Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

العيد: الشهرى -الحصاد - الخماسين - ألأبواق - الكفارة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عيد الفصح- بيساح
عيد التجديد
عيد المظال
الملك سُليمان الحكيم
يوم السبت
أعياد اليهود
عيد الكفارة

 

 
 طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج
3- الأعياد في العهد القديم:

العيد الأسبوعي "السبت" Sabbath Day

الأصل العبري "شبت" "Shabbat" مأخوذ من الفعل "شَبَتَ" ومعناه "يتوقف" أو "يستريح".
وأصله هو من سفر التكوين حين استراح الله في اليوم السابع (تك3،2:2؛ خر9:20-11). وفي الوصايا العشر يقول الرب: "اذكر يوم السبت لتقدسه" (خر8:20)، مما يدل على أنه كان معروفًا من قبل ولكنه نُسيَ أو أهمل.
وقد كان السبت أمرًا مختصًا بشعب إسرائيل، وجزءًا هامًا من العهد الذي قطعه الله مع إسرائيل في سيناء. كما أن حفظ السبت علامة ولاء بني إسرائيل للرب (خر13:31؛ نح14:9).
* السبت في الشريعة الموسوية: (خر8:20-11؛ 27:16-29؛ 3:53؛ 14:31؛ 29:16؛ تث12:5-15؛ عد32:15-36؛ 5:35؛ أع1:12).
وقد كان اليهود يتطلعون إلى السبت بفرح وبهجة (2مل23:4؛ إش14،13:58)، وكان حرمانهم من الاحتفال بالسبت في السبي عِقابًا لهم من الله (مرا6:2؛ هو11:2).
وكان السبت يبدأ من غروب يوم الجمعة ويستمر حتى غروب السبت. قم يصل الكهنة الذين عليهم نوبة العمل في الأسبوع الجديد إلى أورشليم بعد ظهر الجمعة ليستعدوا للاحتفال بالسبت في الهيكل مع الكهنة الذين تنتهي نوبتهم. ويعلن عن الاحتفال بثلاث نفخات من أبواق الكهنة ليتوقف الكل عن العمل يُشعَل مصباح السبت، ويرتدي الكل ملابس العيد.
في هذا العمل صورة رمزية لرجال العهد الجديد (الكهنة القادمون للأسبوع الجديد)، الذين التقوا مع رجال العهد القديم يتلمسون منهم الأسفار المقدسة والنبوات والعهود وكل ميراث روحي.
مرة أخرى يضرب الكهنة بالأبواق ثلاث نفخات لإعلان بدء السبت فعلًا، ثم يلقي رؤساء العشائر القديمة قرعة لمعرفة دور كل واحد منهم في أيام الأسبوع في الخدمة.. وأول عمل يقوم به الكهنة هو تغيير خبز الوجوه الذي أُعد يوم الجمعة، ثم يقدم الكهنة الخارجون ذبيحة الصباح والجدد ذبيحة المساء. وتمارس... إلخ.
ثم أخيرًا يختتم الاحتفال بعيد السبت بترنم تسبحة موسى الواردة في (خر15) ليعلنوا أن السبت هو عبور من عبودية فرعون (إبليس) وانتصار روحي على جنوده للانطلاق خلال البرية إلى أرض الموعد أو أورشليم الجديدة.
ويُلاحَظ أن الكنيسة القبطية لم تلغ كرامة السبت باعتباره رمزًا للراحة الأبدية. ولذلك تمنع الكنيسة فيه الصوم الانقطاعي وكل تداريب التذلل (المطانيات وغيرها) بالإضافة إلى يوم الأحد.
إننا في المسيحية نكرم السبت باعتباره رمزًا، ونعيِّد الأحد لكونه حقيقة قائمة.
وقد أحاط بالمعنى الحقيقي للسبت الغموض نتيجة للكمية الضخمة من الأحكام التي وُضِعَت لحِفظه، حتى أصبح حفظ السبت سطحيًا وشكليًا. فكان لا بُدّ أن يحدث النزاع بين الرب يسوع وقادة اليهود حول السبت، وأوضح معنى السبت الحقيقي قائلًا: "السبت إنما جُعِلَ لأجل الإنسان، لا الإنسان من أجل السبت" (مر27:2). وكشف يسوع عن نفسه أنه "رب السبت" (مت1:12-6)، وقد اختار أن يُقبَر في يوم السبت ويقوم في فجر الأحد، لكي يقبر حرفية الفكر القديم، مقيمًا لنا الأحد سبتًا جديدًا فيه يتمتع الكثيرون بظهور الرب القائم من الأموات (لو34:24؛ يو11:20-18).
*****************
2) العيد الشهري New moon

ويعرف أيضًا برؤوس الشهور أو الأهله، وكان ينبه على أول كل شهر بالتبويق بأبواق الفضة  (عد10:10؛ 11:28-15)،
وفي العصور المتأخرة زادت أهمية رؤوس الشهور فكانوا يتوقفون فيها عن التجارة (هو 11:2).
 وكانت مواسم مقدسة يعيدون فيها. وكان ظهور الهلال يذكرهم بأن الله هو رب الطبيعة ومسيرها بقدرته، وهو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم (تك14:1-18)..
لقد كانت شعوب كثيرة وثنية تعيد أيضًا في رؤوس الشهور، فأراد الرب أن يصحح أخطاء هذه الشعوب (إش23:66).
وكان بنو إسرائيل يراقبون ظهور الهلال الجديد في أول كل شهر قمري، وعندما يرونه يعلنون عنه بإيقاد النار فوق الجبال والأماكن المرتفعة، كما أمرهم الرب بضرب الأبواق على الذبائح في رؤوس الشهور إعلانًا عنها واحتفالًا بها (عد10:10؛ مز4،3:81). باستثناء رأس الشهر الرابع الذي كان يُعتبر أول السنة المدنية (عيد الأبواق)، وكان يُحتفَل به احتفالًا خاصًا (لا24:23).
وقد كان القمر يشغل مكانًا هامًا في حياة اليهود لأنه هو الذي يحدد لهم مواقيتهم، لأن شهورهم كانت شهور قمرية، تُحسَب بناءً على دورة القمر. لهذا كان تحديد وقت ظهور الهلال الجديد أمرًا بالغ الأهمية..
وكان يُمتنع في العيد الشهري -كما في السبوت- القيام بأي عمل دنيوي فيما عدا تجهيز الطعام الضروري (خر16:12)، ويعملون فيها أعمالًا دينية (عد10:10× 1أخ30:23؛ 2أخ4:2؛ عز5:3؛ نح33:10؛ إش14،13:1؛ حز17:45؛ 6:46؛ هو11:2).
وكانت قرابين الرب في رأس الشهور تتضمن محرقة من ثورين من البقر كبش واحد وسبعة خراف حولية صحيحة، وذبيحة خطية تيس من الماعز، والمحرقة اليومية الدائمة صباحًا ومساءً، وما يقدمه الشعب تطوعًا من الذبائح الاختيارية.
ويقول العلامة أوريجانوس: "أي منفعة للاحتفال بعيد الهلال الجديد؟ إنه يعني اقتراب القمر من الشمس جدًا ويتحد بها. والمسيح هو شمس البر، والهلال يعني كنيسته الممتلئة من نوره، تتصل به وتتحد معه بقوة (1كو17:6).
إنها تحتفل بعيد الهلال إذ تصير جديد بتركها الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد بحسب الله في البر والقداسة والحق (أف24:4)"..
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
 طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج
4- الأعياد في العهد القديم:

3) عيد باكورة الحصاد  Feast of First Fruits

ارتبط هذا العيد بعيدي الفصح والفطير من جانب، وبعيد الخماسين من جانب آخر، إذ يُحتفَل به خلال أيام الفطير بينما يأتي عيد الخمسين بعده بسبعة أسابيع (لا15:23)، أي في اليوم الخمسين منه.
كان هذا العيد يوافق بوادر حصاد الشعير، لأنه كان ينضج قبل الغلاّت الأخرى. ومع أن الحصاد كان يبدأ بالغالب في عيد باكورة الحصاد بمدة، لكن كان عليهم أن يأخذوا حزمة من المحصول قبل أن يحصدوه. ويأتوا بها إلى الكاهن ليرددها أمام الرب حتى يكونوا مبكرين دائمًا في إكرام الرب وفي عمل الخير.. (لا10،9:23).

إن حزمة الشعر التي كانت تُقدَّم، إنما تشير إلى ربنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات.. كانت هذه الحزمة هي باكورة الحصاد، والمسيح القائم من بين الأموات هو باكورة الراقدين (1كو20:15).

كان اليوم التالي من أيام الفطير هو عيد باكورة الحصاد وفيه يأتون بحزمة أول حصاد من الشعير لترديدها أمام الرب في غد السبت بمعرفة الكاهن والسبت هو أول أيام الفطير أي كان من أيام الأسبوع (لأن السبت معناه راحة) فعند غروب الشمس في اليوم الأول من الفطير يخرج الحصادون إلى أحد الحقول ويتساءلون هل غربت الشمس فيجيب البعض منهم نعم. فيحضرون كمية من الشعير ويؤتى بها إلى الهيكل ويطحنونه عدة مرات ويؤخذ منها ويمزج بالزيت واللبان وتوضع على المذبح مع المحرقات.
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
 طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج
5- الأعياد في العهد القديم:

4) عيد الحصاد أو عيد الأسابيع أو الخماسين   Day of Pentecost

بعد الاحتفال بعيد باكورة الحصاد يستمرون في حصاد الأرض فيحصدون سبعة أسابيع كاملة وفى نهايتها يكون عيد الحصاد ويسمى عيد الأسابيع أو عيد الخماسين (عيد الخمسين) وفيه تقدم باكورة القمح رغيفين من أنقى أنواع الدقيق مع ذبائح سرور وشكر لله، وذبائح هذا العيد سبعة حملان وعجل وكبشين وخروفين ذبيحة سلامة وماعز ذبيحة خطية، ثم بعد ذلك ذبائح اختيارية من الشعب وكان هذا العيد محفل عام مقدس للرب لا يعمل فيه عمل ما يلتزم كل ذكر من إسرائيل فوق الثانية عشرة من عمره أن يحضره في أورشليم. ولابد لنا أن نعرف انه في السنة التي صلب فيها السيد المسيح له المجد، احتفل اليهود بيوم الفصح في يوم الجمعة وكان أول أيام الفطير يوم السبت ولذلك كتب يوحنا عن ذلك السبت انه كان يوم (سبتا) عظيمًا (يو 19: 31) لأنه كان علاوة على انه سبت كان أول أيام الفطير وكان غير ذلك السبت وهو ثاني أيام الفطير هو يوم باكورة الحصاد وهو بعينه يوم قيامة الرب وبعد خمسين يوما من قيامته كان عيد الخمسين لليهود وفيه اجتمعت جماهير غفيرة من اليهود لتحتفل بالعيد فحل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة ولذلك أصبح يوم الخمسين من الأعياد المسيحية.
كان يقع بعد خمسين يومًا من عيد باكورة الحصاد، يوم تقديم حزمة الترديد أمام الرب. كانت تُطلَق عليه عدة أسماء: فقد سمي بالعبرانية "هجشبعوت" (حيت كلمة "حاج" تعني عيد، و"شبعوت" تعني السبوعات أي الأسابيع). أي عيد الأسابيع (خر22:34؛ لا15:23؛ تث10:16؛ 2أخ13:8).
أما تعبير العهد الجديد "يوم الخمسين" (أع1:2؛ 16:20) فيشير إلى التحديد الحسابي لموعد العيد، فالعيد يقع يوم "البنتقسطي" أي في اليوم الخمسين بعد حصاد الشعير في يوم الفصح.
وقد كان عيد الخمسين طبقًا لتقليد الربيين في التلمود هو عيد الاحتفال السنوي بتذكار تسليم الشريعة في سيناء (عيد البهجة بالناموس).
أما بالنسبة لطقس العيد، فهم ما يتسم به هذا العيد هو صنع "رغيفين من عجيب مختمر" ومملحين (لا17:23). ويرى البعض أن "الرغيفين" يمثلان اليهود والأمم الذين تكونت فيهما كنيسة العهد الجديد (أف14:2-16).
وقد كان عيد الخمسين الذي احتفل به اليهود بعد قيامة المسيح يعتبر من وجهة نظر المسيحية عيد خمسيني لليهود، وهو في نفس الوقت أول عيد خمسيني (عنصرة) مسيحي.
لقد أصبح يوم الخمسين بعد قيامة الرب تذكارًا لحلول الروح القدس على التلاميذ في العلية في نفس يوم الخمسين اليهودي القديم، حيث يذكر سفر أعمال الرسل أنه في هذا اليوم تم هذا الحدث الجليل في تاريخ البشرية "ولما حضر يوم الخمسين.." (أع1:2).
ويرى آباء الكنيسة أن رقم 50 يرمز للغفران؛ حيث أنه يتكون من رقم 7 متضاعفًا سبع مرات مع إضافة يوم واحد.. فرقم 7 هو رقم الكمال، واليوم المضاف هو أيضًا رقم الكمال. ولكنهم يرون أن هذا اليوم المضاف هو اليوم الثامن octave الذي قام فيه المسيح، والذي يرمز أيضًا إلى القيامة في الحياة العتيدة..
والقديس إبيفانيوس أسقف قبرص يقارن بين تقديم اليهود قديمًا لباكورات ثمار حصاد حقولهم وبين تقديم المسيح جسده بدخوله إلى داخل السماء كباكورة ثمار للطبيعة البشرية المُفتداة بالصليب. وهو نفس ما يقوله القديس كيرلس الإسكندري.
ويقارن القديس يوحنا ذهبي الفم بين ما يتم في هذا اليوم حيث فيه المنجل عمله في الحصاد، وبين بدء خروج التلاميذ للكرازة بعد حلول الروح القدس عليهم.
والقديس باسيليوس رئيس أساقفة الكبادوك يربط بين يوم البنتقسطي وبين يوم الدهر الآتي الذي لا ينتهي..

*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
 طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج
6- الأعياد في العهد القديم:

5) عيد الأبواق Feast of Trumpets

هو عيد بداية السنة الدينية، في اليوم الأول من الشهر السابع المسمى أيثنيم يعتبر بداية السنة الدينية، وكان في هذا اليوم يوم استعداد لعيد الكفارة الذي يقع في اليوم العاشر من هذا الشهر
وكانوا يبوقون بالأبواق المصنوعة من قرون الكباش تذكارًا للكبش الذي ذبحه إبراهيم بدلا من اسحق  وأهم ما يمتاز به هو "الهتاف"، حيث يحتفل اليهود بالهتاف في الأبواق، لهذا دُعي "عيد الهتاف" أو "عيد الأبواق"، والكلمة العبرية "تروعة"، قد تعني إما "هتاف" الشعب، وإما "قصف" البوق، أو كليهما معًا. هذا اليوم وهو أول "تشرى" يسميه اليهود "روش هشنه" أي رأس السنة. إنه أول السنة الزمنية، يوم رأس السنة. وقد سمى في عصر الهيكل الثاني وما بعده بـ"عيد السنة الجديدة"، ويعتبر الحاخاميون هذا العيد "عيد ميلاد العام".
وكان صوت الأبواق هو عادة الإسرائيليين ليستعدوا للحضور أمام الرب لمعرفة خطاياهم وفي هذا العيد كانوا يعتكفون عن كافة الأعمال الدنيوية ويتفرغون للعبادة وتقديم الذبائح (لا 23).
وكان الكهنة هم الذين يبوقون في الأبواق في الخدمات المقدسة وفي المواسم والأعياد بالأبواق المصنوعة من الفضة، أما في عيد الكفارة فكان البوق من قرن الكبش. وكذلك في عيد الأبواق لم يكن البوق الذي يُستعمل هو البوق الفضي المنصوص عنه في (عد2:10-10)، بل "الشوفار" أي قرن الكبش (يوبل)، وهو عبارة عن قرن خروف أحيط فمه الذي نفخ فيه بالذهب. ويقولون أنه كان يذكرهم بالخروف الذي أعده الله لإبراهيم فقدمه عوضًا عن إسحق إبنه (تك13:22). وقد كان الكهنة يبوقون داخل الهيكل على الذبائح أو خارجه في باقي الأعياد والمحافل، أما عيد الأبواق فكان الكهنة يبوقون من غروب الشمس من اليوم السابق للعيد إلى شروقها. ويقول المعلمون أنهم كانوا يبوِّقون ثلاثين مرة متوالية. بل كان مُصرحًا لكل أفراد الشعب أن يبوقوا في أنحاء البلاد إعلانًا عن العيد وابتهاجًا به. إلا إذا وقع العيد في يوم السبت، فعندئذ لا يصح الهتاف بالأبواق إلا داخل الهيكل، وكان هدف الهتاف بالأبواق دعوة اليهود ليستعدوا للحضور أمام الرب، لذلك قال: "عُطْلَةٌ، تَذْكَارُ هُتَافِ الْبُوقِ، مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ" (سفر اللاويين 23: 24).
أما غاية هذا العيد فهو:
1- بدء السنة الجديدة، وكأنه عيد رأس السنة.
2- تقديس العام كله بكونه الشهر السابع (دينيًا) هو بكر الشهور، فيه تُقام أعظم الأعياد.
3- يرى البعض في هذا العيد إعدادًا للشعب للاحتفال بعيد الكفارة في منتصف الشهر حين يبلغ القمر كماله، فتنعم الكنيسة بكمالها خلال كفارة الصليب.
4- تذكار الشريعة التي رافقتها أصوات الرعود والبروق.
وكانوا يقدمون في هذا العيد محرقة الصباح ومحرقة المساء الدائمة، وقرابين رأس الشهر (الهلال) عبارة عن محرقة من ثورين وكبش وسبعة خراف حولية وتقدمتها والسكيب، وذبيحة خطية تيس من الماعز، ومحرقة ثور وكبش وسبع خراف حولية، وذبيحة خطية تيس من الماعز خاصة بالعيد.
هذه الأبواق كانت ترمز للبوق الأخير في القيامة العامة (مت31:24)، وكذلك عندما يبوق الملائكة في مجيء المسيح الثاني (1كو52:15).. فقد كان هذا العيد يرمز إلى نهاية العالم.
وكما كان صوت البوق في القديم يدعو الشعب أمام الرب عند باب خيمة الاجتماع، هكذا مختاروه سيُجمعون بصوت البوق في يوم ظهور الرب (مت31:24؛ 1تس16:4؛ رؤ2:8).

*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
 
عيد المظال Feast of Tabernacles

هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى التي كان يجب فيها على كل ذكر في إسرائيل أن يتراءى أمام الرب في الموضع الذي يختاره (تث16:16)، ويُعرَف بالعبرانية "سُّكُّوت"، وإشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالًا أثناء مدة العبادة (لا40:23-42).
وكانت هذه المظال تُنصَب بعد تشييد الهيكل في أورشليم في ساحات المدينة وعلى سطوح البيوت وأفنيتها وفي دور أورشليم (نح16:8)، وعلى الحبال المجاورة لأورشليم. وهي مصنوعة من الأشجار الخضراء الكثيفة وعلى كونه زراعيًا في الأصل والجوهر (لا39:23)، فقد اختلط بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال في البرية (لا43:23؛ عد12:29-38؛ هو9:12).
كان هذا العيد يستغرق سبعة أيام مع يوم أخير راحة ويُسمى العظيم من العيد (يو37:7). تبدأ في الخامس عشر من شهر "ايثانيم" الموافق "تشرى"، وهو الشهر السابع من شهور السنة الدينية، أي بعد عيد الكفارة بأربعة أيام. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
ومن أهم سماته اتسامه بالفرح الشديد، فقد عُرف هذا العيد بكثرة الذبائح والعطايا من الأغنياء للفقراء ليفرح الكل (تث14:16). وكذلك السُكنى في المظال لمدة سبعة أيام يليها اليوم الثامن الذي يُحسَب عيدًا مستقلًا بذاته له طقسه الخاص به ذبائحه ولا يبقى الشعب في المظال فيه. وكان يتم فيه سكب الماء والإنارة وترنم مزامير الهليل (مزمور 113-118).
ومن الجدير بالذكر أن عدد الذبائح التي تقدم في هذا العيد أكثر منها في أي عيد آخر، إذ كان يبلغ عددها 189 ذبيحة خلال الأيام السبعة (عد12:29-40).
وقد تحقق هذا العيد في صورة أكمل وأعمق في العهد الجديد، حين تجلى السيد المسيح على جبل تابور أمام ثلاثة من تلاميذه، وإذ رأى بطرس الرسول الحصاد الحقيقي قد تم إذ ظهر السيد المسيح في بهاءه وحوله موسى وإيليا، اشتهى أن يقيم عيد مظال لا ينقطع، سائلًا السيد المسيح أن يصنع ثلاث مظال، واحدة للمسيح وأخرى لموسى النبي وثالثة لإيليا، ليبقى التلاميذ في هذا العيد أبديًا (مت6:17). لكن السيد المسيح أرسل مظلة سماوية من عندياته هي "سحابة منيرة ظللتهم" لكي يسحب قلب التلاميذ إلى العيد الأخروي حين يأتي السيد على السحاب لا ليقيم لهم مظال أرضية، بل ليدخل بهم إلى حضن أبيه.. وقد دعي رب المجد الحياة الأبدية "المظال الأبدية" (يو9:16).
ويؤكد وصف زكريا النبي لليوم الأخير واهتداء كل الأمم ارتباطه بعيد المظال "ويكون أن كل الباقي من جميع الأمم الذين جاءوا على أورشليم، يصعدن من سنة إلى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود، وليُعيِّدوا عيد المظال" (زك16:14).. ويؤيد ما جاء في سفر الرؤيا عن المتسربلين بثيابٍ بيض وفي أيديهم سعف النخل، أن عيد المظال يرمز إلى نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني: "بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعِدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف". (رؤ10،9:7).
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
سنة العطلة Sabbatical Year – Year of Release:

اهتم الله بحفظ الإنسان للسبت لتقديس كل بقية أيام الأسبوع، وبنفس الفكر اهتم بحفظ سبت السنوات أي السنة السبتية أو السنة السابعة، إذ كانت تُسمى "سبت الأرض" (لا6:25). وقد دعا الوحي السنة السبتية بأربعة ألقاب: "راحة الراحة الكاملة" Shebath Shabbathon أو سبت عطلة (لا4:25)، و"سنة الراحة"، و"عتق" Shenittah (تث9،2،1:15)، و"السنة السابعة" (تث15:9).
أما غايتها فهي إراحة الأرض (لا1:25-7)، وفرصة ليحصل الفقراء على حاجتهم من الطعام (خر11،10:23)، وكانت تُلغى فيها الديون (تث1:15-6؛ 10:31)، وكانت روحيًا سنة راحة من العمل اليومي للانشغال بالعمل الروحي. وكان يتم فيها كذلك إطلاق العبد العبراني حرًا (تث13:15-17).
وكانت السنة السبتية تعتبر درسًا عمليًا في الإيمان أن الله يبارك في إمكانياتهم ويشبعهم، وأن سر البركة لا في كثرة العمل وإنما في رضا الله..
*******************
سنة اليوبيل Jubilee:

في العبرانية "يوبل" Yovel، وترجع إلى كلمة "يبل" بمعنى الكبش وقرن الكبش، وكل قرن يُنفَخ فيه. وسميت بهذا الاسم لأن إعلان بدئها كان بالنفخ في بوق مصنوع من قرن الكبش؛ وذلك في اليوم العاشر من الشهر السابع "تشري" أي في عيد الكفارة بعد الانتهاء من مراسيم الكفارة.
وكما يقدس الإنسان اليوم السابع ليبارك الرب كل أيام الأسبوع، والشهر السابع ليبارك كل الشهور، والسنة السابعة ليبارك الست سنوات الأخرى، فإنه يقدس أيضًا السنة الخمسين، التي تأتي كسبت لكل وحدة تتكون من سبع سنوات، وهي سبت أسابيع السنين، لذلك يعتبر هذا العيد "اليوبيل" هو كمال النظام السبتي، وضعه الرب لشعبه وكانت تقع كل خمسين سنة.
وقد ذكر هذا العيد في مواضع أخرى في الكتاب المقدس (لا17:27؛ عد4:36؛ حز17:46). ولقد كانت سنة اليوبيل سنة راحة (لا25:11)..
إن كان الله يطالبنا بالعمل لكننا في العمل إنما نتكئ على بركة الرب نفسه واهب الخيرات. وكون الاحتفال يبدأ على أثر يوم الكفارة العظيم، فهذا له مغزى عظيم إذ أنهم بعد أن تحققوا أن الله غفر لهم خطاياهم وأبرأهم من ديونهم يأخذون في إبراء مدينهم مما لهم عليه من الدين. ويبدو أن التشريع المتعلق بسنة اليوبيل، لم يمارس بالدقة والكيفية التي ذُكِرَ فيها في (لا8:25-22؛ إر13:34-17).
لقد كانت سنة اليوبيل رمزًا إلى شريعة المسيح التي حررتنا من عبودية الجهل ورد إلينا ميراثنا السمائي.

*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
عيد الفوريم Feast of Purim:

هو العيد الذي أوجبت أستير الملكة ومردخاي اليهودي، أن يعيِّده جميع اليهود في كل مكان تذكارًا لإنقاذ الرب لهم من مؤامرة هامان بن همداثا الأجاجي، في فترة حكم الملك أحشويروش والسماح لليهود أن يقتلوا أعدائهم (راجع سفر أستير). من ثم قرروا الاحتفال سنويًا بذكرى اليومين الذين انتهت فيهما المذبحة التي حدثت، وهما يوافقان الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار (شهر مارس)، وأطلقوا عليهما اسم "الفوريم"، وهي كلمة عبرية في صيغة الجمع مفردها "فور" أي "القرعة" مشيرين إلى القرعة التي ألقاها هامان لتحديد اليوم الذي يهلك فيه اليهود. فقط تحولت لهم من أيام "حزن إلى فرح ومن نوح إلى يوم طيب، ليجعلوها أيام شرب وفرح وإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه وعطايا للفقراء" (أس22:9).
ومنذ إنشاء هذا العيد أصبح اليهود يحتفلون به كل عام، وكانوا يسمونه "يوم مردخاى" (2مك37:15)، وكانوا يصومون طوال اليوم الثالث عشر من شهر أذار ثم في مساء ذلك اليوم (أول اليوم الرابع عشر) كانوا يجتمعون في المجمع، وبعد خدمة الصلاة المسائية كانوا يقرأون سفر أستير حتى إذا وصلوا إلى اسم "هامان" كان جمهور المصلين يصرخون "ليُمحَ اسمه" أو "سيبلى اسم الشرير" بينما يخشخش الأطفال بخشخيشات في أيديهم، ثم يتلون أسماء أبناء هامان العشرة بسرعة شديدة في نفس واحد للدلالة أنهم صلبوا في وقت واحد، وفي اليوم التالي كان الشعب يعود إلى المجمع لإتمام فرائض العيد الدينية.
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
عيد التجديد Fest of Dedication:

واسمه بالعبرية "حنُّوكا" Hanukkah والتي تعني "التدشين" (أي المسح بالزيت) لذلك دُعي أيضًا "عيد التدشين"، وباليونانية Egkainia أي التجديد.
ويأتي ذكره في سفر المكابيين الثاني (2مك1:10-8)، وهو خاص بذكرى انتصارات المكابيين لمدة ثلاثة سنوات (16-164 ق.م.) إذ كان أنطيوكس ملك سوريا قد هاجَم اليهودية ودخل هيكل أورشليم وأشاع فيه الخراب ونهب نفائسه وفرض الديانة اليونانية على الشعب اليهودي، فاعتنقها كثيرون منهم وقد تمرد متاتيا وخرج مع أبنائه إلى الجبال وأعلن الحرب على انطيوكس. فلما مات خلفه في زعامة المتمردين ابنه يهوذا الملقب بـ"المكابي". وقد ظل هذا يقاتل حتى استطاع الاستيلاء على أورشليم، وهناك وجد الهيكل وقد التهمت النار معظمه ونجَّسوا مذبح المحرقة بإقامة صنم بعل "شاميم"، وإذ لم يجد يهوذا وسيلة إلى تطهير حجارته من الدنس الذي لحق به حسب الشريعة اليهودية هدمها وجاء بحجارة جديدة وأعاد بناء المذبح من جديد وقام بتطهير الهيكل.
وقد "أتموا تدشين المذبح في ثمانية أيام، وقدموا المحرقات بفرح وذبحوا ذبيحة السلامة والحمد. وزينوا وجه الهيكل بأكاليل من الذهب وتروس ودشنوا الأبواب والغرفات وجعلوا لها مصاريع.. ورسم يهوذا وأخوته وجماعة إسرائيل كلها أن يُعيَّد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية أيام؛ من اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو بسرور وابتهاج" (1مك56:4-61). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) "كما في عيد المظال.. ولذلك سبحوا لمن يسر تطهير هيكله وفي أيديهم غصون ذات أوراق وأفنان خضر و سعف" (2مك7،6:10). ويسميه يوسيفيوس "عيد الأنوار" إذا كانت تُضاء الأنوار في البيوت والمجامع والشوارع، بينما كان اليهود يطلقون عليه اسم "عيد المكابيين"، ويذكره التلمود كذلك باسم "عيد النور". وكان نظام الإنارة يبدأ بوضع نور واحد في اليوم الأول، ثم يضيفون إليه نورًا آخرًا كل يوم حتى الثمانية الأيام.
كان اليهود يعتبرون هذا العيد من أهم وأعظم أعيادهم، وكانوا يجعلون له من أسباب البهجة ما كانوا يجعلون لعيدي الفصح والمظال، معتبرين أن تجديد الهيكل هو إعادة عودتهم تحت مظلة (خيمة الله)، أو ود حلول الله وسطهم، كما في أول خيمة في البرية وفي تدشين هيكل سليمان حينما حل الله ببهائه وملأ الخيمة أو الهيكل. وهذا في الحقيقة كان رمز مجيء الرب بالفعل وحلوله وسط إسرائيل "عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا" (مت23:1).
وجاء ذكر "عيد التجديد" في العهد الجديد كذلك في (يو22:10)، أما العلاقة بين تعالم الرب وبين طقوس هذا العيد ومعناه، فكانت تتركز في الربط بين آمال اليهود الملتهبة التي تثيرها ذكر انتصارات المكابيين وتخليص الأمة اليهودية من أعدائها، وبين موضوع الخلاص الذي ينادي به المسيح كقائد النور والخلاص الأبدي الذي خلَّص خرافه ودشَّن هيكله بدمه.
وحينما كان يُفتَح باب الخراف في الهيكل لتدخل خراف العيد للذبائح اليومية، وقف المسيح يقول: "أنا هو باب الخراف" (يو7:10) للهيكل الجديد، "كما هو مكتوب أننا من أجلك نُمات كل النهار، قد حُسِبنا مثل غنم للذبح" (رو36:8).
ولا يزال اليهود يحتفلون بهذا العيد حتى اليوم، فتجتمع الأسرة حول الأب وهو يوقد الشموع مع صلاة شكر لله على تحريره لشعبه من الاضطهاد والجور، وتوزع الهدايا والعطايا للأطفال.
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا

 

This site was last updated 03/24/14