البابا يؤنس 19

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الحالة السياسية وإختيار البابا بعد إنتقال البابا كيرلس الخامس

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا يوأنس قائمقام
المطران يصبح بابا
إنقسام القبط وإختيار البابا

فى أول مسرى 1643 التى توافق 7 أغسطس 1927م إنتقل البابا كيرلس الخامس إلى مساكن النور وبدا البحث عمن سيجلس على الكرسى المرقسى 

 أهمية عام 1928م

 قالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (1) عن عام 1928م : " إن عاماً جد عادى بين أعوام التاريخ المصرى الحديث وسنية بدت أله أهمية خاصة لم تكن متوقعة  .. هو عام 1928م عام قد يمر به القارئ للتاريخ ، أو الباحث نفسه من غير أن يتوقف فيه على أمر ذو خطر ، فهو عام حدث أو أحداث جليلة ، فهو ليس عام ثورة أو حرب أو إنتفاضات أو معاهدات أو تسوية سياسية أو إقتصادية ذات شأن ، كما أنه لا يصلح لبداية أو نهاية لمرحلة تاريخية ما ، فى أى من مجالات النشاط السياسى والإجتماعى الظاهرة .

ولكن تكشف دراسته عن أنه عام عجيب ، ففيه وفيما سبقه مباشرة من شهور إحتدم الصراع السياسى حول الأزهر والكنيسة ، وأثير موضوع التفرقة بين الأقباط والمسلمين فى الوظائف الإدارية (بدأت التفرقة فى هذه السنة وإبتدأ المسلمين يستولون على الوظائف) كما بدأت البعثات التبشيرية تجتاح الشرق الأوسط فى مصر وتركيا وغيرها .. وظهرت جمعية الشبان المسلمين .. وجماعة الإخوان المسلمين ... أى أننا نحن المصريين بذاتنا صرنا موضوع الصراع وأرضه وميدانه ، وإمتلاك الذات هنا هو أمضى سلاح .. مهما بلغ جبروت الطامعين ..   "

الحالة السياسية

حينما أنتقل البابا الوقور إلى مساكن النور توفى بعده بقليل الزعيم سعد زغلول وكانت مصر لا تزال فى صراعها مع إنجلترا من أجل الإستقلال التام - صحيح أنها كانت قد نالت الحق فى أن تكون دولة ذات سيادة قومية يحكمعا ملك كما أصيح لها برلمان (1) ولكن الجيش البريطانى كان ما يزالمرابطاً على أراضيها المتاخمة لقناة السويس والبحر الأحمر بحجة أن عليهم تأمين طرق المواصلات بين أملاكهم الإمبراطورية ، فكان هذا الصراع السياسى من أقوى المؤثرات فى أعماق المصريين.

البحث عن البابا الجديد وإنغماس الأقباط فى السياسة 

فى هذا الجو السياسى المضطرب قام المسئولون من الأقباط بإتخاذ الخطوات اللازمة للوصول إلى هدفهم وهو إنتخاب من يجلس على السدة المرقسية ، فقاموا بإختيار القائمقام الباباوى بدأوا يبحثون  عن راهب يتوسمون فيه المزايا اللازمة لهذه الكرامة العظمى وقيادة الكنيسة القبطية  وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى : " ورنت نغمة من النشاز نغمة توجع القلب وهى أن شيئاً من الأفكار الغربية التى كانت بعيدة كل البعد عن كنيستنا أخذ يتسرب داخل العقول وكان القبط على مدى عصورهم المتتابعة - كانوا - إذا ما وقفوا موقف الساعى ليجدوا راعيهم الأول ، يذهبون للأديرة يلتقون بشيوخها ويستعينون بهم فيمن يصلح للذى سيجلس على الكرسى المرقسى ، وكانوا خلال فترة  بحثهم هذا يداومون على الصلاة .

أما فى هذه الفترة فقد تركوا الصراع السياسى يتخلل تفكيرهم وأدخلوا السياسة فى هذا الموضوع الكنسى الحيوى الخطير!

وكان المصريين عامة قد إنقسما إلى قسمين كبريين : قسم ملتهب بالوطنية مستعد أن يضحى بنفسه فى سبيل إستقلال مصر .. والقسم الثانى منحاز للإنجليز زعما منهم أنهم يعاونوا المصريين فى التقدم العلمى !!

وهكذا .. تباعاً .. إنقسم الأقباط الباحثين على باباهم فى هذه الفترة إلى قسمين أيضا ما بين مؤيد ومعارض وإنتقل تأثر هاذين القسمين بأن اصبح شرطاً من شروط إختيار البابا مع أنه من المعروف تاريخيا أن الكنيسة القبطية لا دخل لها بالسياسة فقد كانت المصائب تنزل على أبناء الكنيسة إذا حدث وأدلت برأيها سياسياً فقد تتبعت قول رب المجد وعملت به : " أعطوا ما لقيصر لقيصر .. " 

 

***************************

المراجع

(1)  سنة 1928 هى الفترة التى تلت نياحة قداسة البابا كيرلس الخامس - ويقول طارق البشرى عنها فى كتابه ( المسلمون ولأقباط ص 411 ما يلى)  وقد فجرت وفاة بين الأقباط طاقة من السخط .. حتى ليبدوا النظرة الخارجية أن إنقساماً خطيراً يهدد كنيستهم ، فشب الخلاف فى أيام معدودات حتى صعب التنبؤ بما سيكون لو إستمر ، لو لم تأت وفاة سعد زغلول فى 23 أغسطس لتكسر من حدته ولترده إلى حجمه المناسب فى نطاق الخلافات والمشاكل الأخرى ، وتنقل إهتمام المصريين جميعاً إلى هذا الشعور بالحزن المرير لوفاة زعيم ثورتهم ، وإلى التربص لما عساه أن تأتى به الأيام ، فكانت وفاة سعد كما كانت حياته من عوامل التجميع "

(2)  قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م  

 

This site was last updated 05/13/17