Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تاريخ الأمازيغ في مصر 2758 عامــا من العزلة «5»

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تاريخ الأمازيغ2
تاريخ الأمازيغ3
تاريخ الأمازيغ4
تاريخ الأمازيغ5

Hit Counter

 

سيرة الأمازيغ في مصر .. 2758 عامــا من العزلة «5»
12/10/2008
«البديل» ذهبت إلي عالمهم في واحة سيوة وعادت بالحكاية كاملة:
في الحلقة الخامسة من ملف الأمازيغ في مصر نحاول أن نقدم الوجه الآخر للقضية من خلال حوار مع د. مصطفي النشرتي، المتخصص في القضايا الحدودية، وتحدث فيه عن تاريخ الأمازيغ ويرد فيه علي ما اعتبره مغالطات تاريخية حول اعتبار مصر الموطن الأصلي للأمازيغ، مؤكدا أن الموطن الأصلي للأمازيغ هو شمال أفريقيا، وتحديداً من مدينة القيروان في تونس حتي ساحل المحيط الأطلسي. تناقش الحلقة الخامسة أيضا مجموعة من المستندات والوثائق حول واحة "جغبوب"، وترصد الصراعات العسكرية التي حركتها قوات الاحتلال للسيطرة علي مناطق الواحات ثم الأزمات السياسية التي وقعت بين مصر وليبيا خلال فترات زمنية مختلفة لإثبات حق مصر في أراضي الواحات الواقعة داخل الأراضي الليبية أو مطالبات ليبية باسترداد واحات تعتبرها مصر جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتظل رؤية د. النشرتي مهمة لاستكمال الرؤية حول القضية ولكنها في الوقت نفسه تحتاج للتوقف أمامها وأمام ما ورد بها من آراء ومعلومات. ملف يحققه : يوسف عبد ربه
خبير في القضايا الحدودية المصرية يفك شفرة علاقة الأمازيغ بليبيا
مصطفي النشرتي: حلم ضم سيوة مازال يداعب خيال الليبيين.. و«جغبوب» مصرية بشهادة دول الاحتلال
مصر أعدت دراسات منذ عام 1940 حتي 1947 تثبت حقها في واحة «جغبوب» وهضبة السلوم وميناء البرية
الدكتور مصطفي النشرتي، أستاذ الاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، واحد من أكثر الأشخاص اهتماما بمشكلات مصر الحدودية وله في ذلك مؤلفات عديدة، ومنها كتاب "انقاذ مصر" الذي يتناول بالأوراق والوثائق حق مصر الأصيل في واحة "جغبوب" وهضبة السلوم وغيرهما من الأراضي المصرية التي انتزعتها إيطاليا لصالح ليبيا، في ظل حسابات سياسية بين قوات الاحتلال.. أكد النشرتي أن الصراع بين العرق الأمازيغي في سيوة والقبائل العربية يعود إلي ممارسات قوات الاحتلال التركي والإيطالي في تلك الفترة وليس إلي دخول الإسلام إلي مصر.. وفي نص الحوار العديد من التفاصيل..
> دعنا من البعد التاريخي لأزمة الواحات المصرية مع "ليبيا".. ما موقف الحكومات المصرية المتتالية بعد الثورة من تلك القضية؟
- الموقف كان دبلوماسيا ليس أكثر.. فقد عكفت الحكومة منذ عام 1940 حتي عام 1947 علي إعداد أبحاث تفصيلية وتجميع الوثائق التي تثبت حقوق مصر التاريخية في تلك المناطق، وتم التقديم بها رسميا إلي مؤتمر الصلح في "باريس" عام 1946 ومؤتمر وزراء خارجية الدول العظمي في "لندن".
> ماذا تضمت المذكرات التي تقدمت بها مصري من دلائل الاثبات لأحقيتها في الواحات؟
- تضمنت المذكرات بندين أساسيين.. أن مصر تطالب باستقلال "ليبيا" ووحدتها، وكانت الدول العظمي ضد تلك الرغبة، وكانوا يستهدفون تقسيمها إلي 3 مناطق، علي أن تكون كل منطقة خاضعة لدولة عظمي.. أما البند الثاني، فكان طلب مصر تعديل حدود مصر الغربية، التأكيد علي رغبتها في استرداد مناطق معينة، وهي منطقة "هضبة السلوم" بما تشمله من ميناء "بردية"، لأن تلك الهضبة لها أهمية عسكرية كبري، فمن يسيطر عليها يمكنه تهديد حدود مصر الشمالية.. أما المنطقة الثانية فكانت واحة "جغبوب" التي تمثل عنق الزجاجة والمدخل الطبيعي من الجهة الغربية لجميع واحات مصر الغربية وقد سبق لإدريس السنوسي أن هاجم القوات المصرية واستطاع احتلال جميع الواحات.
> كيف قبلت الحكومة المصرية بحكم "السنوسي" علي واحة "جغبوب" وقد كانت تحت السيادة المصرية وقتها؟
- بدأت قصة حكم "السنوسي" لواحة "جغبوب" من الصراع الذي كان دائرا بين تركيا ومصر بعد احتلال بريطانيا مصر، وقد حدث أن احتلت تركيا "أم الرشراش" عام 1906، كما احتلت "سيناء" مرتين، عام 1915 و1916 واستمرت المعارك في سيناء لمدة عامين، لإجبار القوات التركية علي الانسحاب من الاراضي المصرية.. في ذلك الوقت أرسل الاتراك والالمان إلي "إدريس السنوسي" وأغروه بالدخول في حرب مع مصر، مستغلا انشغال مصر في حربها مع الأتراك في سيناء وضعف خطوطها الغربية لاحتلال الواحات والزحف منها إلي القاهرة.. وقد صدق "السنوسي" الإغراءات التركية والألمانية، وقام بغزو صحراء مصر الغربية واستطاع الوصول إلي مشارف النيل، وظل هذا الاحتلال لمدة 15 سنة، إلي أن تم إنشاء سلاح الهجانة المصري الذي استطاع تحرير الواحات المصرية، وتم عقد اتفاقية مع "السنوسي" تقضي بالاكتفاء بالزعامة الدينية، وأن يكون حاكما لواحة "جغبوب" تحت السيادة المصرية، وكان هناك شرط في تلك الاتفاقية بألا يزيد أتباعه المسلحون في الواحة علي 50 فردا، يستخدمون لحفظ الأمن الداخلي فقط داخل الواحة.
> هل نستطيع أن نعتبر أن تلك الحوادث ضمن أسباب الحساسيات الدائمة بين الأمازيغ والعرب؟
- نعم.. فقد كان للبعد التاريخي دور مهم في إحياء الصراع العرقي بين العرب والأمازيغيين، وقد استغلت تركيا هذا الصراع للحد من السيطرة البريطانية علي مصر وإثارة المشكلات مع الحكومة المصرية.. فقد دخلت تركيا في الحرب وكان موقفها الثابت من الغارات بين القبائل العربية والأمازيغية أن هذا صراع علي الحدود بين مصر والدولة العثمانية، ورغم أن "السنوسي" كان حاكما لإقليم مصري آنذاك، إلا أن الدولة العثمانية عندما اعترفت باستقلال "ليبيا" عينته ملكا علي ليبيا، وذلك لإثارة النزاعات القبلية والعرقية علي الحدود الغربية.
> ما يوثق له الأمازيغ، أن البعد التاريخي للعداء مع العرب يعود إلي دخول الإسلام مصر.. فما حقيقة هذا الأمر؟
- لا أعتقد هذا.. لأن الأمازيغيين بالكامل دخلوا إلي الإسلام، فلماذا الصراع في فترة دخول الإسلام؟
> بعضهم يعتقد أن الإسلام دخل إليهم بالقوة؟
- لم يدخل إليهم الإسلام بحد السيف، فالقبائل العربية دخلت واحتلت شمال إفريقيا، وأقامت مع الأمازيغ.. وكانت القبائل العربية "أقلية" بين القبائل الأمازيغية ونسبتها لا تتعدي نسبة 1% من السكان، إلا أنه مع مرور الوقت دخل الأمازيغ في الإسلام وانتشرت اللغة العربية، وقد وصل الأمر إلي انضمام العديد من الأمازيغيين إلي جيوش "عقبة بن نافع".. كما أن الدولة الفاطمية بدأت في "القيروان" واستعانت بالأمازيغ في تكوين الجيوش، وكانوا الأغلبية في ذلك الوقت بين سكان المنطقة، وعندما دخل الفاطميون إلي مصر جاء معهم الأمازيغ، فيما أطلق عليه موجة الاستيطان الثانية، لأنه سبق أن دخل الأمازيغ إلي مصر في عهد رمسيس الثاني وحكموا البلاد في فترة لاحقة من حكمه.. خلاصة كل هذا أن القبائل العربية التي دخلت إلي مصر والمنطقة لم يكن ذلك مع دخول الإسلام، بل أنه كان سابقاً لدخول الإسلام مصر، وأن العرب تعايشوا مع الأمازيغ لفترة طويلة جدا قبل دخول الإسلام، وأن العداء الحقيقي بين العرب والأمازيغ حديث العهد ويعود لما حدث في فترة الاحتلال الايطالي لـ"ليبيا" والاحتلال الإنجليزي لـ"مصر".
> وأين موقع الأمازيغ من مصر إذا؟
- هناك مغالطة تاريخية.. وهي أن مصر موطن للأمازيغ.. وهذا "غير صحيح".. فالموطن الأصلي للأمازيغ شمال إفريقيا.. "القيروان" في تونس حتي الساحل الأطلسي، لكن حدث تاريخيا هجرات لقبائل أمازيغية وليبية إلي مصر واستوطنت فيها، والسبب الأساسي في هذه الهجرات كان المطر والمرعي قبل ان يكون الحرب، ولذلك استوطن وبقي الأمازيغ في سيوة دون غيرها.
> لكن الموثق تاريخيا أن الأمازيغ توسعوا في استيطانهم حتي بلغوا معظم أراضي مصر تقريبا؟
- هذا صحيح.. لأنهم عندما جاءوا في بداية الأمر كانوا "قلة".. وذهبوا في بداية دخولهم إلي مصر إلي مناطق المطر والمراعي، لكنهم استطاعوا التوغل في الجيش المصري في عصر الفراعنة حتي وصلوا إلي الحكم، وفي تلك الفترة حدث توسع وانتشار لهم في جميع أنحاء مصر تقريبا.. ساعدهم علي بقائهم وانتشارهم دخول الدولة الفاطمية إلي مصر، لأنها لم تعتمد علي المصريين في الجيش خوفا من حدوث انقلابات ضدهم، فاعتمدوا علي الأمازيغ في بداية الأمر، وعندما توغل الأمازيغ في الجيش بشكل يبعث الخوف، بدأت الدولة الفاطمية تعتمد علي النوبيين، حتي أصبح معظم قادة الجيش من النوبيين.
> دعنا نعود مرة أخري إلي قضية الواحات وموقف الأنظمة المصرية المتتالية من المطالبة بعودتها إلي مصر.. هل سجلت أي من الحكومات المتعاقبة بعد الثورة أياً من المواقف التي تطالب بعودة الواحات؟
- كان للرئيس محمد نجيب موقف تاريخي، بأن أرسل برقية لمجلس النواب الليبي في أول اجتماع له وهنأه باستقلال "ليبيا" وطالبه بإعادة الأراضي التي احتلتها إيطاليا أو أخذتها بالقوة، ولكن الليبيين رفضوا التفريط في الأراضي التي ورثوها من الاحتلال الإيطالي.. أما الرئيس عبد الناصر فلم يسجل أي موقف في هذا الشأن، بينما في عصر الرئيس أنور السادات حدثت مشاداة وأزمة سياسية، بدأت بأن "عبدالسلام جلود" عضو مجلس قيادة الثورة أنذاك، طالب بتعديل حدود ليبيا، لتصل إلي "رأس علم الروم" وضم واحة سيوة إلي ليبيا ووصل الأمر أيضا إلي الادعاء بأن حدود ليبيا تمتد حتي "العلمين" وكان رد الرئيس السادات علي تصريحات "عبدالسلام جلود" هي تحريك القوات المصرية والتوجه نحو "طبرك" وواحة "جغبوب".. ولولا تدخل الملوك والرؤساء العرب لكان هناك صراع عسكري عام 1977 علي خلفية التوترات التي خلفتها تلك التصريحات ورد الفعل من الجانب المصري.
> البعض يرجع طمع ليبيا في سيوة وتصريحات "عبدالسلام جلود" بضمها إلي الاراضي الليبية، إلي ضعف التنمية والاهمال من قبل الحكومة المصرية لواحة سيوة في العصور السابقة.. هل المناطق الحدودية المصرية تلقي رعاية بالشكل الذي يؤمن ولاء أبنائها لمصر؟
- مناطق الحدود المصرية بعيدة عن العمران، والحكومة لا تقدم الخدمات ولا ترعي مصالح سكان تلك المناطق الحدودية.. ولو توجهنا إلي نظريات الأمن القومي في جميع دول العالم، سنجد أن الدول تركز علي تأمين حدودها بالاستيطان وتركيز السكان في مناطق الحدود.. وهذا الأمر ما نفتقده في سيناء حتي الآن، لكن هناك توجهاً إلي أن يكون سكان سيناء من القبائل السيناوية وتحديدا في "عين الجديرات" حتي يكونوا حراسا علي حدود مصر، وقد كانت الحكومة المصرية لفترات طويلة تمنح زعماء القبائل رواتب شهرية مقابل الدور الذي يقومون به في حماية الحدود
> هل تري خطرا يهدد واحة سيوة؟
- ليس هناك خطر من الناحية العسكرية لأن القوات المصرية قادرة علي رد أي هجوم، لكن الخطر الحقيقي هو غياب التنمية عن سيوة، خاصة أن سيوة بها موارد كثيرة غير مستغلة، كما أن أهل سيوة هم الوحيدون من بين سكان الواحات الأخري الذين يشعرون بتميز أصلهم عن الأصول العربية والنوبية والصعيدية التي تسكن الواحات الأخري، فجميع الأصول التي تسكن الواحات الأخري باتت "هجيناً" من أصول مختلفة عدا الأصل الأمازيغي السيوي الذي رفض الاختلاط بالعرب والنوبيين حتي الآن وهم يشعرون بالعزلة عن عالمنا نحن، وهذا جعل الساسة يستغلون هذا العرق.. ومازال الاستغلال قائما.. فهناك دعوات مشابة لدعوات "عبدالسلام جلود" بأن أراضي مصر الغربية هي أراض ليبية، مازال هذا التصريح كامناً في نفوس السياسيين الليبيين.
> هل تعتقد أن ما يثار من تشكيك حول أبناء سيوة يعد سببا كافيا للتعامل معهم كملف أمني؟
- أنا أعترض اعتراضا شديدا علي العلاج الأمني لمشكلات مصر، فالأمن ليس لديه القدرة ولا المعلومات لعلاج تلك المشكلات.. فعلاج مشكلات الأقليات يكون بالتنمية.
> كيف تري مطالب أهل سيوة بتدريس اللغة الأمازيغية لأبناء سيوة؟
> ليس هناك مانع علي الإطلاق.. فاللغة القبطية يتم تدريسها في الكنائس، والنوبيون يتحدثون لغتهم دون حرج.. علينا أن نقر التعددية في المجتمع حتي لا نواجه مشكلات وصعاب <

مضابط البرلمان عام 1932 توضحها.. والرسائل المتبادلة بين قوات الاحتلال تعترف بها:
أطماع ليبيا التاريخية في سيوة.. وقصة 4 واحات ضاعت من مصر
ظل النزاع علي حدود مصر الغربية ممتددا عبر سنوات طويلة، و انتهي بخسارة العديد من أراضيها إذ لم تكن كل أراضي مصر التي دار حولها النزاع.. كانت البداية محاولات تركيا فرض سيادتها علي "السلوم" ثم محاولات إيطاليا توسيع حدود مستعمراتها الليبية علي حساب الأراضي المصرية، مما أدي إلي ضياع أراض مصرية، هي ميناء "البردية" و"هضبة السلوم" و"واحة جغبوب" في الوسط.. و"واحات أركنو" و"العوينات" في الجنوب.. بدأت قصة انتزاع تلك الأراضي من السيادة المصرية أثناء أزمة خليج السلوم عام 1904، فقد كان هناك خلاف مع الدولة التركية والتي استطاعت الاستيلاء علي مدينة السلوم في 9نوفمبر 1904 وأقام الاتراك ثكنات عسكرية بالمدينة، مما أثار الاحتلال الإنجليزي لمصر، فبدأت ضغوط بريطانية علي الحكومة العثمانية للانسحاب من مدينة السلوم والاعتراف بالسيادة المصرية علي مدينة السلوم...وكان ذلك هو أول نزاع علي حدود مصر الغربية.
حدث أثناء ذلك - وفيما بعد- غارات من قبائل ليبية علي صحراء مصر الغربية طوال الفترة من 1901 حتي 1916، وقد بدأت بغارة من قبيلة "الأوازير" من بني غازي علي قبيلة "القطيفة" وهي واحدة من القبائل المصرية علي الحدود مع ليبيا... وعندما زار قائد السواحل المصري آنذاك ميناء السلوم عام 1905، أبلغته مشايخ القبائل المصرية أنهم يتوقعون غارات من القبائل الليبية، وقد كان للأتراك والألمان دور في هذه الغارات، فقد أرسلا إلي السيد احمد السنوسي في صحراء ليبيا، وأغروه بالدخول في الحرب ضد القوات البريطانية والمصرية، وطمع "السنوسي" في فرض سيطرته علي أجزاء عديدة من مصر مما أدي إلي الدخول في 6 معارك مع القوات المصرية والبريطانية.. ومنها معركة "بئر ماجد" عام 1915 و"العطاطين" عام إيطاليا"ليبيا"، طالبت بريطانيا بتنفيذ اتفاقية "ملنر -شالويا" وتسليم واحة "جغبوب" إلي ليبيا.. وكانت مصر في ذلك الوقت قد حصلت علي استقلالها وأصبحت دولة مستقلة ولا تستطيع بريطانيا إجبار الحكومة المصرية علي تسليم واحة "جغبوب" وقد حدث آنذاك، أن الزعيم "سعد زغلول" رفض تنفيذ هذه المعاهدة علي أساس أنه ليس من حق انجلترا التنازل عن أرض مصرية إلي دولة أجنبية، خصوصا بعد حصول مصر علي الاستقلال وأصدر مجلس الوزراء برئاسة "سعد زغلول" آنذاك قرارا بتحصين واحة سيوة عسكريا وصد أي هجوم إيطالي علي واحة "جغبوب" و"واحة سيوة"...وعندما التقي السفير الإيطالي بالملك أحمد فؤاد وطلب منه تسليم واحة "جغبوب" إلي إيطاليا طبقا لنصوص الاتفاقية...رفض الملك وقال وقتها :" لا أريد أن يذكر التاريخ أن هناك ملكاً مصرياً تنازل عن شبر واحد من التراب المصري، كما أن الدستور المصري يرفض التنازل أو تعديل الحدود إلا بموافقة البرلمان، وحتي لو وافق البرلمان علي التنازل عن واحة "جغبوب" فأنا لن أوقع علي معاهدة تنازل عن الواحة، وليحتل الأتراك "جغبوب" و"سيوة" كما يهددون، لأن شعب مصر سيحرر تلك الأراضي في يوم من الأيام، لكن التاريخ لن يغفر لي إذا تنازلت عن شبر واحد من أرض مصر"... سقطت حكومة سعد زغلول وجاءت حكومة "أحمد زيور" الذي قبل مطالب إيطاليا بتسليم واحة "جغبوب" ووقع علي تلك المعاهدة دون أن تعرض علي البرلمان، وعندما عرضت عليه رفضها لمدة 7 سنوات.. لكن حدث أن ضاق صدر "موسوليني" بمعارضة البرلمان للتصديق علي الاتفاقية، فتم الضغط علي الحكومة لتمرير الاتفاقية في مجلس النواب.. ورغم إقناع أعضاء مجلس النواب جميعا بحقوق مصر التاريخية في واحة "جغبوب" لكنه تراجع عنها خوفا من التهديدات الإيطالية المتكررة باحتلال مرسي مطروح مالم يصدق البرلمان المصري علي هذه المعاهدة.. ولذا اضطر البرلمان للتصديق عليها... تبقي حقوق مصر التاريخية ثابتة في هذا الأمر، ولعل أبرز الوثائق الدالة علي هذا، اعترافات إيطاليا المكررة بملكية مصر لواحة "جغبوب".. فقد صدر بيان رسمي إيطالي عام 1890 عن أركان حرب القوات الإيطالية اعتبر فيه "هضبة السلوم" وواحة "جغبوب" ضمن حدود مصر.. وكذلك اتفاقية تم توقيعها بين محافظ الصحراء الغربية والسيد "إدريس السنوسي" بعد أن تمكن سلاح الهجانة المصري من تحرير الواحات المصرية من احتلال قوات السنوسي، وقد أعطي هذا الاتفاق لـ"السنوسي" الحق في أن يتولي حكم واحة "جغبوب" مع بقائها تحت السيادة المصرية... بالإضافة إلي خطاب تم إرساله من الوزير المفوض الإيطالي إلي الحكومة المصرية في أغسطس عام 1924 يطالب فيه الحكومة المصرية بالتدخل لمنع الثوار الليبيين من استخدام واحة "جغبوب" كقاعدة لنشاطهم ضد إيطاليا، وهذا اعتراف ضمني من إيطاليا بالسيادة المصرية علي واحة "جغبوب" كما أن هناك العديد من الأدلة الأخري التي تثبت حق مصر في الواحة، ومنها عدد من الخرائط التي أعدت خلال الفترة من 1921 حتي 1925 واثبتت دخول "جغبوب" ضمن الأراضي المصرية، وتلك الخرائط موجودة في المتحف البريطاني، كذلك "أطلس جوشن" الصادر عام 1866 والمحفوظ بدار الكتب المصرية وقد أثبت حق مصر في الواحة... والمشروع الذي تقدم به "كتشنر" المندوب السامي البريطاني، واقترح فيه ترسيم الحدود بين مصر وليبيا، وكان ميناء "البردية" و"هضبة السلوم" وواحة "جغبوب" ضمن الأراضي المصرية في هذا المشروع
بعيدا عن واحة "جغبوب"... حدث أن قامت القوات الإيطالية باحتلال لواحات "أركنو" و"العوينات" عام 1934... وقد كانت تلك الواحات مجهولة تماما، وأول من اكتشفها هو "أحمد حسين بك" عام 1923 ومن بعده الأمير "كمال الدين حسين" بين عامي 1924 -1926 وكلاهما مصري، ويعد هذا الاكتشاف حدثًا تاريخيا ينسب لمكتشفه، وإلي هذا فقد اعتبرت تلك الأرض مصرية
لكن ما حدث أن إيطاليا عندما احتلت واحة "الكفرة" وجدت أنه لا قيمة ولا جدوي لهذه الواحة من الناحية العسكرية والاستراتيجية مالم يتم احتلال "أركنو" و"العوينات" و"آبار سارة" وهي واحات تقع علي ناحية الغرب والجنوب من واحة "الكفرة"، ولذلك اتجهت إيطاليا عام 1934 للاحتلال العسكري لتلك الواحات المصرية... لكن بريطانيا احتجت علي هذا الاحتلال، رغم حصول مصر علي استقلالها، لكن كانت هناك اتفاقية للدفاع عن مصر، فحدث تبادل مذكرات بين بريطانيا وإيطاليا لتسوية هذا الأمر، لكن نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية والحسابات السياسية والمعاهدات المبرمة بين الدولتين، تم التنازل -في ظل تبادل المذكرات- عن هذه الأراضي" أركنو والعوينات وآبار سارة" إلي تركيا، مقابل وقف الحرب والتهديدات باستخدام القوة لاحتلال المزيد، وتم إخطار الخارجية المصرية بهذه التسوية.. ولم تعترض علي ذلك
 

 

 

This site was last updated 05/29/10