Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حديث الرئيس أنور السادات، أمام الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، حول أتفاق كامب ديفيد

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتم

Home
Up
السادات فى أسرائيل
كلمة الرئيس فى واشنطن
الرئيس والجالية المصرية بأمريكا
رسالة الرئيس للرؤساء العرب
أنشطة تعاون مصر وإسرائيل
صور نادره لكامب ديفيد
السادات فى إسرائيل
صخرة ديان
بنود معاهدة كامب ديفيد
مقتل يوسف السباعى
طابا والحدود المصرية
السادات يوقع أتفاقية السلام
موشى دايان
مذكرات جيمى كارتر
لماذا إختار السادات مبارك؟
الشهداء ألأطباء ألأقباط فى أكتوبر
Untitled 3981
Untitled 3982

Hit Counter

 

 فقرات رئيسية، حديث الرئيس أنور السادات، أمام الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، حول أتفاق كامب ديفيد
المصدر: الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 14، ص 431 - 435"
حديث الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر
العربية، أمام الجالية المصرية في الولايات المتحدة
الأمريكية، حول اتفاق كامب ديفيد. [مقتطفات]
واشنطن، 20/ 9 /1978
(الأخبار، القاهرة،
21/ 9/ 1978)
انها لفرصة طيبة ان اجتمع بكم بمناسبة زيارتي للولايات المتحدة. ولو ان الفترة الماضية كانت كلها ارهاقا وتعبا.. إلا انني سعيد بهذه الفرصة أن التقي بكم اليوم.
ان المهمة التي جئت من أجلها، لكي نضع الأسس لبدء عملية السلام القائم على العدل.. الحقيقة اخذت منا وقتا وجهدا وعملا كبيرا. ويهمني ان تعلموا طبيعة هذه المرحلة. فبعد تعنت اسرائيل وعدم ايجابيتها، قد سبق لي وأعلنت، لهذا السبب، إننا لن نجلس مرة اخرى مع اسرائيل ما لم تغير من موقفها.. فلما قدم الرئيس كارتر دعوته الي الى كامب ديفيد.. ظهرت عوامل جديدة في الموقف الإسرائيلي، ولو انني لا أخفي عليكم انه في يوم الجمعة الماضى كادت الأمور ان تنتهي تماما الى لا شيء، وجمعت أوراقي وأعددت حقائبي استعدادا للعودة الى واشنطن.. الا ان الرئيس كارتر جاء الى مقري في كامب ديفيد وبذل جهدا شديدا.. وبالفعل تم الاتفاق خلال الأربع والعشرين ساعة التالية.
وأود ان أوضح اليوم اننا لم نصل بعد الى اتفاق سلام، وإنما وصلنا إلى ما نطلق عليه هيكلا نستطيع ان نجلس ونتفاوض حوله .. وليس كما كان الحال من قبل في ان يأتي كل طرف الى المفاوضات محاولا فرض رأيه على الطرف الآخر فتكون النتيجة ان كلا منا يتحدث لا الى الآخر وإنما الى شاشات التليفزيون.. ونتحدث الى الرأي العام وتنفجر العملية وتنتهي.
ولكن من خلال وضع هذا الهيكل المتفق عليه نستطيع ان نصل الى اتفاقية سلام. وهذا هو ما وصلنا اليه فعلا وضع هيكل. وعلى هذا فقد سمعتم انه خلال ثلاثة شهور.. نص في هذا الاتفاق، الا ان بيغن بالأمس قد أكد اننا نستطيع ان نصل الى هذا
الاتفاق خلال شهرين لا ثلاثة كما هو منصوص .. وأنا تقديري ان الاتفاق سيتم فعلا قبل مضي 3 شهور لنصل الى معاهدات السلام التي نبدأ منها تنفيذ السلام. الوثيقتان اللتان وقعنا عليهما هنا في البيت الأبيض، عبارة عن الاتي:
الاتفاقية الأولى، عبارة عن مشروع السلام الكامل لحل المشكلة.. ليس اتفاقا منفردا بين مصر وإسرائيل، وإنما هو عن السلام الشامل.. ما هي ضوابطه وقد عنينا فيها ان نضع المشكلة الفلسطينية وهي الأساس، والتي قلت انا ان مصر لها مسؤولية تاريخية حيالها. ولقد أكدت ان المشكلة الفلسطينية ما لم تحل قبل المشكلة المصرية فلتكن جنبا الى جنب معها لان الفلسطينيين ليس لهم مسؤول عنهم.
المشكلة السورية، مثلا، لها صاحب وهو الرئيس حافظ الأسد. مشكلتنا، سيناء، نحن أصحابها. أما المشكلة الفلسطينية، فوالله ما يستطيع انسان ان يقول لي اذا ما كان صاحبها هو ياسر عرفات ولا جورج حبش ولا السكان في الضفة الغربية ولا الموجودون في غزة ولا في لبنان ولا في سورية. وكلنا نرى ونشاهد نتيجة هذا التضارب وانعكاسه على القضية الفلسطينية بكل أسف.
ودور مصر كمسؤولية تاريخية وقيادية، فقد اصررت ان يكون حل المشكلة الفلسطينية قبل حل المشكلة المصرية.
من هنا ظهرت الوثيقة الأولى التي ذكرتها لكم، وهي الخاصة بالحل الشامل حتى تفاصيل حل القضية الفلسطينية .. ولكنها ايضا هذه الوثيقة لم تتجاهل بقية الجهات. بل دعونا سورية ولبنان والأردن ان ينضموا ووضعنا الأسس الكفيلة بحل القضايا كلها. ثم قمنا بعمل اتفاق آخر وحده بين مصر وإسرائيل بالنسبة للمشكلة القائمة بيننا.
كلنا نعلم بطبيعة الحال بقضية فلسطين وبقولنا انها هي لب وجوهر المشكلة كلها. بالنسبة للمشكلة الفلسطينية فلنراجع معا ما شملته الوثيقة عنها.
ومع الأسف سمعت ان مجلس الوزراء الأردني يقول
انه غير ملتزم بالوضع لا معنويا ولا بالمبادئ التي تناولتها هاتان الوثيقتان.. رجعنا ثانيا الى المزايدات العربية.. مع اننا قدمنا الضفة الغربية للملك حسين ليتولى المسؤولية عنها. فلنبحث ماذا تقول الوثيقة عن فلسطين.
الملك حسين مدعو الى تولي مسؤولياته على الضفة الغربية، مصر مدعوة لتولي مسؤوليتها على قطاع غزة، كما كان الحال قبل 1967. ومع ذلك يخرج مجلس الوزراء الأردني ويقول ان قضية فلسطين والمصير. ورغم انني لم ارجع الى الملك حسين في الاتفاقية ولم يكن هناك ما يدعو الى أن أعود اليه، فقد كانت الضفة الغربية تحت ادارة الملك حسين عام 67 وكانت غزة تحت الإدارة المصرية وقت حرب 67، وقد استولت عليهما إسرائيل، ولذلك دعوت الملك حسين لتولي مسؤولياته وكذلك أن تتولى مصر مسؤوليتها على غزة، وبذلك نجنب الشعب الفلسطيني المعاناة التي يعانيها الآن.
لا زلنا نعيش المزايدات العربية بكل اسف دون نظر الى جوهر الأمور. فلنراجع ما اتفقت عليه بالنسبة لقضية فلسطين.. كما تعلمون جميعا الضفة الغربية وغزة واقعتان تحت الاحتلال الإسرائيلي والحكم العسكري الإسرائيلي. وأبعد من هذا، فقد طالب الإسرائيليون بحق السيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما جعلني أمام الرئيس كارتر وأمام بيغن في كامب ديفيد.. قلت لكارتر (الراجل ده، بيغن، لا حقوق له على الضفة الغربية ولا غزة ولا للملك حسين ولا لمصر اي حقوق على الضفة الغربية وغزة، وإنما هما من حق الفلسطينيين الذين يعيشون عليها، اذ السيادة لأصحاب الأرض). وقد وافقني الرئيس كارتر في الحال وأمام بيغن. وقد اعلنت هذا في الكونغرس وأعلنته امام السفراء العرب وفي كل مكان، وسوف اعود لإعلان ذلك بعد عودتي لمصر بإذن الله.
انكم تعرفون عني انني لست الذي يقوم باتفاقيات سرية.. وقد تكون السرية ضرورية اثناء العمل، ولكن بعد ان ينتهي العمل تنتهي السرية.. يعلن كل شيء ويوضع امام الملأ، ولو لم يحدث هذا من جانبي فإنه سوف يحدث بالتأكيد من جانب اميركا او من جانب إسرائيل. فلماذا لا نجعل المسائل واضحة، خصوصا وأنها تتفق مع طبيعتي لانني دائما واضح وأقول هذا ممكن وهذا غير ممكن.. اذاً لنحسب معا الأرباح والخسائر:
1 - الفلسطينيون على الضفة الغربية وغزة واقعون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
2 - اسرائيل تسميها جوديا وسمريا كما جاء في التوراة وتدعي بالتالي حق السيادة عليها وتقول اكثر من هذا.. انها لن تسمح ابدا بقيام دولة فلسطينية، وإنه لا يمكن ان يقوم مجرد كيان. ولكن الاتفاقية تقول ان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة مدعوون الى انتخابات وفق نص ورد في الاتفاقية التي نشرت بالفعل. وهذا النص هو Full Authonomy اي الحكم الذاتي الكامل. ولعلكم تذكرون انه عندما جاء مناحم بيغن الى الإسماعيلية، في ديسمبر [كانون الأول] الماضي، قد جاء معه بمشروع يسمى Self-Rule. وبدلا من التعبير الأخير.. استبدل بتعبير الحكم الذاتي الكامل.. وذلك خلال فترة السنوات الخمس الانتقالية.
ويوم ان اوقع مع اسرائيل، بعد شهر أو شهرين، تسقط الحكومة العسكرية الإسرائيلية وتنتهي بالكامل من الضفة الغربية، ويقوم على الفور الحكم المسمى Full Authonomy بممثلين من الفلسطينيين ليتولوا ادارة شؤون انفسهم في الضفة الغربية وفي غزة وليس فقط الإدارة الحكومية.. وإنما قوة البوليس أيضا. ولقد نصت الاتفاقية ان يكون للأردنيين ايضا أن يشكلوا جزءا من القوة البوليسية.. لان هذا يواجه أمرا واقعا حيث أن 90 % من سكان الضفة الغربية وغزة قد حصلوا على الجنسية الأردنية وكذلك جواز سفر أردني.
[....] فذكرنا في الاتفاق تشكيل قوة البوليس تحت الإدارة الفلسطينية، ومصر تتولى مسؤولياتها في غزة والملك حسين يتولى مسؤوليته في الضفة الغربية.
3 - انهاء الحكومة العسكرية الإسرائيلية يوم التوقيع أي تنتهي معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
4 - تنسحب اسرائيل من الضفة الغربية الى نقاط محددة نتفق نحن وإسرائيل والأردن عليها، سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك ضمن موضوع الأمن. لأنكم تعلمون ان إسرائيل دائما تثير وتحتج على انسحابها بحجة الأمن.
وفعلا فإنه بالنسبة لمصر والجولان لا توجد مشاكل امن باستثناء الاتفاق على مناطق مجردة من السلاح او محدودة التسليح او غيره. ولكن بالنسبة للضفة
الغربية، يوجد وضع آخر. لانه مثلا من بلد اسمها قلقيلية والضفة الغربية تستطيع، وأنت تقف في قلقيلية، ان تشاهد البحر الأبيض. يعني بمعنى ان عمق اسرائيل امامك في هذه المنطقة المكان يكون لا شيء اي حوالي 7 او 8 أميال.. وحدث، في عام 1967، انه في هذا المكان ضربت تل ابيب وناتانيا مباشرة ولهذا ابديت استعدادي لدراسة مسألة الأمن هذه على الضفة الغربية.
ومع ذلك فقد قلت ان انسحاب اسرائيل الى نقط محددة لا بد ان تكون بالاتفاق معنا وبتحديدها مع الملك حسين وأنا.
وهذا كله واضح تماما في الاتفاقية. ثم ينتخب الفلسطينيون ممثليهم ليتولوا أمر انفسهم في الضفة وقطاع غزة خلال السنوات الخمس القادمة. اذاً، كما قلت لكم، بانتهاء الحكم العسكري الإسرائيلي ترفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة. وانسحاب اسرائيل الى نقط محددة لا يخرجون منها الا في حالة حفظ الأمن ولكن لا يقتربون من الناس.
5 - حكم ذاتي كامل حالا وخلال الخمس سنوات المقبلة، ويحكمون انفسهم بأنفسهم ولهم في ذلك شكل الوزارات من صحة وتعليم .. كل ما هناك انني في قطاع غزة للإشراف والملك حسين كذلك للإشراف ولكن الحكم للفلسطينيين سكانها.. فإذا ما حدث شيء فنحن نتولى الأمر مع الإسرائيليين.
وأحب أن الفت نظركم انني عندما كنت أصلي في المسجد الأقصى صلاة العيد الكبير عقب المبادرة التي قمت بها إلى القدس. . لا اخفي عليكم جاء الينا فيض من أهلنا من بناتي وأولادي من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس بمسجد قبة الصخرة وسألوني متى تنتهي معاناتنا. مضت سنوات عشر ولم يأت الينا احد غيرك، عشر سنوات وأولادنا وأخوتنا وأزواجنا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية انهم بالآلاف.. قالوا لي: ليكفوا عن التجارة بنا .. يقصدون منظمة التحرير. صاحوا ليكفوا عن التجارة بنا.. لقد صاحت النساء في قبة الصخرة، وكان ذلك بعد صلاتي مباشرة في العيد الكبير .. قالت النساء الفلسطينيات هذا الكلام ولقد سمعه منهم كل من كان معي بطرس غالي وحسن التهامي، وسمعوا هذا الكلام .. اذاً عندما تضم هذه الاتفاقية انهاء الاحتلال العسكري وبدء الحكم الذاتي وانسحاب اسرائيل إلى نقاط محددة، وأول شيء سيكون هو
أمر اولادنا المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
اذاً، لنبحث ماذا يحدث بعد السنوات الخمس؟
[....] لقد أثبت في الوثيقة للفلسطينيين ما استطعت عليه، ومن يستطيع من الآخرين ان يأتي بأحسن من هذا أو افضل فليتفضل وسأتبعه وأقول له انا وراءك.
بالنسبة لمصر وانسحاب اسرائيل، فان الاتفاقية تشمل انسحاب اسرائيل بالكامل من سيناء وعودة السيادة المصرية عليها والعودة الى الحدود الدولية بين مصر وفلسطين.
باقي موضوع واحد هو المستوطنات. كان فيه موضوع آخر وهو موضوع المطارات، ولكن قام الرئيس كارتر بحله على النحو التالي: عندما اراد الإسرائيليون ان يطلبوا مني تسهيلات فيها رفضت ذلك تماما.. وقلت لهم ابدا .. فاقترح كارتر ان تقوم اميركا ببناء مطارين مقابلين لهما على نفقة أميركا على أرض إسرائيل. وذلك بدلا من المطارين اللذين بنتهما اسرائيل في رفح. وعلى هذا تعهد كارتر ان تبني لها أميركا مطارين في مواجهتهما على الأرض الإسرائيلية من الناحية الأخرى على نفقتها. وبذلك انتهت مشكلة المطارات.
أما بالنسبة للمستوطنات، فقد قلت لهم في الكونغرس هذا الصباح وبكل صراحة، انه لو لم يوافق الكنيست على انهاء وضع المستوطنات الإسرائيلية على أرضنا فلا اتفاق بيننا. ومعنى هذا ان يسقط كل اتفاق بيننا.. وعلى هذا فقد ادرج في الاتفاق ان موقف مصر من هذه المستوطنات هو ان ازالتها أمر ضروري ومسبق لتوقيع الاتفاق مع اسرائيل..
وعلى ذلك، فإنه إذا لم يوافق الكنيست، خلال خمسة عشر يوما، على ازالة هذه المستعمرات وسحب المستوطنين فيها من على الأرض المصرية فلا اتفاق بيننا، لا الاتفاق الأول ولا الثاني. وعلى ذلك فالمتوقع ان يوافق الكنيست على ذلك. اذ ليس من المعقول ان تقف المستوطنات، وعدد المستوطنين فيها جميعا لا يزيد عن ألفين، عقبة في طريق السلام. وبذلك لا نعود كل فترة خمس سنوات تقريبا لنبعت بأبنائنا الى حروب بلا نتيجة. ولو كانت لها نتيجة لظللت أحارب عشرة أو عشرين عاما، ولكنها معارك بلا نتيجة. فلا هم بقادرين ان يفرضوا علينا ارادتهم، ولا نحن قادرون ان نفرض عليهم ارادتنا. لقد كانت حرب اكتوبر مثالا آخر على ذلك،
فقد تدخل الاميركيون. وفي هزيمة 67 المنكرة لم يستطيعوا هم ان يفرضوا أي نتائج سياسية علينا. اذاً هي معارك مستمرة بلا نتائج، يذهب ضحيتها أبناؤنا مرة كل خمس سنوات أو نحو ذلك.
واليوم، في ظل الحل السلمي، تعود ارضنا تحت سيادتنا. الانسحاب على مرحلتين: الأولى العريش - رأس محمد .. والثانية الانسحاب الكامل فهل ارفض هذا وأقول ان الرافضين لا يريدون ان اقبل ذلك. كما حدث عند فك الاشتباك الثاني عندما طالبت بالمضايق والبترول.. خرج من العرب من خرج ليقول كيف يقبل السادات هذا .. وهذا شيء غريب حقا، فهل أرفض؟ ولماذا أرفض .. ان استعيد كل ما يمكنني ان استعيده؟.. واليوم يتكرر منهم نفس الشيء.. امامي ان استعيد ارضي كاملة حتى الحدود الدولية وبحق السيادة كاملة وبلا أدنى شروط .. فهل اقول لا؟
لا يمكن أن أرفض ذلك.. لانني ضنين بكل نقطة دم يبذلها أبنائي، خاصة وانهم قد أثبتوا في حرب اكتوبر أمام العالم تفوقهم. ثم يجب ألا ننسى انه لولا حرب اكتوبر لما كان يمكن ان يجري مثل هذا الاتفاق الذي يجري الان. فعندما كنا جثة هامدة ما كان أحد ليسأل فينا، وإنما عندما خضنا حربا الكترونية وحرب صواريخ لم تخضها حتى الآن الدول العظمى ذاتها. فكل هذه أمور استجدت بعد الحرب العالمية الثانية..
ولذلك فانني لن أغالي بأي مزايدات. فان مصر وهي تعاني ما تعانيه، ولعلكم لا تعلمون اننا نحتفظ حاليا وحتى الان بـ 750 ألف جندي تحت السلاح، ويكفي أن تعلموا ان الوحيدين في العالم الذين يحتفظون بأكثر من نصف مليون جندي في العالم غيرنا هم القوتان العظميان وحدهما، اميركا وروسيا. واضطررت، رغم كل المشاكل والمصاعب، ان احتفظ بثلاثة ارباع مليون جندي تحت السلاح.
وإنني لأعلن عليكم الآن انه بعد عودتي سوف أستعرض أمام العالم الجيشين الثاني والثالث ليعرف العالم ما هي قوتنا، برغم معركة اكتوبر وبرغم انني لم استعوض دبابة أو سلاحا مما فقدناه في تلك الحرب.. ولكن سوف يظهر أمام العالم كله، ويشاهد ما هي قوة مصر برغم عدم الاستعواض .. ولكن سيظهر أمام العالم ما هي قوة مصر رغم عدم الاستعواض.. اسرائيل استعوضت من اميركا.. سورية استعوضت من روسيا.. ونحن لم نستعوض،
ومع ذلك فسوف يشاهدون قوتنا العسكرية ..
وسأبعث الى سيناء بكتائب للتعمير وكل الأرض التي سنتسلمها. وقد وجدوا في العريش كميات هائلة من الغاز.. كميات خرافية .. وأمام الطور سيصل انتاجنا من البترول، في هذه المنطقة وحدها، ما يكفى ان ننضم الى منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) .. إذ سيبلغ انتاجنا مليون برميل يوميا.. ليس هذا في علم الغيب او يجري عنه الكشف [....]
. . . . . . . . .
وبعد نزولي من هنا، بإذن الله، وعودتي الى القاهرة، سأقوم بعملية تغيير شامل، بدءا من الوزارة الى المحافظين الى فروع النشاط .. فبعد أن فرغنا من مرحلة التحرير لم يعد أمامنا من مجال لنبعث بأبنائنا ليموتوا في سيناء كل خمس سنين مرة .. انتهت هذه المعركة. نتجه بكل قوانا الى التعمير .. حتى القوات التي سوف تسرح من القوات المسلحة فسوف اخرجها بعتادها لتنجز وتعد الأرض في أقصر وقت ممكن.
نحن مقبلون على عملية تغيير كاملة شاملة .. الروتين.. الثورة الإدارية .. وكل المتاعب التي عانينا منها في الماضي، وذلك عقب وصولي الى القاهرة لنبدأ عملية ديمقراطية سليمة .. وما من انسان في مصر يتعرض الان لأي لون من الاعتداء على شخصه أو ممتلكاته .. فلا معتقدات ولا وضع امواله تحت الحراسة، ولا بد ان تعلموا بذلك من اتصالكم بأهلكم.
فيما غير ذلك، فانني اعتبر ان اجتماع كامب ديفيد .. اود ان اذكر أن الرئيس كارتر كان على مستوى المسؤولية وأكثر .. ولا استطيع ان اذكر شيئا عن هذا الرجل سوى انه صديق عزيز وحبيب لمصر في كل ما تريد وبكل سلطات وإمكانيات القوة الأولى في هذا العالم وضعها تحت تصرف مصر .. وهو رجل ذو مبادئ وخلق وليس رجل مزايدات او مناورات.
وفي أثناء مروري إلى هنا التقيت بالرئيس جيسكار ديستان، واجتمعنا لمدة 3 ساعات أو 4 ساعات، وعلاقتنا معا كمثل علاقتنا بكارتر واكثر.. ولقد اتخذت مصر وضعها تماما كبلد ذات حضارة وتاريخ في منطقتنا أمام العالم ..
ولعلكم رأيتم أمس في الاجتماع المشترك الذي حضرته مع الرئيس كارتر ومناحم بيغن في الكونغرس.
كيف كان استقبال الناس. انكم تعلمون ان مثل هذا الاستقبال لم يكن موجها لشخصي بقدر ما هو موجه إلى مكانة مصر.
ونحن نتوقع في المستقبل مزيدا من المزايدات [....]
وأدعو الله أن أراكم مرة اخرى في بلادنا، ولتبق مصر دائما عزيزة كريمة .. كريمة عزيزة على ابنائها .. ولا مساس ابدا بكرامة الإنسان فيها. ولا بد لكل انسان ان يكون آمنا على ما يملكه لكي يسعد ويبني للأجيال القادمة ما دامت الدولة تأخذ حقها لتستطيع ان تعيد بناء مصر.
ويكفى أن نقول انه في خلال الفترة القليلة الماضية التي أعلنا خلالها سياسة الانفتاح، يمكنني أن اقول لكم ان نتائج الانفتاح غير معقولة، ولا يمكن حسابها وفق ما يقوم به الاقتصاديون ابدا .. لانكم لو رأيتم نتيجة هذا الانفتاح في مصر لدهشتم. ولكن كل ما أريده ان احول هذا إلى أكبر قاعدة عريضة ولا عودة إلى الوراء، اي عودة الى الأصنام ما قبل 23 يوليو.. لقد قمت باستفتاء شعبي امام الدنيا كلها. وسنفعل كل ما بوسعنا لكي يحقق ابناؤنا ذاتهم ولأجيالهم المقبلة.
وردا على سؤال لاحد المهاجرين المصريين اوضح الرئيس انه بالنسبة لسيناء سيكون الوضع كالآتي: نجد ان الاتفاقية من سنتين الى ثلاث، لماذا؟.. لانه عندما طلب الإسرائيليون تسهيلات في المطارات التي بنوها .. وقلت لهم آسف .. مستحيل .. لا تسهيلات من أي شكل ولا لأي شيء على الأراضي المصرية .. عندئذ اعلن كارتر استعداده على الفور لان يحل هذه المشكلة ببناء مطارين على الأرض الإسرائيلية في موقع مواجه لكل من المطارين اللذين تتركهما اسرائيل في سيناء. وقد تحدد للانتهاء من المطارين الجديدين مدة سنتين. ومن هنا جاءت مدة العامين اللذين سيتم فيهما الانسحاب الإسرائيلي الكامل تماما من عامين الى ثلاثة على الأكثر. ومثل هذا الوقت ليس مشكلة ولا يحسب عمرا.
أما بالنسبة لوجود القوات فانه بعد حرب اكتوبر قد حدث الآتي: عندما جاء وايزمن يتباحث مع الفريق اول عبد الغني الجمسي وأخذ وايزمن يحسب حسبته فوجدها (خرمت). وفي أثناء الكلام قال وايزمن للفريق أول الجمسي: انكم في حرب اكتوبر كنتم في غرب القناة - وأمامكم القناة مانع مائي لا يوجد في التاريخ العسكري مثيل له، ووراءها خط بارليف،
ومع ذلك استطعتم اجتياز ذلك في 6 ساعات. فما بالكم وأنتم في سيناء، فان وصولكم الينا وبمستوى الأداء الذي قدمتموه في حرب اكتوبر، سوف تتمكنون من الوصول إلينا في 6 ساعات تكونون داخل اسرائيل.
فاقترحت ان تكون قواتي الضاربة التي تخص الهجوم .. تكون على المضايق، وذلك لأطمئن الإسرائيليين. اما فيما غير ذلك، فتوجد دوريات حدود وهي موجودة بالاتفاقية. وجود 4 كتائب دوريات حدود.
وقد قلت لبيغن أمام كارتر في كامب ديفيد وحتى تكون ضمانا لا تبعثوا إلينا "بالحشيش" كعادتكم بمصر.
[وقال ردا على سؤال حول القدس:] وبالنسبة للقدس، انها بين الأمور التي لم نتفق عليها تماما، ولم تضمها الاتفاقية. وكما قلت في الكونغرس في مجلس الشيوخ ومجلس النواب اليوم، لقد قلت لكارتر، يوم الأحد الأخير لاجتماع كامب ديفيد: لنجعل هذا الجزء منفصلا .. لان هذا لا يلبي طلباتنا. ثم انا غير مؤهل لأتحدث وحدي عن القدس. لا بد ان يكون معي الملك حسين، لان القدس جزء من الضفة الغربية. وكان هذا قرارا مني ومن اميركا امام بيغن: ان القدس جزء من الضفة الغربية.
أما الأمر الثاني، فلا بد ان يكون الملك حسين والفلسطينيون، اصحاب الأرض، أطرافا في مناقشة مشكلتهم.
بالنسبة لمشكلة القدس، امامنا جزء كبير. ولقد تقدمت، في اليوم التالي لوصولي الى كامب ديفيد، بمقترحات حول القدس. بحيث لا يعاد تقسيمها مرة اخرى، وبحيث يكون في القسم العربي ادارة عربية، وفي القسم الإسرائيلي ادارة اسرائيلية، وفوقهما بلدية مشتركة من الاثنين للنظر في شؤون المدينة ككل.
**********************************************
المصدر: موسوعه مقاتل من الصحراء على شبكه الانترنت 

This site was last updated 07/04/08