Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تاريخ الأمازيغ في مصر 2758 عامــا من العزلة «3»

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تاريخ الأمازيغ2
تاريخ الأمازيغ3
تاريخ الأمازيغ4
تاريخ الأمازيغ5

Hit Counter

 

جريدة البديل 10/10/2008 عن خبر بعنوان [ سيرة الأمازيغ في مصر .. 2758 عامــا من العزلة «3» ]

«البديل» ذهبت إلي عالمهم في واحة سيوة وعادت بالحكاية كاملة:
أولاً ما هي طبيعة العلاقة بين الأمازيغ وذويهم وأفرع قبائلهم في البلاد المجاورة؟ وهل من المتحتمل أن تلعب تلك العلاقات القبلية دوراً محتملاً في المستقبل القريب؟.. وهذا السؤال سيصبح مفهوما إذا أعدنا قراءة كلام الرئيس الليبي معمر القذافي عن «الأمازيغ» وحديث البعض عن أصول القذافي التي تمتد لقبائل أمازيغية. وثانياً: أين هو موقع الأمازيغ من ذهنية المؤسسة الحاكمة؟ فقبل سنوات عديدة، وتحديداً في نهاية الثمانينيات جاءت بعثات للتنقيب عن مقبرة الإسكندر الأكبر، وهو الأمر الذي تكرر لاحقاً، وذاع بين سكان سيوة - حيث عالم الأمازيغ - أن الدولة وجدت مقبرة الإسكندر لكنها تخشي الإعلان عنه نظراً لعدة حسابات لن تكون «سيوة» والأمازيغ بالتبعية بمعزل عنها.
وتسعي هذه الحلقة لرصد هذه التساؤلات والبحث في الإجابات الممكنة لها
ملف يحققه : يوسف عبد ربه

عبدالعزيز الدميري مدير متحف آثار سيوة يجيب عن السؤال الحائر:
هل يرقد الإسكندر الأكبر في ديار الأمازيغ؟
إعلان «عبدالحليم نور الدين» وجود مقبرة الإسكندر الأكبر عام 1996 في سيوة كان بهدف إبعاد نظر العالم عن وجود الإرهاب في مصر
«التمحو« و«التحنو» هم سكان غرب النيل عند الفراعنة.. والأمازيغ عند اليونان والرومان.. والسيويون عند المصريين
وسط منطقة مترامية علي أطراف سيوة.. وفي حضن جبل الموتي.. وفي وقت كانت الشمس عمودية حارقة.. والهدوء يسكن طرقات المدينة.. كان موعدي ظهر اليوم الثالث من زيارتي إلي مدينة "الأمازيغ" مع مدير متحف الآثار عبدالعزيز الدميري.. نبحث ونتناقش ونقلب أوراق رسالة ماجستير حول آثار سيوة وكتابه "سيوة.. الماضي والحاضر" كتبه الدميري نفسه.
سألناه فيما تتناقله الألسن حول مقبرة الإسكندر الأكبر التي يردد كثيرون أنها موجودة بسيوة،وحول زعم البعض ان هناك مساعي من الدولة للتعتيم علي هذا الكشف لعدم قدرة المدينة علي تحمل مردود مثل هذا الحدث عالميا ومحليا، و كذلك حول تفشي ظاهرة سرقة وتجارة الآثار التي باتت تفسيرا جاهزا لكل من تظهر عليه بشائر الثراء.
> إلي متي يؤرخ لمدينة سيوة؟
ــ بالنسبة للبعد التاريخي لمدينة سيوة، فإنه يمتد لما قبل التاريخ، وقد وجدنا حفائر أثرية تثبت هذا.. لكن أهم حقبة تاريخية وجدنا ما يؤكد وجودها في سيوة، كانت العصر الفرعوني المتأخر، فأقدم الآثار الموجودة تنتمي إلي الأسرتين 26 و30 .. أما العصور الفرعونية الأخري، مثل العصر الفرعوني الأول والثاني والدولة الوسطي، فلا توجد إشارات واضحة، وإن كان هناك بعض الإشارات التي وجدت علي آثار اكتشفت في وادي النيل، توضح أن هناك أقوامًًا يدعون "التمحو" و"التحنو" كانوا يعيشون غرب وادي النيل..في الصحراء.. وكان يطلق عليهم العديد من الاسماء، منها "المشواش" و"الليبو" و"أمينيو" مع اختلاف الأزمان، وكان من بينهم طبعا أهل سيوة.
> قرأت أن الأمازيغ دخلوا مصر في عصر الملك رمسيس الثالث، وكونوا الأسرات 23 و24 و25 ، ووصلوا إلي حكم مصر علي يد زعيمهم "شيشينق الأول" .. فهل التأريخ لمدينة سيوة يعود لاستيطان الأمازيغ فيها؟
ــ "نعم" .. لأن جميع الآثار التي عثر عليها أرخت لسيوة منذ العصر الفرعوني المتأخر، وهي نفس الفترة تقريبا التي دخل فيها الأمازيغ مصر وكونوا فيها أسرهم، حتي من بين الأسماء التي أطلقت علي هؤلاء الأقوام اسم "الليبو" ويرجح أن يكونوا أهل ليبيا الآن، وبالتالي فإن هذا الاسم أطلق أيضا علي أهل سيوة، بمقتضي القرب المكاني ووحدة اللغة.. أما بالنسبة لاسم الأمازيغ، فإنه لم يكن الاسم الذي جاءوا به إلي مصر، لكنه أطلق عليهم مؤخرا، متواكبا مع لفظ "البربر" هي مأخوذة من الكلمة اليونانية "برباروس".. يعني الأجنبي، حيث كان اليونانيون يطلقون هذا اللفظ علي أي فرد غير يوناني، كما أطلق الرومان نفس اللفظ علي كل من هو غير روماني، ومنهم سكان شمال أفريقيا ككل، دون تمييز لأنه لم تكن في ذلك الزمن حدود سياسية أو جغرافية لهيكل الدول القائم الآن.. واستمر لفظ أمازيغ يطلق علي شعوب شمال أفريقيا حتي الآن، ومنهم سكان سيوة، الذين يعتبرون امتدادا لنسل "التمحو" و"التحنو"، ولذلك تجد سمات مميزة بعض الشيء للأثار الموجودة في سيوةعن الآثار الموجودة حول النيل، فيما يخص الفنون والفلكلور وحتي رسم الملاك أو الأمير تجد لها طابعًا مختلفًا عن الرسم التقليدي له في وادي النيل.. لقد كان لأهل سيوة عبر الزمان، فترات ازدهار وتقدم .. وأخري انحسار وتقوقع وهذا أمر طبيعي في تاريخ الشعوب.. حيث عاشت سيوة في في عصر الرومان فترة ازدهار في المجال الزراعي والتجاري، ثم عاشت حالة من التراجع والانحسار والتقوقع، وانخفض عددهم إلي حد بعيد جدا، فبنوا قلعة "شالي" وأقاموا فيها لمواجهة خطر الغزو.
> إلي متي يعود تاريخ إنشاء "شالي"؟
ــ يقال إن تاريخ إنشائها يعود إلي القرن 12أو 13 الميلادي.. هذا بإجماع معظم الآراء.
> لماذا كانت فكرة إنشاءها؟
> القول الشائع بين الناس أن إنشاءها كان بهدف رد العدوان القادم عليها من العرب الرحل.. وهذا فيه جزء كبير من الحقيقة، لكن تبقي الحقيقة في أن سيوة في العصر الروماني كانت عبارة عن معبد الوحي ومن حوله عدة قري متناثرة، لأنه لم تكن هناك ضرورة ملحة لبناء قلاع أو البناء أعالي جبل للحيلولة دون وصول أحد إليك، لكن بعد عصر الإمبراطورية الرومانية سالت الفوضي في الصحراء الغربية وأخذت القبائل تغير علي بعضها بهدف الحصول علي الغذاء والحصاد الذي ينتج في مناطق الآبار المأهولة بالسكان، مما دفع أهالي سيوة لبناء قلعة عالية لمنع وصول الغزاه إليها.
> يقال أن الغزو كان يأتي من العرب علي أمازيغ سيوة وأن هذا سر العداء المستحكم بينهم فما حقيقة هذا؟
> قبل فتح عمرو بن العاص مصر لم يكن فيها عرب ولا بدو، وكانت القبائل الموجودة آنذاك هي قبائل "المشواش" و"الليبو" و"البيبو" و"أمونيون" وغيرهم، وبالتالي فإن الهجوم كان منها علي نفسها وكان هذا يتوقف علي نظام الحكم في كل فترة ومدي سيطرته علي الأمور.. أما الجزم بأن الهجوم الذي كان يحدث علي سيوة بعد دخول العرب إلي مصر مع عمرو بن العاص قد كان من العرب أو البدو فهذا أمر يصعب تأكيده أو الجزم بصحته من عدمه.
> لكن ما هو مدون تاريخيا أن هناك العديد من الحروب التي وقعت بين قادة الفتوحات الإسلامية والأمازيغ في فترة التبشير بالإسلام وهزم فيها جميع القادة الأمازيغ تقريبا مما سبب عداء بين الأمازيغ والعرب؟
ــ هذا صحيح فعلا، لكنه لم يكن في سيوة، بل كان في شمال أفريقيا، وتحديدا في المنطقة الموازية للبحر من الإسكندرية حتي "قرطاج".. وقد وقع العديد من الحروب في إقليم "برقة" ومنطقة "قرطاج" وهي تونس حاليا، بين العرب والأمازيغ، لكن سيوة كانت بعيدة عن هذا الخط.
> لماذا ظلت "شالي" مهملة حتي الآن، حتي بعد ضمها لهيئة الآثار ولم تلق الرعاية الكافية بدليل وجود سكان بها حتي الآن؟
ــ "شالي" يتم التعامل معها علي أنها مزار سياحي قبل ان تنشأ هيئة الآثار، وقد ظلت لفترة طويلة دون أن يتم ضمها بشكل رسمي إلي الهيئة، وقد حدث هذا مؤخرا بإصدار قرار وزاري باعتبارها موقعًا أثريا وجزءًا من الآثار الاسلامية، وهناك إجراءات مازالت تعكف الوزارة علي تنفيذها فيما يخص تأمين المدينة ووضع الحراسة عليها وإجراء الترميمات اللازمة.. أما بالنسبة لسوء حال المباني ب"شالي" فهذا حال أي أثر يتم الكشف عنه، كما أن الناس ليست موجودة داخل المباني ، لكنهم موجودون بجوارها أو أسفل الجبل العالي الذي بنيت عليه، ولا يوجد أي ساكن بداخلها.
> مازال أهل سيوة يعتقدون في وجود مقبرة الإسكندر الأكبر علي أرض سيوة، وهو الأمر الذي أثير عام 97 تقريبا ثم خرجت الجهات الرسمية لتكذيبه، ما مدي احتمالية وجود المقبرة علي أرض سيوة؟
ــ أولا الإسكندر الأكبر كان ملك مقدوني- يوناني..وقد ورث الحكم من أبيه، وذهب لتوحيد بلاد اليونان ثم اتجه إلي الإمبراطورية الفارسية وبلاد الشام ومصر,التي كانت تحت الاحتلال الفارسي وقتها.. وقد وصل إلي "منف" عقب دخوله إلي مصر، ثم تحرك نحو الإسكندرية فأسسها، ثم إلي سيوة ليتعبد للإله "آمون"، الذي كان يمثل قيمة روحية كبري بالنسبة لليونانيين، وأثناء وجوده في سيوة أوصي الإسكندر الأكبر بدفنه بجوار أبيه "آمون".. ثم ذهب لاستكمال حروبه ضد الفرس في الهند و"بابل" بالعراق وتوفي هناك، فاجتمع علي الفور قادة الجيش لإقرار مكان دفنه، واستقروا أخيرا علي دفنه في "مقدونيا" حيث مسقط رأسه، لكن "بطليموس" حاكم مصر آنذاك اعترض قائلا : لقد أوصي الإسكندر الأكبر بأن يدفن في "سيوة" بجوار أبيه "آمون".. ومن الواجب تنفيذ وصيته".. ثم أخذ الجثمان ودفنه في مصر، وقيل إنه دفن في "منف" وقيل إنه دفن بالإسكندرية وقيل إنه دفن في سيوة، وقد أجري العديد من الدراسات حول مكان مقبرة الإسكندر الأكبر ولم يعثر لها علي دليل دامغ يؤكد مكان وجودها.. لكن حصلت بعثة يونانية علي موافقة عام 1989 للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر غرب سيوة وتحديدا في المعبد الدوري، وقد وجدت في هذا المكان مبني به زخارف فريدة من نوعها، ولما كان هدف البعثه الأكبر هو إيجاد مقبرة الإسكندر كان أي نقوش يتم الكشف عنها تصورها علي أنها خطوة جديدة نحو مقبرة الإسكندر، وقد أعلنت ذلك بالفعل عام 1996 وهي لم تكن كذلك، وقد كنت أنا ومصريا آخر ضمن أعضاء البعثة اليونانية التي قامت بالتنقيب، لكن كلام أعضاء البعثة كان أكثر مصداقية ورواجا في وسائل الإعلام، وقد تواكب هذا الإعلان مع الأحداث الإرهابية التي ضربت مصر آنذاك، فما كان من الدكتور عبد الحليم نور الدين- رئيس هيئة الآثار- آنذاك، إلا أنه أعلن أن هذا المكان مقبرة الإسكندر الأكبر لتوجيه نظر العالم عن الأحداث الإرهابية، وبالفعل جاءت الصحافة العالمية وكبري وسائل الإعلام إلي مصر.. لكن بعدها بفترة قصيرة تم عقد أكثر من مؤتمر في اليونان ومصر بحضور العديد من الباحثين الكبار الذين نفوا هذا الأمر تماما، قالوا إن الأدلة غير كافية وليس هناك ما يؤكد صحة هذا الادعاء.. وقد مر عام علي عمل البعثة في سيوة ثم منعت من مواصلة عملها بسبب المخالفات التي شابت عملها.. وتبقي حقيقة الأمر أن النقوش ليست للإسكندر الأكبر.
> كيف انتهيت إلي أن هذه النقوش ليست للإسكندر الأكبر؟
ــ من خلال الدراسات التي تمت علي الاكتشافات والنقوش التي خرجت من هذا التنقيب، حيث تم البحث في حقيقة العناصر المعمارية والنقوش، التي اتضح أنها عمارة رومانية وليست يونانية.
> كثيرا ما يتردد بين أبناء سيوة قصص حول سرقة الأثار، مستندة في ذلك إلي حركة السياحة التي باتت ملحوظة في الفترة الأخيرة، فما مدي صحة هذا؟
ــ هذا الأمر مرجعه إلي أن شباب هذا العصر لا يحب العمل أو الإنتاج إلا نادرا، فالكل يتمني أن يجد طريقه إلي الثراء السريع أو أن يؤمن حياته بصفقة.. في الغالب تكون غير مشروعة، وأقرب تلك الطرق في مدينة سيوة هي الآثار التي يجدونها أمامهم ليل نهار، ولذلك تخرج مثل هذه الشائعات، وخاصة بعد واقعة الكشف عن مقبرة الإسكندر الأكبر التي كانت مفاجأة للجميع، ومع ذلك فقد وصلنا إلي مرحلة شبه التأمين النهائي لجميع مواقع الآثار في جميع أنحاء سيوة.

------------------------

أحمد عبد الرحمن.. ابن قبيلة «الحدادين» يحكي حكاية القبائل والأعراق:
أمازيغ مصر .. فرع انقطع عن الشجرة الأم
الاتصال بين أمازيغ مصر وأقاربهم في العالم قائم علي العلاقات الشخصية وليس اتصال قبائل
معمر القذافي ليس عربيا ولكنه أمازيغي
و هناك تواصل بين أمازيع مصر وأمازيع ليبيا ولكن في إطار شخصي ونسبة كبيرة ممن نتصور أنهم من البربر أصلهم عربي اساساً..
هذا ما كشفه لنا احمد عبد الرحمن- عضو مجلس إدارة جمعية سيوة لتنمية المجتمع- احد شباب قبيلة الحدادين وأحد المطلعين والمهتمين بتاريخ الحضارة الأمازيغية..التقيته مساء آخر أيام رحلتي إلي مدينة الأمازيغ.
> كيف يمكن أن تصف وضع الأمازيغ في الدولة المصرية؟
ــ نحن "عرق" انقطع عن الشجرة الام .."نعم" يحدث تلاق بين بعض الأفراد كما حدث مؤخرا والتقيت ببعض الأمازيغ الذين يعيشون في فرنسا وشعرت تجاههم بحنين شديد لأنهم علي الاقل كانوا يتحدثون اللغة الأمازيغية التي تشعرنا بأمازيغيتنا، لكن مثل هذا الود لا يدوم كثيراً، لأنه قائم علي التواصل الوقتي وليس هناك جسور لاستمرار هذا التواصل
> لماذا لم يعد هناك تواصل بين الامازيغ في مصر وباقي الامازيغ في الدول الاخري؟ ــ كان هناك ود وتواصل حتي فترة قصيرة، لكنه أخذ يضعف شيئاً فشيئاً حتي بات شبه منقطع وكانت "ليبيا" هي آخر الدول التي كنا علي تواصل معها بمقتضي القرب المكاني بيننا، أما دول أخري مثل المغرب والجزائر فإن الود بيننا انقطع منذ زمن.
> لكنني سمعت أكثر من مرة من أبناء المدينة أن هناك زيارات مستمرة من شخصيات مغربية وجزائرية للمدينة؟
ــ يحدث نادرا أن يأتي أحد، يسأل عن أقاربه أو ابناء قبيلته، وهذا اتصال ضعيف لأنه اتصال أشخاص وليس اتصال قبائل كما كان في الماضي.. فأنا مثلا أنتمي إلي قبيلة الحدادين، وهي في الاساس قبيلة ليبية، موجودة في منطقة "ترهونة" ونحن نعتبر فرعاً لها، لكن الود بيننا ضعيف ويكاد يكون مقتصراً علي لقاء الأفراد.. لقد حدث مع مرور الزمن نوع من التجانس بين القبائل الامازيغية والعربية، فباتت بعض القبائل الامازيغية "مستعربة".. والعكس.. فهناك بعض القائل العربية "المتبربرة" ولذك تجد قبيلة مثل الحدادين تضم قرابة 60% منها من العرب و40% منها من الأمازيغ، وتبقي حقيقة الأمر ان هذه القبيلة أمازيغية وكل من انتمي اليها من العرب اكتسب العادات الأمازيغية، ولذا تجد العقيد معمر القذافي دائما ما يعترف بأمازيغية المنطقة لأنه أصلاً أمازيغي .
> متي دخل الأمازيغ إلي مصر علي وجه التحديد؟
ــ لقد مر علي سيوة العديد من الحضارات.. الفرعونية واليونانية والرومانية.. ثم كان دخول الأمازيغ إلي مصر ثم دخول الإسلام، ويبقي الوضع حاليا في أن الامازيغ أقلية بالنسبة للعرب في سيوة، لكن الامازيغ لهم الكلمة والسيطرة الكبري علي مجريات الاحداث، بدليل أن القبائل العربية التي انضمت إلينا مؤخرا باتت تتحدث اللغة الامازيغية التي نتحدثها، ساعدهم في ذلك إصرار الأمازيغ علي التمسك بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم، مما أرغم كل من انضم إلينا علي اكتساب نفس العادات والتقاليد واللغة.. وتعد قبيلة "الزناين" هي أقدم القبائل الأمازيغية علي الاطلاق، وتضم بيتي عائلة "بغي" وعائلة "جبة" وهما من أصل أمازيغي، أما قبيلة الحدادين فنسبة 60% من البيوت بها من القبائل العربية، ونسبة لا تتجاوز 30% منها من القبائل الأمازيغية، وهذا هو الوضع بالنسبة لباقي القبائل في سيوة، لكن يبقي أساس كل هذه القبائل من الأمازيغ .
> متي انفصلت سيوة عن دولة "تامزغا" الكبري؟
ــ دولة "تامزغا" الكبري كانت تضم العديد من الدول الآن ومنها المغرب والجزائر وتونس والاردن وليبيا وموريتانيا، وكان ذلك أول وعاء يحوي تلك الدول في شكلها الحالي، الذي أخذ يتحور متأثراً بالظروف والمتغيرات الدولية حتي أصبحت علي ما هي عليه الان، لكن عملية الفصل الفعلي لسيوة عن دولة "تامزغا" بدأت مع الفتوحات الاسلامية، حين تم تقسيم دول الشمال إلي المغرب الأدني وهيا دولة المغرب.. والمغرب الاوسط وهما دولتيا تونس والجزائر.. ثم منطقة "برقة" التي تضم ليبيا وسيوة، أما قبل ذلك فكانت جميعها مناطق أمازيغية وإلي هذا الوقت فإن الرئيس الليبي معمر القذافي يردد هذه الحقيقة التاريخية، فقد قال في أكثر من خطاب له "علينا أن نعترف بأمازيغية المنطقة التي تضم أكثر من 90% من سكان المنطقة ولهم حقوق في البلد أكثر منا نحن العرب".
> ما سر خروج عيد الحصاد وبقائه حتي الآن؟
ــ مرت سيوة بفترة حروب شديدة بين سكان المنطقة الشرقية والغربية،لأن أول من نزل بسيوة كان الأمازيغ، وقد سكنوا المنطقة الشرقية ثم جاء العرب وسكنوا المنطقة الغربية، ونشبت بينهم خلافات واسعة كانت تدفع القبائل للدخول في تحالفات ضد بعضهم البعض، مما جعل "محمد علي باشا" يرسل لهم جيوشا لتهدئة التوتر الدائر بينها، وكان ذلك في الفترة التي نزل فيها الأمازيغ من مدينتهم أعالي الجبل إلي الأرض المستوية المحيطة بها، إلا أن التوتر ظل قائما لأنه كان يختار حاكما علي المدينة من بينهم فكان المعسكر ـ الذي لم يأت منه الحاكم ـ يري في هذا ظلما له، فيعود التوتر من جديد، حتي اختار "محمد علي باشا" حاكما من كل معسكر ليحكم القبائل التي خرج منها.. وبالفعل أدي هذا إلي نوع من الاستقرار والهدوء بين سكان الشرق والغرب نوعا ما، لكنه كان يعود بين الحين والآخر.
> ومن أين جاءت فكرة العيد؟
ــ كان الوضع المتوتر دائما بين سكان الشرق والغرب مدعاة لكثير من الوساطات التي حاولت مرارا وتكرارا تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وبالفعل جاء إلي المدينة شيخ يدعي "محمد السيد السنوسي" وهو شيخ للطريقة السنوسية، وكان يسكن منطقة "جغبوب" علي حدود سيوة وهي تابعة الآن لليبيا، وكان أصله يعود إلي المدينة المنورة، ثم خرج منها إلي منطقة "مستخدمة" بالجزائر حيث أقام وتربي بين الامازيغ هناك قبل أن يأتي إلي "جغبوب" وهو الذي قاد عملية المصالحة بين الشرق والغرب، فقد اقترح خروج رجال سيوة الشرقية والغربية إلي منطقة الدكرور للإقامة معا لمدة 3 أيام، يأكلون ويشربون معا للتقريب بينهم، وأن يتم تزويج 10 فتيات من سيوة الشرقية لـ 10 شباب من سيوة الغربية.. والعكس.. إيمانا بأن صلة النسب هي القادرة علي محو أي عداء.. وهذا ما تحقق بالفعل، ولذا فقد باتت تلك الأيام الثلاثة عيدا سنويا للمدينة بمناسبة إنهاء الصراع بين قطبي المدينة.. ثم اكتسب هذا العيد فيما بعد اسم عيد الحصاد لأنه يأتي متواكبا مع موسم حصاد التمر والزيتون
 

 

 

This site was last updated 05/29/10