احدى قرى النوبة القديمة غرب أسوان

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تهجيـــــــر أهالى النوبة بسبب بحيرة السد العالى

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
هل النوبيين عرب؟
النوبيون لايشعرون بوطنيتهم
النوبيون والعودة لأراضيهم
أخير أرض للنوبيين
مشاريع السودان والنوبيين

Hit Counter

 

تميز المجتمع النوبي بمجموعاته الثلاث الغاديجا والكنوز والعرب الذين يمثلون‏44‏ قرية استقرت بعد التهجير في مدينة كوم أمبو ومنطقة نصر النوبة بمحافظة أسوان‏ ، وقد كانوا جميعهم مسيحيين قبل الغزو العربى الإسلامى لمصر وقد هاجموا المسلمين عدة مرات بالجيوش وتغلبوا عليهم ووصلت جيوشهم للقاهرة .‏
وأهالى النوبة عاش أبناؤها‏4‏ هجرات وكانت عملية التهجير الأولي في عام‏1902‏ ببناء خزان أسوان ثم التعلية الأولي للخزان عام‏1913‏ وبعدها التعلية الثانية عام‏1933‏ ثم الهجرة الأخيرة عام‏1964‏ بعد البدء في مشروع بناء السد وقامت الدولة بتعويضهم عن قراهم وأراضيهم بقري جديدة تحمل نفس أسماء القري القديمة في كوم أمبو ونصر النوبة‏.

**************************************

جريدة الأهرام 15/2007م السنة 131 العدد 43960 عن مقالة بعنوان " أهالي النوبة‏:‏ الحنين يشدنا إلي قرانا القديمة خلف السد " كتب مندوب الأهرام أيمن السيسي : قال أحد المسنين من أهالي النوبة : " ‏ خلونا جنب الحتة اللي غرقت وذكرياتنا مع النخيل والنيل وعظام أهالينا في المدافن القريبة من النهر‏!‏ "  ,‏ ناطقا بلسان حال آلاف النوبيين الذين يتطلعون إلي إعادة توطينهم في النوبة القديمة حول بحيرة السد العالي‏,‏ انطلاقا من توجه الرئيس حسني مبارك في توزيع الأراضي حول مفيض توشكي‏,‏ بما يتماشي مع المصلحة القومية‏.‏
وقال أهالي النوبة‏:‏ إن الحكومة مهتمة بأبناء النوبة من خلال إعادة توطين النوبيين في وطنهم القديم‏,‏ وتخصيص أراض لهم حول توشكي‏.‏ ويطالب الدكتور كرم الصاوي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة بإعادة تعمير المدخل الجنوبي لمصر بإعادة توطين النوبيين في وطنهم القديم‏,‏
مشيرا إلي أن بناء السد العالي قد فرض تهجير أكثر من‏14‏ ألف أسرة نوبية إلي مناطق توطين جديدة‏,‏ روعي فيها تحقيق العلاقات القوية بين مجموعات النوبة الثلاث‏(‏ الكنوز ـ المزيكا ـ العرب‏),‏ لكن ظهرت مشكلات عدة يعانونها ولم تحل‏,‏ ومن هنا يجب تنفيذ مشروعات تخطيط في النوبة الجديدة‏,‏ وربطها بشبكة من الطرق ووسائل النقل‏,‏ مع ربطها بمحافظتي الوادي الجديد والبحر الأحمر‏,‏ والتوسع في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية المختلفة‏.‏
وفي السياق نفسه‏,‏ يطالب حسن مختار رئيس لجنة التعليم بالمجلس المحلي بتسكين أبناء النوبة في القري التي أنشأتها هيئة تنمية بحيرة ناصر‏.‏ وعلي صعيد متصل‏,‏ تحدث أهالي النوبة‏,‏ بصراحة‏,‏ عن كل مشكلاتهم التي حرصوا أثناء عرضها علي تأكيد أنها مثل كل المشكلات التي يعانيها كل مواطن يسعي للحصول علي فرصة عمل‏,‏ ومسكن مناسب‏.

********************************

أهالى النوبة بلا حقوق للمواطنة فى مصـــــــــــــر

جريدة الأهرام 15/2007م السنة 131 العدد 43960 عن مقالة بعنوان " أهالي النوبة يرفضون دعاوي العنصرية والتعصب‏:‏ مواطنون‏..‏ لا أقلية " تحقيق‏:‏ أيمن السيسي : " جاء علي لسان حمدي سليمان رئيس النادي النوبي في النمسا الذي تعرض النوبيين للاضطهاد وذلك أمام مؤتمر في زيورخ قبل أيام حول أقليات الشرق الأوسط الذي ترأسه عدلي أبادير حيث طالب حمدي سليمان بتخصيص نسبة من مقاعد البرلمان للنوبيين‏,‏ وبتغيير اسم محافظة أسوان إلي النوبة‏,‏ ورفض النص في الدستور علي عروبة مصر‏,‏ لكن هل ما قاله سليمان في المؤتمر يعبر بالفعل عن أهلنا الطيبين في النوبة‏.‏
في البداية يصف المهندس طارق أغا ما جاء في هذا المؤتمر بأنه مرفوض‏,‏ ويؤكد أن أهل النوبة لم يفوضوا أحدا للحديث عنهم كأقلية‏,‏ ولم ولن نطالب بالانفصال عن وطننا‏,‏ فمصر بلدنا نعيش فيها ضمن الجماعة الوطنية‏,‏ صحيح أن هناك مشكلات نعانيها‏,‏ لكنها هي نفسها المشكلات التي نعانيها جميعا‏.‏
مثل ما سبق أن أوصت لجنة الإسكان والمرافق بمجلس الشعب برئاسة الدكتور ميلاد حنا التي زارت منطقة نصر النوبة في ديسمبر‏1985‏ بإيجاد حلول لمشكلات التربة والتصدعات والصرف الصحي في بناء مساكن المنطقة ودراسة حالة المساكن‏.‏
ويضيف عبدالله عبدالفتاح أن مشروع الثروة الداجنة والمحطة الزراعية للثروة الحيوانية في ابريم علي مساحة‏400‏ فدان توقف بعد فترة وبيع آخره بمعرفة الشركة القابضة للتجارة‏.‏
ويضيف خبير جمال‏:‏ يعاني شباب المنطقة البطالة ويطالبون بتوزيع أراض عليهم للاستصلاح نظرا لعدم وجود مشروعات استثمارية أو صناعية تستوعب الزيادة المطردة في أعداد الشباب‏,‏ وهناك مشروع وادي النقرة الملاصق لقري التهجير لاستصلاح‏65‏ ألف فدان‏,‏ وتم بالفعل بناء‏5‏ قري لتوطين الشباب وتوزيعه ضمن مشروع مبارك للخريجين‏,‏ وبالفعل تم توزيع بعض أراضيه علي خريجين من محافظات أخري‏.‏
وطالب بمراعاة الموضوعية في توزيع أراضي الاستصلاح علي شباب النوبة مع الحرص علي عدم تكرار الخطأ في توزيع أراضي الاستصلاح في صحراء كوم أمبو عند التهجير التي تم التوزيع فيها عشوائيا‏(‏ فدانين‏)‏ لكل أسرة تمتهن الزراعة‏,‏ و‏(‏خمسة أفدنة‏)‏ لأصحاب الملكيات الزراعية الكبيرة‏(‏ من‏5‏ ـ‏20‏ فدانا‏),‏ وهو ما كان مخالفا لقانون الإصلاح الزراعي‏178‏ لسنة‏52,‏ والقانون‏127‏ لسنة‏1961,‏ كما يعد إجحافا بأصحاب هذه الملكيات خاصة‏.‏
وبرغم تحرير أبحاث لأصحاب الملكيات والمعدمين‏,‏ كما يضيف الشيخ عبدالهادي يعقوب عضو مجلس الشعب مدير الأوقاف السابق‏,‏ عام‏1993,‏ بمعرفة لجان من المراقبة العامة للتنمية الريفية بكوم امبو‏,‏ إلا أن أحدا من مسئولي الزراعة لم يلتفت إليهم برغم توزيع أراضي وادي النقرة‏.‏
ويطالب رمضان عبدالباسط المحامي بإلغاء وصاية المراقبة العامة للتنمية علي الأراضي الخاصة بأبناء النوبة بمركز نصر النوبة‏,‏ حيث تسيطر علي مستلزمات الإنتاج وتحويل حيازتها إلي الجمعيات التي تعمل وفق قوانين التعاونيات‏,‏ نظرا لأن هذه الوصاية من أسباب تراجع دخول المزارعين في المنطقة وانخفاض إنتاجية الأراضي‏,‏ بالإضافة إلي عدم الاهتمام بتطهير المساقي والمصارف الداخلية‏.‏
ويطالب حمزة عبدالغفور بإلغاء قرار وزير الزراعة السابق أحمد الليثي الخاص بإلغاء قرار سلفه يوسف والي بتخصيص‏1000‏ فدان للجمعية النسائية النوعية بنصر النوبة‏,‏ وهي أول جمعية زراعية نسائية أنشئت في مصر عام‏1976‏ وضمت في عضويتها‏1500‏ فتاة وسيدة من الأرامل والمطلقات ومعدومات الدخل‏.‏
ويطرح عبدالناصر صابر قضية مساكن المغتربين الذين يبلغ عددهم‏9‏ آلاف أسرة‏,‏ فقد ظلت الدولة تبنيها كل عام حسب اعتمادات الموازنة‏,‏ وتم تسليم‏4‏ آلاف مسكن لأصحابها علي مدي العقود الأربعة الماضية وتبقي منهم نحو‏5‏ آلاف أسرة لم يتم بناء مساكن لهم‏.‏
وقال محمد هلال المحامي وعضو المجلس المحلي‏:‏ إنه في عام‏1993‏ تم عقد لجان الحصر والتوزيع في مراقبة التنمية الريفية بكوم امبو التي ألزمت الأهالي بتقديم الأرقام المسلسلة للتعويضات التي تسلموها في الستينيات لإثبات الملكيات في النوبة القديمة‏,‏ وكانت رسوم استخراجها‏57‏ قرشا‏,‏ وبالفعل قدموها مرفقة بالشهادات المطلوبة من إدارة نزع الملكية بالمساحة‏,‏ إلا أن اللجنة وبعد‏14‏ عاما لم تنعقد‏,‏ ومع رعاية الدولة وصدور تعليمات جديدة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وإبلاغها إلي الجمعيات الزراعية بتقدم طالبي التعويض العيني بطلبات ترفق بها الشهادات الرسمية‏(‏ مسلسلات التعويض‏)‏ وزادت رسوم استخراجها إلي‏50‏ جنيها‏,‏ لكن لماذا يطالبوننا بها وقد قدمناها لهم في عام‏1993‏ ؟‏!‏
ويتذكر أهل هذا المجتمع الطيب فكرة تعمير منطقة النوبة القديمة التي صاحبها إشهار‏18‏ جمعية زراعية تابعة لجمعية السادات الزراعية وبلغ عدد الأعضاء‏34‏ ألفا تسباقوا للانضمام إليها بدافع الحنين الذي يشدهم للعودة إلي منبت أصولهم وذكرياتهم مع النهر والنخيل‏,‏ ونتيجة أيضا لعدم إحساسهم بالاستقرار في مناطق التهجير لنقص فرص العمل وضيق المساحات الزراعية‏,‏ وقتها ـ كما يضيف الشيخ عبدالهادي يعقوب ـ بدأوا يحلمون بإعادة إطلاق أسماء قراهم الشهيرة التي أغرقها السد علي قراهم الجديدة‏,‏ ومن هذه الأسماء‏:‏ أبو سمبل‏,‏ وبلانة‏,‏ وقسطل‏,‏ وأدندان‏,‏ وبدأ التعمير في هذه القري وإنشاء وحدات ري من البحيرة مباشرة‏,‏
وبناء المساكن التي بدأ بعضهم في الاستقرار فيها إلا أنهم فوجئوا عام‏2003‏ بصدور قرار وزير الزراعة الأسبق بتصفية هذه الجمعيات وإلغائها وقيام بلدوزرات المحافظة بهدم‏140‏ منزلا‏,‏ ولم تحاول المحافظة مساعدتهم‏.‏ ويعاني صابر محمد صادق إهمال المحافظة في ترميم منزله بقرية عنيبة حسب قانون مناطق التهجير‏,‏ ولازال منذ خمس سنوات متصدعا وآيلا للسقوط علي أسرته برغم إفادة رئيس مدينة نصر النوبة له بإدراج المنزل ضمن نسبة الـ‏25%‏ للترميم في خطة عام‏2003,‏ وبرغم كثرة شكاوي صابر صادق وغيره من المضارين إلي محافظ أسوان ولكنه لا يحرك ساكنا‏.‏
ويضيف رشدي ناصر‏:‏ إذا كانت الحكومة ـ كما صرح المسئولون أخيرا ـ عازمة علي بناء مساكن المغتربين وتسليم شبابهم‏10‏ آلاف فدان في وادي النقرة‏,‏ فلماذا لا يتم ذلك في مناطقنا القديمة؟ أم أن هناك ـ كما يتساءل ـ محاذير علي عودتنا إليها خوفا من شائعات كالدعوة إلي الرغبة في الانفصال أو الاتحاد مع النوبيين السودانيين‏,‏ وهي ادعاءات ليس لها دخل في إطلاقها‏,‏ بل إن تصرفات بعض صغار الموظفين هي التي جعلت البعض يتناول كل ما يدور حوله علي أنه شكل من أشكال التمييز‏.‏
ويضيف المهندس طارق أغا أن هذا التساؤل يطرح تساؤلا آخر يعكس مرارة الإحساس‏,‏ وإن كان في سخرية فيقول‏:‏ يشاع أن وادي النقرة ظهرت فيه اكتشافات بترولية‏,‏ وهو وادي ملاصق لقري التهجير‏,‏ فهل باستخراجه سيتم نقلنا وتهجيرنا مرة أخري؟‏!‏ إن كان فأعيدونا إلي مناطقنا ولا خوف من ذلك‏,‏ فما هو الضرر الذي يمكن أن يحدثه عدة آلاف من المواطنين شهد لهم المجتمع طوال تاريخهم بالطيبة والأمانة والانصياع لحكومات بلادهم حبا وطوعا‏.‏
عبدالهادي يعقوب يقول‏:‏ نحن نتفهم ذلك وندرك أن قيادات الدولة تتعامل معنا بنفس الرعاية لجميع المواطنين‏,‏ إلا أن جوهر الموضوع يتلخص في أن اتهامنا أمنيا يتنامي خصوصا في ظل مروق البعض ومحاولتهم الادعاء بأنهم صوت أبناء النوبة‏,‏ وهذا غير صحيح‏,‏ فلا نحن نطالب بتغيير اسم المحافظة‏,‏ ولا راودتنا الرغبة في تغيير النص علي عروبة مصر‏.‏
وهنا يلتقط الدكتور محمد طه أستاذ الطبيعة النووية بجامعة جنوب الوادي ـ وهو أحد أبناء النوبة ـ حيث يصف هذه الادعاءات بأنها كلام واهم‏,‏ فأغلب المصريين لم يكونوا عربا‏,‏ لكننا جميعا تعربنا ولا يوجد بيننا نوبي واحد تحدث عن الانسلاخ من مصريته‏,‏ ولا يمكن لأي نوبي مخلص أن يدعي أننا نتعرض للاضطهاد‏.‏ ومنا شخصيات تتبوأ مواقع حساسة في كثير من أجهزة الدولة المختلفة من أبناء النوبة‏,‏ وهو ما يؤكد عدم التمييز ضدنا‏,‏ لكن مشكلتنا الحقيقية هي الانتماء لبلادنا مصر‏,‏ ولقرانا الصغيرة خلف السد‏,‏ وفي النوبة القديمة التي يشدنا الحنين إليها‏,‏ أو كما قال أحد المسنين من أهلنا‏:‏ خلونا جنب الحتة اللي غرقت وذكرياتنا مع النخيل والنيل وعظام أهالينا في المدافن القريبة من النهر‏.‏
وهذه الكلمات التي قالها المسن وجاءت علي لسان الدكتور محمد طه‏,‏ تفلسف البعد الإنساني للنوبيين‏.‏
ويضيف الدكتور ياسر دهب الأستاذ بالجامعة العمالية وأمين شئون العضوية بالحزب الوطني بأسوان‏:‏ لا يجب الاهتمام فقط بتوزيع الأرض‏,‏ لكن التوجيه بكيفية استثمارها بزراعات غير تقليدية تقوم علي تكنولوجيا الزراعة الحديثة وتكوين اتحادات أو جمعيات زراعية‏,‏ مع توفير البنية الأساسية‏.‏
ويطالب حسن مختار رئيس لجنة التعليم بالمجلس المحلي بتسكين أبناء النوبة في القري التي أنشأتها هيئة تنمية بحيرة ناصر‏.‏
ويعلق الدكتور كرم الصاوي باز أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة المتخصص في تاريخ النوبة بقوله‏:‏ إن بناء السد فرض تهجير أكثر من‏14‏ ألف أسرة نوبية إلي مناطق توطين جديدة روعي فيها تحقيق نفس العلاقات القديمة بين مجموعات النوبة الثلاث‏(‏ الكنوز‏,‏ والمزيكا‏,‏ والعرب‏),‏ لكن ظهرت عدة مشكلات يعانونها لم تحل‏,‏ بل وتفاقمت‏,‏ وهنا يجب تنفيذ مشروعات تخطيط في النوبة الجديدة مع زيادة التوسع في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية‏,‏ وربط النوبة الجديدة بشبكة من الطرق ووسائل النقل والمواصلات وربطها بمحافظتي الوادي الجديد والبحر الأحمر‏.‏
ويطالب الدكتور كرم الصاوي بإعادة تعمير المدخل الجنوبي لمصر بإعادة توطين النوبيين في وطنهم القديم حول بحيرة السد العالي‏,‏ وهذا توجه الرئيس حسني مبارك في توزيع الأراضي حول بحيرة توشكي‏,‏ ويتماشي مع المصلحة القومية لمصر‏.

**********************************************************************************************************

جريدة وطنى 13/5/2007م السنة 49 العدد 2368  عن مقالة بعنوان " تجاهل‏ ‏الأقليات‏ ‏عرض‏ ‏مستمر‏:‏النوبيون‏ ‏لهم‏ ‏مطالب‏ ‏عادلة‏ ‏وحقوق‏ ‏مسلوبة - تفعيل‏ ‏مبادئ‏ ‏المواطنة‏ ‏والتنمية‏ ‏العادلة‏ ‏هما‏ ‏الحل " تحقيق‏:‏إيمان‏ ‏حنا‏-‏إنجي‏ ‏متري
رغم‏ ‏شرعية‏ ‏مطالب‏ ‏النوبيين‏,‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تلق‏ ‏إلا‏ ‏كل‏ ‏أشكال‏ ‏التجاهل‏ ‏والصمت‏,‏ومع‏ ‏تعاقب‏ ‏الحكومات‏ ‏بمختلف‏ ‏ميولها‏,‏بدا‏ ‏وكأن‏ ‏هناك‏ ‏اتفاقا‏ ‏علي‏ ‏تجاهل‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏رغم‏ ‏أهميته‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏لا‏ ‏يزالون‏ ‏متمسكين‏ ‏بحقهم‏ ‏في‏ ‏البقاء‏ ‏بقراهم‏,‏والحفاظ‏ ‏علي‏ ‏جنسيتهم‏ ‏المصرية‏,‏ورفض‏ ‏كل‏ ‏أشكال‏ ‏الانفصال‏,‏وينتظرون‏ ‏مكافأة‏ ‏الدولة‏ ‏لهم‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏قاموا‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏الماضي‏ ‏لصالح‏ ‏وطنهم‏.‏
وطنيالتقت‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الشخصيات‏ ‏ذات‏ ‏الصلة‏ ‏بهذا‏ ‏الموضوع‏ ‏لرصد‏ ‏مشكلات‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏,‏والحلول‏ ‏المقترحة‏ ‏لإنهاء‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏من‏ ‏جذوره‏.‏
قال‏ ‏منصور‏ ‏الابنداني‏ ‏رئيس‏ ‏المجلس‏ ‏المحلي‏ ‏لمركز‏ ‏نصر‏ ‏النوبة‏ ‏إن‏ ‏مشكلات‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏تم‏ ‏حل‏ ‏بعضها‏ ‏بعد‏ ‏موافقة‏ ‏الرئيس‏ ‏مبارك‏ ‏علي‏ ‏الانتهاء‏ ‏من‏ ‏بناء‏ ‏مساكن‏ ‏للمغتربين‏ ‏خلال‏12‏شهرا‏ ‏بمعدل‏5500‏وحدة‏ ‏سكنية‏,‏علي‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏تنفيذ‏ ‏القرار‏ ‏أول‏ ‏يولية‏ ‏المقبل‏,‏كذلك‏ ‏تسليم‏ ‏الأراضي‏ ‏للمواطنين‏ ‏الذين‏ ‏لم‏ ‏يستلموها‏ ‏بعد‏ ‏تهجيرهم‏ ‏في‏ ‏عام‏1964,‏وتبلغ‏ ‏مساحة‏ ‏هذه‏ ‏الأراضي‏10500‏فدان‏,‏وبالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏تمليك‏ ‏مساكن‏ ‏للنوبيين‏ ‏بالمجان‏ ‏لخدمة‏98‏ألف‏ ‏نسمة‏,‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏القرارات‏ ‏أثلجت‏ ‏صدور‏ ‏النوبيين‏ ‏لإنهاء‏ ‏معاناتهم‏,‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تنفذ‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏الواقع‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏.‏
وأشار‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الفترة‏ ‏المقبلة‏ ‏ستشهد‏ ‏لقاء‏ ‏مع‏ ‏محافظ‏ ‏أسوان‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏تحديد‏4‏فئات‏ ‏لتوزيع‏ ‏الأراضي‏ ‏والمساكن‏,‏الفئة‏ ‏الأولي‏ ‏للخريجين‏ ‏الحاصلين‏ ‏علي‏ ‏مؤهلات‏ ‏ولم‏ ‏يتم‏ ‏تعيينهم‏,‏بمعدل‏5‏أفدنة‏ ‏لكل‏ ‏خريج‏ ‏والفئة‏ ‏الثانية‏ ‏هي‏ ‏الأرامل‏ ‏اللاتي‏ ‏يعولن‏ ‏أسرهم‏,‏الفئة‏ ‏الثالثة‏ ‏خاصة‏ ‏بالمطلقات‏,‏بينما‏ ‏الفئة‏ ‏الرابعة‏ ‏لصغار‏ ‏المزارعين‏,‏أي‏ ‏من‏ ‏يملكون‏ ‏أقل‏ ‏من‏ ‏فدانين‏,‏وهناك‏ ‏مطلب‏ ‏مهم‏ ‏يتم‏ ‏السعي‏ ‏لتحقيقه‏ ‏ويتلخص‏ ‏في‏ ‏فصل‏ ‏الدائرة‏ ‏الانتخابية‏ ‏عن‏ ‏مركز‏ ‏كوم‏ ‏أمبو‏ ‏حتي‏ ‏تكون‏ ‏هناك‏ ‏حرية‏ ‏للتواجد‏ ‏داخل‏ ‏مجلس‏ ‏الشعب‏,‏واختيار‏ ‏ممثل‏ ‏لهم‏ ‏تحت‏ ‏القبة‏.‏
مشاكل‏ ‏تحتاج‏ ‏لحل
من‏ ‏جانبه‏ ‏قال‏ ‏مسعد‏ ‏هوكي‏ ‏رئيس‏ ‏النادي‏ ‏النوبي‏ ‏العام‏ ‏بالقاهرة‏ ‏إن‏ ‏هناك‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المشكلات‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏حاجة‏ ‏لحلول‏ ‏سريعة‏,‏فأهل‏ ‏النوبة‏ ‏يعانون‏ ‏من‏ ‏نقص‏ ‏خدمات‏ ‏الصرف‏ ‏الصحي‏,‏وعدم‏ ‏وجود‏ ‏بنية‏ ‏تحتية‏ ‏لتلبية‏ ‏احتياجاتهم‏,‏وفقد‏ ‏واضح‏ ‏في‏ ‏الموارد‏ ‏والخدمات‏ ‏الأساسية‏,‏وعدالة‏ ‏توزيع‏ ‏الأراضي‏.‏
اعتبر‏ ‏هوكي‏ ‏أن‏ ‏مشكلة‏ ‏النوبيين‏ ‏الكبري‏ ‏هي‏ ‏اعتقاد‏ ‏قطاع‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المصريين‏ ‏أن‏ ‏أهل‏ ‏النوبة‏ ‏ليسوا‏ ‏مصريين‏100%,‏ومنهم‏ ‏من‏ ‏يعتقد‏ ‏أن‏ ‏أهل‏ ‏النوبة‏ ‏ينتمون‏ ‏للسودان‏,‏وهو‏ ‏أمر‏ ‏يتسبب‏ ‏في‏ ‏ممارسة‏ ‏أشكال‏ ‏التمييز‏ ‏ضدهم‏ ‏في‏ ‏كافة‏ ‏مناحي‏ ‏الحياة‏,‏ويتعرضون‏ ‏للتهميش‏ ‏والإقصاء‏ ‏بدرجة‏ ‏كبيرة‏,‏وتزداد‏ ‏مشكلاتهم‏ ‏أكثر‏,‏ومعاناتهم‏ ‏تتفاقم‏,‏ويجدون‏ ‏الاتهامات‏ ‏تأتي‏ ‏من‏ ‏هنا‏ ‏ومن‏ ‏هناك‏ ‏ولا‏ ‏يعلمون‏ ‏ماذا‏ ‏يفعلون؟
ورفض‏ ‏قيام‏ ‏أي‏ ‏شخص‏ ‏بالحديث‏ ‏باسم‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏في‏ ‏المؤتمرات‏ ‏الخارجية‏.‏
علي‏ ‏جانب‏ ‏آخر‏ ‏قال‏ ‏حسن‏ ‏عوض‏ ‏أمين‏ ‏الحزب‏ ‏الوطني‏ ‏بمركز‏ ‏نصر‏ ‏النوبة‏ ‏بكوم‏ ‏أمبو‏ ‏إن‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏يطالبون‏ ‏بإطلاق‏ ‏أسماء‏ ‏القري‏ ‏القديمة‏ ‏التي‏ ‏عاشوا‏ ‏بها‏ ‏قبل‏ ‏تهجيرهم‏ ‏علي‏ ‏قراهم‏ ‏الآن‏,‏وهو‏ ‏وضع‏ ‏طبيعي‏ ‏لزيادة‏ ‏عملية‏ ‏التكيف‏,‏والخوف‏ ‏يتسرب‏ ‏بداخلهم‏ ‏كلما‏ ‏تخرج‏ ‏أخبار‏ ‏من‏ ‏هنا‏ ‏أو‏ ‏هناك‏ ‏تفيد‏ ‏اكتشاف‏ ‏آبار‏ ‏بترول‏ ‏أو‏ ‏مناجم‏ ‏في‏ ‏المناطق‏ ‏القريبة‏ ‏من‏ ‏القري‏ ‏التي‏ ‏يعيشون‏ ‏بها‏ ‏حاليا‏,‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يثير‏ ‏بداخلهم‏ ‏شكوك‏ ‏حول‏ ‏فرص‏ ‏تهجيرهم‏ ‏للمرة‏ ‏الثالثة‏,‏وهل‏ ‏سيتم‏ ‏تعويضهم‏ ‏عن‏ ‏ما‏ ‏قاموا‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏الماضي‏,‏حتي‏ ‏يضمنون‏ ‏تعويضهم‏ ‏في‏ ‏حال‏ ‏نقلهم‏ ‏وتهجيرهم‏ ‏تحت‏ ‏أي‏ ‏ظرف‏ ‏في‏ ‏المستقبل؟
النوبيون‏.......‏مصريون
من‏ ‏ناحية‏ ‏أخري‏ ‏قال‏ ‏فيصل‏ ‏صالحباحث‏ ‏سودانيإن‏ ‏النوبيين‏ ‏مصريون‏ ‏حتي‏ ‏النخاع‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏أصوات‏ ‏سودانيةدعت‏ ‏النوبيين‏ ‏ذوي‏ ‏الجنسية‏ ‏المصرية‏ ‏للاستغناء‏ ‏عنها‏ ‏والانفصال‏ ‏عن‏ ‏مصر‏ ‏لأسباب‏ ‏سياسية‏,‏من‏ ‏أجل‏ ‏توفير‏ ‏مكان‏ ‏مناسب‏ ‏ينزح‏ ‏له‏ ‏السودانيون‏ ‏دون‏ ‏الحاجة‏ ‏إلي‏ ‏أوراق‏ ‏رسمية‏ ‏أو‏ ‏طلب‏ ‏لجوء‏.‏
أوضح‏ ‏فيصل‏ ‏معاناة‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏وجود‏ ‏فرص‏ ‏عمل‏ ‏مناسبة‏ ‏لهم‏,‏ومشكلات‏ ‏السكن‏,‏ونقص‏ ‏الخدمات‏,‏وكلها‏ ‏مشكلات‏ ‏يعاني‏ ‏منها‏ ‏المجتمعان‏ ‏المصري‏ ‏والسوداني‏ ‏معا‏,‏ولكن‏ ‏هناك‏ ‏أهمية‏ ‏لحل‏ ‏هذه‏ ‏المشكلة‏ ‏منعا‏ ‏لاستغلالها‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏البعض‏,‏وتفاقم‏ ‏المشكلة‏ ‏بشكل‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏مواجهته‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏.‏
شدد‏ ‏خالد‏ ‏عبد‏ ‏اللطيف‏ ‏رئيس‏ ‏جمعية‏ ‏إسكان‏ ‏أبناء‏ ‏النوبة‏ ‏علي‏ ‏رغبة‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏في‏ ‏السكن‏ ‏علي‏ ‏الأراضي‏ ‏المحيطة‏ ‏بالبحيرة‏ ‏لأن‏ ‏وادي‏ ‏كوم‏ ‏أمبو‏ ‏التي‏ ‏تقع‏ ‏فيها‏ ‏القري‏ ‏النوبية‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏ظهير‏ ‏صحراوي‏,‏وهناك‏ ‏حاجة‏ ‏للحصول‏ ‏علي‏ ‏أراض‏ ‏قريبة‏ ‏من‏ ‏القري‏ ‏القديمة‏ ‏التي‏ ‏تم‏ ‏التهجير‏ ‏منها‏,‏فلا‏ ‏يعقل‏ ‏أن‏ ‏يأتي‏ ‏المواطنون‏ ‏من‏ ‏كفر‏ ‏الشيخ‏ ‏والمنوفية‏ ‏ليحصلوا‏ ‏علي‏ ‏الأراضي‏ ‏المجاورة‏ ‏للبحيرة‏,‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏يتم‏ ‏فيه‏ ‏تجاهل‏ ‏دعوات‏ ‏النوبيين‏ ‏للعيش‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الأراضي‏.‏
تجاهل‏ ‏المطالب
أبرز‏ ‏الدكتور‏ ‏ضياء‏ ‏رشوان‏ ‏الخبير‏ ‏بمركز‏ ‏الدراسات‏ ‏السياسية‏ ‏والاستراتيجية‏ ‏بالأهرام‏ ‏ضرورة‏ ‏الالتفات‏ ‏لمشكلات‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تستغل‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏أطراف‏ ‏معينة‏ ‏للتقليل‏ ‏من‏ ‏شأن‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏,‏وأهمية‏ ‏تعويضهم‏ ‏عن‏ ‏ما‏ ‏قاموا‏ ‏به‏ ‏من‏ ‏تضحيات‏ ‏لتحقيق‏ ‏المصلحة‏ ‏العليا‏ ‏للوطن‏,‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏تقديم‏ ‏مكافأة‏ ‏لهم‏ ‏علي‏ ‏اختيار‏ ‏القيام‏ ‏بدور‏ ‏وطني‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏مقار‏ ‏إقامتهم‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الحكومات‏ ‏المتعاقبة‏ ‏منذ‏ ‏تهجيرهم‏ ‏اتفقت‏ ‏علي‏ ‏تجاهل‏ ‏تحقيق‏ ‏مطالب‏ ‏أهل‏ ‏النوبة‏.‏
اعتبر‏ ‏رشوان‏ ‏أسلوب‏ ‏غض‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏المشكلات‏ ‏الحقيقية‏,‏والإكتفاء‏ ‏بالهجوم‏ ‏علي‏ ‏من‏ ‏يطرح‏ ‏هذه‏ ‏القضية‏ ‏أمرا‏ ‏شديد‏ ‏الخطورة‏,‏نظرا‏ ‏لتأثيراته‏ ‏المستقبلية‏,‏فالمعاناة‏ ‏تزداد‏ ‏والمشكلات‏ ‏تتفاقم‏ ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏الحكومة‏ ‏تستطيع‏ ‏حلها‏ ‏بأبسط‏ ‏الأمور‏,‏لكن‏ ‏المهم‏ ‏هو‏ ‏وجود‏ ‏إرادة‏ ‏ورغبة‏ ‏قوية‏ ‏في‏ ‏مواجهة‏ ‏هذه‏ ‏المشكلات‏,‏والبدء‏ ‏في‏ ‏اتخاذ‏ ‏خطوات‏ ‏جادة‏ ‏نحو‏ ‏التنمية‏,‏وإعادة‏ ‏الحقوق‏ ‏لأصحابها‏,‏فالنوبيون‏ ‏يحملون‏ ‏الجنسية‏ ‏المصرية‏,‏ومبدأ‏ ‏المواطنة‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هو‏ ‏الحكم‏ ‏خلال‏ ‏الفترة‏ ‏المقبلة‏,‏وتوفير‏ ‏حقوق‏ ‏ورغبات‏ ‏أهل‏ ‏النوبة‏ ‏أبسط‏ ‏حقوق‏ ‏المواطنة‏.‏
تضحيات‏ ‏أهل‏ ‏النوبة
أشار‏ ‏سعد‏ ‏هجرس‏ ‏مدير‏ ‏تحرير‏ ‏جريدة‏ ‏العالم‏ ‏اليوم‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏مشكلة‏ ‏أبناء‏ ‏النوبة‏ ‏من‏ ‏الأمور‏ ‏المسكوت‏ ‏عنها‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏,‏وهذا‏ ‏لملف‏ ‏يقابله‏ ‏تجاهل‏ ‏شديد‏,‏ويتم‏ ‏التهوين‏ ‏من‏ ‏أهميته‏.‏
دعا‏ ‏إلي‏ ‏تشكيل‏ ‏لجنة‏ ‏مكونة‏ ‏من‏ ‏ممثلي‏ ‏الأحزاب‏ ‏السياسية‏ ‏ومنظمات‏ ‏المجتمع‏ ‏المدني‏ ‏للضغط‏ ‏علي‏ ‏الحكومة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏ضمان‏ ‏حل‏ ‏مشكلة‏ ‏النوبيين‏,‏خاصة‏ ‏وأن‏ ‏ترك‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏في‏ ‏قبضة‏ ‏الحكومة‏ ‏وحدها‏ ‏لن‏ ‏يؤتي‏ ‏بجديد‏,‏لأنه‏ ‏منذ‏ ‏الستينيات‏ ‏والملف‏ ‏يتم‏ ‏تجاهله‏,‏وكلما‏ ‏يظهر‏ ‏خيط‏ ‏رفيع‏ ‏يجدد‏ ‏طرح‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏من‏ ‏جديد‏,‏يقابل‏ ‏بوابل‏ ‏من‏ ‏الاتهامات‏,‏فيوصف‏ ‏بالخيانة‏ ‏والعمالة‏.‏
موقع‏ ‏التهجير‏ ‏
وحول‏ ‏موقع‏ ‏تهجير‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏قالت‏ ‏الدكتورة‏ ‏سوزان‏ ‏كامل‏ ‏المديرة‏ ‏التنفيذية‏ ‏لمشروع‏ ‏إعادة‏ ‏توطين‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏إن‏ ‏اختيار‏ ‏موقع‏ ‏تهجير‏ ‏أبناء‏ ‏النوبة‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏موفقا‏,‏لأنه‏ ‏غير‏ ‏قابل‏ ‏للامتداد‏ ‏العمراني‏ ‏مع‏ ‏تزايد‏ ‏أعداد‏ ‏السكان‏,‏حيث‏ ‏برزت‏ ‏المشكلة‏ ‏وتفاقمت‏,‏والحل‏ ‏هو‏ ‏تخصيص‏ ‏قري‏ ‏علي‏ ‏ضفاف‏ ‏بحيرة‏ ‏السد‏ ‏كي‏ ‏يكون‏ ‏الامتداد‏ ‏العمراني‏ ‏مناسبا‏.‏
وأشارت‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏خمسة‏ ‏آلاف‏ ‏أسرة‏ ‏مغتربة‏ ‏لم‏ ‏تحصل‏ ‏علي‏ ‏سكن‏,‏وسيتم‏ ‏طرح‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏الأراضي‏ ‏السكنية‏ ‏لتوطينهم‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏يشعرون‏ ‏فيها‏ ‏بالخصوصية‏,‏مع‏ ‏الوضع‏ ‏في‏ ‏الاعتبار‏ ‏ظهور‏ ‏مشكلة‏ ‏في‏ ‏عملية‏ ‏إعادة‏ ‏التوطين‏ ‏تتعلق‏ ‏بتصدعات‏ ‏التربة‏,‏وعدم‏ ‏وجود‏ ‏أراض‏ ‏يصلح‏ ‏عليها‏ ‏البناء‏ ‏بشكل‏ ‏كافي‏,‏وتجري‏ ‏حاليا‏ ‏محاولات‏ ‏لعلاج‏ ‏التربة‏,‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تتعرض‏ ‏المنازل‏ ‏للانهيار‏,‏كما‏ ‏أنه‏ ‏سيوضع‏ ‏في‏ ‏الاعتبار‏ ‏توزيع‏ ‏أراض‏ ‏زراعية‏ ‏علي‏ ‏الأهالي‏ ‏بنسبة‏ ‏تتراوح‏ ‏من‏2-5‏أفدنة‏ ‏لكل‏ ‏أسرة‏.‏
زحف‏ ‏الصحراء‏.....‏وتصدع‏ ‏المنازل
دعا‏ ‏أحمد‏ ‏إسحق‏ ‏مسئول‏ ‏لجنة‏ ‏متابعة‏ ‏قضايا‏ ‏النوبة‏ ‏إلي‏ ‏إلغاء‏ ‏وصايةالمراقبة‏ ‏العامة‏ ‏للتنميةعلي‏ ‏الأراضي‏ ‏الخاصة‏ ‏بأبناء‏ ‏النوبة‏,‏وتحويل‏ ‏حيازة‏ ‏مستلزمات‏ ‏الإنتاج‏ ‏إلي‏ ‏الجمعيات‏ ‏التي‏ ‏تعمل‏ ‏وفق‏ ‏قوانين‏ ‏التعاونيات‏,‏نظرا‏ ‏لأن‏ ‏هذه‏ ‏الوصاية‏ ‏من‏ ‏أسباب‏ ‏تراجع‏ ‏دخول‏ ‏المزارعين‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏,‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يتطلب‏ ‏تحسين‏ ‏أحوال‏ ‏الزراعة‏ ‏والمزارعين‏,‏كما‏ ‏أن‏ ‏المشروعات‏ ‏الزراعية‏ ‏في‏ ‏الضفة‏ ‏الغربية‏ ‏تعاني‏ ‏من‏ ‏الزحف‏ ‏الصحراوي‏ ‏مما‏ ‏يجعل‏ ‏الإستفادة‏ ‏من‏ ‏الأراضي‏ ‏الجديدة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏البحيرة‏ ‏مطلبا‏ ‏ضروريا‏.‏
أشار‏ ‏إلي‏ ‏معاناة‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏من‏ ‏تصدع‏ ‏بعض‏ ‏المنازل‏,‏وعدم‏ ‏وجود‏ ‏فرصة‏ ‏لتعويض‏ ‏هؤلاء‏ ‏بوحدات‏ ‏سكنية‏ ‏أخري‏ ‏مناسبة‏ ‏لإنهاء‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏الذي‏ ‏طال‏ ‏وجوده‏,‏دون‏ ‏تقديم‏ ‏حلول‏ ‏مناسبة‏ ‏له‏.‏
وانتقد‏ ‏الدكتور‏ ‏ميلاد‏ ‏حنا‏ ‏رئيس‏ ‏لجنة‏ ‏الإسكان‏ ‏بمجلس‏ ‏الشعب‏ ‏سابقا‏ ‏تمليك‏ ‏أراضي‏ ‏النوبة‏ ‏للأهالي‏ ‏من‏ ‏محافظتي‏ ‏المنوفية‏ ‏وكفر‏ ‏الشيخ‏,‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏يعاني‏ ‏فيه‏ ‏أهالي‏ ‏النوبة‏ ‏من‏ ‏تهجيرهم‏ ‏وعدم‏ ‏وجود‏ ‏أولوية‏ ‏لتوزيع‏ ‏هذه‏ ‏الأراضي‏ ‏عليهم‏,‏كذلك‏ ‏معاناة‏114‏ألف‏ ‏أسرة‏ ‏نوبية‏ ‏من‏ ‏نقص‏ ‏الخدمات‏ ‏في‏ ‏المناطق‏ ‏التي‏ ‏يعيشون‏ ‏بها‏ ‏حاليا‏,‏وهناك‏ ‏حاجة‏ ‏ملحة‏ ‏للاهتمام‏ ‏بحل‏ ‏مشكلات‏ ‏أهل‏ ‏النوبة‏,‏والتوصل‏ ‏إلي‏ ‏حلول‏ ‏جذرية‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تتفاقم‏ ‏المشكلة‏ ‏بشكل‏ ‏أكبر‏!!‏
 ******

This site was last updated 07/13/09