Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل9

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الجمهوريات الإسلامية
تفسير إنجيل لوقا الفصل9

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل9

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

3. السيد المسيح يختار تلاميذه الأثنى عشر (لوقا 6: 12-16)
تفسير (لوقا 6: 12) 12 وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي.وقضى الليل كله في الصلاة لله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفى تلك ألأيام التى إشتدت فيها حرب أعداء مخلصنا ضده وكثرت مكايدهم ومؤامراتهم عليه ، صعد إلى الجبل ليصلى ، وفقا لنبوءة داود النبى القائلة بلسانه : " بدل محبتى يخاصموننى ، أما أنا فصلاة " (المزمور 109: 4) وقد قضى هناك فى صلاة الليل كله مناجيا - فى وحدته بين شعاب الجبل المقفر - اباه السماوى لأنه إن كان بلاهوته واحدا معه ، فإنه بإنسانيته كان حريصا على أن يكون دائم الإتصال به ، ليكون ذلك درسا للبشر يحتذونه ، فلا تطغى إهتمامات الجسد الأرضية على إهتمامات الروح السمائية ، وقد كان مخلصنا يطيل الصلاة على الخصوص كلما كان مقدما على عمل يعتبره هاما وجوهريا فى أداء رسالته ، 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - عظة 23
كل ما فعله المسيح فعله لأجل بنياننا ، ولأجل منفعة أولئك الذين يؤمنون به ، وعن طريق تعريفنا بسلوكه الخاص كنموذج للحياة الروحية ، لإغنه جعلنا عابدين حقيقين لذلك دعنا نرى فىالنموذج والمثال الذى تزودنا به اعمال المسيح ، نرى الطريقة التى
ينبغى أن نقدم بها صلواتنا إلى الرب ، فيجب أن نصلى سرا وفى الخفاء ، دون أن يرانا احد ، فهذا هو معنى ذهاب يسوع إلى الجبل وحده ليصلى لوقت طويل بتمهل ، وهذا هو ما علمه هو نفسه لنا بقوله : " وانت متى صليت فأدخل مخدعك" (نت 6: 6) لأننا ينبغى أن نصلى غير طالبين مجدا من الناس ، بل " رافعين أيادى مقدسة " ( أنظر 1 تى 2: 8) بينما النفس كما لو كانت ترتفع عاليا للتأمل فى الرب ، تاركين كل إضطراب ومتخلين عن الهموم العالمية ، وهذا ينبغى أن نفعله لا بتقلب ، ولا بهمة متوانية ضعيفة ، بل بالعكس بجدية وغيرة ، وبصبر يستحق التقدير ، لأنك قد سمعت من الإنجيل هنا ، أن يسوع لم يصلى فقط بل أنه أيضا قضى الليل كله فى الصلاة .
ولكن ربما أن عدو الحق لن يحتملنا ونحن نتكلم هكذا ، لأنه يقول [ أنه يصلى ويطلب من الاب ما ليس عنده ، فكيف تقولون إذا أنه من نفس جوهر الاب ومساو له فى كل شئ وأنه لا يختلف عنه فى أى شئ] " لأنه بدون كل مشاجرة الصغر يبارك ألكبر" )عب 7: 7) وبالتأكد فإن الذى يعطى هو أعظم من الذى يسأل لينال شيئا ، فأولئك الذين يقبلون ألإيمان الصحيح دعهم يعلموننا قبل كل شئ ما هى الأشياء التى يتصورون أن أفبن محتاج إليها ؟ وما هو الذى يسعى ليحصل عليه بإعتباره لا يملكه بعد؟
إن الإبن هو النور الحقيقى ، وهو الحياة بطبيغته الخاصة ، وهو علة الحياة ، وهو أيضا رب القوات ، وهو الحكمة والبر ، وهو خالق الكون وصانعة ، وهو أعلى من كل الشياء التى أتت إلى الوجود / وهو ملك الكون ، وهو مدبر السماء والأرض ، وهو المعطى مع ألاب لكل بركة ، وهذا يمكن أن نتعلمه معا مما كتبه بولس المبارك " نعمة لكم وسلام مع الله أبينا وربنا بيسوع المسيح" (رو 1: 7) وهو ظاهر بوضوح فوق العرش فى الأعالى وتمجده كل الخلائق العقلية ، وبحسب هذا فهو بالطبيعة وارث لكل الكرامات الإلهية الخاصة بالرب الآب ، ولذلك تحدث إليه قائلا له : " وكل ما هو لى فهو لك ، وما لك فهو لى ، وأنا ممجد فيهم " (يو 17: 10) ولكن ذلك الذى له كل ما يخص الرب الآب كما يخصه ، هل يكون محتاج لشئ بعد ؟ ولكن إن كان بحسب قولهم محتاجا إلى أى شئ ، وهم يؤكدون أن هذا صحيح ، فليس هناك ما يمنعنا من القول أن الاب نفسه يكون محتاجا إلى هذا الشئ ، لأنه إن كان كل ما للإبن هو للآب ، وكان هناك شئ ما يحتاج إليه الإبن ، لذلك ينبغى أن ألاب ايضا يكون فى نفس الحال مثله ، لأن كل ما للإبن هو للآب ، ولكن ألاب الاب هو كامل تماما ولا ينقصه أى صلاح بالمرة بما يناسب الألوهية ، لذلك فألأبن أيضا هو كامل تماما ، لأن له كل ما للآب ، إذ هو صورة ألاب ورسم جوهره ، ولكن الرسم يظهر فيه ألأصل تماما ، والرسم موجود بكليته فى الأصل ، وهذا يكفى فيما يخص هؤلاء .
وأولئك أيضا الذين إنخدعوا بخطب نسطوروس الفارغة ، يقولون إنه غير مناسب بالمرة للإبن بإعتباره الرب بالطبية أن يصلى ، وأن هذا بالحرى (أى الصلاة) يخص الإنسان المرتبط معه بطريقة الإتصال به ، أى ذلك ألإنسان الذى هو من نسل داود ، قهذا ألإنسان الذى من نسل داود هو الذى قدم الصلاة فماذا نجيب على هذا الكلام؟ نقول أنهم يجهلون تماما سر تجسد الإبن الوحيد ، تذكروا ان يوحنا الإنجيلى يقول : " والكلمة صار جسدا " (يو 1: 14) وعن هذا أعطانا بولس برهانا واضحا : " لأنه ليس يمسك الملائكة بل يمسك بنسل إبراهيم ، ومن ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شئ لكى يكون رحيما ورئيس كهنة أمينا فيما لله حتى يكفر خطايا الشعب " ( عب 2: 16 و 17) فعلى أى أساس يخرج نسطور عن خارج الطبيعة البشرية ذلك الذى رغم أنه مولود ولادة إلهية ككلمة الرب الاب ، إلا أنه وضع نفسه إلى الإخلاء ، حتى يصير أخا لنا بأن صار مثلنا ، مشابها لسكان الأرض فى كل شئ ما عدا الخطية وحدا ؟ ، لأنه إذ صار مثلنا فإنه من غنى لطفه ومحبته لجنس البشر فإنه لا يزدرى بالأمور البشرية ، بل يضع امامنا تصرفه كمثال للصلاح التام ، لكى كما سبق أن قلت نكون جادين فى إتباع خطواته
******
كلمة " إتصال " هى الكلمة المفضلة عند نسطور ، ويقول القديس كيرلس عنها : أن نسطور دائما يتحاشى إستعمال كلمة "الإتحاد" ويستعمل بدلا منها كلمة صلة أو إتصال مثل من هو متصل من الخارج فقط بدون إتحاد وذلك يسبه قول الرب ليشوع كما كنت مع موسى أكون معك .  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى  إعداد المؤرخ / عزت أندراوس
1) “خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ ”. إن الزائر للأراضى المقدسة يرى معظمها تلال وجبال وتتركز السهول حول بحيرة طبرية وعلى شاطئ البحر المتوسط  ، والتلال والجبال والبرارى كانت المكان الذى أستخدمه يسوع فى الخلوة وفى الصلاة وفى التبشير والكرازة فجرب يسوع على جبل قرنطل جبل التجربة وتبعت يسوع حشود غفيرة من الناس وألقى فيهم موعظته الشهيرة على الجبل وفي سفر أرميا نرى الرب يرسل قانصين وصيادين ليقتنصوا البشر على كل جبل وفوق كل تل (أر16:16)  إنها نبوة على العمل الكرازي الذي للكنيسة، حيث تصطاد الكنيسة النفوس خلال الكتاب المقدس لتتمتع ببركات الخلاص.وفى العهد القديم ذكرت بعض مزامير داود النبى بإسم مزامير أو صلوات المصاعد (أى الصعود للجبل) أليس موسى تسلم لوحى الشريعة من فوق جبل سيناء (خر 19: 16- 25) إن النفس البشرية التي تريد أن تلتقي مع الرب / يهوه تبتعد بعيدا عن أى مؤثر تلتقى بالظافر على الجبال القافز على التلال في كمال الحرية وهى وحيده معه تلتقي به على جبال أسفار العهد الجديد وفوق تلال أسفار العهد القديم. ألم يبنى الهيكل فى أورشليم على جبل المريا (مز 87: 1) وعلى جبل تابور تجلى يسوع وظهر بهيئته الإلهية  إنها التلال والجبال المقدسة أساساته فوق هذه الجبال المقدسة
2) "لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ “ .نحويا (ماضي متصل مبني للمعلوم فيه كناية)   ،  هذا هو يسوع أساس المسيحية يذهب إلى الجبل ويقضى الليل كله فى الصلاة  كم عدد الساعات التى صلاها؟ وما هى الصلوات؟  لا نعرف ولكنه كإبن الإنسان يؤدى كل فريضة وضعها هو كإبن الرب / يهوه فى الناموس ومع الرب يواصل صلته أليس هو إبن داود صاحب مزامير الصلاة الشهيرة كما أنه فعل ذلك لكى يعلمنا أن نصلى؟ ما هو الجبل الذى صلى عليه ؟ .. لا نعرف  لقد خرج يسوع إلى العلو إلى الخلاء إبتعد عن الناس وإختلى مع الرب / يهوه  هناك على الجبل وحده يتلاقى مع الرب حيث يكون هناك إختيار إلهى للمكان (لو 9: 28)  حيث يكون هناك ترابط مع حضور الرب / يهوه (مز 121 يتكلم كإنسان وممثل عن البشرية كلها لأنه أتى لخلاص البشرية هذا هو آدم الثانى يتكلم مع الرب / يهوه آدم الأول لم يستطع أن يحفظ علاقته مع الرب / يهوه وسقط يسوع آدم الثانى يتكلم معه ليعيد آدم وكل أولاده وأحفاده والأجيال التالية فى صلح وفى علاقة جديدة وعهدا جديدا مع الرب / يهوه   ولنتذكر دائما أن هذه الصلاة من يسوع كلمة الرب / يهوه الكلمة التى صار جسدا يسوع ينبغى له بالرغم من أنه الكلمة إلا أنه ينبغى له كما قال ليوحنا المعمدان أن يكمل كل بر  ولهذا نراه ينفذ شريعة موسى فيما عدا التقاليد الشفهية التى كان ينفذها الفريسين وغيرهم والمستمدة من التلمود التلمود هو أحد كتب اليهود الدينية ، وهو عبارة عن موسوعة تتضمن الدين، والشريعة، والتأملات الغيبية، والتاريخ، والآداب ،والعلوم الطبيعية؛ كما يتضمن علاوة على ذلك فصولاً في الزراعة، وفلاحة البساتين، والصناعة، والمهن، والتجارة؛ والربا، والضرائب، وقوانين الملكية؛ والرق؛ والميراث؛ وأسرار الأعداد؛ والفلك، والتنجيم؛ والقصص الشعبي، بل أنه ليغطى جوانب الحياة الخاصة لليهودي، إذ يتناول -في جملة ما يتناول- كل دقائق إعداد الطعام وتناوله، والعلاقات الخاصة بين الرجل وزوجته، والطمث - وحتى الدعوات التي يقولها الإنسان بعد الذهاب إلى دورة المياه، أي أنه لا يدع للفرد اليهودي حرية الاختيار في أي وجه من وجوه النشاط في حياته العامة والخاصة.
والصلاة أنواع أعلاها وأهمها تمجيد وتسبيح للرب  / يهوه ونوع آخر طلب من الرب / يهوه أن يتدخل فى عمل ما وكانت النوع الثانى هو سبب صلاة يسوع على الجبل أن يتدخل الرب / يهوه فى إختياره لتلاميذه الاثني عشر ليكونوا ممثلين عنه لاحقاً.
يركز لوقا، أكثر من أي إنجيلي آخر، على  حياة الصلاة عند يسوع (لو 3: 21 & 6: 12 & 9: 18، 28&  11: 1- 4) وتعاليم يسوع عن الصلاة (لو 11: 5 - 8 & 18: 1- 8 ، 9- 18)
لقد أمضى يسوع اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ قبل  إختياره لتلاميذه .. هنا المشادة بين التعيين السابق (الآب) وإرادة الإنسان (يسوع). فيسوع، الممتلئ بالروح القدس، وهو الإله المتجسد، كان لا يزال في حاجة لأن يصلّي. وحتى بعد صلاته اختار يهوذا مسلِّمه بموافقة إلهية لإتمام أمرا فى المستقبل إذا فهى خطة أعدت مسبقا لخلاص بنى البشر
تفسير (لوقا 6: 13) 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»:
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى  إعداد المؤرخ / عزت أندراوس
1) “دَعَا تَلاَمِيذَه ”.عددا لا يحصى وأناسٌ كثيرون ألوف تبعوا يسوع ومنهم ، رجال ونساء، كبار وصغار ومن جميع فئات الشعب صيادين ومن بلاط هيرودس ومن مجلس السنهدريم (أع 1 : 21- 22)  واختار يسوع  اثني عشر رجلاً ليكونوا ممثلين خاصّين وقادة روحيين ومبشرين وكارزين لقد صرف جهدا ووقتاً كبيرين في تلمذتهم
2) "اثْنَيْ عَشَرَ ”. عدد أثنى عشر مرتبط بأسباط (قبائل) إسرائيل الاثني عشر كرمز لشعب الرب / يهوه وفي سفر أرميا نرى الرب يرسل قانصين وصيادين ليقتنصوا البشر على كل جبل وفوق كل تل (أر16:16)  إنها نبوة على العمل الكرازي الذي للكنيسة، حيث تصطاد الكنيسة النفوس خلال الكتاب المقدس لتتمتع ببركات الخلاص.
1) "الَّذِينَ سَمَّاهم أَيْضًا « رُسُلا » .. هذا تغليق فريد من نوعه ذكر فى إنجيل لوقا يعنى أن التلاميذ رسل يسوع نحويا من الفعل “يرسل” (apostelloō) بالمضمون الرباني أنه مزود بسلطة مفوضة. يُستخدم في الكتابات الكلاسيكية اليونانية مثلما نستخدم نحن كلمة “سفير”.  وتعنى كلمة سفير فى المعاجم العربية السَّفِيرُ ( في القانون الدولي ) : مبعوثٍ يمثِّل الدولة لدى رئيس الدولة المبعوث إليها  وتعنى كلمة سفير فى ( السياسة ) مبعوث يمثِّل الدولة لدى رئيس الدولة المبعوث إليها 
تفسير (لوقا 6: 14) 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس واندراوس اخاه.يعقوب ويوحنا.فيلبس وبرثولماوس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - عظة 25
 " تمثلوا لى كما أنا ايضا بالمسيح" (1كو 11: 1) وكبف كان الحكيم بولس مثل المسيح؟ هل هو أسس السموات (مز 33 : 6) فثلما فعل كلمة الرب ؟ هل هو ثبت الرض فوق أساساتها الراسخة ؟ هل هو خلق الشمس والقمر والنجوم والنور ؟ لقد كان (مثله)  بتمثله تلك الفضيلة البشرية التى اظهرها المسيح كمثال لنا .
ولكن أرجوا أن لاحظوا طريقة الإختيار ، لأن الإنجيلى الحكيم جدا يقول إن الإختيار لم يتم فى زاوية أو سرا ، بل بالحرى حينما إجتمع تلاميذ كثيرون معا ، وجمهور كبير من كل بلاد اليهود ، ومن ساحل صور وصيدا ، وهاتان المدينتان الأخيرتان كانتا عابدتين للأوثان أى كانت عرجاء الساقين لأنهما كانتا من ناحية تحافظان على عادات اليهود ، ولكن دون أن تتركا ممارساتهما الوثنية ، إذه فالإختيار قد حدث فى حضور كل هؤلاء الناظرين ، غنهم إختيروا معلمين لكل الذين تحت السماء ، وهذه هى الرسالة التى تمموها ، عندما دعوا اليهود أن يأتوا من عبادتهم الناموسية ، كما دعوا أولئك الذين يخدمون الشياطين أن يأتوا من الضلال الوثنى إلى الإيمان بالحق .
وحينما قام الرب بتعيين وإقامة الرسل القديسين ، صنع آيات كثيرة وعجيبة فطرد الشياطين ، وخلص الذين إقترقبوا منه من ألمراض غير القابلة للشفاء ، واظهر قوته الخاصة الإلهية حتى يعرف كلا من اليهود الذين اسرعوا إليه معا وأولئك الذين من بلاد الوثنيين ـن المسيح الذى نال التلاميذ منه كرامة الرسولية ، لم يكن إنسانا عاديا من الذين فى مستوانا ، بل بالعكس هو الرب ـ لكونه الكلمة صار جسدا ،  ومع ذلك فقد إحتفظ بمجده الخاص ، لأن : " قوة كانت تخرج منه وتشفى الجميع " لأن لامسيح لم يستمد قوة من شخص آخر غيره ، بل لكونه هو نفسه إله بالطبيعة ، رغم انه صار جسدا فقد شفاهم جميعا بخروج قوة منه إلى المرضى .
فإذا أردتم أن تتعلموا تفسير أسماء الرسل ، فإعرفوا أن بطرس تعنى الحل أى الفك ، أو المعرفة ، وأندراوس تعنى قوة مناسبة أو إجابة ، ويعقوب هو الذى يمسك بالعقب ، ويوحنا يعنى نعمة  الرب ، ، ومتى هو المعطى (أى الذى ينال ) وفيلبس هو فتح اليدين أو فم المصباح ، وبرصلوماوس تعنى الإبن الذى يمسك بالماء ، وتوما تعنى حفرة أو توأم ، ويعقوب بن حلفى تعنى إستئصال عبور الحياة ، ويهوذا تعنى التسبيح ، وسمعان تعنى الطاعة .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى  إعداد المؤرخ / عزت أندراوس
1) “سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضًا بُطْرُسَ ”. يحتوى العهد الحديد على ثلاثة قوائم أخرى  مبها نفس أسماء التلاميذ الأثنى عشر ولكن بترتيب مختلف نوعا   - ولوحظ فى هذه القوائم عموما أن بطرس دائماً يأتي أولاً؛ ويهوذا الاسخريوطي دائماً يأتي أخيراً. هناك ثلاث مجموعات تتكون كل منها من أربعة أسماء تبقى على حالها دائما ، حتى وإن تغير ترتيب الأسماء في كل مجموعة راجع ( مت 10: 2- 4) (مر 3: 16- 19) (أع 1: 13)
2) " أَنْدَرَاوُسَ ”. هذه لكلمة فى اللغة اليونانية تعني “رَجُلي”. ونعلم من ( يو 1: 29 - 42) كان أَنْدَرَاوُسَ تلميذاً من تلاميذ يوحنا المعمدان وأنه عرّف أخيه بطرس على يسوع.
3) " يَعْقُوبَ ”.هو شقيق يوحنا و “يعقوب” أسم عبرى يعني “الذي يخلف أو "يعقب"، (تك 25: 26) هناك تلميذان يحملان اسم يعقوب في لائحة الاثني عشر. أحدھما شقيق يوحنا (مر 3: 17) ويعقوب هو أحد أعضاء الحلقة الداخلية (بطرس، يعقوب، ويوحنا). وهم ألأهم بين التلاميذ
4) " يُوحَنَّا”. هو شقيق يعقوب وأحد أعضاء حلقة التلاميذ الداخلية. أطلق على نفسه أسم التلميذ الذى كان يسوع يحبه ، كتب خمسة أسفار في العهد الجديد وعاش أكثر من كل الرسل.
5) " فِيلُبُّسَ ”. إسم يوناني يعني “محب الخيل”. دعوته مسجلة فى (يو 1: 43 - 51)
6) " بَرْثُولَمَاوُسَ ”. يعني “ابن بطليموس”. قد يكون هو نَثَنَائِيلَ الوارد ذكره في إنجيل  يوحنا (يو 1: 45- 49 & 21 : 20)
تفسير (لوقا 6: 15) 15 متى وتوما.يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى  إعداد المؤرخ / عزت أندراوس
7) " مَتَّى”. أسم يعني “عطية يهوه”. من الاسم العبري  Mattithiah  راجع .(1 أخ 9: 131 & 15: 18 & 16: 5 & 25 : 3 ، 21) (نح 8: 4)   وهو إسم يشير إلى لاوي (مر 2 : 13- 17)
8) " تُومَا”. الاسم العبري يعني “التوأم” أو “توأميّ ” (يو 11 : 16 & 20: 24 & 21: 2)
9) " يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى”. “يعقوب”.إسم عبري  يُعرف باسم “يعقوب الصغير” (مر 3: 17) هناك تلميان  يحملان اسم يعقوب في قائمة التلاميذ الاثني عشر. أحدهما شقيق يوحنا (الآية 17 ) وهو واحدمن الحلقة الداخلية الهامة التى كان يسوع يأخذهم معه فى الأحداث الهامة  (بطرس، يعقوب، ويوحنا). ھ
10) "سِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُور”. النص اليوناني عند مرقس يقول “سِمْعَان الْقَانَوِيُّ ” (متى 10: 4) ربما لم يشأ مرقس، والذي كتب إنجيله إلى الرومان، أن يستخدم الكلمة السياسية :الحسّاسة، غيور، التي كانت تشير إلى الحركة االيهودية المناوئة للرومان الناشطة كحرب عصابات.أما لوقا فيدعوه مستخدماً  كلمة الغيور (أع 1 : 13) أصل الكلمة قَانَوِيّ له عدة احتمالات
(أ) من بلدة قانا فى منطقة فالجليل (ب) قانوى كانت تستخدم فى العهد القديم لكلمة كنعاني كتاجر (ج) قانوى من دلالة عامة تشير إلى سكّان كنعان الأصليين إن كانت التسمية عند لوقا صحيحة، فإن كلمة غيور تكون من أصل آرامي تعني “المتحمّس” (أع 1: 17) وهذه الكلمة تشير إلى الثوار وفيما يبدوا أنه كان هو العريس فى عرس قانا
وتلاميذ الاثني عشر الذين اختارهم يسوع كانوا من مجموعات متعددة متنوعة متنافسة كان همها التغيير فى المجتمع اليهودى . كان سمعان من جماعة قومية تدافع عن فكرة قلب السلطة الرومانية باستخدام العنف. وفي العادة ما كان ليمكن لسمعان هذا ولاوي (أي، متى، جابي الضرائب) أن يلتقيا في نفس الغرفة أبداً.
تفسير (لوقا 6: 16) 16 يهوذا اخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى  إعداد المؤرخ / عزت أندراوس
11) " يهھُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ ”... كان يُدعى أيضاً “لَبَّاوُسُ ” (مت 10: 3) أو “يهوذا” (يو 14: 22) تَدَّاوُسَ ولَبَّاوُسُ كلاهما يعني “الابن المحبوب”.
22 ).  : 3)  :  “
12)  "َھُ يهوذا الإِسْخَرْيُوطِيَّ ”. هناك شخصان إسمهما سمعان وشخصان إسمهما يعقوب وشخصان إسمهما يهوذا الاسم الإِسْخَرْيُوطِيَّ له أصلان محتملان:  (أ) إنسان من قريوت (مدينة) في يهوذا (يش 15: 23 ما يعنى اليهوذاوى الوحيد)  (ب) اسم أبيه (يو 6 : 71 & 13: 2 ، 26) (ج) "حامل الخنجر” أو القاتل المتعصّب، الذي يعني أيضاً أنه غيّور، مثل سمعان.
=== "الَّذِي صَارَ مُسَلِّمًا”. ذكرت كتب المؤرخين والهراطقة الكثير من التخمينات حول يهوذا ودوافعه. أما فى إنجيل يوحنا فهو يذكره ويحطّ من قدره غالباً فلقبه بالشيطان (يو 6: 70) وأتهمه بأنه  سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه. (يو 12: 6) وأن الشيطان حركه ليسلم يسوع (يو 13: 2) فبعد اللقمة دخله الشيطان (يو 13: 26) وقاد الجند لمكان يسوع وسلمه (يو 18: 2، 3، 5)
وهذه هى الأفكار حول يهوذا من الهراطقة وغيرهم : -
(أ) تصوّر يهوذا على أنه تابع أمين ليسوع  ولكن خائب الأمل حاول أن يجبر يسوع على القيام بالدور المفترض لمسيّا اليهود ، والذي كان قلب الحكم الروماني، ومعاقبة الأشرار، وأن يؤسس أورشليم لتكون حاضرة العالم. ولكن يوحنا يُصور دوافعه فيصفه بأنه جشع وماكر. سارق ولص وشيطان .. ألخ
المشكلة الأساسية أن هذه الفكرة تتعارض مع لاهوت المسيح والغرض من تجسده ودور يهوذا فى خيانة سيده وفكر الهراطقة لا يستقيم مع تسلسل أحداث القصة حينما يتسائلون هل تلاعب لله أو يسوع بيهوذا؟ هل يهوذا مسؤول عن أعماله إذا ما كان الشيطان قد سيطر عليه؟  أو أن لله تنبأ بأنه سيُسلم يسوع وجعله يفعل ذلك؟ الله يمسك بزمام التاريخ؛ إنه يعرف بأحداث المستقبل، ولكن البشر مسؤولين عن خياراتهم وتصرّفاتهم . لله عادلٌ وليس متلاعباً.

 

 


  


 

 

This site was last updated 10/30/18