سَــــــدوم : اللغة الإنجليزية: Sodom - اللغة العبرية: סְדוֹם - اللغة اليونانية: Σόδομα.
سَــــــدوم المحترقة بالنـــار
إحدى مدن السهل الخمسة التي أحرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها العظيمة (تكوين 19: 24) وعندما تزور منطقة سدوم سترى آثار كرات من الكبريت النقى 90% التى نزلت من السماء مشتعله بعضها سليم عليه آثار النار والبعض منصهر تماما والبعض ما زال بقاياه بعد إصطدمه بجدران المدينة والأرض ومن شدة حرارة الكبريت تحول الحجارة التى حوله إلى حجر منصهر وقد ورد ذكر سدوم للمرة الأولى في التوراة في الحديث عن حدود أرض كنعان (تكوين 10: 19) ثم اختارها لوط مدينة للسكن بعد انفصاله عن إبراهيم لمعرفته بخصب أرضها وسهولة الري فيها (تكوين 13: 10).
وهاجم كدرلعومر وحلفاؤه وهزمها فأسرع إبراهيم ورجاله وردّوا الغنيمة المسلوبة (تكوين 14) ولكن لوط عاد وسكن في سدوم، وعاودت سدوم سيرتها الأولى في الشر والبعد عن الله، فأرسل الله نارًا من السماء فأحرقتها (تكوين 19). ولم ينجِ منها سوى لوط وابنتيه.
وقد صارت خطيئة سدوم مضرب الأمثال، وكذلك صار مصيرها (طالع متى 10: 15 ويهوذا 7 ورؤيا 11: 8) كما أن خطيئة "السدومية" أو الشذوذ الجنسي أخذت اسمها من سدوم (تكوين 19: 5)
سدوم وعمورة: لماذا هُدِما؟
تعد سدوم وعمورة منطقتين معروفتين جيداً في الكتاب المقدس. كانت سدوم هي المكان الذي اختاره لوط، أخو إبراهيم، في البداية ليعيش فيه وبخصوص المنطقة، يخبرنا عنها سفر التكوين 13: 10 بأن "جَمِيعَهَا سَقْيٌ..... كَجَنَّةِ الرَّبِّ.". من الواضح أنها كانت أرض غنية وخصبة للغاية. وكان سكانها في الغالب أغنياء ومستوى رفاهيتهم مرتفعاً مقارنة بالمناطق الأخرى. لم يكن لديهم نقص في الطعام والشراب إذ أن أراضيهم كانت خصبة وماءها وفير. كانت تلك الصفات هي ما جذب لوط وجعلته يختار هذا المكان ليسكنه. وكما يخبرنا سفر التكوين 13: 10: "رَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى"، صانعاً اختياره حسبما رأى. ومع ذلك، فما قد نراه "برفع أعيننا"، وعلى الرغم من أنه قد يبدو ممتازاً، إلا أنه حقاً لا يكون هو ما يراه الرب بعينيه (صموئيل الأولى 16: 7). وبالفعل، فما رآه لوط كان مختلف تماماً عن ما رآه الرب بالنظر في قلوب الناس الساكنين هذه الأرض. وحقاً نقرأ في سفر (التكوين 13: 13) " وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا." وعلى الرغم من أن ما رآه لوط كان أرضاً خصبة إلى أبعد حد، إلا أن ما رآه الرب كان أرضاً قذرة إلى أبعد حد. كما يقول في (تكوين 18: 20) " وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا." وفي النهاية، بعدما أنقذ الرب لوط، دمر سدوم وعمورة. وبينما كان لوط راحلاً عن سدوم، كانت نصيحة الرب على عكس ما صنعه في البداية تماماً: (تكوين 19: 17)
" وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ [ملاك الرب] قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ..."عندما اختار لوط سدوم ليسكنها، اختار بعدما "رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَرَأَى". والآن عليه أن يهرب "ولا ينظر إلى ورائه". وبعدما غادر لوط دمر الله المنطقة.
*****************
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
(2) نظرة كتابية وتاريخية - الكاتب : سانت باتريشيا - منتديات القمص عبد المسيح بسيط