يوحنا ورمز النسر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 القديس‏ ‏يوحنا‏ ابن زبدي  ‏الرسول‏ ‏الإنجيلي‏(1)‏

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
لقديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏الإنجيلي‏2‏

 

 

 قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

القديس يوحنا الرسول
(القديس يوحنا الحبيب | يوحنا الرسول | حبيب الرب | يوحنا الرائي | يوحنا الإنجيلي | يوحنا اللاهوتي | يوحنا
ابن زبدي)


← اللغة الإنجليزية: John the Apostle - اللغة العبرية: יוחנן בן זבדי - اللغة اليونانية: Ἰωάννης - اللغة الآرامية: Yoħanna - اللغة السريانية: ܝܘܚܢܢ ܫܠܝܚܐ.

هو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل. دعاه يسوع مع أخيه يعقوب الذي قتله هيرودس أغريباس الأول ليكونا من تلاميذه (مت 4: 21 واع 12: 1 و2). ويبدو أنه كان على جانب من الغنى لان اباه كان يملك عددًا من الخدم المأجورين (مر 1: 20). أما سالومة أمه فقد كانت سيدة فاضلة نقية. كانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع. وكانت على الأرجح أخت مريم أم يسوع (يو 19: 25). وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة، لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الأشراف أن يتعلموا حرفة ما. وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين (مر 1: 19 ومت 4: 21 و22). وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد (لو 5: 10). وكان معروفًا لدى قيافا رئيس الكهنة (يو 18: 15). وربما كان له بيت في أورشليم (يو 19: 27). وكان وأخوه حادّي الطبع سريعيّ الانفعال والغضب (مر 9: 38 ولو 9: 52 - 56). فلقبهما يسوع "بوانرجس" أي "ابني الرعد" أو الغضب (مر 3: 17). وكانا طموحين نزاعين إلى العظمة والمجد. بيد أن هذه النزعة تلاشت فيها فيما بعد، وأصبحا على استعداد لمجابهة الموت في سبيل المسيح ورسالته (مر 10: 35-40 ومت 20: 20 - 23). وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائمًا بين الأربعة الأولين (مت 10: 2 ومر 3: 14 - 17 ولو 6: 13 و14). وكان أحد الرسل الثلاثة، الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا إقامة ابنة يايرس (مر 9: 2 ولو 8: 51)، والتجلي (مت 17: 1 ومر 9: 2 ولو 9: 28)، وجهاده في جثسيماني (مت 26: 37 ومر 14: 33). وقد وثق يسوع بيوحنا وأحبه بنوع خاص وذلك يظهر من تسميته له "بالتلميذ الحبيب". فهو وإن لم يذكر اسمه جهرا في البشارة الرابعة من البشائر فإنه يتبوأ مكانًا ساميًا فيها. وظل يوحنا أمينًا لسيده، ملازمًا له حتى النهاية. وفي الليلة التي أسلم فيها سيده، تبعه على دار رئيس الكهنة، عن قرب، لا عن بعد، كما فعل بطرس. وعند الصليب ظل أمينًا، فأخذ من يسوع اجل وديعة، إذ أوصاه بالعناية بأمه وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة، كان أول من آمن بقيامة المسيح (يو 20: 1 - 10). ولهذا دعي دون غيره بـ"التلميذ الحبيب".

لقد كان يوحنا من الزمرة القليلة التي بقيت في العلية في أورشليم بعد الصعود (اع 1: 13). ونراه مرتين مع بطرس. المرة الأولى عندما صعد الاثنان إلى الهيكل، فشفيا الأعرج (اع 3: 1-4: 23). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). والمرة الثانية عندما قصدا السامرة لتفقد أحوال الكنيسة الناشئة التي كان يشرف عليها فيلبس هناك (اع 8: 14-17). وكذلك نعرف أن يوحنا كان أحد أعمدة الكنيسة في أورشليم إلى جانب يعقوب وبطرس، يوم زارها بولس على أثر رحلته التبشيرية الأولى، ويوم بدأت بوادر أول عاصفة من عواصف الاضطهاد تثور ضدها (اع 15: 6 وغل 2: 9).

ولدينا في العهد الجديد خمسة أسفار نسبت إلى يوحنا وهي: البشارة الرابعة، والرسائل الثلاث، وسفر الرؤيا. ويقول التقليد أن يوحنا نادى بالإنجيل في آسيا الصغرى، ولاسيما في أفسس، وبموجب هذا التقليد تكون الكنائس السبع في آسيا الصغرى قد تمتعت برعايته واهتمامه (رؤ 1: 11). وقد نفى أثناء الاضطهاد الذي حدث في حكم دوميتيانوس العاهل الروماني إلى جزيرة بطمس. وهناك تجلت عليه مناظر الرؤيا وأوحى إليه بكتابتها. وعندما تبوأ "نيرفا" العرش سنة 96 ب.م. أطلق سراحه، فرجع إلى افسس. وكان بوليكاربوس، واغناطيوس من تلاميذه. ويقول ايرينيوس أن يوحنا بقي في أفسس حتى وفاته في حكم تراجان (98-117 ب.م). ويقول إيرونيموس أنه توفي سنة 98 ب.م.

وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو "يوحنا الشيخ". الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي، ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول كاتب إنجيل يوحنا.
****
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
مقالات دينية
القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏الإنجيلي‏(1)‏
وطنى 16/1/2011م بقلم : المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
اشتهر‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏بين‏ ‏رسل‏ ‏المسيح‏ ‏وتلاميذه‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏ ‏بأنه‏ ‏كان التلميذ‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يسوع‏ ‏يحبه ‏(‏يوحنا‏13:23), (19:26), (20:2), (21:7, 20) ‏وهو‏ ‏ذلك‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏اتكأ‏ ‏علي‏ ‏صدره‏ ‏أثناء‏ ‏العشاء‏ ‏والذي‏ ‏قال‏ ‏له‏:‏ربي‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏سيسلمك‏(‏يوحنا‏13:25), ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏عهد‏ ‏إليه‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏ ‏برعاية‏ ‏أمه‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏. ‏قال‏ ‏الإنجيلفلما‏ ‏رأي‏ ‏يسوع‏ ‏أمه‏ ‏والتلميذ‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يحبه‏,‏واقفا‏, ‏قال‏ ‏لأمهأيتها‏ ‏السيدة‏, ‏هوذا‏ ‏ابنك‏, ‏ثم‏ ‏قال‏ ‏للتلميذ‏: ‏هي‏ ‏ذي‏ ‏أمك‏, ‏ومنذ‏ ‏تلك‏ ‏الساعة‏ ‏أخذها‏ ‏التلميذ‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏(‏يوحنا‏19:26, 27) ‏وقد‏ ‏أقامت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏يوحنا‏ ‏حوالي‏ ‏أربع‏ ‏عشرة‏ ‏سنة‏, ‏ولم‏ ‏يغادر‏ ‏يوحنا‏ ‏فلسطين‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏إلي‏ ‏يوم‏ ‏وفاتها‏ ‏وصعود‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏.‏
يوحنا‏ ‏الحبيب‏:‏
لهذا‏ ‏كله‏ ‏عرف‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏باسم يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏ولابد‏ ‏أنه‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏يوحنا‏ ‏صفات‏ ‏وفضائل‏ ‏أحبه‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏أجلها‏:‏
‏1- ‏ولعل‏ ‏أول‏ ‏هذه‏ ‏الصفات‏ ‏وأبرزها‏: ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يحب‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏محبة‏ ‏فائقة‏ ‏تميزت‏ ‏وبرزت‏ ‏علي‏ ‏محبة‏ ‏سائر‏ ‏التلاميذ‏. ‏وهو‏ ‏أمر‏ ‏عرفه‏ ‏عنه‏ ‏المسيح‏ ‏وهو‏ ‏فاحص‏ ‏القلوب‏ ‏والكلي‏(‏الرؤيا‏ 2:23) ‏كما‏ ‏يتضح‏ ‏من‏ ‏إنجيله‏ ‏الذي‏ ‏اهتم‏ ‏فيه‏ ‏اهتماما‏ ‏خاصا‏ ‏بحديث‏ ‏رب‏ ‏المجد‏ ‏عن‏ ‏المحبة‏ ‏ووصيته‏ ‏فيها‏( ‏راجع‏ ‏خصوصا‏):(‏يوحنا‏ 14:21, 23, 24, 28, 31), (15:10, 12, 13, 14, 15, 17).‏
وكذلك‏ ‏كتب‏ ‏عن‏ ‏المحبة‏ ‏في‏ ‏رسائله‏ ‏الثلاث‏ ‏المعروفة‏ ‏بين‏ ‏الرسائل‏ ‏الجامعة‏, ‏ووصف‏ ‏الله‏ ‏فيها‏ ‏بأن‏ ‏الله‏ ‏محبة‏(1.‏يوحنا‏8:4).‏
وقد‏ ‏شدد‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏علي‏ ‏المحبة‏ ‏بين‏ ‏الناس‏, ‏واعتبرها‏ ‏المحك‏ ‏لمحبتنا‏ ‏لله‏, ‏لكن‏ ‏هذه‏ ‏المحبة‏ ‏ليست‏ ‏كلاما‏, ‏أو‏ ‏عاطفة‏ ‏جوفاء‏. ‏إن‏ ‏المحبة‏ ‏الحقيقية‏ ‏عمل‏ ‏صالح‏ ‏نحو‏ ‏الناس‏, ‏جميع‏ ‏الناس‏.‏
يا‏ ‏أحبائي‏, ‏فليحب‏ ‏بعضنا‏ ‏بعضا‏ ‏فإن‏ ‏المحبة‏ ‏هي‏ ‏من‏ ‏الله‏. ‏وكل‏ ‏من‏ ‏يحب‏ ‏فقد‏ ‏ولد‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏ويعرف‏ ‏الله‏. ‏ومن‏ ‏لا‏ ‏يحب‏ ‏لايعرف‏ ‏الله‏, ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏محبة‏....‏يا‏ ‏أحبائي‏, ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏قد‏ ‏أحبنا‏ ‏هذا‏ ‏الحب‏, ‏فعلينا‏ ‏نحن‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏نحب‏ ‏بعضنا‏ ‏بعضا‏...‏الله‏ ‏محبة‏. ‏ومن‏ ‏يثبت‏ ‏في‏ ‏المحبة‏ ‏يثبت‏ ‏في‏ ‏الله‏, ‏والله‏ ‏يقيم‏ ‏فيه‏...‏نحن‏ ‏نحب‏ ‏الله‏ ‏لأنه‏ ‏هو‏ ‏أحبنا‏ ‏أولا‏. ‏إذا‏ ‏قال‏ ‏أحد‏: ‏إني‏ ‏أحب‏ ‏الله‏ ‏وهو‏ ‏يكره‏ ‏أخاه‏, ‏فهو‏ ‏كاذب‏, ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يحب‏ ‏أخاه‏ ‏وهو‏ ‏يراه‏, ‏كيف‏ ‏يقدر‏ ‏أن‏ ‏يحب‏ ‏الله‏ ‏وهو‏ ‏لايراه‏ . ‏وهذه‏ ‏هي‏ ‏الوصية‏ ‏التي‏ ‏أخذناها‏ ‏عنه‏, ‏من‏ ‏أحب‏ ‏الله‏ ‏أحب‏ ‏أخاه‏ ‏أيضا‏( 1.‏يوحنا‏4:7-21).‏
كل‏ ‏من‏ ‏يبغض‏ ‏أخاه‏ ‏فهو‏ ‏قاتل‏ ‏نفس‏. ‏ونحن‏ ‏نعلم‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏قاتل‏ ‏نفس‏ ‏لا‏ ‏تثبت‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏ ‏فيه‏. ‏بهذا‏ ‏قد‏ ‏عرفنا‏ ‏المحبة‏ ‏بأن‏ ‏المسيح‏ ‏بذل‏ ‏نفسه‏ ‏لأجلنا‏. ‏فعلينا‏ ‏نحن‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏نبذل‏ ‏نفوسنا‏ ‏لأجل‏ ‏إخوتنا‏, ‏وأما‏ ‏من‏ ‏توافرت‏ ‏له‏ ‏خيرات‏ ‏هذا‏ ‏العالم‏ ‏ورأي‏ ‏أخاه‏ ‏في‏ ‏احتياج‏ ‏فأغلق‏ ‏أحشاءه‏ ‏عنه‏, ‏فكيف‏ ‏تثبت‏ ‏محبة‏ ‏الله‏ ‏فيه‏ ‏يا‏ ‏أبنائي؟‏ ‏لا‏ ‏تكن‏ ‏محبتنا‏ ‏بالكلام‏ ‏أو‏ ‏باللسان‏, ‏بل‏ ‏بالعمل‏ ‏والحق‏(1.‏يوحنا‏3:14-18).‏
وجاء‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏أنه‏ ‏ظل‏ ‏يكرز‏ ‏بالمحبة‏ ‏دائما‏. ‏ولما‏ ‏بلغ‏ ‏سن‏ ‏الشيخوخة‏ ‏وأمسي‏ ‏عاجزا‏ ‏عن‏ ‏الوعظ‏ ‏الطويل‏ ‏صار‏ ‏يقتصر‏ ‏في‏ ‏مواعظه‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏العبارةيا‏ ‏أولادي‏: ‏فلتحبوا‏ ‏بعضكم‏ ‏بعضا‏. ‏فلما‏ ‏ضجر‏ ‏المؤمنون‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الكلمات‏ ‏المتكررة‏, ‏قال‏ ‏لهم‏ :‏إن‏ ‏المحبة‏ ‏هي‏ ‏وصية‏ ‏الرب‏. ‏فإذا‏ ‏أتممناها‏ ‏فقد‏ ‏برهنا‏ ‏علي‏ ‏أننا‏ ‏تلاميذ‏ ‏الرب‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ :‏بهذا‏ ‏يعرف‏ ‏الجميع‏ ‏أنكم‏ ‏تلاميذي‏ ‏إذا‏ ‏أحببتم‏ ‏بعضكم‏ ‏بعضا‏(‏يوحنا‏13:35).‏
ومما‏ ‏يذكر‏ ‏عن‏ ‏محبة‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏لخلاص‏ ‏الخطاة‏ ‏مارواه‏ ‏القديس‏ ‏أكليمنضس‏ ‏الإسكندري‏ (‏نحو‏150-214‏م‏) ‏في‏ ‏كتابه‏(‏من‏ ‏هو‏ ‏الغني‏ ‏الذي‏ ‏يخلص‏) ‏عن‏ ‏الرسول‏ ‏يوحنا‏ ‏أنه‏ ‏ترك‏ ‏شابا‏ ‏حديث‏ ‏الإيمان‏ ‏في‏ ‏رعاية‏ ‏أحد‏ ‏أساقفة‏ ‏آسيا‏ ‏الصغري‏, ‏فتعهده‏ ‏الأسقف‏ ‏بالوعظ‏ ‏والتعليم‏ ‏ثم‏ ‏عمده‏. ‏وحدث‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏عاشر‏ ‏الشاب‏ ‏بعض‏ ‏أصدقاء‏ ‏السوء‏ ‏فأمالوه‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الفضيلة‏, ‏وأخذ‏ ‏ينحدر‏ ‏في‏ ‏مهاوي‏ ‏الرذيلة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏أمسي‏ ‏من‏ ‏قطاع‏ ‏الطرق‏, ‏بل‏ ‏وزعيما‏ ‏لعصابة‏ ‏من‏ ‏اللصوص‏, ‏فلما‏ ‏عاد‏ ‏الرسول‏ ‏يوحنا‏ ‏سأل‏ ‏الأسقف‏ ‏عن‏ ‏الشاب‏. ‏فبكي‏ ‏الأسقف‏ ‏للحال‏ ‏التي‏ ‏صار‏ ‏إليها‏ ‏الشاب‏ ‏وتردي‏ ‏فيها‏. ‏عندئذ‏ ‏طلب‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏فرسا‏ ‏وأخد‏ ‏معه‏ ‏دليلا‏ ‏مرشدا‏, ‏حتي‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ ‏حيث‏ ‏يقيم‏ ‏الشاب‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏الجبال‏, ‏وهناك‏ ‏رأي‏ ‏اللصوص‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏فقبضوا‏ ‏عليه‏ ‏وجاءوا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏زعيمهم‏, ‏وكان‏ ‏هو‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏الذي‏ ‏ضل‏ ‏سواء‏ ‏السبيل‏. ‏فلما‏ ‏تنبه‏ ‏الشاب‏ ‏أنه‏ ‏أمام‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏وجها‏ ‏لوجه‏, ‏لم‏ ‏يقو‏ ‏علي‏ ‏الوقوف‏ ‏أمامه‏, ‏فولي‏ ‏الأدبار‏ ‏هاربا‏ ‏من‏ ‏حضرته‏. ‏أما‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏فقد‏ ‏استرد‏ ‏شبابه‏ ‏وشرع‏ ‏يجري‏ ‏وراء‏ ‏الشاب‏ ‏وهو‏ ‏يقول‏:‏ابني‏, ‏يا‏ ‏ابني‏, ‏مابالك‏ ‏تجري‏ ‏هاربا‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏أبيك‏ ‏وهو‏ ‏شيخ‏ ‏وأعزل‏ ‏ولا‏ ‏سلاح‏ ‏بيده؟‏! ‏ارحم‏ ‏نفسك‏, ‏ووقر‏ ‏شيخوختي‏...‏ولا‏ ‏تخش‏ ‏ضرا‏. ‏فمازال‏ ‏الرجاء‏ ‏متوفرا‏ ‏لخلاصك‏...‏وأنا‏ ‏كفيلك‏ ‏عند‏ ‏المسيح‏...‏وإني‏ ‏أبذل‏ ‏حياتي‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏خلاصك‏, ‏كما‏ ‏بذل‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏أجلنا‏...‏قف‏ ‏في‏ ‏مكانك‏, ‏وأيقن‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏أرسلني‏ ‏إليك‏.... ‏فلما‏ ‏سمع‏ ‏الشاب‏ ‏هذه‏ ‏الكلمات‏ ‏العاطفية‏ ‏المثيرة‏ ‏انهار‏ ‏أمام‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏, ‏وانخرط‏ ‏في‏ ‏بكاء‏ ‏متواصل‏ ‏نادما‏ ‏علي‏ ‏ماوقع‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏وضلال‏... ‏فعانقه‏ ‏الرسول‏ ‏بحنان‏ ‏وطمأنه‏, ‏وأعلن‏ ‏له‏ ‏قبول‏ ‏توبته‏, ‏ورده‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏منحه‏ ‏الحل‏ ‏من‏ ‏خطاياه‏.‏
ومع‏ ‏هذه‏ ‏المحبة‏ ‏العظيمة‏ ‏التي‏ ‏امتلأ‏ ‏بها‏ ‏قلب‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏, ‏نحو‏ ‏الله‏ ‏والناس‏, ‏أصدقاء‏ ‏كانوا‏ ‏أو‏ ‏أعداء‏, ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏شديدا‏ ‏علي‏ ‏الهراطقة‏ ‏وأصحاب‏ ‏البدع‏ ‏والتعاليم‏ ‏الغريبة‏ ‏عن‏ ‏الكنيسة‏, ‏وكان‏ ‏يعتبرهم‏ ‏أعداء‏ ‏للإيمان‏ ‏ومقاومين‏ ‏للمسيح‏. ‏وكان‏ ‏يحذر‏ ‏المؤمنين‏ ‏منهم‏ ‏ومن‏ ‏تعاليمهم‏ ‏الهرطقية‏ ‏الضارة‏ ‏وكان‏ ‏يدعو‏ ‏بحرارة‏ ‏إلي‏ ‏مقاطعتهم‏ ‏وإلي‏ ‏قطع‏ ‏الشركة‏ ‏المسيحية‏ ‏معهم‏. ‏من‏ ‏هؤلاء‏ ‏الكيرنثيون‏ ‏والأبيونيون‏ ‏والنيقولاويون‏ ‏والغنوسيون‏ ‏وغيرهم‏.‏
وجاء‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏في‏ ‏كتابالرد‏ ‏علي‏ ‏الهرطقات‏ ‏للقديس‏ ‏إيريناوس‏( ‏مات‏ ‏شهيدا‏ ‏نحو‏202‏م‏) , ‏أنه‏ ‏رأي‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏حمام‏ ‏عام‏ ‏بعض‏ ‏المؤمنين‏ ‏ومعهم‏ ‏فيه‏ ‏كيرنثوس‏CERINTHUS ‏الهرطوقي‏, ‏وهو‏ ‏من‏ ‏قادة‏ ‏الإبيونيين‏ ‏وكان‏ ‏يزعم‏ ‏أن‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏مولود‏ ‏بالطبيعة‏ ‏من‏ ‏يوسف‏ ‏ومريم‏, ‏فصاح‏ ‏فيهم‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏أن‏ ‏يخرجوا‏ ‏من‏ ‏المكان‏ ‏وأن‏ ‏يقطعوا‏ ‏شركتهم‏ ‏بكيرنثوس‏ ‏هذاعدو‏ ‏الحق‏ ‏وإلا‏ ‏حل‏ ‏عليهم‏ ‏غضب‏ ‏الرب‏ ‏فأطاعوه‏ ‏في‏ ‏الحال‏. ‏وخرجوا‏ ‏من‏ ‏الحمام‏ ‏وقطعوا‏ ‏شركتهم‏ ‏بكيرنثوس‏.‏
‏2- ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏كان‏ ‏يتصف‏ ‏بصفات‏ ‏أخري‏ ‏جميلة‏ ‏أحبه‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏أجلها‏, ‏ومنها‏ ‏رقة‏ ‏الشعور‏, ‏ودقة‏ ‏الإحساس‏, ‏واللطف‏, ‏والوداعة‏, ‏والطاعة‏, ‏وبساطة‏ ‏القلب‏, ‏وطهارة‏ ‏الضمير‏, ‏ونقاء‏ ‏السريرة‏, ‏والبتولية‏ ‏والعفة‏....‏
‏3- ‏ولعل‏ ‏من‏ ‏صفات‏ ‏الرسول‏ ‏يوحنا‏ ‏والتي‏ ‏أحبه‏ ‏المسيح‏ ‏إلهنا‏ ‏من‏ ‏أجلها‏: ‏أنه‏ ‏أطاع‏ ‏الدعوة‏ ‏المقدسة‏ ‏وتبع‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏شبابه‏ ‏المبكر‏. ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏أصغر‏ ‏جميع‏ ‏الرسل‏ ‏التلاميذ‏ ‏سنا‏.‏
يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس خير‏ ‏للرجل‏ ‏أن‏ ‏يحمل‏ ‏النير‏ ‏في‏ ‏صبائه‏ (‏مراثي‏ ‏إرميا‏3:27) ‏ويقول‏ ‏أيضافاذكر‏ ‏خالقك‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏شبابك‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تأتي‏ ‏أيام‏ ‏السوء‏, ‏وترد‏ ‏السنون‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏تقول‏ ‏ليس‏ ‏فيها‏ ‏لذة‏(‏سفر‏ ‏الجامعة‏ 12:1).‏
يوحنا‏ ‏البتول‏:‏
وكما‏ ‏عرف‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏بـ‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏اشتهر‏ ‏أيضا‏ ‏بـيوحنا‏ ‏البتول‏ ‏ذلك‏ ‏لأنه‏ ‏عاش‏ ‏بتولا‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياته‏. ‏فلم‏ ‏يرتبط‏ ‏بزواج‏. ‏ذلك‏ ‏لأنه‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عرف‏ ‏المخلص‏ ‏رغب‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يحيا‏ ‏مقدسا‏ ‏في‏ ‏الجسد‏ ‏والروح‏(1.‏كورنثوس‏ 7:34). ‏وقد‏ ‏وصف‏ ‏في‏ ‏رؤياه‏ ‏مجد‏ ‏الأبكار‏ ‏البتوليين‏ ‏وكرامتهم‏ ‏وهم‏ ‏يسبحون‏ ‏تسبيحة‏ ‏جديدة‏ ‏أمام‏ ‏العرش‏....‏هؤلاء‏ ‏هم‏ ‏الذين‏ ‏لم‏ ‏ينجسوا‏ ‏ملابسهم‏ ‏مع‏ ‏النساء‏ ‏لأنهم‏ ‏أبكار‏. ‏هؤلاء‏ ‏هم‏ ‏الذين‏ ‏يصحبون‏ ‏الحمل‏ ‏حيثما‏ ‏يذهب‏ (‏الجليان‏ -‏الرؤيا‏14:3, 4).‏
يوحنا‏ ‏اللاهوتي
وسمي‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏, ‏أيضا‏ ‏بـ‏ ‏يوحنا‏ ‏اللاهوتي‏ ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏الإنجيل‏ ‏حسبما‏ ‏كتبه‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏أبرز‏ ‏لاهوت‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏ضدا‏ ‏لتعليم‏ ‏الهراطقة‏ ‏الذين‏ ‏ظهروا‏ ‏في‏ ‏زمان‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏. ‏وقد‏ ‏بدأ‏ ‏إنجيله‏ ‏بقوله‏:‏في‏ ‏البدء‏ ‏كان‏ ‏الكلمة‏...‏وكان‏ ‏الكلمة‏ ‏هو‏ ‏الله‏. ‏كان‏ ‏منذ‏ ‏الأزل‏ ‏لدي‏ ‏الله‏. ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏به‏ ‏كان‏ ‏وبغيره‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏شيء‏ ‏مما‏ ‏كان‏(‏يوحنا‏ 1:1-4) ‏وقد‏ ‏اهتم‏ ‏الرسول‏ ‏يوحنا‏ ‏بذكر‏ ‏المعجزات‏ ‏ذات‏ ‏الدلالة‏ ‏اللاهوتية‏ ‏والتي‏ ‏تبرهن‏ ‏علي‏ ‏لاهوت‏ ‏المسيح‏, ‏كما‏ ‏اهتم‏ ‏بإيراد‏ ‏أقوال‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏وأمثاله‏ ‏التي‏ ‏تثبت‏ ‏لاهوته‏.‏
يوحنا‏ ‏الرائي‏:‏
وقد‏ ‏عرف‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏, ‏أيضا‏ ‏بـ‏ ‏يوحنا‏ ‏الرائي‏ ‏لأنه‏ ‏رأي‏ ‏في‏ ‏جزيرة‏ ‏بطمس‏ PATHMOS (‏الرؤيا‏1:9) ‏وهي‏ ‏من‏ ‏جزر‏ ‏الأرخبيل‏ ‏جنوبي‏ ‏بحر‏ ‏إيجه‏(‏سبوراد‏) ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏نفي‏ ‏إليها‏ ‏بأمر‏ ‏الإمبراطور‏ ‏الروماني‏ ‏دومتيانوس‏DOMITIANUS(51-96‏م‏)- ‏رؤياه‏ ‏العظيمة‏ ‏التي‏ ‏سجلها‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا‏, ‏وأنبأ‏ ‏فيها‏ ‏عن‏ ‏مجد‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏, ‏وتناول‏ ‏الأحداث‏ ‏التي‏ ‏ستمر‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏ ‏إلي‏ ‏مجئ‏ ‏المسيح‏ ‏الثاني‏ ‏للدينونة‏ ‏والحساب‏. ‏وقد‏ ‏رأي‏ ‏ما‏ ‏رآه‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏العمق‏ ‏الروحاني‏, ‏والإشراق‏ ‏الباطني‏, ‏والوجد‏ ‏الصوفي‏, ‏وكأنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏في‏ ‏الجسد‏( 2.‏كورنثوس‏ 12:2, 3) , ‏وهي‏ ‏هذه‏ ‏الحالة‏ ‏التي‏ ‏وصفها‏ ‏بقولهصرت‏ ‏في‏ ‏الروح‏ (‏الرؤيا‏ 1:10) ‏وهو‏ ‏مايعرف‏ ‏بالاختطاف‏ (2‏كورنثوس‏12:2, 4) ‏الروحي‏ ‏أو‏ ‏الانجذاب‏ ‏العقلي‏, ‏حيث‏ ‏ينجذب‏ ‏الرائي‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏الروح‏ ‏ويغيب‏ (‏أعمال‏10:10) ,(11:5), (22:17), ‏عن‏ ‏عالم‏ ‏الحس‏ ‏والشهادة‏ ‏ويصير‏ ‏إلي‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏الاستغراق‏ ‏الروحي‏ ‏الكامل‏.‏وقد‏ ‏كتب‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏هذه‏ ‏الرؤيا‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏أمر‏ ‏صريح‏ ‏وجه‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏الله‏( ‏الرؤيا‏ 1:19) ‏وهي‏ ‏آخر‏ ‏أسفار‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏.‏
ولعله‏ ‏إلي‏ ‏هذه‏ ‏الرؤيا‏ ‏الروحانية‏ ‏الجميلة‏ ‏كان‏ ‏يشير‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏في‏ ‏كلامه‏ ‏إلي‏ ‏سمعان‏ ‏بطرس‏ ‏عن‏ ‏تلميذه‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيبلو‏ ‏أنني‏ ‏شئت‏ ‏أن‏ ‏أبقيه‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏أجئ‏ ,‏فماذا‏ ‏يعنيك‏(‏يوحنا‏21:22, 23).‏
نسبته‏ ‏ودعوته‏ ‏الرسولية‏:‏
والقديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏هو‏ ‏وأخوه‏ ‏يعقوب‏ ‏الكبير‏ ‏من‏ ‏أب‏ ‏يسمي‏ ‏زبدي‏( =‏وهب‏ ‏الله‏-‏هبة‏ ‏الله‏) ‏وأم‏ ‏تسمي‏ ‏سيلومي‏ ‏أو‏ ‏سالومة‏(=‏سلام‏ ‏صهيون‏). ‏فهي‏ ‏قد‏ ‏ذكرت‏ ‏بهذا‏ ‏الاسم‏(‏مرقس‏ 15:40) ‏سيلومي‏ ‏بين‏ ‏النساء‏ ‏اللاتي‏ ‏تبعن‏ ‏المسيح‏ ‏إلي‏ ‏الصليب‏,‏وكن‏ ‏ينظرن‏ ‏من‏ ‏بعيد‏,...‏وهن‏ ‏اللاتي‏ ‏كن‏ ‏قد‏ ‏تبعن‏ ‏يسوع‏ ‏من‏ ‏الجليل‏ ‏يخدمنه‏....‏وقد‏ ‏صعدن‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏(‏متي‏ 20:20), ‏وذكرت‏ ‏أيضا‏ ‏بهذا‏ ‏الاسم‏ ‏سيلومي‏(‏مرقس‏16:1) ‏بين‏ ‏النسوة‏ ‏اللاتي‏ ‏اشترين‏ ‏طيبا‏ ‏ليأتين‏ ‏ويضمخن‏ ‏جسد‏ ‏المخلص‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏, ‏ثم‏ ‏عند‏ ‏فجر‏ ‏أول‏ ‏الأسبوع‏ ‏جئن‏ ‏إلي‏ ‏القبر‏ ‏مع‏ ‏طلوع‏ ‏الشمس‏, ‏ورأين‏ ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏قام‏ ‏وكن‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏شهود‏ ‏القيامة‏ ‏المجيدة‏, ‏وكان‏ ‏يوحنا‏ ‏يشتغل‏ ‏بصيد‏ ‏السمك‏ ‏وهي‏ ‏أيضا‏ ‏مهنة‏ ‏شقيقه‏ ‏الأكبر‏ ‏منه‏(‏يعقوب‏) ‏وأبيهما‏ ‏من‏ ‏قبلهما‏...‏
وذكرت‏ ‏أيضا‏ ‏باسم‏( ‏أم‏ ‏ابني‏ ‏زبدي‏) ‏في‏ ‏مواضع‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏(‏متي‏20:20), (27:56) .‏وهي‏ ‏سالومي‏ ‏التي‏ ‏تقدمت‏ ‏نيابة‏ ‏عن‏ ‏ولديها‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوحنا‏, ‏إلي‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏برجاء‏ ‏أن‏ ‏يقبل‏ ‏شفاعتها‏ ‏في‏ ‏ولديها‏ ‏فيسمح‏ ‏أن‏ ‏يجلس‏ ‏أحدهما‏ ‏عن‏ ‏يمينه‏ ‏والآخر‏ ‏عن‏ ‏يساره‏ ‏عندما‏ ‏يأتي‏ ‏في‏ ‏مجد‏ ‏ملكه‏.‏
ولقد‏ ‏ذكر‏ ‏الإنجيل‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏- ‏وقد‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏تلميذا‏ ‏ليوحنا‏ ‏المعمدان‏- ‏رغب‏ ‏مشتاقا‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يتبع‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏, ‏وذلك‏ ‏بتحريض‏ ‏من‏ ‏معلمه‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏. ‏قال‏ ‏الإنجيلثم‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏كان‏ ‏يوحنا‏(‏المعمدان‏) ‏واقفا‏ ‏مع‏ ‏اثنين‏ ‏من‏ ‏تلاميذه‏. ‏وإذ‏ ‏أبصر‏ ‏يسوع‏ ‏ماشيا‏ ‏قال‏:‏هذا‏ ‏هو‏ ‏حمل‏ ‏الله‏ ‏فلما‏ ‏سمع‏ ‏التلميذان‏ ‏قوله‏ ‏تبعا‏ ‏يسوع‏, ‏فالتفت‏ ‏يسوع‏ ‏ورآهما‏ ‏يتبعانه‏, ‏فقال‏ ‏لهما‏:‏ماذا‏ ‏تطلبان؟‏ ‏فقالا‏ ‏له‏ ‏رابي‏- ‏الذي‏ ‏ترجمته‏ ‏يا‏ ‏معلم‏- ‏أين‏ ‏تقيم؟‏ ‏فقال‏ ‏لهما‏:‏تعاليا‏ ‏وانظرا‏ ‏فأتيا‏ ‏ونظرا‏ ‏أين‏ ‏يقيم‏ ‏ومكثا‏ ‏عنده‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏, ‏وكانت‏ ‏الساعة‏ ‏نحو‏ ‏العاشرة‏. ‏وكان‏ ‏أندراوس‏ ‏أخو‏ ‏سمعان‏ ‏بطرس‏ ‏أحد‏ ‏الاثنين‏ ‏اللذين‏ ‏سمعا‏ ‏يوحنا‏ ‏وتبعا‏ ‏يسوع‏(‏يوحنا‏ 1:35-40) ‏والواضح‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏النص‏ ‏القدسي‏ ‏أن‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏الاثنين‏ ‏اللذين‏ ‏كانا‏ ‏تلميذين‏ ‏ليوحنا‏ ‏المعمدان‏, ‏ولقد‏ ‏أبرز‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏اسم‏ ‏رفيقه‏ ‏أندراوس‏, ‏ولكنه‏ ‏أخفي‏ ‏اسمه‏ ‏هو‏, ‏تواضعا‏ ‏منه‏ ‏وإنكارا‏ ‏لذاته‏, ‏تماما‏ ‏كما‏ ‏فعل‏ ‏القديس‏ ‏لوقا‏ ‏الإنجيلي‏ ‏حينما‏ ‏ذكر‏ ‏واقعة‏ ‏تلميذي‏ ‏عمواس‏ (‏لوقا‏24:13-18) ‏ولقائهما‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏بعد‏ ‏قيامته‏ ‏المجيدة‏, ‏وذكر‏ ‏اسم‏ ‏رفيقه‏ ‏كليوباس‏, ‏ولكنه‏ ‏أخفي‏ ‏اسمه‏. ‏كذلك‏ ‏ما‏ ‏ذكره‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏في‏ ‏إنجيله‏ ‏عن‏ ‏لقائه‏ ‏الأول‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏, ‏وتحديد‏ ‏الساعة‏ ‏العاشرة‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏ساعة‏ ‏لهذا‏ ‏اللقاء‏, ‏وأنه‏ ‏ورفيقه‏ ‏مكثا‏ ‏مع‏ ‏المخلص‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏حيث‏ ‏يقيم‏- ‏هذه‏ ‏الواقعة‏ ‏بكل‏ ‏تفاصيلها‏ ‏الدقيقة‏, ‏وإرشاد‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏وتوجيهه‏ ‏لهما‏ ‏إلي‏ ‏المسيح‏ ‏وأنه‏ ‏حمل‏ ‏الله‏ ‏ليتبعاه‏-‏لم‏ ‏يوردها‏ ‏من‏ ‏الإنجيليين‏ ‏الآخرين‏ ‏إلا‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏, ‏مما‏ ‏يدل‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏فعلا‏ ‏أحد‏ ‏الاثنين‏ ‏اللذين‏ ‏تبعا‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏كانا‏ ‏تلميذين‏ ‏ليوحنا‏ ‏المعمدان‏.‏
 
 
 

 


 

This site was last updated 03/19/14