته. وسأسجل هنا قليلا كيف حدثت كل هذه الأمور.
(2/18/4) فى ذلك الوقت كان هناك نزاع وجلبة بين الاساقفة انفسهم بشأن المعنى الدقيق لمصطلح "مساوٍى فى الجوهر". فالبعض رأى أن هذا المصطلح لا يمكن قبوله بدون تجديف لأنه يتضمن عدم وجود ابن الله، وأنه يشتمل على خطأ مونتانوس Montanus وسابليوس Sabellius. وفريق، من ناحية أخرى، يدافع عن المصطلح معتبرين مقاوميهم كيونانيين(أو وثنيين)، ويعتبرون تصُورهم يقود إلى تعدد الآلهة. وقاد هذا النزاع يوسيبيوس الملقب بامفيلوس، ويوستاثيوس Eustathius اسقف انطاكية.
(2/18/5) فلقد اعترف كلاهما بأن ابن الله موجود اقنوميا، ولكنهما اختلفا معا كما لو كان قد أساء كل منهما فهم الآخر. فقد اتهم يوستاثيوس يوسيبيوس بتحوير العقائد التى صدَّق عليها مجمع نيقية. بينما أعلن الثانى أنه يصدّق على عقائد نيقية وأنب الثانى على التصاقه ببدعة سابيليوس

This site was last updated 01/30/18