Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المدرسة الأنطاكية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
هل إلهكم يأكل ويشرب؟
إنسان كامل وإله كامل
ملخص تعليم ألاباء
فكر الآباء والمدارس اللاهوتية1
فكر الآباء والمدارس اللاهوتية2
فكر الاباء والمدارس اللاهوتية3
فكر الاباء والمدارس اللاهوتية4
فكر الاباء والمدارس اللاهوتية5
فكر الاباء والمدارس اللاهوتية6
المدرسة الأنطاكية

Hit Counter

 

 

  العالم الكبير ديودوروس وثيودوروس

يؤكد المؤرخون أن الذى انشأ تقاليد والإتجاه الفكرى فى المدرسة الأنطاكية وثبتها هو العالم الكبير ديودوروس الطرسوسى Diodore of Tarsus (Διόδωρος) الذى توفى عام 394 م . 

ومن أشهر تلامذته ثيودور   Theodore of Mopsuestia الذى عاش ما بين سنة 350 - 428 ب. م  الذى وقف  مع معلمه ديودور ليواجها معاً بكل قوة الهرطقة الأبولينارية   Apollinaris التى نادت بأن الكلمة الإلهية سكنت فى جسم المسيح الذى لا يوجد به روح أنسانية .

 

 

 

- خلفية عقائدية
ديودور الطرسوسى :
إدّعى ديودور أن اللاهوت سوف ينتقص إذا كوّن الكلمة والجسد اتحاداً جوهرياً substantial (أو أقنومياً) مشابهاً لذلك الذى ينتج عن اتحاد الجسد والنفس (العاقلة) فى الإنسان.
فى رد فعله على ذلك  أى على فكرة تكوين الكلمة والجسد إتحاداً جوهرياً) قادته نظريته الخاصة إلى الفصل بين اللاهوت والناسوت، وهذا أوصله إلى التمييز
(1) بين ابن الله وابن داود. وقال (2) أن الكتب المقدسة تضع حداً فاصلاً بين أفعال الابنين... فلماذا يحصل من يجدفون على ابن الإنسان على الغفران، بينما من يجدفون على الروح (الروح القدس) لا يحصلون على الغفران؟ (3)
 

ثيئودور الموبسويستى
أراد ثيئودور الموبسويستى أن يؤكد الإنسانية الكاملة للمسيح،

 

واعتبر أن الإنسانية الكاملة لا تتحقق إلا إذا كان المسيح شخصاً إنسانياً لأنه اعتقد أنه لا وجود كاملاً بلا شخصية. وبهذا لم يكتفِ بتأكيد وجود طبيعة إنسانية كاملة للسيد المسيح، ولكنه تمادى إلى تأكيد اتخاذ الله الكلمة لإنسان تام يستخدمه كأداة لخلاص البشرية واعتبر أن الله الكلمة قد سكن فى هذا الإنسان بالإرادة الصالحة، وأنه قد اتحد به اتحاداً خارجياً فقط. واستخدم عبارة اتصال conjoining (سينافيا) suna,feia بدلاً من كلمة اتحاد union  (إينوسيس) e[nwsij . وبهذا فقد جعل فى المسيح شخصين أحدهما إلهى والآخر إنسانى وقد كونا معاً شخصاً واحداً هو شخص الإتحاد (اتحاد خارجى) مشبهاً إياه بإتحاد الرجل بالمرأة.
قال المؤرخ (4) هيفلى C.J. Hefele: [ثيئودور فى خطئه الجوهرى .. لم يحفظ فقط وجود طبيعتين فى المسيح، إنما شخصين أيضاً، وهو نفسه قال ليس هناك كيان subsistence يمكن أن يظن أنه كامل بدون شخصية. لكن كما أنه لم يتجاهل حقيقة أن ضمير الكنيسة قد رفض هذا الازدواج فى شخصية المسيح )، إلا أنه سعى إلى التخلص من الصعوبة وكرر القول صريحاً : "إن الطبيعتين اللتين اتحدتا معاً كونتا شخصاً واحداً فقط، كما أن الرجل والمرأة هما جسد واحد... فإذا أمعنا الفكر فى الطبيعتين فى تمايزهما يجب علينا أن نعرف طبيعة الكلمة على أنه كامل وتام، وكذلك شخصه. وأيضاً طبيعة وشخص الإنسان على أنها كاملة وتامة. وإذا -من ناحية أخرى- نظرنا إلى الاتصال (سينافيا) suna,feia نقول أنه شخص واحد" (5). إن نفس صورة الوحدة بين الرجل وزوجته تبيِّن أن ثيئودور لم يفترض اتحاداً حقيقياً لطبيعتين فى المسيح، ولكن تصوره كان لصلة خارجية بين الاثنين. علاوة على ذلك فإن التعبير "إتصال" conjoining (سينافيا) suna,feia الذى يختاره هنا بدلاً من كلمة "اتحاد" union (إينوسيس) e[nwsij... مشتق من (سينابتو) suna,ptw (الراقصين الممسكين بأيدى بعضهم البعض - أى يصل بعضهم بالبعض الآخر) تعبر فقط عن ارتباط خارجى، وتوطد معاً. لذلك فهو مرفوض بوضوح .. بواسطة علماء الكنيسة.]

نسطور  (6)
من مدرسة ثيئودور جاء نسطور، الذى ارتبطت باسمه الحقبة الأولى للنزاع الكرستولوجى الكبير. ولد نسطور فى جرمانيكيا وهى مدينة بسوريا، ثم أتى إلى أنطاكيا فى سن مبكرة... وإلتحق بدير أوبريبيوس فى أنطاكيا، ومن هناك عيّن شماساً ثم قسيساً فى كاتدرائية أنطاكيا... ونتيجة للشهرة التى نالها بعد موت الأسقف سيسينوس أسقف القسطنطينية فى 24 ديسمبر عام 427م فقد رُفع إلى هذا الكرسى الشهير، وترجّى شعبه أن ينالوا فيه خلفاً لذهبى الفم أسقف القسطنطينية. منذ وقت سيامته فى 10 أبريل عام 428م أظهر إعجاباً عظيماً بعمل الوعظ وحماساً ضد الهراطقة. ففى عظته الأولى خاطب الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير بالكلمات التالية : "أعطنى أيها الإمبراطور الأرض نقية من الهراطقة وأنا سوف أعطيك السماء، ساعدنى لأشن حرباً ضد الهراطقة وأنا سوف أساعدك فى حربك ضد الفرس." (7) ... وفى رسالة.. ليوحنا أسقف أنطاكية، يؤكد نسطور أنه فى وقت وصوله إلى القسطنطينية وجد خصوماً (متضادين) موجودين فعلاً. لقّب أحد أطرافهم القديسة العذراء بلقب "والدة الإله" وآخر بأنها مجرد "والدة إنسان". وحتى يتم التوسط بينهما قال أنه اقترح عبارة "والدة المسيح" معتقداً أن كلا الطرفين سوف يرضى بها (8)... من ناحية أخرى فإن سقراط يروى أن "الكاهن أنسطاسيوس صديق نسطور، الذى أحضره معه إلى القسطنطينية قد حذَّر سامعيه يوماً ما، فى عظة أنه لا يجب أن يطلق أحد على مريم لقب والدة الإله (ثيئوتوكوس) qeoto,koj لأن مريم كانت إنسانة والله لا يمكن أن يولد من إنسان." (9) هذا الهجوم على الاعتقاد القديم والمصطلح الكنسى المقبول حتى ذلك الوقت، سبب هياجاً عظيماً وإضطراباً وسط الإكليريكين والعلمانين. وتقدّم نسطور نفسه ودافع عن خطاب صديقه فى عدة عظات. وإتفق إحد الأطراف (المتضادة) معه، وعارضه الأخر...
وفقاً لهذا التقييم للأمر، فإن نسطور لم يجد النزاع قائماً بالفعل فى القسطنطينية، ولكنه مع صديقه أنسطاسيوس كانا أول من أثاره. ومع ذلك فإن العظات الموجودة لدينا، كما ذكرنا، والتى ألقاها فى هذا الموضوع لا زالت محفوظة لنا جزئياً، وهى كافية بالتمام لدحض تأكيدات الكثيرين غير الدقيقة بأن نسطور فى الواقع لم يعلِّم شيئاً ذا سمة هرطوقية. ففى خطبته الأولى هتف بعاطفة (10) [ إنهم يسألون إن كان من الممكن أن تدعى مريم والدة الإله. لكن هل لله أم إذاً؟ فى هذه الحالة يجب أن نعذر الوثنية التى تكلمت عن أمهّات للآلهة، لكن بولس لم يكن كاذباً حينما قال عن لاهوت المسيح (عب7: 3) أنه بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا يا أصدقائى لم تحمل مريم الله.. المخلوق لم يحمل الخالق إنما حملت الإنسان الذى هو أداة اللاهوت. لم يضع الروح القدس الكلمة، لكنه أمد له من العذراء المطوبة، بهيكل حتى يمكنه سكناه .. أنا أكرِّم هذه الحُلة التى إستفاد منها من أجل ذاك الذى إحتجب فى داخلها ولم ينفصل عنها .. أنا أفرِّق الطبائع وأوحِّد التوقير. تبصَّر فى معنى هذا الكلام. فإن ذاك الذى تشكّل فى رحم مريم لم يكن الله نفسه لكن الله إتخذه.. وبسبب ذاك الذى إتَّخَذَ فإن المُتَّخَذْ أيضاً يدعى الله ] ...
من السهل أن نرى أن نسطور قد تبنّى وجهة نظر معلمه ثيئودور الموبسويستى... وقد أنذره كثير من كهنته بالإنسحاب من شركته ووعظوا ضده. وصرخ الشعب "لدينا إمبراطوراً، لكن ليس لدينا أسقف". والبعض ومنهم علمانيون تكلّموا ضده علناً حينما كان يعظ، وبالأخص شخصاً بإسم يوسابيوس وهو بلا شك نفس الذى صار فيما بعد أسقف دورليم، والذى على الرغم من كونه علمانياً فى ذلك الوقت، إلا أنه كان أول من كانت له نظرة ثاقبة وعارض الهرطقة الجديدة. لهذا السبب استعمل نسطور لقب "الرجال البؤساء" (11) عنه وعن بعض الرهبان الذين وجهوا إلى الإمبراطور إتهاماً ضد نسطور وإستدعى الشرطة ضدهم، وتم جلدهم وسجنهم. (12)
إن مقتطفات عظة أخرى موجهة كليةً ضد تبادل الخواص communicatio idiomatum (أى تبادل الألقاب الإلهية والإنسانية للسيد المسيح فى مقابل خواصه الإنسانية والإلهية) وبالتحديد ضد عبارة "تألّم الكلمة"، ولكن خطابه الرابعة ضد بروكلوس* هو الأكثر الأهمية ويحوى الكلمات التالية : [ إنهم يدعون اللاهوت معطى الحياة قابلاً للموت، ويتجاسرون على إنزال اللوغوس إلى مستوى خرافات المسرح، كما لو كان (كطفل) ملفوفاً بخرق ثم بعد ذلك يموت.. لم يقتل بيلاطس اللاهوت - بل حُلة اللاهوت. ولم يكن اللوغوس هو الذى لف بثوب كتّانى بواسطة يوسف الرامى... لم يمت واهب الحياة لأنه من الذى سوف يقيمه إذاً إذا مات.. ولكى يصنع مرضاة البشر إتخذ المسيح شخص الطبيعة الخاطئة (البشرية) .. أنا أعبد هذا الإنسان (الرجل) مع اللاهوت ومثل آلات صلاح الرب.. والثوب الأرجوانى الحى الذى للملك ... ذاك الذى تشكَّل فى رحم مريم ليس الله نفسه.. لكن لأن الله سكن فى ذاك الذى إتخذه، إذاً فإن هذا الذى إتُّخِذَ أيضاً يدعى الله بسبب ذاك الذى إتخذه. ليس الله هو الذى تألم لكن الله إتصل بالجسد المصلوب ... لذلك سوف ندعو العذراء القديسة ثيئوذوخوس qeodo,co (وعاء الله) وليس ثيئوتوكوس
qeoto,koj  (والدة الإله)، لأن الله الآب وحده هو الثيئوتوكوس، ولكننا سوف نوقّر هذه الطبيعة التى هى حُلة الله مع ذاك الذى إستخدم هذه الحُلة، سوف نفّرق الطبائع ونوحّد الكرامة، سوف نعترف بشخص مزدوج ونعبده كواحد.] (13)
من كل ما تقدم نرى أن نسطور ... بدلاً من أن يوحّد الطبيعة البشرية بالشخص الإلهى، هو دائماً يفترض وحدة الشخص الإنسانى مع اللاهوت... لم يستطع أن يسمو إلى الفكرة المجردة، أو يفكر فى الطبيعة البشرية بدون شخصية، ولا اكتسب فكرة الوحدة التى للطبيعة البشرية مع الشخص الإلهى. لذلك فإنه يقول حتماً أن المسيح إتخذ شخص البشرية الخاطئة، ويستطيع أن يوحِّد اللاهوت بالناسوت فى المسيح خارجياً فقط، لأنه يعتبر الناسوت شخصاً كما هو مبيَّن فى كل الصور والتشبيهات التى يستخدمها.

كتابات نسطور المتأخرة
نسب البعض كتاب "بازار هيراقليدس" Bazar of Heracleides إلى نسطور باعتبار أنه كتبه فى منفاه باسم مستعار. وقد حاول فى هذا الكتاب -كما يبدو- تبرئة نفسه. ولكنه على العكس أكّد هرطقته المعروفة فى اعتقاده بأن شخص يسوع المسيح ليس هو نفسه شخص ابن الله الكلمة. أى الاعتقاد باتحاد شخصين اتحاداً خارجياً فقط فى الصورة. وهذا يهدم كل عقيدة الفداء لأن الله الكلمة لا يكون هو هو نفسه الفادى المصلوب مخلّص العالم ولا يصير لكلمات يوحنا الإنجيلى الخالدة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو3: 16) أى معنى. بل كيف يتحقق قول الرب بفم نبيه أشعياء " أنا أنا الرب وليس غيرى مخلّص" (أش43 :11) .
وفيما يلى النصوص التى نسبت إلى نسطور فى الكتاب المذكور Bazar of Heracleides:
1- هما شخصان Two prosopa : شخص ذاك الذى ألبَس وشخص (الآخر) الذى لَبِس.  (14)
2- لذلك فإن صورة الله هى التعبير التام عن الله للإنسان. فصورة الله المفهومة من هذا المنطلق يمكن أن نظنها الشخص الإلهى. الله سكن فى المسيح وكشف ذاته للبشر من خلاله. مع أن الشخصان Two prosopa هما فى الحقيقة صورة واحدة لله. (15)
3- يجب ألا ننسى أن الطبيعتين يستلزمان أقنومين وشخصين Two persons (prosopons) متحدين فيه بقرض بسيط (simple loan) وتبادل. (16)
تكريم ديودور وثيئودور ونسطور فى كنيسة المشرق الأشورية:
فى ورقة المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية التى قدمها فى يونية 1990 فى فيينا ونشرت كملحق لوثائق الحوار السريانى الذى جرى فى فيينا فى يونية 1994 (17) ، شرح كيف تكرّم الكنيسة الأشورية ديودوروس وثيئودوروس ونسطوريوس فى صلواتها اليومية، وتعيّد لهم وتعتبرهم قدّيسين. وفى نفس الصلوات تذكر مقاومى وأضداد نسطوريوس مثل كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى كرجال أشرار. وقد كتب ما نصه:

"حينما نفحص كتب الصلوات الموجودة فى الكنيسة السريانية الكلدانية فى طيشور، يقابلنا ذكر ثلاثة آباء يونانيين هم ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى ونسطور الأنطاكى. وذكر هؤلاء الثلاثة معاً يعتبر عادة عامة فى كنيسة الشرق. وهى لذلك تُدعى الكنيسة النسطورية. هذه الكنيسة تُكرِّم كلٍ من ديودور وثيئودور ونسطور، ولكنها ليست كنيسة مؤسسة عن طريق أى من الثلاثة. أحد الأباء النساطرة فى القرن الثالث عشر وهو مار أديسو يقول:
لكن بالنسبة للشرقيين، ولأنهم لم يغيِّروا إيمانهم أبداً، بل أبقوا عليه لأنهم قبلوه من الرسل؛ فقد كانت تسميتهم "بالنساطرة" غير عادلة، لأن نسطور لم يكن بطريركهم، كما أنهم لم يفهموا لغته؛ ولكنهم حينما سمعوا أنه يعلِّم بعقيدة الطبيعتين والأقنومين والمشيئة الواحدة، وإبن واحد لله، ومسيح واحد، فقد شهدوا عنه أنه إعترف بالإيمان الأرثوذكسى، لأنهم حملوه مثله. ثم تبعهم نسطور وهم تبعوه، وبأكثر خصوص فى أمر تسمية "أم المسيح".
يُرصد يوم الجمعة الخامس الذى يلى عيد الظهور الإلهى كذكرى لملفان ياوان Malphane Yavanye المعلمين اليونانيين. تُرى صلوات هذا اليوم فى الخضرا Khudra ورأس هذه الصلوات يعطى كتذكار للمعلمين اليونانيين. والسطر الثانى كعنوان فرعى نصه: "مار ديودور ومار ثيئودور ومار نسطور" والعشرون صفحة المطبوعة التالية التى لهذه الصلوات بها ذكر كثير لهؤلاء القديسين.
وفى الأربعاء الثانى لموسم الميلاد تطلب الكنيسة أن تكون صلوات ديودور وثيئودور ونسطور حصناً لها. هذا الصلوات تتكلم عن نسطور كقديس (holy) Kadhisa القديس نسطور وتعاليمهم المقدسة. والثلاثة أى ديودور وثيئودور ونسطور جميعاً يقال أنهم معلمين ملفان Malphane، كهنة ورجال قديسين (kadhisa). وتذكر هذه الصلوات أيضاً أضداد نسطور، أى كيرلس السكندرى وساويروس كرجال أشرار "wicked".
لهؤلاء الثلاثة آباء أهمية كبيرة بالنسبة لكنيسة الشرق، حتى أن أسماءهم تذكر ليس فقط فى تذكار المعلمين اليونانيين، لكن أيضاً كل يوم فى ليطانيات صلوات المساء وليطانيات القداس. فى الليطانيات يذكر هؤلاء الثلاثة مع الثلاثة معلمين السريان أى إفرايم ونارساى وأبراهام".

هجوم كنيسة المشرق الأشورية على مجمع أفسس المسكونى 431م:

على سبيل المثال فى ورقة المطران أبريم موكن بعنوان "هل لاهوت كنيسة المشرق نسطوريا" (18) ورد ما نصه:

"إن تقييماً قصيراً لمجمع أفسس عام 431م سيوصلنا إلى خلاصة أن مجمع أفسس عام 431م أيضاً قادته عداوة شخصية من كيرلس ضد نسطور، وليست مسألة الكريستولوجى التى كانت تبدو أنها السبب وفقاً "للنص الرسمى". علاوة على ذلك فإن مساعدة بابا روما لكيرلس نتجت عنها النصرة النهائية". (أنظر الملحق رقم 1 أولاً وثانياً وثالثاً لمزيد من التفاصيل حول هذه النقطة).
 

===================================================================

المـــــــــــراجع

(1) Collected by R. Abramowski, Z.N.T.W. 42 (1949), E.g. frg. 42
(2) Collected by R. Abramowski, Z.N.T.W. 42 (1949), E.g. frg. 19: cf. frg. 42
(3) J.N.D. Kelly, Early Christian Doctrines, Chapter XI -Fourth Century Christology - Fifth Edition- A and C Black- London 1977 , p.303.
(4) C.J. Hefele, A History of the Councils of the Church, Vol III, AMS Press 1972, reprinted from the edition of 1883 Edinburgh p.6,7

 (5) Hardouin and Mansi, ll. cc. § 29; Dorner, l.c. p.52
(6) C.J. Hefele, A History of the Councils of the Church, Vol III, p.9-17 , AMS Press 1972, reprinted from the edition of 1883 Edinburgh
(7) Socrates, History of the Church from A.D. 305-439, Nicene and Post Nicene Fathers, edited by Schaff, P. & Wace, H., WM. B. Eerdamns Publishing Company, Grand Rapids Michigan 1979, series 2, Vol. II, Book 7, Chapter 29, p. 169.
(8) Mansi, t. v. p. 573; Hardouin, t.i.p. 1331.
(9) According to Cyril of Alexandria (Ep. vi. p. 30, Ep. ix. P.37, Opp.t.v.ed. Aubert; and in Mansi, t. iv. p. 1014).
(10) Marius Mercat. ed. Garnier-Migne, p. 757 sqq.
(11) Marius Merc. l.c. p.770 ; Cyrill. Opp. t. iv. P.20; Tillemont, t. xiv. p. 318.
(12) In Hardouin. t. i. p. 1336; Mansi, t. iv. p.1102.
* أسقف سيزيكوس
(13) In Marius Merc. l.c. pp. 789-801
(14) Bazar of Heraclides (LH 193), quoted by Bernard Dupuy, OP, ‘The Christology of Nestorius’ published in Syriac Dialogue First non-official Consultation, by Pro Oriente Hofburg Marschallstiege II A-1010 Vienna, 1994, p.113.
(15) Rowan Greer: ‘The Image of God and the Prosopic Union in Nestorius’ Bazar of Heraclides in Lux in Lumine, Essays to Honor W. Norman Pittenger, edited by R. A. Morris jr., New York 1996, p. 50; quoted by Metropolitan Mar Aprem G. Mooken entitled “Was Nestorius a Nestorian” published in Syriac Dialogue First non-official Consultation, by Pro Oriente Hofburg Marschallstiege II A-1010 Vienna, 1994 p. 223.
(16) R. Nau, Paris 1910, ed. Letouzey et Ane, Le Livre d’Heraclide de Damas (=L.H.); p. 28.
 (17)Pro Oriente, Syriac Dialogue, First Non-official Consulatation on Dialogue within the Syriac Tradition, Vienna June 1994, Paper presented by Metropolitan Mar Aprem G. Mooken, entitled 59th Ecumenical Symposium of Pro Oriente, Vienna Was Nestorius a Nestorian, , 18th June 1990, p. 216

(18) ibid. Mar Aprem.Mooken, Is the Theology of the Assyrian Church Nestorian, p. 142

 

*********************************************

التعاليم الخاطئة  لمجامع كنيسة المشرق الأشورية

قل الحق اتبع الحق ,,, وتقولون الحق والحق يحررككم ..

 التعليم الكريستولوجى لكنيسة المشرق الأشورية ما الخطأ فى هذا التعليم وكيف تطور للأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة..

 -1خلفية تاريخية يقول سيباستيان بروك (1) إن كنيسة المشرق :

 "كانت تعيش ضمن الإمبراطورية الساسانية (موقع العراق وإيران على وجه التقريب) شرق الإمبراطورية الرومانية."

 أما جان موريس فييى[2] فقال إنه "قبل مجيئ الفرس كانت سلالة جديدة تدعى الساسانية هى الحاكمة عام 226م تحت قيادة الملك أرداشير الأول. وفى عام 286، وبتأثير الكاهن الأعلى (Mobed Mobedan) كارتير Kartir، اعتنقت الإمبراطورية الفارسية الزردشتية كديانة. وبما أنه تم الاعتراف فى عام 313 بالإيمان المسيحى رسمياً فى الإمبراطورية الرومانية، والتى كانت دائماً فى حالة حرب مع فارس، فإن مؤمنى المملكة الفارسية بدأوا يُعتبرون أصدقاء موالين للعدو الرومانى.

 وبذلك بدأت سلسلة من الاضطهادات، أكثرها دموية هى الحروب التى نشبت بين عامى 339 و 379 تحت حكم صافور الثانى، وتسببت فى قتل آلاف الشهداء." يضيف سيباستيان بروك[3[

 "إن هذا الارتياب من جانب السلطات الحاكمة حول ولاء المسيحيين استمر يلعب دوراً واضحاً فى اضطهادات أقصر تحت حكم يزدجرد الأول وبهرام الخامس مع بداية عام 420...

 [1] Syriac Dialogue, First Non-Official Consultation on Dialogue within

 the Syriac Tradition, Pro Oriente, Vienna, June 1994, p.69.

 [2] Ibid, pp.97,98.

  [3] Ibid, pp.72,73,75,76,78.

 كان عام 363 فى عهد صافور الثانى ينطوى على دلالة كبرى بالنسبة للمستقبل، ففيه تنازلت الإمبراطورية الرومانية عن نصيبين، موطن أفرام، للساسانيين[1]، كجزء من معاهدة السلام، بعد موت الإمبراطور جوليان أثناء حملته على جنوب بلاد ما بين النهرين. ومع أنه كان على الشعب المسيحى تحت شروط المعاهدة، أن يتم جلاؤه ويعاد توطينه ضمن الإمبراطوية الرومانية (استقر آفرام فى الرها)، إلا أن نصيبين سرعان ما أصبحت أسقفية هامة بالنسبة لكنيسة المشرق، وكان عليها أن تستقبل الأساتذة اللاجئين من مدرسة الفرس فى الرها عندما تم إغلاق هذه المدرسة بواسطة الإمبراطور زينو فى عام 489...

 إن أحد آثار اضطهاد يزدجرد الأول، وبهرام الخامس، ويزدجرد الثانى، كان عبور عدد من المسيحيين للحدود، إلى الإمبراطورية الرومانية، طلباً للأمن. وانتهى الأمر ببعض هؤلاء بأن صاروا طلاباً فيما تسمى المدرسة الفارسية فى الرها، قبل أن يعودوا إلى أوطانهم بعدما صار الوضع أكثر أمناً. أما فى ذلك الحين وبالتحديد ابتداءً من عام 420 فصاعداً، فقد اكتسبت كريستولوجية هذه المدرسة طابعاً ديوفيزيقياً dyophysite (أصحاب مبدأ الطبيعتين) ملحوظاً، متأثراً بشدة (خاصة بعد عام 430) بكتابات ثيئودور Theodore of Mospsuestia، والتى  تمت ترجمة العديد منها إلى السريانية فى المدرسة نفسها. إن وجود طلاب من الإمبراطورية الساسانية[2] فى مدرسة الرها الذائعة الصيت عنى بأنه بعودة هؤلاء الطلاب إلى وطنهم (وفى الغالب صاروا أساقفة بعد ذلك)، صاروا هم المصدر الرئيسى للمعلومات عن التطورات اللاهوتية فى الإمبراطورية الرومانية، وسيكون مثيراً للعجب إن لم يبثوا هم بدورهم شيئاً من الكريستولوجية الشديدة الديوفيزيقية التى كانت مألوفة لهم فى المدرسة الفارسية. لذلك من المحتمل أن يكون تأثير ثيئودور الموبسويستى قد تم الشعور به لأمد بعيد، فيما وراء الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية، وقبل إغلاق المدرسة الفارسية فى الرها فى عام 489 ونشوء خليفتها فى نصيبين بوقت طويل. وما أن تم إنشاء مدرسة نصيبين، حتى أصبح هذا التأثير أكثر قوة. إن شاهدنا الرئيسى على التعليم اللاهوتى فى كلٍ من الرها ونصيبين خلال القرن الخامس، هو الشاعر نارساى الذى درس وعلَّم فى الرها، ثم (ربما فى عام 471) انتقل إلى نصيبين حيث كان ما يزال يعلِّم فى عام 496، وهو العام الذى تم فيه إصدار النظام الأساسى المنقح لمدرسة نصيبين.

 ومع أننا نعلم بوجود مدارس لاهوتية فى مدن أخرى بالإضافة إلى نصيبين (خاصة تلك الموجودة فى سلوقية – قطسيفون)، فإننا للأسف لا نعرف شيئاً عن صبغة تعليمها اللاهوتى..

 4 الفرس

 5 الفارسية

 يمكننا أن نفترض وبشكل مشروع أن كل المعرفة الخاصة بهذه المسائل سيكون انتقاؤها قد تم فعلاً من خلال نظرة ثيئودورية مستمدة إما من المدرسة الفارسية فى الرها أو من خليفتها فى نصيبين. وفى ضوء هذه الاعتبارات، ليس من العجيب إطلاقاً أن نجد تعبيرات البيان الكريستولوجى الصادر عن مجمع سلوقية – قطسيفون فى عام 486 يعكس غالباً، فى صياغة تعابيره، لغة ثيئودور القوية فى ديوفيزيقيتها.

 أما فى القرن الخامس، ومع الصراعات الكريستولوجية، فقد كان كل من البرنامج اللاهوتى اليونانى والمصطلح اللاهوتى اليونانى يغزو بشكل مؤثر المقالات اللاهوتية لمعظم الكتَّاب السريان[1]. وحيث أن كنيسة المشرق كانت قد ألفَّت المقالات اللاهوتية للإمبراطورية الرومانية بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق المدرسة الفارسية فى الرها، فإنه بإغلاق تلك المدرسة عام 489، كانت المقالات اللاهوتية المتنوعة ذات الطابع الثيئودورى المحدد المعالم قد أصبحت مترسخة فى كنيسة المشرق. وهكذا فإنه بنهاية القرن الخامس، ثم بشكل متزايد خلال القرن السادس، عندما ابتعدت الكنيسة فى الإمبراطورية الرومانية الشرقية عن المنحى الأنطاكى للمجال الخلقيدونى واتجهت نحو المنحى الإسكندرى، فقد شعرت كنيسة المشرق أكثر فأكثر بعدم التعاطف مع هذه التطورات العقائدية فى الإمبراطورية الرومانية (وبالأكثر إدانة كتابات ثيئودور) ويمكن العثور على واحدة من نتائج هذا السخط فى كتاب باباى الكبير عن الاتحاد...

 ماذا بشأن مجمع أفسس وخلقيدونية؟ بما أن هذه المجامع كانت.. مبادرات إمبراطورية، فإنها لم تكن موضع اهتمام مباشر بالنسبة للكنيسة خارج الإمبراطورية الرومانية. من غير المعروف متى وصلت المعلومات عن مجمع أفسس[2] إلى الكنيسة فى الإمبراطورية الساسانية، ولكن يمكننا أن نكون منطقياً متأكدين بأنها عندما وصلت، فإن ذلك تم من خلال المدرسة الفارسية فى الرها، وبناء على ذلك فإنه من الطبيعى أن يكون التعاطف فى جانب يوحنا الأنطاكى. أما بالنسبة لخلقيدونية، فإن حقيقة أن إيباس Ibas  قد أعيد إلى كرسى الرها، كانت سبباً ملائماً أن يجعل مجمع خلقيدونية يلقى استحساناً من خريجى مدرسة الرها (الذين كان إيباس على علاقة حميمة بهم). أما بالنسبة لتعريف المجمع للإيمان، فقد كان لعلماء لاهوت كنيسة المشرق اللاحقين موقف مزدوج إزاءه: ربما يمكننا اقتباس تعليق إيشوعياب الثانى (428-46) كوصف متميز لذلك." [3] "مع أن أولئك الذين اجتمعوا فى مجمع خلقيدونية كانوا يظهرون بمظهر من لهم نية إعادة الإيمان، إلا أنهم قد انزلقوا هم أيضاً بعيداً عن الإيمان الحق: وبسبب مصطلحاتهم الضعيفة، الملتفة بمعان غامضة، شكلوا حجر عثرة للعديدين."

 6الشاعر يعقوب السروجى يعتبر حالة استثنائية

 [2] For a study of the Council of Ephesus from the point of view of the

 Church of the East, see Mar Aprem, The Council of Ephesus (Trichur,

 1978).

 [3] L.R.M. Sako, Lettre christologique du patriarche syro-oriental Iso

 ‘`yabh II de Gdala (Rome, 1983), 42, tr. Pp. 146-7. Possibly some time

 in the seventh century the wording of the Chalcedonian Definition, as

 transmitted in the East Syriac synodical collections, was tacitly

 ,,corrected”, so that it actually speaks of two qnome: see A. de Halleux, ,,

 La falsification du symbole de Chalcedoine dans le Synodicon

 nestorien”, in Melanges offerts a J. Dauviller (Toulouse, 1979), pp. 375-84

 "مع أن أولئك الذين اجتمعوا فى مجمع خلقيدونية كانوا يظهرون بمظهر من لهم نية إعادة الإيمان، إلا أنهم قد انزلقوا هم أيضاً بعيداً عن الإيمان الحق: وبسبب مصطلحاتهم الضعيفة، الملتفة بمعان غامضة، شكلوا حجر عثرة للعديدين."

 -2بعض التعاليم الخاطئة فى الصياغات الكريستولوجية لمجامع كنيسة المشرق الأشورية

 أ) مجمع مار أقاق عام 486م فى هذا المجمع استخدم تعبير "الاتصال" conjunction بدلاً من "الاتحاد" unionلوصف العلاقة بين اللاهوت والناسوت فى السيد المسيح.  وأضافوا: "نحن نجمع نسختى طبيعتيهما فى ربوبية واحدة وعبادة واحدة". مما يدل على علاقة خارجية وفقاً للعبادة والسلطة كما علَّم نسطور.

 إن المفهوم النسطورى الخاص بما يسمى بالاتحاد البروسوبونى بمعنى اتحاد خارجى لشخصين تعين فى قولهم "اتحاد البارسوبا (الشخص) لمخلصنا."

 

النص الكريستولوجى لهذا المجمع هو كما يلى:

 "غير أن إيماننا بشريعة للمسيح يجب أن يكون أيضاً فى اعتراف بطبيعتين للاهوت والناسوت، فلا يخاطر أحد منا فى إدخال الخلط، أوالمزج، أو التشويش فى التمايز بين هاتين الطبيعتين. ولكن، وبينما يبقى اللاهوت ويحفظ فيما ينتمى إليه، والناسوت فيما ينتمى إليه، فنحن نجمع بين نسختى طبيعتيهما فى ربوبية واحدة وعبادة واحدة بسبب الاتصال التام وغير المنفصل الذى كان للاهوت مع الناسوت. من يفكر أو يعلِّم الآخرين بأن الألم والتغيير يمتان إلى لاهوت ربنا، دون تحفظ –فيما يتعلق باتحاد البارسوبا (الشخص) لمخلصنا- والاعتراف بالإله التام والإنسان التام فليكن محروماً." (Synod of Mar Aqaq AD 486)

 ب) مجمع عام 612م نص الاعتراف الكريستولوجى لهذا المجمع هو كالآتى:

 "ابن الله الكلمة... صنع لنفسه من طبيعة بيت آدم هيكلاً مقدساً بصورة بديعة، رجل تام من القديسة مريم العذراء، كمُل دون معرفة رجل حسب النظام الطبيعى، واتخذه ووحده مع نفسه وفيه اُعلن إلى العالم... لأن الكلمة اُعلن فى الرجل الذى اتخذه."

 على العكس من ذلك فإننا نجد أن تعليم القديس كيرلس الكبير فى رسالته المجمعية ينص على:

 "أنه لن يكون نافعاً بأية طريقة، أن يكون التعليم الصحيح للإيمان هكذا، حتى لو أقر البعض بالاتحاد بين الأشخاص. لأن الكتاب لم يقل أن الكلمة قد وحّد بنفسه شخص رجل، بل أنه صار جسداً." [1]

 كما كتب القديس كيرلس أيضاً عن تجسد الكلمة أنه:"أخذ جسداً طاهراً من العذراء القديسة جسداً محيياً بنفس عاقلة." [2]

 3- التعليم الحالى لكنيسة المشرق الأشورية 

على الرغم من الاتفاقية الكريستولوجية الموقعة بين إحدى كنيستى المشرق الأشوريتين (كنيسة البطريرك دنخا) وكنيسة روما الكاثوليكية، والتى لنا عليها الكثير من التحفظات، فإن الكنيسة الأشورية استمرت فى توقير والدفاع عن التعليم الكريستولوجى لديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى ونسطور بطريرك القسطنطينية فى ليتورجياتها. هذه الحقيقة واضحة فى نصوص ليتورجياتهم وفى الأوراق المقدمة من مطارنتهم ولاهوتييهم فى الحوارات اللاهوتية التى عقدت ونشرت فى الآونة الأخيرة. وفى نفس الوقت استمروا فى مهاجمة وإدانة المجمع المسكونى الثالث فى أفسس 431م والقديس كيرلس السكندرى.

 أ) قال المطران الأشورى باواى سورو، وهو السكرتير العام للجنة العلاقات الكنسية وتطور التعليم فى كنيسة المشرق الأشورية، فى مقالته الافتتاحية بمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى روما، فى المؤتمر الذى رتبه الأخوة الفرانسيسكان للكفارة، الكفيل به بالمشاركة المجتمع المسكونى للقديسة العذراء مريم، والذى انعقد فى 26 أكتوبر 1998 عن المريمية فى الحوارات المسكونية بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية، والذى تم نشره فى النشرة نصف السنوية لمركز نحو الوحدة فى خريف 1998 وفى مجلة الكاثوليك الدولية بتاريخ مايو 1999 صفحة 224، 225، قال فى بداية حديثه ما يلى:

 "إن إدانة نسطور وتعاليمه فى مجمع أفسس 431 أعلن صدعاً فى حياة الكنائس لقرون. واليوم وبواسطة هذا الإعلان الكريستولوجى المشترك فى نوفمبر 1994 تم تخطى هذا التمزق اللاهوتى الذى كان يبدو كما لو كان لا يقهر. لن تعد صرخات الثيئوتوكوس تستخدم كمصدر للانقسام، والآن التسمية خريستوتوكس ستنال أخيراً كرامتها الواجبة.

 عداء القرون هذا بين الكنائس اليونانية-البيزنطية وبين كنيسة المشرق، نتج عن خلاف نشأ بسبب تطبيق التسميات الخاصة بمريم وبالتحديد ثيئوتوكوس وخريستوتوكوس، فى وصف تجسد ربنا يسوع المسيح. بالطبع كان هذا الخلاف كنسى-سياسى بين كرسى الإسكندرية وكرسى القسطنطينية، ظهر أخيراً فى صورة نزاع لاهوتى واحتدام شخصى بين كيرلس بطريرك الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع أفسس 431. هذا الخلاف أشعل  واحدة من أكثر الصراعات التمزقية والهادمة للمسيحية وانتشر فى كل كنائس الإمبراطورية الفارسية. هذا التاريخ الرهيب يدل على أهمية موضوعنا والحاجة إلى التعامل مع وجهات النظر الأخرى بإحسان، والحاجة إلى السعى نحو فهم الصياغات المختلفة التى يستخدمها أشخاص مختلفون فى حضارات ومواضع مختلفة." 

ب) قدم نفس هذا المطران الأشورى ورقتين فى الحوار السريانى الثالث الذى عقد فى يوليو 1997 فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية دافع فيهما عن شخص وتعليم كل من نسطور وثيئودور الموبسويستى.

 -1 نسطور [3]

 فى صفحة 6 تحت عنوان "نسطور اللاهوتى – فكر ومضمون" كتب باواى سورو ما يلى بخصوص نسطور:

"فى كتابه بازار هيراكليدز الدمشقى[4] قدّم نسطور العديد من العبارات اللاهوتية التى توضح فكره بصورة متسعة وتشهد لإيمانه بالرب القائم. وفى ثباته على الأساس اللاهوتى قدّم نسطور ست تأييدات وست إنكارات"[5] أول التأييدات الست هى ما يلى: "إن أصل هذه الوحدة هى فى الشخص الجامع بين اللاهوت والإنسانية، وبالتحديد فى الشخص المعلن للمسيح المتجسد، وبالتحديد شخص الاتحاد." [6]

 وفى صفحة 9 من نفس الورقة كتب ما يلى:

 "حينما يتكلم نسطور عن أخذ وإعطاء الشخص الذى للطبيعتين، فإن الديناميكية متبادلة ومنعكسة بالتمام، ونتيجة لهذا التبادل هو الوحدة المطلقة، التى تجعل من شخصى اللاهوت والناسوت واحداً فى شخص يسوع المسيح." [7]

  -2ثيئودور الموبسويستى  [8]

 فى صفحة 6 من ورقته اقتبس من كتابات ثيئودور الموبسويستى ما يلى: 

"هنا [فى حالة المسيح] إذا كان كل منهما [أى الطبيعتين][9] إبناً ورباً بالطبيعة، فإنه من الممكن أن نقول ابنين وربين، وفقاً لعدد الأشخاص، لكن الواحد هو ابن ورب بالطبيعة والآخر ليس إبناً ولا رباً بالطبيعة، نحن نؤمن أن الأخير أخذ هذه (الصفات) خلال وحدة عن قرب مع ابن الله الوحيد الكلمة، وبهذا نتمسك بأن هناك ابن واحد؛ ونفهم بأن الواحد الذى هو بالحقيقة ابن ورب هو الذى يملك هذه (الخواص) بالطبيعة، ونضيف فى فكرنا الهيكل الذى سكن فيه والذى سوف يبقى فيه دائماً وبدون انفصال نتيجة للاتحاد غير المنفصل بينه وبين [الهيكل] وبسببه نؤمن أنه هو[10] نفسه ابن ورب.[11]

 كما إننا حينما نقول "آب، وابن، وروح قدس" فإننا بذلك نسمى اللاهوت الذى يتعين أن نبدأ منه الدين وأن نعتمد، هكذا أيضاً إن قلنا "ابن" فإننا نشير إلى الطبيعة اللاهوتية للابن الوحيد بينما بحق نتضمن أيضاً فى فكرنا الإنسان[12] الذى اتخذ لصالحنا والذى فيه عرف الله الكلمة وكرز به وهو الآن فيه بينما الآب والروح القدس ليسا بعيدين عنه، لأن الثالوث لا ينفصل، ويتكون من طبيعة واحدة غير مادية وغير محددة." [13]

 يتضح جداً من هذا التعليم أن ثيئودور علّم بشخصين فى يسوع المسيح، الواحد هو ابن (الله) ورب بالطبيعة والآخر ليس ابن (الله) ولا رب بالطبيعة. وهو يضيف الثانى إلى الأول فى الفكر فى وحدة أشخاص (الاتحاد البروسوبونى أى الشخصانى) الذى يجعل الأخير يأخذ صفات الأول من خلال هذا الاتحاد الكثيب. أى أن الرجل يسوع يأخذ كرامة كونه يدعى ابن (الله) ورب.

 لقد كنت مراقباً فى الحوار وتناقشت مع المطران باواى سورو فى مفهوم الأشخاص فى المسيح وكيف يكون التمايز بينها فى الفكر فقط. فقال كما أنكم (الأرثوذكس الشرقيين) تقبلون اتحاد طبيعتين فى طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة والتمايز بين الاثنين هو فى الفكر فقط، هكذا نحن نعتبر الشخصين اللذين يكونان شخص الاتحاد التمايز بينهما فى الفكر فقط. وهنا قلت له بما أننا لا نذيب الطبيعتين بعد الاتحاد هكذا لا تستطيعون أنتم أن تذيبوا الشخصين فى شخص واحد بعد الاتحاد، فيستمر الشخصان فى الوجود فى وحدة حتى وإن كان التمايز بينهما فى الفكر فقط. وبالتالى فإنه سوف يكون فى السماء أربعة أشخاص وليس ثلاثة أشخاص الثالوث القدوس.

 الحوار كله بالإضافة إلى المناقشات تم تسجيلها على شرائط فيديو وأحتفظ بها فى مكتبى. وجدير بالذكر أن المطارنة واللاهوتيين الأشوريين قاموا بتقديم الآراء النسطورية فى يوليو 1997 بعد توقيع الاتفاقية الكريستولوجية المشتركة مع كنيسة روما الكاثوليكية فى نوفمبر 1994.

 وفى نفس الورقة كتب المطران باواى سورو ما يلى:

 "إن علاقة ثيئودور بكنيسة المشرق كانت أصلاً نتيجة لاستخدام تفاسيره الإنجيلية كقواعد للتفسير فى مدرسة نصيبين. هذه الكلمات وغيرها تمت ترجمتها للسريانية واستمرت معيارية فى مدرسة نصيبين التى تأسست فى نهاية القرن الخامس. وكان يتم تجهيز اللاهوتيين والدارسين فى كنيسة فارس لعملهم بجعلهم يتعرفون بصورة شاملة على أساليب وتحاليل ثيئودور، وحينما أعلن منشور يوستنيان إدانة ثيئودور عام 543، قوبل من الأساقفة الفرس بازدراء تام. وفى مجمع 544 الذى رأسه الكاثوليكوس مار آبا الأول أكد الأساقفة ولاءهم وتقديرهم "لمفسر الأسفار"[14] وجعلوا كتاباته القاعدة الرسمية للتعليم الأرثوذكسى. هذا التأكيد تم تشديده بواسطة إصدار حرومات ضد من يسب الرجل أو كتاباته."[15] بالإضافة إلى ذلك، فإنه فى الحوار السريانى الأول لبرو أورينتا فى فيينا يونيو 1994، قدم المطران باواى سورو ورقة مشتركة مع الخورى إبسكوبس م. ج. برنى بعنوان "هل لاهوت كنيسة المشرق نسطورياً؟"

 فى هذه الورقة شرح كيف أن الكنيسة الأشورية على الدوام تذكر نسطور وأيضاً ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى فى صلواتها وتحتفل بهم فى أعياد خاصة. وقال أنه إذا كان السؤال المطروح هو بخصوص توقير كنيسته لنسطور واستمرارها فى ذلك فإن الإجابة هى نعم. وسوف أقتبس ما يلى مما كتب:

 "تذكر ليتورجيات الكنيسة بصورة غير منقطعة فى صلواتها نسطور، مع ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى. يبرز التقويم "تذكار المعلمين اليونانيين الثلاثة"، وقائمة الآباء "الغربيين" تتضمن وتؤكد على نفس اللاهوتيين الثلاثة. وإذا كان السؤال هو "هل توقّر كنيسة المشرق نسطور وتستمر فى استخدام مفرداته اللاهوتية؟ فالجواب واضح."

 

ج- ملحق 1

 

يحتوى الأوراق التالية التى قدمها لاهوتيو كنيسة المشرق الأشورية:

 

أ‌) هل أفسس يوحد أم يفرق؟ للمطران باواى سورو

 ب‌) ملخص المناقشة الكريستولوجية –الملائمة مع الحوار مع كنيسة المشرق الأشورية- للدكتور المطران آبريم موكن مطران ترايشور.

 ج) هل لاهوت كنيسة المشرق نسطورياً؟ للمطران باواى سورو مع الخورى إبسكوبس

 م. ج. برنى

 د) هل كان نسطور نسطورياً؟ للمطران آبريم موكن

 هـ) هل لاهوت الكنيسة الأشورية نسطورى؟ للمطران أبريم موكن.

 

-4ملاحق أخرى

 

ملحق 2:

 

الصراعات الكريستولوجية فى القرنين الرابع والخامس للأنبا بيشوى مطران دمياط 2001.

 

ملحق 3:

 

نظرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لثيئودور الموبسويستى ونسطور بطريرك القسطنطينية، للأنبا بيشوى مطران دمياط، 1998.

 

ملحق 4:

 

ثيئودور الموبسويستى – نظرة قبطية أرثوذكسية، للأنبا بيشوى مطران دمياط2000.

 

ملحق 1

 

تعليق الأنبا بيشوى مطران دمياط على الأوراق المقدمة من الكنيسة الأشورية ..

 

أولاً : الورقة التى قدمها مار باواى سورو مطران الكنيسة الأشورية فى المؤتمر الثانى للحوار السريانى

 الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا بعنوان

 هل أفسس يوحّد أم يفرق؟

 إعادة تقييم لمجمع أفسس - رؤية للكنيسة الأشورية فى الشرق

 Does Ephesus Unite or Divide?

  Re-evaluation of the Council of Ephesus - an Assyrian Church of the

 East Perspective

 فى ورقته التى ألقاها فى فبراير 1996 فى فيينا فى حوار الكنائس ذات التقليد السريانى، طالب المطران سورو بأن يبقى نسطور موضع تقدير وإعجاب كنيسته الأشورية وبأن يُفهم تعليمه كتعليم أورثوذكسى وفيما يلى سطور من الورقة المذكورة وهى بعنوان "هل مجمع أفسس يوّحد أم يفرِّق؟"

 “…we would only ask that a like effort be made to understand Nestorius

 equally orthodox concern to promote the use of language expressing

 Christ’s complete and uncompromised human and divine natures. As we do not

 ask anyone to revile the memory of Cyril, we would respectfully ask not

 to be required to abandon our long held admiration of, and appreciation

 for Nestorius.

 وترجمة هذه المفقرة كما يلى:

 "نحن نطلب فقط أن يُبذل جهد مماثل لفهم الإهتمام الأرثوذكسى المساوى لنسطور فى تعزيز إستخدام اللغة التى تعبّر عن طبيعتى المسيح الإنسانية والإلهية الكاملتين والغير قابلتين للمقايضة. وكما أننا لا نسأل أحداً أن يلعن ذكرى كيرلس، هكذا نسأل بوقار ألا يطلب منا أن نتخلى عن إعجابنا وتقديرنا لنسطور، الذى تمسكنا به طويلاً." وعاد فكرر الطلب من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أن ترفع سوء الفهم والحكم غير الصائب ضد كريستولوجية نسطور التى أعيد (من وجهة نظره) إكتشافها وتقييمها، وقبولها بواسطة الدارسين الحديثين كتعليم أرثوذكسى. وفيما يلى سطور من نفس الورقة بهذا الشأن :

  “One could only pray and hope that the Oriental Orthodox brethern from

 all ecclesial traditions would, in the near future, be able to take

 similar steps like those of the Assyrian Church and rise above the

 historical misunderstanding, misjudgment, or whatever difficulty they still

 may have with Nestorius' Christology which, I believe, today has been

 re-discovered, re-evaluated, understood, and accepted, by modern scholarly

 research, as an orthodox teaching.”

 وترجمة هذه الفقرة كما يلي :

 "يمكن للواحد منا فقط أن يصلى ويأمل أن يستطيع الأخوة الأرثوذكس الشرقيين فى سائر التقاليد الكنائسية، فى المستقبل القريب، أن يتخذوا خطوات مماثلة للخطوات التى إتخذتها الكنيسة الأشورية، وأن يسموا فوق سوء الفهم والحكم التاريخى الخاطئ، أو أية صعاب لا تزال لديهم ضد كريستولوجية نسطور، التى أظن أنه قد تم اليوم إعادة اكتشافها وإعادة تقييمها وفهمها وقبولها كتعاليم أرثوذكسية، عن طريق أبحاث الدراسات الحديثة."

 وقد أشار المطران باواى سورو فى نفس الورقة إلى الحروم التى فرضتها كنيسته ضد القديسين كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى، كما ذكر تكريم كنيسته وولائها لنسطور وثيئودور وإعتبار أن هذه صعوبات تواجه الأرثوذكس الشرقيين، فكتب ما يلى:

 “… the Assyrian Church’s anathemas imposed on Cyril of Alexandria and

 Severus of Antioch, and, at the same time, her veneration of, and

 devotion to, Nestorius and Theodore.”

 وترجمته كما يلى :

 "… إن الحروم التى فرضتها الكنيسة الأشورية على كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى وفى نفس الوقت تكريمها، وولاءها لنسطور وثيئودور…"

 وفى نفس الورقة هاجم المطران سورو المحاكمة التى قادها كيرلس السكندرى ضد نسطوريوس وقال أنها كانت محاكمة غير عادلة وغير قانونية كان فيها المدعى هو القاضى. وأشار إلى أن لاهوتيين من غير الأشوريين قد إعتبروا أن دوافع الكراهية الشخصية، والطموحات السياسية هى التى حركت كيرلس السكندرى للحكم على نسطوريوس. وإستشهد فى ذلك بورقة الأب أندريه دى هالو الكاثوليكى التى قُدّمت فى فيينا وفى الحوار مع MECC فى ليماسول:

 “… a tumultuous council took place, with Cyril acting as both

 prosecutor and judge of Nestorius. The trial of Nestorius at Ephesus in which he

 was condemned has always been viewed by the Church of the East as

 unfair and illegal.  It should be noted that others, outside the Church of

 the East and with impeccable credentials as orthodox scholars, have

 also agreed with that judgment, attributing the chaotic and embittered

 atmosphere at Ephesus to personal animus and political ambition on the

 part of Cyril.[16] The Roman Catholic theologian Andre de Halleux, OFM,

 writing in 1992, described the proceedings in much the same way as Church

 of the East fathers have. I have summarized his conclusions below:[17]

 What happened in reality is that Cyril had transformed a council at

 which the emperor wanted doctrine to be defined ‘without any dissension

 born of anipathy.’ Held in illegality by a tribunal where the judge was

 also the accuser and where the charge was not made the object of

 scrupulous verification, this trial by default could only come to an end as a

 questionable deposition.  And yet this deposition would soon be passed

 off as a doctrinal anathema, imposed on the oriental bishops by an

 emperor more and more hostile to the archbishop of his capital.”

 وترجمة ذلك كما يلى :                                                       

 "جرى مجمعاً مشوشاً، قام فيه كيرلس بدور كلٍ من المدعى والقاضى لنسطور. وكانت نظرة كنيسة المشرق دائماً للمحاكمة التى أُدين فيها نسطور فى أفسس، أنها غير عادلة وغير شرعية. ويجب أن نشير إلى أن آخرين، من خارج كنيسة المشرق وبأوراق معتمدة معصومة كدارسين أرثوذكس قد وافقوا أيضاً على هذا التقييم ناسبين الجو المشوش والمرير فى أفسس إلى العداء الشخصى والطموح السياسى من جانب كيرلس. فقد كتب اللاهوتى أندريه دى هالو من الكاثوليك الرومانيين عام 1992 واصفاً إجراءات المحاكمة بنفس الطريقة تقريباً التى وصفها بها آباء كنيسة الشرق. وقد لخصت نتائجه فيما يلى:

 "إن ما حدث فى الحقيقة هو أن كيرلس قد حوَّل مسار مجمعاً أراد فيه الإمبراطور تعريف العقيدة "بدون أى شقاق وليد للنفور". ولأن المجمع قد تم إنعقاده فى عدم شرعية وبمحكمة كان القاضى فيها هو نفسه المدعى، ولم يكن الإتهام غرضاً لفحص مدقق، لذلك لم يكن هذا الحكم الغيابى إلا لينتهى بعزل مشكوك فيه. وعلى الرغم من ذلك فقد سرى سريعاً كحرم عقيدى فُرض على أساقفة الشرق عن طريق الإمبراطور الذى كان عداؤه يتزايد أكثر فأكثر تجاه رئيس أساقفة عاصمته."

 ثانياً : الورقة التى قدمها المطران مار أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية فى المؤتمر الثانى للحوار السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا بعنوان ملخص الحوار الكريستولوجى…

 Summary of the Christological Debate

 فى ورقته المذكورة قال المطران أبريم أنه لا كيرلس السكندرى ولا نسطوريوس يصلح لأن يكون هو الأب المشترك ثم طالب برفع الحروم بالتبادل من الجانبين عن كليهما. ما يلى هو اقتباس من ورقته:

 “…if we attempt to project “our common father in Christ”, it should be

 anybody other than Cyril of Alexandria or Nestorius of Constantinople.

 The mutual anathemas of both Cyril and of Nestorius should be omitted

 by those Churches which at present recite these anathemas even in this

 ecumenical era”.

 وترجمته كما يلى :

 "إذا حاولنا تدبير "الأب المشترك لنا فى المسيح" يجب أن يكون أى إنسان سوى كيرلس السكندرى أو نسطور القسطنطينى. فيجب حذف الحرومات المتبادلة ضد كيرلس ونسطور من تلك الكنائس التى تتلوها فى الوقت الحاضر، حتى فى هذا الزمن المسكونى".

 وأفاد أيضاً فى ورقته أنه بالرغم من أن نسطوريوس ليس هو مؤسس الكنيسة الأشورية، ولكنه هو أب لهم بصورة قوية جداً. وعلى حد تعبيره باللغة الإنجليزية

  : "is very much their father"

 “How much do the Assyrians care for Nestorius?  How much do they “hate

 Cyril of Alexandria.  Although the Assyrians state that Nestorius is

 not their founder and therefore refuse to be called Nestorians, the

 general trend is that Nestorius, though Greek, is very much their father

 The Assyrians never cared to understand teachings of Cyril of

 Alexandria.”

 وترجمته كما يلى :

 "إلى أى حد يهتم الأشوريون بنسطور؟ كم "يكرهون" كيرلس السكندرى؟ بالرغم من أن الأشوريون يذكرون أن نسطور ليس مؤسسهم ولذلك فإنهم يرفضون أن يُدعوا نساطرة، إلا أن الإتجاه العام هو أن نسطور، رغم كونه يونانياً، فهو أب لهم بصورة قوية جداً. لم يهتم الأشوريون أبداً بفهم تعاليم كيرلس السكندرى".

 ثالثاً : الورقة التى قدمها المطران مار باواى سورو من مطارنة الكنيسة الأشورية فى الحوار السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا بعنوان هل لاهوت كنيسة الشرق نسطورى؟

 Is the Theology of the Church of the East Nestorian?

 شرح المطران باواى سورو كيف تكرّم الكنيسة الأشورية نسطوريوس مع ديودور الطرسوسى، وثيئودور الموبسوستى فى صلواتها، وتعيّد لهم فقال : إذا كان السؤال هو بشأن تكريم كنيسته لنسطور وإستمرارها فى ذلك فإن الإجابة واضحة.

 “The liturgies of the church invariably name Nestorius, with Diodore of

 Tarsus and Theodore of Mopsuestia, in their litanies.  The calendar

 features a “Memorial of the Greek Doctors” a list of “western” fathers

 which includes - and emphasizes - the same three theologians.  If the

 question is “Does the Church of the East venerate Nestorius and continue to

 employ his theological vocabulary?” the answer is obvious.”

 وترجمة ذلك كما يلى :

 "إن ليتورجيات الكنيسة تدعو بثبات كلٍ من نسطور وديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى فى ليطانياتهم. ويحدد التقويم "تذكار المعلمين اليونان" فى قائمة الآباء "الغربيين" التى تشتمل -وتؤكد- على نفس الثلاثة لاهوتيين. إذا كان السؤال هو "هل كنيسة الشرق تُكرِّم نسطور وتستمر فى إستخدام تعبيراته اللاهوتية؟" فإن الإجابة واضحة ثم شرح فى نفس هذه الورقة كيف تكونت مدرسة الرها وإستقر فيها تعليم الطبيعتين بقوة ووضوح لأن المدرسة الأنطاكية الفكرية قد تمركزت هناك خاصة بواسطة تلاميذ ثيئودور الموبسويستى أسقف ما بين النهرين وكيف أغلقها الإمبراطور البيزنطى زيون 489م فإنتقلت إلى الإمبراطورية الفارسية فى نصيبين. وكيف إستخدمت مدرسة نصيبين التعبيرات التى حرمها (القديس) كيرلس وشركاؤه فى مجمع أفسس. وفى نفس الوقت قدّمت التكريم لنسطوريوس كحامى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى وفى الهامش أوضح كيف أفادت كتابات وشروحات تُرجمت إلى السريانية لثيئودور الموبسويستى، كنيسة الشرق (يقصد الكنيسة الأشورية).

 “Under the influence of its patron, a zealous defender of the

Antiochene positions, and of his choice to head the school, Narsai, the

 institution flourished and gained respect as a serious center of learning.  The

 Antiochene partisans at Nisibis vigorously promoted their

 Christological position, using the terminology familiar to them, that is, with the

 very terminology anathematized by the Ephesene synod and by the

 partisans of Cyril.  Among them Nestorius was venerated as a staunch defender

 of Antiochene orthodoxy and a martyr to the pride and arrogance of Cyril

 of Alexandria.  The reluctance of the bishops of the church of the East

 to take a definitive posture, whether position or negative, relative to

 Nestorius gave these partisans the opportunity and freedom to further

 their cause in his defense.”

 وترجمة ذلك كما يلى:

 "تحت تأثير متولى الأمر، نارساى، وهو المدافع الغيور للوضع الأنطاكى، وبإختياره لرئاسة المدرسة، فقد إزدهر المعهد ونال تكريماً كمركز علمى خطير. روَّج الموالين الأنطاكيين فى نصيبين بقوة، وضعهم الكريستولوجى مستخدمين التعبيرات المألوفة لهم، أى نفس التعبيرات التى تم حرمها فى مجمع أفسس، وعن طريق الموالين لكيرلس. وكان يتم تكريم نسطور بينهم كمدافع قوى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى. إن إحجام أساقفة الكنيسة فى الشرق عن إتخاذ وضعاً قطعياً، إما إيجابياً أم  سلبياً، بالنسبة لنسطور أعطى هؤلاء الموالين الفرصة والحرية لتصعيد علتهم فى الدفاع عنه." (انظر الحاشية 16 (

 ____________________

 16 The theology of the school at Edessa was related to the Antiochene

 school of thought.  Some teachers at Edessa had studied at the feet of

 Theodore of Mopsuestia, and providing translations of Antiochene

 theological works and Biblical commentaries for the Syriac-speaking world was

 a significant by-product of the Edessene school’s overall contribution

 to the Church in the East.

 [EDG1]

 رابعاً : الورقة التى قدمها المطران مار أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية فى ندوة الحوار المسكونى التاسعة والخمسون لبرو أورينتا فى فيينا 18/6/1990. بعنوان هل كان نسطور نسطورياً؟

 WAS NESTORIUS A NESTORIAN?

 فى ورقته التى قدّمها فى يونية 1990 فى فيينا ونشرت كملحق لوثائق الحوار السريانى الذى جرى فى فيينا فى يونية 1994، شرح المطران أبريم كيف تكرّم الكنيسة الأشورية ديودوروس وثيئودوروس ونسطوريوس فى صلواتها اليومية، وتعيّد لهم وتعتبرهم قدّيسين. وفى نفس الصلوات تذكر مقاومى وأضداد نسطوريوس مثل كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى كرجال أشرار.

 1.  The Greek Fathers"

 While we examine the prayer books found in the Chaldean Syrian Church

 in Trichur, we come across references to three Greek fathers, namely

 Diodoros of Tarsos, Theodoros of Mopsuestia and Nestorius of Antioch.  To

 mention these three together is the common custom of the Church of the

 East.  That is the reason why it is called the Nestorian Church.  It is

 a Church that venerates Diodoros, Theodoros and Nestorius, but it is

 not a Church founded by any of the three.  A Nestorian Father of the 13th

 century, Mar Abdiso, says:                        

  “As to the Easterns, however, because they never changed their faith,

 but kept it, they received it from the apostles; they were unjustly

 styled ‘Nestorians’, since was Nestorius was not their Patriarch, neither

 did they understand his language; but when they heard that he taught the

 doctrine of the two natures, two Qnome, one will, one Son of God, one

 Messiah, they testified about this that he confessed the faith as

 orthodox.  Because they too held it likewise.  Nestorius, then followed them,

 and they him, and that more especially in the matter of the appellation

 ‘Mother of Christ’.

 The fifth Friday after the Epiphany is observed as a memorial to the

 Malpane Yavnaye Greek doctors. The prayers for that day are seen in the

 Khudra.  The heading of these prayers is given as a Memorial of Greek

 Doctors. The second line, like a subtitle states “Mar Diodoros and Mar

 Theodoros and Mar Nestorius.” The  next twenty printed pages of prayers

 have several references to these saints.         

 On the second Wednesday of the Advent seasons the Church requests that

 the prayers of Diodoros, Theodoros and Nestorius be a fortress to them.

 These prayers speak of Nestorius as Kadhisa (holy) Nestorius and their

 holy teaching. All the three, i.e. Diodoros, Theodoros and Nestorius

 are spoken of as teachers (Malphane), priests and holy men (Kadhisa).

 These prayers also speak of the opponents of Nestorius, namely Cyril of

 Alexandria and Severus as “wicked” men.

 These three fathers are so important to the Church of the East, so that

 their names are mentioned not only on the Memorial of the Greek Doctors

 but also every day in the litany of the evening prayers as well as the

 litany of the liturgy. In the litany these three are remembered along

 with the three Syrian teachers, i.e. Ephrem, Narsai and Abraham.”

 وترجمته كما يلى :

 "1-الآباء اليونانيين

 حينما نفحص كتب الصلوات الموجودة فى الكنيسة السريانية الكلدانية فى طيشور، يقابلنا ذكر ثلاثة آباء يونانيين هم ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى ونسطور الأنطاكى. وذكر هؤلاء الثلاثة معاً يعتبر عادة عامة فى كنيسة الشرق. وهى لذلك تُدعى الكنيسة النسطورية. هذه الكنيسة تُكرِّم كلٍ من ديودور وثيئودور ونسطور، ولكنها ليست كنيسة مؤسسة عن طريق أى من الثلاثة. أحد  الأباء النساطرة فى القرن الثالث عشر وهو مار أديسو يقول:

 لكن بالنسبة للشرقيين، ولأنهم لم يغيِّروا إيمانهم أبداً، بل أبقوا عليه لأنهم قبلوه من الرسل؛ فقد كانت تسميتهم "بالنساطرة" غير عادلة، لأن نسطور لم يكن بطريركهم، كما أنهم لم يفهموا لغته؛ ولكنهم حينما سمعوا أنه يعلِّم بعقيدة الطبيعتين والأقنومين والمشيئة الواحدة، وإبن واحد لله، ومسيح واحد، فقد شهدوا عنه أنه إعترف بالإيمان الأرثوذكسى، لأنهم حملوه مثله. ثم تبعهم نسطور وهم تبعوه، وبأكثر خصوص فى أمر تسمية "أم المسيح". يُرصد يوم الجمعة الخامس الذى يلى عيد الظهور الإلهى كذكرى لملفان ياوان

 Malphane Yavanye المعلمين اليونانيين. تُرى صلوات هذا اليوم فى الخضرا Khudra ورأس هذه الصلوات يعطى كتذكار للمعلمين اليونانيين. والسطر الثانى كعنوان فرعى نصه: "مار ديودور ومار ثيئودور ومار نسطور" والعشرون صفحة المطبوعة التالية التى لهذه الصلوات بها ذكر كثير لهؤلاء القديسين. وفى الأربعاء الثانى لموسم الميلاد تطلب الكنيسة أن تكون صلوات ديودور وثيئودور ونسطور حصناً لها. هذا الصلوات تتكلم عن نسطور كقديس (holy) Kadhisa القديس نسطور وتعاليمهم المقدسة. والثلاثة أى ديودور وثيئودور ونسطور جميعاً يقال أنهم معلمين ملفان Malphane، كهنة ورجال قديسين (kadhisa). وتذكر هذه الصلوات أيضاً أضداد نسطور، أى كيرلس السكندرى وساويروس كرجال أشرار"wicked". لهؤلاء الثلاثة آباء أهمية كبيرة بالنسبة لكنيسة الشرق، حتى أن أسماءهم تذكر ليس فقط فى تذكار المعلمين اليونانيين، لكن أيضاً كل يوم فى ليطانيات صلوات المساء وليطانيات القداس. فى الليطانيات يذكر هؤلاء الثلاثة مع الثلاثة معلمين السريان أى إفرايم ونارساى وأبراهام".

 وفى نفس ورقة المطران أبريم الأشورى التى دافع فيها عن كريستولوجية وتعاليم نسطوريوس إعترف أن نسطور قد علّم بوجود شخصين "two prosopa" فى المسيح : وفيما يلى سطوراً من ورقته تفيد ذلك :

  “Therefore the image of God is the perfect expression of God to men.

 The image of God, understood in this sense, can be thought of as the

 divine prosopon. God dwells in Christ and perfectly reveals himself to men

 through him. Yet the two prosopa are really one image of God.”[18]

 The same author rightly thinks that Nestorius’ use of the image of God

 solves “in a fairly coherent way the fundamental problems of the

 Antiochene Christology.”

 وترجمته كما يلى :

 "لذلك فإن صورة الله هى التعبير الكامل عن الله للإنسان. صورة الله إذا فهمت بهذا المعنى يمكن أن يظن أنها شخص prosopon إلهى. يسكن الله فى المسيح ويعلن ذاته للإنسان بالكامل من خلاله. لكن الشخصين prosopa هما فى الحقيقة صورة واحدة لله.

 نفس الكاتب يظن بالصواب أن إستخدام نسطور لصورة الله تحل "بطريقة مطابقة عادلة المشاكل الأساسية الخاصة بالكريستولوجية الأنطاكية".

 خامساً :الورقة التى قدمها المطران مار أبريم موكن من مطارنة الكنيسة الأشورية فى الحوار السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا بعنوان هل لاهوت الكنيسة الأشورية نسطورى؟

 IS THE THEOLOGY OF THE ASSYRIAN CHURCH NESTORIAN?

 هاجم المطران أبريم فى ورقته المقدمة فى الحوار السريانى فى فيينا فى يونية 1994 كيرلس السكندرى فى موقفه من نسطوريوس فى مجمع أفسس بإعتبار أنه حكم عليه لسبب عداوته الشخصية له أكثر مما لسبب وجود خلافات بينهما على مسائل كريستولوجية.

 وقد ورد النص التالى فى ورقته :-

 A short evaluation of the Council of Ephesus of 431 A.D. would bring us

 to the conclusion that the Council of Ephesus of 431 A.D. was guided

 also by the personal enmity of Cyril against Nestorius, rather than the

 Christological issue which was evidently the cause according to the

 “official version”.  Moreover, the help of the Pope of Rome given to Cyril

 resulted in the ultimate victory.”

 وترجمة ذلك:"إن تقييماً قصيراً لمجمع أفسس عام 431م سيوصلنا إلى خلاصة أن مجمع أفسس عام 431م أيضاً قادته عداوة شخصية من كيرلس ضد نسطور، وليست مسألة الكريستولوجى التى كانت تبدو أنها السبب وفقاً "للنص الرسمى". علاوة على ذلك فإن عرف مق الحقيقية الا بعد الاطلاع عليها .خالد اسحق سكماني

This site was last updated 05/07/08