Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

فيلبس رئيس الربع

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أباطرة الرومان فى عصر المسيح
شجرة عائلة هيرودس الكبير
هيردوس أنتيباس
أرخيلاوس
فيلبس رئيس الربع
ليسانيوس
هيرودس فيلبس الأول

فيلبس التترارش (1)  Herod philip

اسم يوناني معناه "محب للخيل"

فيلبس رئيس الربع حكم المناطق الشمالية وشمال بحر الجليل ( وهى مناطق بتانيا وتراخونيتس وأيطورية وأورانيتس ) وكان غالبية سكانها من الأمم ( راجع لوقا 3: 1) .

وفيلبس هو أبن هيرودس الكبير من زوجته كليوباترا Cleopatra .الأورشليمية.

وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر كان فيلبس رئيس ربع على مقاطعتي ايطورية وتراخونيتس وكان ذلك عندما بدأ يوحنا المعمدان عمله (لو 3: 1- 3). وقد أعاد بناء مدينة بانياس التى هى بالقرب من منابع نهر الأردن وأسماها قيصرية , وقد أطلق عليها فيما بعد اسم قيصرية فيلبس لتميزها عن قيصرية الساحل التى بناها أبيه هيرودس الكبير ,  وحسّن مدينة بيت صيدا ورفع شأنها وجعلها في مستوى مدينة بالفعل، ودعاها جولياس تكريمًا لجوليا ابنة أوغسطس وزوجة طيباريوس. وكان فيلبس ذا أخلاق رفيعة، وساس شعبه بالعدل واللين (4 ق.م. ـ 13 م.)..

وكان فيلبس من أفضل أبناء هيرودس الكبير فى الإدارة والحكم , لهذا ساد البلاد الهدوء والإستقرار والرخاء فى فترة حكمة التى أستمرت إلى ما يقرب من 30 سنة , وعندما مات ضمت مملكته إلى أغريباس لأنه لم يكن له ابناء يورثونه .

وهو فيلبس رئيس الربع ، وكان أبناً لهيرودس الكبير من زوجته كليوبترا من أورشليم . ويجب عدم الخلط بينه وبين فيلبس الأول ، أخيه غير الشقيق من ماريامنة ابنة سمعان رئيس الكهنة . وقد استبعد هيرودس الكبير من وصيته فيلبس الأول من أن يكون له نصيب فى الحكم على أساس أن أمه تآمرت ضد زوجها ( كما يذكر يوسيفوس ) . وقد تزوج فيلبس الأول من ابنة أخيه " هيروديا " التى هربت منه وتزوجت أخاه غير الشقيق هيرودس أنتيباس ، بعد أن كانت قد أنجبت منه ابنة اسمها " سالومى " ، التى لعبت دوراً رئيسيا فى استشهاد يوحنا المعمدان ، برقصها فى حفل عيد ميلاد هيرودس أنتيباس . وقد تزوجت سالومى هذه من فيلبس الثانى رئيس الربع ، ويذكر يوسيفوس تاريخه بالتفصيل بما يتفق تماماً مع ما ذكره البشير لوقا ( 3 : 1 ) الذي يسميه " فيلبس " فقط ( بدون اللقب العائلى " هيرودس " ) . ويذكر يوسيفوس كيف أن هيرودس الكبير أوصى أن تقسم مملكته بين ابنائه الثلاثة ، فيأخذ ارخيلاوس نصف ممتلكاته ، وأن يقسم النصف الباقى على قسمين ( كل قسم هو ربع ممتلكات هيرودس الكبير ، ومن هنا جاءت كلمة " ربع " ) أحدهما لفيلبس ، والآخر لأنتيباس . وكان " ربع " فيلبس يشمل باتانيا وتراخونيتس وأسطورية ( أى جولاينتس وجزء من ياميا ) . أما ربع انتيباس فكان يشمل بيرية والجليل ، وهى مناطق تقع إلى الشمال الشرقى من فلسطين . وتوجد قطعة عملة سكت بزمر فيلبس الثانى فى عهد الإمبراطور طيباريوس تحمل على أحد وجهيها : " طيباريوس أوغسطس قيصر " ، وعلى وجهها الآخر " فيلبس رئيس الربع " . وكانت غالبية رعايا فيلبس من الســــريان واليونان ، وحكم في سلام لمدة سبعة وثلاثنين عاماً .
كان هذا الحاكم أفضل أفراد عائلة هيرودس . ويقول يوسيفوس عنه إنه شخص هادئ معتدل سواء فى حياته الشخصية أو فى حكمه . وكان يرعى خير رعيته تماماً . وعندما كان يتفقد أحوال الرعية ، كان يتبعه في رحلاته رجال بلاطه للنظر في شئون الرعية . وعندما كان يطلب منه أحد المعونة لم يكن يتأخر عن تلبية الطلب ، بل كان يعقد محكمته فوراً ويستمع لشكواه . كما زنه ترك آثاراً تليق باسمه وما صنعه من خير لشعبه . فقد بنى فى بانياس ، عند قاعدة جبل حرمون فى الشمال ، عند منابع نهر الأردن الرئيسية مدينة هى قيصرية فيلبس ( مت 16 : 13 ) ، لم يبق منها الآن سوى الأطلال ، وهي غير قيصرية التى على ساحل البحر المتوسط . كما بنى بيت صيدا ، وجعل منها مدينة ، وكانت تقع إلى الشمال قليلا من بحر الجليل ، فى الزردن الأعلى ، ودعاها " جولياس " على اسم " جوليا " ابنة القيصر .
وبعد أن حكم طويلا حكماً اتسم بالعدل والهدوء ، مات فى 34 م . أى في السنة الثلاثين من حكم طيباريوس قيصر ، وكان محبوباً جدَّاً من شعبه . وقد تزوج من سالومى ابنة هيروديا ولكنهما لم يخلفا نسلا ، وعند موته أضيفت ممتلكاته إلى ولاية سورية الرومانية . ويقول يوسيفوس إنه شُيِّع إلى مثواه الأخير فى مقبرة كان قد بناها لنفسه ، في جنازة مهيبة .
ويذكر البشير لوقا " فيلبس رئيس الربع " ( 3 : 1 ) . وعندما جاء المسيح إلى تلك الكور ة ، سأل تلاميذه قائلاً : " من يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان ؟ " فأجابه سمعان بطرس وقال : " أنت هو المسيح ابن الله الحي " . فأب يسوع وقال له : " طوبى لك ياسمعان بن يونا . إن لحماً ودماً لم يُعلن لك ، لكن أبي الذي في السموات " ( مت 16 : 13- 17 ، مرقس 8 : 27 - 30 ) .
وفي تلك الكورة بدأ يسوع يقول هم : " إنه ينبغى أن ابن الإنسان يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة ، ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم " ( لو 9 : 22 ) . " أما هم فلم يفهموا القول وخـافوا أن يسألوه " ( مر 9 : 32 ) .

*************************************

إسم فيلبس الذى ورد فى الكتاب المقدس
اسم يوناني معناه "محب الخيل"،

وقد ورد هذا الاسم 38 مرة في العهد الجديد عن أربعة أشخاص مختلفين، علاوة على أربعة أشخاص آخرين ورد ذكرهم في سفري المكابيين، وهم:
(1) - فيلبس الثاني ملك مكدونية (حكم من 359 - 336 ق. م.)، وهو أبو الاسكندر الأكبر (1مك 1: 1، 6: 2). وفي أيامه تم توحيد القبائل المكدونية، ولأول مرة أصبحت بلاد اليونان (باستثناء "أسبرطة") خاضعة لحكومة واحدة. ورغم أن ذلك تم بالقوة العسكرية، إلا أن هذا الحلف الهليني ساعد اليونانيين على الوقوف في وجه الغزو الفارسي. وقد اغتيل "فيلبس" قبل أن يستطيع حشد جيوشه لمواجهة الفرس، ولكن استطاع ابنه الاسكندر الأكبر قيادة اليونانيين والمكدونيين للنصر على الفرس، وتكوين إمبراطورية يونانية في الشرق الأوسط (1مك 1: 1-5).

(2) - فيلبس الرابع ملك مكدونية (220-179 ق. م.) وكان حليفاً لهانيبال القرطاجني في حربه ضد الرومان، ولكنه انهزم أمامهم في موقعه "سينوسكفالي" (Cynoscaphale) في 197 ق. م. ومات في 179 ق. م. وكان ابنه "برسيوس" هو آخر ملوك مكدونية قبل أن تصبح ولاية رومانية (1مك 8: 5).

(3) - فيلبس الفريجي الذي عينه الامبراطور السلوقي أنطيوكس الرابع حاكماً لأورشليم (حوالي 170 ق. م.) وكان أشرس أخلاقاً من الذي عينه (أنطيكوس)، إذ أحرق اليهود الذين لجأوا إلى المغاير لحفظ السبت (2 مك 5: 22، 6: 11، 8:8).

(4) - فيلبس أحد رجال بلاط "أنطيوكس إبيفانس" (الرابع)، ويوصف بأنه "رضيعه (2مك 9: 29)، عينه أنطيكوس قبيل وفاته بقليل، نائباً عنه ووصياً على ابنه "أنطيوكس الخامس" (أوباطور - 1مك 6: 14، 15). ولكن "ليسياس" - رجل آخر من رجال بلاط أنطيوكس الرابع، وكان قد عينه قبلاً نائباً على الجزء الغربي من المملكة، ووصياً على أنطيوكس الصغير (1مك 3: 32و33)، حالما سمع بموت الملك أنطيوكس إبيفانس، وتولى ابنه الصغير العرش، احتفظ بالملك الصغير تحت وصايته، وأعلن نفسه نائباً للملك، وحاول فيلبس مقاومة ليسياس (1مك 6: 55و56، 2مك 13: 23)، ولكنه إما أنه قُتل في أنطاكية (1مك 6: 62و63)، أو اضطر للفرار إلى مصر (2مك 9: 29). ولكن تمرد فيلبس اضطر ليسياس إلى رفع حصاره عن أورشليم ومنح اليهود بعض الحقوق (1مك 6: 55-62، 2مك 13: 22). ويظن البعض أنه هو نفسه فيلبس الفريجي السابق ذكره.

(5) - فيلبس بن هيرودس الكبير: من زوجته "مريامين" ابنة رئيس الكهنة سمعان، وكان أخاً غير شقيق "لهيرودس أنتيباس" ويسمى "فيلبس" (بدون هيرودس) في العهد الجديد (مت 14: 3، مرقس 6: 17، لو 3: 19)، ولكن يذكره المؤرخون باسم "هيرودس فيلبس"، وكان مقرراً أن يكون وارثاً لكل مملكة أبيه في وصية أبيه الأولى في حالة وفاة أنتيباتر الوارث الأول. وقد تزوج فيلبس من هيروديا ابنة أخيه غير الشقيق "أرسطو بولس" بن هيرودس الكبير من زوجته مريامين حفيدة هركانس المكابي، وقد أنجب من هيروديا "سالومي" التي تزوجت من أخيها غير الشقيق فيلبس رئيس الربع (وسيأتي الكلام عنه في البند التالي)، فأصبح أخوه غير الشقيق صهراً له. ولعل هذا هو سبب الخلط في اسم هيرودس فيلبس.

وعندما زار هيرودس أنتيباس أخاه هيرودس فيلبس، وهو في طريقه إلى رومية، أغرى أنتيباس هيروديا زوجة أخيه هيرودس فيلبس أن تهجر زوجها، وأن يتخذها هو زوجة له حالما يستطيع تطليق زوجته ابنة الحارث ملك النبطيين (كما يذكر يوسيفوس). وقد أدى توبيخ يوحنا المعمدان لهيرودس أنتيباس، بالقول: "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك" (مرقس 6: 18، مت 14: 4)، إلى قطع رقبة يوحنا استجابة لطلب سالومي ابنة هيروديا، بناء على رغبة أمها (مرقس 6: 14-28، مت 14: 3-11، لو 3: 9و20).

(6) - فيلبس رئيس الربع: وهو ابن هيرودس الكبير من زوجته كليوبترا من أورشليم، وقد شمل حكم فيلبس (4 ق. م. إلى 34 م) منطقة أممية قليلة السكان إلى الشمال الشرقي من العشر المدن وبحر الجليل، إلى الشرق من نهر الأردن الأعلى بما في ذلك منحدرات جبال لبنان الشرقية، فكانت تشمل جولانيتس وأورانيتس وباتانيا وتراخونيتس وإيطورية (لو 3: 1). وكانت عاصمتها "بانياس" التي سميت قيصرية فيلبس "تمييزاً لها عن "قيصرية" الواقعة على ساحل البحر المتوسط جنوبي جبل الكرمل. وكان محبوباً من رعيته لعدله واعتداله (كما يذكر يوسيفوس). وقد تزوج من "سالومي" ابنة هيرودس فيلبس وهيروديا. وقد مات في مدينة "يولياس في شتاء 33/34 م (في السنة الثلاثين لطيباريوس قيصر). وقد ضُمت ولايته بعد موته إلى ولاية سورية لمدة ثلاث سنوات، ولكن في 37 م. أُعطيت لابن أخيه أغريباس الأول (37-44).

(7) فيلبس الرسول: أحد تلاميذ الرب يسوع المسيح الاثنى عشر، ويرد اسمه باستمرار الخامس في قائمة الرسل بعد اسمي الأخوي سمعان بطرس وأندراوس، والأخوين يعقوب ويوحنا (مت 10: 3، مرقس 3: 8، لو 6: 14، أع 1: 13). ويقول البشير يوحنا إنه بعد أن شهد يوحنا المعمدان عن المسيح قائلاً: "هوذا حمل الله" (يو 1: 29، 36)، بدأ اثنان من تلاميذه في اتباع يسوع، وكان أحدهما أندراوس الذي أخبر أخاه سمعان بطرس قائلاً: "قد وجدنا مسيا" (والأرجح أن التلميذ الآخر كان هو يوحنا البشير نفسه). وفي اليوم التالي ذهب يسوع إلى الجليل وهناك "وجد فيلبس فقال له اتبعني. وكان فيلبس من بيت صيدا من مدينة أندراوس وبطرس. فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ قال له فيلبس: تعال وانظر" (يو 1: 35-51). ومن هذا نرى أن فيلبس كان من أوائل من تبعوا يسوع، وأنه بادر على الفور في دعوة الآخرين ليتبعوا يسوع.

وكسائر الرسل كان في حاجة إلى تعلم الكثير عن شخص الرب يسوع وقدرته. ويبدو أن هذا كان السبب في سؤال المسيح له قبل معجزة إطعام الآلاف الخمسة: "من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟" (يو 16: 5)، فأجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً" (يو 6: 6و7) – وهو ما يعادل أجر عامل في أكثر من نصف سنة – انظر ( مت 20: 1-15). ولكن المعجزة التي صنعها الرب علمته بأن إطعام الجموع ليس مشكلة أمام الرب الذي خلق كل الكون.

والمرة التالية التي نقرأ فيها عن فيلبس، هي عند دخول الرب الظافر إلى أورشليم، عندما تقدم "أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد - إلى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسألوه قائلين: "يا سيد نريد أن نرى يسوع فأخبر فيلبس أندراوس، وذهب الاثنان وأخبرا يسوع" (يو 12: 20-22). وقد يدل هذا على أن فيلبس كان شخصاً يتوسم فيه الآخرون خيراً، يسهل التعامل معه، ولعله أيضاً كان يعرف اللغة اليونانية.

وفي العلية، قبيل إلقاء القبض على يسوع، "قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا" ولعل فيلبس كان يرجو - في كامل الخضوع والولاء - أن يحظى بنوع خاص من الإعلان (مثلما سبق أن طلب موسى - خروج 33: 18)، ولكن الرب يسوع قال له: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ... الذي رآني فقد رأى الآب ... أنا في الآب، والآب فيَّ" (يو 14: 8-31). ويقول إكليمندس السكندري إنه هو التلميذ الذي طلب من المسيح أن يذهب ليدفن أباه أولاً" (مت 8: 21).

وفي بعض كتابات الآباء خلط ما بين فيلبس الرسول وفيلبس المبشر (انظر الفقرة التالية). والمرجح أنه بعد أن كرز بالإنجيل في جهات كثيرة، استقر في مدينة "هيرابوليس" إحدى مدن ولاية أسيا الرومانية، ومات فيها. ولا يُعلم على وجه اليقين ما إذا كان قد مات موتاً طبيعياً أو مات شهيداً.

(8) - فيلبس المبشر: وكان أحد السبعة الذين انتخبتهم الكنيسة في أورشليم للإشراف على خدمة الأرامل في الكنيسة الأولى، وأقاموهم "أما الرسل، وصلوا ووضعوا عليهم الأيادي". وكان يجب أن يكونوا مشهوداً لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة. وكان جميع السبعة - بما فيهم فيلبس - يحملون أسماء يونانية. وكان واحد منهم هو "نيقولاوس" دخيلاً أنطاكياً (أي أنه لم يكن من أصل يهودي). وليس من الواضح تماماً - مما جاء في الأصحاح السادس من سفر أعمال الرسل - ما إذ1 كانوا قد اعتبروهم شمامسة بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكن يكاد الإجماع ينعقد على أنهم أساس رتبة الشمامسة (أع 6: 1-7).

وكان من بين السبعة استفانوس وفيلبس اللذين نقرأ عنهما في العهد الجديد شيئاً أكثر. وقد اشتهر فيلبس بعد ذلك باسم "فيلبس المبشر" (أع 21: 8) تمييزاً له عن فيلبس الرسول، وكان في الواقع جديراً بهذا اللقب، إذ عندما حدث اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، "تشتت الجميع في كورة اليهودية والسامرة - ما عدا الرسل" - "فانحدر فيلبس (أي أنه ليس فيلبس الرسول) إلى مدينة من السامرة، وكان يكرز لهم بالمسيح" وكانت كرازته من القوة حتى قبل الكثيرون الإنجيل بفرح عظيم (أع 8: 1-8). ولما بلغت أخبار نجاح فيلبس في السامرة، إلى الرسل في أورشليم، أرسلوا إليهم الرسولين بطرس ويوحنا (أع 21: 14-16).

وفي وسط هذا النجاح الباهر، أمر الرب فيلبس أن يترك السامرة ويذهب نحو الجنوب إلى غزة في البرية. ومن وجهة النظر البشرية، لابد أن الأمر بالانسحاب من وسط هذا النجاح، وتجاوب سكان السامرة مع كرازة فيلبس، ليذهب إلى منطقة صحراوية، بدا أمراً غريباً جداً. ولكن فيلبس أثبت أنه كان خاضعاً تماماً لمشيئة الرب، ونفذ أمره بدون أدنى تساؤل أو تردد. ولم يجد في البرية جموعاً مستعدة للاستماع إليه، بل وجد شخصاً واحداً ليبشره. وكان ذلك الشخص رجلاً حبشياً يشغل مركز وزير مالية كنداكة ملكة الحبشة، وكان راجعاً إلى بلاده بعد زيارته لأورشليم. وتتجلى نعمة الله وحكمته، في أن هذا الرجل كان يقرأ - بصوت مسموع - الأصحاح الثالث والخمسين من نبوة إشعياء - إنجيل العهد القديم - ومن هذا الأصحاح بشره فيلبس بيسوع، فآمن واعتمد وذهب في طريقه فرحاً (أع 8: 25-39). ولم يكن معنى قيام فيلبس بذلك، أنه كان أول من كرز بالإنجيل لشخص أممي فحسب، بل كان معناه أيضاً حمل الإنجيل إلى قارة إفريقية عن طريق هذا الوزير الحبشي، فقد كانت الكبرياء اليهودية تدفعهم إلى احتقار السامريين، والنظر إلى الأمم على أنهم نجسون. ولكن استطاع فيلبس في غيرته للكرازة بالإنجيل أن يبشر السامريين ثم الوزير الحبشي، وهكذا تخطى الحواجز الاجتماعية والعداء العرقي، وأثبت أن نعمة الله في المسيح يسوع متاحة للجميع مجاناً. وبعد ذلك ذهب فيلبس من غزة إلى أشدود "وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى قيصرية" (أع 8: 40)، حيث استقر فيلبس فيها. واستضاف في بيته في قيصرية الرسول بولس والبشير لوقا ورفقاءهما حيث أقاموا عنده أياماً كثيرة في أثنا ءعودتهم من رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة. ويذكر لوقا أن فيلبس كان له "أربع بنات عذارى كن يتنبأن" (أع 21: 8-10). وعندما كان الرسول بولس سجيناً في قيصرية لمدة سنتين، لا شك في أنه حظي بالكثير من مشاعر المحبة الأخوية والخدمة المخلصة من فيلبس والأخوة في قيصرية (أع 23: 31-35، 24: 23-27).

**************

المرجع

موقع آفا بيشوى  http://katamars.avabishoy.com/bible/dictionary/20/204.htm

(1) التترارش Tetrarch كلمة تعنى «الحاكم التابع» هي الترجمة العربية للكلمة اليونانية «تتراخ» وتعني حرفياً «رأس الأربعة» ولكنها فقدت معناها الأصلي وأصبحت بمعنى «حاكم تابع»، وهو أقل مرتبة من الملك الروماني (دوكس). وقد كان لقب «الحاكم التابع» يُمنَح في المرحلة الرومانية للحكام الذين يقلون أهمية عن حكام مقاطعات يهودا وسوريا. وكان الحاكم الروماني هو الذي يُعيِّن الحاكم التابع. وكانت المنطقة التي يحكمها الحاكم التابع تُسمَّى «التتراخية». وكان للحاكم التابع، داخل مقاطعته، حقوق الملوك في الأمور الداخلية، كما كان له دخل سنوي ثابت، ولكنه كان خاضعاً تماماً لروما في الشئون الخارجية. وقد عُيِّن هيرود في منصب الحاكم التابع قبل أن يُعيَّن ملكاً رومانياً (دوكس). وقد كانت المقاطعة التابعة شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية.

 

This site was last updated 12/13/13