Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الخلاف الفكرى بين مدرسة الأسكندرية ومدرسة أنطاكية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
محتوى البدعة النسطورية
البابا ومقدمة قانون
مدرسة الأسكندرية وانطاكية
مدرسة أنطاكية
الأقباط والكنيسة الأشورية
كنيسة الفرس النسطورية
العذراء مريم والدة الإله
العذراء والكنيسة القبطية

Hit Counter

 

وتزعمت الإسكندرية الفكر المسيحي مدة من الزمن ثم شاطرتها أنطاكية في هذه الزعامة. وكان لكل من هذين المركزين نهج خصوصي في التعليم المسيحى وكل منهما لها اصطلاح في التعبير كثيراً ما خالف الأصطلاح التعبيرى فى إحدى المدرستين الآخرى في تأدية المعنى الواحد.

 

العلاقة بين مدرسة الإسكندرية ومدرسة أنطاكية
ينبغى لنا أن نرجع إلى ما قاله لاعلامة اللاهوتى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا (1) الذى ذكر أن : الطابع العام الذى أصبح يميز الإتجاه الفكرى فى ألسكندرية ومدرستها هو النظرة الصوفية , بينما أتجاه مدرسة أنطاكية وأتباعها كان إتجاهاً عقلياً ومنطقياً .

ففى مسألة طبيعة السيد المسيح : -

كان تفكير لاهوتى مدرسة الإسكندرية متركزاً بالأكثــر فى لاهوت المسيح مع توكيد حقيقة الإتحاد بين لاهوت المسيح إتحاداً ناماً , وقد عرفوا هذا الإتحاد بأنه إتحاد سرى ولا يمكن إدراكـــه , وبعضهم نظر إلى الطبيعة الإلهية بنوع خصوصي فقال الكلمة التى صارت جسداً وما عنى بذلك سوى الإتحاد الحقيقي بين لاهوت الكلمة وناسوته وأن الإله المتأنس شخص واحد وليس اثنين لأن كلمة طبيعة عندهم بمعنى الشخص والأقنوم. ولكن أحداً من لاهوتى الكنيسة الإسكندرية لم ينكر الطبيعتين بمعنى الجوهر اللاهوتي والعنصر البشري فى هذا الوقت المبكر أيام البدعة النسطورية. ونظراً لامتداد بدعة آريوس ووجوب محاربتها كان كلام الإسكندريين في لاهوت المخلص أكثر من كلامهم في ناسوته. وهكذا فإنهم سموا سيدتنا مريم والدة الإله وقالوا أنها ولدت الكلمة المتجسدة وأنه تألم وصلب - ويعرف العامة فى مصر أن الإله لا يتألم ولا يموت كما أن الروح الإنسانية لا تتألم ولا تموت لأنها نفخة من الرب القدير . 

 بينما كان تفكير لاهوتيين مدرسة أنطاكية على العكس مرتكزاً بالأكثر فى ناسوت المسيح أولاً , فقد أهتموا كل الإهتمام بإبراز كمال ناسوت المسيح , وفى هذا السبيل مالوا إلى الفصل بين الطبيعتين فى السيد المسيح , ولكنهم أقروا بالوحدة بينهما لكنهم كانوا يلحون على فكرة الآثينية "

وتوخت مدرسة أنطاكية البساطة والإيضاح فميزت بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح الواحد. ومع أنها كانت تعتقد بأن المسيح واحد وليس اثنين فإنها كانت ترفض التعليم بالإتحاد الطبيعي وبالمزاج بين الطبيعتين. وكانت تعتبر اتحادهما إضافياً بمعنى السكنى والارتباط حفظاً لكمال الطبيعة البشرية، التي زعم ابوليناريوس أنها كانت ناقصة. وكانت تنكر على الناسوت خواص اللاهوت، كالحضور في كل مكان والقدرة على كل شيء وما شاكل ذلك، كما أنها أنكرت على اللاهوت أهواء الناسوت وآلامه كالولودة والتألم والموت. ولهذا السبب ابتعد الأنطاكيون عن كل تعبير يؤدي على زعمهم إلى مثل ذلك المعنى كتسمية العذراء والدة الإله وغيرها من العبارات التي عيَّنتها الكنيسة بعد ذلك صيانة للتعليم القويم. وقالوا بوجوب كمال الطبيعة البشرية لأن لوقا يقول أن يسوع "كان ينمو في الحكمة والقامة" وأوجبوا السجود للناسوت لأنه متحد بالكلمة. ومن قولهم: "إنما نسجد للإرجوان من أجل المتردي به وللهيكل من أجل الساكن فيه ولصورة العبد من أجل صورة الله وللحمل من أجل رئيس الكهنة وللمتخذ من أجل الذي اتخذه وللمكوَّن من بطن البتول من أجل خالق الكل". ولا يجوز القول أن الأنطاكيين علموا بأقنومين فإنهم قالوا بأقنوم واحد ذي طبيعتين متحدتين بلا امتزاج ولا اختلاط ولا تشويش.

ومع أن معلموا أنطاكية  حاولوا إبراز الطبيعتين: الإلهية والإنسانية في المسيح. إلا أنهم في إطار ذلك كثيرا ما كانت يعمدون إلى التركيز بطريقة واضحة وفي كثير من الأحيان بطريقة فاصلة بين الطبيعتين.

ولقد رفضت كل مدرسة منهما الأخرى ورأت فيها خطرا وهرطقة تهدد الإيمان المسيحي. فكنيسة أنطاكية رأت أن كنيسة الإسكندرية تتجاهل ناسوت المسيح وتضحي به , وكنيسة الإسكندرية أعتقدت أن أنطاكية تشكل خطرا على لاهوت المسيح. وهكذا في تتبعنا لقضية نسطور يصير من الجدير بالاهتمام تلمس هذا الاختلاف وتأثيره على رؤية كل من نسطور وكيرلس لعقيدة المسيح كما سيتم تناولها في الأجزاء اللاحقة.

وعلى كل يقول الأنبا إيسوذورس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج 1 : " أن نسطوريوس الذى من مرعش ترهبن فى دير مارابروبيوس بجوار أنطاكية " ومن الطبيعى أن يكون هذا من الأسباب التى دفعت يوحنا ألأنطاكى بطريرك أنطاكية للوقوف بجانب نسطوريوس والدفاع عنه , كأنتماء لواحد لبنى جنسه الأنطاكى وكذلك من المدرسة الأنطاكية .

وهكذا فإن أساتذة المدرستين علّموا تعليماً مستقيماً ولكن بمناهج مختلفة وبانتقاء عبارات معينة قضت باستعمالها ظروفهم الخصوصية. فالمصريون الإسكندريون توخوا العبارات التي أوضحت كمال اللاهوت حذراً من بدعة آريوس والأنطاكيون طلبوا إيضاح كمال الناسوت حذراً من بدعة أبوليناريوس. ولا عجب في ذلك إن عرفنا أن المبتدع الأول نشر وعلّم بدعته في الإسكندرية أولاً والمبتدع الثاني نشر وعلّم بدعته في أنطاكية أولاً.

ويقول الأسقف كاليستوس (تيموثي) وير: أن كل من هاتين النظريتين لو ذهبتا بعيداً كان بإمكانهما الوصول إلى الهرطقة. ولكن الكنيسة كانت بحاجة لكل منهما لتثبت صورة المسيح في تكاملها. وفي حين أنه كان بوسع كل من المدرستين أن تكمل الأخرى فقد دخلتا في نزاع حوّل الأمر إلى مأساة بالنسبة للمسيحية.

فالبابا كيرلس عمود الدين كان يقول عن المسيح أنه كائن مركب من الإله والأنسان ومع ذلك فهو أقنوم واحد بل وطبيعة واحدة .

 {انطلق كيرلس في دفاعه من وحدة شخص المسيح اكثر من انطلاقه من التمييز بين ناسوته ولاهوته معتبرا ان القول بطبيعتين كاملتين في المسيح لا يعني التمييز بينهما الى حدّ الفصل والتفريق، لان الطبيعة الانسانية فيه لم يكن لها كيان خاص اي لم تكن شخصا. ولذلك اراد ان يفرض على خصومه القبول بعبارة "الاتحاد الشخصي " في المسيح بين العنصرين الإلهي والانساني. في حين إن لفظة "شخص" بحسب المدرسة الانطاكية كانت تعني "الطبيعة", والمبدأ السائد في الفلسفة الانطاكية كان ان "كل طبيعة كاملة هي شخص". اعتبر نسطوريوس وأتباعه ان قولة كيرلس ان الإله والانسان اتحدا في يسوع اتحادا شخصيا تعني انهما اصبحا طبيعة واحدة. فاتّهموا كيرلس بالسقوط في بدعة ابوليناريوس وقالوا ان كيرلس كان يستعمل مؤلفات ابوليناريوس المزوَّرة وكأنها صحيحة, ويردد -بثقة- عبارتَهُ "طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد" على أساس انها لاثناسيوس الكبير. رفض نسطوريوس تطبيق خصائص الطبيعتين على شخص واحد لانه – في زعمه –يؤدي الى القول بأن المسيح تألم ومات في الطبيعة الإلهية.

وعلى العكس من ذلك نسطور الذى كان يمثل أتجاه مدرسة أنطاكية فكان يرى أن المسيح انساناً حمل الطبيعة إلهية أو هو اللوغوس مقترناً بطبيعة أنسانية - وبعبارة مبسطة هما أقنومان وطبيعتان
الهراطقة ومدرستى الأسكندرية وانطاكية
وقام في المدرستين أناس تطرفوا فسقطوا في الضلال. فإن نسطوريوس تطرف في التعليم الأنطاكي بالطبيعتين إلى حد قال عنده بشخصين وأقنومين. وتطرف أوطيخة الذى ينتمى إلى التعليم الإسكندري -كما سنرى- باتحاد الطبيعتين إلى حد قال عنده باختلاطهما طبيعة واحدة لا يميز بعدها بين اللاهوت والناسوت -الناسوت كنقطة خل في محيط اللاهوت-. وهاتان البدعتان أدتا إلى عقد المجمع المسكوني الثالث للنظر في بدعة نسطوريوس وعقد المجمع الرابع للبت في بدعة أوطيخة. وعقد المجمع السادس للنظر في بدعة المشيئة الواحدة التي تفرعت عن بدعة الطبيعة الواحدة
========

المــــــــــــراجع

(1) مذكرة علم اللاهوت المقارن - الكلية الإكليريكية اللاهوتية للقبط الأرثوذوكس - بقلم المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى ص 87  .

 

This site was last updated 04/27/08