تزكية كتبت للأنبا يوأنس الـ 19 وجاء فيها :

بإسم ألاب والإين والروح القدس الثالوث القدوس غير المفترق الإله الواحد إلهنا نحن المسيحيين الأرثوذكسيين نتكل عليه إلى النفس الأخير ونرسل إليه فى الأعالى المجد والإكرام إلى الأبد .

 نحن المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكل الشعب المحب للمسيح بمدينتى الإسكندرية والقاهرة وأقاليم مصر جميعاً .

عندما حلت بنا جائحة أليمة بإنتقال طيب الذكر مثلث الرحمات الأنبا كيرلس الخامس إلى الأخدار السمائية ، الذى نال جميع المواعيد المقدسة ومضى إلى الله الذى أحبه فسمع منه تعالى ذاك الصوت المملوء فرحاً القائل : نعما أيها العبد الصالح والأمين ، أدخل إلى فرح سيدك عندما تيتمنا وترملت (1) كنيسة الله المقدسة التى كان يرعاها بتعاليمه ، تضرعنا إلى العلى أن يرشدنا إلى من هو جدير برياسة الكهنوت العظمى ، ليرعانا فى طريق الرب ويهدينا ميناء الخلاص ، فبمنحة علوية وفعل الروح القدس ، أتفقنا جميعاً بطيب قلب فإنتخبنا المتعبد لله الأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية ، من رهبان دير البرموس رئيس أساقفة الكرسى الرسولى كرسى القديس مرقس الإنجيلى كاروز الديار المصرية والحبشة والنوبة والخمس مدن الغربية ، وقد وقع إختيارنا عابه ، لأنه رجل محب للغرباء مجمل بالفهم والمعرفة ، طاهر مجد فى نشر تعاليم الإنجيل ، ساهر على حفظ طقوس الكنيسة وتقاليدها وأقمناه رأس رعاة وبطريركاً لبيعة الله المقدسة ، لكى يرعانا بالرأفة والوداعة. لهذا سطرنا هذه التزكية ، ووقعنا عليها مقدمين الشكر للثالوث الأقدس الآب وألإبن والروح القدس - آمين (2)

وأقيم الأنبا يوأنس بابا وبطريرك الكرازة المرقسية فى صباح ألأحد 16 ديسمبر 1928م

+ وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى : " ويجدر بنا أن نقول هنا بأن الخروج عن التقاليد يتضمن أيضاً حرمان الشعب من الشعور بتلك النشوة الروحية التى تغمره حينما ينعم الآب السماوى على الراهب أو المتبتل للكرامة الباباوية حيث يدرك الشعب عمل الروح القدس وتأييده  حيث كان راهبا أبعيداً عن العالم و متبتلاً  خادماً فى العالم ثم حوله الروح القدس ليصبح الراعى الأول لشعبه فلم يكن الرسل إلا صيادى سمك وجابى للضرائب وغيرهم من " عديمى العلم وعاميين" (أع 4: 13)  وحولهم إلى كارزين "فتنوا المسكونة" (أع 17: 6) هو نفسه الذى يعمل من خلال الشعائر المقدسة ليصبح عديمى العلم وعاميين أب للراهب كله وإذا كان حكيما ومعلما للناموس كبولس الرسول يزيده نعمه فوق نعمة وحكمة فوق حكمه ليرعى الشعب بأمانة .

***********************

المراجع

(1) كلمة " ترملت" وعن الشعب " تيتم " هو تعبير قبطى قديم وتقليد سار عليه الإباء بتشبيه الكنيسة كزوجه للأسقف (حيث يكون ألسقف خدمته لرعاية شعب الكنيسة والمسيحية شريعة الزوجه الواحدة) وهذا التقليد جاء فى قوانين المجامع المسكونية حيث حددت حدود كل إيبارشية وعدم تعدىالأسقف على حدود إيبارشية أسقف آخر وحيث أن البابا البطريرك هو أسقف العاصمة فلا يجب من أسقف أو مطران له حدود إيبارشية أن يجمع بين إيبارشية أخرى لأسقف أخر أو هل يترك الأب أولاده ليصير ابا لغيرهم

(2) برنامج تنصيب الأنبا يوأنس الـ 19 بابا وبطريركاً على الكرازة المرقسية فيكون 113 فى عدد باباوات كنيسة الإسكندرية - المطبعة المرقسية بالدرب الواسع نمره 15 بمصر ص4و5