| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس عنصرية الشريعة الإسلامية |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك آخر تعديل تم فى هذه الصفحة فى 4/9/2006مأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
الجزء الأول : خطورة أعادة العمل بالشريعة الإسلامية العنصريةبقلم عزت أندراوس
لفصل الأول : كلــــمـة " إســــلام " - ومـــعـنى كلـــــمـة " مســــلـم " الفصل الثانى : من هم الذمين فى الشريعة الإسلامية ؟ الفصل الثالث : إعادة العمل بقوانين الشريعة الإسلاميه العنصريه التى أستخدمت قديماً فى إذلال وإضطهاد الأقباط فى وطنهم الفصل الرابع : العلاقة بين الشريعة الإسلامية والجماعات أصول الإسلام الإجرامية الفصل الخامس : الشريعة الإسلامية وتاريخ معاناة الأقباط منها لفصل السادس : أولا - الشريعة الإسلامية تأمر بطرد المسيحيين من وظائفهم وعدم تشغيلهم
الفصل الأول : كلــــمـة " إســــلام " - ومـــعـنى كلـــــمـة " مســــلـم " تعنى كلمة إسلام فى لغات عديدة ومنها الفرنسية الخضوع ويفسر البعض معنى
وتفكك المسلمين الآن إنما يدل على إضمحلال خلافتهم وصيرورتها إلى الزوال , كما نلاحظ أن إستمرارها هذه المدة الطويلة نسبياً كان نتيجه لظهور عائلات عربيه إسلامية تستولى على الحكم بقوة حربية وغزو جديد لأراضى حكم الأسرة السابقة وتصفيتها وقتلهم – وهذا أيضاً لم يخرج عن نظام حكم الأسر فى العصر الفرعونى . والقارئ العادى لتاريخ نشأة الأمم منذ أن عرف الإنسان الكتابة يمكن أن يستخلص أنه لا يوجد حاكم يمكن أن نطلق عليه خليفة معصوم من الخطأ ويحكم بأمر الله , بل أنه لا يوجد إنسان خلق يمكن أن نطلق عليه أنه يحكم بأمر الله تبعا للمنطق القائل أن الإنسان مخلوق ناقص بعيداً عن الكمال فلا يمكن أن يصل لفكر الله الكامل بل أنه من المستحيل أن يحكم بامر الله ومشيئة الله وحكمة الله على ناس ناقصين فى الكمال . على انه يمكن بصفة عامه تفسير الإسلام على أنه خضوع وأستسلام خضوع العرب المؤمنين بالإسلام إلى القيادة المتمثلة التى يعتقدون أنها تحكم بأمر الله وإستسلام الشعوب المغلوبة لهم نتيجه لرخص حياة الإنسان وتقديمه ضحية ووقوداً لنار الحروب التى شنها إمبراطورية خلافتهم منذ نشأة الأسلام وحتى الآن. أما إسلام الشعوب المنهزمه فكان نتيجه سهله لضربات القتال والجزية والخوف والإرهاب وكان السيف وآيتة هما المحرك الوحيد للإسلام منذ نشأته وحتى الآن0 وتعنى كلمة إسلام فى اللغة العربية بالمعنى الإيتمولوجى الأصلى : " تسليم شئ ما لشخص ما " كما تعنى : " أن يسلم المرء ذاتة بكليتها لله " أو " إيكال كل ذاتة لله " أما مؤرخوا اللغة العربية فقد إكتشفوا معنى يتوافق مع الإستخدام الذى يوظفة القرآن وهو " تحدى الموت " وهم يعنون تحدى الموت عن طريق تسليم المرء لروحة , وحياتة من أجل قضية نبيلة , وتسليم الروح هنا يعنى التضحية بالنفس فى معركة من أجل الله . والمسلمون يتخذون من تضحية إبراهيم لإبنة إسحق من أجل الله مثلاً ومثالاً فيقولون أنه عندما قال القرآن " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً وإنما كان حنيفياً مسلماً " فأنه من الواضح أنه لا يعنى الإسلام كما بُلور فى ما بعد من قبل المتكلمين والفقهاء لإرتكازاً على القرآن وتعاليم محمد وإنما كلمة مسلم تعنى هنا الموقف الدينى المثالى المتجسد رمزاً عن طريق التصرف الذى قام به إبراهيم طبقاً للميثاق والتفسير السابق هو تفسير المفكر د/ محمد أركون (1) ومن وجهه النظر الأخرى أن إبراهيم تلقى أوامرة من الله مباشرة وليس عن طريق قرآن أو حتى عن طرق ملاك- ويبقى لنا تعليق آخر أن إبراهيم كان متأكداً أن الإبن الذى أعطاه له الرب وهو شيخ لن يموت بيده وأن الرب سوف يحل ما أمرة بة بطريقة أو أخرى وفى هذا يقول إنجيل المسيحين " لقد آمن إبراهيم فحُسب له براً "- كما أن الميثاق اٌلإلهى الذى أعطاه له الرب فى إبنه إسحق بإنشاء أمه من نسل إسحق كان ميثاقاً أبدياً لا ينتهى بموت إبراهيم أو إسحق أو يعقوب لهذا فقد كان لهم هذا الحق فى إنشاء امتهم بمساعده إلهيه طالما أنهم يتبعون طرقه . معنى عبارة " الفتنة الطائفية " يقول نبيل عبد الفتاح (2): " إن التعبير الذى أطلقه البعض على وضع الشقاق الدينى فى مصر وهو " الفتنة الطائفية " , يمثل تعبيراً مضللاً ومستمداً من مورد دينى , فالفتنة تعبير دينى وجنائى فى أن – الفتنة هى تعبير عن الخروج على الجمهور , عن الجماعة فى المفهوم الفقهى والسنى
أهلة بين مطالب ثلاثة • إعتناق الإسلام فمن استجاب منهم طُبقت عليه أحكام المسلمين ومن امتنع فُرضت عليه الجزية كقول القرآن: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمونماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة 9).
ولما كان الإسلام قد تعرض منذ بدء نشأتة لتحديات دينية وثقافية. ولكنه كان باستطاعته التغلب عليها بنجاح , فهناك عديد من الآيات القرآنية التي لم تكن ليوحَى بها لو لم يتلق محمد اعتراضات من الجانبين النصراني واليهودي. وابتداءً من القرن الثامن حتى القرن العاشر واجه الإسلام أزمات حضارية متعددة وعزوف عنها فى بعض الأحيان ولكنه كان فى أحيان كثيرة يتشوق لمعرفتها لأنه ان يستطيع أن يواجهها فى حروب مثلا إلا بمعرفة أسرار تقدمها , وأهم تلك التي الحضارات التى أثرت فى كيانه هو ما أحدثته الأفكار الإغريقية. غير أن الإسلام أظهر القدرة الكافية على مواجهة تلك التهديدات. فتارة رفضها ! وتارة اعترف بها بعد أن ألبسها حلة إسلامية ! أو أدمجها كاملاً في كيانه. وتغير الوضع لما وجد الإسلام نفسه في القرن التاسع عشر وخاصة في القرن العشرين تحت الضغط والتأثير الغربيين. كان التأثير الغربي ذا وجهين: سياسياً وعسكرياً. إن الانزعاج أو النكسة التي ظهرت من جراء الهزائم السياسية العسكرية وما تلاها من تبعية للقوى الأجنبية , أصابت الإسلام بالشلل وأثارت الانطباع بأن الإسلام لا يستطيع تجديد نفسه ولا صدّ المواجهات , والملاحظ أن الفرد المسلم يفضل العيش فى تخلف وتحت ضغط وإرهاب ودموية نظام إسلامى متزمت قريب من حياتة أيام نبية , أفضل من تبعية النظام إلى أى تأثير خارجى يدفعه إلى الحضارة والتقدم . وفي القرنين التاسع عشر والعشرين وجد المسلمون أنفسهم في إنحطاط داخلي وكتبهم مليئه بالخرافات ! فكان عليهم أن يقوموا بتصفية الإسلام منها والتأكيد على القيم المعنوية والأخلاقية تحت إسم التنقيح فغيروا كثيراً من كتب الحديث وإستطاعوا أن ينفذوا إلى كتب التفاسير الأخرى فتجد أن كثير من المخطوطات القديمة تختلف عن الطبعات الحديثة وحتى الطبعات الحديثة تختلف بعضها عن بعض . ولم يجدوا فى النهاية إلا أن تعود الأمة المحمدية إلى القرآن الذى جمعه عثمان وتعاليمه البسيطة الواضحة , فتوصلوا إلى حلا وحيداً , لا خلاص بغيره. ألا وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وأطلقوا شعارهم الشهير الحل هو الإسلام الذى يعكس تمردهم وخيبة أملهم على اللحاق بالركب الحضارى وتطبيق القوانين الحضارية مثل قوانين حقوق الإنسان وغيرها والسير فى ركب الإنسانية ففشلوا وقاموا بقتل الأبرياء من شعوب العالم المختلفة فى حادثة 11 من سبتمبر 2001 كما قاموا بقتل أكثر من 180 من الأبرياء فى جزيرة بالى بأندونسيا فى أكتوبر 2002وقاموا فى مصر بقتل الأبرياء من الأجانب السياح الذين جائوا لزيارة مصر والتطلع على حضارتها الفرعونية الأطفال والشيوخ والنساء والرجال من الأقباط المسيحين المسالمين وتشويه جثثهم فى مجازر وحشية وبشعة وهدم كنائسهم وبيوتهم وحرق محصولاتهم ومحالهم ودكاكينهم وذبحهم داخل محلات إقامتهم 0 ولكننا نسمع من بعضهم أصوات خافتة لا يصل مداها إلى التطبيق لنشل هؤلاء الناس من صفة البربرية والتوحش ونرى في القرن التاسع عشر نزعات مختلفة بين قادة الفكر الإسلامي! وكل إتجاه له صفته لحل المسائل والمشاكل التى تواجه المجتمع الإسلامى . فيرى التقليديون وعلى رأسهم شيخ الإسلام أو قاضي القضاة للحكم العثماني أن الخلاص يتم فقط بالتمسك بما به اهتم السلف الصالح ! إذ هم أقرب الناس من عهد النبوة ! وليس بوسع الإنسان الحديث أن يفهم القرآن كما فهموه لأنه كان وقتها قرآن معايش وملموس فى عدات عادية يمارسونها . أما قادة الإصلاح أمثال جمال الدين الأفعاني فلا يقيمون وزناً لأعمال السلف ! وها هو الأفغاني يغضب عندما يُقتبس في مجلسه ما يقول القاضي عياض حجة ! وكأن ما كتبه وحي مُنزَل فيقول: يا سبحان الله! إن القاضي عياض قال ما قاله على قدر ما وسعه عقله وتناوله فهمه وناسب زمانه ! فهل لا يحق لغيره أن يقول ما هو أقرب إلى الحق وأَوْجَه ! وأصحّ من قول القاضي عياض أو غيره من الأئمة ! وهل يجب الجمود والوقوف عند أقوال أناس أطلقوا لعقولهم سراحها فاستنبطوا وقالوا وأدلوا دلوهم في الدلاء وفي ذلك البحر المحيط من العلم ! وأتوا بما ناسب زمانهم وتقارب مع عقول جيلهم - وتتبدل الأحكام بتبدُّل الزمان . ولما قيل له: إن ذلك يحتاج إلى الاجتهاد ! وباب الاجتهاد عند أهل السنة مسدود لتعذُّر شروطه! تنفس الصعداء وقال: ما معنى باب الاجتهاد مسدود ! وبأي نص سُدَّ باب الاجتهاد ! أو أي إمام قال: لا ينبغي لأحد من المسلمين بعدي أن يجتهد ليتفقّه في القرآن? أو أن يهتدي بهدى القرآن وصحيح الحديث.. . أما الصعوبة الثانية فنراها في ما يجب على المسلم عمله تجاه شؤون السياسة. فهل الإسلام دين لا يهتم إلا بالأمور العبادية ؟ وهل القرآن كتاب لا يحوي سوى توجيهات أخلاقية وليس له صلة بالحكومة ؟ وصف قادة الفكر الحديث من المسلمين الخلاف بينهم وبين أهل التزمت بالصراع بين العقل والنقل واتهموا غيرهم بالتمسك الأعمى بنص القرآن. وهناك من يقول وخاصة في أيامنا هذه بضرورة فهم القرآن فهماً يتناسب والعصر. وقد واجه هؤلاء الإصلاحيين الإسلاميين موجه من التحدى وصلت بالأصوليين المتمثلين فى العصابات الإسلامية أن تقتل وتهدر دم كتاب وصحفيين أمثال الكاتب محمد فودة والشيخ محمد حسن الذهبى وغيرهم ممن تطول قائمتهم فى مصر أما فى الجزائر فقد أحدثوا بما يمكن قوله حمامات من الدماء ضد جميغ فئات الشعب الجزائرى تشمئز البشرية من أعمالهم الإجرامية . وقال الأصولين والعصابات الإسلامية عن التحديث : " هذا كفر مستور ". والذي يقول به واحد من إثنين: إما أبله لا عهد له بالقرآن ! أو مراءٍ يطعن في الإسلام في كِسْوَة المصلح. ربما يحق للأصوليين القول بأن هؤلاء المسلمين المنفتحين الذين عندما يتحدثون عن وجوب تكيف القرآن بمتطلبات العصر لا يأبهون بدعائم الإسلام أبداً ! فلا أمكنهم إظهار كفرهم لما ينتظر المرتد من عقاب إلا بتمييع وتجويف القرآن من خلال تفسيرات غريبة كل الغرابة وذلك تحت شعار الانفتاح والإسلام العصري. وهكذا دانت مصر لعصابات الإسلام , وإقتفت الحكومة المصرية آثارهم خوفاً من أن تكفرهم , وطبقت مصر الشريعة الإسلامية التى كانت قوانينها تطبق فى العصور الوسطى , فتراجعت إلى الخلف بدلا من أن تتقدم إلى الأمام , وحينما تطلع أيها القارئ العزيز على المحتويات القانونية والتطبيقات العملية والمجازر الوحشية ضد الأقباط التى قام بها المسلمون تحت سمع وبصر وسماح قانونهم الإسلامى المسمى بالشريعة الإسلامية الذى طبق فى العصور الوسطى سوف تتأكد بما ليس هناك شك أن مصر قد رجعت إلى الإحتلال ولكن أحتلت ممن ؟ هذا هو السؤال المحير فليس هناك محتل خارجى يفرض قانوناً على الشعب القبطى , ولكن المسلمين الذين يعيشون مع الأقباط كأمة واحدة ترآئى لهم فجأة أن يطبقوا قوانين الإحتلال العربى الإسلامى , صحيح أنهم مسلمين ولكنهم ليسوا محتلين لمصر يريدون أن يذيقوا الوطنين وأقصد الأقباط طعم ذل الإحتلال , إن الشعب المسلم الذى يعيش فى مصر الآن قد ذاق مرارة الإحتلال التركى العثمانى , والفرنسى والإنجليزى فهل يريد المسلمبن أن يكرروا أفعال المحتلين للمصريين أم يريدون أن يشعروا بالعنجهية العربية وتحويل أقباط مصر إلى عبيداً أرقاء ومواطنين من الدرجة الثانية وذلك بسبب أنهم أغلبية ويملكون إتخاذ القرار أن التاريخ بلا شك يعيد نفسة فالأغلبية النازية التى أذاقت اليهود الإضطهاد ودفعت بالشعب الألمانى إلى حرب دمرت إقتصاد ألمانيا بلادهم ومات الملايين فى فلسفة لم تعد مرغوبة فى هذا العصر ألا وهى تفوق جنس معين على الأجناس المكونة لنسيج أمة ما , ففى ألمانيا إعتقدوا بتفوق الجنس الآرى الألمانى , وفى مصر يعتقدون بتفوق الجنس العربى المسلم ولكن فى النهاية ستدفع مصر الثمن كما دفعت ألمانيا الثمن لمغامرة إسمها تفوق الجنس
وقد إتسع الفكر الإسلامى فى فرع واحد فقط فى القرن الرابع هو الأدب فإذا كان تخصص فرد ما فلا الفقة مثلا كان مجاله محدود فى علوم الفقة وإذا درس علوماً أخرى من المعرفة فإنة عندئذ يصبح أديباً _ فقد كان الأدب فى هذا الوقت يشتمل على جميع المعارف والعلوم – وكان يتيح للمتبحرين فى الفقة أن يجيب على تساؤلات فكرية فى رؤية متفتحة فى القرن الرابع الهجرى (2) وإتسعت المعارف العلمية إلى أبعد مدى ممكن فى ظل الخلافة الإسلامية وتفتحت بفضل إندماج العرب المسلمين مع الأمم الأخرى خاصة فى الخلافة العباسية وصعد سلم المعرفة بفضل ترجمة الكتب من جميع اللغات الموجودة فى الولايات الإسلامية فأثرت على العقول وفتحتها لتلقى المزيد منها فى القرن الرابع الهجرى / العاشر الميلادى ثم راح يبرز جلياً واضحاً فى كل علوم المعرفة , من علم النحو , ومعاجم اللغة وقواميسها التاريخ , وعلم الجغرافيا وعلم الطب , والعلوم الطبيعية ... ألخ – فطرحوا مشاكل للنقاش لم تكن قابلة للنقاش فيما قبل , وتداول النفكرين أفكاراً جديدة , ومارسوا المعرفة النقدية وتقبلوها عن طيب خاطر , دون الإحساس بالحرج من عقائدهم الدينية , حتى أنهم لم يخشوا من الإنهاكاسات أو الإنتكاسات الحضارية , وكانوا يواجهون عن قصد الصراع والتوتر الناتج عن هذه المواجهات عندما تتم المجابهه اليومية بين العلوم العقلية , وإكراه الدين , وهذا ما فعله الجاحظ ( 256 هـ / 869 م ) والغزالى ( 505 هـ / 1111م ) والتوحيدى ( 414 هـ / 1023م ) وفخر الدين الرازى ( 609 هـ / 1209م ) وإبن تميمة ( 728هـ / 1328م ) وظهرت نماذج عالية من المثقفين مثل الجاحظ والتوحيدى اللذان يعتبران أكثرهم جرأه و" حداثة " وهناك أيضاً الكندى والفارابى وإبن سينا وابن رشد .. الذين مارسوا البحث الفلسفى بحيث أنه لم يحذف الفكر الدينى وإنما يهضمه – ويتمثٌله (3) ولكن تقلص التمدد الفكرى والإنفتاح العقلى بدءاً من القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى فقد ظهرت المذاهب السنية تفرضان خطها الدينى المتشدد بالتدريج وتمارس العقيدة الدينية وتبتعد رويداً رويداً عن المعرفة والعلوم الدنيوية - لكن فى وقت إنسدال الظلام الدينى كانت المكتبات الكبرى لا تزال تعمل حيثما وجدت ووجد طالبى العلم فظهر مثقفين نقديين كبار أمثال إبن خلدون . وهكذا إنتصرت على الفكر الإسلامى وأثرت على طبقة المعتدلين من المثقفين , وإختفى الفكر الفلسفى والمناقشات العلمية كليةً , وظهر فى هذه الحقبة الداكنة نمطان من العلماء يسودان على ما عداهما من الطبقات المؤثرة على المجتمع الإسلامى :- • نمط الفقية الذى يحفظ عن ظهر قلب كل ما يقدم له من العلوم الفقهية ويعيد إنتاج المدرسة الفقهية القديمة بدون إضافة إبتكار أو تجديد عقلى – وكان هذا النمط موجه لتدريب وتخريج رجال القضاء .أما المثقف المسلم وظيفتة ليس مجرد تخزين المعلومات لمجرد التعرف عليها , بل تطويعها والتقدم بها إلى الأمام ليواجه الحضارة وليس التحجر بالتعرف على الشئ أو التحقق من وجوده – لأنه بكل بساطة هذه الحقائق موجودة منذ الأزل بالقرية – وكان يعمل أعمالا أخرى مثل كتابة التعاويذ وأحجبة السحر كما كان يشرف على جامع القرية ويؤدى الصلوات الشعائرية . وهكذا تشكل علم الأصول الذى ولد التماسك فى كل بناء أخلاقى من خلال الشريعة الإسلامية فالقرأن هو وحى من الله , الله تلفظة بالعربية , وإقتصر دور محمد على مجرد النطق والتوصيل إلى البشر , وهو الوحى الأخير تقول كل شيئ للعالم ويعرفة كل شئ عن العلوم فهو علم الإنسان ما لم يعلم من تاريخ وفقة وتشريع وعلوم دنيوية ... ألخ وقد عادت إلى الأذهان المقولة المأثورة للخليفة عمر بن الخطاب فى رسالتة التى رد بها على واليه عمرو بن العاص عندما إستفسر عن وضع مكتبة الإسكندرية " إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئِ غير المسطور فى القرآن فهى كعدمها .. وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهى ضارة مؤذية لا يجب حفظها . إذاً ففى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود(4) " وبهذا المنطق بدأ العرب المسلمون غزوا وحكموا أقاليم شاسعة بالقرآن الذى كانوا يظنون أنه يحتوى على كل شئ فى العالم – وفى الواقع أنه كان فعلاً يحوى بعضاً من كل شئ موجود – فقد حوى بعضاً من المسيحية وبعضاً من اليهودية وبعضاً من الوثنية كما رد على كثير من الهرطقات وفئات منشقة من المسيحية واليهودية وحوى بعضاً من أديان كثيرة كانت منتشره فى زمانه حتى العادات الوثنية التى كانت موجوده لا زالت تمارس حتى اليوم وحوى أيضاً بعض التقاليد العربية ولغى بعضها أو خصصها على محمد صاحب الشريعة الإسلامية وشرع نظم مختلفة . لهذا ظنوا فى هذا الوقت انه يحوى ما هو موجود فعلاً فى الجزيرة العربية وأن ما هو موجود فى الجزيرة العربية موجود أيضاً فى كل مكان فى العالم وثبت قصورهم فى التعامل فى مختلف الحياة ولم يوجد واحد بينهم مَنْ يستطيع أن يجمع الجزية ويرصد حساباتها أو يقيم مشاريع ... ألخ حتى أن الوطنيين كانوا هم موظفى الحكومات أما فى الناحية الدينية فقد ظهرت مشكلات معقده لم تعرف من قبل أدت إلى ظهور طبقة الفقهاء لحلها وما يسمى بالناسخ والمنسوخ -. وكان حرق مراكز الفكر ( المكتبات ) خطأ فادح أدى إلى إنهيار الحضارة البشرية أو يمكن القول توقفها لفتره من الزمن ولكن فى زمن هارون الرشيد أمر بترجمه كل الكتب التى إحتفظ بها أصحاب البلاد التى إحتلها العرب المسلمين فبدأ التقدم ينتشر وتلقف الغرب هذه الفكرة وترجم هو أيضاً الكتب العربية المترجمه أصلاً من أمهات الكتب اليونانية والقبطية والفارسية وغيرها وظهرت فى الغرب حركة ولع بالتقدم ما زالت تتقدم بخطى سريعةلما يستطيع العرب أو المسلمين اللحاق بها لأنهم ما زالوا يظنون أن كتابهم يحوى كل شئ أو أن الإسلام هو الحل . (3) كتاب الفكر الإسلامى - نقد وإجتهاد - الدكتور محمد أركون ترجمة وتعليق هاشم صالح دار الساقية الطبعة الأولى 1990 ص 7 (4) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 148 الفصل الخامس : الشريعة الإسلامية وتاريخ معاناة الأقباط منها فإزداد الفارق بين المبدأ وتطبيقه , فكانوا يشتدون على الناس ويكبتون حريتهم , وينغصون عيشتهم ويمررون حياتهم ولكنهم فى النهايه يضطرون إلى تجاهل بعض تعليمات القرآن والحديث ويلتجأون إلى الفقهاء لتفسيرها حسب أهوائهم 0 وقبل البدئ فى شرح الجوانب المختلفه من الموضوع يجب أن ننوه أن الموضوع يتناول مكانة أهل الذمة في الفقه الإسلامي بمصادرها الأربعة من جهة! وظواهر تطبيق تلك القواعد والمبادئ الواردة في تلك المصادر على ساحة الواقع من جهة أخرى. وقد أورد لنا الفقيه بن النقاش خطيب (1) مسجد إبن طولون فى القرن التاسع الميلادى عدة أمثلة لما إتبعه الخليفة عمر – قال أبو موسى الأشعرى للخليفة : " إستخدمت رجلا نصرانياً " فأجابه الخليفة : " ماذا فعلت أيها الرجل ؟ إن الله سيعاقبك ! ألم تدرك معنى قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا , لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم بعض ومن يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين " ( المائدة 50 ) فقلت : " يا أمير المؤمنين إستخدمته وتركت جانباً عقيدته " فأجاب عمر : " ليس هذا عذراً , ولن أشرف أبداً الذين إحتقرهم الله . ولن أرفع أبداً الذين وضعهم الله فى حاله دنيئه ولن أقترب من الذين أبعدهم الله منه " . الأقباط ووظائف الدولة فإحتج العامه من فقراء المسلمين وصول هؤلاء الذميين الذين يعتبروهم فى مرتبه أقل من مرتبتهم الآدمية كجنس مسلم عربى " فأمر الخليفة حينئذ ألا يترك الوالى بجانبهم أى كاتب ذمى , وأمر أيضاً بقطع يد المسلمين الذين يستعينون بكاتب نصرانى " وفى الوقت الذى كان يوصى حكامه بأن يتخلصوا فى الأقاليم من موظفيهم الذميين , لم يحاول قط تطبيق هذا المبدأ على الموظفين من النصارى , وإستمر النصارى يتمتعون بشغل الوظائف الإدارية كما كان حالهم فى الماضى بدون أى تغيير فى سياسته بالنسبه لهم ودل هذا أنه هناك فرق بين قول المبدأ والتخبط فى تنفيذة . (2) أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951 (5) كتاب الأهالى رقم 52 – أبريل 1995م المواجهة بين رفعت الصعيد وعادل حسين حول الإعتدال والتطرف فى الإسلام ص 65 (7) صبح الأعشى (10) ابن النقاش
إستعمال عدم معرفة الأقباط باللغة العربية كعامل ضغط لطردهم من الوظائف والأعمال الحكومية
|
site was last updated 05/27/11