Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 بوركهارت الرحالة الانجليزي

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
يوحنا أسقف نقيوس
الأنبا ساويرس أبن المقفع
جاك تاجر أقباط ومسلمون
ا.ل. بتشر والأمة القبطية
يعقوب نخلة روفيلة
القس منسى يوحنا
يوسابيوس القيصرى
د/يونان لبيب رزق
أولاد العسال
الخوري بولس الفغالي
د/عزيز سوريال
الأنبا يوساب أسقف فوة
دزم بتلر
بوركهارت الرحالة الانجليزي
القمص مرقص داود
ادوارد وليام لين
ستانلى لين بول
الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى
ألفريد ج . بتلر
المؤرخة أيريس حبيب المصرى
مؤرخين آخربن

Hit Counter

 

 'بوركهارت' الرحالة الانجليزي الذي جاء إلي مصر في مطلع القرن التاسع بتكليف من الجمعية الافريقية في لندن لدراسة أحوال مصر السياسية , ومكث بوركهارت خمس سنوات في مصر تجول خلالها في كل انحاء البلاد من شمالها إلي بلاد النوبة، واختلط بالأوساط الشعبية، وترك لنا دراسات علمية أهمها كتابه عن العادات والتقاليد المستقاة من الأمثال الشعبية التي يرددها المصريون للتعبير عن أحوالهم الاجتماعية. وأنفق الرحالة بوركهارت كل أيام اقامته في مصر في البحث والتقصي الي أن سقط صريع المرض ولم يتعد الرابعة والثلاثين من عمره، ودفن بالقاهرة تحت اسم 'الحاج إبراهيم بن عبدالله' بعد أن صار مسلما.
ولم يكن بوركهارت انجليزيا، فهو سليل أسرة سويسرية نبيلة، وتلقي تعليمه في لوزان علي أيدي مدرسين خصوصيين، ثم درس القانون والفلسفة والتاريخ في الجامعات الالمانية وبعد عودته الي لوزان وجد أن الاوضاع السياسية لا تشجع علي البقاء، فهاجر الي لندن، وعاني شظف العيش حتي انه اضطر إلي الصيام، والاكتفاء بالخبز والجبن لمواجهة الفقر والحرمان، وابتسمت له الظروف عندما التقي بالسير جوزيف بانكس رئيس الرابطة الافريقية التي تأسست عام 1788 فرشحه لمتابعة دراسته في جامعة كمبردج حيث تعلم اللغة العربية وتلقي دروسا في علوم الفلك والطب والكيمياء والطب والجراحة. ولم يكن هذا التكوين العلمي الا بقصد تهيئته كي يشد الرحال الي الشرق ليمد الجمعية البريطانية بالمعلومات التي تخدم مصالح الامبراطورية، فتوجه الي مالطة ومنها الي حلب ومعه توصية من شركة الهند الشرقية، ومكث في حلب ثلاث سنوات فأتقن اللغة العربية. وتعرف علي اسلوب حياة الشرقيين وارتدي الزي الشرقي واعتنق الاسلام ( حتى يتمتع بحرية التجول وجمع المعلومات التى يريدها )  .
 

متعة التجول في الشرق
في عام 1812 غادر بوركهارت دمشق متوجها إلي مصر عن طريق فلسطين، متنقلا علي الدواب، واحيانا علي القدمين. ورغم المشاق فإنه يعترف بان السفر الي الشرق اكثر متعة من التجول في اوروبا حتي لو كان الانسان وحيدا، ويري ان وطأة الشمس الحارقة، ولذع الحشرات له سحره الخاص.
يقول الدكتور ابراهيم احمد شعلان في ترجمة حياة بوركهارت إنه لم يكن يلتقط انفاسه بعد وصوله الي القاهرة، حتي شد الرحال الي الصعيد الاعلي، وتوغل حتي بلغ النوبة حيث رصد معابد رمسيس الثاني، ثم ذهب الي سواكن علي البحر الاحمر. ثم ذهب إلي الحجاز حيث التقي بعزيز مصر محمد علي في الطائف ثم وصل الي مكة وأدي فريضة الحج، ثم سافر الي المدينة المنورة، وهناك اصابه مرض الحمي فعاد الي مصر حيث وافته المنية في عام  1815 م

أحتيال الحكام على الفلاحين وتزوير مقياس الأرض لجمع الضرائب والخراج
كان لبوركهارت رأي واضح من سياسة محمد علي، علما بأنه كان يتمتع بحمايته، ويحمل توصية منه ومن ابنه ابراهيم باشا ساعدته كثيرا في تجواله ببلاد النوبة والسودان.
ففي الدراسة التي اجراها بوركهارت علي الفلاحين في اسنا كشف فيها عن الوضع المزري لحياة الفلاح المصري في عصر محمد علي، ويعلق بوركهارت علي الامثال الشعبية التي كانت تصور معاناة الفلاحين، فعن المثل المصري 'فدان يكرم بقصبة' يقول: هذه القصبة تغيرت غالبا، فقد تناقص طولها للاحتيال علي الفلاحين، ويقتطع منها بوصة كل سنتين، والفلاح الفقير لا يدري هذا الاقتطاع في وقتها، لكنه اكتشف الان '1807' ان القصبة المستعملة في قياس الارض اصبحت ثلاثة ارباع القصبة التي كانت تستخدم منذ اثنتي عشرة سنة تحت حكم المماليك، بالرغم من ان الفدان الذي يدفعون عنه الضرائب مازال يحتوي علي نفس عدد القصبات.. وهذه واحدة من الحيل العديدة والقياسات السرية التي ينقص بها دخل الفلاح الضئيل اصلا، دون التعرض للوم أو المؤاخذة علي النهب المكشوف. ومن الامثلة التي سجلها بوركهارت 'من لا يرضي بحكم موسي، رضي بحكم فرعون' ويعلق عليها بقوله: هذا المثل يدل علي هؤلاء الذين كانوا يكرهون المماليك، وهم الان يخضعون لحكم محمد علي الجائر، ومثل اخر 'يبني قصر.. ويهدم مصر' ويعبر عن شدة السخط علي محمد علي الذي بني القصور والفيلات.


اختبار في صحة إسلامه
ويعلق الدكتور إبراهيم شعلان: وعلي الرغم من احتضان محمد علي لهذا الرحالة الشاب إلا انه يري ان محمد علي قفز الي دست الحكم عن طريق التآمر، ولم يكن محمد علي يأمن بسذاجة لهذا الاوروبي الذي كان علي صلة بانجلترا ­خصمه اللدود­ والتي كانت تحوم حول مصر للاستيلاء عليها، وكان محمد علي علي وعي بالاطماع الانجليزية، ولهذا اراد أن يختبر صحة اسلام هذا الشاب الانجليزي، فدفع باثنين من اكبر علماء الحجاز ليمتحناه وليعرفا مدي علمه بالقرآن، ومبلغ فهمه للشريعة الاسلامية، وكانت النتيجة اقتناع الممتحنين بصحة اسلامه.
وعندما سافر بوركهارت الي الحجاز زار محمد علي في بيته في الطائف وعندما وصل الي المدينة كانت جيوش محمد علي تقاتل الوهابيين، ويقول جان بوليني: ان هذا الوضع قد اثار مخاطر جمة، حيث اهتم بوركهارت بثورة الوهابيين في الصحراء.
 

مذبحة القلعة

ويعلق بوركهارت علي مذبحة القلعة فيقول: لقد ذبح محمد علي من المماليك في القلعة 1200 مع انه امنهم علي حياتهم بأغلظ العهود والمواثيق، وان ابراهيم باشا ادار مذبحة اخري للمماليك في الصعيد وذلك بعد سنة من مذبحة القلعة، وذلك بعد ان غرر بهم.. وان مثل هذا النكث للعهود يقع بين الترك كل يوم، واعجب محمد من ذلك انك لا تزال تجد من الناس من بلغت بهم الغفلة مبلغا يوقعهم في فخاخ كهذه.
ولاشك ان علاقة بوركهارت بمحمد علي قد القت بظلالها علي تحركه طوال تحركاته في النوبة والسودان حيث كانت الظروف تحتم عليه لقاء حكام الولايات، وعناصر المماليك الهاربين من وجه محمد علي، وهي ظلال سلبية فعندما وقع في مشكلة مع 'اغا' في سواكن، وكان هذا الاغا يريد الاستيلاء علي بضاعة لبوركهارت بحجة انه جاسوس، ابرز بوركهارت فرمانات محمد علي وابنه ابراهيم، وعندئذ تحول الاغا الي الاستعطاف وطلب السماح.


لم يضعف أمام السلطان

يقول الدكتور شعلان: علينا ان نأخذ في الاعتبار ان هذه التقارير لم تنشر في حياة بوركهارت وبالتالي لم تصل الي يد محمد علي الا بعد وفاته، كما أن هذه الوثائق في مجملها، فضلا عما تحتويه من معلومات قيمة عن هذه الفترة فانها من ناحية اخري تكشف عن معدن هذا الشاب الذي لم يضعف امام حماية اسبغها عليه محمد علي، فلم يتنازل عن حياديته، ولم يترك مشاعره لكي تشوش علي تفكيره، كما انها تعطي اعجابا وثقة فيما سجله.. وهذه النصوص في مجملها تكشف عن ان بوركهارت لم يكن راضيا عن سياسة محمد علي، وهو بذلك ( نقل بأمانه ) يعكس رؤية جاهيرية، وهو عندما يتحدث عن هذه السياسة يكاد يحس القاريء انه فرد من الجماهير التي اضيرت من افعال محمد علي، ويهاجمه كما لو كان يدافع عن مصلحته الخاصة.. ولنتذكر تعبيرات: النهب علي المكشوف­ نكث العهود­ التغرير، الحكم الجائر.. الخ وهو في ذلك يعبر عن رأي عام سائد بين المصريين، رغم انه كان ينظر الي علاقة الحاكم بالمحكوم من الخارج.
مؤلفات بوركهارت

لقد ترك لنا الرحالة بوركهارت مجموعة من الدراسات ظهرت في كتب تضمنت مشاهداته في الديار الاسلامية وهي: اسفار في النوبة­ اسفار في سوريا والاراضي المقدسة­ اسفار في الجزيرة العربية­ ملاحظات عن البدو الوهابيين. إلا ان ما يهمنا من هذه الكتب: كتابه عن العادات والتقاليد عند المصريين المحدثين مسجلة من امثالهم في القاهرة. بعد ان وقع في يده كتاب من التراث المصري لمؤلف من القرن الثامن الهجري اسمه شرف الدين بن اسد. وجعل من هذا الكتاب اساسا لدراسته عن المجتمع المصري.. ولهذا حديث اخر.

======================

المراجع

(1) عن مقالة نشرت بالأهرام بتاريخ 22/11/2006م  بعنوان " مصر القديمة - بوركهارت: رحالة انجليزي في عصر محمد علي " بقلم الأستاذ العلامة :جمال بدوي

This site was last updated 12/24/10