Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
هِدَايَةِ المؤمنين الفاتحة والبقرة
هدَايَةِ المؤمنين  باقى سورة البقرة
هدَايَةِ المؤمنين  باقى سورة البقرةج2
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة3
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة4
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة4
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة6
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة7
هِدَايَةِ المؤمنين باقى سورة البقرة8
هِدَايَةِ المؤمنين سورة آل عِمران1
هِدَايَةِ المؤمنين سورة آل عِمران2
Untitled 2350
Untitled 2351
Untitled 2352
Untitled 2353
Untitled 2354
Untitled 2355

الله ليس إله المسيحية واليهودية

سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين العدد الرابع

 تعليقات على سورة الفاتحة & تعليقات على سورة البقرة

*************************

نرجو من القراء قطع هذا الجزء من هذا العدد والأعداد التالية والإحتفاظ به هذا الكتاب للمؤمنين والمؤمنات بالرب المبارك العظيم الحكيم طبع بمصر سنة 1900م وكتبه المستشرقين وقد كان فى أربعة أجزاء ثم زيد إلى ستة ولكن اليوم آلاف من الأبحاث حول القرآن موجودة فى شبكة الإنترنت وقد كتب هذا الكتاب ليعرفوا شيئاً عن الدين الإسلامي والقرآن . وليس هدفنا الهجوم بل الرد على هجومات المسلمين على كتاب الله والإيمان الحقيقي المستمر لمئات السنين بدء من رموزهم قديما إلى من يمولهم من دول وهيئات إسلامية .... حديثاً فنفحص كل شيء ونتمسك بالحسن فنكون أفضل استعداداً لتقديم كلمة الله المقدسة كما جاءت في إعلان يسوع المسيح، ولنعطي جواباً حكيماً لكل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا بوداعة وصدق مبيني في نفس الوقت ضلال وهلاك كل من ضل عن الإيمان المقدس أما مادة هذا الكتاب وهي ردٌّ على الهجومات الموجَّهة ضد المسيحية، واعتمدنا في كتابنا هذا على أمهات كتبهم وشراوحاتهم المعتبرة سنة وشيعة.
*************************

تعليقات على سورة الفاتحة (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ .
(1) يقول المسلمون إنّ القرآن هو كلام الله، نزَّله على محمد. فهل يقول الله: إيّاك نعبد، وإيّاك نستعين؟ وهل يطلب الله من نفسه، ولنفسه، أن يهتدي للصراط المستقيم؟ ولمن يوجّه الله هذا الدعاء؟
ألا يعني هذا أنّ الفاتحة هي كلام محمد ودعاؤه إلى الله طالباً الهداية؟
(2) وألم يكن أكثر بلاغة أن يدعو: بك نستعين من أن يقول: وإيّاك نستعين ؟
(3) قال مفسّرو المسلمين إنّ المغضوب عليهم هم اليهود وإنّ الضالين هم النصارى. فكيف يصحّ هذا التفسير أو يتفق مع القرآن نفسه حيث يقول عن اليهودإنّعندهم التوراة فيها حكم الله وفيها هدى ونور (المائدة 5: 43 ، 44) والنصارى عندهم الإنجيل فيه هدى ونور (المائدة 5:46).
أليس من الأنسب أن يكون المغضوب عليهم والضالون هم المنافقين والكافرين؟

********************
تعليقات على سورة البقرة (2)
قالوا: آمنا  “وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ; (آية 14).
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفرٌ من أصحاب محمد. فقال عبد الله بن أُبيّ لأصحابه: انظروا كيف أردُّ هؤلاء السفهاء عنكم؟ فذهب فأخذ بيد أبي بكر وقال: مرحباً بالصديق سيد بني تميم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله له . ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب، الفاروق، القوي في دين الله ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه . فقال له علي: اتقِ الله يا عبد الله، ولا تنافق، فإن المنافقين شرّ خليقة الله . فقال: مهلاً يا أبا الحسن، إني لا أقول هذا نفاقاً. والله إن إيماننا كإيمانكم، وتصديقنا كتصديقكم . ثم تفرّقوا. فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فأثنوا عليه خيراً. فقوله شياطينهم أي رؤساؤهم وكهنتهم (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول 2: 14).
ولا حاجة لوحيٍ في هذه العبارة، فهي تورد ما قالوه وتشرح حالهم، ويمكن لأي إنسان أن يصف حال أولئك المنافقين بمثل هذه العبارة القرآنية.
فإذا قيل إن في إسناد هذا الحديث كذاب هو السدي الصغير، وواهٍ هو أبو صالح، قلنا إن جميع كتب الحديث بما في ذلك البخاري ومسلم مطعونٌ فيها. واقرأ إن شئت طبقات المدلِّسين للسيوطي و الضعفاء والمتروكون للنَّسائي.

******
ما هو الرعد؟
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ; (آية 19).
قال محمد بن مسلم الطائفي: بلغني أن البرق مَلَكٌ له أربعة أوجه: وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد. فإذا رفرف بجناحيه فذلك البرق (تفسير الطبري لهذه الآية).
وقال ابن عباس إن الرعد مَلَكٌ من السماء معه مخاريقٌ من نار يسوق بها السحاب. وإذا ضرب السحاب أضاء، فذلك البرق (سنن الترمذي: كتاب تفسير القرآن في الرعد 13).
هذا هو تفسيرهم وكلام علمائهم، وهو ليس بحاجة إلى أي تعليق. فالقرآن والمفسرون، يخترعون غير ما يقوله الله، وما يرفضه العقل السليم.

*******
سورة من مثله:
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَّزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ; (آية 23).
قال قسّ بن ساعدة أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى. ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً، وأطول آجالاً؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله. فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية (راجع ترجمة قس بن ساعدة في شعراء النصرانية قبل الإسلام، والبداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ الطبري، والكامل في التاريخ لابن الأثير).
لقد جاء القرآن بنفس نظم قس بن ساعدة، وقسُّ هذا سابقٌ للقرآن. وقد أورد ابن كثير أن محمداً كان يطلب من أبي بكر أن يُسمعه أشعار قس (البداية والنهاية ترجمة قس بن ساعدة).
وهناك العديد ممّن حاكوا القرآن بعده، أمثال المختار بن عبيد، والمعرّي، وابن المقفع وغيرهم. وممن كانوا قبل الإسلام: أمية بن أبي الصلت وورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل (راجع ترجماتهم في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي).
بعوضة فما فوقها:
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلَاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ; (آية 26).
(1) لما ضرب محمدٌ المَثَل بالذباب والعنكبوت، وذكر النحل والنمل، قال المعارضون: ما أراد الله بذكر هذه الأشياء الخسيسة! إننا لا نعبد إلهاً يذكر هذه الأشياء . فقال محمد: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً . فأجابهم من جنس أقوالهم، ولم يأتِ بجديد!
(2) كان ينبغي أن يقول بعوضة فما تحتها لا بعوضة فما فوقها فما تحتها هو الصحيح في مثل هذا الموقف. وقد حاول علماء المسلمين تفسير هذا، فقالوا فما فوقها أي دونها في الصِّغر!! (الطبري في تفسير البقرة 2: 26).

******
اعتراض الملائكة على الله:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ َوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ; (آية 30).
(1) تقول هذه العبارة إن الله استشار الملائكة قبل خَلْق آدم فاعترضوا عليه، وهو غير معقول! فإن الله غنيٌّ عن ذلك. ; يَا لَعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ . لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الْأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الْأَبَدِ ; (رومية 11: 33-36) فالله غني عن الاستشارة، لأنه عالم بكل شيء.
(2) يعلّمنا كتاب الله أن الملائكة هم خدامه المعصومون عن الخطأ والزلل. أما عبارة القرآن فتفيد أن الملائكة اقترفوا أربع معاصٍ: (أ) أنهم اقترفوا الغَيْبة في حق من يجعله الله خليفةً بأن ذكروا عيوبه. (ب) في كلامهم العُجب وذكر محاسن النفس. (ج) قالوا ما قالوه من نسبة الإفساد والسفك رجماً بالظن، وإلا شاركوا الله في علم الغيب.
(4) فيه إنكار على الله فيما يفعله وهو من أعظم المعاصي (الرازي في تفسير البقرة 2: 30).
ولما رأى علماء المسلمين هذا الخطأ في القرآن قسّموا الملائكة إلى قسمين، قسم في السماء وقسم في الأرض، وقالوا إن الذي في الأرض هم الجن وهم أفسدوا. فإذا سلّمنا بصدق قولهم، فلا يصح أن الله يستشيرهم.
ولما رأوا أنه لا يجوز أن يتصف الملائكة بعلم الغيب، قالوا إن الله أخبرهم بما سيكون من بني آدم من سفك الدماء، أو إنهم لما رأوا أن آدم خُلق من أخلاط مركّبة علموا أنه يكون فيه الحقد والغضب، ومنهما يتولد الفساد وسفك الدماء. مع أن التوراة تخبرنا أن الله خلق آدم في البر والطهارة والقداسة منزَّهاً عن الحقد وباقي الرذائل.

******
سجود الملائكة لآدم:
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّاشّمَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّاّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ; (آيات 31 - 34).
وورد في الأعراف 7: 11 - 13 “ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّاَ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا .
وورد أيضاً في الحِجْر 15: 28 - 33 “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ ; وكذلك ورد في الإسراء 17: 61 أن الملائكة سجدوا لآدم إلا إبليس.
(1) فنسب لله تعجيز الملائكة بطريق الاحتيال. ففي مبدأ الأمر علّم آدم الأسماء، ثم عرضهم على الملائكة فعجزوا عن التسمية، واعترفوا بالعجز.
(2) أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم، وحاشا لله أن يأمر بالسجود لغير ذاته. قال في التوراة: لا تسجد لإلهٍ آخر، لأن الرب اسمه غيور. إله غيور هو (خروج 34: 14).
(3) ولما استقبح علماء الإسلام ذلك قالوا إن سجود الملائكة كان لله، وآدم كان كالقِبلة لهم. ولكن هذا يشبه سلوك بني إسرائيل، لما عبدوا العجل وقالوا: إننا نعبد الله الذي يشير العجل إليه!
واعتذروا عن ذلك أيضاً بقولهم إن هذا سجود تكرمة وتفضيل، أو إنه امتحان للملائكة ليُظهر تواضعهم. ولكن حاشا لله أن يجعل له شريكاً في مُلكه لابتلاء الملائكة.
وأقام بعض علماء المسلمين أدلة عقلية ونقلية على أفضلية الملائكة على الأنبياء، ولكننا نقول: إن الملائكة أفضل من البشر، بالنظر إلى تمتعهم بمشاهدة أنوار القداسة الإلهية، ولأنهم في السماء محل الطهارة والقداسة. ولكن الذي خلُص بالفداء بالمسيح هو أفضل، لأن الله يدعوه ابناً له. وعلى كل حال فإذا كان البشر أفضل من الملائكة، أو أقل منهم درجة، فلا يجوز السجود لغير الله، ولا يصح أن يسجد الملائكة لآدم لأنهم أقل منه درجة، كما لا يجوز لآدم ولا لأحدٍ من ذريته أن يسجد للملائكة حتى لو كانوا أفضل منه.
فتلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ:
“فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ; (آية 37)
تُرى ما هي تلك الكلمات التي تلقّاها آدم من ربِّه بعد أن أزلَّه الشيطان فأخرجه مما كان فيه؟ حسناً نصح القرآن اصحابه: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالّزُبُرِ ; (النحل 16: 43 ، 44) فإن هذه الكلمات لم ترِد في القرآن، بل جاءت في زبُر (كتب) الأوَّلين، فقد جاء في التكوين 3: 15 أنه بعد سقوط آدم وحواء وعَدَهما الله بمجيء المسيح المخلِّص ودعاه نسل المرأة الذي يسحق رأس الحيَّة. هو المسيح ابن مريم الذي لم يسحق شخصٌ سواه رأسَ الحية (إبليس) فهو الوحيد الذي لم يخطئ أبداً. وفي المسيح نجد رحمة الله على العالمين، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم (متى 1: 21).
(انظر تعليقنا على الأعراف 7: 26)

********
بنو إسرائيل والصاعقة:
“وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَحَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ; (آيات 55 - 57).
قال مفسرو المسلمين إن السبعين الذين اختارهم موسى للميقات هم الذين طلبوه. وقيل: عشرة آلاف من قوم موسى هم الذين طلبوا ذلك. وقيل: جاءت نار من السماء أحرقتهم، وقيل: صيحة، وقيل: جنود سمعوا بحسيسها فخرّوا صعقين ميتين يوماً وليلة، ثم بعثهم المولى وسخّر لهم السحاب يظلّلهم من الشمس حين كانوا في التيه. وكذلك ورد في النساء 4: 153 “أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ .
ومن طالع التوراة ظهر له أنه لم يطلب أحد من بني إسرائيل أن يرى الله جهرة، بل بالعكس طلبوا من موسى أن يكلّم هو الله، وأن يأذن لهم بأن يقفوا على بُعد لئلا يموتوا (خروج 20: 18 21) وقد استحسن الله طلبهم (تثنية 5: 23 32). ولكن القرآن قال إنهم علّقوا إيمانهم على هذه الرؤيا.
أما السبعون شخصاً المُشار إليهم في تفاسيرهم، فلم يطلب أحدٌ منهم أن يرى الله جهرة، بل إن الله هو الذي طلب من موسى أن يصعد إليه مع هارون وناداب وأبيهو وسبعين من شيوخ إسرائيل ليسجدوا من بعيد، ويقترب موسى وحده إلى الرب، فامتثلوا للأمر (خروج 24: 1 - 18).
فهنا أربعة أخطاء: (1) لم يطلب أحدٌ من بني إسرائيل أن يرى الله جهرة. (2) لم يمت أحد منهم بالصاعقة. (3) لم يبعث الله أحداً من الموت. (4) قالوا كان يظللهم بسحاب في التيه من الشمس، والتوراة تعلّمنا أن الله كان يهديهم في رحلاتهم بعمود سحابٍ في النهار وعمود نارٍ في الليل (خروج 40: 35 - 38 ومزمور 78: 14).

*******
موسى والصخرة:
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ; (آية 60).
وورد في الأعراف 7: 160 “وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَا نْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً .
قال المفسرون إنه كان حجراً طورياً مكعباً حمله معه، وكانت تنبع من كل وجه ثلاث أعين، تسيل كل عين في جدول إلى سبط، وكانوا 600 ألف، وسعة المعسكر 12 ميلاً. أو كان حجراً أهبطه آدم من الجنة ووقع إلى شُعيب، فأعطاه لموسى مع العصا، أو كان الحجر الذي فرّ بثوبه لما وضعه عليه ليغتسل وبرّأه الله به عما رموه به من الادرة، فأشار إليه جبريل بحمله. وقيل كان الحجر من رخام، وكان ذراعاً في ذراع، والعصا عشرة أذرع في طول موسى من آس الجنة، وله شُعبتان تتقدان في الظلمة (الجلالين وابن كثير على البقرة 2: 60).
ففي عبارة القرآن خطئان: (1) قوله إن موسى ضرب الحجر، والصواب أن الصخرة انفجرت ماءً. ولكن كان يوجد في إيليم 12 عيناً طبيعية. وتقول التوراة في خروج 15: 27 ثم جاء بنو إسرائيل إلى إيليم، وهناك 12 عين ماء و70 نخلة. فنزلوا هناك عند الماء. ثم ارتحلوا من إيليم إلى برية سين، وهي بين إيليم وسينا، ومنها سافروا إلى رفيديم. وهناك ضرب موسى الصخرة في حوريب . فخلط محمد بين ال 12 عيناً الموجودة في إيليم وبين الصخرة التي في حوريب.
وما أكبر الفرق بين عبارة التوراة التي ذكرت الأمكنة التي سافروا إليها بالتفصيل، وما ذكره علماء المسلمين عن هذا الحجر المذكور في القرآن!

********
الصابئون:
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَِّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ; (آية 62).
(1) قال سليمان: سألتُ محمداً عن أهل دينٍ كنت معهم، فذكرتُ من صلاتهم وعبادتهم. فقال محمد هذه العبارة المذكورة. ورُوي أنه لما قصّ سليمان على محمد قصة أصحابه، قال: هم في النار. فأظلمت عليه الأرض. ثم أورد بعد ذلك قوله إن الذين آمنوا.. إلى قوله ولا هم يحزنون . قال: فكأنما كُشف عني جبل (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول البقرة 2: 62).
فكان محمد يراعي ظروف الأحوال، ويجتهد في إرضاء الناس ومراعاة خواطرهم، فلا يصحّ أن يكون الوحي بهذه الصفة، بل أن هذا القول جدير بأن يلحق بالسياسة لا بالدين. أما أنبياء الله الصادقون فهم الذين يعلنون الحق ولا يتراجعون عنه مهما كانت الأسباب البشرية، لأن روح الله يتكلم فيهم.
(2) وردت هذه الآية مرة أخرى صحيحة لغوياً في الحج 22: 17 ووردت مرة ثالثة خاطئة لغوياً في المائدة 5: 69 حيث تقول: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ; (وصحتها: والصابئين) .
مسخ بعض اليهود قردة وخنازير:
“وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ; (آية 65).
وورد في المائدة 5: 60 “وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ; وورد في الأعراف 7: 163 “وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ “وفي عدد 166 “فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
قال المفسرون إن بني إسرائيل كانوا بقرية بأرض أيلة، وحرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت. فكان إذ دخل يوم السبت لم يبق حوت في البحر إلا اجتمع هناك، حتى لا يُرى الماء من كثرتها. فإذا مضى السبت تفرّقت الحيتان ولزمت قعر البحر فذلك معنى قوله إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم . فوسوس لهم الشيطان: أن اصطادوا يوم السبت، فاصطادوا وملّحوا وأكلوا وباعوا واشتروا، فمسخهم الله وجعلهم قردةً وخنازير (القرطبي في تفسير البقرة 65).
وحاشا لله أن يجرّب عباده على اقتراف المنكر، ويجعل الحيتان تأتي يوم السبت ولا تظهر في باقي الأيام. قال الإنجيل: إن الله لا يجرّب أحداً بالشرور، ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. (يعقوب 1: 13 ، 14) ومما يدل على ذلك أن الله لما أمطر على بني إسرائيل المن، أمرهم أن يلتقطوا يوم الجمعة ما يكفيهم ليوم السبت، لأنه حجب نزول المن يوم السبت (خروج 16).

This site was last updated 02/03/14