علم الشيعة الأخضر الفاطمى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تدهور الإحتلال الفاطمى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

 ********************************************************************************************

تنبيه هام : نظراً لكبر لطول فترة الإحتلال الفاطمى وضع فى مواضيع  وكل موضوع وضع فى عدة أجزاء عنوانها إما باسم الخليفة أو اسم البابا ومع هذا فقد ظل كل جزء كبيراً لهذا أوجه نظر القراء أن يتحلوا بالصبر عدة دقائق حتى يتم تحميل الجزء - 30/ 1/ 04

 نحيط علم القراء بأن ما هو مكتوب فى هذه الصفحة هو إعادة كتابة  مخطوط تاريخ البطاركة بلغة تناسب القارئ العادى وما زالت الدراسات والعمل جارياً فى هذا الجزء

******************************************************************************************

 

الخليفة المستنصر بالله الفاطمى -- ( 427هـ - 487 هـ  ) ( 1036م- 1094م )

الخليفة المستعلى بالله ( 487- 495 هـ & 1094 - 1101 م )

الخليفة الآمر بالله الفاطمى ( 495 - 524 هـ & 1101 - 1131 م )

الخليفة الحافظ لدين الله الفاطمى ( 524 - 544 هـ & 1131- 1149 م )

الخليفة الظافر بأمر الله الفاطمى ( أبو منصور أبن إسماعيل ) ( 544- 549 هـ & 1149- 1154 م )

الخليفة الفايز بنصر الله الفاطمى (عيسى ) ( 549- 555 هـ أو 1154 - 1160 م )

الخليفة العاضد لدين الله الفاطمى ( عبدالله أبن يوسف ابن الحافظ ) ( 555- 567هـ : 1160-1171م)

الـــقـتـال

قامت حرب بين المشارقة والأتراك المتمكنين من حكم مصر ومعهم السلطان من جهه وبين ناصر الدولة ابن حمدان رئيس بنى حمدان ومن معهم من الأكراد ويقدر عددهم بخمسة الآف رجل وقد قتل فى الحرب الوزير الخطير ابن الموفق فى الدين المعروف بأبن العجمى , وأبن ملك بغداد وأسمه جلال الدولة وكان صديق لبنى حمدان وحدثت الحرب بين رجال السلطان وبنى حمدان والأكراد خارج باب القصر فى الموضع المعروف بباب الذهب , وأنهزم ناصر الدولة ابن حمدان ومن معه وانسحبوا إلى الأسكندرية ومن بقى منهم أختفوا وحلقوا لحاهم وقطعوا شعورهم وأصداغهم أما قبيلة قيس واللواته فأظهروا الخداع فى هذه الحرب , وقامت حمله عسكريه من مصر للقضاء عليه وكان يقودها أمين الأمناء أبو اليمن سورس ابن مكراوه ابن زنبور وأخلع عليه ( تقلد القيادة ) وقلد سيف بحلية ذهبية فوق ذراعية , وأعطى لقب سيد رووسا والقلم – والأستاذ عزيز الدولة تولى زمام ( أمور العبيد) – ونجاح الدولة تغرا – وناصر الدولة ابن أسد الدولة بلدكوش .. ووصلت الحملة العسكرية إلى محلة الأمير وهناك إختلفوا فى قيادة الحملة وذلك لكثرة قادة الجيش وتفككت الحملة وترك بعض عساكرهم المكان لأختلاف آرائهم وعدم إتفاقهم ولما قامت الحرب تغلب عليهم بنى حمدان وهزموهم وأسروهم وملكوا الريف والقرى كلها من الشرقية حتى الغربية ونهبوها وخربوها وقتلوا أهلها وهتكوا أعراض النساء وذبحوا الأولاد على بطون أمهاتهم وعلى ظهور آبائهم ونهبوا الكنائس وخربوها وكشطوا وجوه الصور التى بقيت ويقول الأنبا يوساب من آباء القرن 12 : " أن الصور التى كشطوا وجوههم أظهر الرب فيهم قوة عجيبة ومنها كنيسة بوجرج بدقميرة , وكنيسة بشبرا أمريق وغيرهم من الكنائس العديده .
وهجم اللواتين على أديره وادى النطرون بوادى هبيب وخربوها وقتلوا جميع الرهبان الذين وجدوهم فيها وهرب بعضهم إلى القرى وغيرها من الأماكن النائيه فى الصحراء أما شعب الأسكندرية فقد نالهم ثقلت أيديهم عليهم 0
وأخذ اللواتيين البطرك أنبا أخرسطودلوس أسيراً من داره فى دمرو ونهبوا جميع ما فيها وأخذوا مال كثير من بيته والذى جمعه من الأساقفه وكان يقول : " أنه لمار مرقس الرسول والقديس أبو مقار" ولم يقتنع اللواته بذلك وعاقبوه وعلقوه بمذاكره حتى صارت مثل الجرة العظيمة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 113 – وكان أبو الطيب بسوبه ابن يحنس الرواوى يعمل كاتباً عند ناصر الدولة ابن حمدان فسأله ليشترى البطريرك من اللواته , فلاطف ناصر الدولة اللواتيين حتى إشتراه منهم بثلاثة الآف دينار دفع أبو الطيب من معه ومع من يعرفه ألف دينار وإحتاط عليه بحرس حتى يدفع الألفين الباقية لناصر الدولة وأرسله إلى الأسكندرية فلما وصل إلى كنيسة أبى سرجه وتكلم مع أولاده عن الضيقة التى هو فيها فإعتذر بعضهم بالغلاء والضيق فقام غاضباً وقال : " إذا لم تساعدونى فسأذهب إلى القاضى صدقة وإلى النوبى وإلى بنى هريسة والمسلمين وأقترض منهم وأتصدق , فمسكوه ودفع أولاده كل ما عليه ولما تخلص من دينه رسم عدة أساقفه ودفع المال لأولاده ووفا ما عليه 0
وتصاعدت حده المعارك وملك اللواتيين البلاد وقتلوا صارم الدولة أخو الأمير سنان الدولة ابن جابر الكتامى فى بلدة طنبنا الذى كان والى مصر ( القاهرة) فسمع أبو الطيب الزراوى الذى كان كاتب لأخيه فى مصر وذهب إلى طنبنا وشتم اللواتيين الذين قتلوه , فوثب عليه موسى أبن القرن فضربة بالسيف وقتله إلا أن بقيتهم هجموا عليه وقطعوه بسيوفهم ورموه فى حفرة 0
وإستولى اللواتين على معظم الوجه البحرى بعد وصل عدد جنودهم أربعين ألف فارس غير أتباعهم , وصارت بلاد كثيرة من أرض مصر تحت حكمهم , فقاموا بزراعتها بدون أن يدفعوا الخراج للدوله وإستولوا على الغلال والحبوب ورفضوا بيعها وبلغ سعر التليس من القمح 80 دينار وبحث الناس ليشتروه ولم يجدوه ثم أكل الناس البعال والحمير الميته وغيرها حتى فنيت ثم تطور الأمر أنهم أكلوا بعضهم بعضاً ووصل الأمر بعد ذلك أن أكل بعض الناس اولادهم وصار الناس يأكلون الكندر وهو نخله خشب النخل حتى أن الصبر الذى كان بلا ثمن كان يحملونه إلى الإسكندرية ويباع بنستروه والبحيرة .
وفى سنة 462 خراجية فكر اللواتين فى مشورة ردية وهى أن لا يقوموا بعمل جسور فى الريف ولا يحفروا ترع حتى لا يستطيع المزارعين روى زراعاتهم بالماء ولا يزرع شيئ فيبيعوا غلاتهم التى حصلوا عليها بالثمن الذى يريدونه ويهلكوا ما تبقى من الناس , ولكن خيب الرب الإله ظنهم فقد جاء فيضان النيل عالياً فغطى جميع الأرض وزرع الناس جميع أراضيهم 0
ولما راى الأنبا أخريستودولوس أن اللواتين خربوا فى الأرض ذهب بعد موت يعقوب الراهب ليقيم فى مصر وظل بها مده طويله 0
وظلت مصر فى هذا البلاء حتى أهلك الرب ناصر الدوله إبن حمدان وأخوته وأصحابه فقتل فى منازل الغزاة فى مصر على يد صهره بلدكور وكل من معه من الملحيه الأتراك فى سنه 462 خراجية وبعد قتله بسنة واحده وصل أمير الجيوش إلى مصر تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل 119 بحراً من عكا فى 200 مركب ووصل إلى ميناء دمياط وحارب اللواتين فى برموده فطردهم ملاك الرب من قدامه وكان عدد جنود اللواتين 40 ألف فارس وقتل منهم خلق كثير وغرق كثير من اللواتين فى النيل وظل يقتل منهم الكثير لعده سنين حتى فنبوا عن آخرهم ولم يبق لهم وجود ويذكر أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 12 أن أمير الجيوش بدر الوزير فى الخلافة المستنصرية سكن هو وذويه فى الحارة المعروفة بعدة الدولة رفيق الأستاذ وكان وزيراً فى الدولة العلوية ( نسبة إلى على بن ابى طالب ) وهو أول وزير تقلد بالسيف وخلع علية بالطيلسان .
وفى سنة 463 خراجية - 790 شهداء وصل الاجل ناصر الدوله من عكا وقتل كل من فى مدينه القاهرة من الذين أحدثوا الفوضى وأصلح البلاد وأنقذها من الخراب وقاد جيشه لقتال اللواتين وهزمهم وقتل معظمهم وأبادهم وأخرجهم من ريف الوجه البحرى وقاد حمله متوجها إلى الصعيد وأباد من فيه من المارقين وأعاد الأمور إلى نصابها كما كان .
وعاد اللواتين من الصحراء تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 119 -120وحاصروا الإسكندرية وذهبوا للهجوم على دير أبى مقار وإتفق معهم القراريين ونهبوا الديار وعاقبوا الرهبان حتى انهم أخذوا صليباُ كبيراً وكسروه فوجدوه مملوء من الذهب – ودخلوا هيكل بنيامين فشقت قطعه من الزجاج رجل أحدهم فصار يتلوى من الألم . فخرجوا منها بسرعة ودخلوا هيكل أبو يحنس فضرب الرب بعضهم بالعمى فخرجوا خائفين ولم يأخذوا شيئاً وهرب أمنوت الدير وكان رئيساً للشمامسة وأعلم الأراخنه بذلك فحزنوا كثيراً ثم أرسلوه قائلين له : " إرجع وإكشف عن هيكل بنيامين فإن كان سالم فالدنيا تعمر وإن جرى له حادث فلن نرجوا خيراً لأنه ميزان العمل " فلما رجع وجد الهيكل سالم .
وبعد خراب ديار وادى النطرون على أيدى اللواتين دخل راهب نوبى تلميذ لبسوس إلى هيكل بنيامين ونسى المنع الذى عليه فعميت عينيه ولا سيما أنه لم يكن كاهن فخرج وهو يبكى متضرعاً للقديس إلى أن إنفتحت عيناه , وأخفى الرهبان أجساد القديسين الثلاثة : فى دير أبو مقاره إلى حين عماره الأديره مرة أخرى .
وشاية مسلم ضد البطريرك القبطى
فى اثناء قيادة أمير الجيوش إلى الصعيد ذهب إليه رجل مسلم إسمه على القفطى قال له : " أن مطران إسمه بقطر تابع للبطريرك أخرسطودولوس هدم مسجداً فى بلاد النوبه وإن فى بلاد الحبشه مطران إسمه قوريل يراعى المسلمين ويحبهم ويكرمهم فأرسل أمير الجيوش خطاباً إلى إبنه الأوحد الذى تولى الولاية فى القاهرة لحين عودة أبيه فيه : " أقبض على البطريرك وأعتقله " وأرسل أمير الجيوش من الصعيد إلى ملك النوبة مرسالاً إلى ملك النوبة يعرف بحسام الدولة جومراد فقال له ملك النوبه شيئاً آخر عكس ما قاله القفطى فلما عاد أمير الجيوش إلى القاهرة أخرج البطريرك القبطى من معتقله وأحضره إلى مجلسه مكرماً مبجلاً وأحضر حسام الدولة جومراد وعلى القفطى ثم قص حسام الدوله قصته فظهر كذب على القفطى فأحضر أمير الجيوش القضاة والشهود والفقهاء وقال لهم : " ماذا نفعل بهذا القفطى الكذوب الذى كذب بين ملكين " فأفتوا الفقهاء بقتله فقال أمير الجيوش للبطريرك : " فماذا تقول أنت ؟ " فقال البطريرك : " ليس عندنا فى مذهبنا قتل ولا مجازاه على شر بشر , ولكن أنت السلطان والأمر للربنا ولك .. فأمر السلطان بقتل على القفطى المسلم لأنه وشى بين ملكين .
وجلس أمير الجيوش مع البطريرك القبطى جلسات كثيرة ظهرت فيها فضائل البابا الكثيرة وعن حكمه وعقل ورياسة ومقدرة فإرتفع مقدارة فى أعين السامعين ثم قال لأمير الجيوش : " أن قوريل المسمى عبدون هو إنسان مدعى الكهنوت ومغتصب لقب ومركز مطران لأنى لم أرسمه ولم أكتب له خطاباً أبداً – وكان قد ألزم البطرك قبل ذلك أن يرسل الأنبا مرقورة أسقف أوسيم إلى بلاد الحبشة بخطاب من البطرك وثوب من ثيابه ليلبسه لقوريل ويجعله مطراناً وكان البطريرك يبكى عندما ضغطوا عليه فى هذا الأمر – ولكن عندما ظهر كذب القفطى وقتل , تكلم البطريرك وأتفق على إرسال إلى بلاد النوبه رسولين إلى ملكها واحد من قبل البطرك وهو مرقوره أسقف أوسيم ومعه رسولاً من قبل أمير الجيوش وهو رجلاً شريفاً لقبه سيف الدولة وإسمه الشريف الرضيف وكان غرضهما هو طلب امير يعرف بكنز الدوله كان قد إستولى على الوجه القبلى وعاث فيه فساداً ونهبه قبل وصول أمير الجيوش إلى مصر فلما علم بحملته هرب إلى النوبه , وعندما وصلا الأسقف والشريف الرضيف إلى بلاد النوبه وسلما ملكها رساله البطريرك سلم ملك النوبه إليهم الأمير الهارب ووصلوا به إلى مصر فقتله أمير الجيوش وصلبه عند باب الحديد فيما بين القاهره ومصر – وأكرم أمير الجيوش البطريرك القبطى وزاد الرخاء أيامه وعم الأمان ربوع مصر وخاصه الطرقات ووصلت القوافل إلى مصر من المشرق والمغرب وكل البلاد 0
أخبار من أنطاكية
أما فى أنطاكيه فقد صار يوحنا بطريركاً وهو إبن أخت أنبا يوحنا بطريركها السابق المعروف بإبن عبدون الذى ظهرت له عجائب كثيرة وحدث انه عندما تنيح إختاروا إبن أخته وأسموه يوحنا وكان قديساً وكتب إليه البابا القبطى رساله كتاباً يعرفه عما حدث له وما جرى من نهب وكذلك الأسر والعقوبه والإعتقال وأنه خرج بنعمه الرب من هذه الضيقات كما تخرج الشعرة من العجين وكتب بطريرك أنطاكية خطاباً رد فيه على خطابه ووصل بيد قس سريانى يسمى صموئيل من أهل مدينة القدس وكان قد صار حبيساً قديساً فى صومعه - ثم تنيح البطريرك الأنطاكى يوحنا وجلس بعده الأنبا باسيل على الكرسى الأنطاكى وظل عليه إلى أن تنيح بعد سنة ونصف ولم تصل منه سنوديقا ( الرساله الأخويه بين البطريركين ) فلم يذكر إسمه فى صلوات قداسات الأقباط فى جميع بلاد مصر كما هو متبع وظل الكرسى الأنطاكى خالياً مده كبيرة لإستحواذ الغز وإستيلائهم على تلك البلاد وما حدث فيها من الفتن والقتل حتى إجتمع أربعه وثلاثين مطراناً وأسقفاً فى دير برصوما وأقاموا بطريركاً على كرسى أنطاكيه كان إسمه العازر وأسموه ديوناسيوس وقام البطريرك الأنطاكى بإرسال سنوديقا حملها إلى مصر قس سريانى إسمه توما سيم فيما بعد أسقفاً على بغداد وقد وصل فى حبريه البابا كيرلس رقم (67)
ذكاء الأقباط أنقذ  جسد القديس أبو مقار من مغادرة مصر

عندما سرق البحاره البندقيين جسد مرقس الرسول من الأروام المصريين ( من المعروف أن الأروام إستولوا على جسد القديس مرقس رسول المسيح من الأقباط بالقوة عندما كان الأروام البيزنطيين يحتلون أرض مصر ) وظن البحاره أنهم يستطيعون سرقة أجساد القديسين ورأس مرقس الرسول من الأقباط أيضاً وقال الأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 : " كان تاجر رومى يحضر قمح عن طريق المراكب للأسكندرية أراد سرقة رأس مرقس الرسول فدفع للمتولى على الكنيسة 400 دينار ولم ينجح – ثم ان رجل بدوى أراد إعطاء راهبين دنانير حتى يحضروا له جسد أبو مقار الأسقف فذهب الراهبين إلى الأراخنه بالأسكندرية وأخبروهم بما حدث فإتفقوا معاً وقرروا شيئاً آخر فأحضروا البدوى وكان صديقهم وقالوا له : " سوف نعطيك بعض الأجساد الميتين وتكفنهم بكفن غالى الثمن وتعطيه للرجل الرومى وتأخذ منه 100 دينار " ففعل وذهب إلى بريه دير أبى مقار وأعطوه جسد راهب قديس إسمه أنسطوراس إبن آدام رفعوه من قبره وألبسوه ثياباً غاليه وطيبوه وجعلوه فى تابوت فاخر وصفحوه وحملوه على جمل وكانوا أرسلوا أسقف ورهبان وحملوا ما وجدوا من كتب الدير وحملو ما وجدوه 276 مجلد حملوها على سبعة جمال فلما وصلوا إلى الإسكندرية وضعوها فى مكان محفوظ خوفاً من أن يسرقها أحد ومضى البدوى ومعه الجمل عليه جسد الراهب كأنه ابو مقار والراهبين معه ففرح بهم الرومى فرحا كبيراً وأعد له مكان وأوقد قدامه القناديل وصار يفتخر على القبط ويغيظهم وكان كل من يدخل إلى بيته من المسلمين يحكى قصة أبو مقار وكيف أنه أخذه من الأقباط بالرشوه ويقول لهم : " هذا جسد ابو مقار " فغار الأقباط مما يقوله الرجل الرومى فأخبروه بما فعلوه معه وقالوا له : " قدم لنا الجسد ونحن نريق عليه الماء " - فلم يفعل – وكتب إلى إمبراطور القسطنطينية قائلاً : " لقد حصلت على جسد أبو مقار الأسقف " وأرسل الجسد إلى إمبراطور القسطنطينية ورفعوه بكرامة عظيمة وبنوا له كنيسة على إسم ابو مقار الأسقف وصارت تحدث آيات عديده من الجسد وذكرت كتب الدير المسجله أن الراهب اسطوراس قال فى حياته : " أن جسدى سيرفع من قبرى ويأخذوه ويمضوا به إلى بلاد بعيده وسيحدث آيات وعجائب منه " .
حدث هذا الحدث عند هجوم اللواتيين وخراب أديره وادى هبيب وتشردوا الرهبان وذهبوا إلى أماكن أخرى وخرج القديس الشهير فى ذلك العصر بسوس وذهب إلى جزيرة بنى نصر واقام على تل قريب من الكنيسة تسمى الطا فسألوه : " لماذا لا تذهب إلى الصعيد لتقيم فى أحد الأديره فلم يفعل وقال : " لا يجوز أن اقيم تحت سقف حتى يمن الرب بعودتى إلى سكنى فى البرية "
وقام بشروط الأمنوت الإرشدياقن وذهب إلى الأديره وأخذ معه مجموعه من الأقباط وصار يجمع الرهبان الذين تشتتوا فى الريف ويأخذهم البعض ذهب معه طوعاً والبعض كرهاً بعد ان حصل على أمر من امير الجيوش , وإن إحتاج أحد الرهبان شئ يعطوه ما يحتاجه من ترنوط ودنوشر فعمرت الأديره قليلاً قليلاً . – وكانت حراسة الأديره لقبيله بنى بوالينا القيسين ويعطيهم الدير مقابل ذلك 150 دينار كما جرت العاده ويأخذوها من قيم الدير بشروط وجائت الرهبان من كل مكان .
نياحه البابا
تنيح القديس الأنبا أخرسطودلوس يوم السبت 14 من كيهك سنة 794 للشهداء الأبرار ودفن فى كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعلقة بقصر الشمع , ثم نقل جسده إلى دير ابى مقار بوادى هبيب وقد دفن ببابليون أولاً لأنه كان قد إتخذها مقراً له بعد خراب كنيسته الكبرى فى دمورا ( دمنهور) فى زمن ناصر الدولة ولما إستقر فى بابليون لم يكتفى بوجوده فى المعلقة بل جدد كنيسة القديس مرقوريوس ( أبى سيفين بطموه) وجعلها كاتدرائية كبرى ومركز لكرسيه وجعل كنيسة العذراء فى حى الأروام مقراً له يأوى إليها عند اللزوم كما جعل إيراد هذه الكنائس ورسوم التقاضى فى الأحوال الشخصية للصرف على البطريركية راجعة للبطريركية ورضى أسقف بابليون بذلك ولكن الأسقف الذى خلفه عارض فى هذا الأمر لكونها تقع فى دائره أيبروشيته كتاب تاريخ البطاركة – مخطوط نقله القمص شنودة البراموسى عن النسخة المحفوظة بدير البرموس ص 361- 384 بركة صلاته تكون معنا يا آبائى وإخوتى آمين.

المجاعة ورسامة أسقف على كرسى وأسقفها حى

ومع الخوف والقتل والقتال تزايد الغلاء وقل القمح وزادت المجاعة فأكلوا الناس الحيوانات الميتة ثم أكلوا بعضهم بعضاً وواجه الناس من المصاعب والبلايا والشدائد التى تحدث عاده فى المجاعات .
ووصل إلى الأسكندرية رجلاً قبطياً من البلينا أسمه عون يحمل كتاب ( رساله) من الأمير مقرب أبن ماضى والى اللواح , وطلب من البابا أن يرسمه أسقفاً وحدث أن سرت شائعه بأن أنبا باسيليوس أسقف أرمنت قد توفى , وفى توت سنة 787 شهداء رسم بموه أسقفاً على مدينة أرمنت ورسم رجلاً أسمه بفام أسقفاً على كرسى اللواح وأرسلهما مع الأنبا جرجه أسقف بطو ليكرسهما وأرسل معه رساله إلى ملك النوبه يلتمس منه مالاً ليصرفه ويدفع ما تبقى عليه للواتيين ويعلمه بالأحداث فى مصر , وصل الثلاثة أساقفة إلى أرمنت ووجدوا أنبا باسيليوس أسقف أرمنت لا يزال حياً وقد كان رجلاً قديساً , ومن قداسته أن أحد أولاده الرهبان وأسمه مينا أصبح قساً فيما بعد ذكر أنه فى أيام الغلاء كان لا يترك فى بيته خبزاً عملا بقول المسيح له المجد لا تهتموا بالغد دع الغد يهتم بما لنفسه , وكان يعطى ما عنده من خبز لمن يطلب وفى ليله من الليالى طرق على بابه رجلاً مستوراً لا يريد أن يعرف أحد أنه يتصدق فقال الأسقف لخادمه مينا الراهب أعطه رغيفاً ولم يكن فى الأسقفيه إلا رغيفين ثم قرع على الباب سائل آخر فأعطى الأسقف السائل جزء من الرغيف فلما بدأ يأكل المتبقى من الرغيف فضجر مينا وتململ فأمره بأن يعطى المتبقى وفضل أن يصوم ويطوى ليلته بدون طعام وبعد وقت قليل من الليل قرع الباب للمرة الرابعة فقال الأسقف لمينا الراهب : " قم أفتح البابا " فرد غاضباً : " لم يبقى عندنا شئ نعطيه لمن يدق , ماذا سأقول له ونحن لا نملك شيئاً لنعطيه " فأمره مرة أخرى أن يفتح الباب ولما فتح الباب أعطاه رجلاً لم يرى وجهه ولم يعرفه منديلاً ومضى ولما فتح المنديل وجد فيه طعاماً ولم يرجع الرجل ولم يطلب منديله ليأخذه .
ولما وجدوا أنبا باسيليوس أسقف أرمنت ما زال حياً أصبح لكرسى أرمنت أسقفين فترك أنبا بموه أرمنت وذهب أنبا بموه مع أنبا جرجه إلى ملك النوبه ولما وصلا إلى ملك النوبه أكرمهما وأثناء صلاة أنبا جرجه ليكرز للملك كنيسة جديدة بناها الملك وأثناء الصة حل الروح القدس على أحد الأوعيه فأخذه الملك بيده ومضى به إلى منزله ليتبارك به . وكرز الأسقف فى هذه الكنيسة أربعة هياكل فى ذلك اليوم , وأرسل ملك النوبه مبلغاً من المال إلى البطريرك القبطى , أما بموه فرجع إلى أرمنت ومكث فى قرية صغيره إلى أن تنيح أنبا باسيليوس فذهب إلى مدينة أرمنت وكرس بها فى اليوم التالى وكان ذلك فى شهر توت القبطى سنة 797 شهداء أى أنه مكث ينتظر أن تخلوا أسقفيته التى رسم عليها لمدة 12 سنة 0
خلاف بين أسقفين .. من يكون الأكبر ؟

إختلف إثنين من الأساقفة هما أنبا بموه أسقف أرمنت وأنبا بدير أسقف قوص حول قضية هامة وهى من هو الأكبر الذى تكرز أم المكرز وذهب أنبا بدير إلى أنبا أندونه أسقف أسيوط وأنبا متوس أسقف فاو فقالوا : " أنبا بدير يحكم على أنبا بموه وقالوا بأن الذى تكرز أكبر من المكرز " أى لأن أنبا بموه تكرز فى كرسيه بعد أنبا أندوده ولكنهم ذهبوا للتحكيم إلى الأنبا جرجه فحكم لأنبا بموه بحكم أن ألأنبا أخرسطودولوس وضع يده عليه قبل أنبا بدير وأن أسمه كتب منظرة ( قائمة ) الأساقفه قبل أنبا بدير وأن تأخير تكريزه فى كرسيه لا يؤخر رتبته فى كونه أسقفاً وله أقدمية عن من يرسم بعده ولو بيوم واحد ولا يصح لأنبا بدير أن يتقدم عليه وأثبت ذلك ببراهين هى أن يوحنا المعمدان وضع يده على رأس السيد المسيح الذى قال عنه أنه لم يزل قبله وأنه أقدم منه وأيضا الأساقفه يضعوا يدهم على البطريرك فهل يقدروا أن يتقدموا عليه ويكبروه" وأصلح بينهما وزال الخلاف بينهما 0
وكان أنبا بموه أسقف أرمنت رجلاً قديساً وذكر لوكاس ( لوقا) شماس كنيسة السيدة العذراء بأرمنت سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ص154 أنه رأى الأنبا بموه وهو يكرز مذبح فى هذه الكنيسة فى سنة 801 شهداء ولما إنتهى من صلاة التكريز أخذ شفاف الأوعية ورماها بيده فى البير التى فى هذه الكنيسة ففار الماء وزاد وصعد إلى نصف البئر وفى كنيسة القديس بطرس ببلدة أحرارة القريبه من أرمنت عندما كرزت فاض الماء من القدور حتى تدفق من فوهاتها إلى صحن الكنيسة 0
وصل الى الأسكندرية أنبا إيليا أسقف طموه وكان أصبح شيخاً كبيراً طاعنا فى السن ويذكر أن هذا الأسقف عندما كان يقوم بصلاة القداس كعادته بكنيسة مارى بقطر بالجيزة وفى نصف القداس ظهر نور عظيم على صورة القديسة العذراء مريم وقد شاهده الشماس أبو حبيب ميخائيل أبن بدير مساعد جرجه أبن مذكور كاتب سيرة البابا أخرسطودولوس الذى نسخها ونقلها من القبطية إلى العربية , أما يوحنا بن صاعد ابن يحى المعروف بابن القلزمى ناسخ السيرة الأساسى ذهب بنفسه إلى كنيسة القديس مارى بقطروكان أسقفها فى ذلك الوقت أنبا حدفة وسمع أقوال الشعب الذين كانوا حاضرين عندما ظهر النور على صورة العذراء مريم المرسومة فى شرق الهيكل وعندما نظر إلى الصورة فرأى بعض الأصباغ ( الألوان المرسومة بها الصورة ) قد تلاشت ولما سأل عن سبب زوال بعض الألوان فقال الشعب : " أن بعض الكهنة عندما راوا النور حل على صورة السيدة الطاهرة مرتمريم تزاحم الكهنة على الصورة بالشمع ليختموه على جسم الصورة ليكون معهم بركة فى بيوتهم فأنقلعت الأصباغ فى الشمع الذى أنطبع عليها 0وقال القس يؤنس رئيس دير نهيا : " أن صبياً إسمه أبن حالومه كان من ضمن الحاضرين فى يوم ظهور النور فوهب حياته بخدمة الكنيسة فنظر النور مرة أخرى على نفس الصورة 0
وحدث أنه كان هناك بالقرب من كنيسة القديس بقطر التى ظهر بها النور مسجداً به مؤذناً يضر الأمنوت ويعادية , فذهب أبن الأمنوت وفى يده طوبه فحك ( خدش ) وقال له : " ألا تقدر أن تخلصنا من هذا المؤذن " فأصيب بمرض الرعشة ( كان يسمى عسله الأرتعاش فى ذلك الوقت ) كل أيام حياته وكان يصيح قائلاً : " ها هو قد جاء ليعاقبنى " ثم إستعان بالأنبا حدفه أسقف الجيزة الذى ذهب إلى الصورة وصلى إلى الرب وسأل الشهيد حتى يعفوا عنه فشفى من المرض ومات بعد وقت 0
أما فى أديرة وادى النطرون كان يوجد راهب قديس أسمه بسوس عليه نعمة عظيمة وموهبة الروح القدس حاله علية وشاهده كاتب السيرة يفعل عجائب كثيرة قال : " أننا لما سمعنا عن أخباره ونحن فى مدينة الأسكندرية من راهب قس أسمه أبو يعقوب كان غنى جداً قد تصدق بمال عظيم وترهب , خرجنا فى مجموعة إلى الديره فى شهر طوبة سنة 787 للشهداء ووصلنا إلى دير البراموس وأخذنا بركة راهب قديس أسمه يعقوب قمص دير البراموس وهو أخو الأنبا اخرسطودولوس البطرك فى الرهبنة وكان يفعل العجائب أيضا ً وذهبنا بعد ذلك إلى دير أبو كما وقضينا الليل عند القديس بسوس فأكلنا مما أحضره لنا وكان عددنا أحدى عشر رجلا وأحضر لنا جرة صغيرة بها خمر وبارك عليها فشربنا منها كلنا حتى قاربنا على مرحله السكر ولم نسكر ولم تنقص الجرة الصغيرة إلا إلى مقدار نصفها وفى الصباح طلب منهم ألا يخبروا أحد من أراخنة مصر الذين يزورون تلك البرية أن يزوروه وقال إن حضر أحد منهم ذهبت إلى مغارة أبو موسى وتركت الدير .. فودعناه وذهبنا إلى دير أبو مقار فوجدنا مجموعه من أراخنة مصر المشهورين فى زيارة الأديرة فى تلك السنة منهم الشيخ أبو بدر ابن مينا الرواوى الذى يتولى إدارة ديوان الرهجى وطلب الذهاب إلى القديس بسوس فاعلمناه بما قاله القديس فقال : لابد لى من الذهاب ومقابلته لأشكوا له من ذنوبى ولولا رغبتى فى أخذ البركة منه لما أتيت إلى هذا المكان وحدثت مناقشات كثيرة وأتفقنا أن نذهب أنا وأبن عمه أبو الطيب بسوه إلى دير ابن يحنس بسبب نذر كان يريد أن يقدمه مقدارة خمسمائة دينار فتركته فى دير ابى بحنس وذهبت إلى دير ابو كما وقابلت القديس بسوس وأعلمته بما حدث وبعد الحديث معه أستقر رأيه أن يذهب إليه فى دير ابو مقار فخرج من الدير بعد غروب الشمس بساعة وذهبت أنا إلى دير ابو يحنس وقضينا الليل فيه أنا والشيخ أبو الطيب وفى الصباح ذهبي إلى دير أبو كما لأسال عن القديس فقال لى الراهب البواب نصف الليل جاء وضرب الناقوس وقام الرهبان للأبصلمودية كالعاده فظننت أن الراهب بسوس لم يذهب إلى دير ابى مقارلأن المسافة من دير ابو مقار إلى دير ابو كما مسيرة اربع ساعات فدخلت إليه وابتسمت فعرف أننى أظن أنه لم يذهب لأبو مقار فلما سلمت عليه وأخذت بركته قال لى : ذهبت وقابلت الرجل , فسألته متى وصل إليه ومتى عاد إذ لا يمكن لأحد أن يذهب لإلى دير ابى مقار ويعود فى نفس الليله , فقال لى : ليس هذا من شأنك قد ذهبت إليه كما أتفقت معك , فقلت له : صفه لى , فقال هو رجل قصير أشهل العينين ووجدت عنده أخوك ابو العلا فهد ودميان قريبك ألأشهل العينين وتحدث معه بالقبطى .. فلما قال لى هذا خرجت من عنده عند شروق الشمس وركبت دابتى وأسرعت فى المسير ووصلت إلى دير ابى مقار فى رابع ساعة بالنهار وقابلت الشيخ ابو الطيب فقالوا : لم تحضروا مجئ القديس بسوس فقد جائ عندنا , فقلت : أى وقت حضر , فقال: جاء وقت العتمة مساءاَ , فقلت هو الوقت الذى خرج فيه من دير أبو كما وأنا تركت الدير فى هذا الوقت وتوجه إليك فتعجب هو وجميع الحاضرين وكان يتحدث معنا وإذا تكلمت مائه كلمة كان يرد بكلمتين أو ثلاثة إلى أن خرج أخوك أبو العلا إلى الخارج وقال قد جاء نصف الليل فقال القديس بسوس : حان الوقد للذهاب إلى الدير , فضربنا له مطانيات أن يقيم معنا بقية الليلة ويوما فلم يزال معانا إلى أن طلب أن ينفرد فى الصلاه فحبسناه فى حجرة واغلقنا عليه وبتنا على بابها لنتبارك بقربه ونسمع حس صلاته ونصلى معه فلم نسمع شيئاً وفى الصباح فتحنا الحجرة ودخلت أنا لآخذ بركته فلم أجده ولم نزل مندهشين متعجبين مما حدث , فقلت لهم ما لاوقت الذى قفلتم عليه الحجرة , قالوا : هو الوقت الذى دق فيه الراهب الناقوس للصلاه , فقلت هو نفس الوقت فى دير أبو كما وأقام فيه الرهبان صلاتهم وذهبت إنا إليه فى وقت السَحر وأعلمنى الراهب البواب بذلك فركبت دابتى وحضرت إليكم 0
وفى شهر كيهك سقط ماء كالعرق من أعمدة دير القديس أبو موسى وعرقت أيضاً عده صور فى كنيسة القديس تادرس الشهيد بمصر ( بالقرب من القاهرة ببنى وائل ) وكانت قطرات العرق تجرى كالماء وبقى أثره مده من الزمن ويقول الأنبا يوساب أسقف فوه كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 117 وفى الصعيد كنيسة على بسنده خرج من اعمدتها ماء وكذلك أعمده كنيسة بوشنودة فى أخميم عرقت وخرج منها ماء كثير وبقى أثآره فى الكنيسة إلى زمن طويل وكذلك الصورة التى بدمول ولما خربت دمول نقلوها لتنال
وفى تلك السنة تفشى مرض الجدرى ومات أكثر من أحدى وعشرين ألفا من الشباب الصغير السن فى أقل من شهر واحد فكتب جرجه كاتب تاريخ الأنبا أخرسطودلوس إلى السائح القديس بسوس وإلى الأب مقارة الأمنوت بدير ابى مقار ( عندما رشح للبطريركية بعد الأنبا أخرسطودلوس هرب وإختفى فى القرى ) وطلب منهم الدعاء والصلاه إلى الرب لكى يخلص أرض مصر من المرض وطلب من الآباء الرهبان أن يهبوا لهذا الأمر ليلة واحدة ليصلوا فيها عن الشعب وكان فى الأديرة سبع مائة راهب وأرسلت الخطاب مع راهب من دير نهيا إسمه أبو العلا وهوأخ القس يونس المعروف بزكير ريس الدير , وكان السائح القديس يشتهى أن يكون هذا الراهب فى ديره وكان يقول : رايت أفعاله توافقنى , فلما وصلت رسالتى أرسل إلى جميع من فى الأديرة بطلبى إليهم وما إذا جمعهم فى موضع واحد خوفا من أن يحرف أحد القول عن رهبان الأديرة , ثم أخذ جمر من نار متقده ووقف عليها ودعا لمن سلمه الرساله وكان صباح يوم 28 من كيهك وكان يوم سبت فقال الراهب أبو العلا أعطنى الجواب وأتركنى أعود لديرى حتى أحضر العيد هناك فقال له القديس السائح الأنبا بسوس : " أنهم قد تخلصوا وأنعم عليهم السيد المسيح " فقال له أبو العلا الراهب : " أريد الدليل والبرهان على هذا " فقال له مقاره : " هذا صحيح فإذهب ولا تشك فى قوله " فقال لهما : " لن أذهب إلى بجواب " فقال بسوس لراهب أسمه قسما كان كاتب الديوان أكتب عنا خطاب : بأن السيد المسيح خلصهم فى هذا اليوم وأخبر رجلاً إسمه هبه الله منصور كان قريباً لنا وإختفى فى الدير أن يكتب لنا خطاباً عنهما فأخذ أبو العلا الخطابين بالخطوط المميزه لهما ومؤرخين بيوم السبت ثم وصل إلى كنيسة المعلقة حيث حضر صلاة القداس فى وقت السحر ولما وصل الخطابين وعرفوا من الراهب أبو العلا ما حدث فتيقنوا أنه فى تلك الساعة إنتهى مرض الجدرى من أرض مصر فى الوقت الذى قال فيه القديس بسوس أن السيد المسيح خلص مصر من المرض 0 وذكر الشماس ابو حبيب ابن بدير الدمنهورى أنه كان مختفياً عنده فى الدير ومعه بعض الأخوة النصارى مختفيين وأنه راى القديس بسوس السائح وقد جعل زيت المسرجه ( مصباح يضاء بالزيت ) وبارك عليه ورشم الصليب وأوقدها لهم وأنه ظل خمسة عشر ليلة ينسخ الكتب ويقرأ معهم كل ليلة فلم تفرغ المسرجة من الزيت ولم تنقص 0 وذهب إليه راهبين متخاصمين من دير أبو سونه فحاول ان يصلحهما فرضى أحدهما ورفض الآخر وذهب ولم يسمع له ثم عاد إليه بعد ثلاثة أيام وقد أصابه مرض البرص وسأله بدموع أن يصلى من أجله ويسامحه وخلع تراج كان يلبسه وألبسه إياه وحدث أن الراهب المريض أعاده فى ثانى يوم وقد تطهر من برصه
وقد ألزمه جباة الضرائب من الأتراك بإحضار قماش وأرسلوهم إلى القرى ليستجدوا من المسيحين بما أمرهم الأتراك بإحضاره إلى مركب , وتركوا كنيسة السيدة المعروفة بالمعلقة وتوجهوا إلى المركب وقبل خروجهم من بابها وصل رسول الأمير جمال الملك صاحب الباب العالى وقال : " الأمير جمال يخصكم بالسلام ويهنئكم بالخلاص وقال لكم فى هذه الساعة دخل مولاه الأوحد إلى والدة أمير الجيوش وأستوهبكم منه وأمرنى بالأفراج عنكم فأمضوا وأشكروه " وأمر الرسول أولئك الأتراك بتركهم وعدم إعتراضهم 0
واراد أسقف أن يمتحن الأب بسوس ذكرت فى تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 116 فغير ملابسه بزى راهب ومضى مع جماعة من الرهبان وذهبوا إليه فلما بارك على كل واحد وعندما أتى إليه الأسقف لكى يباركه إمتنع من البركه عليه حتى ضاق صدر أولاده الرهبان عندما رأوه لم يبارك هذا الراهب وكان مبتسم فى وجه الأسقف فقال له الأسقف وكأنه راهب إنى أريد أن اقيم عندك فمضى وأتى إليه بكتاب فيه ما يلزم الأسقف لقرائته فعرف أنه يعرف أنه اسقف فمجد الرب وخرج من عنده مباركا الرب.
وذكر الشماس يؤنس الراهب أحد أولاد بسوس أن القديس بسوس كان يصلى فى الجوسق ( البرج ) فدخل الدير عنوه ثمانية عشر رجلا من السودانين لينهبوه فإستولوا عليه وأخذوا راهباً وعذبوه فنزل القديس بسوس السائح ومسك رقبة زعيمهم بيده وأخرجه من باب الدير ثم رجع ليأخذ آخر وأخرجه أيضاً وظل كذلك حتى أخرجهم جميعاً خارج الدير وأغلق الرهبان باب الدير , وعندما سأل الشماس يؤنس السودانين بعد ذلك قالوا : " أنهم أصيبوا بالعمى جميعاً وأن يده عندما أحاطت رقابهم كانت كالحجر الثقيل فلم يستطيعوا أن يقاوموه "
وذكر أيضا ًالشماس يؤنس أنه فى سنة المجاعة كان دير يوحنا كاما ملجأ للعربان وغيرهم وكان يعطى لكل طارق كعك الدير وقمحه حتى أنه لم يبق للرهبان إلا قوت يوما واحداً وكانوا قد فكروا أن يأكلوه وفى الصباح يخرجوا ويتركوا الدير هائمين فى طرقهم , فطرق الدير قوماً يطلبوا ما يأكلوا فقال لهم : " أعطوهم الذى عندكم " فتذمر الرهبان وتململوا وإغتاظوا من ذلك فقال لهم بهدوء : " فى آخر النهار يصل إليكم من عند المسيح ما يكفيكم أيام فلا تضيق صدوركم " فأعطوا زادهم من القمح الذى كان سوف يكفيهم يوماً للمن طرق بابهم فقالوا الذين على الباب : " يا راهب ما لنا طاحونه " ولما لم يكن فى الدير إلا طاحونه واحده ولكنه أمر بإعطاءها للسائلين , فتذمر الرهبان مرة أخرى وقالوا له : " قلت أن القمح سيأتى إلى الدير فى العشية ولكنك أخذت الطاحونه التى لا نملك غيرها وأعطيتها لهؤلاء القوم فهل إذا وصل القمح نقرقشة ؟ أم نسلقه فى الماء فقال لهم : " لا تقنطوا من رحمه الرب فإنه سيرسل لنا بمن يأتى بما نحتاجه فإنه لا يعوزه علم شئ فطيبوا نفوسكم " وقال الشماس يؤنس طلعت إلى الجوسق ( البرج ) ورأيت جملين يحملون زاداً قادمين من الطريق البحرى ولما وصلوا كان على ظهر أحدهم طاحونه فارسى جديدة أكبر من الذى أخذها المحتاجين والجمل الآخر محمل بالقمح , فسبح الرهبان الرب لأنه أطلع القديس يؤنس عما لا يراه غيره .
وذكر أيضا ًالشماس يؤنس أننى صعدت معه إلى جوسق ( البرج ) دير أبو كما ليصلى صلاة الساعة الثالثة وأخذنا معنا قفه مملوءه كعك , وبعد مده طرق الباب منَ يطلبوا شيئاً يأكلوه فقال القديس بسوس أعطهم الكعك فأنزلت لهم جميع ما فى القفه وبقيت القفه خالية مرميه فى آخر القلاية , ولما فرغ من صلاته طرق على الباب آخرين يسألون سد رمقهم من الجوع فأدار وجهه إلى وقال : " أعطى هؤلاء الذين يصيحوا من ذلك الكعك " فقلت : " أما أعطيته للذين سألونا قبلهم " فقال لى : " لقد رجعت ومليتها " فقلت له : " أنه منذ صعدت إلى هنا وأنت قائم تصلى فى مكانك ولم تتحرك فمتى مليتها " فقال لى : " لقد مليتها هوذا هى مملوءه بالكعك فأعطى لهم منه " فذهبت إلى القفه فوجدتها مملوءه بالكعك فأعطيت بعضه للسائلين , وقد أصر الراهب يؤنس لكاتب هذه السيرة أن القديس بسوس لم يمسك القفه بيده منذ أن فرغتها وأعطيتها لمن سألوا أولاً وكانت مطروحه على الأرض وصليت معه الثالثه إلى وصل سائلين آخرين وهو فى مكانه لم يبرحه .
وذكر أيضا ًالشماس يؤنس أن يسطس الراهب عميت عينيه فظل القديس بسوس شهراً كاملاً فى صوم وصلاه حتى إنفتحت عينيه .
وقبل الأحداث التى أدت للحرب وقياده أمير الجيوش لجيشه لمحاربه ولده بالأسكندرية وكان أسمه الأوحد , ذكر القديس الراهب مقاره الأمنوت والقس زكيرريس من دير نهيا وكذلك الشماس ابو حبيب الدمنهورى أن القديس بسوس قال لهم ولجماعة أخرى من الرهبان أن : " فهد ( أخو جرجه أبن مذكور كاتب سير البطاركة) سوف يستشهد " وأكد مجموعه من رهبان دير ابو يوحنا كاما ومنهم مقاره النوبى أن القديس بسوس أعلمهم بقتل فهد أخو جرجه قبل وصول خبر إستشهاده بيومين وعندما سألوا عن ساعه قتله كانت هى نفس الساعه التى أخبرهم فيها أنه قتل .
وذكر الشماس سنهوت الراهب بدير ابو بشبه أن القديس بسوس له عجائب كثيره جداً لم تذكر كلها ومنها أنه تنبا على مرقس أبنه فى الرهبنه وهو أخو بقطر الراهب أنه سوف يغمض عينيه بيده فى تلك البريه وكان مرقس الراهب يعيش فى قرية تسمى اررى ولكنه ترك قريته ساعة وفاته وغمض عينيه بيديه تماماً كما تنبأ القديس السائح بسوس .
وإستلم أمير أسمه الأوحد تحصيل الضرائب من الجزية والجباية فى مدينة الأسكندرية وساعده الأقباط فى جمعها 0
وكان العلمانيين لهم عاده فى دير أبو مقار وكانت راهبه قديسة من البحيرة وإسمها قمر وجنسها من دمرو تزيت بزى الرجال وخرجت بصحبة الناس وغطست بعد غطاسهم وعندما ذهبوا لزيارة الرهبان فعرف القديسين بالروح الذين يعيشون فى الصحراء والجبل فقالوا للأراخنه : " معكم إمرأة راهبة وهى تجرى وراء البغال والخيل منذ ساعة فلماذا لم تتركوها تركب " فلما رجعوا وجدوها فإستحلفتهم أن لا يظهروا امرها وأرادوا أن تركب على خيل أو بغل فرفضت .
وكان بنوشا راهبة بدير الشهيد بومينا فأتى الشهيد بومينا وقال لها : " أنا وأخوتى الشهدا قد تركنا مواضعنا وأمرنا الرب أن لا نسأل فى أى أحد وقد بقيت أنا من أجلك فإخرجى من هذا الموضع "
ورأى إنسان محب للرب رؤيا بالنهار : " صلبان كثير فى السماء وتحتها فرسان وهم يمشوا بتسابيح " فقال لهم : " إلى أين تمضوا ؟ " فقالوا : " إلى القدس لأن نحن نترك ديار مصر , وظل يتبعهم إلى كنيسة البنطون ثم إلى شرقيها حتى كنيسة على إسم مار جرجس وكان فيها صليب فأخذوه منها وإختفوا تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 117 "


حبيس الصومعة

وفى عصر الأنبا أخرسطودلوس البطريرك رقم (66) حبيس فى صومعه سنجار إسمه بطرس كان يجرى عجائب كثيره , والغريب أن أصبعه إنصبغ من الكأس المقدس , فربطه بخرقه وظل خمسة عشرة سنة مربوطاً ولم يحله أو يريه لأحد وكان يسطس السنجارى بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس بمصر ( القاهرة) يخدم القديس بطرس فى مرض الذى إستمر قبل فاته بثلاثة أيام فقط وقال : " لقد طلبت منه أن يرينى أصبعه وضربت له مطاونات كثيره حتى كشف عن أصبعه فرأيته أحمر كأنه غطسه فى هذا الوقت فى دم " وذكر القديس كيبل السنجارى القس بكنيسة السيدة الطاهرة مريم الكائنه فى قرية الحديدية أنه كان يصلى القداس فى الصومعه بسنجار للقديس بطرس الحبيس فى أيام الأعياد وغيرها وقال له : " يا أبى أنا أقل من تلاميذك , فلماذا ترسل إلى حتى أقيم صلاه القداس لك ولا تصلى أنت بنفسك ؟ " فقال له : " هذا قاسى على " فقال كيبل القس : " إن لم تعرفنى السبب فسأذهب ولن أقيم قداساً هنا مرة أخرى " وضربت له مطاونه , فقال لى : " لابد " قال القس : "نعم " فقال القديس بطرس : " قمت مره بصلاه القداس فى كنيسه دمروا قبل مجيئ هذه الصومعه وفى أثناء الصلاة عندما قلت : " هذا يصير دم المسيح فاض الكأس حتى إمتلأ لحافته وأنصبغ أصبعى بالدم " فغشى على ولحقنى رعب عظيم فى ذلك اليوم , ومنذ ذلك اليوم ربطت أصبعى بخرقه حتى لا يراه أحد ولم أصلى منذ هذا اليوم قداساً واحداً .
راهب آخر حبيس فى صومعه
ويقول جرجه ابن مذكور ناقل وناسخ سير البطاركة أنه كان هناك فى عصره راهب حبيس فى صومعه ببلده بنوسا شيخ أطرش أسمه شنودة أرسلت إليه بخطاب وطلبت منه أن يدعوا لربنا لى ولأخى فهد بالخلاص فقد كنا فى السجن لأننى كتبت عهداً ملزما نفسى بدفع خمسة ألاف دينار كضرائب , فعاد مرسل الخطاب فى الغد فى يوم الجمعة بجواب منه يقول : " قد خلصكم السيد المسيح اليوم " وفى اليوم الثانى وصل خطاب من أخى من مصر ( القاهره) يذكر فيه وصوله إليها وأنه ذهب إلى أمير الجيوش فى يوم الجمعة بمال بعد أن باع حقول كانت ملكى فى الأسكندرية بمبلغ ألفين دينار فأخذه وسامحه عن المبلغ المتبقى علىٌ " وجائنى خطاب أخى الذى قال فيه : " لقد أحسن الرب خلاصنا فى هذه الساعه " وهى نفس الساعة التى ذكرها شنودة القديس الحبيس.

القديس كييل أبن الجندى

كان الشماس مرقورة ابن القس وزير يحمل رساله من البدر ابن صقيل الرشيدى ومعه صاحبه فذهب بها إلى دير أبو يحنس إلى راهب قديس أسمه كييل ابن الجندى ( يعلق جرجه ابن مذكور ناقل وناسخ جزء من كتاب تاريخ البطاركه قائلاً وكان البدر ابن صقيل الرشيدى أخو تادرس أسقف رشيد , البدر والأنبا تادرس هما خالين لخالى صدقه ابن سرور) , كان خالى صدقه له صاحباً شماساً إسمه مرقورة ابن القس وزير القوى وهو من أهل فوه وهو الذى ذكر له ما حدث قال له صاحبه أنه ذهب ومعه رجلاً إلى القديس كييل : " ولما قرعنا باب منشوبيته خرج وفتح لنا فقال لذلك الرجل : يا فلان – وسماه بأسمه - ألم تخف من السيد المسيح ربنا لما قسوت بقوه على الصبى ليلة الأحد فى الطاحون .. فسقط مرافقى على الأرض وتعلق برجلى القديس كييل وبكا وسأله أن يرفع صلاته لكى يغفر الرب له فضمه إليه وقال : إن تبت فأنا أضمن لك الغفران فتاب لوقته فقال له القديس : طب نفسك فإن الرب رفع عنك هذه الخطية ثم نظر إلى وقال أهلا بالشماس مرقورة أبن الوزير لقد حملت رسالة إلى من أبى بدر ابن صقيل قل له أننى قلت عنه : " أنت رجل جيد غير انك إذا صليت تصيح وترفع صوتك فإخفض صوتك قليلاً إذا صليت " وكان هذا جواب الرساله التى أحملها من غير أن يفتحها أو أن أقول له شيئاً فتعجبت أنا وصاحبى من قداسته وعدنا نسبح الرب – ويذكر جرجه ابن مذكور أن كييل كان عربى مسلم آمن بالمسيح وترهبن وسموه الرهبان أبن الجندى لأن أباه كان جندياً مسلماً فى جيش السلطان بالقاهرة فطلب كييل من السيد المسيح ان يأتى بأبيه إليه ويهديه ويعمده وبينما هو قائم يصلى فى منشوبيته سمع طرقاً على الباب ولما فتح وخرج وجد أبوه راكباً على فرسه بقوسه ونشابه وجعبته وجميع سلاحه , ففرح به وإحتضنه وأدخله منشوبيته وسأله عن سبب مجيئه فقال له : " شخص لم أعرفه ساقنى من القاهرة إلى ها هنا بغير رغبتى أو إختيارى , فوعظه وعرفه شرف وأمانه دين المسيح كلمة الرب ذكر له فضائله ودعاه إليه فآمن وأعتمد وأقام عنده زماناً وظلت عدته هناك أما سلاحه فكان معلقاً فى المنشوبيه مده طويله وكان الرهبان والزوار يشاهدوها .
وقال يعقوب الراهب أن تكييل وقف يصلى ليله الأحد أمام صورة السيدة العذراء مريم حتى اليوم التالى فكلمه أبليس من خلف الصورة وقال له : " لقد تعبت يا كييل يكفيك صلاة اليوم " فزجره كييل كعادته معه وقال له : " حضرت أيضاً " ورشم علامة الصليب فصار كزوبعه سوداء ومضى يدوى . وبعد هذا قال للرهبان يوم الجمعه أحضروا عندى هنا الساعه التاسعة لأننى راحل عنكم فى ذلك اليوم فلما كان يوم الجمعة حضروا كلهم عنده فوقف يخدمهم داخل القلايه وخارجها فى سلام وتحدث معهم جميعا عن رحله الملكوت وعندما أتت الساعة السادسة قام وإستحم بماء حار ولبس ثياب نظيفة وإضطجع قدامهم وقال إقرأوا المزامير وأخذ يتحدث حتى الساعة التاسعة ثم ودعهم وتنيح .

*******************************
تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 5 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999 

 هكذا أجبروا المصريين على إعتناق الإسلام

صفحات من كتاب

المؤرخ  المسلم  المقريزى 

 (القول  الابريزى للعلامة  المقريزى )

 

 

 المؤرخ  المسلم  المقريزى

 

 (القول  الابريزى للعلامة  المقريزى )

 

فى  سنة   695   ميلاديه     وفى  عهد  البابا   الاسكنروس  

فى  ايامه  امر  عبد  العزيز  بن  مروان    فامر  باحصاء  الرهبان   فاحصو   واخذت  منهم  الجزيه  عن  كل  راهب  دينار  ولما  ولى  مصر  عبد  الله  بن  عبد  الملك  بن  مروان   ...  اشتد  على  النصارى   واقتدى  به  قره  بن  شريك    وانزل  بالاقباط  شدائد   لم  يبتلو  قبلها  بمثلها       فأنتفض  عليه  عامة  الحوف  الشرقى  من  القبط  فحاربهم  المسلمون   وقتلو  منهم  عده  وافره    فى  سنة  سبعمائه

واشتد  ايضا  اسامه  بن  زيد  التنوخى   على  النصارى   واوقع  بهم  وأخذ  اموالهم   ووسم  ايدى  الرهبان  بحلقه  حديد   فيها  اسم  الراهب  وديره  وتاريخه    وكل  من  وجده  بغير  وشم    قطع  يده   ...........!!!!!!  وكتب  الى  الاعمال   بان  من وجد  من  النصارى  وليس  معه  منشور    ان  يؤخذ  منه  عشرة  دنانير   ثم  كبس  اليارات    وقبض  على  عده  من  الرهبان  من  غير  وشم   .....  فضرب  اعناق  بعضهم    وضرب  باقيهم  حتى  ماتوا  تحت  الضرب    ثم  هدمت  الكنائس   وكسرت  الصلبان  ومحيت   التماثيل  وكانت  كثيره  والخليفه  يومئذ   يزيد بن عبد  الملك...  فلما  قام  هشام  بن  عبد  الملك   فى  الخلافه  كتب  الى  مصر  بان  يجرى  النصارى  على  عوائدهم  وما  بايديهم  من  العهد    فقدم  حنظله  بن  صفوان         اميرا  على  مصر  فى  ولايته  الثانيه    فتشدد  على  النصارى  وزاد  فى  الخراج   واحصى  الناس  والبهاثم     وجعل  على  كل  نصرانى  وشما  صورة  اسد    وتتبعهم     فمن  وجده  بغير  وشم  قطع  يده

      سنة  عشرين  ومائه    الموافق   735  ميلاديه 

  قدم  اليعاقبه    ميخائيل    بطركا  فاقام  ثلاثه  وعشرين  سنه  ومات

وفى  ايامه   انتفض  القبط  بالصعيد  وحاربوا  العمال فى  سنة  احدى وعشرين   فحوربوا  وقتل  كثير  منهم  ثم   خرج     ... بحنس ... بسمنود     وحارب  وقتل  فى  الحرب  وقتل  معه  قبط  كثيرين   فى  سنة  اثنتين  وثلاثين  ومات

 

ثم  خالفت  القبط  برشيد    فبعث  اليهم  مروان  بن  محمد  لما  قدم  مصر  وهزمهم      ..  وقبض  عبد  الملك  بن  موسى  بن  نصير    امير  مصر  على  البطرك  ميخائيل    فاعتقله   والزمه  بمال    فسار  باساقفته  فى  اعمال  مصر    يسأل  أهلها  فوجدهم  شدائد   فعاد  الى  الفسطاط    ودفع  الى  عبد  الملك  ما حصل  عليه  فافرج  عنه     ونزل  به  بلاء  كبير  من  مروان  وبطش  به  وبالنصارى    واحرق  مصر  وغلاتها!!!!! واسر عده  من  النساء  المترهبات   ببعض  الديارات   !!!!!!!  وراود  واحده  منهن  عن  نفسها  فاحتالت  عليه  ودفعته  عنها  بان  رغبته  فى  دهن  معها   اذا  ادهن  به  الانسان  لايعمل  فيه  السلاح   وأو ثقته     بان  مكنته  من  التجربه  فى  نفسها         فتمت  حيلتها  عليه     واخرجت  زيتا  ادهنت  به  نفسها   ثم  مدت  عنقها  فضربها  بسيفه    اطار  رأسها      فعلم  انها  اختارت  الموت  على  الزنا  وما زال  البطرك  والنصارى  فى  الحديد مع  مروان  الى  ان قتل   بيوصير

سنة  758 ميلاديه

ثم  لما  مات  ميخائيل    قدم  اليعاقبه  فى  سنة  ست  واربعين  ومائه   انبا  مينا  فاقام  سبع  سنيين  ومات .

وفى  ايامه  خرج  القبط  بناحية  سخا    واخرجوا  العمال  فى  سنة  خمسين  ومائه   وصاروا  فى  جمع   فبعث  اليهم      يزيد  بن  حاتم  بن  قبيصه    امير  مصر   عسكرا    فاتاهم  القبط  ليلا  وقتلوا  عده  من  المسلميين    وهزموا  باقيهم    فاشتد  البلاء  على  النصارى  واحتاجوا   الى   اكل   الجيف  !!!!!!وهدمت  الكنائس  المحدثه  فى  مصر  فهدمت الكنائس  المحدثه  فى  مصر  فهدمت  كنيسة  مريم  المجاوره  لابى  شنوده  بمصر وهدمت  كنائس  محارس  قسطنطين  فبذل  النصارى  لسليمان  بن  على  امير  مصر  فى  تركها  خمسين  الف  دينار  فأبى  فلما  ولى  بعده  موسى  بن  عيسى  اذن  لهم  فى  بنائها   فبنيت  كلها  بمشورة  الليث بن  سعد  وعبد  الله  بن  لهيعه  قاضى  مصر  واحتجا  بان  بناءها  من  عمارة  البلاد 

 

                                                       سنة  768  ميلاديه

فلما  مات  الانبا  مينا  قدم  القبط  بعده  يوحنا  فاقام  ثلاث  وعشرين  سنه  ومات

وفى  ايامه  خرج  القبط     ببلهيت   سنة  ست  وخمسين  فبعث  اليهم  موسى  بن  على  امير  مصر  وهزمهم  

 

اهل  الذمه  فى  عصر  المتوكل

 

وفى  ايامه  امر  المتوكل  على  الله  فى  سنة  خمس  وثلاثين  ومائتين    اهل  الذمه  

                                                      !!!!!بلبس  الطيالسة  العسليه

                                                       !!!! وشد  الزنانير

                                         !!!!!!  وركوب  السروج  بالركب  الخشب

                                                        !!!! وعمل  كرتين  فى  مؤخر  السرج

                               !!!  وعمل  رقعتين  على لباس  رجالهم  تخالفان  لون  الثوب

               !!! قدر  كل  واحده  منهما  اربع  اصابع  ولون كل  واحده غير لون  الاخرى

         !!!! ومن  خرج  من  نسائهم  تلبس  ازرارا  عسليه  ومنعهم من لباس المناطق 

     وامر  بهدم  بيعهم  المحدثه  وباخذ  العشر  من  منازلهم  وان  يجعل  على  ابواب  دورهم  صور  شياطين  من  خشب  ونهى  ان  يستعان  بهم  فى  اعمال  السلطان  ولا  يعلمهم  مسلم  ونهى  ان  يظهروا  فى  شعانينهم  صليبا  والا  يشعلوا  فى  الطريق  نارا  

                                     !!!!! وامر  بتسوية  قبورهم  مع  الارض 

       وكتب  بذلك  الى  الافاق  ثم  امر  فى  سنة  تسع  وثلاثين  اهل  الذمه  بلبس  ذراعين  عسليتين  على  الدراريع  والاقبيه  وبالاقتصار  فى  مراكبهم  على  ركوب  البغال  والحمير 

                                                !!!!!  دون  الخيل  والبراذين

 يقول  المقريزى  انه  فى سنة 1320 ان  الملك  الناصر محمد بن قلاوون  لما انشأ ميدان  المهارى حفرو  الى جانب  كنيسة الزهرى وكان  بها  كثير من  النصارى  وبجانبها  ايضا  عدة كنائس  .. اخذ  الفعله  فى  الحفر حول  كنيسة  الزهرى   وزاد  الحفر حتى  تعلقت  الكنيسه  وكان  القصد  من ذلك  ان  تسقط  من غير قصد   لخرابها ... ولكنها  لم  تسقط  الى  ان كان  يوم  الجمعه  والعمل  من  الحفر بطال  فتجمع  غوغاء  العامه   وقالو بصوت  عالى ....الله  اكبر  !!!! ووضعوا  يديهم   على  المساحى ونحوها  فى  كنيسة  الزهرى  وهدموها  حتى  بقيت  كوما  وقتلوا  من  كان  فيها  من  النصارى وأخذوا جميع  ماكان  فيها   !!!!!!!!! وتسلق  العامه  اعلى  كنيسة  بو مينا  وفتحو  ابوابها  وأخذوا  منها  مالا  وقماشا  ..... وجرار خمر !!!!!!!!  ونقد  ومصاغ  وكان  امرا  مهولا   ثم  مضوا  من كنيسة  الحمراء  بعد  هدمها  الى  كنيستين  بجوار  السبع  سقايات   وكانت  احداها  يسكنها  بنات  النصارى  وعده من الرهبان  فكسروا  ابواب  الكنيستين   وسبوا  بنات  النصارى ...!!!!!!!! ونهبوا  ماظفروا به  وحرقوا  ونهبوا  وهدموا تلك  الكنائس  كلها     وكان  هولا  كبيرا من كثرة  الغبار  ودخان  الحرائق  فما شبه  الناس الحال   لهوله  الا بيوم  القيامه   وفى ذات  الوقت  سارت  العامه  فى  القاهره وخربت  كنيسه  بحارة  الروم وكنيسه  بحارة  زويله  وجاء  الخبر  من مدينة  مصر ايضا  بان العامه  قامت بمص  فى  جمع  كبير جدا  وزحفت  الى كنيسة  المعلقه  بقصر  الشمع   فاغلقها  النصارى  وهم  محاصرون  بها   

وكان  الامر  فى هدم  الكنائس  عجبا  من  العجب  وهو  ان  الناس  لما  كانوا فى  صلاة  الجمعه  من هذا  اليوم  بجامع  قلعة  الجبل   قام  رجل  موله  وهو  يصيح  من وسط  الجامع   اهدمو  الكنيسه  التى  فى  القلعه    واكثر  من  الصياح  المزعج  حتى  خرج  عن  الحد   ثم  اضطرب  فتعجب  السلطان  والامراء  من  من  قوله   ورسم  لنقيب  الجيوش  والحاجب   بالفحص  عن  ذلك   فمضيا  من  الجامع  الى  خرائب  التتر  من  القلعه   فاذا  بها  كنيسة  قد  بنيت  فهدموها  ولم  يفرغو  من  هدمها   حت  وصل  الخبر  بواقعة  كنائس  الحمراء  والقاهره     وتعجب  السلطان   

واتفق  ايضا  بالجامع  الازهر  

ان  الناس  لما  اجتمعوا  فى  هذا  اليوم  لصلاة  الجمعه   اخذ  شخص  من  الفقراء  مثل  الرعده   ثم  قام  بعدما  اذن  الخطيب   وقال   اهدموا  كنائس  الطغيان  والكفره  ..نعم  . الله  اكبر  ..  فتح  الله  ونصر  وخرج  الناس  الى باب  الجامع   فرأوا  الناس  ومعهم   اخشاب  الكنائس  وثياب  النصارى  وغير  ذلك  من  النهوب   فسألوا  عن  الخبر  فقيل  :  قد نادى  السلطان   بخراب  الكنائس !!

وفى  يوم  الاحد  الثالث  من  يوم  الجمعه الكائن  فيه   ركب  الامير بدر الدين  والى    الجامع الاسكندريه  لما  علم  بانه  لما كان  يوم  الجمعه  وقع  فى الناس هرج  وخرجوا  من  الجا مع   فركب  المملوك  فوجد  الكنائس  قد  صارت  كوما  وعدتها  اربع

     وفى ذات  اليوم  هدمت  ست  كنائس  فى  قوص وما  حولها

       كنيستين  بدمنهور وهدم  من  الكنائس  والاديره   فى  جميع  اقليم  مصر  كله  مابين  قوص  والاسكندريه  ودمياط .....  وقت  صلاة  الجمعه

 

حريق  القاهره سنة 721  هجريه/ 1321ميلاديه

 

فلم  يمضى  سوى  شهر على  هدم  الكنائس حتى  وقع  الحريق  بالقاهره  ومصر  فى  عدة  مواضع  وحصل  فيه  من  الشناعه  اضعاف  ماكان  من هدم  الكنائس فوقع  حريق  فى ربع  بخط  الشواين  بالقاهره  فى  السبت  عاشر  جمادى  الاولى وسرت  النار الى  ماحوله  واسنمرت  الى اخر  يوم الاحد فتلف  فى  هذا  الحريق  شىء  كثير. 

وعندما  أطفىء  وقع  الحريق  بحارة  الديلم فى  زقاق  العريسه بالقرب  من  دور  كريم  الدين  ناظر  الخاص  فى  خامس  عشر  جمادى  الاولى وكانت  ليله  شديدة  الريح فسرت  النار  من  كل  ناحيه  حتى  وصلت  الى  بيت  كريم  الدين  وبلغ  ذلك  السلطان  فانزعج  انزعاجا  عظيما  لما  كان  هناك  من  الحواصل  السلطانيه  وسير  طائفه  من  الامراء  لاطفائه  فجمعو ا الناس  لاطفائه  ونكاثروا  عليه  وقد  عظم  الخطب  من  ليلة  الاثنيين  الى  ليلة  الثلاثاء  فتزايد  الحال  فى  اشتعال  النار وعجز  الامراء  والناس  عن  الاطفاء  لكثرة  انتشارها  فى  الاماكن   وقوة  الريح  التى  القت  باسقاف  النخل  وغرقت  المراكب  فلم  يشك  الناس  فى  حريق  القاهره  كلها  وصعدوا  الماذن   وبرز  الفقراء  واهل  الخير  والصلاح  وضجوا  بالتكبير  والدعاء وجاروا  وكثر  صراخ  الناس  وبكاؤهم  وصعد  السلطان  الى  اعلى  القصر فلم  يتمالك  الوقوف  من شده  الريح  واستمر  الحريق  والاستحثاث  يرد  على  الامراء  من  السلطان   ونزل  السلطان  ومعه  جميع  الامراء  والسقائين ونزل  الامير  بكتمر  الساقى  فكان  يوما  عظيما  لم  يرى  الناس  اعظم  منه  ولا  اشد  هولا ووكل  بابواب  القاهره من  يرد  السقائيين اذا  خرجوا من القاهره لاجل  اطفاء  النار فلم  يبقى  احد من سقائيين  الامراء  وسقائى  البلد الا وعمل  وصاروا ينقلون  الماء  من  المدارس  والحمامات واخذ  جميع  النجاريين  وسائر  البنائيين  لهدم  الدور  فهدم  فى  هذه  النوبه  ماشاء  الله  من  الدور  العظيمه  والرباع  الكبيره وعمل  فى  هذا  الحريق  اربعه  وعشرون  اميرا  من الامراء  المقدميين سوى  ما عداهم  من امراء الطبلخانات   والعشروات  والمماليك  وعمل  الامراء  بانفسهم  فيه  وصار الماء من باب  زويله  الى  حارة  الديلم  فى  الشارع  بحرا  منكثرة  الرجال  والجمال  التى  تحمل  الماء ووقف  الامير  بكتمر  الساقى  والامير  ارغون  النائب  على  نقل  الحواصل  السلطانيه  من  بيت كريم  الدين  الى  بيت  ولده  بدرب  الرصاصى  وخربوا  ستة  عشر  دارا  من  جوار  الدار وقبالتها  حتى  تمكنوا  من  نقل  الحواصل  فما  هو  الا  ان  اكتمل  اطفاء  الحريق  ونقل  الحواصل .

واذا  بالحريق  قد  وقع  فى  ربع  الظاهر  خارج  باب  زويله  وكان  يشتمل  على  مائه  وعشرين  بيتا  وتحته  قيساريه

 

تعرف  بقيسارية  الفقراء  وهب  مع  الحريق  ريح  قويه  فركب  الحاجب  والوالى  لاطفائه  وهدموا  عدة  دور  من  حوله  حتى  انطفأ .   فوقع  فى  ثان  يوم  حريق  بدار  الامير  سلار  فى  خط  بين  القصريين ابتدأ من الباذهنج  وكان  ارتفاعه  عن  الارض  مائة ذراع  بالعمل  فوقع  الاجتهاد  فيه  حتى  اطفىء  فامر  السلطان الامير علم  الدين  سنجر  الخازن والى  القاهره والامير ركن  الدين  بيبرس الحاجب  بالاحتراز  واليقظه  ونودى  بان  يعمل  عند  كل  حانوت  دن فيه  ما  او زير فيه  ماء وان  يقام  مثل  ذلك  فى  جميع  الحارات والازقه  والدروب فبلغ  ثمن  كل  دن خمسة  دراهم  بعد  درهم  وثمن  الزير  ثمانية  دراهم  .  ووقع  حريق  بحارة الروم وعدة  مواضع حتى  انه  لم  يخلو يوم  من  وقوع  حريق فى موضع !!!

فتنبه  الناس  لما نزل  بهم  وظنوا  انه  من  افعال النصارى وذلك  ان النار  كانت  ترى  فى  منابر الجوامع وحيطان  المساجد والمدارس  فاستعدوا  للحريق  وتتبعوا  الاحوال حتى وجدوا هذا  الحريق من  نفط قد لف  عليه خرق مبلوله بزيت  وقطران .

فلما  كانت  ليلة  الجمعه  النصف من  جمادى قبض  على راهبين عندما  خرجا  من  المدرسه  الكهاريه بعد  العشاء  الاخره وقد  اشتعلت  النار  فى  المدرسه ورائحة  الكبريت  فى  ايديهما فحملا  الى  الامير علم  الدين  الخازن والى  القاهره فاعلم  السلطان بذلك فامر  بعقوبتهما فماهو  الا ان نزل من القلعه واذا  بالعامه  قد امسكوا نصرانيا وجد فى جامع  الظاهر ومعه خرق  على  هيئة  الكعكه فى داخلها قطران ونفط وقد  القى منها واحده بجانب  المنبر ومازال  واقفا  الى ان خرج الدخان فمشى يريد  الخروج من  الجامع وكان قد فطن به شخص وتامله بحيث لم يشعر النصرانى فقبض عليه وتكائر  الناس فجروه  الى بيت الوالى وهو بهيئة المسلميين  فعوقب عند الامير ركن  الدين  بيبرس  الحاجب فاعترف بان جماعه  من  النصارى  قد اجتمعوا على عمل  نفط وتفريقه مع جماعه من اتباعهم وانه  ممن اعطى ذلك  وامر بوضعه عند منبر جامع الظاهر ثم امر بالراهبين فعوقبا فاعترفا  انهما من سكان دير البغل  وانهما هما اللذان احرقا المواضع التى تقدم  ذكرها بالقاهره غيرة وحنقا على المسلميين لما كان هدمهم للكنائس وان طائفة النصارى  تجمعوا واخرجوا من بينهم مالا جزيلا لعمل هذا النفط  واتفق وصول كريم الدين ناظر الخاص من الاسكندريه فعرفه السلطان ما وقع من القبض على النصارى  فقال النصارى لهم بطرك يرجعون اليه ويعرف احوالهم  فرسم السلطان بطلب البطرك عند كريم الدين  ليتحدث معه فى امر الحريق وما ذكره النصارى من قيامهم فى ذلك  فجاء فى حماية والى القاهره فى الليل خوفا من العامه  فلما ان دخل بيت كريم الدين بحارة الديلم  واحضر اليه النصارى الثلاثه من عند الوالى قالو لكريم الدين بحضرة البطرك والوالى  جميع ما اعترفوا به قبل ذلك  فبكى البطرك عندما سمع كلامهم  وقال هؤلاء سفهاء النصارى  قصدوا مقابلة سفهاء المسلميين على تخريبهم الكنائس  وانصرف من عند  كريم الدين مبجلا مكرما  فوجد كريم الدين قد اقام له بغله  على بابه ليركبها فركبها وسار فعظم ذلك على الناس وقاموا عليه يدا واحده  فلولا ان الوالى كان يسايره والا هلك  واصبح كريم الدين يريد الركوب الى القلعه على العاده  فلما خرج الى الشارع صاحت به العامه   مايحل لك ياقاضى تحامى  للنصارى  وقد احرقوا بيوت المسلميين  وتركبهم بعد هذا البغال  فشق عليه ماسمع وعظمت نكايته واجتمع بالسلطان  فاخذ يهون امر النصارى الممسوكين ويذكر بانهم سفهاء وجهال  فرسم السلطان  للوالى بتشديد عقوبتهم  فنزل وعاقبهم عقوبه مؤلمه  فاعترفوا بان اربعة عشر راهبا بدير البغل  قد تحالفوا على احراق ديار المسلميين كلها وفيهم راهب يصنع النفط  وانهم اقتسموا القاهره ومصر فجعل  للقلهره ثمانيه ومصر سته  فكبس دير البغل وقبض على كل من فيه  واحرق من جماعته اربعهبشارع صليبة جامع بن طولون فى يوم الجمعه وقد اجتمع لمشاهدتهم عالم  عظيم فضرى من حينئذ جمهور الناس على النصارى وفتكو بهم وصاروا يسلبون ماعليهم من الثياب  حتى فحش الامر وتجاوزوا فيهم المقدار  فغضب السلطان من ذلك وهم ان يوقع بالعامه 

واتفق انه ركب من القلعه يريد الميدان الكبير  فى يوم السبت فراىء من الناس امما عظيمه  قد ملات الطرقات وهم يصيحون  نصر الله الاسلام . انصر دين محمد بن عبد الله .. فخرج من ذلك وعندما نزل الى الميدان احضر اليه الخازن  نصرانيين قد قبض عليهما وهما يحرقان الدور  فامر بتحريقهما  فاخرجا وعمل لهما حفره واحرقا بمراىء من الناس!! وبينما هما فى احراق النصرانيين  اذ بكاتب ديوان الامير بكتمر الساقى  وكان نصرانيا  فعندما عاينه العامه القوه عن دابته الارض  وجردوه من جميع ما عليه من ثياب وحملوه ليلقوه فى النار فصاح بالشهادتين واظهر الاسلام فاطلق !!  واتفق مع مرور كريم الدين وقد لبس التشريف من الميدان  فرجمه من هناك رجما متتابعا وصاحوا به كم تحامى للنصارى وتشد معهم  ولعنوه وسبوه فلم يجد بدا من العود الى السلطان وهو بالميدان وقد وقد اشتد ضجيج العامه وصياحهم حتى سمعهم السلطان  فلما دخل عليه واعلمه  الخبرامتلآ غضبا  واستشار الامراء وكان بحضرته الامير جمال الدين نائب الكرك والامير سيف الدين البزبكرى والخطيرى .

وقال الابوبكرى العامه عمى والمصلحه ان يخرج اليهم الحاجب  ويسألهم عن اختيارهم حتى يعلم فكره هذا من قوله  السلطان واعرض عنه

وقال نائب الكرك كل هذا من اجل الكتاب النصارى  فان الناس ابغضوهم والراى ان السلطان لايعمل فى العامه شيئا  وانما يعزل النصارى من الديوان .  فلم يعجبه هذا الراى ايضا  .  وقال الامير الماس الحاجب : امض ومعك اربعه من الامراء وضع السيف فى العامه  من حين تخرج من باب الميدان الى ان تصل الى باب زويله  واضرب فيهم بالسيف من باب زويله الى باب النصر بحيث لاترفع السيف عن احد االبته .

وقال لوالي القاهرة " أركب الي باب اللوق , والي باب البحر ؛ ولا تدع أحد حتي تقبض عليه وتطلع به الي القلعة ؛لا ومتي لم تحضر الذين رجموا وكيلي – يعني كريم الدين – ألا وحياة رأسي شنقتك عوض عنهم " وعين معه عدة من الممليك السلطانية فخرج الأمراء بعدما تلكئوا في المسير ؛ حتي أشتهر الخبر فلم يجدوا أحداً من الناس حتي ولا غلمان الأمراء وحواشيهم ؛ ووقع القول بذلك في القاهرة فغلت الأسواق جميعها ؛ وحل بالناس أمر لم يسمع بأشد منه وسار الأمراء فلم يجدوا في طول طريقهم أحدً الي أن بلغوا باب النصر .

وقبض الوالي من باب اللوق وباب البحر كثير من الكلابزية ؛ والنواتية ؛ وأسقاط الناس  فأشتد الخوف وعدي كثير من الناس الي البر الغربي بالاجيزة وخرج السلطان من الميدان فلم يجد في طريه الي أن صعد قلعة الجبل أحد من العامة وعندما أستقر بالقلعة سير الي الوالي يستعجل حضوره فما غربت الشمس حت أحضرر ممن أمسك من العامة  نحو مائتي رجل فعزل منهم طائفة أمر بشنقهم وجماعة رسم بتوسيطهم وجماعة رسم بقطع أيديهم فصاحوا بأجمعهم ياخند ما يحل لك ما نحن اللذين رجمنا فبكي الأمير بكتمر الساقي ومن حضر من الأمراء رحمة لهم وما زالوا بالسلطان الي أن قال للوالي أعزل منهم جماعة  وأنصب الخشب منن باب زويلة الي تحت القلعة بسوق الخيل وعلق هؤلاء بأيديهم ؛ فلم أصبح يوم الأحد علق الجميع من باب زويلة الي سوق الخيل ؛ وكان فيهم من له بزة وهيئة ؛ ومر الأمراء بهم فتوجعوا لهم وبكوا عليهم ولم يفتح احد من أرباب الحوانيت بالقاهرة ومصر ي هذا اليوم حانوتا وخرج كريم الدين من داره يريد القلعة علي الادة فلم يستطع المرور عل المصلوبين وعد ل عن طريق باب زويلة وجلس السلطان في الشبك وقد أحضر بين يديده جماعة ممن قبض عليهم الوالي فقطع أيدي وأرجل ثلاثة منهم  والأمراء لا يقدرون علي الكلام معه في أمرهم لشدة حنقه فتقدم كريم الدين وكشف رأسه وقبل الأرض وهو يسأل العفو فقبل سؤاله وأمر بهم أن يعملوا في حفير الجيزة فأخرجوا وقد مات ممن  قطع أيديهم  أثنان و أنزل المعلقون من علي الخشب وعندما ف\قام السلطان من الشباك وقع الصوت بالحريق من جهة جامع بن طولون وقلعة الجبل وفي بيت الأمير ركن الدين الأحمدي بجرة بهاء الدين وبالفندق خارج باب البحر من المقس وما فوقه من الربع وفي صابحة يوم هذا الحريق قبض علي ثلاثة من النصري وجد معهم فتة الي النفط فأحضروا الي السلطان

 

وأعترفوا بأن الحريق كن مكنهم وأستمر الحريق في الأماكن الي يوم السبت .

فلما ركب السلطان الي الميدان علي عادته وجد نحو عشرين ألف نفس من العامة قد صبغوا خرقاً بلون أزرق وعملوا صلبان بيضاء وعندما رأوا السلطان صاحوا بصوت واحد لا دين ألا دين الأسلام ؛  نصر الله دين محمد بن عبد الله ي ملك الناصر يا سلطان الأسلام أنصرنا علي اهل الكفر ولا تنصر النصاري فأرتجت الدنيا من هول أصواتهم وأوقع الله الرعب في قلب السلطان وقلوب الأمراء وسار وهو في فكر زائد ؛ حتي نزل بالميدان وصراخ العامة لا يبطل فرأي أن الرأي في أستعمال المداراة .

وأمر الحاجب أن يخرج وينادي بين يديه " من وجد نصرانيا فله ماله ودمه "  فخرج ونادي بذلك فصاحت العامة وصرخت نصرك الله وضجوا بالدعاء – وكان النصاري يلبسون العمائم البيض فنودي في القاهرة ومصر من وجد نصرانيا بعمامة بيضاء حل له دمه وماله  ومن وجد نصرانيا راكبا حل له دمه وماله- وخرج مرسوم

بلبس النصاري العمامة الزرقاء وألا يركب أحد منهم فرسا ولا بغلا ومن ركب حمارا فليركبه مقلوبا ولا يدخل نصراني الحمام ألا وفي عنقه جرس ولا يتزيا أحد منهم بزي المسلمين ومنع الأمكراء و\من أستخدام النصاري وأخرجوا من ديوان السلطان وكتب لسائر الأعمال بصرف جميع المباشرين من النصاري  وكسر أيقاع المسلمين بالنصاري حتي تركوا السعي في الطرقات وأسلم منهم جماعة كثيرة وكان اليهود قد سكت عنهم في هذه المدة فكان النصراني أذ أراد أن يخرج من منزله يستعسر عمامة صفراء من أحد اليهود ويلبسها حتي يسلم من العامة ؛ وأتفق  أن بعض دوواين النصاري كان له عند يهودي مبلغ أربعة ألاف درهم نقرة فسار الي بيت اليهودي وهو متنكر في الليل ليطالبه فأمسكه اليهودي وقال : أنا بالله وبالمسلمين وصاح فأجتمع الناس لأخذ النصراني ففر الي داخل بيت اليهودي وأستجار بأمرأته وأشهد عليه بأبراء اليهودي حتي خلص منه .

وعثر علي طائفة من النصاري بدير الخندق يعملون النفط لأحراق الأماكن فقبض عليهم وصمروا ونودي في الناس بالأمان وأنهم يتفرجون علي عاداتهم عند ركوب السلطان ا لي الميدان وذك أنهم كانوا تخوفوا علي أنفسهم لكثرة ما أوقعوا بالنصاري وزادوا في الخروج عن الحد فأطمئنوا وخرجوا علي العادة  الي جهة الميدان ودعوا للسلطان و صاروا يقولون نصرك الله يا سلطان الأرض أستلحنا أستلحنا ؛ وأعب السلطان ذلك وتبسم من قولهم وفي تلك الليله وقع حريق في بيت الأمير الماس الحاجب من القلعة وكان الريح شديدً فقويت النار وصرت الي بيت الأمير أيتمش فأنزعج أهل القلعة وأهل القاهرة وحسبوا أم القلعة جميعها أحترقت ولم يسمع بأشنع من هذه الكائنة . .      ربع في سوق الشوايين .

2.      زجاجة العريسة بحارة الديلم .

3.      ستة عشر بيت بجوار بيت كريم الدين  .

4.      عدة أماكن بحارة ا لروم .

5.      دار بهادر بجوار المشهد الحسيني .

6.      أماكن بأسطبل الطارمة وبدرب العسل .

7.      قصر أمير سلاح .

8.      قصر سلار بخط بين القصرين .

9.      قصر بيسري .

10.      خان الحجر .

11.      الجمالون .

12.      قيسارية الآدم .

13.      دار بيبرس بحارة الصالحية .

14.      دار أبن الغربي بحارة زويلة .

15.      عدة أماكن بخط بئر الوطاويط .

16.      الحكر .

17.      قلعة الجبل .

18.      وفي كثير من الجوامع والمساجد الي غير ذلك من الأماكن في مصر والقاهرة يطول عددها .

 

وخرب من الكنائس

1.      كنيسة بخرائب التتر من قلعة الجبل

2.      كنيسة الزهري في الموضع الذي فيه الآن البركة الناصرية .

3.      كنيسة الحمراء .

4.      كنيسة بجوار السبع سقايات تعرف بكنيسة البنات .

5.      كنيسة أبي المينا .

6.      كنيسة الفهادين بالقاهرة  .

7.      كنيسة بحارة الروم .

8.      كنيسة بالبندقانين .

9.      كنيستان بحارة زويلة .

10.      كنيسة بخزانة البنود .

11.      كنيسة بالخندق .

12.      أربع كنائس بصغرالأسكندرية .

13.      كنيستان بمدينة دمنهور الوحش .

14.      ربع كنائس الغربية .

15.      ثلاث كنائس بالشرقية .

16.      ستة كنائس بالبهنساوية .

17.      وبأسيوط ومنفلوط ومنية الخصيب ثماني كنائس .

18.      وبقوص وأسوان أحدي عشرة كنيسة .

19.      وبالأطفيحية كنيسة .

20.      وبسوق وردام من مدينة مصر وبالمصاصة وقصر الشمع من مصر ثماني كنائس .

21.      وخرب من الديارات شيء كثير .

22.      وأقام دير البغل ودير شهران مدة ليس فيهما أحد .

وكانت هذه الخطوب الجليلة في مدة يسيرة قلم يقع مثلها في الأزمان المتطاولة هلك فيها من الأنفس وتلف فيها من الأموال وخرب من الأماكن ما لا يمكن وصفة لكثرته ولله عاقبة الأمور

 

This site was last updated 12/10/12