Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الكنيسة تقاوم بدعة أبوليناريوس

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

 

أساقفة قاوموا بدعة أبوليناريوس

لتقى الجندي أليدورس أو هيليدورس أو أليدور St. Helidorus of Altino بالقديس جيروم في أكويليا بإيطاليا حوالي عام 372م حيث تتلمذ على يديه. كان محبًا للصلاة ودراسة الكتاب المقدس، يقضي أيامًا بلياليها في الصلاة والدراسة، وإن كان لم يدخل ديرًا ولا التزم بالسكنى في البرية. إذ عزم القديس جيروم على السفر إلى الشرق مع الأبوين أوغريس وإينوشنسيوس ارتبط بهم أليدور وزاروا بلادًا كثيرة بسوريا. وفي إنطاكيا تعرفوا على أبوليناريوس الذي لم يكن بعد قد كشف عن بدعته، فكان أليدور يستمع لتفاسيره للكتاب المقدس، وبعد فترة قصيرة استطاع أن يتحسس ما في كلمات أبوليناريوس من سموم الهرطقة. اعتكف القديس جيروم في برية بإقليم كلشيدا نحو تخوم سوريا والعربية وتبعه اليدور إلى حين، لكنه اشتاق إلى وطنه فعاد إلى دلماسيا، واعدًا صديقه ومعلمه أن يعود إليه في القريب العاجل، غير أنه بقى زمانًا بجانب والديه فأرسل إليه القديس جيروم يحثه على التمتع بحياة البرية، محدثًا إياه عن الدموع التي ودعه بها والتي لم تنقطع بعد، طالبًا منه ألا يستكين هناك بسبب دموع أمه أو توسلات أبيه، كاشفًا له عن أهمية حياة الوحدة في البرية. تأثر أليدور بالرسالة جدًا، وإن كنا لا نعرف ما هي العوامل التي عاقته عن الانطلاق إلى معلمه جيروم ليحيا معه في البرية، لكنه كان يمارس الحياة النسكية التقوية بقوة منطلقًا إلى أكويليا، وهناك سيم أسقفًا على مدينة الثينو بالرغم من رفضه الشديد لقبول هذه الوظيفة. بجانب حياته النسكية التي عاشها خلال عمله الأسقفي اهتم بخلاص شعب الله ومقاومة البدع مثل الأبولينارية والأريوسية، كما حضر مجمع أكويليا عام 381م. عندما سيم ابن اخته نيبوتيان كاهنًا كتب إليه القديس جيروم الذي لم يفقد قط حبه لصديقه أليدور سائلاً إياه أن يقتدي بخاله كمثل حيّ للراعي المسيحي. كان أليدور يسند القديس جيروم ماليًا في الإنفاق على ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية. غالبًا تنيح حوالي عام 400م.

 

 فيتاليوس
 فيتاليوس اتجاهه للأبولينارية أسقف إنطاكية للأبوليناريين. نشأ في أنطاكية في الإيمان الأرثوذكسي، وكان ذا شخصية قوية، سيم كاهنًا بواسطة ميليتوس (ثيؤدوريت 5: 4). وبسبب غيرة زميله الكاهن فلافيان حدث شرخ بينه وبين الأسقف، فانحاز فيتاليوس إلى أبولليناريوس وتبنّى أفكاره. في روما بلغت أخبار انحرافه عن الإيمان إلى روما، فقام فيتاليوس برحلة إلى روما عام 375م ليبرر نفسه أمام دماسوس أسقف روما لكي يقبله في الشركة. استخدم فيتاليوس عبارات غامضة تحمل معانٍ كثيرة فأقنع دماسوس بأرثوذكسيته. على أي الأحوال لم يقبله دماسوس في الشركة إنما أعطاه رسالة إلى بولينوس وأعاده إلى إنطاكية، حيث حسبه الغرب أثناء الانشقاق الميلاتي هو الأسقف القانوني لأنطاكية. ما أن ترك فيتالوس روما حتى أرسل دماسوس رسالة أخرى إلى بولينوس تحوي قانون الإيمان حيث دان تعاليم أبولليناريوس دون الإشارة إلى اسمه، سائلاً إياه أن يطلب من فيتاليوس التوقيع على القانون الإيماني هذا كشرط لقبوله في الشركة (ثيؤدوريت 5: 11). رفض فيتاليوس التوقيع، واستفحل الشرخ بينه وبين بولينوس تمامًا. سيامته أسقفًا سام أبولليناريوس فيتاليوس أسقفًا على كنيسته المنشقة، وإذ اتسم بالقداسة في السلوك والغيرة في الكرازة كسب كثيرين إلى صفّه، وصار أتباعه يدعون الفيتاليون Vitalians (سوزومين 6: 25). مع انحرافه الأبولليناري كان له تقديره لدى كثير من القيادات الأرثوذكسية فيما عدا في الفكر الأبوليناري. حثّ القديس أبيفانيوس القديس باسيليوس الكبير أن يفتقد إنطاكية ويعالج هذه الجراحات. وبالفعل التقى بفيتاليوس الأسقف وطلب منه أن يرجع إلى الكنيسة ويتحد معها. فقد تبادل فيتاليوس وبولينوس الاتهامات، كل منهما يدّعي أن الآخر غير أرثوذكسي في إيمانه. طلب القديس أبيفانيوس عقد مؤتمر، وقد أظهر فيتاليوس في البداية عبارات تبدو أرثوذكسية تمامًا. فقد أعلن مثل بولينوس أن المسيح إنسان كامل له جسد بشري ونفس، لكنه عاد فقال بأن اللاهوت احتل مركز العقل. بهذا فشلت محاولات القديس أبيفانيوس تمامًا. بهذا صار بإنطاكية ثلاثة مجموعات بجانب الأريوسيين، مجموعة مع ميليتس والأخرى مع بولينوس والثالثة مع فيتاليوس، والكل يدّعي أرثوذكسية المعتقد. Henry Wace & William Piercy: A Dictionary of Early Christian Biography, 1999.
 

********************************************************************************************

ثانيا: هرطقة أبوليناريوس Apollinarius أسقف لاوديكية Laodicea(390م)
مما لاشك فيه أن الأفكار اللاهوتية تنشأ وتتطور في علاقة جدلية متشابكة, فظهور فكرة لاهوتية غالبا ما يعقبها فكرة أخرى قد تناقضها أو تتفق معها أو تعدل فيها. وهذا هو بإيجاز ما حدث مع المجادلات الكريستولوجية. فبعد أن حاول أريوس أن يطعن في لاهوت المسيح ظهر أبوليناريوس أسقف لاودكية رفضا فكر أريوس ومؤيدا لمجمع نيقية. وحاول أن يجتهد في هذه المسألة. ولكنه حوّل تعليم ثلاثية تكوين الإنسان من سيكولوجية أفلاطون إلى الكريستولوجي. فقال: كما أن الإنسان العادي مكون من جسد ونفس وروح, هكذا يسوع المسيح هو مكوّن من جسد ونفس والكلمة(اللوجوس). وفي رأيه أن الكلمة قد حل محل الروح واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد. وهكذا لم يتصور أبوليناريوس إمكانية وجود نفس إنسانية عاقلة في المسيح في وجود الله الكلمة الذي هو روح والذي هو العقل الإلهي. وربما كان اهتمامه بذلك أن يستبعد تماما أن يستبعد الطبيعة الخاطئة عن المسيح من خلال استبعاد أن يكون له نفس بشرية. بيد أنه بذلك أضر بناسوت المسيح لحساب لاهوته, مما نجم عن ذلك إدانته في عدة مجامع (روما377- الإسكندرية 378 – أنطاكية 379 – ومجمع القسطنطينية المسكوني 381).
ثالثا: ردود الفعل في مدرسة أنطاكية على تعاليم أبوليناريوس
اهتمت مدرسة أنطاكية بمقاومة بدعة أبوليناريوس التي رأوا فيها أنها تضحي بكمال ناسوت المسيح. وتركزت المقاومة في :
1 – ديودورس الطرسوسي
كان قسا في أنطاكية ثم أصبح أسقفا لها , وكان عالما ومدافعا قويا عن الإيمان. وبفضل جهوده تأسست المدرسة التفسيرية الأنطاكية. وكانت هذه المدرسة تتميز بتركيزها على المعنى الحرفي للأسفار المقدسة , في مقابل الطريقة المجازية الرمزية المفضلة في مدرسة الإسكندرية. ولقد دافع ديودورس دفاعا قويا ضد الأريوسيين عن ألوهية المسيح وبنفس القوة عن ناسوت المسيح ضد أبوليناريوس , ولكنه في محاولته إعطاء القيمة الكاملة لناسوت المسيح قدم فكرة وجود شخصين في المسيح , في شكل اتحاد أدبي معنوي. فالذي ولد من مريم هو الإنسان فقط. وكان التجسد هو سكنى اللوجوس في إنسان كامل , كسكنى الله في الهيكل. إن اتحاد الناسوت واللاهوت في المسيح يشبه اتحاد الجسد والروح في أي شخص.
2 – ثيودوروس الموبسوستي
يعد من أبرز أعلام مدرسة أنطاكية التفسيرية إن لم يكن بالفعل أقدر عالم كتابي في تلك المدرسة. وقد خدم اسقفا لموبساويستا لمدة ست وثلاثين سنة. وكان فكره اللاهوتي عن شخص المسيح امتدادا لفكر ديودوروس الطرسوسي. وكان مهتما بالمحافظة على التمييز بين الطبيعتين الإلهية والبشرية في المسيح. وكانت تعاليمه التفسيرية والعقائدية حجة يرجع إليها المتنازعون والمتخالفون. واعتبره النساطرة المرجع والمعلم لهم. ويحتمل أن الجدال النسطوري كان بسببه أكثر من أي معلم آخر, وكثيرا ما يشك فيما إذا كان نسطور نفسه نسطوريا , لكن لا يمكن الشك في أن ثيودوروس كان نسطوريا قبل نسطور. وذلك لاتهامه بأنه يعلم بوجود شخصين في المسيح أحدهما إنساني والآخى إلهي , وهما يرتبطان باتحاد خارجي. ورغم كونه قد مات في سلام مقبولا من الكنيسة بشكل عام إلا أنه بعد وفاته بعدة سنوات بدأت منازعات حول تعاليمه الكريستولوجية واستمرت لفترات طويلة حتى انعقد مجمع القسطنطينية الثالث عام 553م وأصدر حرمانا ضد تعاليم ثيودوروس , بعد مرور 125 عاما على وفاته.

This site was last updated 05/22/09