المماليك فكانوا ثلاثة أجيال: البحرية والبرجية والشراكسة:
أولاً البحرية, وحكم منهم ستة انتهت حياة خمسة منهم بالقتل.
ثانيا : المماليك البرجية فقد حكم منهم 21 واحدًا, خلع منهم 11 وقتل 4,
ثالثا : المماليك الشراكسة : فقد حكم منهم 25 وخلع منهم 12 وقتل اثنان واستقال واحد وخنق واحد وشنق واحد, وكان أعقلهم سعيد جقمق الذي استقال دون خنق وشنق!!
مصر والحكم المملوكى الإسلامى
.648 هـ -922هـ/1250 م - 1517م)
، جلب الأيوبيين عبيد أشتروهم وهم أسرى الحروب الإسلامية التى جرت فى اوربا وشرق آسيا وربوهم كجنود المماليك أى أنهم فى الأصل أطفالاً علموهم الإسلام ودربوهم على القتال فأصبحوا جنود محترفون من الرقيق ليس لهم مهنة إلا القتال ، ورثت دولة المماليك الدولة الأيوبية كان الأيوبيون يشترونهم من أواسط آسيا، ويميز المؤرخون بين سلالتين من المماليك:-
المماليك البحرية وكان المماليك البحرية يجلبون من بلاد القبجاق جنوب روسيا، مع خليط من المغول والأكراد وكانوا يقيمون في ثكنات أعدت لهم في جزيرة الروضة في نهر النيل وقد كان نظام الحكم الوراثي هو السائد لدى المماليك البحرية.
والمماليك البرجية أما المماليك البرجية فكانوا من الشركس نسبة إلى القلعة التي كانوا يقيمون فيها فقد كان نظام الحكم السائد قائما على أساس اختيار السلطان وفقا لمبدأ الأقدمية. .
، وكان المماليك بصفة عامة لديهم نسق إداري هرمي معقد كان الرق فيه أساسا للترقية، فلم يكن للعناصر الحرة منهم بمن فيهم أبناء المماليك السابقين مكان في الجيش المملوكي.
وقد لعب المماليك بالخلافة العباسية التى أصبحت اسميا فى الوقت الذى كانوا يحكمون فعلياً ، وقد أستضاف المماليك الخلافة العباسية فى مصر حيث لجأ الخليفة العباسى إليها هربا من هجوم التتار وفى عصر المماليك كان الحكم الفعلى للمماليك على جميع بلاد الخلافة اٌسلامية وأصبح حكم الخليفة أسمياً فقط , وامتد حكم المماليك إلى ليبيا والسودان، وفى النهاية قضى العثمانيون على دولة المماليك ولكن ظلت الطبقة العسكرية المملوكية تحكم مصر حكما فعليا، حتى قضى عليهم محمد علي نهائياً فى عام 1811 م. ( الصورة الجانبية أحدى خوزات جنود المسلمين كانوا يلبسونها حماية للرأس )
*****************************
أسباب سقوط الحكم المملوكى على مصر
ذكر دكتور عبد الحليم عويس فى دراستة عن اسباب سقوط المماليك (1) فقال : " كانوا دائما أهل طعان ونزال .. كانوا أشقاء للسيف والرمح ، هو هويتهم وهو مؤهلهم للحياة والبقاء .. وعلى امتداد تاريخهم كان السيف مقرونا بهم . وكانوا عضد الدولة الإسلامية في كثير من المواقف ، وكانوا حماتها من أعدائها .
وفي مقابل ذلك عاشوا .. وتحملتهم شعوب مصر والشام ، وسمحت لهم بالسيطرة عليها .. وهم بدورهم كانوا جيشها وأسطولها وحماتها أمام كل غزو خارجي ، وكانوا يخضعون لتقاليد البلاد ولا يعرفون لهم ولاء إلا للدين الذي عاشوا به وربوا على تعاليمه ، وإلا للسلطان الذي يحكم ...
ثم مع تطورهم الداخلي أصبح ولاؤهم للسلطان الذي يحكمهم منهم ..
ولقد شكلوا مجتمعا ذا هوية خاصة ، له أسلوبه الخاص في الحياة ، وله تربيته الخاصة وله فكره الخاص .. لقد كان مجتمعهم أشبه ما يكون بالمجتمع العسكري أو المجتمع البحري الذي يعيش للبحر أو الجندية ، فالجندية عقله وهي عاطفته .. ولا ولاء عنده لسواها .
وعندما مات فجأة آخر سلاطين الأيوبيين الملك الصالح أيوب .. تكتمت زوجه شجرة الدر الخبر لأن بلاد مصر كانت في حرب مع لويس التاسع الذي هزم وأبيد جيشه في دمياط والمنصورة ، ثم استدعت الزوجة الملكة ابن زوجها " توران شاه " لينقذ البلاد ، فلما جاء توران وأنقذ البلاد من الصليبيين ، وحاول أن يستأثر بالسلطة دبرت المرأة قتله .. ثم أقامت نفسها بمساعدة المماليك ملكة على مصر ، وقد اختار المماليك كبيرهم عز الدين أيبك ليقوم بمساعدة " المملوكة " التي صارت " ملكة " ( شجرة الدر ) في إدارة شؤون مصر ، وتطور الأمر فتزوجت شجرة الدر من مساعدها عز الدين ، وتنازلت له عن السلطة .
وهكذا تم تنازل آخر من ينتسبون إلى دولة الأيوبيين بنسب إلى كبير المماليك ، ومع أن شجرة الدر تعتبر البداية التاريخية لدولة المماليك ، لكن البداية الأكثر عمقا وأحقية هي التي مثلها هذا التنازل ، ثم استأثر عز الدين أيبك بالسلطة سبع سنوات أحست فيها المملوكة القاتلة بأنها سلبت كل سلطة ، فقامت بقتل زوجها الجديد مثلما قتل من قبل ابن زوجها القديم .
لكن المماليك سرعان ما قتلوها ثأرا وانتقاما .. واستقر الأمر لدولة المماليك في مصر والشام .
والمماليك قسمان : برجية نسبة إلى أبراج القلعة التي كانوا يسكنون فيها بالقاهرة .. وبحرية نسبة إلى جزيرة الروضة المطلة على النيل التي كانوا يسكنون فيها كذلك ، ومن أشهر المماليك الأول برقوق .. وآخرهم قانصوه الغوري الذي سقط تحت سنابك خيل السلطان سليم سنة 1527م ..
ومن أشهر المماليك البحرية عز الدين أيبك وبيبرس والمنصور قلاوون .. وقد انتهى هؤلاء من قبل المماليك البرجية بحوالي قرنين وكان المماليك البرجية ـ أبطال عين جالوت ـ يمثلون امتدادهم التاريخي .
لقد لعب المماليك البرجية بخاصة في تاريخنا دورا لم تقم به إلا دول قليلة في التاريخ .. لقد صدوا غارتين حضارتين من أكبر وأشهر الغارات التي عرفها تاريخنا وتاريخ الإنسانية .
كانت الأولى يمثلها زحف هولاكو الذي ينتمون إليه جنسيا ، لقد صدوه بعقيدتهم الإسلامية التي لم يعد لهم ولاء إلا لها ( الحمد لله أن نظرية القومية العنصرية لم تكن ظهرت بعد ) وقد وقفوا أروع وقفاتهم في صده في عين جالوت الشهيرة رافعين راية واإسلاماه !!
ثم كانت الثانية في معاركهم الدائمة ضد الصليبيين الذين كانت لهم بقايا بعد صلاح الدين ، فعلى يد السلطانين المنصور قلاوون الذين تسلم الحكم سنة 678 هـ والسلطان الأشرف خليل ـ الذي تولى الحكم سنة 689 هـ .. على يد هذين السلطانين ـ فضلا عن جهود بيبرس ـ تهاوت قلاع الصليبيين الباقية والتي كانوا قد تقدموا في بعضها بعد صلاح الدين كحصن المرقب وعكا وغيرهما ، وطويت على يد المماليك آخر صفحات الغزو الصليبي الذي استمر قرنين من الزمان وكان ذلك سنة 960 هـ .
وقد تضافرت ظروف عالمية ، كاكتشاف رأس الرجاء الصالح ـ وظروف إسلامية كبروز الأتراك ـ ثم محمد علي ، وظروف داخلية كانقسام الأتراك على أنفسهم .
تضافرت كل هذه الظروف على إنهاء الدور الذي قام به المماليك ، لكن كان أكبر سبب هوى بالمماليك وزحزحهم من مكانهم في التاريخ ، هو أنهم نسوا الرسالة التي عاشوا من أجلها وتعاقدوا مع الشعوب التي حكموها بشأنها .
نسو رسالتهم في الدفاع الخارجي .. نسوا السيف ، وتبلدوا عند أسلوب معين ، ولم يطوروا أنفسهم ، ثم تطوروا فانقلبوا من حماية خارجية للأمة إلى متسلطين داخليين عليها يمنعون حركتها وتطورها .
وبذا فقدوا دورهم في التاريخ .. وسقطوا بعد أن أدوا للحضارة الإسلامية الكثير .. وأنقذوها من أكبر خطرين عالميين وهما التتار والصليبيون .. "
************************
المـــــــــــراجع
(1) دراسة لتاريخ سقوط ثلاثين دولة أسلامية - دكتور عبد الحليم عويس