Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 د/ ثروت باسيلى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الدكتور نظمى لوقا
 د/ ثروت باسيلى
Untitled 7993

 د/ ثروت باسيلى

وداعا دكتور ثروت باسيلى إلى سماء الخلود والراحة
فى هذه الذكرى اعيد نشر مقالى الذى كتبته فى نوفمبر ٢٠١٣
ثروت باسيلى: إبراهيم الجوهرى عصرنا
مجدى خليل - 30 نوفمبر 2013
سألتنى السيدة الرائعة نرمين رياض،مؤسسة ورئيسة منظمة كوبتك أورفنز، المؤسسة التى ترعى آلاف الايتام الفقراء فى مصر، لماذا تكتب فقط على عظماء الأقباط بعد رحيلهم؟ نريد أن نعرف هؤلاء وهم احياء على الاقل لتكريمهم، وكان ردى أن هؤلاء يا سيدتى ما زالوا تحت الآلام مثلنا ولا نريد أن نفتح عليهم حسد الشيطان واتباعه ، كما أن الكتابة عن الراحلين ليست فيها أى شبهة للمجاملة حيث أنهم أنتقلوا إلى عالم آخر لا يفيدنا أو يفيدهم المدح أو الذم. ومع هذا يا سيدتى هناك الكثير والكثير جدا من العظماء يعيشون بيننا وأغلبهم لا نعرف عنهم شيئا ولكن الله العالم بكل شئ يعرف عظمتهم وسموهم ومكانتهم،وهناك عظماء نعرفهم ونمجد الله دائما على عمله فيهم وشهادته من خلالهم وتقديمهم لنا كنماذج لكى نتعلم منها.بل أننى أود أن اقول لكى شيئا هاما وهو أن الله خلق كل إنسان ليكون عظيما،فإرادة الله أن يكون كل شخص عظيما،اليس أمتياز البنوة لله عظمة لا تفوقها عظمة،الا يقول الله عن الأبرار أن الملائكة فى السماء ستتمنطق وتخدمهم.... هل تخيل أحد من قبل مقدار هذه العظمة والمكانة؟.. إذن عظمة الإنسان حقيقة مؤكدة وامتياز إلهى لمن يقبله ويؤمن به ويتصرف بالفعل كأبن لله العظيم القدير... الم ينبهنا السيد المسيح له المجد إلى أن الفقراء هم اخوته الاصاغر لكى يعرفنا أن العظمة فى الانتساب اليه وليس فى الغنى أو الفقر أو الجاه أو النجاح.إذن عظمة الإنسان( العظمة الحقيقية) مستمدة فقط وفقط من عظمة الخالق العظيم.ولكن لكى اجيب على سؤالك سأقدم فى سلسلة مقالات عن هؤلاء العظماء الذين اعرفهم وسوف تتعجبى أن منهم الأغنياء الناجحين جدا ومنهم من اخوة الرب الفقراء وبينهم شخصيات عادية، ولكن يجمعهم شيئا واحدا أنهم استمدوا عظمتهم من الخالق العظيم وتصرفوا بنفوس عظيمة، ولعلى اليوم ابدأ بأحد هؤلاء العظماء المرموقين وهو الدكتور ثروت باسيلى.
لم اتشرف بلقاء الدكتور ثروت باسيلى مطلقا،ولم اتحدث اليه تلفونيا إلا مرتين فى حياتى لتعزيته فى رحيل أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة والمرة الثانية لطلب توقيعه على بيان طلب التوكيد الإيجابى للأقباط والمرأة فى الدستور، ولكننى كمتابع للشأن القبطى كنت اتابع اخباره باستمرار واشكر الله على أنه فى كل عصر يقدم لنا نموذجا رفيعا فى الصدقة والعطاء.
على مدى عقدين من الزمن سمعت عشرات القصص من مصادرها الحقيقية عن عطاء الدكتور ثروت باسيلى السخى والغزير والمتواصل
للكنائس والأديرة والمشروعات الخيرية والثقافية القبطية،واعتقد أنه بعد رحيله (اطال الله فى عمره) ستظهر هذه القصص وتنشر فى كتابات لنتعلم منها، ووقتها سوف نرى شخصا ربما فاق معلمنا العظيم أبراهيم الجوهرى فى عطاءه.
ربما إذا جاز لى الكلام أن اشير إلى شئ واحد فقط عرفته من الذين كانوا يشرفون على بناء المركز الثقافى القبطى، لقد دفع دكتور ثروت باسيلى 22 مليون جنيه مصرى لبناء الهيكل الخرسانى ثم دفع بعد ذلك 10 مليون دولار لتكملة البناء والتجهيز،أى أن ما دفعه فقط فى هذا المركز يتعدى 80 مليون جنيه مصرى، ومع هذا فليس له أى دور حاليا فى هذا المركز هو والرجل الآخر الذى قام بأكبر جهد لخروج هذا المركز للنور وهو الاستاذ الدكتور فوزى اسطفانوس( اطال الله فى عمره).
لقد بدأ الدكتور ثروت باسيلى عصاميا كما حدث مع معلمنا العظيم إبراهيم الجوهرى أيضا،وأكاد اجزم أن تحول الدكتور ثروت باسيلى من مجرد صاحب صيداية آمون فى اسوان إلى صاحبة أمبراطورية مالية كبيرة ليس وراءه فقط الجدية والاستقامة والاجتهاد والرؤية الثاقبة ولكن المؤكد أن السر الأكبر وراء ذلك يكمن فى بركة الرب المتمثلة فى بركات العطاء،فكلما زاد سخاء المعطى زاد أكثر سخاء العاطى العظيم فى السماء. إن الآرخن الكبير ثروت باسيلى يشارك معلمنا إبراهيم الجوهرى وأبينا العظيم الراحل الأنبا آبرام محبتهما الكبيرة للرب وللكنيسة وللفقراء، وهذا ما لمسته فى صدق الدكتور ثروت وهو يقول لقناة أون تى فى أن الكنيسة ليست محل تكسب أو تربح أو منظرة أو البحث عن مكانة أو شهرة أو أى شئ من هذا بل محل للخدمة.
بقى أن انوه أن العطاء ليس فضيلة دينية فقط بل هو أيضا علاجا ضروريا للخروج من سجن الذات إلى فضاء الإنسانية الواسع الفسيح،فمعظم الفلاسفة وعلماء النفس وحتى الملحدين يوصون بالعطاء بكل أنواعه كعلاج للأنانية وشرنقة الذات والنرجسية... فالعطاء حياة،والعطاء علاج للفشل والاكتئاب وأمراض الذات، والعطاء خروجا من سجن الذات إلى التفكير فى الآخرين، وصدق الفيلسوف الوجودى الكبير جون بول سارتر فى قوله " إذا فشلت أن تأخذ من الحياة جرب أن تعطى فتحيا".
لا اجد ما اختم به مقالى هذا عن الدكتور ثروت باسيلى سوى الدعاء له بالشفاء والصحة وطول العمر،فأمثاله هم ملح الأرض حقيقة، مع تكرار الدعاء الذى قاله غبطة البطريرك البابا يؤنس الثامن العشر البطريرك 107 لمعلمنا إبراهيم الجوهرى " ليرفع الرب إسمك ويبارك عملك وليقم ذكرك إلى الآبد"... واعتقد أن الدكتور ثروت ربما سمع كلاما مشابها كثيرا من ابينا مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث...والأهم أستمع إلى قول المرنم لم أر صديقا تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا.
وقبل أن نتركم دعنا نتأمل معا بعض أقوال الكتاب المقدس عن بركات العطاء
"كما هو مكتوب فرق اعطى المساكين بره يبقى الى الابد" ( 2كو 9 : 9 )
(بالرحمة والحق يستر الاثم ) (ام16:6)
(فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27).
(الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8)
(اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41)
(الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33)
"من يعطى المساكين لا يحتاج هو ولا ذريته من يعطى الفقير لا يحتاج" (أم 28: 27).
)ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة( (جا 11: 1).
"طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير في يوم الشر ينجيه الرب.. الرب يحفظه ويحييه ويجعله في الأرض مغبوطًا، ولا يسلمه إلى أيدي أعدائه. الرب يعينه على سرير مرضه" مز 41:1-3
"من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ ولا يستجاب أم" 21: 13
"أعطوا تعطوا. كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا") لو 6: 38(
"أيسلب الإنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بم سلبناك. في العشور والتقدمة. قد لُعنتم لعناً .. هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع. وأنتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض .." ملا3: 8-11.
"كنت فقيراً فأطعمتموني، كنت غريباً فآويتموني" (متى5/35)
" كنت فتى وقد شخت، ولم أر صديقا تخلي عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزا" )مز37-25)

This site was last updated 12/14/17