|
موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس نشأة الرهبنة |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
تعليق من الموقع : الرهبنة القبطية تغيرت بعد أن دخلت إلى الأديرة وسائل الإتصال بالعالم الخارجى والأصل هو الإنعزال والنسك ولكن إحقاقا للحق هناك أديرة ظلت على القليد القويم منها دير الأنبا مقار وأديرة أخرى كما أن بعض الرهبان تمسكوا بالتقليد القديم فى وسط إتصال الأديرة بالعالم وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة فى هذه الأديرة كما فى دير الأنبا انطونيوس أبو الرهبان !!! |
![]() ويختلف الأمر فى أثيوبيا حيث تجد الكثيرين من الرهبان فى شقوق الأرض والجبال والبرارى ما زالوا يخافظون على حياة التقشف وهذا هو أحدهم Monasticism is an important feature of Ethiopian Orthodox Christianity. For Ethiopians, monasticism is a higher form of Christianity. This might be because Christianity itself was introduced to the country by monk missionaries. The Rules of Pachomius, the father of coenobitic monasticism, were among the first religious books translated into the local language, along with the scriptures of the New Testament. The monasteries these monks and their followers established served the Church very well for centuries as centers of education and the production of its literature. Despite setbacks from the destruction's inflicted, the monastic life still persisted in different corners of the country. |
*****************************************
نظم الرهبانية
أولاً : نظام العباد المتوحدين
بدأ نظام الرهبنة بنظام التوحد وأول نظام أتبع فى الرهبنة وسار عليه أول من ترهب مثل الأنبا بولا السائح والأنبا أنطونيوس , وهذ النظام الرهبانى هم الرهبان الذين يعيشون متفرقين منفردين كل واحد فى مغارة أو كهف فى الصحارى والجبال , ويتبعون نظاماً خاصاً فى صلاته وصومه وعبادته وتأملاته , وحتى الأنبا باخوميوس الذى وضع نظام الشركة للرهبان الكثيرين الذين تبعوه , عاش هو نفسه على نظام العباد المتوحدين وكانت له مغارته البعيدة عن الدير , وعاش المتوحدين بالقرب من أديرتهم فى مبانى خاصة فيما بعد عرفت هذه المبانى بالمنشوبيات
وفى نظام التوحد لا يضم المغارات ولا الكهوف ولا المنشوبيات سور واحد , وما كان على الأنبا أو اب الدير أو رئيسه يتفقد الرهبان واجداً واحداً يرشدهم ويوجههم ويسأل عن سلامتهم وإحتياجاتهم ويجيب على أسئلتهم والدير بهذا المعنى يسمى موناستيريون .. ومعناه المكان يضم مجموعة مغارات متناثرة كل منها مونا مستقلة بذاتها .
ثانياً : نظام الشركة أو الرهبانية الإشتراكية
بداية نظام الشركة الأنطونى
بدأ نظام الشركة فى الرهبنة عندما أجتمع حول القديس أنطونيوس عدد كبير من الشباب يريدون أن يتبعوا طريقه فى الرهبنة ولكنه تجاهلهم لمدة 20 سنة (7) , ولما بلغ بهم الضيق اقتحموا بابه عنوة فإضطر يخرج إليهم , وكان على أنطونيوس حينئذ " أن ينتقل دائماً كأب بين جماعات أولاده من مكان إلى مكان " وعلى هذا المنوال تكون اول نموذج نظام الرهبانى القبطى : " أب يرعى أسرة روحية من ألأبناء المحبوبين المخلصين للطريق " وهكذا تكون أول تظام الرهبنة الأنطونية تلقائياً , إنما بتمهيد روحى لا يعرف سر بدايته وسر نموه إلا من عاشه "
أصل كلمة " كينوبيون "
تعنى كلمة " كينوبيون " تعنى حياة مشتركة وهى من مقطعين = مشترك و = حيــاة , وتنطق " كينوبيوس " أو " :ينوبيون " وتعنى : " مؤسسة أو مكان به قلالى كثيرة أصحابها متحدون فى نظام الحياة " وترادف فى المعنى الوصفى تماماً كلمة موناستيرن وهى أصلاً من كلمة أى " يعيش بمفرده أو يحيا وحيداً " فكلمة موناستيرون تعنى : " مكان يحبا فيه الناس حياة منفردة " وهذه الكلمة , طبعاً , أنحرف معناها , وتطورت لتشمل معنى الدير بوصفة الحالى , وهو جماعة يعيشون معاً حياة غير توحدية على الأطلاق .
نظام الشركة الباخومى
نظام الشركة الباخومى هو صورة منظمة متقدمة فقد وضع هذا النظام الأنبا باخوم بكتابة قوانيين ولهذا عرف هذا النظام باسمه " النظام الباخومى" وتغير أسم الأنبا باخوم وأطلق عليه أسم "أبى الشركة" وهذا النظام فى الحقيقة يرجع إلى النظام الإشتراكى المسيحيى الذى وضعته الكنيسة الأولى حسب ما جاء نصه : " وكان جميع المؤمنين معاً وكان كل شئ مشتركاً بينهم ( أعمال الرسل 2: 44) " وكان كل شئ مشتركاً بينهم .. ولم يكن فيهم محتاج لأن كل الذين كانوا يملكون ضياعاً أو بيوتاً كانوا يبيعونها ويأتون بأثمانها .. فيوزع لكل واحد حسب إحتياجاته ( أعمال الرسل 4: 32- 34)
وقد وضع الأنبا باخوم قوانين لهذا النظام الإشتراكى ويسير الرهبان فى خضوع لنظام صارم دقيق موحد : فى يقظتهم ونومهم وصلواتهم , وأصوامهم , وطعامهم , وإجتماعاتهم وعملهم , وللدير وظائف فنية وإدارية وهندسية .. ألخ يعهد بها للرهبان الأكفاء وعلى الباقيين التعاون معه لأجل إكمال هذا النظام فى تواضع وبذل آخذين نظامهم من المعيشة المشتركة التى كان التلاميذ يحيونها مع المسيح , وهذا النظام ألإشتراكى التعاونى البسيط وكل واحد له حقوق وعليه إلتزامات , ولا يسمح لأحد الخروج على النظام العام المرسوم ومن يخرج عليه توقع عليه عقوبة صارمة رادعه .
وقد نقل الغرب هذا النظام وهذا النظام يمثل طريقاً وسطاً بين الحياة العامة ونظام التوحد المطلق , كما يعد ممراً لكلا الإتجاهين , وفى الغالب يكون الإتجاه نحو التوحد فى تدرج الطبيعى دون إفتعال أو عنف كبير , فيتدرج تحت إرشاد الشيوخ المتوحدين إلى أن يصل أن يكون هو معلماً لطريق الوحده للآخرين .
***************************************
درجات الرهبانية
الرهبنة طريق جهاد طويل ومنظم تحت إرشاد معلم وصل إلى الفضيلة يتدرج مع الراهب من خطوة إلى أخرى وتختلف مدة إكمال كل خطوه والإنتقال إلى الثانية طبقاً لعوامل عديده منها إستعداد الراهب وتحمسه , مدى طاعته , قدرته على تنفيذ تعليمات مرشده , ودرجه جده وإجتهاده
1- تلميذ الرهبنة
وتعنى هذه الدرجه مؤمن
2- راهب
هو تلميذ مؤمن pictoc
3- عابد
4- ناسك
5- متوحد
وهو يعيش منفرداً بعيداً عن الناس , , وكلمة " أنا خوريتيس " تعنى إنساناً إنعزل وتخلف عن الحياة مع الناس .
6- سائح
والسواح المجاهدين هم رهبان أحياء وصلوا إلى درجة السياحه تزداد محبتهم للصلاة حتى يصيروا كما قال الكتاب : " أما أنا فصلاة" , ومن فرط تعلقهم بالتأملات العالية وتعلقهم بالسمائيات وإنبهار عقولهم بالإلهيات تقل حاجتهم إلى الطعام والنوم فيقنعون بالقليل من عشب البرية والنباتات التى تنموا على الجبال والصحارى , فتتلاشى رغبات الجسد وتسموا أرواحهم وتستنير نفوسهم , وتسهل إنتقالهم من مكان إلى آخر بما يعرف بالإختطاف .
وعندما تشتد رغبة السياح لصلاة القداس يختطفون من أماكنهم النائية ويجتمعون فى غير أوقات الصلاة العامة ويصلون فى كنيسة قديمة أو مهجورة حيث يتوافر لهم الهدوء والسكون وينصرفون قبل أن يراهم الناس ويرجع كل إلى مكانه البعيد فى قلب الصحراء وعلى رؤوس الجبال . راجع كتاب الأنيا غرغوريوس عن الدير المحرق - وقد سمعت العديد من افواه الكهنة أنهم فى بعض الأحيان يجدون أدوات المذبح فاطرة وهو التعبير الشائع حينما تستخدم أدوات المذبح فى الصلاة وهذا معناه أنها أستخدمت فى قداس سابق ولا يجب ان تستخدم فيستخدمون غيرها - وذكر لى أحد الأصدقاء أنه أثناء صلاة التسابيح فى إحدى كنائس مصر القديمة أن كثير من الأرائك القديمة الموجوده فى الكنيسة صدر عنها صوت دليل على وجود ناس فى الكنيسة فى الوقت الذى لا يوجد غيره وأثنين آخرين وقال لى أن شعر راسه وقف من الرهبه التى أحس بها وقد اسرع فى الإنتهاء من التسابيح وترك الكنيسه بسرعه - وقد تعجبت لأن صديقى كان عملاقا وكان لا يهاب أحداً لأنه كان مصارعاً .
وللسواح سيطرة على أجسادهم لا يصدقها الماديون والناس عادة لا تميل إلى الأخذ بصحة وجود هذا النوع من سيطة الإنسان على جسده أو أن يكون لهم إمكانية الإختطاف والإنتقال بالجسد من مكان إلى آخر ، ولكن هذه درجة من درجات الرهبنة القبطية ويقال أنه لا يصل أحد إلى هذه الدرجة إلا أفراد قلائل ويمكن ألا يصل أحد إلى هذه الدرجة فى جيل كامل
7- الرؤيا
--------------------------------------------------------------------------------
نشـر المسـيحية فـي فرنسـا وبريطانيا.
تبشـير الرهـبان جنوب فرنسـا وايرلندا وبريطانيا.
نشر الرهبنة في أوربا بواسـطـة عظـات وكتـابات البابا أثناسـيوس
وافدين لمصـر لدراسـة نظـام الرهبنة
من إيطاليا: روفنيوس، وميلانو، إيرونيموس، كاسيان، أرسانيوس.
ومن مصر: بلاديوس
***********************
مناطق الرهبنة فى مصر
زار القديس الأسقف المؤرخ بالاديوس نتريا بعد نياحة أمون بنصف قرن، حيث قدر عدد رهبان جبل نتريا بخمسة آلاف من بينهم 600 متوحدًا، ويوجد كنيسة ضخمة بجوارها بيت خلوة للضيوف، وكان الكل يمارس العمل اليدوي. كان من بينهم ثمانية كهنة يخدمون الكنيسة.
الرهبانية:
وقفة مع النفس بصدق ليمتحن كل إنسان نفسه, يدرس نفسه ويكتشف ضعفاتها, ويبحث عن أساليب علاج هذه الضعفات.. ويعرف قيمة إرشاد الأب الروحي.
* مقاومة النفس, وتنمية القدرة علي الانتصار عليها.
* نقاوة القلب, والتمتع بالسكون والهدوء والحب نحو الجميع واكتساب فضيلة الصمت.
* الطاعة بدون تذمر.
* متعة الحديث مع الله بفهم وحرارة واشتياق وبإيمان وخشوع.
* السلام الداخلي والبشاشة, كل من ينظر إلي وجهه يمتلئ بالسلام والطمأنينة.
* الرهبنة ليست هروبا من العالم, بل هي ارتفاع فوق مستوي العالم, والشعور بأن العالم كله ليست له قيمة, أيضا ارتفاع فوق مستوي الخوف من خلال حياة الوحدة.
* اكتساب المعرفة والتعمق في استيعابها (عقيدة/ تاريخ الكنيسة/ القوانين الكنسية/ تقاليد البيعة وتعاليمها..), والتمكن من الكتاب المقدس كأساس روحي.
* اكتساب سمات الشجاعة واحترام المبادئ, لا يجامل, لايحابي, لا يهاب ولا يتزعزع, يعلن صوت الله في وضوح وقوة.
* تيقظ الضمير, والحكمة, والتعقل, وضبط النفس, وحب للخير.
===================
المــــــــراجع
(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 92
(2) ( أع 4: 34 - 35)
(3) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثانى الفصل 16 (ك2 ف 16)
(4) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثانى الفصل 17 عدد 2 ( ك2 ف 17 : 2)
(5) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثانى الفصل 17 عدد 11 (ك2 ف17 : 11)
(6) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 92
(7) دير القديس أنبا مقار - الرهبنة القبطية فى عصر القديس أنبا مقار - الأب متى المسكين سنة 1995 م ص 48
http://www.coptichistory.org/untitled_1874.htm يوم مع الرهبان الأقباط فى ديرهم
الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D. ********************************************************************************************** الكتاب الأول: الفصل الثانى عشر (بشأن نظام الرهبنة: أصلها ومؤسسوها) (1/12/1) وأولئك الذين اعتنقوا الرهبنة فى هذه الفترة لم يكونوا الأدنى فى اظهار الكنيسة بأكثر ضياء والبرهنة على حقيقة عقائدهم بسلوكهم التقوى. وفى الحقيقة، أكثر الأمور فائدة التى يتلقاها الانسان من الله هى فلسفتهم([103]). فقد اهملوا فروعا كثيرة من الرياضيات والأساليب التكنيكية للجدل لأنهم اعتبروا أن مثل هذه الدراسات سخافات ومضيعة للوقت لا فائدة منها مدركين أنها لا تساهم بشىء نحو الحياة الصحيحة. لقد اخضعوا ذواتهم لغرس العِلم الطبيعى المفيد على وجه الحصر لكى ما يخففوا من الشر إن لم يقضوا عليه. لقد احجموا بثبات عن اعتبار أىَّ عمل ما أو مبدأ ما أنه جيد، إذا كان يشغل مكانا وسطا بين الفضيلة والرذيلة، لأنهم يبتهجون فقط بالصالح. إنهم يعتبرون أى انسان شريرا ذاك الذى بالرغم من امتناعه عن الشر لا يصنع خيرا. لأنهم لا يَظهرون بالجدل بل بالممارسة، ويعتبرون مجد الناس كلا شىء. وقهروا ببسالة أوجاع([104]) النفس، ولم يرضخوا لا لضروريات الطبيعة ولا لضعفات الجسد. وإذ اقتنوا قوة الذهن الإلهى، نظروا دوما إلى خالق الكل، ساجدين له ليلا ونهارا ومتوسلين بالصلوات والتضرعات، وأنجزوا، بواسطة ممارسة الأعمال الصالحة بنقاوة نفس، الفروض الدينية دون أدنى شعور بذنب. وازدروا بالتطهير([105]) والأوانى الشهوانية وما شابه ذلك من احتفالات. لأنهم رأوا أن الآثام وحدها هى [الأشياء] المُلامة. إنهم أكبر من المسببات الخارجية الخاضعين لها والمُمسَكين بها كما لو كانت كل الأشياء تحت سيطرتهم. ولذلك لا يحيدون عن الطريق الذى اختاروه، بسبب كوارث أو ضرورة تؤثّر فى الحياة. إنهم لا يحزنون عندما يُهَانون ولا يُدافعون عن أنفسهم عندما يتعرضون لمكيدة، ولا تخور عزائمهم عندما يُصابون بمرض، أو عوز فى الضروريات بل بالأحرى يبتهجون بمثل هذه التجارب ويحتملونها بصبر ودعة. إنهم يدربون أنفسهم طوال حياتهم على القناعة بالقليل، والاقتراب من الله كلما أمكن للطبيعة البشرية. إنهم يعتبرون الحياة الحاضرة كرحلة فقط، ولذلك ليسوا متهافتين على اقتفاء الثروة ولا على امدادات الحاضر بما يفوق الضروريات. إنهم يُعجَبون ببساطة وجمال الطبيعة ولكن رجاءهم فى السمائيات والبركات المستقبلية لإنهم غارقون بالكامل فى عبادة الله ويُحجِمون عن اللغة الفاحشة، ويُرذلون الممارسات الشريرة، لذلك لا يسمحون بمثل هذه الأشياء حتى أن تُذكَر. لقد حدوا كلما أمكن طلبات الطبيعة وأقمعوا الجسد ليقنع بالمدد المتواضع. لقد تغلبوا على الإفراط بالاعتدال، وعلى الظلم بالعدل، وعلى الباطل بالحق، وحازوا على الوسطية السعيدة فى كل شىء. وعاشوا فى اتساق وشركة مع جيرانهم. لقد زوَّدوا الأصدقاء والغرباء الذين فى حاجة ما، كلا بحسب حاجته وعزّوا الحزانى. وإذ كانوا مجتهدين فى كل شىء وغيورين فى السعى نحو الخير الأسمى، كان تعليمهم بالرغم من أنه ملتحف بالاتضاع والفطنة وخالٍ من البلاغة الباطلة، كان يحوز على قوة كدواء ناجع فى شفاء الأمراض الأخلاقية لسامعيهم. لقد تكلموا أيضا بخوف ورعدة مُحذرين من كل نزاع وغضب وتهكم. وفى الحقيقة، ساد المعقول على سائر الانفعالات غير المعقولة، وخمدت الأهواء الطبيعية والجسمانية. (1/12/2) لقد كان يوحنا المعمدان وايلياس النبى مؤسسا هذه الفلسفة السامية، كما يقول البعض، ويروى فيلو الفيثاغورى([106]) أنه فى زمانه كان العبرانيون يلتقون معا، من سائر أرجاء الدنيا، فى مكان من البلد يقع على تل بالقرب من بحيرة ماريوتيس بقصد الحياة كفلاسفة([107]). ويصف مساكنهم، ونظامهم اليومى، وعاداتهم، والتى كانت تماثل نلك التى نقابلها اليوم فى رهبان مصر. ويقول أنه من اللحظة التى يُخضِعون فيها أنفسهم لدراسة الفلسفة يتخلون فيها عن مقتناياتهم لأقربائهم، ويهجرون الأعمال والمجتمع ويسكنون خارج الأسوار منفردين فى الحقول والبساتين. ويخبرنا أيضا أنه كان لهم مبانى مقدسة، كانوا يدعونها أديرة، كانوا يسكنون فيها منفردين([108]) وينشغلون بالإحتفال بالسرائر المقدسة وعبادة الله بالمثابرة على التسابيح والمزامير. ولا يذوقون طعاما قط قبل غروب الشمس، وبعضهم يتناولون طعاما كل ثلاثة أيام فقط، أو حتى مدة أكثر. وأخيرا، يقول أنه فى أيام معينة ينطرحون أرضا ويمتنعون عن النبيذ ولحم الحيونات، وطعامهم الخبز فقط ممزوجا بالملح والزوفا([109])، وشرابهم الماء. وأنه كانت هناك نساء بينهم عاشوا كعذارى إلى الشيخوخة محبة فى الفلسفة، واختاروا بإرادتهم الطواعية التبتل. (1/12/3) وفى هذه الرواية يبدو أن فيلو يصف يهودا معينين اعتنقوا المسيحية، ولكنهم ظلوا يُبقون على عادات أمتهم. إذ لم توجد أيٌ من ملامح هذا النمط من الحياة فى أى مكان آخر. ومن ثمة فإننى أخلص إلى أن هذه الفلسفة([110]) قد ازدهرت فى مصر فى هذه الفترة. ومع ذلك، يؤكد آخرون أن هذا النمط من الحياة قد نتج عن الاضطهادات التى كانت تثور من وقتٍ إلى آخر والتى بسببها اضطر الكثيرون إلى الفرار إلى الجبال والصحارى والغابات ثم صاروا يعتادون هذا النوع من الحياة([111]). ********* المراجع 103) أى من وجهة نظرهم لمختلف نواحى الحياة ، وتعبير سوزمينوس لمغهوم "الغنوسية المسيحية" أى "المعرفة المسيحية" ولما كانت كلمة فلسفة تعنى لغويا "محبة الحكمة" أى محبة المعرفة الجيدة فمن هنا إستخدمها سوزمينوس إصطلاحيا للرهبنة بإعتبارها فى نظره الطريق للمعرفة "الحقيقية" للرب 104) "أوجاع" هى الكلمة التى تترجم أيضا إلى "أهواء" والتى كانت موضوع كتب القسم الثانى من عمل كاسيان "الأنظمة" 105) اليهودى 106) أى أتباع فيثاغورس 107) يلاحظ هنا أن الجماعة التى تكلم عنها فيلو المؤرخ اليهودى السكندرى ، والتى كانت تحيا بالقرب من بحيرة مريوط الحالية ، دون أن يذكر جنسيتهم أو ديانتهم يقول سوزمينوس هنا صراحة أنها كانت تتكون من العبرانيين وهو بهذا أول من نعتها بوضوح هنا ، وفى نظرى أنها كانت إمتدادا لجركة الآسينيين القديمة فى وادى قمران 108) واضح من وصف سوزمينوس أنه أخذ كلمة بمعناها اللغوى وهو مسكن الراهب أو الناسك ، وليس بمعناها الإصطلاحى وهو الدير المسور بشكله الحالى 109) الزوفا بالإنجليزية : وهو عشب يعرف بأشنان داود ، وموطنه الأصلى حوض البحر الأبيض المتوسط ، ويكثر فى الراضى الكلسية المشمسة ،وبعتبر احد أنواع النباتات التى تنمو فى المستنقعات المالحة فى أماكن كثيرة فى العالم ، له إستعمالات طبيه عديدة ولكن يمكن إستخدام بعضه كغذاء للإنسان ويمكن تخليله ، أنظر شكله وفوائده الطبية بإحدى مواقع البحث الإلكترونى 110) يحلوا ل سوززمينوس نعت الرهبنة فى هذا الكتاب بـ "الفلسفة" إذ كان يراها "حب الحكمة الحقيقية ؟ التى هى معرفة الكلمة الإلهى 111) بينما يحاول البعض الإعتراض على هذا العامل ، فإن الدراسة التاريخية المحضة ، ترى أنه كان بالفعل أحد العوامل اللجوء إلى الصحارى ، ثم التنسك ليس فقط فى مصر بل فى كل بلاد الشرق ةهى البلاد التى عانت من إضطهادات مريرة عديدة دينية ومذهبية عبر قرون الوثنية والمسيحية وألإسلامية ، وما زالت تئن بانواع شتى حتى الآن |
This site was last updated 09/20/17