Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 هل يحق لليهود تنفيذ عقوبه القتل ؟ 

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
بيلاطس البنطى
صــورة حكم  بيلاطس على المسيح
محاكمات يسوع الدينية والمدنية
اليهود وعقوبة القتل

 

هل يحق لليهود تنفيذ عقوبه القتل ؟ يوحنا 18: 31 ويوحنا 19: 7
فال الدكتور العظيم هولى بايبل Holy_bible_1

الشبهة
اليهود اعلنوا انهم لا يقدروا ان ينفذوا عقوبه رسميه في يوحنا 18: 31 فقال لهم بيلاطس: «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم» فقال له اليهود: «لا يجوز لنا أن نقتل أحدا».
ولكن هذا يعارض انهم يحكموا علي المسيح بالموت في يوحنا 19: 7 اجابه اليهود لنا ناموس و حسب ناموسنا يجب ان يموت لانه جعل نفسه ابن الله
الرد
الحقيقه لا يوجد تعارض بين العددين فاليهود بالفعل يحق لهم حسب ناموسهم ان يعاقبوا من يخالف ناموس موسى حسب خطؤه وقد يصل الامر الي ان يقتلوا من جدف ولكن الدوله الرومانية سنة 6 ميلاديه نزعت حق الحكم وتنفيز احكام شريعة موسى من اليهود واصبح يطبق القانون الروماني والاحكام الرومانية فقط واصبح لو اخطأ احد حسب ناموس موسي يقبض عليه اليهود ويقدمونه للحاكم الروماني بشكوي ينظر فيها ويطبق العقوبه الرومانية ولهذا عندما يقولوا انه حسب الناموس هو مستحق القتل هذا صحيح ولكنهم لا يقدروا ان ينفزوا الحكم لانه لايجوز لهم تنفيز حكم القتل حسب القانون الروماني بل للدولة الرومانية فقط الحكم والتنفيز

الشاهد الاول
انجيل يوحنا 18

18: 28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية و كان صبح و لم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح
هذا حدث الجمعه صباحا
18: 29 فخرج بيلاطس اليهم و قال اية شكاية تقدمون على هذا الانسان
هم رفضوا ان يدخلوا الي دار الولايه وهذا شيئ مهم لهم حسب تقاليدهم ولكن هو شيئ يضايق بيلاطس لانهم بهذا يقولون لبيلاطس انه نجس ولكن بطريقه غير مباشره . فخرج بيلاطس متضايقا ويحمل كلماته معني استهزاء وسخريه من اليهود فيقول اي شكاية تقدمون علي هذا الانسان وهذا فيه استنكار لما يعملونه مع المسيح، فهو من المؤكد سمع عن يسوع ويعلم أنه برئ مماّ ينسبونه لهُ. بالإضافة إلى الحلم الذي أخبرته به زوجته. وقوله هذا الإنسان = يحمل نوعاً من التعاطف معهُ. وبيلاطس كان خامس والٍ على اليهود سنة26-سنة36 متغطرس يكره اليهود وعوائدهم.إشتبك كثيراً مع اليهود فأظهر قسوة ضدهم ولكن ايضا بيلاطس كان مهدد بفقد مركزه لو ثار اليهود مره اخري لان الامبراطوريه الرومانيه لاتريد قلاقل من ناحية اليهود لهذا رغم سخريته منهم لايستطيع ان يجعلهم يثوروا.

18: 30 اجابوا و قالوا له لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك
فرد عليه اليهود بشيئ من السخريه ايضا قائلين لو لم يكن فاعل شر لما كنا سلمانه اليك اي بمعني ان هذا شيئ واضح وسؤالك ليس له معني وايضا بمعني ان هم الذين يهتمون بالقبض علي فاعلي الشر رغم ان هذا وظيفته هو
ونلاحظ ان في كلامهم حكم مسبق قبل ان يصدر هو الحكم بقول ان المسيح فاعل شر كما لو يقولوا له ان هذا امر معروف عندك وعساكرك اي الفرقه التي هي مسؤله عن حراسة الهيكل ورئيس الكهنه هي التي قبضت علي المسيح في بستان جثيماني مع خدام رئيس الكهنة كما جاء في يوحنا 18: 3 وغيره
18: 31 فقال لهم بيلاطس خذوه انتم و احكموا عليه حسب ناموسكم فقال له اليهود لا يجوز لنا ان نقتل احدا
فيرد عليهم بيلاطس بسخرية ايضا قائلا احكموا عليه حسب ناموسكم إذ هو يعلم أن ناموسهم مقيد، وأنهم لا يستطيعوا أن يحكموا بالقتل على أحد. فرد بيلاطس كله غطرسة عليهم. والمعنى أن طالما ناموسهم مقيد فعليهم بالخضوع للقانون الروماني. وواضح أنهم ما أتوا للمناقشة مع بيلاطس بل هم إتخذوا قراراً ضد المسيح يريدون إعتماده من بيلاطس. وربما كان تهكم بيلاطس معناه أنه لولا أنكم أسأتم إستخدام ناموسكم كما تفعلون الآن لما صار ناموسكم مقيداً.
فاجابه اليهود " لايجوز لنا ان نقتل احدا" اي حسب القانون الروماني بمعني ان كلامك رغم انه سخريه ولكن تحاسب عليه لانك تقول لنا نفعل شيئ يخالف القانون الروماني
وفي هذا العبارة ايضا معني ان حكمهم صدر بالفعل وهو انه يستحق القتل ولو كان لهم ان ينفزوا الاحكام لكانوا قتلوه ولكنهم اصدروا حكم الموت وعليه ان يصدق علي قرارهم

وفي هذا الموقف بيلاطس يكره اليهود ولكنه لا يريد ان يستفزهم اكثر من ذلك لكي لا يثوروا فيهدد ذلك مركزه وبخاصه ان من تهم المسيح انه فاعل شر وهذا يهدد سلامة وام الامبراطورية الرومانية لان يسوع باعلانه انه المسيح فهو يحرض علي الثورة ضد الرومان لان اليهود في انتظار المسيا الذي يحررهم من الرومان فهم بانفسهم يسلمونه اليه اي انهم حريصين علي مصلحة الامبراطورية الرومانية ولو رفض هو قتل المسيح سيكون لهم حق الشكاية عليه بانهم يسعوا الي اخماد فتنه ظهور مسايا كاذب لو صدقه البعض سيثوروا علي الرومان وهو لا يريد اخمادها بل برفضه لمحاكمة المسيح وقتله هو يشعلها فسيكون مدان امام الامبراطورية

اما اليهود فهم لم يقتلوا المسيح بانفسهم بالفعل لانهم خسروا هذا الحق في ثورتهم سنة 6 م ولكن سمحت الدوله الرومانية لمجمع السنهدريم ان يقدم الشكاية علي شخص وحكمهم مثل الزناه والمجدفين والذين ينتهكوا حرمة الهيكل والحاكم الروماني يصدق عليه او يحكم بامر اخر ولهذا قدموه لبيلاطس لعدة اسباب

1. لكي يصدر الحكم بموته بطريقه شرعية حسب دستور البلد كمستعمرة رومانية فلا يعترض احد من مؤيدي المسيح.
2. لو لم يقدم للمحاكمة الرسمية لتحول الأمر إلى شغب ولم يكن يًصلب، إذ هذا من حق الوالي وحده، وإنما لرجمه المشاغبون ولم تتحقق النبوات.
3. ربما خشيت القيادات اليهودية الدينية من ثورة الشعب عليهم، لذلك حسبوا أن محاكمته الرسمية تعطيهم شيئًا من الشرعية، وضبط الشعب إن انقلب عليهم.
4. لكي يصبغوا موته بصبغه العار والفضيحة، فكان الصلب مستخدمًا عند الرومان، وهو أكثر أنواع الموت خزيًا. فقد أرادت القيادات أن تفسد سمعته تمامًا وتطمس كل شهرته.
اذا العدد والسياق يقدم بوضوح ان لهم الحق في الحكم حسب ناموسهم ولكن ليس لهم الحق في تنفيز حكم القتل ولكن يقدموا شكايتهم وقرار مجمعهم الي الوالي الروماني ليصدق علي حكمهم وينفذ عقوبة الصلب او يرفض ويحكم حكم اخر

الشاهد الثاني
انجيل يوحنا 19

19: 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا و قال لهم ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة

بيلاطس ارسل المسيح لهيرودس ولكن هيرودس رده الي بيلاطس مره اخري وهنا اصبح بيلاطس هو الملزم ان يصدر الحكم . ففي محاوله اخيره منه ان يوقظ ضميرهم وان يثنيهم عن اتهاماتهم ضد المسيح يقول انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لا اجد فيه عله واحده ليروا أن شكواهم ضده بأن يقيم نفسه ملكًا نوعًا من الخيال. فها هو أمامهم قد تهرأ جسمه من الجلدات، وصار أضحوكة وموضع سخرية. ولكن محاولته فشلت وهكذا أساء بيلاطس للسيد المسيح وهو يعلم أنه بريء قدمه للمدعين عليه لعلهم يسحبون دعواهم ضده. لقد شهد بيلاطس أنه بحسب القانون الروماني " لست أجد فيه علة واحدة" [4]، ليس من دعوى حقيقية يمكن توجيهها ضد، مكررًا ما سبق أن أعلنه (يو ١٨: ٣٨). بهذا دان بيلاطس نفسه، لأنه مادام ليس فيه علة واحدة لماذا جلده، ولماذا سلمه للجند كي يسخروا به، ولماذا أخرجه للمدعين عليه ولم يطلقه فورًا كما تستوجب العدالة؟

ولكنه يخاف علي منصبه

19: 5 فخرج يسوع خارجا و هو حامل اكليل الشوك و ثوب الارجوان فقال لهم بيلاطس هوذا الانسان
هوذا الإنسان كان يقولها بيلاطس بعد أن رفع عنه كل كرامة ليظهره لليهود كإنسان ضعيف بلا ثوار يساندونه كملك، أو قالها ربما ليذكرهم بإنسانيتهم وأنه أخوهم في الإنسانية ليتنازلوا عن موضوع صلبه هو الإنسان محل الخلاف والقضية أيها اليهود بل وحتى الآن. ولكن هذه الكلمة تشير للمسيح وقد أخلى ذاته آخذاً صورة عبد، بل حمل عار العبيد ومذلة البشر. هو الإنسان الكامل والنموذج السليم للإنسان حسب قصد الآب الذي بلا خطية لكنه صار ابن الإنسان الذي حمل خطايا الإنسان وعاره. وهو الإنسان المملوء نعمة وهو الإنسان الذي سيأتي يوماً في مجد الآب، ليس في صورة المصلوب المهان بل كديان الأرض كلها العادل. هو الإنسان الذي ليس مثله، ليس إنساناً عادياً. هي نبوة من بيلاطس دون أن يدرى كما تنبأ قيافا دون أن يدرى (يو50:11، 51).

19: 6 فلما راه رؤساء الكهنة و الخدام صرخوا قائلين اصلبه اصلبه قال لهم بيلاطس خذوه انتم و اصلبوه لاني لست اجد فيه علة
وحتي هذه اللحظه بيلاطس غير موافق علي الصلب ولكنه غير قادر علي اقناعهم وهو ايضا لا يقدر ان يجبرهم لان هذا سيعرضه للخطر لو ثاروا او اشتكوه فيحاول محاوله اخيره ان يسلمه اليهم لكي لا يتحمل دم انسان بريئ
فبعد كل هذا نري ان بيلاطس الاممي فيه جزء من الضمير متبقي ولا يريد ان يقتل انسان بريئ رغم ان شخص يهودي بسيط لا يمثل شيئ لحاكم روماني عظيم مثل بيلاطس ومقارنه باليهود الذين ليس عندهم اي ضمير ويريدون ان يقتلوا انسان لم يفعل خطيه ولم يوجد فيه اثم فقط لانه رفض ان يحقق رغباتهم في ان يكون الملك الارضي
ولكن الضمير المتبقي عند بيلاطس لم يكن يكفي فمنصبه كان اهم من ضميره فاخطأ بانه فضّل موت المسيح وهو يعلم ببراءته حتى لا يحدث إضطراب سياسي أو تُشَوَّهْ صورته لدى قيصرولكن خطأ اليهود اعظم لانهم نظروا جسمه تمزق بالجلدات، ورأسه وجبينه قد نُخسا بالأشواك، ووجهه تورم باللطمات، وقبل أن يطلبوا إطلاقه، سرعان ما تحرك رئيس الكهنة وخدامه ليصرخوا قائلين: " أصلبه، أصلبه" . قد بلغ حسدهم وحقدهم عليه أقصى الحدود فلم يذعنوا لحكم بيلاطس، ولا تأسفوا لآلام السيد، بل حسبوه مستوجب الموت حتى وإن كان بريئًا. فمكانتهم الدينيه ومكاسبهم يستوجب صلبه والخلاص منه
لقد جاء رؤساء الكهنة وأتباعهم لهدفٍ واحدٍ، وهو تأكيد ضرورة صلبه، مهما كانت التكلفة. لم يصغوا لأية كلمة نطق بها بيلاطس، وإنما إذ لاحظوا رغبته الملحة في إطلاقه لأول مرة تظهر كلمة " أصلبه" ، هذه التي نطق بها رؤساء الكهنة وخدام الهيكل. لقد افصحوا عما في قلوبهم

19: 7 اجابه اليهود لنا ناموس و حسب ناموسنا يجب ان يموت لانه جعل نفسه ابن الله
وهنا استمر اليهود في ممارسة الضغط علي بيلاطس وادانته اكثر لانه لو سلمه اليهم يكون مخالف للقانون الروماني وايضا الاتفاق انهم من حقهم ان يحاكموا شخص ولو كان مدان يقدموا الشكاية الي الحاكم الروماني وهو يصدق عليها وينفذ الحكم او يرفض ولكن هم حسب القانون الروماني ليس لهم ان ينفذوا حكمهم بل يقدموا الشكاية والحكم الي الوالي وهو ينظر في الشكاية وحكمهم ويصدق عليه او يرفضه وهم شعروا ان بيلاطس اضعف حجتهم بانه مثير شغب وفاعل شر فهو امامهم مضروب ولا يوجد اي احد يثير شغب فاثاروا امر اخر ليس من حق بيلاطس أن يتدخل فيه، وهو أنه مجدِّف ومقاوم للناموس اليهودي. هذا من اختصاص رئيس الكهنة ومجمع السنهدرين، وليس لبيلاطس ورجاله التدخل في الشئون الدينية الداخلية.

وتعبير حسب الناموس يجب ان يموت هم يشيروا الي
سفر اللاويين 24
24: 16 و من جدف على اسم الرب فانه يقتل يرجمه كل الجماعة رجما الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل
فيعتبرون تعبير انه ابن الله هو تجديف لانه اعلان الوهية

انجيل يوحنا 10
10: 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل و لا يقدر احد ان يخطف من يد ابي
10: 30 انا و الاب واحد
10: 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه
10: 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي بسبب اي عمل منها ترجمونني
10: 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف فانك و انت انسان تجعل نفسك الها
10: 34 اجابهم يسوع اليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم الهة
10: 35 ان قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن ان ينقض المكتوب
10: 36 فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله
10: 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي
10: 38 و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه
10: 39 فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم
فرغم ان المسيح رد علي هذه التهمه من الناموس وبالقول وبالفعل والمعجزات ولكنهم لازالوا يتهموه بتهمت انه اله نفسه وهذا تجديف علي الله
وفي قولهم هذا يرفضون المساومة مع بيلاطس رفضاً تاماً. ومعنى كلامهم أن حكمهم على المسيح هو حكم إلهى وما على بيلاطس سوى التنفيذ. واليهود هنا أظهروا للوالي الوثني معتقداتهم الدينية لعله يقبل بصلبه أي لو وجدته أنت بريئاً من الناحية المدنية فهو من ناحية ديننا فهو محكوم عليه.
فتاكدنا انه لا يوجد تناقض بل العددين يقدمان نفس المعني فعدد يقول ان ليس لهم الحق ان ينفزوا حكم موت ولكن فقط يقدموا شكايه رسميه وحكمهم الي الوالي لينظر فيه ثم يصدقه او يرفضه والثاني يقول لهم الحق ان يحكموا حسب الناموس ويقدموا الشكوي والحكم الي الوالي الروماني لينفز العقوبه او يرفض حكمهم


This site was last updated 12/15/13