نشأة نظام المجمع اليهودى الذى يطلق عليه أسم "سنهدرين"
السنهدرين الكبير فى أورشليم The Great Sanhedrin
مجمع الستهدرين هو الذى حكم على يسوع بالموت بعد ثلاث محاكمات دينية وسلم للسلبطة المدنية لتنفيذ الحكم وقد حوكم أمامها ثلاث محاكمات أخرى لهذا قانونا كنسيا لا تتهم الكنيسة أى مسيحى من أبنائها أمام سلطة مدنية - كلمة سنهدرين هي كلمة عبرية منقولة عن "سندريون" (synedrion) اليونانية، ومعناها "الجالسون معًا" (أي مجمع مشيخة أو مجلس المشيرين).
وقد ظهر المجمع اليهودى الكبير أو العظيم السنهدرين الدينى The Great Sanhedrin فى الأرض المقدسة أثناء فترة الهيكل وكان عمل السنهدرين الكبير دينى وقضائى وسياسى ومدنى
مصادر Tannaitic التاريخية وصفت المجمع الكبير سنهدرين باعتباره التجمع الديني والسياسى الأكبر ويتكون من 71 الحكماء وكانوا يجتمعون في غرفة محفورة من الحجر بجانب الهيكل في أورشليم . وكان السنهدرين الكبير يجتمع بصورة يومية أثناء النهار ، ويتوقف إجتماعه في يوم السبت ، أو المهرجانات أو ليالي المهرجان.
كان للمجمع الكبير السلطة النهائية فى تطبيق الشريعة اليهودية وأي معلم يخالف تعليماته أو يقف ضد وقراراته التى وضعها يعاقب بالموت باعتباره زاكين ممراzaken mamre (rebellious elder).( متمرد أكبر ضد الشريعة) . وكان على رأس السنهدرين رئيس يطلق عليه nasi ([ليت lit التى تعنى " الرئيس " ) و يسمى نائب الرئيس av bet din ([ليت "والتى تعنى أب المجمع" ) . وكان الحكماء الـ 69 يجلسون في شكل نصف دائرة تواجه القادة. ولم يكن واضحا ما إذا كان رئيس الكهنة كان بين القادة أم لا فى كل جلسه ولكنه بلا أدنى شك كان يتحتم وجوده فى القضايا الكبيرة خاصة التى يحكم على المتهم بالموت وكان السنهدريم يمثل الشعب أمام الرومان ويتكون من واحد وسبعين عضوًا، سبعين منهم مثل عدد الشيوخ الذين عاونوا موسى في البرية (عد11: 16و17و24و25) والحادي والسبعون هو رئيس الكهنة. وتفاوتت سلطات المجمع اليهودى السنهدريم في إدارة شئون الأمة بحسب الظروف السياسية للأمة، وتغير الحكومات، فمثلًا في عهود بعض الحكام المكابيين (1مك12: 6و35و36، 2مك 13: 13) كان للسنهدريم نصيب كبير في الحكم. وفي أحيان أخرى كانت تضيق اختصاصاته حتى تصبح قاصرة على شئون العبادة في الهيكل.
وفي الواقع كان هناك تطورا حتى نشأ هذا المجمع بصورته هذه وقد ساهمت الظروف وعدد الشعب اليهودى فى تكوين المجمع فقد كان قبل السبي وبعده جماعة من الشيوخ كمجلس شورى (انظر 1مل8: 1، 20: 7، 2مل23: 1، 2أخ19: 8، حز14: 1، 20: 1). وفي أيام عزرا ونحميا، لم يكن هناك مجلس من الشيوخ فحسب (عز5: 5، 6: 7، 10: 8، نح4: 14)، بل كان يجتمع أحيانًا كل الشعب (عز10: 9، نح7: 5). وكان "اجتماع كل الأمة" أهمية كبيرة لتقرير المصير رغم أن ذلك لم يعد ممكنًا بعد ذلك، فتحولت اختصاصات "اجتماع كل الأمة" إلى المجمع السنهدرين اليهودى المركزي في أورشليم باعتباره ممثلًا لكل الأمة.
المجمع الكبير والحكم بالقتل
يحكم السنهدرين على مخالفي القانون والشريعة المتهمين، ولكن لا يمكن الشروع والبدء في الاعتقالات . بدون الحد الأدنى الذى يتطلب اثنين من الشهود لإدانة المشتبه به . لم يكن هناك محامين للدفاع عن المتهم وتتم المحاكمة بأن الشاهد يشهد بما رآه أو قاله المتهم والذى يعتبر جريمة في حضور المتهم و المتهم يمكن استدعاء الشهود بالأصالة عن نفسه . وتسئل المحكمة المتهم و المشتكين و شهود الدفاع .
ويختص المجمع الكبير سنهدرين فى القضايا والتشريعات الدينية و الشعائرية التى تقام فى الهيكل وحفظ وصايا التوراة، وكذلك القضايا الجنائية التي تعتبر من إختصاص المحكمة المدنية العلمانية ، والإجراءات المتعلقة بـ اكتشاف جثة ، ومحاكمات الزوجات الزانيات ، العشور ، وإعداد مخطوطات التوراة للرؤساء والهيكل والكهنة ، ووضع ال تقويم وتحديد ألأعياد وغيرها و حل الصعوبات المتعلقة بقانون الطقوس والعبادات .
في حوالي 30 م، فقد الـ سنهدرين الكبير سلطتها على تنفيذ عقوبة الإعدام. ومما يذكر أن مجلس السنهدريم أرسل جنود الهيكل والخدام والعبيد للقبض على المسيح وحاكمه (مرقس 14: 43 ومتى 26: 59) وكان نيقوديموس عضوًا في مجمع السنهدريم وقد دافع عن المسيح أثناء محاكمته وكانت سلطة السنهدريم في الحكم بالموت، تختلف باختلاف سياسة الحاكم (انظر يوحنا 18: 31، أعمال 23: 27). وكان للحاكم الروماني الحق في وقف تنفيذ الأحكام أو إعادة النظر في أي أحكام يصدرها السنهدريم (انظر أع 22: 30، 23: 28).
ويُشار إلي المجمع في العهد الجديد -عند إصدار الأمر بالقبض على الرب يسوع- "بشيوخ الشعب" (مت 26: 47)، و "المجمع" (يو 11: 47-52). وقد وقف أمامه للمحاكمة "الرب يسوع" (مت 26: 57-27: 2). كما وقف أمامه بعض الرسل والتلاميذ (انظر أع 4، 5: 21-40، حيث يذكر أنه قد "اجتمع الرؤساء والشيوخ والكتبة")، ويسمى أيضًا "المجمع" في سفر أعمال الرسل (أع 6: 12، 22: 30-23: 10).
وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70 م. وذلك بعد خراب أورشليم.
أعضاء مجمع السنهدريم:
كان عدد أعضاء السنهدريم سبعين شخصًا، وإذا أضيف إليهم رئيسه، يصبح عددهم واحدًا وسبعين شخصًا. وكان يرأس اجتماعاته في أيام العهد الجديد رئيس الكهنة (انظر مت26: 57) وكان أعضاء المجلس يُختارون من العائلات الكهنوتية وكبار المعلمين الدينيين المعروفين باسم الكتبة أو معلمي الشريعة. وبالجمع بين هاتين الفئتين، كان السنهدريم يتكون من الصدوقيين (رجال الكهنوت) ومن الفريسيين (الكتبة)، كما كان يضم عددًا من الشيوخ الذين لا ينتمون لهاتين الفئتين. ومن الإشارات المختلفة لهذا المجلس في العهد الجديد، ندرك أن تكوينه كان يختلف باختلاف الظروف أو القضايا المطروحة ونوعها وإختلافها دينية أو مدنية أو سياسية .. ألأخ ، فكان يتكون أحيانا من "الكهنة وكتبة الشعب" (مت2: 4)، أو من "رؤساء الكهنة مع الكتبة والشيوخ" (مت27: 41)، أو رؤساء الكهنة والمجمع كله (مرقس14: 55)، أو "مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة" (لو22: 66)، أو "رؤساء الكهنة والعظماء والشعب" (لو23: 13)، أو "رؤسائهم وشيوخهم وكتبتهم" (أع4: 5)، أو "رؤساء الكهنة والشيوخ" (أع4: 23).