Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

كنيسة الأمم التى بجوارها بستان جسثيمانى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنيسة النزاع / كنيسة الأمم
بستان حسثيمانى

 

+ موقع كنيسة النزاع (أو كنيسة كل الأمم)  وتاريخها :
فى بستان جثسيمانى ، أسفل جبل الزيتون ، نشاهد كنيسة جميلة تسمى "كنيسة النزاع" ، وتظهر فى مكان آخر على الجبل كنيسة أخرى روسية بقبابها الذهبية تسمى كنيسة المجدلية

بنيت كنيسة النزاع (أو كنيسة الأمم) فوق المكان الذى قدسته صلاة نزاع الرب يسوع فى البستان ، حتى أن عرقه صار كقطرات دم نازلة على الأرض "و اذ كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة ، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " (لوقا 39:22-44) .
• وفى نفس هذا المكان شيدت ثلاث كنائس متوالية :
- الكنيسة البيزنطية : شيدت فى عهد الامبراطور Theodosius سنة 380 ميلادية . وكانت تتضمن من مكان المذبح "صخرة النزاع" الموجودة حتى يومنا هذا . وكانت هذه الكنيسة البيزنطية أصغر من الكنيسة الحالية ، وكانت حاوية على أرضية من الفسيفساء الرائع ، ولكن دمرت الكنيسة على يد الفرس سنة 614 ميلادية .
- الكنيسة الصليبية : شيدت فى أوائل القرن الثانى عشر الميلادى ، ولا نزال نشاهد بعض بقاياها فى جنوب الكنيسة الحالية . دمرت هذه الكنيسة أيضا حوالى سنة 1200 ميلادية بيد المسلمين ، وبقى تلالها حتى سنة 1891 ميلادية .
- الكنيسة الحالية : شيدت على نفس مخطط الكنيسة الصليبية سنة 1920م وانتهى من تزينها سنة 1924م . صممها المهندس المعمارى Antonio Barluzzi والذى صمم نوافذها بحيث لا تسمح بكثير من الضوء ينفذ لصحن الكنيسة ، مما يعطى جو من التخشع فى الصلاة متذكرين الرب الذى ظل ينازع فى صلاته عند هذه الصخرة الموجودة الآن أمام المذبح . وتكون الأعمدة الستة التى تحمل القبب الأثنى عشرة ، جوا فريدا من نوعه ، اذ لا يتولد الشعور بالعظمة .

وهذه الكنيسة أطلق عليها اسم "كنيسة كل الأمم All Nations " ، بسبب مساهمة دول كثيرة من أنحاء العالم فى تشييدها وتزينها وهذه الدول هى : الولايات المتحدة - المانيا - كندا - بلجيكا - انجلترا - اسبانيا - ايطاليا - المكسيك - البرازيل - الأرجنتين - تشيلى - بولندا - المجر - ايرلندا - أستراليا - النمسا .
لذلك رسم شعار كل من هذه الدول بالفسيفساء على السقف ، وفى اكليل الشوك البرونزى حول الصخرة .
 
 


و على واجهة الكنيسة من الخارج فسيفساء بديعة تمثل السيد المسيح الذى يقدم للآب ألام البشرية كلها . وتحت هذه اللوحة تماثيل الانجيليين الأربعة وفوقها الصليب ، وعن جانبيه أيلان ، مما يذكرنا بكلمات المزمور "كما يشتاق الايل الى جداول المياه ، هكذا تشتاق نفسى اليك يا الله " (مزمور 1:42-11) . ودرج المدخل تم بناؤه سنة 1959م ، ويمكن مشاهدة بقايا الكنيسة الصليبية عن يمين الكنيسة الحالية . ونشاهد الى اليسار من الكنيسة ثمانى أشجار زيتون قديمة ، يقدر علماء الأحياء عمرها بالألفى سنة أو أكثر بقليل ، وهناك تقليد مسلم يقول أن التلاميذ الثلاثة كانوا نائمين تحت احداها .

كان السيد المسيح فى بيت مار مرقس فى يوم خميس العهد ثم تركه قاصدا جبل الزيتون حيث تعود أن يمكث فيه فى الليل ومر فى طريقة على بيت قيافا وذهب إلى بستان يكثر فيه شجر الزيتون على جبل الزيتون وهناك قضى الليل فى صلاة على صخرة  ونام تلاميذه وفى الليل ثم جاء جند الهيكل ورؤساء الهيكل ومعهم يهوذا الإسخريوطى وقبل السيد المسيح فقال له أبقبلة تسلم إبن الإنسان وسرعان ما سحب بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه فنهره السيد المسيح وأعاد الأذن المقطوعة  وشفاها ومع قوة هذه المعجزة لم يتوقف رؤساء الكهنة ولا الجند ولا شيوخ اليهود عن المضى فى مكيدتهم وقتل المسيح  فالليل والظلام هو أسلوب الشيطان


The bedrock where Jesus is believed to have prayed.
لحجر صلي عليه رب المجد يسوع
 
 

 

 

 

 


]1[ علية صهيون (بيت مارمرقس الرسول)
"تأسيس سر الأفخارستيا"
"أخذ يسوع خبزا وبارك وكسر ، وأعطاهم وقال : خذوا كلوا هذا هو جسدى . ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم ، فشربوا منها كلهم . وقال لهم هذا هو دمى الذى للعهد الجديد ، الذى يسفك من أجل كثيرين " (مرقس 13:14-26) .

+ تاريخ بناء الكنيسة :
أهمية العلية ، تعود ليس فقط لتأسيس سر الافخارستيا ، بل أيضا لظهور الرب يسوع المتعدد بعد القيامة فيها ، ولحلول الروح القدس فى يوم العنصرة . وأن كل الدلائل تشير الى أنها كانت علية فى بيت مارمرقس الرسول ، كاروز الديار المصرية . كما أن التقليد المتوارث بالاضافة الى الاكتشافات الأثرية ، تثبت أن علية تأسيس سر الشكر ، كانت قد أصبحت كنيسة للمسيحيين الذين من أصل يهودى حتى عام 153 ميلادية ، ويبدو أن هذه الكنيسة قد تهدمت بعد ذلك .
و يذكر القديس كيرلس الأورشليمى ، أنه كانت هناك كنيسة تعرف باسم "كنيسة الرسل" وكان ذلك حوالى عام 250 ميلادية . وأنها قد انتقلت الى المسيحيين الذين من أصل أممى فى فترة حكم الامبراطور قسطنطين ، حيث شيدت الملكة هيلانة فى نفس المكان كنيسة على اسم الملك داود ، هذه الكنيسة أيضا تهدمت . وشيد بعد ذلك رئيس الأساقفة يوحنا الأورشليمى (286-417م) كنيسة فخمة فى نفس المكان ، هذه الكنيسة هدمها الفرس فى عام 614م ، ثم أعاد بناؤها الصليبيون .
و ذكر المسيحيون منذ القرون الأولى ، أن قبر داود كان فى ذلك المكان الذى فيه العلية . وفى سنة 1235 م حصل الآباء الفرنسيسكان على ملكية المكان ، الذى كان قد تحول الى خراب . فأعادوا بناؤه وسكنوا فيه الى أن طردهم الأتراك سنة 1552 م . ومنذ سنة 1949 م انتقل المكان تحت مسئولية واشراف السلطات الاسرائيلية .
للبناء الحالى طابقين ، وقد بناه الآباء الفرنسيسكان فى القرن الرابع عشر : قاعة الطابق الأول هى قاعة العشاء الأخير ، والقاعة الشرقية منها لذكرى حلول الروح القدس فى يوم العنصرة . أما القاعة السفلية هى قاعة غسيل الأرجل وبجوار قبر النبى داود . وبجوار القبر نشاهد كنيسة الآباء الفرنسيسكان الجديدة (1936م) الملتصقة بالدير تعويضا عن علية العشاء الأخير .
]2[
]3[ كنيسة نياحة السيدة العذراء
Dormition
(بيت يوحنا الحبيب)
"فلما رأى يسوع أمه ، والتلميذ الذى كان يحبه واقفا ، قال لأمه : يا امرأة هوذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هوذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ الى خاصته" (يوحنا 26:19) .
+ تاريخ بناء الكنيسة :
يخبرنا الانجيل المقدس ، أن السيد المسيح عهد بأمه العذراء الى يوحنا الحبيب . وقد توارث الأبناء عن الآباء تقليدا يفيد أن العذراء ظلت فى بيت يوحنا الحبيب حتى يوم نياحتها ، وفوق أطلال هذا البيت شيدت الكنيسة الحالية والتى تعرف بكنيسة النياحة "dormition " .
بنى الآباء الفرنسيسكان كنيسة فى هذا المكان فى القرن الحادى عشر ، وهدمت سنة 1490 ميلادية . ثم سمحت تركيا لقيصر ألمانيا باقتناء هذا المكان سنة 1858م . وعلى الأثر شيدت فيه كنيسة بأسلوب الفن الرومانى الحديث والتى أتخذت شكل حصن من القرون الوسطى .
الكنيسة طابقان : الكنيسة العليا مزينة بالفسيفساء والبرونز ، أما الكنيسة السفلى فنشاهد فيها تمثالا للعذراء مريم من الخشب والعاج ، فوقه قبة مزينة بمناظر من الموزاييك تمثل : حواء - راعوث - نعمى - أستير . وفى حرب سنة 1948م ، وسنة 1967م تضررت الكنيسة كثيرا ، ولكن أجريت لها الاصلاحات اللازمة ، وهى حاليا ملك الرهبان البندكت الألمان ، وقد تم تدشينها سنة 1910م .

مراحل الصليب
* طريق الآلام Via Dolorosa *
فى كل يوم جمعة ، الساعة الثالثة بعد الظهر ، يقيم الكاثوليك ، فى القدس ، صلوات تسمى "درب الصليب
Via Dolorosa " ، سائرين بروح التوبة على نفس الطريق الذى سار عليه المخلص له المجد ، تحت وطأة الصليب من دار الحكم لبيلاطس (أمام ساحة المدرسة العمرية حاليا) وتنتهى بالقبر المقدس الفارغ . يرجع ترتيب هذه الصلوات الى القرن الثالث عشر ، وتوجد اشارات الى الأماكن التى سار فيها رب المجد حاملا الصليب وتسمى "مراحل" . وانتشرت هذه الصلوات فهى أربعة عشرة مرحلة ، تسع من هذه المراحل هى على امتداد طريق الآلام ، والخمس الباقية بداخل كنيسة القيامة .
أسماء المراحل :
1- الحكم بالموت على الرب وجلده 2- الرب يسوع يخرج حاملا الصليب .
3- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى . 4- لقاء الرب يسوع مع أمه العذراء .
5- سمعان القيروانى يسخر لحمل الصليب . 6- فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل .
7- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية . 8- حديث الرب لبنات أورشليم .
9- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة . 10- نزع الثياب عن المخلص .
11- المخلص يسمر على الصليب . 12- المخلص يسلم الروح .
13- انزال جسد الرب من على الصليب . 14- الجسد الطاهر يوضع فى القبر .
+ المرحلة الأولى :
" فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده . وضفر العسكر اكليلا من شوك ووضعون على رأسه ، وألبسوه ثوب أرجوان ، وكانوا يقولون : السلام يا ملك اليهود . وكانوا يلطمونه " ( يوحنا 1:19-3) .
• قصر بيلاطس (قلعة أنطونيا) :
فى هذه المنطقة الشمالية الغربية لباحة الهيكل ، كانت توجد قلعة تدعى "هنانئيل" (فى القرن الثانى قبل الميلاد) . أعاد بناؤها المكابيون وسموها "باريس" أى "قلعة" . وحوالى السنة 35 قبل الميلاد ، وسعها هيرودس الكبير وجملها وسماها "أنطونيا" على شرف ولى نعمته " مرقس أنطونيوس " ، والتى وصفها المؤرخ اليهودى الكبير "يوسيفوس Josephus Flavius " كقصر ملكى فخم ، له أربعة أبراج ودرج يصلها بالهيكل ، وكانت فى الداخل مفتوحة على قصر فيه جميع وسائل الرفاهية المعروفة فى تلك الأيام ، وأثناء الحكم الرومانى ، كان الجنود يسيطرون من القلعة على الجماهير المحتشدة فى ساحة الهيكل . تهدمت تلك القلعة أثناء دك المدينة على يد تيطس القائد الرومانى سنة 70 ميلادية . وفى سنة 135 ميلادية بنى هادريان بالقرب من الباب الشرقى ، المؤلف من ثلاثة أقواس ، فى مدينته الجديدة التى أطلق عليها اسم "ايليا كابتولينا" . وفى طريق الآلام تتوفر رؤية القوس الأوسط ، ويطلق عليه قوس "هوذا الانسان Ecco Homo" وقوس جانبى فى كنيسة راهبات صهيون .
فى فترة الحكم الصليبى ، شيد فى المكان دير الآباء الفرنسيسكان يسمى "دير الجلد "flagellation Convent" ، وكنيستين : كنيسة الحكم وكنيسة الجلد . دير الجلد أفتتح سنة 1910 ميلادية ، ومنذ سنة 1927 م وحتى اليوم هو مركز "معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكانى" الذى يمنح الشهادات الأكاديمية فى اللاهوت . وفى ساحة الدير ، نرى بعض الآثار القديمة معروضة بطريقة منظمة . فمثلا هناك قطعة حجرية عليها كتابات باللغة اللاتينية ، تعود الى عهد الامبراطور هادريان ، وتيجان أعمدة من كنيسة القيامة تعود الى العهد البيزنطى (أمام كنيسة الجلد) ، وتيجان أخرى تعود الى فترة القرون الوسطى (بجانبى كنيسة الحكم) .
كنيسة الحكم :
"فلما سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع ، وجلس على كرسى الولاية فى موضع يقال له "البلاط" وبالعبرانية "جباثا" . وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة . فقال لليهود " هوذا ملككم" . فصرخوا خذه خذه اصلبه فقال بيلاطس : أأصلب ملككم ؟ أجاب رؤساء الكهنة : ليس لنا ملك الا قيصر . فحينئذ أسلمه اليهم ليصلب" (يوحنا 13:19-16) .
فى سنة 1903م-1904م ، بنى الراهب الفرنسيسكانى Wendelin Of Menden هذه الكنيسة ، على بقايا كنيسة تعود الى القرن الثالث عشر . يحمل المزار لقب الحكم وحمل الصليب ، ذلك لأن هناك أرضية مبلطة (يمكن مشاهدة امتدادها فى أملاك راهبات صهيون ويسمى "ecco Homo Convent" ، والتى أعتبرت كجزء من البلاط الملكى "ليثوستروتس Lithosthrotos" ، حيث حكم بيلاطس البنطى على السيد المسيح بالصلب .
و نلاحظ فى بعض حجارة الأرضية المبلطة تحزيزات وشقوق تبين بعض ألعاب الجنود الرومانيين . فى هذا المكان المقدس ، نتذكر السيد المسيح واقفا كمذنب أمام بيلاطس ، وهو يسأل رؤساء الكهنة عن علة الحكم عليه ، ولكن كانوا يصرخون بشدة : أصلبه ، أصلبه ز فجاء قراره الأخير بالصلب .
كنيسة الجلد Flagellation :
"فأجاب جميع الشعب : دمه علينا وعلى أولادنا . حينئذ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب" ( متى 25:27-26) .
كنيسة الجلد ، بناها الصليبيون فى القرن الثانى عشر الميلادى ، وتسمى أيضا "حبس المسيح" . ظلت هذه الكنيسة متروكة بلا عناية بعد الفترة الصليبية ، وعندما ملكها الآباء الفرنسيسكان سنة 1838 ميلادية ، أعيد بناؤها بمساعدة واهتمام "maximilian Of Bavaria " ثم رممها وجددها المهندس الايطالى Antonio Barluzzi فى الأعوام 1927-1929 ميلادية ، حسب الفن المعمارى (الغربى) من القرون الوسطى ، ثم تم تجديدها بالشكل الحالى سنة 1984 ميلادية .
الباب من مصراعين ومزخرف بآيات من الكتاب المقدس وبرموز الانجيلييين والآلام ، وهو من عمل .a. Gerardi زجاجيات الهيكل الثلاث نفذها الفنان Combellotti وتمثل : جلد المسيح (فى الوسط) - انتصار باراباس (على اليمين) - غسل ايدى بيلاطس (على اليسار) ، ويلاحظ أيضا عقد الهيكل وعليه فسيفساء كبيرة تمثل أكليل الشوك .
+ المرحلة الثانية :
" فخرج بيلاطس أيضا خارجا وقال لهم : ها أنا أخرجه اليكم لتعلموا أنى لست أجد فيه علة واحدة . فخرج يسوع خارجا وهو حامل اكليل الشوك وثوب الأرجوان ، فقال لهم بلاطس : هوذا الانسان" (يوحنا 4:19-5).
تسمى المرحلة الثانية " الرب يسوع يخرج حاملا الصليب" . الاشارة الى هذه المرحلة على الحائط الخارجى " لكنيسة الحكم" ، وتسمى قوس "هوذا الانسان Ecco Homo" . ويحددها كنيسة التكليل ، ويرجع الى القرن الثانى عشر ، وأقيم تذكارا لوضع اكليل الشوك على رأس المخلص . أسفل دير راهبات صهيون Ecco Homo Convent ، توجد أرضية كبيرة مبلطة بالحجر ، وهى امتداد للبلاط الملكى Lithosthrotos ، ويرجع تاريخ هذه الأرضية الى فترة الحكم الرومانى ، وهى من بقايا المدينة التى بناها الامبراطور هادريان سنة 135 ميلادية وسماها "ايليا كابتولينا" . من تحت قوس Ecco Homo خرج الرب يسوع حاملا الصليب مكملا مساره الى الجلجثة . حيث أخرجه بيلاطس لليهود وقال لهم " هوذا الانسان" لذا بنيت كنيسة ودير على هذا الاسم يضم بداخله هذا القوس ، أما دير راهبات صهيون ، فيقع فوق الساحة الداخلية لبرج أنطونيا .
+ المرحلة الثالثة :
"عينى ، عينى تسكب مياها لأنه قد ابتعد عنى المعزى" (مراثى ارميا 16:1) .
و تسمى هذه المرحلة "الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى" . بعد العبور تحت قوس "هوذا الانسان" ، وبعد مسافة قصيرة ، الى اليسار ، عند مفترق الطريق الى الوادى ، توجد كنيسة صغيرة تسمى "كنيسة السقطة الأولى" ، التى تعود الى التقليد المتوارث ولا يأتى على ذكرها الانجيل . أضحت هذه المرحلة تخص طائفة الأرمن الكاثوليك منذ سنة 1856 م . لكن جنود كاثوليك من بولندا . تابعون للجيش البولندى الحر ، اتخذوها بعهدتهم فى منتصف الأربعينيات (فى أثناء الحرب العالمية الثانية) ، فزينوها بمتحف صغير . يوجد نقش بارز على المدخل من أعمال الفنان البولندى Thaddus Zielinsky ، وهو عبارة عن مجسم يبين وقوع السيد المسيح تحت ثقل الصليب . وهذا ما تنبأ عنه اشعياء النبى قائلا : "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها . ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا . وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا " (اشعياء 4:53-5) .
+ المرحلة الرابعة :
"أما اليكم يا جميع عابرى الطريق ؟ تطلعوا وأنظروا ان كان حزن مثل حزنى الذى صنع بى " (مراثى ارميا12:1)
و تسمى هذه المرحلة "سمعان القيروانى يسخر لحمل الصليب" ، نترك طريق الوادى ، فنصعد نحو الجلجثة ، هذا الوادى كان يسمى قديما "تيروبيون" . وعند أول مبنى الى اليسار نشاهد المرحلة الخامسة ، وكان الفرنسيسكان قد شيدوه سنة 1895 م . هنا فى هذا المكان يقول التقليد أن الجنود أرغموا سمعان القيروانى ليحمل الصليب مع الرب يسوع ، والمتأمل فى ذلك ، يستنتج أن الجنود واليهود ، فعلوا ذلك ليس اشفاقا على السيد المسيح المنهك القوى من التعذيب والجلد والدماء التى تسيل منه ، ولكن خشوا أن المسيح يموت من التعذيب قبل تنفيذ فيه حكم الصليب فلا يشفى غليلهم .. وهذا امعانا فى سبق الاصرار لصلبه واعلانا لحقدهم .
+ المرحلة السادسة :
" لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ، ولا منظر فنشتهيه . محتقر ومخذول من الناس" (اشعياء 2:53-3) .
و تسمى هذه المرحلة "فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل" . الى اليسار وعلى بعد خمسون مترا تقريبا من المرحلة السابقة ، يحفظ عمود فى الحائط ، تذكارا لهذا الحدث المتوارث بالتقليد . نحن لا نعرف شيئا عن هذه المرأة الجريئة التى تقدمت من وسط الجنود ومسحت وجه الرب يسوع ، الذى تشوه جماله بالعرق والدم المتساقط من جبينه الطاهر ، ويقول التقليد أيضا أن القديسة فيرونيكا كانت تسكن فى مكان هذه المرحلة ، وأن وجه المخلص أنطبع على المنديل ، الذى يقول الكاثوليك أنه محفوظ حتى اليوم فى روما . اقتنى مكان هذه المرحلة الروم الكاثوليك سنة 1883 ميلادية ، وقد تهدم ، الا أنه قد أعيد بناؤه سنة 1953 ميلادية . بداخل المبنى كنيسة صغيرة وبقايا سور وأقواس قديمة ، فوق هذا كله كنيسة القديسة فيرونيكا . لنتأمل وجه المسيح الذى تشوه جماله من التعذيب ، ونقارنه بما قيل عنه فى المزمور "أنت أبرع جمالا من بنى البشر" ( مزمور 2:45) .

+ المرحلة السابعة :
"كلنا كغنم ضللنا . ملنا كل واحد الى طريقه ، والرب وضع عليه اثم جميعنا . ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه " (اشعياء 6:53-7) .
و تسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية " . بعد مفترق الطرق ، نواجه مكان وقوع المخلص للمرة الثانية تحت الصليب . كان وقوعه ، حسب التقليد ، عند عبور " بوابة القضاء" ، التى كان يعلق عليها نص جريمة المذنب . وقد حصل الآباء الفرنسيسكان على ملكية المكان سنة 1875 ميلادية ، ويحوى كنيستين صغيرتين ، الواحدة تعلو الأخرى . مصدر العمود الأحمر فى الكنيسة السفلى هو الشارع الرئيسى للمدينة ، اذ كانت الأعمدة على جانبى الطريق ، وقد شيدها الامبراطور هادريان سنة 135 ميلادية ، لتجميل مدينته الجديدة "ايليا كابتولينا" .
+ المرحلة الثامنة :
"و تبعه جمهور كثير من الشعب ، والنساء اللواتى كن يلطمن أيضا وينحن عليه . فالتفت اليهن يسوع وقال : يا بنات أورشليم ، لا تبكين على بل أبكين على أنفسكن وعلى أولادكن " (لوقا 27:23-28) .
و تسمى هذه المرحلة "حديث الرب لبنات أورشليم" . بينما نصعد طريق " عقبة الخانقاه " ، نجد أنفسنا أمام المرحلة الثامنة ، التى يشير اليها صليب لاتينى محفور على الحائط الخارجى لدير الروم الأرثوذكس . وحسب التقليد ، خاطب الرب يسوع بنات أورشليم اللواتى كن يلطمن ، وكان بالأحرى أن ينحن على أنفسهن وأولادهن ، لما هو عتيد أن يحدث لهذه المدينة المقدسة . ولا شك أن بعض الذين سمعوه من الجمهور قد تذكروا كلامه وقت خراب أورشليم سنة 70 ميلادية .
+ المرحلة التاسعة :
"حينئذ قلت : هئنذا جئت . بدرج الكتاب مكتوب عنى ، أن أفعل مشيئتك " (مزمور 7:40) .
و تسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة " . رغم قرب هذه المرحلة من السابقة ، الا أنه لا بد من القيام بسير طويل للوصول اليها ، بسبب الأبنية الحالية . بعد قطع مسافة قصيرة من السوق ، نصعد الدرج الطويل على اليمين ، فنجد أنفسنا أمام بطريركية الأقباط الأرثوذكس . هناك بجوار باب البطريركية جزء من عمود (يعود الى فترة الحكم الرومانى) ، يشير الى المرحلة التاسعة . حائط صدر كنيسة القيامة ، خير دليل على قرب الجلجثة . يقود الباب عن اليسار الى ساحة دير السلطان القبطى (المغتصب حاليا) ، الذى فى وسطه قبة كنيسة القديسة هيلانة .
• المراحل الخمس الباقية نجدها داخل كنيسة القيامة ، والتى سنتكلم عنها بالتفصيل على الصفحات التالية .


كنيسة القبر المقدس "القيامة"
+ تاريخ بناء وتجديد الكنيسة :
من المعروف أن السيد المسيح ، له المجد ، صلب خارج سور أورشليم (عب13:12) ، فى مكان يقال له الجلجثة ، هذا المكان قريب من المدينة وتمر بجانبه طريق عام . كان الموقع مقلع حجارة ، غير أنه أهمل ثم تحول الى بستان . وكان جميع سكان أورشليم ، من أبناء وأحفاد الذين حضورا أحداث الصلب يوم الجمعة العظيمة ، يعرفون القبر المقدس ويقصدونه للتبرك منه . لذا قرر الامبراطور هادريان سنة 135 ميلادية ، اخفاء المكان ، فأمر بردمه وتغطيته بالتراب والحجارة ، وبنى فوق الجلجثة والقبر المقدس هيكلين وثنيين ، ونصب فوقهما تمثالى المشترى "جوبيتر" والزهرة "فينوس" ، أشهر آلهتهم الوثنية .
استمرت الأوضاع على هذه الحالة حتى سنة 326 م ، حينما أمرت الملكة هيلانة - والدة الامبراطور قسطنطين - بهدم المعبد الوثنى ، بناء على وصية الأسقف مكاريوس ، وبهذا أعادت الأماكن المقدسة الى حالتها الأصلية ، ثم شرعت فى بناء كنيسة القيامة ، والتى دشنت فى 13 يوليو 335م ، بحضور البابا أثناسيوس الرسولى - بابا الأسكندرية - ولفيف من أساقفة العالم . وفى سنة 614 م ، هدم الفرس الكنيسة وأحرقوها ، وأحرقوا معها جميع الكنائس والأديرة التى كانت يومئذ فى الأرض المقدسة كلها . فأعاد بناؤها ، رئيس الدير موديستو سنة 636م ، ولكن بشكل مصغر .
و لما فتح الخليفة عمر بن الخطاب القدس سنة 637 م ، أعطى للبطريرك صفرونيوس عهد أمان له وللمسيحيين ولكنائسهم يسمى "العهدة العمرية" . ولقد رمم البناء الذى أقامه موديستو ، البطريرك توما الأول سنة 817 م ، وكان ذلك فى عهد الخليفة العباسى المأمون . وأحرقت الكنيسة وسقطت قبتها فى عهد الأخشيد سلطان مصر سنة 965 م . وجرت بعد ذلك محاولات كثيرة لبناء القبة من جديد ، الا أن تلك المحاولات انتهت بالفشل ، ولكنهم عادوا فعمروها فى زمن البطريرك يوسف الثانى سنة 980م . وأمر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله بهدمها ، فهدمت سنة 1009م ، وهدم معها الكنائس الملاصقة لها . ولكنه عاد فأجاز للمسيحيين أن يعيدوا البناء من جديد ، فشيدوا يومئذ كنيسة القبر المقدس فقط ، شيدوها على غير شكلها الأصلى .و حال فقرهم دون اتمام.
الباقى . وسمح الخليفة الفاطمى المستنصر بالله ، سنة 1035 م للمسيحيين ببناء الكنيسة من جديد ، فشرعوا فى بنائها ، وتم البناء الجديد على عهد الامبراطور قسطنطين مونوماكو ، ولكن القيامة Anastasis فقط ، هى التى استعادت عظمتها القديمة ، أما الأماكن المقدسة الأخرى بداخل الكنيسة فقد أشير اليها بهياكل صغيرة .
و لما احتل الصليبيون القدس سنة 1099 م ، وجهوا اهتمامهم الى تعمير الكنيسة ، ولقد حافظوا على ما كان فيها من مبان ، غير أنهم جمعوا جميع الهياكل الصغيرة فى كنيسة واحدة ، وبنوا شرقى القبر المقدس ، كنيسة هى التى عرفت بعدئذ بكنيسة "نصف الدنيا" ، وبنوا برجا للأجراس . وعندما احتل صلاح الدين الأيوبى القدس سنة 1187م ، أشار عليه بعض أصحابه أن يهدمها كى لا يبقى للمسيحيين اللاتين حجة لغزو البلاد المقدسة ، فرفض مشورتهم ، فأبقاها ، غير أنه اقتطع جانبا من دار الكهنة المجاورة لها ، فأتخذها مسجدا ، ويسمى "مسجد الخانقاه".
و فى القرن السادس عشر ، أى بعدما عقدت فرنسا مع تركيا معاهدة الامتيازات الأولى سنة 1535م ، سمح للاتين بعمل ترميمات بالكنيسة . وفى أواخر القرن السابع عشر كانت قبة القيامة Anastasia ، فى حالة غير مرضية ، وأدى تشاحن اللاتين مع الروم الأرثوذكس فى مطالبة كل منهما بالترميم الى التأخير فى القيام به الى سنة 1719م . وكان أهم الحوادث ما جرى لكنيسة القيامة فى سنة 1808م ، حيث يذكر المؤرخون أنه فى 12 أكتوبر سنة 1808 م أندلعت النيران من كنيسة الأرمن الأرثوذكس - وهى بداخل كنيسة القيامة - وامتد اللهب الى أنحاء الكنيسة كلها ، فسقطت القبة وتضررت الأعمدة والأرضية الرخامية ، ولم يسلم من الحريق سوى جانب صغير من الجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة اللاتين (ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الحريق حدث بتدبير من الأرمن الأرثوذكس أنفسهم ، لامتلاك مزيد من الأماكن بداخل كنيسة القيامة ) .
و فى سنة 1809م ، حصل الروم الأرثوذكس على فرمان من السلطان محمود الثانى بترميم كنيسة القيامة ، وتمكنوا بالرغم من مقاومة اللاتين من القيام بأعمال الاصلاح وجددوا البناء الذى يعلو القبر المقدس ووضعوا حجر مغتسل جديد وصنعوا أبوابا جديدة للمدخل الرئيسى . بعد ذلك سمح السلطان محمود الثانى للاتين ببناء غرف جديدة فى ديرهم وتعمير ما يخصهم بداخل كنيسة القيامة .
و قد انتهز الروم الأرثوذكس فرصة الاحتلال المصرى للشام (1832-1841م) وحصلوا على فرامانا من محمد على باشا سنة 1834م ، يرخص لهم بتعمير قبة القبر المقدس والقبة العليا . كانت نتيجة قيام الروم وحدهم بتعمير الكنيسة بعد حريق عام 1808م ، أنه لم يتيسر لهم انجازه على الوجه اللازم ، ولهذا لم يكد يمض عليه خمسون عاما حتى ظهر فى القبة تصدع ينذر بانهيارها ، وطلبوا من الباب العالى اجراء الترميم ، ولكن اللاتين اعترضوا على ذلك وطلبوا أن يقوموا وحدهم بترميم القبة مع اعادة الكتابة اللاتينية التى كانت موجودة قبل الحريق وازالة ما أضافة الروم . وهكذا أصبحت المسألة عسيرة الحل لا لسبب سوى تشاحن الطرفين ، وكل يريد الهيمنة والسيطرة . وأخيرا حسم الخلاف على أساس أن تتولى فرنسا وروسيا بنفقات الترميم ، أما تركيا فتتولى الاشراف عليه ، واستغرقت عملية الترميم من سنة 1863م حتى سنة 1868م . ثم تضررت كنيسة القيامة مرة أخرى اثر هزة أرضية ضربت القدس سنة 1927م ، فقامت حكومة الانتداب البريطانى بعمل بعض الاصلاحات ما بين سنة 1930 حتى سنة 1933 م .
و يقوم على حراسة أبواب كنيسة القيامة عائلتان اسلاميتان هما : عائلة آل جودة وعائلة آل نسيبه . وقد أتفق على أن آل جودة هم الذين يحتفظون بمفاتيح الكنيسة ، وأن آل نسيبه هم الذين يفتحون الكنيسة فى مواعيدها المقررة ، ومتى فتح هؤلاء الباب ، أعادوا المفاتيح الى أولئك ، وهكذا دواليك . وتقول بعض المصادر التاريخية ، أن هذه الوظيفة بأيديهم منذ أن سلم بطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس ، مفاتيح كنيسة القيامة الى الخليفة عمر بن الخطاب ، سنة 637م ، ومصادر أخرى تقول ان هذه الوظيفة أوكلت اليهم منذ عهد صلاح الدين الأيوبى .
و هناك خمس طوائف لها حقوق فى كنيسة القيامة هى : الروم الأرثوذكس - الآباء الفرنسيسكان (اللاتين) - الأرمن الأرثوذكس - الأقباط الأرثوذكس - السريان الأرثوذكس . ونحن ككنيسة قبطية أرثوذكسية نمتلك كنيسة مبنية على رأس القبر المقدس ، بداخل كنيسة القيامة ، ولنا حقوق الصلاة فيها سواء العشيات أو القداسات كما نمتلك موقعين بهما غرف متعددة ، لمبيت الآباء الرهبان بها (الحقوق الأخرى التى لنا فى كنيسة القيامة ذكرت بالتفصيل فى الجزء الأول من هذا الكتاب ) .
+ شرح مبسط لكنيسة القيامة :
اذا ما نظرت الى كنيسة القيامة من الخارج ، رأيت قبتين كبيرتين ، الواحدة أكبر من الأخرى بقليل ، فالكبرى وهى الى الغرب هى القائمة فوق القبر المقدس ، والأخرى وهى الى الشرق ، هى قبة كنيسة نصف الدنيا . وتقدر مساحة الأرض القائمة عليها كنيسة القيامة بنحو ثمانين مترا طولا وستة وستين مترا عرضا .
يوجد أمام كنيسة القيامة فناء واسع يعرف ب "ساحة القيامة" ، كانت مخصصة قديما لوقوف الزوار لسداد رسوم دخول الكنيسة (ألغى هذا النظام اعتبارا من عام 1832م) . وفى المدخل الخارجى توجد ثلاث درجات ، عليها بقايا أعمدة المدخل القديم ، والتى لم يتبق منها الى الآن سوى عمود واحد يرجع تاريخه الى القرن التاسع الميلادى . على يسار الداخل الى كنيسة القيامة ، توجد كنيسة القديس "يعقوب الصغير" ، وكنيسة "ماريوحنا" ، وكنيسة "الأربعين شهيدا" وهذه الكنائس تخص طائفة الروم الأرثوذكس . وعلى يمين الداخل ، نرى كنيسة الملاك ميخائيل ، وهى ملك للأقباط الأرثوذكس واحدى كنائس دير السلطان . ولكنيسة القيامة بابان متجاوران ، سد أحدهما فى عام 1880م (أيام السلطان عبد الحميد الثانى - ابان الحكم التركى ) ، والثانى هو الباب الوحيد للدخول الى الكنيسة .
عند دخولنا كنيسة القيامة ، نرى أمامنا "حجر المغتسل" وهو من الرخام الأبيض طوله نحو مترين وعرضه متر واحد ، وضع تذكارا لتطييب جسد الرب يسوع بالحنوط ولفه بالكتان قبل وضعه فى القبر ، وضع الروم الأرثوذكس هذا الحجر فى عام 1808م ، بعد التحقق من صحة المكان بالتقليد (يو38:19-41) ، هذا وقد تم تغيير هذا الحجر أكثر من مرة . وفوق الحجر ، علقت ثمانية قناديل كبيرة الحجم ، أربعة منها للروم الأرثوذكس ، وواحد لكل من الأقباط الأرثوذكس ، واللاتين ، والأرمن ، والسريان الأرثوذكس .

و الى اليسار من حجر المغتسل ، توجد دائرة رخامية يعلوها قبة معلق فى وسطها قنديل كبير ، وحسب التقليد ، أن هذا المكان يشير الى الموقع الذى وقفت فيه المريمات وهن يشاهدن أين وضع جسد الرب بعد لفه بالأكفان (لوقا55:23) . هذا الموقع حاليا يخص طائفة الأرمن الأرثوذكس . وبدخولنا الى جهة اليسار ، نصل الى الدائرة التى تحوى القبر المقدس ، شيد بناء القبر المقدس ، بشكله الحالى سنة 1810 م وهو من المرمر الخالص . والكنيسة تحوى ثمانية عشر عمودا ضخما . وارتفاع قبتها 30 مترا أما قطرها حوالى 19.30 مترا .
بناء القبر مستطيل الشكل ، له باب صغير من جهة الشرق ، تعلوه مجموعة من القناديل والأيقونات الخاصة بالقيامة. عند الدخول الى القبر المقدس ، نجد أولا حجرة صغيرة تسمى "معبد الملاك" ، والتى يبلغ طولها ثلاثة أمتار ونصف المتر ، وعرضها حوالى ثلاثة أمتار . هذه الحجرة ، هى المكان الذى ظهر فيه ملاك الرب للنسوة بعد أن دحرج الحجر من على باب القبر ، وبشرهم بقيامة الرب من بين الأموات "ليس هو ههنا ، لكنه قد قام كما قال" (متى 1:28-7) . فى وسط الحجرة توجد قاعدة رخامية مرتفعة قليلا ، يحفظ فيها قطعة من الحجر الذى وضع على باب القبر ، وهذا الحجر مغلف بالرخام عدا سطحه العلوى ، فقد ترك مكشوفا حتى عام 1944 م ، وفى وقت لاحق غطى بالزجاج . ويضئ "معبد الملاك" قناديل تعمر بالزيت النقى ، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها قنديل كبير من الفضة ، تهتم بانارته يوميا . الى اليمين واليسار فى "معبد الملاك" فتحات يعطى منها النور المقدس خلال احتفالات سبت النور عند الكنائس الشرقية .
و من خلال باب صغير يرتفع نحو متر ونصف المتر ، فى حجرة معبد الملاك ، يمكننا الدخول الى القبر المقدس ، والذى يصفه لنا مرقس الرسول قائلا "قبر كان منحوتا فى صخر" (مرقس 46:15) . وعلى يمين الداخل ، نشاهد "المضجع السيدى" وهو المكان الذى وضع عليه جسد الرب ، وهو يرتفع عن أرضية القبر بنحو 60 سم ، والمضجع السيدى مغلف بالمرمر ، ويعلوه قناديل فضية فخمة ، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها فوق القبر المقدس أربعة قناديل فضية رائعة تهتم بانارتها يوميا .
خلف القبر المقدس ، يوجد مذبح كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس ، وموقعه فوق رأس القبر المقدس مباشرة . وهنا ينبغى أن نذكر شئ هام وهو : القبر المقدس ، كما شرحنا سابقا ، مغطى بالمرمر ، أما رأسه (أى من الجهة الخلفية ، حيث مذبح الأقباط) ، فهو غير مغطى بالرخام حيث يظهر الحجر الطبيعى لرأس القبر . وعند دفن السيد المسيح ، كان رأسه المبارك ناحية الغرب ، أى فوق الحجر الذى بكنيسة الأقباط الأرثوذكس ، وهذا من حسن حظ الكنيسة القبطية . فالسيد المسيح الذى بارك شعب مصرى ، فى طفولته ، لم ينس كنيسة مصر القبطية فى قيامته . وجدير بالذكر أن هذا الهيكل ، كان مشيدا أولا من الخشب ، فقام نيافة الأنبا باسيليوس الكبير ، مطران القدس (1856-1899م) ، بتجديده واعادة بناؤه بالرخام وسيج حوله بالحديد . وبالقرب من القبر المقدس توجد بعض المبانى الخاصة باقامة الآباء الرهبان ، الذين يتولون خدمة هذه الكنيسة والحفاظ على بقية حقوقنا الأخرى بكنيسة القيامة . خلف كنيسة الأقباط الأرثوذكس ، توجد كنيسة خاصة باخوتنا السريان الأرثوذكس وقبرا يوسف الرامى ونيقوديموس ، وهما منحوتان فى الصخر .
عند الخروج من الدائرة ، الى يمين القبر المقدس ، ندخل الى مذبح للاتين ، على اسم " مريم المجدلية " ، ويقع فى المكان الذى قابلت فيه المجدلية السيد المسيح عقب قيامته ، فظنته أنه البستانى (يو15:20) . والى الشمال من هذا المذبح ، نصعد أربع درجات ، فندخل كنيسة "ظهور المسيح للعذراء" ، وهى تخص اللاتين وحدهم . وبداخل هذه الكنيسة توجد قطعة من العمود الذى جلد عليه السيد المسيح أمام بيلاطس على يد جند الرومان (مرقس15:15)، لذا يسمى "عمود الجلد" ، وأحيانا يطلق على الكنيسة اسم "كنيسة عمود الجلد" . وتذكر بعض كتب التقليد أن السيد المسيح ظهر لامه العذراء بعد قيامته فى هذا المكان .
وبخروجنا من هذه الكنيسة نجتاز ممرا طويلا متجها نحو الشرق ، نجد فى نهايته "معبد حبس المسيح" ، حيث تذكر بعض كتب التقليد أن السيد المسيح وقف فى هذا المكان حاملا الصليب ريثما يحفروا مكان الصليب فى صخر الجلجثة التى لا تبعد كثيرا عن هذا المكان . وبعد خطوات معدودة ، يوجد مذبح على اسم القديس لونجينوس الجندى الذى طعن جنب الرب يسوع بالحربة - (يوحنا 34:19) ، وهذا المذبح يخص الروم الأرثوذكس . يليه مذبح آخر ، يخص الأرمن الأرثوذكس ، تذكارا لاقتسام الجنود ثياب الرب يسوع والقرعة عليها (مت 35:27).
بالقرب من المكان السابق ، سلم حجرى من 26 درجة ، يؤدى الى كنيسة القديسة هيلانة (خاصة بالأرمن الأرثوذكس) ، وتقع هذه الكنيسة فى المكان الذى كانت تقف فيه الملكة هيلانة لتشرف على عملية التنقيب عن خشبة الصليب المقدس . وعلى يمين الكنيسة توجد سلم آخر يقود الى "مغارة الصليب" ، حيث تم العثور فيها على خشبة الصليب المقدس (هذا المكان يخص اللاتين) . ومكان العثور على الصليب موضوع فوقه مسطح رخامى رسم عليه علامة الصليب ، للاشارة اليه ، والى جواره مذبح باسم الصليب . بعد صعود الدرج وخروجنا من كنيسة الملكة هيلانة ، يتابع المرء السير فى الرواق ، فنمر أمام "معبد التعييرات" (مرقس 17:15-20) ، وتوجد قطعة من عمود أسفل المذبح ، يسمى "عمود السخرية" ، يقال أن هذا الجزء من العمود استخدم مقعدا للرب يسوع عندما كان الجنود الرومان يهزأون به .
يلى هذا المذبح ، الى اليمين ، "الجلجثة" . نصعد الى الجلجثة بسلم حجرى مكون من 18 درجة ، وكان تل الجلجثة أكثر أرتفاعا مما هو عليه الآن ، ولكن الملكة هيلانة أمرت بازالة ارتفاعه فيما فوق موضع الصليب ، لتتمكن من ضمه الى سائر مقادس كنيسة القيامة تحت سقف واحد . وارتفاع مكان الصليب حوالى 4.70 مترا عن أرضية الكنيسة .
الجلجثة مقسمة الى قسمين :
الأول - عن اليمين ، وهو يخص اللاتين ، وفى هذا القسم تقام صلوات المرحلتان : العاشرة - نزع الثياب عن المخلص ، والحادية عشر - تسمير المخلص على الصليب . (مراحل الآلام) . الثانى - الى اليسار ، وهو يخص الروم الأرثوذكس ، حيث نجد مذبحا كبيرا فوق صخرة الجلجثة حيث ارتفع الصليب المقدس . وأسفل هذا المذبح توجد دائرة فضية مفرغة تعين مكان غرس الصليب المقدس ، وبأدخال اليد فى وسط الدائرة ، يستطيع المرء لمس صخرة الجلجثة والتجويف الذى غرس فيه الصليب . وتوجد الى يمينة والى يساره دائرتان من الرخام الأسوتد ، يعينان مكان صلب اللصين . ونشاهد بوضوح أن صخرة الجلجثة مشقوقة بكل طولها . فى هذا المكان تقام صلوات المرحلة الثانية عشرة من مراحل الصليب : موت السيد المسيح على الصليب ، وتشقق الصخور (متى 51:27) .
و على يمين مذبح الجلجثة للروم ، يوجد تمثال يسمى "أم الأوجاع" ، وهو تمثال نصفى للسيدة العذراء التى قيل لها "و أنت أيضا يجوز فى نفسك سيف" (لوقا35:2) ، وقد أوتى بهذا التمثال من لشبونه (البرتغال) سنة 1778م .
و هو يخص اللاتين ، وفى هذا المكان ، تقام صلوات المرحلة الثالثة عشرة (من مراحل الصليب) : انزال الرب يسوع عن الصليب ووضعه بين زراعى أمه المتألمه .
عند خروجنا من كنيسة القيامة وعلى يسار الخارج نجد سلم "كنيسة الجلجثة" ، ثم هيكلا للأقباط الأرثوذكس باسم "القديسة مريم المصرية" ، وفى نهاية هذه الجهة نجد بابا يؤدى الى كنيسة "الملاك ميخائيل" وهى احدى كنائس دير السلطان المغتصب من قبل الأحباش . نصلى الى الرب أن يعود الينا هذا الدير .
عمواس Emmaus
" واذا اثنان منهم كانا منطلقين فى ذلك اليوم الى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة ، اسمها عمواس … وفيما هما يتكلمان ويتحاوران ، اقترب اليهما يسوع نفسه وكان يمشى معهما ، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته … فلما اتكأ معهما ، أخذ خبزا ، وبارك وكسر وناولهما ، فأنفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما "
( لوقا 13:24-35) .
+ الأكتشافات الأثرية وتاريخ بناء الكنيسة :
"عمواس" اسم عبرى معناه "الينابيع الحارة" ، وهى قرية صغيرة لم تذكر الا فى انجيل لوقا ، حين ظهر الرب يسوع فى نفس اليوم الذى قام فيه من الأموات لأثنين من تلاميذه كانا سائرين فى طريقهما الى عمواس ، التى كانت تبعد عن أورشليم ستين غلوة أى نحو 11 كيلومتر تقريبا (الغلوة 36 ، 184 مترا ) .
قبل أن تظهر الأكتشافات الأثرية الحديثة والمخطوطات التى عثرت عليها ، كانت توجد ثلاثة مواقع مقترحة لقرية عمواس هى :
1- قرية عمواس الحالية (الجديدة) : وهى تبعد عن أورشليم حوالى 160 غلوة ، وهو أمر مستبعد فى ضوء المخطوطات المكتشفة حديثا . كما أن عمواس التى ذكرت فى انجيل لوقا تبعد عن أورشليم 60 غلوة فقط ، اذن ليست هى عمواس المقصودة .
2- مستعمرة فسباسيان : وهى فى الغالب "كالونيا" ، ويطلق عليها يوسيفوس المؤرخ اسم "عمواس" ، وهى تبعد عن أورشليم نحو أربعة وثلاثين غلوة ، أى نحو نصف المسافة التى ذكرها البشير لوقا ، اذن ليست هى عمواس المقصودة .

3- قرية "القبيبة" الحالية : وهى الأسم الحديث لعمواس القديمة ، التى هدمت الى الأساسات سنة 70 م حتى أن اسمها قد زال . وهى على الطريق الى يافا ، والأطلال الأثرية التى كشفت فيها ، تؤيد بكل يقين انها عمواس المذكورة فى انجيل لوقا ، كما أن المسافة بينها وبين أورشليم تتفق مع ما جاء فى انجيل لوقا (ستين غلوة) .
لقد أصبح من المؤكد أن قرية " القبيبة " ، هى القرية التى كانت تعرف قديما بعمواس ، وكانت فى العصر اليونانى (330ق.م - 63ق.م) مأهولة بالسكان ، لأن قطع بعض النقود والقطع الفخارية وغيرها ، التى يرجع تاريخها الى ذلك العصر أثبتت صحة هذا القول . أضف الى ذلك بيت القديس كليوباس الذى لا تزال أساساته محفوظة ضمن جدران الكنيسة الحالية منذ ذلك التاريخ ، كذلك بعض القبور اليهودية المحفورة فى الصخور المجاورة لبلدة القبيبة الحالية وفى الجبل الواقع للجنوب الغربى منها .
فضلا عما ذكر يوجد فى الجهة الجنوبية من الكنيسة الحالية بركة يبلغ طولها حوالى 36 مترا وعرضها 24 مترا وعمقها أربعة أمتار ، وهى من مخلفات العصر الرومانى (63ق.م - 330م) ، وتوجد كذلك فى الوادى الواقع غربى البلدة بقايا بيت رومانى ، وعلى بعد ثلاث مئة مترا ، وفى المكان المسمى "قرقد" وفوق الجبل الذى يعرف بـ "الرأس" ، بقايا جدار رومانى متهدم ومقبرة وآبار ماء . كذلك ترجع الى هذا العصر مخطوطات قديمة، وأقدم ترجمة للانجيل المقدس تشيران الى أن قرية عمواس تبعد عن أورشليم ستين غلوة . ومن بقايا العصر البيزنطى (330م - 636م) ، عثر على بعض النقود وأدوات فخارية وغيرها ، هذا فضلا عن بقايا بعض المنازل التى ألحقت بالقلعة الصليبية والتى لا تزال آثارها ظاهرة للعيان ، كذلك عثر على تاج عمود كورنثى وعتبة من الرخام وكتابة يونانية .
و من بقايا العصر الصليبى (1099 - 1291م) ، فقد ترك لنا أثارا جليلة الشأن ، أهمها صدر الكنيسة الحالية وقواعد أعمدتها وبقايا منازل عديدة ، تمتد الى مسافة 400 متر تقريبا ، وأدوات كثيرة من الخزف والمعدن والزجاج وبعض النقود العربية والصليبية وبلاطات بعض القبور ومعاصر وطواحين وبقايا هامة للقلعة الصليبية .
و فى العصر التركى (1517-1917م) ، وفى خلافة السلطان سليم الأول تم هدم الكنيسة الصليبية ونقلت حجارتها مع حجارة القلعة الواقعة بقربها الى القدس لترميم سور المدينة . أما ما تبقى من جدران الكنيسة والقلعة فقد طمرت تحت طبقة من التراب ، أزالت معالمها لمدة ثلاثة قرون .
و فى سنة 1861 م ، أشترت المركيزة بولين دى نيكولاى (مدفنها بداخل الكنيسة) ، هذه الأرض وأعطتها للآباء الفرنسيسكان ، الذين قاموا بحفريات متفرقة ، وفى هذه الفترة بنيت الكلية الحالية وبيت الضيافة (كازانوفا) ، ثم بناء الكنيسة سنة 1903 م ، فالدير سنة 1906 م ، فقبة الأجراس . وقد نشرت فى هذا الأثناء نشرات علمية متفرقة تثبت أن هذا المكان هو الذى زاره السيد المسيح ، الذى فيه بدئت قبلا والتى ألقت أضواء ساطعة على تاريخ هذا المكان المقدس .
كنيسة الصعود
" وأخرجهم خارجا الى بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم . وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد الى السماء . فسجدوا له ورجعوا الى أورشليم بفرح عظيم " (لوقا50:24) .
+ تاريخ بناء الكنيسة :
بعد أربعين يوما من قيامته ، أخذ الرب يسوع تلاميذه فوق قمة جبل الزيتون ، بالقرب من بيت عنيا ، وباركهم ثم صعد الى السماء ، وتحتفل الكنيسة بتذكار هذا الحدث فى يوم عيد الصعود . وما كان المسيحيون لينسوا مكانا تم فيه حدث كبير كهذا .. فحفظ لنا التقليد المسلم ، المكان بالضبط حيث صعد رب المجد الى الأعالى . وقد شيدت الملكة هيلانة كنيسة جميلة فى مكان الصعود ، وفى سنة 378 م ، أقيم مبنى مستدير بأمر من الأميرة الرومانية بومينية ، فى نفس المكان . الا أن الفرس هدموا الكنيسة وما حولها فى سنة 614 م . فأعاد بناؤها الراهب موديستو . وهذه الكنيسة أيضا تهدمت ، فأعاد بناؤها الصليببيون فى القرن الحادى عشر ، على شكل دائرى مثمن الأضلاع ، وسمى البناء " أمبومون" أى "على القمة" ، كان عبارة عن بهو مستدير ، وتكسو أرضيته الفسيفساء وقطع الرخام ، وقطرة يقارب 25 مترا ، ويحمل السقف والقبة ثلاثة صفوف من الأعمدة ، ذات مركز واحد ، يؤلف رواقين من الداخل وفى وسط البهو ، كانت الصخرة المباركة ، التى من فوقها أنطلق الرب يسوع الى السماء والتى آثار قدميه مطبوعة على الحجر والمذبح فوقها .
و فى سنة 1187 م ، أنتقل المكان الى أيدى المسلمين ، الذين غطوه بالقبة الحالية ، والتى تسمى "قبة الصعود" وهى الجزء المتبقى من كنيسة الصعود وتحوى داخلها الصخرة المباركة ، حتى الآن ، وما زال أثار أقدام الرب يسوع مطبوعة عليه ، والعديد من الزوار يتباركون منها . أما الساحة الكبيرة التى يحيط بها سور ، ففيها تقام عدة مذابح ، فى عشية عيد الصعود ، لكل طائفة مذبح . وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية حق اقامة مذبح والصلاة عليه ، فى عشية ويوم عيد الصعود المجيد .
__________________

This site was last updated 10/06/18