Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

الإسلام لم ينشأ بمكة

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

وكتب الأستاذ / فيصل البيطار فى موقع الحوار المتمدن- العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 الإلكترونى مقالة عن "آراء حول نشوء الإسلام 1" وضعناها فى فقرات بعنوابن مع مصادر أخرى :

**

قبلة المسلمين لم تكن بإتجاة مكة بل فى البتراء الأردنية 
حرق الكتب والمخطوطات بحرق مكتبة الإسكندرية ومكتبة فارس وإرهاب كل من يكتب شيئا مغاير لتاريخ فقهاء الإسلام والإبقاء على مصدر واحد لتاريخ هو هو كتب الإسلام  تقدر بعشرات الآلاف من كتب ورقع المخطوطات الإسلاميه 
وعند بحث المستشرقين الأوائل التاريخ الإسلامي إكتشفوا أن هناك تاريخ آخر يتناقض تماما مع ما جاءت به تلك المخطوطات التي نثروا محتوياتها أمامهم لتأييد او دحض او تأويل أو أعادة ترتيب تسلسل الأحداث وإعادة كتابة التاريخ النصي للإسلام .
وكتب الأستاذ / فيصل البيطار فى موقع الحوار المتمدن- العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 الإلكترونى مقالة عن "آراء حول نشوء الإسلام 1" قال فيها : [ القرآن جاء به رجل أسمه محمد عاش في مدينة في العربيه تدعى مكه، وانتقل بعدها الى قاعدته في المدينه التي عمل منها ومن بعده خلفاؤه على تأسيس إمبراطوريه عربيه إسلامية واسعة الأطراف، شملت في البدايه كل مناطق الجزيره العربيه ثم العراق والشام ومصر . لم يخطر ببال أحد منهم أن التاريخ الاسلامي كان قد كتب بالمقلوب، فالقبله ظلت تتوجه الى الشام حتى الربع الأخير من القرن السابع الميلادي، أي الى ما بعد وفاة محمد بعقود، وليس الى مكه، وأن الإسلام كانت بدايته في الشام وانتشر بعدها الى مكه وغير مكه، لم يبدأ منها وهي التي لم تكن موجوده على خارطه العربيه آنئذ، فإن وجدت فإنها لم تكن على أية حال ذات أهميه تجاريه أو دينيه كما صورها التراث الإسلامي .
ما تبقى من سيرة ابن اسحق المفقوده، ونسختها المعدله بقلم ابن هشام، وكتب الإخباريين والأشعار، هو الأصل الذي جرى إعتماده في بحوثهم . وبالطبع كان القرآن وكتب التفاسير والأحاديث على مقدمة مائدة البحث فهي مصادر التشريع الأساسيه وحولها دار التاريخ الإسلامي كله .

القرآن كتب بيد أشخاص عديدون في فترة زمنيه تمتد لمائة سنه، ويرى البعض أنه لم يصل الينا كما هو الآن إلا بعد رحلة تطور وصلت لضعف هذه المده، فهو لم ينزل من السماء إنما له تاريخ أرضي عريق .

وقد وصلت أبحاث المستشرقيين إلى نتائج لا تتفق معها الأدب الإسلامي بالتأكيد، فقد جاءت النتائج نافيه للكثير من تاريخية أحداث الإسلام وتسلسها وأماكن وقوعها وشخصياتها. وإيضاح علاقة العقيدة الإسلامية الإسلامي بطقوس وثنيه سبقتهمحلية وحتى الفارسية الوثنية الزرادشتيه، وغلبة الطابع الأسطوري عليه، وتهميش بعض أحداثه وإختراع وتأليف أحداث بديله، وغيرها، والأهم، أن
ورغم هذه النتائج الهامه التي توصل لها إلا أنه بقي يدور في فلك المسلمات نفسها التي سطرها كتّاب بدأوا مهنتهم بعد وفاة محمد المفترضه بقرن من الزمن . لقد ظل عاجزا عن إضاءة مناطق هامه معتمه فيه، ذلك العجز الذي مرده يعود لمنهج البحث نفسه الذي إعتمد النص الإسلامي المتداول ونصوص غير إسلاميه دارت حوله، وعندها توقف .

*********************************

الآثار تكتشف التاريخ الحقيقى للإسلام
منذ أن بدأت الإكتشافات الأثاريه نهايات القرن 19 علم الانسان ( الأنثروبولوجي ) وشقيقه علم الآثار ( الأركيولوجبا) هو الشاهد المادي الذي لا يقبل النكران على وجودها . كيف بدأت ثم انتهت، حروبها بهزائمها وانتصاراتها، تمدد جغرافيتها وتقلصها، الطبقات في مجتمعاتها، الزراعه والصناعه والتجاره، دياناتها وطقوسها وعادات مجتمعاتها . وقد شملت معلوماتنا عنها اسماء ملوكها وملكاتها وذرياتهم ونمط معيشتهم في قصورهم .
وحدها الحضاره العربيه الاسلاميه لم تثبت وجودها اركيولوجيا قبل منتصف القرن الميلادي السابع، ووفقا للأدب الاسلامي، فإن محمدا كان قد توفي عام 632 م في المدينه، ولكن ما من دلائل ماديه تثبت صحة ما ينقله من أحداث نهاية القرن السادس الميلادي وحتى وفاة محمد وما بعدهها بقليل، لا شيئ اطلاقا، حتى نسخه من القران الذي جمعه الخليفه الثالث عثمان لا نجد لها اثرا على الرغم من كونه الكتاب المنزل من السماء وبأحكامه يتعبد المسلمون، بل ما من دلائل تثبت وجود مكه نفسها وما تناقله الإخباريون الاسلاميون من وقائعها.
عدم وجود مكه في مكانها وزمانها الذي حدده الأدب الاسلامي لحظة ولادة الاسلام، من شأنه ان يؤدي الى انهيار المشروع الاسلامي الرسمي برمته، وما من حيله ساعتها سوى تفديم البديل القائم على إعادة كتابة ذلك التاريخ على ضوء المكتشفات الأثاريه التي إستجدت لإستجلاء حقيقة ماجرى .

*********************************

لا أثر لمكة قبل الإسلام
نعم، ورد إسم Macoraba في كتاب الجغرافيا لبطليموس في القرن الثاني الميلادي وMakaraba عند هيرودتس في القرن الخامس قبل الميلاد ( د . سليمان بشير/ مقدمه في التاريخ الآخر / ص 109-110 ) ورغم أن باحثين أجانب وعرب يفترضون أن هاتان التسميتان تعودان لمدينة مكه مهد الإسلام، إلا أنه ما من دلائل ماديه تثبت ما ذهبوا اليه بأنهما تنطبقان عليها كما هي في الأدب الإسلامي خصوصا وان ذكرها كان قد غاب منذ بطليموس ولم يظهر مجددا الا بعد قرون فقد ظلت مفقوده في التاريخ وعلى خرائط ما قبل العام 900 م .
عام 2002 ، سأل الباحث في التاريخ الإسلامي " دان جيبسون " مجموعه من علماء الآثار الأردنيين والسعوديين التقاهم في العاصمه الأردنيه عمان، إن كان هناك سجل آثاري لمدينة مكه . جوابهم كان بأسف بأن لا يوجد سجل آثاري لهذه المدينه قبل سنة 900 م ، اي أن تاريخها الآثاري يبدأ بعد أكثر من 27 عقدا من الوفاه المفترضه لمحمد . ويرى جيبسون ان المدينه المقدسه لم تكن مكه، بل هي البتراء عاصمة الأنباط الواقعه جنوب الاردن وفيها كانت الكعبه بحجرها الأسود، ويدعم نظريته هذه بحجج جديره بالإعتبار، أدبيه من التاريخ الإسلامي، واخرى آثاريه تضع نظريته محل إهتمام وربما أكثر من الإهتمام، ( دان جيبسون / مكه في جغرافية القرآن . ملخص الفصل السادس / نسخه اليكترونيه )، سيما وان هناك دراسات إستشراقيه ومحليه حديثه ترى إستنادا للمنهج البحثي الجديد في مزج الأدب الإسلامي وغيره مع الإكتشافات الآثاريه، أن الإسلام لم يبدأ من مكه إنما من مكه وليها نقل .

*********************************

ما هو الإسم الحقيقى مكة أم بكة؟
ورد إسم مكه في القرآن مرة واحده فقط في سورة الفتح : 24 في معرض ماجرى في الحديبيه، ومره واحده باسم بكه، في سورة آل عمران : 97 التي تؤكد أن اول بيت عباده وضعه الله للناس كان فيها . كما جاء فيه أسماء عديده نسبها المفسرون لمدينة مكه منها البيت العتيق والبيت الحرام والبلد الأمين وأم القرى وغيرها، وهي صفات دينيه الصقت بها في فتره لاحقه لإثبات انها كانت مركز التوحيد عندما تم إنتزاع إبراهيم من تاريخه التوراتي ثم تعريبه ( راجع د . سليمان بشير / المصدر السابق / ص 108 ) .

قد يكون إسم بكه تصحيف من الناسخ الأول في وقت لم يكن تنقيط اللغه العربيه قد ظهر، ثم جرى ناسخو القران اللاحقون مجرى الأول، وبكل الأحوال، فإن أحد من المفسرين لم يقدم تفسيرا مقنعا لإختلاف لفظي المدينه الواحده ولا الى شيوع اللفظ الأول على حساب الثاني ولا لشح القرآن في تسمية المدينه بإسمها الصريح على أهميتها الدينيه كونها مهبط الوحي . ما يقفز للذهن هنا بدون إنحياز، هو الشك بتاريخية مكه كما قدمها الأدب الإسلامي .
ووفقا له، والبعض من المستشرقين، فإن مكه قبل الإسلام عاشت حاله من الإزدهار التجاري والديني والثقافي، فهي تقع على مفترق طرق القوافل التجاريه بين اليمن والشام وبين البحر الاحمر والخليج العربي مارست بدورها تجارة الطيوب والتوابل والبخور والجلود والمعادن الثمينه والملابس وغيرها مما خف حمله وغلا ثمنه، لقد منحت القيمه التجاريه لهذه المدينه قيما أخرى لها، فقد أصبحت القاعدة الدينيه الأولى في العربيه بفضل كعبتها وأصنامها على حساب كعاب عديده كانت معروفه في العربيه، فالحج للكعبه الوثنى ، الطقس الديني هذا، يمتزج مع البيع والشراء والإقامه واللهو وصرف المال، والى أسواقها يأتي الشعراء العرب من كافة انحاء العربيه لينشدوا أشعارهم ويتباروا فيه وعلى جدران الكعبه علقت أفضل سبع قصائد لهم أو عشر .
هذه الصوره الورديه لمدينة مكه تتناقض مع نتائج التحليل الموضوعي سيما وأن من أشاعها لم يقدم دليلا ماديا على صحتها ناهيك عن وجودها أصلا .

*********************************

مكة فى منطقة قاحلة غير ما وصفها القرآن
بنيت المدن قديما على حواف الأنهار أو على مقربه منها أو في المناطق التي تكثر فيها الأمطار والينابيع، فالمياه كانت المصدر الوحيد للحياه يحتاجها الإنسان لإدامة حياته كما يحتاجها لزراعته وحيواناته مصدر رزقه، وقد وصل الينا إرتحال قبائل عديده عن أوطانها بسبب شح المياه وإستيطانها مناطق جديده غنيه بها، وفي القرآن ( وجعلنا من الماء كل شيئ حي : الأنبياء 30 ) و ( في السماء رزقكم وما توعدون : الذاريات 22 ) و ( الله خلق كل دابة من ماء : النور 45 )، الا أن مكه تفتقر الى هذه الخاصيه وبشكل صارخ، فهي تقع في ( واد غير ذي زرع : ابراهيم 37 ) فلا تعرف الأمطار لسنوات عده متتاليه ثم تكون غزيره إذا ما جاءت من شأنها أن تكوّن سيولا قويه تؤدي الى جرف المدينه التي بنيت في واد بين سلسلتين من التلال، كما تتميز بدرجات حراره مرتفعه ورياح محمله بتراب الصحراء المحيطه بها . هذه العوامل تجعل منها منطقه غير صالحه للسكن أصلا فما هي الأسباب ياترى التي تدفع القوافل القادمه من اليمن والأخرى القادمه من الشام للمرور والإستراحه فيها ولا تجعل من مدينه الطائف الغنيه بالمياه وشتى انواع الفاكهه والمزروعات والخمور التي إشتهرت بها وإعتدال مناخها ولا تبعد عن مكه أكثر من 70 كم، محطة مرور وإستراحه لها !

*********************************

مكة لم تكن على طريق قوافل  طريق البخور
وتنقل الباحثه في تاريخ أديان المنطقه " باتريسيا كورونا " عن الكلبي قوله " كان تجار مكه يذهبون لسوريا كل صيف وشتاء، أو لسوريا في أحد الفصول ولليمن في فصل آخر، وكانوا يقومون بهذا العمل لأن مكه لم يفد اليها أي من التجار الآخرين " (تجارة مكه وظهور الإسلام – ص 200 ) ، هذه الشهادة من الأدب الإسلامي تشير الى أن مكه لم تكن على طريق القوافل التجاريه الجنوبيه والشماليه، وتشير الأبحاث الحديثه الى انها، بموفعها الحالي، تبعد مائة كم عن الطريق التجاري . ثم وبصبر طويل تدحض الكاتبه فكرة أن مكه مدينه تجاريه أو انها ممر للقوافل التجاريه، تناقش تاريخ كل ماده تجاريه على حده، منشأها، طرق نقلها، سوق إستهلاكها، توقف العمل بها، لتخلص الى نتيجه أن مكه لم يكن لها تجاره مع شكها بوجودها أصلا .
إن فكرة كون مكه مدينه تجاريه، لا تحوز القبول في الأوساط العلميه الآن، واقصى ما يمكن أن تحوزه من قيمه هو أنها تحولت من قريه صغيره إلى مقر لزعيم هارب هو وقومه من مدينته البتراء بعد نزاعه مع السلطه المركزيه في الشام، هنا إستقر ما نعرفه بإسم عبدالله بن الزبير وهنا بنى كعبته الجديده بعد هدم كعبته الأصليه في مدينته الأصليه عندما أراد منازعة مركز السلطه بدين جديد .