Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هل قبر المسيح الحالى هو القبر الأصلى؟

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

 

 

قبر يوسف الرامى المقدس  Joseph of Arimathea and Nicodemus Tomb

وفيما يتعلق بحجم يسوع الدفن، Kloner يقول، "يسوع على الأرجح 'قبر كان الدفن القياسية صغيرة مع حفرة الدفن يقف ومقاعد على طول ثلاث جهات، وربما تكون أو لا تكون لديها loculi. علماء الذين درسوا الكهوف الدفن من مرات الهيكل الثاني، انتهت إلى أن كثيرا ما كانت تمارس الدفن الابتدائية في الصغيرة، حفرت على عجل الكهوف ودفن في وقت لاحق فقط كانت loculi، وغرف التخزين arcosolia العظام، أو غرف إضافية واضاف ".5 ويبدو هنا نعود إلى المزدوج مقصود المقابر، التي هو، مقابر الأسرة العادية.

ومع ذلك، فإننا نواجه مشكلة أخرى يبدو أن التناقض يكتب  Kloner صراحة، "على أية حال، من بين مئات القبور في القدس الهيكل الثاني، تم العثور على أي التي يتكون فقط من غرفة صغيرة تحتوي على الرفوف وجود ممر الدفن واحد أو اثنين على طول جانبيها ويقع أيضا بجوار الخارجي مدخل، من خلال أي واحد يمكن أن ننظر inside.6 Kloner يتابع: "الآن دعونا محاولة تصوير داخل القبر الذي دفن يسوع. أن القبر كان صغيرا ويقترح في ضوء حقيقة أن يمكن بسهولة أن ينظر الجثة من المدخل: مريم المجدلية ومريم امرأة أخرى يمكن أن نرى اسمه على ما يبدو الجسم من الخارج "(مرقس 15:47، وانظر أيضا جون 20:1). 7

لقد تم اكتشاف ممر الذي كان يربط كل من المقابر، ولكن وفقا لالمشناة، ليس من المفترض المقابر العائلية لتكون مرتبطة أو متصلة. كان القبر تحت مستديرة يست "طبيعية" أو "المعيار" القبر. ومع ذلك، فإننا نعتقد أنه هو في الواقع قبر يسوع مؤقتة. كان أصغر بكثير من المقابر \ المعتادة، بل كان مختلفا في الهيكل، وكان اتصاله آخر قبر في مكان قريب. ما معنى هذا "وصلة" يعني؟ أفضل وربما الحل الوحيد هو أنهم كانوا على حد سواء المقابر السنهدرين. وعلاوة على ذلك، تم ربط عندما بنيت للسماح للناس لرعاية هيئات والعظام، ومن ثم نقلها من مقبرة إلى أخرى دون التعرض لأشعة الشمس وإلى خطر "تسرب" هتك العرض. إذا أردنا الصحيح في تفسيرنا وكانت كل القبور قبور السنهدرين، ثم كان من المفترض أن المقابر اقترضت ومؤقتة حسب الغرض وهيكلها. لا يمكن أن يكون القبر مكان دفن الدائم ليسوع. يمكن قبر يسوع دفن دائم لا يكون في كنيسة القبر المقدس. يجب علينا البحث في مكان آخر.


يوسف الرامي نيقوديموس وقبر



وفقا لKloner، كان قبر يسوع أصغر بالمقارنة مع مستوى المقابر في القدس، و، في الوقت نفسه، كان القبر أيضا القياسية أو العادية. نعرفه وتوافق على أن قبر يسوع كان أصغر في الواقع من الطبيعي، قبر العائلة القياسية. وعلاوة على ذلك، وفقا لباهات دون، "وخلال أعمال الترميم في الكنيسة القيامة ممر غير معروف حتى الآن لهذا [يسوع] تم العثور على قبر تحت روتوندا" (باهات، 16، 18). هذه المقبرة، يقول باهات، هو Nikodemos ما يسمى ب '(أو يوسف الرامي ل) قبر، نحو 25 أقدام الغرب من Edicule، وهيكل يحفظ الموقع التقليدي لقبر المسيح تحت روتوندا

القبر كان يملكه عضو في مجمع اليهود المُسمَّى ”السنهدرين“ واسمه ”يوسف الرامي“، ولكي يصل رجل في إسرائيل في ذلك الزمان إلى عضوية هذا المجمع، فلابد أن يكون نجماً لامعاً أي مشهوراً ومعروفاً. والجميع في ذلك الوقت كانوا يعرفون مركز يوسف الرامي في المجمع. إذن، فيوسف الرامي كان شخصاً حقيقياً، وإلاَّ لكان رؤساء اليهود يفضحون الادِّعاء بأن يوسف الرامي كان شخصاً غير حقيقي. أما موقع قبر يوسف الرامي فكان معروفاً، وسهلاً في التعرُّف عليه؛ لذلك فأي أفكار بفقدان جسد يسوع كان لابد من رفضها
غربي قبر الخلاص، وراء كنيسة الأقباط، يوجد مكان مظلم نُصِبَ في منتصفه قبرٌ صغير. في هذا المكان القريب من القبر المقدس دُفن يوسف الرامى. هذا هو المكان الوحيد من القبر المقدس الذي ينتمي إلى الطائفة الحبشية.


لوقا 23: 50 » 50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ مُشِيرًا وَرَجُلاً صَالِحًا بَارًّا .51هذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقًا لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اللهِ. 52هذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ، 53وَأَنْزَلَهُ، وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ. 54وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ. 55وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ. «.لاحظ أن عبارة «وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ » لا تفيد معنى الدفن.

متّى 27: 57 » 57وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ. 58فَهذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَاب الْقَبْرِ وَمَضَى. 61وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. «.

 اسم عبري معناه "يزيد" وهو اسم:

يوسف الرامي من الرامة. وكان مشيرًا غنيًا (مت 27: 57)، ورجلًا صالحًا بارًا (لو 23: 50)، وعضوًا في مجلس السنهدريم. ويستفاد من مرقس 14: 64 ولوقا 23: 51 انه لم يحضر الجلسة، وانه امتنع عن التصويت. وعلاقته بيسوع حجة لحضوره عملية الصلب.

وكانت الشريعة اليهودية تقضي بألا تبيت جثة المحكوم عليه بالإعدام على آلة التعذيب (تث 21: 22 الخ). وكان القانون الروماني يجيز لذوي المحكوم عليه بالإعدام أن يطالبوا بجسده ويأخذوه. وهذا مما حفز يوسف على طلب جسد المسيح من بيلاطس ليتمكن من دفنه قبل دخول السبت. وقد تطوع للقيام بدفن جسد يسوع دفنًا لائقًا. فنزل بيلاطس على رغبته وقد كان يملك بقرب الجلجثة بستانًا نحت فيه قبرًا ليِدُفَن فيه بعد موته. وبعد أن لف جسد يسوع بكتان نقي وضعه فيه (مت 27: 59) ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى (مت 27: 60 ومر 15: 46). وقد شاركه نيقوديموس في هذا الشرف (يو 19: 38 - 42).
******

Notes

1 Kloner, stone, p. 9.

2 Ibid., p. 9.

3 Ibid., p. 12.

4 Kloner, rotunda, p. 274.

5 Kloner, stone, pp. 11-12; see also: Kloner, rotunda, p. 275.

6 Kloner, rotunda, p. 275.

7 Kloner, stone, p. 11; see also: Kloner, rotunda, p. 274.

8 Bahat, church, pp. 16, 18.

 

اسم أحد أبواب أورشليم، لعله كان الباب الذي يؤدي من القصر الملكي إلى أفنية الهيكل. وقد أوقف يهوياداع الكاهن عنده ثلث قوة السعاة والجلادين، التي أعدها لحراسة الملك عند القضاء على الملكة الشريرة عَثليْا (2 مل 11: 6) ويسمى هذا الباب أيضا "باب الأساس" (2 أخ 23: 5).

ويرّجح أن الأسوار اليبوسية كانت تحيط بالتل الجنوبي الشرقي في أورشليم الذي يقع إلى جنوبي منطقة الهيكل وبعد أن أخذ الملك داود المدينة حصّن هذا السور (2صم 5: 9 و1 أخبار 11: 8) بما في ذلك "ملو" التي كانت على ما يرّجح قلعة للطرف الشمالي للتلّ. وبنى سليمان سورًا حول أورشليم بما في ذلك الهيكل والقصر المشيدان على التل الأوسط الشرقي (1مل 3: 1) ولكن لا يعرف مكان سور سليمان على وجه التحقيق. وأما باب الزاوية المذكور في عصر اميصا (2مل 14: 13) فيحتمل أنه كان بالقرب من مكان باب يافا أو باب الخليل، ويدل هذا على أن المدينة كانت تشمل التلّ الجنوبي الغربي. وكان السور الجنوبي الغربي للمدينة في عصر ارميا يصل إلى طرف وادي ابن هنّوم الذي هو الآن وادي الربابة (إر 19: 2) وكان السور الذي إلى الشمال في ذلك الحين، أي في القرن السابع قبل الميلاد، وكان يقع إلى شمال غربي الهيكل (2مل 22: 14).

ويصف نحميا في نحم 2: 12-15 كيف أنه شاهد الأسوار والأبواب التي هدمها البابليون ويخبرنا في نحميا أصحاح 3 كيف أصلح الشعب هذه الأسوار وهذه الأبواب ورمموها. وقد هدم انطيوخس أبيفانيس اسوار أورشليم في القرن الثاني قبل الميلاد (1 مكا 4: 60 و12: 36 و13: 10). وقد حصن هيرودس الكبير سور أورشليم وبنى فيها أبراجًا وبعض ما عمله هو أساس القلعة الموجودة في الوقت الحاضر في الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة وعند المكان الذي كان مبكى اليهود فيما قبل.

أما مكان السور على وجه التحقيق كما كان في أيام يسوع المسيح فغير يقيني. ويظن كثيرون من العلماء أن السور كان يتجه بحيث يجعل موقع كنيسة القيامة خارج المدينة وهذه هي وجهة النظر التقليدية. أما غيرهم فيظنون أن الأسوار كانت تشمل داخلها موقع هذه الكنيسة، وفي هذه الحال لا يكون هذا هو مكان الصلب الذي كان خارج المدينة (عب 13: 12). وقد بنى هيرودس اغريباس الأول السور الشمالي الثالث وقد اكتشفت بعض بقاياه شمالي السور الحالي. وفي سنة 132 ميلادية بنى الإمبراطور الروماني هدريان سورًا كان في الغالب مبنيًا في مكان الأسوار الحالية وقد أقامها السلطان التركي سليمان في القرن السادس عشر بعد الميلاد. ويوجد في الأسوار الحالية 34 برجًا وثمانية أبواب.

*****

كنيسة السريان الأرثوذكس فى القبر المقدس فى آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط هناك ممر ضيق بين العمودين يؤدى بنا إلى قبر محفور فى الصخر يعود إلى أيام المسيح وهو قبر يوسف الرامى يدل هذا الأمر على أن المنطقة  كانت أصلا مقابر وكانت خارج المدينة وضمها السور الذى بنى عام 43 - 47 م فأصبحت جزء من مدينة أورشليم وليس خارجها وكانت قبلا مقبرة وكونها مقبرة لهو دليل على أنها  كانت أيام المسيح خارج سور المدينة بحسب رواية الأناجيل

**********************

أورشليم المدينة المقدّسة

الخوري بولس الفغالي



حين نقرأ أسماء مثل مجدّو وحاصور ودان والسامرة، في فلسطين، مع أريحا أولى مدن العالم بجانب جبيل وأوغاريت وإيبلا، نجد أيضًا أورشليم التي يبدو أنّها سُكنت ستة آلاف سنة ق.م. ولكن إن استطعنا أن نقوم بالحفريّات في هذه المدن، لم نقدر أن نفعل الشيء عينه في تلك المدينة التي ذُكرت في النصوص القديمة في ارتباطها بالإله شليم. فالحفريّات شبه مستحيلة في أماكن عديدة بسبب موقع عدد من الأماكن المقدّسة المسيحيّة والإسلاميّة، وبسبب كثافة السكان في المدينة القديمة. ومع ذلك نستطيع أن نرسم خارطة مدينة أورشليم التي سمّاها أشعيا النبيّ المدينة المقدّسة (52: 1)، ع ي ر. ه. ق د ش: مدينة القدس. هو الاسم الذي عُرف للمدينة لدى المسلمين، فكانت القبلة الثالثة بعد مكّة والمدينة. ''استفيقي. استفيقي، إلبس عزّك، يا صهيون. إلبسي ثياب مجدك، يا أورشليم، مدينة القدس''.

هذه المدينة التي حنّ إليها اليهود وهم منفيّون في أرض بابل، فما أرادوا أن ينسوها، فقالوا: ''أطلبوا السلام لأورشليم، قولوا: ليسعد أحبّاؤك، لكنّ السلام في أسوارك والسعادة في قصورك'' (مز 122: 6). هذه المدينة التي يكرّمها المسيحيّون لأنّها موضع بشارة يسوع الأخيرة وصلبه وقيامته. هذه المدينة مهمّة، وكانت كذلك، لا بسبب وزنها السياسيّ، بل وزنها الروحيّ. نودّ أن نتعرّف إليها من خلال النصوص، من خلال الحفريّات التي بدأت في القرن التاسع عشر وبعد احتلال إبراهيم باشا المصريّ للمدينة، مع العالم في الكتاب المقدّس، روبنسون الذي اكتشف نفق حزقيّا (2 مل 20: 20؛ 2 أخ 32: 20) الذي قال فيه ابن سيراخ: ''وحصّن حزقيّا (716-687) مدينته وأدخل الماء إليها، حفر الصخر بأدوات من الحديد، وبنى آبارًا للماء'' (48: 17). واكتشف روبنسون أيضًا السور الثالث الذي بدأ ببنائه هيرودس أغريبا الأوّل. كما اكتشف النبع الواقع عند الزاوية الجنوبيّة الغربيّة للهيكل، فأعطاه حزقيال معنى روحيٌّا حين قال: ''رأيت تحت العتبة مياهًا تجري على طول جانب الهيكل الأمامي، صوب الجنوب، وعبر المذبح إلى الشرق'' (47: 1). ''هذه المياه تخرج نحو الوادي الشرقيّة وتنزل إلى الأردن. وعندما تصبّ في مياه البحر الميت، تحوّلها إلى مياه عذبة'' (آ 8). هذه المياه هي ينبوع تطهير لبيت داود وسكّان أورشليم من الخطيئة والنجاسة'' كما قال النبيّ زكريّا (13: 1).

1- اسم المدينة وموقعها

أوّل(1) نصّ مكتوب عن اسم أورشليم، القدس، نقرأه في النصوص المصريّة التي وُجدت في تل العمارنة في القرن الرابع عشر. هذه النصوص تعود إلى السلالة الثانية عشرة، خلال القرنين التاسع عشر والثامن عشر. أ و ش ل م م (أ و ش ل م م) في المصري. وفي الأكاديّ ''أوروشليم''. قلبت اللام إلى راء، كما قال العلماء(2)، قُرئ الاسم في مراسلات بين ملك أورشليم عبدي حبا (أو عبدي حافه، هو اسم صوريّ) والفرعون أمينوفيس الرابع (أو أخناتون). ماذا تقول هذه الرسالة (290 بين رسائل تل العمارنة)؟ أخبر الملك الخاضع لسلطة مصر أنّ ''ب ي ت. ش ل م ن''، عاصمة منطقة أورشليم، ارتدّت عن طاعته. و''بيت شلمن'' التي سيقابلها ''ب ي ت. ي ه و ه'' (بيت الربّ) في هو 8: 1؛ 9: 8، 15؛ إر 12: 7) هي معبد الإله الوطنيّ، كما هي اسم المدينة(3).

ما هو أصل الاسم؟ هو مؤلّف من مقطعين: ''ي ره'': أسّس. ثم ''ش ل م'' الذي هو اسم إله، عُرف في النصوص منذ النصف الأوّل للألف الثاني ق.م. أوروسليم تعني: تأسيس شليم(4). فهذا الإله اتّخذ طابعًا شاملاً لدى الأموريّين (قبائل قديمة أقامت في فلسطين، في الألف الثالث). هو ''العليّ''. ''خالق السماء والأرض''. هكذا ورد في نصوص أوغاريت (نصوص الشرق القديم). وهكذا دعاه ملكيصادق حين استقبل إبراهيم بعد حرب مع الملوك (تك 14: 18ي). فرأى إبراهيم في هذا الإله ذاك الذي دعاه ليترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه (تك 12: 1). في القسم الثاني من الألف الثاني، كانت تأثيرات جديدة حوّلت ''ش ل م ن'' إلى ''ش ل ي م''، ولكنّ المدينة حافظت على اسمها على مرّ العصور، وما عُرفت باسم يبّوس إلاّ في حقبة محدّدة، وذلك حين أقامت فيها قبيلة ارتبطت بالكنعانيّين(5).

منذ احتلّ داود المدينة، وجب عليه أن يبدّل الاسم(6) بحيث يزول الأصل الوثنيّ. لم تعد ''تأسيس شليم'' بل ''مدينة داود'' (2 صم 5: 9). نشير هنا إلى أنّ اسم المدينة وُجد محفورًا على عدد من الجرار تعود إلى القرنين السادس أو الخامس ق.م. ''ي رو ش ل م''. هي ''المدينة'' (ه ع ي ر) على مثال أور، الواقعة قرب البصرة في العراق، أي المدينة. وقد دعاه أش 29: 1: أريئيل أي مدينة إيل (الله)، ليلغي ارتباطها بالإله ''شليم''.

يتضمّن سفر يشوع (10: 1-4) أوّل ذكر صريح لأورشليم (ي ر و ش ل م). ملكها هو أدوني صادق، الذي كوّن حلفًا ليقف في وجه يشوع. انتصر يشوع ولكنّه لم يأخذ المدينة. فداود هو الذي يحتلّها (2 صم 5: 6-7) ويجعلها عاصمة المملكة، لأنّها محايدة، فلا تقع في هذه القبيلة ولا في تلك.

وتماهى اسم أورشليم مع يبّوس في سفر يشوع: ''يبّوس وهي أورشليم'' (15: 8؛ رج 18: 28) وفي سفر القضاة حيث نقرأ عن لاوي جبعة: ''وانصرف حتّى وصل إلى قبالة يبّوس التي هي أورشليم'' (19: 10؛ رج 1 أخ 11: 4-5).

وكانت صهيون أيضًا اسم أورشليم. وهو يرد قرابة 150 مرّة في العهد القديم. في العبريّ: ص ي و ن الذي يعود إلى صان: حمى. في الأصل، صهيون هي التلّة المقدّسة التي بُني عليها الهيكل وقصر الملك. إذا عدنا إلى العهد البيزنطيّ، نفهم أنّ صهيون هي التلّة الواقعة إلى الجنوب الغربيّ من المدينة القديمة.

وماذا عن موقع المدينة(7)؟ تقع على تلّتين ترتفعان قرابة 800 متر فوق سطح البحر. تتاخمها بريّة يهوذا، بحيث تبتعد عن الطرق الرئيسيّة. وهكذا تميّزت عن السامرة التي كانت عاصمة القسم الشماليّ من فلسطين، عاصمة إسرائيل. أحاطت بها التلال من ثلاث جهات، فصعب اقتحامها. ولكن هذه السمات الطبيعيّة كانت لها عائقًا على مستوى التجارة، بعد أن تكوّنت المراكز الكبرى على الشاطئ، لا على رأس التلّة(8).

أورشليم اليبّوسيّة ومدينة داود كانت مدينة صغيرة، شرقيّ تلّة أورشليم. لم تتعدَّ مساحتها 1500 متر مربّع. أمّا السور فيعود إلى القرن الحادي عشر ق.م. في ذلك الوقت لم يكن عدد السكّان يتجاوز الألف نسمة(9). مع داود، اتّسعت المدينة لألفي نسمة بل تضاعفت مساحتها ثلاث مرّات فوصل عدد السكّان إلى 5000 نسمة. ومع الملك حزقيّا، صارت المدينة تعدّ قرابة 25000 نسمة، مع 12500 متر مربّع (125 آر). بعد سقوط أورشليم تراجع عدد السكّان إلى 4500 نسمة. أمّا الحقبة القديمة التي فيها ازدهرت المدينة، فهي الحقبة الحشمونيّة (بدأت في القرن الثاني ق.م). امتدّت المدينة إلى 250 آر مع 40000 نفس. وسوف تتضاعف أورشليم في أيّام الرومان سكّانًا ومساحة. وحين دخل العرب إلى أورشليم، كان قرابة 50000 – 60000 شخص يقيمون في المدينة بأسقفها صفرونيوس.

أوّل موقع للمدينة هو ''عوفل'' فوق نبع جيحون، حيث وُجدت فخّاريّات تعود إلى الحقبة الكلكوليتيّة (أي الانتقال من العصر الحجريّ إلى العصر البرونزيّ)، حوالي سنة 3500 ق.م. وما بقي من بناء يعود إلى البرونز الأوّل والبرونز الثاني (3000-2800). وقد اكتشفت كنيوس، الباحثة الأميركيّة، السور اليبّوسيّ والبرج المحاذي له. ولبث نبع جيحون خارج الأسوار. ولكنّه سوف يدخل فيها فيما بعد.(10)

في الأصل، كانت شعوب محليّة، أصليّة، وُلدت في الأرض. وذلك في إطار سكن واسع امتدّ من سهل البقاع فوصل إلى البحر الميت(11). يبدو أنّ الحقبة الرابعة في تكوين الأرض، أي حقبة ذوبان الثلوج لم تؤثّر على السكّان بسبب المناخ الحار. فأقام السكّان، لا في المغاور، بل في العراء، أو في خيام من أغصان الأشجار وجلود الحيوانات. واعتاشوا من الصيد البرّيّ والبحريّ ومن القطاف، وذلك قبل استنباط الزراعة، ولا سيّما القمح الذي سوف يأتي من بلاد الرافدين مع الحقبة السومريّة. وهكذا لم يُوجد في ذلك الوقت سوى أدوات مصنوعة من الصوّان.

ولكنّ هؤلاء السكّان الأصليّين حلّ محلّهم شيئًا فشيئًا العنصر الساميّ، منذ بداية الألف الرابع. مع سلاح مصنوع من المعادن، لا من الحجر أو الخشب. وممّا اكتشفه ''باركر'' وفريقه بين سنة 1909 و1911، سلسلة من الفخّاريّات في المدافن وذلك على تلّة الضبّورة (عوفل) والكميّة الكبيرة من هذه الموجودات دفعت العلماء إلى الكلام عن عدد كبير من السكّان.(12)

وجاء التحرّك السكّانيّ في نهاية الألف الثالث فترك بصماته في مدينة أورشليم(13) امتدّت المدينة خارج حدودها الأولى، فوصلت إلى الشمال. بسبب ما وُجد من شقفات خزف، تجعل زمن البناء في الحقبة الأولى من البرونز الثاني (حوالي 1800) أو بين القرن 18 – 16 ق.م.

وسقطت أورشليم بيد الحثّيين في القرن الرابع عشر مع أمير ذكرنا اسمه، هو أبو حافّه الذي كتب إلى أمينوفيس الرابع.



2- أورشليم على مدّ التاريخ




3- بعض المعالم القديمة في أورشليم

كانت مسرتنا طويلة في رفقة أورشليم. منذ الألف السادس ق.م حتّى القرن الثاني ب.م، كان بالإمكان أن نتحدّث عن الحقبة البيزنطيّة وبناء كنيسة القيامة بشكل خاصّ، والحقبة العربيّة مع استلام المدينة للخليفة عمر سنة 638 وبناء قبّة الصخرة والجامع الأقصى. اضطهد الفاطميّون اليهود والمسيحيّين، ودمّروا المعالم المسيحيّة ولا سيّما كنيسة القيامة. وبعد الصليبيّين جاء العرب مع صلاح الدين الأيّوبيّ، بانتظار سيطرة العثمانيّين على المدينة سنة 1517 بعد أن دخلوها. رمّموا الأسوار، بنوا الأبواب السبعة كما تُعرف اليوم.

إنّما نودّ في هذا القسم الثالث، أن نتوقّف عند بعض المعالم القديمة في أورشليم.

* أنطونيا: قصر وقلعة. بناهما الملك هيرودس الكبير حيث كانت القلعة القديمة التي دُعيت البيرة (ه. ب ي ر ه)(21). رج نح 2: 8 والكلام عن أبواب القلعة، 7: 2 والكلام عن قائد القلعة. أمّا لماذا سُمّيت أنطونيا. فتيمّنا بأنطونيوس مزاحم أوكتافيوس عشيق كليوباترا. فأنطونيوس هذا جعل هيرودس على عرش اليهوديّة.

وقعت هذه القلعة عند الزاوية الشماليّة الغربيّة لحائط الهيكل. وقد توخّت أن تراقب ساحة الهيكل وقمع كلّ تمرّد في المكان. خلال الاحتلال الرومانيّ، كانت مركزًا مستمرٌّا كحامية مهمّتها حراسة رواق الهيكل. هذا ما نقرأه في سفر الأعمال حين هاجت المدينة كلّها تجمّع الناس على بولس وأمسكوه وجرّوه خارج الهيكل'' (أع 21: 30). عند ذاك ''سمع قائد الحامية الرومانيّة أنّ أورشليم كلّها في هيجان، فأخذ في الحال جنودًا وضبّاطًا'' (آ 31-32). وحين صاح اليهود بأصواتهم: ''أزيلوا هذا الرجل''. أمر ''قائد الحامية بأن يُدخلوا بولس إلى القلعة'' (أع 22: 24).

يبدو أنّ بيلاطس كان يقيم في تلك القلعة حين يأتي إلى أورشليم، حين أتوا بيسوع إليه. قد نكون هنا في ''جباتا'' (أو: غباتا حسب اليونانيّ): المرتفع كما في اللغة الآراميّة (الجبهة في العربيّة. دُعي في اليونانيّة ''ليتوستروتوس'') أي البلاط ببلاط حجريّ (ليتوس) خاصّ. قال يو 19: 13: ''فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام، أخرج يسوع وجلس على كرسيّ القضاء في موضع يُسمّى ''البلاط''. وبالعبريّة (أو الآراميّة) جباتا''. وهناك علماء(22) يظنّون أنّهم اكتشفوا الرواق الداخليّ لقلعة أنطونيا وهو يقع في دير راهبات صهيون ودير الجلد. إنّه يمتدّ على 2600 متر مربع. ورأوا أيضًا ''دار الولاية''(23) في قلعة أنطونيا. فالإنجيل يتكلّم أكثر من مرّة عن ''القصر''، عن موضع إقامة الوالي (يو 18: 28، 33؛ 19: 9). والذين جعلوا دار الولاية في قصر هيرودس القديم، يرون أن ''جباتا'' هو موضع ذاك القصر، وأنّ الساحة أمامه كانت مبلّطة. فدُعيت ليتوستروتوس.



* بيت زاتا. بيت الزيت أو الزيتون. هي ترتبط بما نقرأ في يوسيفوس، الحرب اليهوديّة، 2: 328، 530؛ 5: 149، 151، 246) وفي 1 مك 7: 19: ''وبعد ذلك، رحل بكيديس (= صديق الملك أنطيوخس الرابع) عن أورشليم، وعسكر ببيت زيت أو ''بيت زيتا'' التي تبعد 6 كلم عن أورشليم، وشمالي بيت صور. دلّت الحفريّات هناك على بئر بدرجات سلّم. وهي اليوم حيّ من أحياء شمال أورشليم – القدس. بما أنّ هذا الموضع قريب من بيت صور، اعتبره بعضهم بيت صيدا التي هي في الواقع عند بحيرة طبريّة.(24)

دُعيت أيضًا بيت حسدا، بيت اللطف والرحمة. هي بركة تقع قرب باب الغنم، في أورشليم، شماليّ الهيكل. في يو 5: 1-18، هذا المكان هو مسرح شفاء مخلّع. ''وكان هناك رجل مريض منذ ثماني وثلاثين سنة. فلمّا رآه يسوع مستلقيًا، عرف أنّ له مدّة طويلة على هذه الحال، فقال له: ''أتريد أن تُشفى'' (آ 5-6)؟

وصف كيرلّس، أسقف أورشليم، وتيودورس، أسقف المصيصة، هذه البركة منذ القرن الرابع، على ما قال الإنجيل: ''بركة لها خمسة أروقة''. تمّت حفريّات سنة 1888 فأكّدت الوصف المعطى: أحاط بالبركة أربعة أروقة، وقُسّمت إلى حوضين، يفصلها رواق خامس، وفي الجوار، وُجدت أحواض أخرى، أصغر حجمًا. كانت كلّها تُملأ بحسب الحاجة، وكانت الماء تفور، فاشتهرت هذه البركة أنّها تحمل الشفاء بمياهها. ولكن يُشفى فقط ذاك الذي يسبق الآخرين إلى الماء (يو 5: 7).

* يبدو أنّ هذا المكان كان في الأصل مركز عبادة إله وثنيّ يحمل الشفاء. منذ القرن الثاني ق.م. ويمكن أن يكون خبر الشفاء بتحرّك الماء من بقايا عادات العالم الوثنيّ. لهذا سقط يو 5: 3-4 من عدد من المخطوطات، هذا مع العلم أنّه لم يعد من وجود لإله شاف، مثل سرابيس أو غيره. فالنصّ أحلّ محلّه الملاك الذي ينزل إلى البركة ويحرّك الماء. حلّ هنا كنيسة بيزنطيّة. ولمّا جاء الفرنج بنوا فوقها كنيسة ذات فنّ رومانيّ وكرّسوها للقدّيسة حنّة، والدة العذراء مريم. في هذا المكان يقيم اليوم الآباء البيض، الذين رافقوا الإكليروس الملكيّ في تربيته اللاهوتيّة حتّى سنة 1967.(25)



* صهيون. في العبريّ: ص ي و ن (مع الشدّة على الياء). في اليونانيّة Sion. أمّا الاسم العربيّ، فارتبط بالسريانيّ (وربّما الآراميّ): ص ه ي و ن. هو الاسم القديم لقلعة أورشليم، تقع على هضبة صخريّة بين قدرون وتيروفيون.

أمّا قدرون (المظلم والمعكّر) فهو اسم الجبل والوادي الذي يجري بين السور الشرقيّ لأورشليم وجبل الزيتون. وفي النهاية يصبّ في البحر الميت. ذُكر الاسم أكثر من مرّة في العهد القديم. مثلاً، في ثورة أبشالوم، ''عبر الملك وادي قدرون، ومرّ أتباعه كلّهم أمامه نحو البريّة'' (2 صم 15: 23). وفي تهديد شمعي الذي جدّف على الملك داود، أراد سليمان أن يعزله في أورشليم، بحيث يتّصل مع أحد من عشيرته. قال له: ''واعلم أنّك يوم تخرج وتعبر وادي قدرون موتًا تموت، ويكون دمك على رأسك'' (1 مل 2: 37). وهكذا يشكّل هذا الوادي حدود أورشليم. ويُذكر ''قدرون'' في يو 18: 1، في بداية خبر الآلام: ''قال يسوعُ هذا الكلام وخرج مع تلاميذه، فعبر وادي قدرون، وكان هناك بستان، فدخله هو وتلاميذه''. وهكذا كان قدرون الوادي الذي فيه انتقل يسوع من أورشليم إلى جبل الزيتون. هذا يعني أنّه لم يكن عميقًا جدٌّا.

في البداية، كانوا يرمون في وادي قدرون الأغراض الدينيّة المكرّسة لعبادة الأصنام، والتي كانت تنجِّس بحضورها المدينة والهيكل. هذا ما فعله آسا، ملك يهوذا: ''أزال جميع الأصنام التي صنعها أبوه أبيام'' (1 مل 15: 13). ومثله فعل يوشيّا فأزال ''الأصنام وجميع الأرجاس التي كانت في أرض يهوذا وفي أورشليم'' (2مل 23: 4-12). ولكن هذا الموضع سيتحوّل إلى وادٍ مكرّس للربّ في هذا يقول إرميا، في معرض كلامه عن عهد جديد: ''ويكون كلّ وادي الجثث والرماد، وكلّ الحقول إلى وادي قدرون، إلى زاوية باب الخيل شرقًا، موضعًا مقدّسًا للربّ، فلا يُقلع ولا يهدم إلى الأبد'' (إر 31: 40). بما أنّ هذا الوادي يحدّ أورشليم، فهذا يعني أنّ المدينة التي ستُبنى، وتكون المدينة المقدّسة، القدس، لا يصل إليها العدوّ إلى الأبد فيجتاحها. في القرن الرابع ب.م، تماهى وادي قدرون مع وادي يوشافاط (ع م ق. ي ه و ش ف ط)، أو وادي الله يقضي، يدين. لهذا، كثُرت المدافن في ذلك الموضع.

أمّا صهيون، فلم يعد محصورًا في تلّة واحدة. بل تسمّت به المدينة كلّها. هذا ما تفهمه من المقابلة بين جزئي الجملة: ''فمن أورشليم تخرج البقيّة، ومن جبل صهيون يخرج الناجون'' (2 مل 19: 31). نشير إلى أنّ ''صهيون'' هو أقدم جزء في المدينة، مع القلعة والهيكل. وقد اتعبر التقليد أنّ جبل موريّا، حيث أراد إبراهيم أن يذبح ابنه اسحق، هو تلّة صهيون. ونحن نقرأ في 2 أخ 3: 1: ''وبدأ سليمان ببناء هيكل الربّ في أورشليم، في جبل الموريّا الذي تراءى الربّ فيه لداود أبيه''.

ولفظة صهيون قد تعود إلى العربيّة: صهوة. فالصهوة هي البرج في أعلى الجبل. كما تعود في أصلها إلى ''ص ي ه'' الذي يعني القحط والجفاف. في السريانيّ ''ص ه ا'': عطش وظمئ. أمّا ''ص ي ه'' العبريّ، فيرتبط مع ''ص ه ه'' أو ص ح ه'' وفعل ''صحا'' في العربيّة يدلّ على سماء لا غيم فيها، بحيث تكون حرارة الشمس شديدة. وهناك ''صوى'' في العربيّة أيضًا ''يبس''. والفعل يقال عن النخل. كلّ هذا يدلّ على الأبحاث حول كلمة صهيون (ص ي و ن) في العبريّة. وكنّا قد أشرنا إلى معنى الصيانة والحماية، في ما قبل. ولكنّنا لا نستطيع أن نختار معنى ونفضّله على آخر.

ودلّ ''صهيون'' أيضًا على جبل الهيكل. فحضور الله يميّز تمييزًا جوهريٌّا بالمدينة المقدّسة فقال أشعيا منشدًا سلامًا يعمّ البشريّة كلّها، فينطلق من صهيون، من أورشليم، من جبل الربّ: ''يكون في الأيام الآتية أنّ جبل بيت الربّ يثبت في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال. إليه تتوافد الأمم، ويسير شعوبٌ كثيرون. يقولون: ''لنصعد إلى جبل الربّ، إلى بيت إله يعقوب، فيعلّمنا أن نسلك طرقه. فمن صهيون تخرج الشريعة، ومن أورشليم كلمة الربّ'' (2: 2-3). وفي الخطّ عينه يقول عا 1: 2: ''الربّ يزأرُ من صهيون، ويُطلق صوته من أورشليم''.

* وترد مرارًا عبارة ''بنت صهيون''. تعني مدينة صهيون أو أورشليم. كما تعني شعب صهيون لأنّ المرأة تدلّ على الشعب كلّه. في الأصل ''بنت صهيون'' دلّت على حيّ جديد تكوّن في زمن الملك حزقيّا، وأقام فيه المهجّرون من مملكة الشمال، بعد أن سقطت السامرة بيد الأشوريّين سنة 722-721 ق.م. قال أش 1: 8: ''ابنة صهيون بقيت وحدها. كخيمة في كرم، ككوخ في مزرعة، كمدينة تحت الحصار''. تلك كانت حالة أورشليم سنة 701، بعد أن اجتاح الأشوريّون البلاد، وتركوا النار والدمار وراءهم، ووضعوا الحصار على العاصمة.

يبدو التمييز واضحًا بين صهيون وبنت صهيون، بين بنت صهيون وبنت أورشليم، في صف 3: 14-15: ''ترنّمي، يا ابنة صهيون، واهتف، يا إسرائيل، إفرحي، إضحكي بكلّ قلبك يا بنت أورشليم. الربّ ألغى عقابك وأفنى معاديك''. وأضاف النصّ: ''في ذلك اليوم يُقال لأورشليم: ''لا تخافي، يا صهيون، ولا تسترخِ يداك'' (آ 16). غير أنّ هذا التمييز يزول سريعًا بحيث تدلّ ''بنت صهيون'' على شعب المدينة كلّها (أش 52: 2؛ 62: 11؛ زك 9: 9: ابتهجي، يا بنت صهيون، واهتفي يا بنت أورشليم).

* في الأجيال الأولى للمسيحيّة، طبّق التقليدُ اسم صهيون على التلّة الجنوبيّة الغربيّة لأورشليم، حيث العليّة (هناك أكل يسوع فصحه الأخير مع تلاميذه. مر 14: 15؛ لو 22: 12). منها انطلقت الكنيسة في عيد العنصرة. لهذا بُنيت كنيسة منذ القرن الرابع على اسم مريم القدّيسة على جبل صهيون.



خاتمة

أورشليم في التاريخ، أورشليم في الجغرافيا، أورشليم على مرّ العصور. ستّة آلاف سنة ق.م، وحتّى أيّامنا مرورًا بالشعوب التي دخلت إليها وأرادتها لها، ساعة هي لا تخصّ أحدًا، بل نحن نخصّها. فبنوها كُثُر. فيهتف لها أشعيا: ''وسّعي أرجاء خيامك، وانشري ستائر مساكنك... فإلى اليمين وإلى الشمال تمتدّين'' (أش 54: 2-3). كلّنا ولدنا فيها، كما قال مز 87. ذكر مصر وبابل وشعوب فلسطيّة وصور وكوش، وأعلن: ''كلّ الأمم وُلدوا فيها، لأنّ العليّ هو الذي كوّنها'' (آ 4-5).

يروشلم كما في النصوص المصريّة وفي التوراة، أورشليم في المسيحيّة، القدس في العالم العربيّ. ذاك كان عنوان مقالنا: أورشليم المدينة المقدّسة. إليها يحجّ اليهود. وكانوا في القديم يعيّدون فيها الفصح والعنصرة والمظالّ، وما زالوا يحنّون إليها: ''إن نسيتك يا أورشليم، فلتنسني يميني. ليلتصق لساني بحنكي إن كنتُ لا أذكرك، إن كنت لا أعلي أورشليم على ذروة فرحي'' (مز 137: 5-6). وإليها يحجّ المسيحيّون، ففيها تمّت مسيرة الخلاص التي دشّنها يسوع طفلاً في بيت لحم، وأنهاها على الصليب، على جبل الجلجلة. والمسلمون يدعونها القبلة الثالثة.

من أجل هذا، كانت أورشليم مهمّة، لا بحجارة أسوارها وحسب، ولا بقداسة معابدها فقط، من حائط المبكى لدى اليهود، إلى كنيسة القيامة لدى المسيحيّين، إلى قبّة الصخرة والجامع الأقصى لدى المسلمين. هي مهمّة لأنّ اسمها جاء يعني السلام، وما زالت منذ ألفي سنة مدينة الحرب. هي مهمّة لأنّها تدلّنا على أورشليم السماويّة. نزلت من السماء، من عند الله، وعليها هالة مجد الله (رؤ 21: 10-11).

قيل إن كانت هناك عشر درجات القداسة، فللعالم درجة واحدة، ولأورشليم تسع درجات. فهي وُلدت يوم وُلد العالم. وحين خُلق آدم. فيها قدّم أوّل ذبيحة على الأرض، بانتظار آدم الثاني الذي قدّم الذبيحة الجديدة والنهائيّة.

تلك هي أورشليم الأرض التي تتطلّع إلى أورشليم السماء، بل إنّ أورشليم الأرض تمتدّ فتلتقي بأورشليم الآتية من السماء. حضور الله على الأرض انطلق من الهيكل، فالتقى بالحضور الآتي على سحاب السماء. وكلّ هذا وجد كماله في يسوع المسيح ابن الأرض وابن السماء.





الحواشي:

(1) بولس الفغالي، المحيط الجامع في الكتاب المقدّس والشرق القديم، بيروت، 2003، ص 181-184.

(2) R. DUSSAUD, Syria, VIII(1972), p. 216-283. W. F. ALBRIGHT, Journal of Palest. Oriental Society, VIII(1928), p. 245ss.

(3) J. LEWY, The Sulman Temple in Jerusalem dans Journ. bibl. Liter, LIX(1940), p. 519-522.

(4) P. VINCENT, Les noms de Jérusalem in Memnon VI(1913), p. 104ss.

(5) J. LEWY, Les texts paléo-assyriens et l'Ancien Testament dans Revue hist. des religions, t. CX(1934), p. 60ss. نشير هنا إلى أنّ اسم أورشليم ورد في النصوص الأشوريّة، حين حاول سنحاريب أن يحتلّ المدينة سنة 701 ق.م. ولكن دبّ الوباء في جيشه فتراجع قبل أن يموت بعد أن تآمر عليه ابناه. رج 2 مل 18: 25-19: 4 حيث يقال إنّ ملك النوبة (مصر) تحرّك لمهاجمة ملك أشور. فقال أشعيا قوله الشهير: ''تزدريك وتسخر منك البكرُ ابنةُ صهيون، تميل برأسها عنك ابنة أورشليم'' (أش 37: 22).

(6) مثلاً: قرية أربع صارت حبرون (تك 23: 3؛ 35: 27). ولايش صارت دان (قض 19: 29).

(7) P. J. KING, Jerusalem in The Anchor Bible Dictionary, vol 3 (Doubleday, 1992), p. 747-766.

(8) I. W. J. HOPKINS, Jerusalem: A Study in Urban Geography, Grand Rapids, 1970, p. 11-12.

(9) حاشية 7، ص 735.

(10) L. H. VINCENT, Jerusalem in Dict Bibl Suppl, fasc 21 (Paris, 1948), col 897-966. Ici col 899-905.

(11) GERMER- DURAND, L'age de Pierre en Palestine dans Revue Biblique, 6(1897), p. 439-449; M.R. NEUVILLE, Le préhistoire de la Syrie, RB, 1946, p. 104-110.

(12) H. VIENCENT, Jérusalem sous terre. Les récentes fouilles d'Ophel, Londres, 1911, p. 30ss.

(13) R. de VAUX, La Syrie et la Palestine de 2000 à 1700 dans R B, 1946, p. 336ss.

(14) A. PARROT, Le Temple de Jérusalem (Cah Arch Bibl, 5), Paris, 1962; M. OTTOSSON, Le Temple de Jérusalem: l'histoire et le Symbole, Monde de la Bible, 13, 1980.

(15) L. H. VINCENT et A. STEVE, Jérusalem de l'A.T, Paris, 1956.

(16) N. ABIGAD, Discovering Jerusalem, Nashville, 1983.

(17) A. D. TCHERIKOVER, Hellenistic civilization and the Jews, Philadelphia, 1966, p. 165.

(18) M. MAZAR, The Mountain of the Lord, Garden City, New-York, 1975; Id. Herodian Jerusalem in the Light of Exavations South and South-West of the Temple Mount, dans Israel Exploration Journal (Jerusalem), 28(1978), p. 230-237.

(19) M. AVI-YONAH, Word History of the Jewish People, vol 7, p. 228-231; Id, The Holy Land from the Persian to the Arab Conquests, Grand Rapids, 1966

(20) J. WILKINSON, Jerusalem as Jesus Knewit, London, 1978

(21) تقابل هذا اللفظ مع السريانيّ ''ب ي رت'' وهو يعني القصر والقلعة. يبدو أنّه يعود إلى الفارسي بارو Baris. وصار في اليونانيّة. رج نح 1: 1؛ أس 1: 2.

L. H. VINCENT, L'Antonio, palais primitive d'Hérode, R B, 61(1954), p. 87-107; M. A. de SION, La fortresse Antonia à Jérusalem et la question du prétoire, Jérusalem, 1956; P. BENOIT, L'Antonia d'Hérode le Grand et le forum oriental d'Aelia Capitolina, The Harvard Theological Review, 64(1971), p. 135-167.

(22) L. H. VINCENT, L'Antonia et le Prétoire, R B, 42 (1933), p. 83-113; Id. Jérusalem antique, vol II, Paris (1912), p. 562-563.

(23) اللفظ الأصل هو لاتينيّ، أخذت به اليونانيّة praitorion رج مت 27: 27؛ مر 15: 16؛ يو 18: 18، 23؛ 19: 9؛ أع 23: 35؛ فل 1: 13.

L. H. VINCENT, Le lithostrotos évangélique, R B, 59(1952), p. 513-530; J. BLINZLER, Le procés de Jésus, Paris, 1962, p. 273-278; P. BENOIT, L'Antonia d'Hérode le Grand et le forum oriental d'Aelia Capitolina, Harv. T R, 64(1971), p. 135-167.

(24) C. C. Mc COWN, The Problems of the Site of Bethsaida, Journal of the Palestine Oriental Institue, 10(1930), p. 32-58; J. F. BAUDOZ, Monde de la Bible, 38(1985), p. 28-31.

(25) J. M. ROUSEE, R B, 96(1962), p. 80-109

 

تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم.



التأسيـس :

إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.



التوسـعة والإعمـار :

1- في عهد النبي سليمان اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.

2- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.

3- سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.

4- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.

5- سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.

6- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.



المعـالـم :

كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:

1- باب الخليل، 2- باب الجديد، 3- باب العامود، 4- باب الساهرة،

5- باب المغاربة، 6- باب الأسباط، 7- باب النبي داود عليه السلام.



الأوديـة التي تحيط بالقـدس :

1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان".

2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".

3- الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".



الجبـال المطلّـة على القـدس :

1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.

2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.

3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني.

4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.

5- تل العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.



ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :

"مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".



الأماكـن المحكمة البنـاء في القـدس :

أسـواقها:

سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.

الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.



حـاراتها:

الحارات المشهورة في القدس هي:

حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.



القـلعـة:

وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.



عيـن سـلوان :

وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:

{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).



آبـارهـا :

بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:

{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).



مسـاجدهـا :

1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.

2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.

3- جامع النبي داود عليه السلام.



مقـابرهـا :

1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.

2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.

3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.

4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.

5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.

6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.



مـدارسـها :

في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها:

مدارس حكومية: وهي دار المعلمين، ودار المعلمات، والمدرسة الرشيدية، والمأمونية، والبكرية، والعمرية، والرصاصية، ومدرسة البقعة..... الخ.

مدارس قديمة: وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة أهمها المدرسة النحوية، الناصرية، التذكرية، البلدية، الخاتونية، الأرغونية .... الخ.



مـكتـباتـها :

هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:

1- مكتبة القديس المخلص: تأسست عام 1558 م.

2- مكتبة الخليلي: تأسست عام 1725 م.

3- مكتبة البطريركية الأورثوذوكسية: تأسست عام 1865 م.

4- مكتبة الجامعة العربية.

5- المكتبة الخالدية: تأسست عام 1900 م.

6- مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها: المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.





متـاحـفها :

1- المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.

2- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م.



أماكنـها التاريخـية الأخـرى :

كنيسة قمامة، القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام، الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.



قبـابـها :

قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.



مـن ذاكـرة التـاريخ :

ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.

ـ سنة 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.

ـ سنة 1785 ق.م هجرة الهكسوس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحو سنة 1740 ق. م.

ـ سنة 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.

ـ سنة 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.

ـ سنة 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.

ـ سنة 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.

ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.

ـ سنة 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.

ـ سنة 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.

ـ سنة 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.

ـ سنة 37 ق.م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.

ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.

ـ سنة 135 م أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا أن أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتو لينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.

ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.

ـ سنة 614 م أحتل كسرى ابرويز فلسطين.

ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.

ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.

ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.

ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.

ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.

ـ سنة 15 هـ / 636 م وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.

ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.

ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.

ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.

ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.

ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.

ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.

ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.

ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.

ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.

ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.

ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.

ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".

ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.

ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.

ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.

ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.

ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.

ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".

ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.

ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.

ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.

ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".

ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.



المصـادر :

- بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة تصنيف : محمد حسن شراب / ط1 / سنة 1994 م بيروت.

- موسوعة العتبات المقدسة / قسم القدس / جعفر الخليلي / ط2 / سنة 1987 م بيروت.

- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين / فيليب حتي / ج2 / ص35.

- الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل / مجير الدين الحنبلي / ج1.

- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر / ج1 / ص209 / ط2 / سنة 1955 بغداد.

- تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى / د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين / سنة 1987 م بغداد.

*-************

الحكم الفارس:

استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داود حوالي سنة 1000 ق. م إلى أن فتحها نبوخذ نصر (بختنصر) في سنة 586 ق.م ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل (السبي البابلي ) وبعد أن استولى الفرس على سورية وفلسطين سمح الملك كورش سنة 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع إلى أورشليم.

الاسكندر المقدوني:

ظلت البلاد تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الاسكندر المقدوني سنة 332 ق.م، وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه البطالمة والسلوقيين وقد تأثر السكان في هذا العهد الهلينستي بالحضارة الإغريقية.
الرومان:
بعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سورية وفلسطين ودخل القائد الروماني بومبي أورشليم في سنة 63ق.م، وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا في سنة 37 ق.م هيرودس الأدومي الذي اعتنق اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهودا، فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية.



وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة70م باحتلال أورشليم وفتك باليهود. ولما قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخيا سنة 132 م أسرع الإمبراطور هادريانوس إلى إخمادها سنة135 ، وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها، أطلق عليها اسم "ايليا كابيتولوينا" ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم وقامت والدته هيلانة ببناء الكنائس فيها.

الفتح الإسلامي:

احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية من البداية مكاناً هاماً فقد أشير إليها عدة مرات في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي وكانت قبلة الإسلام الأولى واليها كان إسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومنها كان عروجه.
بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس وطلب أبو عبيدة بن الجراج من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة، وقد ذهب عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ / 636 م وأعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده، وذهب إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من أقذار، وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم، وتميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية.


الأمويون والعباسيون:

بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 72 هـ /691 م، وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل (حوالي سنة 90 هـ .وواصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور (136-158 هـ/574 –775 م ) والمهدي ( 158 –169 هـ /775 –785 م ) والمأمون (198 – 218هـ / 813 –833 م ) عند عودته من زيارة مصر ، وقد جرت في عهد الخلفاء الثلاثة تغييرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة.

الطولونيون والإخشيديون:

عندما بدأ الضعف يدب في السلطة المركزية ببغداد دخلت القدس وفلسطين في حوزة الطولونيين سنة (265 –292هـ / 878 –905 م )، وتلاهم في حكمهـا الإخشيديون سنـة (327 –359 هـ/ 939 – 969 م ) وكان للقدس منزلة خاصة عند الإخشيديين بدليل أن ملوكهم جميعاً دفنوا فيها بناء على وصاياهم .

الفاطميون والسلاجقة:

في سنة 359 / 969 م استولى الفاطميون على القدس، وقد تميز حكـم الحاكم بأمـر الله (386 –411 هـ/ 996 – 1020 م ) بالتعصب الديني واضطهاد النصارى فهدم كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس وأوقع بالمسيحية شتى أنواع الاضطهاد، ولكن ذلك لم يصبهم وحدهم فلم يكن المسلمون من رعاياه أفضل حالاً بكثير.
وفي عهد الدولة الفاطمية استطاع الصليبيون الاستيلاء على بيت المقدس عام 1099 وبقيت في أيديهم حتى عام 1187م إلى أن استطاع القائد صلاح الدين الأيوب يتخليصها منهم بعد معركة حطين.
وقد أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة، ورفع فيها المصاحف وعين لها الأئمة ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة الشافعية (الصلاحية) وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير (البيمارستان)، وأشرف بنفسه على تلك الإنشاءات، بل شارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه، وعقد في المدينة مجالس العلم.
تولى حكم القدس بعد صلاح الدين ابنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربة، حماية لمنطقة البراق المقدسة، وأنشأ فيها مدرسة، وممن حكم القدس من الأيوبيين بعد الأفضل الملك المعظم عيسى بن أيوب، الذي أجرى تعميرات في كل من المسجد الأقصى والصخرة وأنشأ ثلاث مدارس للحنفية (وكان الحنفي الوحيد من الأسرة الأيوبية)، ولكن المعظم عاد فدمر أسوار القدس خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها وضرب المدينة فاضطر أهلها إلى الهجرة في أسوأ الظروف وتلا المعظم بعد فترة وجيزة أخوة الملك الكامل الذي عقد اتفاقاً مع الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنجة، سلمه بموجبه القدس ما عدا الحرم الشريف، وسلمت المدينة وسط مظاهر الحزن والسخط والاستنكار سنة 626هـ/1229 م وبقيت في أيديهم حتى 637 هـ / 1239م عندما استردها الملك الناصر داود بن أخي الكامل، ثم عادت إلى المسلمين نهائياً سنة 642 هـ / 1244 م عندما استردها الخوارزمية لصالح نجم الدين أيوب ملك مصر.



المماليك:

دخلت القدس في حوزة المماليك في سنة 651 هـ/ 1253 م وفي عصر المماليك حظيت المدينة باهتمام ملحوظ وقام سلاطينهم: الظاهر بيبرس (ت 676 هـ/ 1277 م) وسيف الدين قلاوون (حكم من 679 –689 هـ / 1280 –1290 م ) والناصـر محمد بـن قـلاوون (ت 741 هـ / 1340 م ) والأشرف قايتباي (حكم من 893 – 903هـ / 1486 –1496 م ) وغيرهم بزيارات عدة للقدس، وأقاموا منشآت دينية ومدنية مختلفة فيها كانت آية للعمارة، وأجروا تعميرات كثيرة في قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ومن المنشآت التي أقامها المماليك زهاء خمسين مدرسة وسبعين ربط وعشرات الزوايا.
وفي سنة 777 هـ جعلوا القدس نيابة مستقلة تابعة للسلطان في القاهرة مباشرة بعد أن كانت تابعة لنيابة دمشق ومن أثار المماليك في القدس انهم سحبوا المياه من عين العروب إلى الحرم الشريف، ومن أشهر المدارس التي أنشأوها المدرسة السلطانية الأشرفية والمدرسة التنكزية، وغدت القدس زمن المماليك مركزاً من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي كله فكان يفد إليها الدارسون والمدرسون من مختلف الأقطار وقد اكتشف في الحرم القدسي سنة 1974 م وبعده وثائق مملوكية تلقى المزيد من الضوء على تاريخ المدينة.

العثمانيون:

في سنة 922 هـ/ 1516 م وضع السلطان سليم العثماني حداً لحكم المماليك في بلاد الشام إثر انتصاره في معركة مرج دابق وفي السنة التالية احتل القدس. ولما توفي السلطان سليم خلفه ابنه سليمان القانوني ( 927 هـ/ 1520م ) الذي اهتم بالقدس اهتماماً خاصاً وأقام فيها منشآت كثيرة منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام، وتكية خاصكي سلطان، ومساجد و أسبلة، وعمر كذلك قبة الصخرة.
******

الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: أورشليم

المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

أوّلاً : الاسم. تسمّى اليوم : القدس (أو المقدسة : إش 52 :1). أقدم ذكر لها نجده في النصوص المصرية. في لعنات السلالة 12 : "ا و ش ا م م" وهي نقل للكنعاني "أوروشليم" كما نجده في القرن 14 في رسائل تل العمارنة. كتب النص الماسوري يروشلم وطلب أن تلفظ : يروشلاييم. هذا اللفظ هو أمر جديد وغير معروف في العهد الجديد. على مَوشور سنحاريب (القرن 7) الاسم هو أروساليمو (كلام عن حصار المدينة 701). وفي الأسفار القانونية الأولى (السبعينية) والرؤيا نجد يروسليم، وفي الأسفار القانونية الثانية وسائر أسفار العهد نجد ياروسوليما. المعنى : مدينة (أورو أو يرو : أساس) ساليم (اسم إله نقرأه في أوغاريت).

إذن، أورشليم هي مدينة السلام أو تأسيس شليم. وسُميت أيضًا يبوس، مدينة داود، صهيون، المدينة (إر 32:24؛ حز 7:23)، يهوه هنا (حز 48:35). ونشير إلى أنه بعد هجمة الرومان على ابن الكوكب سمّى هدريانس الروماني (135 ب.م. ) المدينة : أياليا كابيتولينا. نسبة إلى الكابيتول، أحد رؤوس رومة.

ثانيًا : الموقع والامتداد. تقع أورشليم على تلة كلسيّة ترتفع 760 م عن سطح البحر المتوسط و 1145 م عن سطح البحر الميت. لا ترتبط هذه التلة بالجبل إلاّ من الشمال، وتحيط بها من ثلاث جهات وديان عميقة. في الشرق : وادي قدرون (وادي النار). وفي الغرب والجنوب : وادي هنوم (وادي الربابة) الذي ينضمّ إلى وادي النار قرب بئر أيوب (في العهد القديم : روجل). ويصبّ وادي النار بدوره في البحر الميت. تنقسم التلة قمتين يختلف ارتفاعهما وبنيتهما. يفصل بينهما الوادي الذي سمّاه الشعب في أيام يسوع : وادي الجبّانة (عند فلافيوس يوسيفوس : تيروفيون) والذي امتلأ اليوم بالخرائب. يمرّ هذا الوادي في المدينة منطلقًا من باب دمشق نحو الجنوب الشرقي إلى بئر أيوب. وتنقسم القمتان إلى مرتفعات عديدة بحيث تبدو المدينة في شكل وعر. فالقسم الشمالي من التلة الشرقية يتوِّجُهُ الحرمُ الشريف. والقسم الجنوبي المسمى الضهورة كان حقولاً. وتَسمّى امتدادُ هذا القسم في التوراة : عوفل. وفي القسم الشمالي للقمة الغربية نجد كنيسة القيامة، وفي القسم الجنوبي صهيون المسيحية والعليّة.

ثالثًا : التنقيبات

(أ) سنة 1867-1868 وما بعد : سور عوفل، الضهوره وحائط تيروفيون، نبع جيحون والقنداق والقنوات. كل هذا يدلّ على أنّ أورشليم السابقة لداود وأورشليم الداودية (صهيون) امتدت على 4 هكم وكانت واقعة على الضهورة. فعند سفح هذه التلة في وادي قدرون، يوجد النبع الوحيد والضروري للمدينة (أم الدرج. جيحون في العهد القديم). من هذا النبع ينطلق نفق حُفر في الصخر. هو يصعد إلى المدينة بحيث يصل إليه الناس داخل الأسوار.

(ب) في ايام سليمان. امتدت المدينة انطلاقًا من التلة الجنوبية الشرقية نحو الشمال، إذ شيّد الملك الهيكل والقصور الملكية. وكان الهيكل على القمة الشرقية الموجهة نحو الشمال حيث كان بيدر ارونا وحيث يوجد اليوم الحرم الشريف. والصخر في قبّة الصخرة يدل على مذبح المحرقات أو قدس الأقداس في هيكل سليمان. وإن سليمان بنى سورا حول المدينة كلها.

(ج) إذا عدنا إلى فلافيوس يوسيفوس (الحرب 5 :142-145) نعرف أنّ هذا السور حمى عمل داود وسليمان وخلفائهما، أي التلة الجنوبية الشرقية والتلة الجنوبية الغربية. واختلفت الآراء حول موضع قلعة اليبوسيين.

(د) الذين يظنون أن التلّة الجنوبية الغربية لم تُضمّ إلى المدينة قبل المنفى يقولون بوجود حيّ جديد (في القرن 9) اسمه "مشنه" (أي القسم الثاني. في العربية : المثنى) (2 مل 14 :22). هذا الحي هو امتداد جديد (بعد ضم البيدر والتلة الجنوبية الغربية) لأورشليم. كان له سوره في ايام الملك حزقيا (2 أخ 32 :2-5). ولكن هذا السور لم يَضمّ الجلجثة (حيث كنيسة القيامة) كما يقول يو 19 :20؛ عب 13 :12.

(هـ) بعد سنة 41-44 ب.م. وسّع هيرودس أغريباس الأول المدينة فابتدأ ببناء حائط جبار لم يُنهِه. هذا ما يسميه يوسيفوس السور الثالث. كان يضمّ أراضي واقعة شمالي أورشليم.

(و) في سنة 132، بنى ابن الكوكب بسرعة وبمواد مختلفة حائطاً يقيه هجمات الرومانيين.

رابعًا : تاريخ المدينة

(أ) اكتُشفت فخاريات في مقابر الضهورة وآثار حائط بجانب قمّة الضهورة. وقناة تعبر التلة إلى الشمال من جيحون، وهي محفورة في الصخر. كل هذا كان في بداية البرونز الأول. وهذا يعني ان المكان كان مأهولاً حوالي سنة 3000. كان الوادي يحمي المدينة من ثلاث جهات، والقناة من جهة الشمال من حيث يأتي الخطر.

(ب) حوالي سنة 2000، دخل الأموريون إلى كنعان وخسرت مصر سيادتها على هذه البلاد. انتمت أورشليم إلى هذه المدن التي خاف الفرعون (السلالة 20) من أن تتخلى عنه (نصوص اللعنات). وجاءت بعد الأموريين عناصر هندو أوروبية وحورية استعملت الخيل من أجل الركوب وجرّ الأثقال. ومن أجل مركباتهم الحربية أقاموا مخيمات مستطيلة تحيط بها مرتفعات من الأرض القاسية وفوقها تلة حجارة غير منحوتة. بين سنة 1800 و 1600 بنوا قلعة من هذا النوع في أورشليم. ووُجد حائط طوله 30 م. كان يحيط بعوفل ويربطه بالمدينة القديمة. وإلى الزمن عينه تعود البئر التي حُفرت في الصخر فأتاحات للناس أن يستقوا من مياه نبع جيحون خلال الحصار.

(ج) تعلمنا رسائل تل العمارنة في القرن 14 أنه كان لأورشليم ملك يحمل اسمًا حوريًا : عبدي حافه. في ذلك الوقت كانت أورشليم مدينة. وهناك ملوك كنعانيون آخرون نعرف منهم : ملكيصادق (تك 14 :18) أدونيصادق (يش 10 :3؛ قض 1:5-7).

(د) ظلّت أورشليم في يد الكنعانيين حتى داود الذي احتلّ المدينة وجعلها عاصمته. نقل إليها تابوت العهد، فصارت المركز الدينيّ في مملكته (2صم 5-6). ووسّع سليمان المدينة (ملو، الهيكل، القصر ). تُنسب إليه قبور الضهورة (قبر داود الذي جعله التقليد خطأ في التلّة الجنوبية الغربية) وبركة مياه وقنوات يغذّيها نبع جيحون (جا 2 :5 ي).

(هـ) رغم الانشقاق، توسّعت أورشليم كثيرًا بعد موت سليمان. بعد سنة 800، دمّر يوآش، ملك اسرائيل، السور على طول 200 م. (2مل 14 :23؛ 2أخ 25:23). فرمّمه عزيا، وحصّنه، وزاد عليه أبراجًا مع أمكنة للمنجنيق (2أخ 28:9، 15). وتابع يوثام (2أخ 27:3) عمل سلفه. واستعد حزقيا لهجوم الأشوريين، فأقام سورًا جديدًا، وبدّل نظام أقنية جيحون (كانت خارج السور ولم تكن مغطاة، إذًا كانت خطرة) بنفق يعبر الضهورة ويقود الماء من النبع إلى داخل المدينة في بركة واقعة في التيروفيون (2مل 20 :20؛ 2 أخ 32:3-4، 30؛ سي 48 :7؛ إش 18:7). بهذه الطريقة لم تعد مؤونة المياه خاضعة للمحاصرين. وحسّن منسّى، خلف حزقيا، السور الشرقي (2أخ 33:14). سنة 598، وصل نبوخذنصر أمام المدينة ليعاقب يواكيم الملك الذي تمرّد عليه. ولكن يواكيم مات في ذلك الوقت. وتمرّد خلفه صدقيا. فجاء نبوخذنصر ودمّر الهيكل والمدينة (875 ق.م.؛ 2مل 25 :1-21؛ 2أخ 36:17-21).

(و) رغم هذا ظلّت أورشليم خلال أيام المنفى المركزَ الدينيّ لأهل السبي (مز 137؛ إش 40-55) وللذين ظلّوا في فلسطين. وكانوا يحجون إلى خرائب الهيكل (إر 14 :4 ي). بعد المنفى، أعاد عزرا ونحميا تدريجيًا بناء المدينة والهيكل رغم معارضة السامريين. في سنة 445، جاء نحميا بالسلطات الضرورية ورفع السور في 52 يومًا (نح 6:15). ويتضمّن تقرير هذا البناء (نح 2 :12-3 :32) عددًا من المعلومات الطوبوغرافية التي لا نستطيع دومًا أن نتتبّعها على الخارطة، ولكنها تعطي فكرة عن اتساع المدينة. هو يسمي عشرة أبواب نعرف موقعها مع بعض الدقة : باب الوادي، باب الزّبل، باب العين، باب الماء، باب الخيل، باب السمك، الباب العتيق (باب إفرايم أو باب مشنه)، باب الغنم، باب الشرق. ويذكر التقرير تفاصيل طوبوغرافية أخرى : برج حننئيل (حيث تقوم انطونيا)، برج الافران (القلعة الحديثة)، الزاوية (على عوفل، جنوبي الحرم الشريف)، عين بركة الملك (تيروفيون)، درج مدينة داود (الضهورة)، مقابر داود.

(ز) إن حملة الاسكندر الكبير ضمّت أورشليم إلى المملكة الهلينية. بعد موته، احتلها اللاجيون حتى سنة 198 ق.م. حين فتحت المدينة أبوابها للسلوقي أنطيوخس الثالث، اتّبع هذا الملك سياسة الفرس واللاجيين، فاعترف اعترافًا رسميًا بالتيوقراطية اليهوديّة، وصادق على امتيازاتها. ولكن في بداية عهده، حاولت جماعة من محبّي العالم الهليني مع الملك الجديد أن تطبع مدينة أورشليم بالطابع الهليني (لأن الملك اعتبر أن توحيد المملكة توحيدًا جذريًا هو مهمته الأولى). نجح هؤلاء، وشيّدوا ملعبًا هو من ضروريات كل مدينة هلينية. في سنة 169، سلب أنطيوخس الهيكل، وفي سنة 167 كرّسه لزوش الأولمبي. وإذ أراد السلوقيّون أن يراقبوا السكان، بنوا قلعة (أكرا أورشليم). وتوصل يهوذا المكابي سنة 164 إلى إعادة الهيكل إلى عبادة يهوه (1 مك 4 :26-59). ولكن اكرا ظلّت في يد السلوقيّون حتى سنة 141 حين استسلمت الحامية لسمعان المكابي (1مك 12 :36؛ 13 :21-22، 49-52؛ 14 :37). في أيام اسكندر جنايوس (103-760)، أو اسكندارة (86-87)، صارت اكرا مركز الحشمونيين بعد أن أقام اسلافهم منذ سمعان المكابي في برج حننئيل (سمّاه اليونانيون : باريس).

(ح) خلال الحرب الأهلية بين هرقانوس الثاني وأرسطوبولس الثاني، وصل القائد الرومانيّ بومبيوس إلى أورشليم سنة 63 ق.م. أخذ الهيكل من اتباع ارسطوبولس، وسلّم رئاسة الكهنوت إلى هرقانوس (63-40). في سنة 47، عيّنه يوليوس قيصر اتنارخًا على فلسطين وجعل له مساعدًا في شخص انتيباتر الأدومي. في سنة 40، عُيّن ابن انتيباتر، هيرودس الكبير، ملكًا من قبل رومة. وبمساعدة الرومان، توصّل سنة 37 إلى أخذ أورشليم من أنطيغونيس ابن ارسطوبولس الثاني. في سنة 20 أو 19 ق.م. بدأ هيرودس بإعادة بناء الهيكل. ولم ينتهِ هذا العمل الضخم الا سنة 63 ب.م. ففي الزاوية الشمالية الغربية لأبنية الهيكل حول برج باريس (حننئيل)، بنى قلعة قوية سمّاها أنطونيا اكرامًا لأنطونيوس أحد الحكّام الثلاثة (تريومفير). وعلى التلة الجنوبية الغربية، شيّد قصرًا مع ثلاثة أبراج (قلعة باب يافا العتيدة). إلى شرقي قصر الحشمونيين القديم (اكرا)، بنى ساحة كبيرة (أغورا) تحيط بها العواميد وسمّاها كسيستوس. من هذه الساحة امتد جسر فوق تيروفيون إلى ساحة الهيكل. في سنة 70 ب.م. أخذ تيطس المدينة التي كانت ثائرة وأحرق الهيكل. وصارت فلسطين مقاطعة تتعلق بالامبراطور ويحكمها والٍ يقيم في قيصريّة ويأتمر بأمره فيلق من الجيش. سنة 132 اندلعت ثورة جديدة على أثر أمر الأمبراطور هدريانس بتحويل أورشليم إلى مستوطنة رومانيّة. وبعد معركة قاسية، أُخذت المدينة ونفَّذ الأمبراطور تصميمه : صارت أورشليم أيليا كابيتولونيا. وعلى موقع الهيكل المدمّر ارتفع هيكل لجوبيتير الكابيتوليني. ومُنع اليهود من المجيء إلى اورشليم تحت طائلة الموت.

رابعًا الطوبوغرافيا. رج * أنطونيا، * بيت زاتا، * العلية، * جباتا، * جتسيماني، * جلجثة، * عوفل، * باب الغنم، * قصر الحاكم (بريتوريون)، * القبر المقدّس، * سنهدرين، * سلوام (شيلوحا) * صهيون، * الهيكل.

 Archaeology Supports Jesus's Life, Crucifixion & Resurrection

 


This site was last updated 05/16/14