Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 الثورة المكابية بقيادة يوحنا هركانوس ( 134 - 104 ق.م)

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الثورة المكابية بقيادة متياس وأولاده
الثورة المكابية بقيادة يهوذا المكابي
الثورة المكابية بقيادة يوناثان
الثورة المكابية بقيادة سمعان
الثورة المكابية بقيادة يوحنا هركانوس
الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الأول
الثورة المكابية بقيادة اسكندر حنَّاؤس
الثورة المكابية بقيادة ألكسندرا
الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الثاني

 

( هـ ) الثورة المكابية بقيادة يوحنا هركانوس ( 134 - 104 ق.م): -

كان أول عمل اهتم به يوحنا هركانوس هو التخلُّص من قاتل أبيه بطليموس أبوبس، وذلك في ربيع سنة 134 ق.م، الذي قاوم ثم هرب وانضم إلى الأعداء.
وفي بداية حكم يوحنا هركانوس جدَّد أنطيوخس السابع “سيديتس” حملاته لإخضاع اليهودية، وحاصر أُورشليم. ولكن بحلول عيد المظال طلب يوحنا الهدنة ليتمكن من الاحتفال بالعيد، وقد استجاب أنطيوخس في الحال وجامل اليهود بكرامة عظيمة، وقدَّم ذبيحة عيد المظال كلها على نفقته، مع أدوات الهيكل اللازمة من ذهب وفضة. وقد ردَّ اليهود على ذلك بأن قدَّموا الجزية عن البلاد لتي كانت خارج حدودهم التي كانوا يحتلونها لاحَظ هنا أن أُورشليم لم تُمس بسوء في هذا الحصار الذي دام سنة كاملة، فقد دخلها هدايا وذبائح من العدو (1) وهذا يطابق ما جاء في سفر زكريا.
وبموت أنطيوخس السابع سنة 129 ق.م حاول هركانوس الاستقلال الكامل عن السلوقيين بسوريا، واتصل بروما وتفاهم مع مجلس الشيوخ هناك، وعقد معاهدة معهم، وذلك حوالي سنة 127 ق.م.

وبمقتضى هذه المعاهدة استطاع هركانوس أن يقف في وجه المطالبين بخضوع اليهودية سواءً من السلوقيين شمالاً أو البطالسة في مصر جنوباً.
واستطاع هركانوس أن يمتد بحدوده شرقاً شرق الأُردن فاحتل ميدبا وكل الإقليم الشرقي، وتوسَّع شمالاً حتى جرزيم وشكيم، وخرَّب معابد السامريين،
.  وتوسَّع جنوباً وتوغَّل في أرض أد ومية وأرغم شعبها أن يتهوَّدوا(2) كما بنى قلعة دفاعية كبيرة في شمال غرب الهيكل بأُورشليم. وصكَّ نقوداً وكتب عليها اسمه: “رئيس الكهنة ورئيس جماعة اليهود المتحدة” وكان أول رئيس في عائلة المكابيين
(الحشمونيين) يسك نقوداً باسمه.
في هذه المدة تقوَّت عائلة البطالسة الحاكمة في مصر ودخلت في صراعها التقليدي مع السلوقيين الحكام في سوريا وتبادلوا النصرة والكسرة، كل ذلك
وهركانوس في سلام يمتد ويتسع ويتقوَّى في كافة الجهات. وفي أواخر حكم هركانوس قام بحملة للاتساع شمالاً وحارب السامريين وحاصرهم بقيادة ولديه أنتيجونيس وأرسطوبولس، وحاول السامريون الاستعانة بحاكم سوريا أنطيوخس سيسيزيكينوس (التاسع) ولكنه هُزم وارتد. وأخيراً سلَّمت السامرة وخضعت  لهركانوس مع كل سهل يزرعيل وبيت شان، وضُمت إلى أرض اليهودية (3)
 وقد أصاب هركانوس متاعب كثيرة من شيعة الفريسيين (4) هي الشيعة التي انحدرت من جماعة الأتقياء الحسيديم، الذين كانوا يعارضون دائماً سياسة التوسُّع ويقاومونها ، ا، فكانوا يتعاونون في الحرب مع المكابيين إذا كانت للتحرر الدينى   ﻳويعارضونها إذا كانت لمجرد التوسع
وقد انحدرت طبقة الفريسيين من جماعة “الحسيديم” التي كان يمثلها المكابيون أيضاً، وكانوا في البدء وحدة واحدة متعاونة في كل شيء، إلاَّ أنه منذ بدء حكم يوحنا هركانوس بدأ الانفصال والبغضة والمقاومة تزداد بين الحسيديم والمكابيين،
وابتدأ الحسيديم (الأتقياء) ينفصلون عن المكابيين وسياستهم الاستعمارية التوسعية، لذلك دعاهم اليهود بالمنفصلين (أو المعتزلة)، وهي ترجمة الكلمة العبرية “فريسيين” أي جماعة الأتقياء “المنفصلين”. وانفصالهم يُفهم على المعنى الديني
أولاً، أي منفصلون عن نجاسات الأُمم وسياستهم وعن كل ما لا يتصل بالشريعة  والعبادة والناموس بتعصُّب شديد حتى الموت. ويُفهم بالمعنى الاجتماعي لأنهم انفصلوا عن المكابيين الذين كانوا أولاً من جماعة “الأتقياء” ولكن بسعيهم وراء الكهنوت والسياسة انضموا إلى جماعة اليهود اليونانيين سواء من جهة أفكارهم الدينية أو الاجتماعية. ويُفهم بالمعنى السياسي أي منفصلين عن كل عمل أو حرب أو مبدأ ينادي بالتوسُّع الاستعماري، والتزامهم فقط بالحرب إذا كانت من أجل استرداد حريتهم الدينية أو أراضيهم المغتصبة.
وإزاء انفصال شيعة الفريسيين من جماعة الأتقياء وتسميتهم بالفريسيين، اتخذ   جماعة المكابيين الذين احتكروا رئاسة الكهنوت لقب الصدوقيين(5) أي التابعين لصَادوق رئيس الكهنة الكبير الذي عيَّنه سليمان الملك محل أبياثار ( 1مل 35:2 ) ، والذي احتكرت عائلته رئاسة الكهنوت من أيام داود النبي (أي 11:15 & 15: 39 و 40) حتى زمن أنطيوخس إبيفانس. 
ومما هو جدير بالذكر أن يوحنا هركانوس كان منضماً إلى جماعة الأتقياء (الفريسيين) في بدء حكمه بالرغم من أنه كان رئيس كهنة، ولكن انفصل عنهم بعد ذلك وانضم لجماعة الصدوقيين. والسبب يقدِّمه يوسيفوس ملخِّصاً أن الفريسيين عارضوا أن يكون رئيس الكهنة قائداً عسكرياً مدني (6)  وقدَّموا السبب له رسمياً في المؤتمر الذي عقدوه من أجل هذا الغرض وبيَّنوا فيه أن أُمَّه كانت قد وقعت في الأسر وعاشت مسبية زمناً مما لا يجوز بسبب ذلك أن يكون ابنها الذي وُلد لها بعد ذلك صالحاً للكهنوت، إذ تُحسب في نظر التقليد نجسة. ولقد انضم لهذا الرأي أحد المفسرين المسيحيين وهو القديس جيروم الذي اعتمد في تفسيره على نبوَّة حزقيال الصريحة التي تشير إلى هركانوس (حز 21 : 26- 27)
ومن هذه الحادثة يظهر على مسرح التاريخ الديني اليهودي أول الصراع المستحكم التقليدي بين شيعة الفريسيين وشيعة الصدوقيين.
ومنذ ذلك الحين والعداء شديد ومستحكم بين جماعة الفريسيين الذين يمثلون الديمقراطية الشعبية الدينية على أساس الناموس والشريعة، وجماعة الصدوقيين ويمثلون الارستقراطية السياسية على أساس رئاسة الكهنوت والطقوس والتقليد المكتوب فقط أي الأسفار القانونية، والغنى!!
ومما هو جدير بالذكر أيضاً أن قوة الفريسيين كانت في شعبيتهم، فكل ما كانوا يقولونه ضد رئيس الكهنة أو ضد الملك يقتنع به الشعب وينادي به. وهذا
مما أثار حفيظة الصدوقيين باستمرار وخصوصاً أيام هركانوس لأنه قلَّد نفسه الملوكية رغماً عن معارضة الفريسيين الذين لم يعترفوا بملوكيته قط. فانضم إليهم الشعب في ذلك. والسبب الذي حدا بالفريسيين لعدم الاعتراف بملوكية
هركانوس أنه لم يكن من بيت داود، وبذلك يكون مخالفاً لرجاء إسرائيل ووعد الله وانتظار المسيَّا!!
ومات يوحنا هركانوس سنة 104 بعد أن تولى قيادة إسرائيل فى حروبها وتوسعاتها  مدة 31 عاماً كأفضل ما تكون الإدارة والقيادة.
ﻬ ﻬ ويقول يوسيفوس المؤرِّخ أن الله وهبه ثلاث مواهب عظمى: موهبة الحكم وموهبة الكهنوت وموهبة النبوَّة لأن الله كان معه (7)
******

المراجع

(1) وقد ذكر هذه الحادثة كل من المؤرخ بلوتارخ وبوسيدونيوس ويوسيفوس )
Josephus, Antiq. XIII, VIII, 2.
التي ذكرت أن الانسحاب تمَّ من حول Megillath Taanith وجاء أيضاً في سجلات اليهود
أُورشليم بكرامة وهدوء في 28 شباط بعد سنة كاملة.
(2) Josephus, Antiq. XIII, IX, 1.
(3) E. Schürer, The History of the Jewish People in the Age of Jesus
Christ, 1901, Eng. Tr. 1973, part I, p. 210.
(4) Josephus, Antiq., XIII, X, 5.

(5) Josephus, Antiq. XIII, V, 9.

(6) Josephus, Antiq. XIII, X, 5-6.
(7) Josephus, Antiq. XIII, X, 7.

 

This site was last updated 08/16/17