Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ميلاد القديسة العذراء

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ظهور العذراء قديماً
فى مدرسة قبطية
ظهور مريم بأبى سيفين
ظهورها بأدفو
ظهورها بشبرا
ظهورها 8و9و10و11
ظهورها فى أسيوط
الظهور الثانى بأسيوط
أغرب معجزة للعذراء
العذراء وفريدة الزمر
تعدد أماكن الظهورات الورانية
ظهور العذراء للأنبارويس
صوم العذراء
ولادة العذراء
ظهورها بالوراق
العذراء المتألمة
تاريخ الظهورات
ظهور العذراء بنجع حمادى
ظهور العذراء بالزيتون
أطياف نورانية بقرية كودية
ظهورها بطنطا وفاقوس
ظهور العذراء فى العالم
صفحة فهرس العائلة المقدسة

Hit Counter

 

ميلاد القديسة العذراء  ( 1 بشــنس) بحسب السنكسار القبطى الطبعة الحديثة (تاريخ الكنيسة )

في مثل هذا اليوم نعيد بميلاد البتول الطاهرة مرتمريم والدة الإله التي منها كان الخلاص لجنس البشر . ولدت هذه العذراء بمدينة الناصرية حيث كان والداها يقيمان ، وكان كليهما متوجع القلب لأنه لم يكن يستطيع أن يقدم قربانا لله لأنه لم ينجب أولادا فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أرسل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها حينما كان قائما في الجبل يصلي بقوله : " ان الرب يعطيك نسلا يكون منه خلاص العالم " فنزل من الجبل لوقته موقنا ومصدقا بما قاله له الملاك وأعلم زوجته حنة بما رأي وسمع ففرحت وشكرت الله ونذرت نذرا أن الذي تلده يكون خادما لله في بيته كل أيام حياته وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم التي أصبحت ملكة نساء العالمين . وبها نلنا النعمة شفاعتها تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

**********************************************************************************************

قداسة العذراء وأعيادها فى الكنيسة القبطية

 مقالة بعنوان " العذراء " بقلم‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس أسقف الدرسات والبحث العلمى " نشرت فى جريدة وطنى بتاريخ  20/8/2006م السنة 48 العدد 2330 قال فيها :

في‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏مسري‏,‏ويقابل‏ ‏الثاني‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏,‏حيث‏ ‏تعيد‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏ ‏بفطر‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏وهو‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏عيد‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏محمولا‏ ‏علي‏ ‏أجنحة‏ ‏الملائكة‏,‏بعد‏ ‏أن‏ ‏رقدت‏ ‏رقاد‏ ‏الموت‏,‏بثلاثة‏ ‏أيام‏.‏وهو‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏سبعة‏ ‏أعياد‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏,‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏عيد‏ ‏ظهورها‏ ‏بالزيتون‏,‏الذي‏ ‏أضيف‏ ‏رسميا‏ ‏إلي‏ ‏قائمة‏ ‏أعيادها‏,‏وسجل‏ ‏بالسنكسار‏ ‏ليقرأ‏ ‏بالكنيسة‏ ‏في‏ ‏يوم‏ 24 ‏برمهات‏,‏ويقابل‏ ‏الثاني‏ ‏من‏ ‏أبريل‏.‏
هذه‏ ‏الأعياد‏ ‏السبعة‏ ‏هي‏ ‏كما‏ ‏يلي‏:‏
‏1- ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏بميلادها‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 7 ‏من‏ ‏مسري‏.‏
‏2- ‏عيد‏ ‏ميلادها‏,‏ويقع‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏بشنس‏.‏
‏3- ‏عيد‏ ‏تقديمها‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ ‏طفلة‏ ‏في‏ ‏الثالثة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 3 ‏من‏ ‏كيهك‏.‏
‏4- ‏عيد‏ ‏دخولها‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏,‏مع‏ ‏ابنها‏ ‏الإلهي‏,‏وخطيبها‏ ‏يوسف‏ ‏البار‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 24 ‏من‏ ‏بشنس‏.‏
‏5- ‏عيد‏ ‏نياحتها‏ ‏أو‏ ‏خروجها‏ ‏من‏ ‏الجسد‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 21 ‏من‏ ‏طوبة‏.‏
‏6- ‏عيد‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 16 ‏من‏ ‏مسري‏.‏
‏7- ‏عيد‏ ‏العذراء‏ ‏حالة‏ ‏الحديد‏,‏ومعجزة‏ ‏إنقاذها‏ ‏للقديس‏ ‏متياس‏ ‏الرسول‏,‏بصلواتها‏ ‏التي‏ ‏أذابت‏ ‏الحديد‏,‏ويقع‏ ‏في‏ 21 ‏من‏ ‏بؤونة‏.‏
وإذا‏ ‏كانت‏ ‏الكنيسة‏ ‏تحتفل‏ ‏بنياحة‏ ‏العذراء‏ ‏وخروج‏ ‏روحها‏ ‏من‏ ‏جسدها‏,‏بالموت‏,‏في‏ 21 ‏من‏ ‏طوبة‏,‏فكان‏ ‏منطقيا‏ ‏أن‏ ‏تحتفل‏ ‏بعيد‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏في‏ 24 ‏من‏ ‏طوبة‏,‏لا‏ ‏في‏ 16 ‏من‏ ‏مسري‏,‏إذ‏ ‏أن‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏قد‏ ‏تم‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الثالث‏ ‏من‏ ‏وفاتها‏,‏وإن‏ ‏كان‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏لم‏ ‏يشهدوا‏ ‏هذا‏ ‏الصعود‏ ‏بعيونهم‏,‏وقتئذ‏.‏
أما‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏مسري‏,‏فهو‏ ‏في‏ ‏الواقع‏ ‏عيد‏ ‏التثبت‏ ‏من‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏,‏وذلك‏ ‏بأن‏ ‏رأي‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏بعيونهم‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏,‏جسدها‏,‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏صوم‏ ‏وصلاة‏.‏فتحقق‏ ‏بهذه‏ ‏الرؤيا‏ ‏العيانية‏ ‏وعد‏ ‏المسيح‏ ‏لهم‏ ‏بذلك‏.‏فصار‏ ‏صعود‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏حقيقة‏ ‏دينية‏ ‏مؤكدة‏,‏وثابتة‏,‏بالرؤيا‏ ‏العيانية‏,‏التي‏ ‏تمت‏ ‏للآباء‏ ‏الرسل‏ ‏يقينا‏,‏في‏ 16 ‏من‏ ‏مسري‏.‏
وعلي‏ ‏ذلك‏,‏فالصوم‏ ‏المعروف‏ ‏بصوم‏ ‏العذراء‏,‏والذي‏ ‏ينتهي‏ ‏بعيد‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏قد‏ ‏صامه‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏,‏تلاميذ‏ ‏المسيح‏,‏وفي‏ ‏نهايته‏ ‏تجلي‏ ‏لهم‏ ‏جسدها‏ ‏المقدس‏...‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ذاتها‏ ‏قد‏ ‏صامت‏,‏في‏ ‏حياتها‏,‏كثيرا‏,‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏بعد‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏تعاني‏ ‏آلاما‏ ‏كثيرة‏ ‏من‏ ‏اليهود‏ ‏الذين‏ ‏اضطهدوها‏,‏وأتعبوها‏ ‏بمضايقات‏ ‏متنوعة‏,‏وكانت‏ ‏هي‏ ‏تمضي‏ ‏إلي‏ ‏قبر‏ ‏ابنها‏ ‏وحبيبها‏ ‏تتعبد‏ ‏وتصلي‏,‏وكذلك‏ ‏كانت‏ ‏تصنع‏ ‏فترة‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏ (‏أعمال‏ ‏الرسل‏1:14),‏وفي‏ ‏بيت‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏الذي‏ ‏أخذها‏ ‏كأمر‏ ‏المسيح‏,‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏,‏إلي‏ ‏بيته‏,‏إذ‏ ‏قال‏ ‏له‏:‏هوذا‏ ‏أمك‏.‏ومن‏ ‏تلك‏ ‏الساعة‏ ‏أخذها‏ ‏التلميذ‏ ‏إلي‏ ‏خاصته‏ (‏يوحنا‏19:27).‏
ولقد‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏تقضي‏ ‏كل‏ ‏وقتها‏ ‏في‏ ‏العبادة‏ ‏والصلاة‏,‏وكانت‏ ‏تمارس‏ ‏الصوم‏,‏مكرسة‏ ‏كل‏ ‏طاقاتها‏ ‏لحياة‏ ‏التأمل‏ ‏الخالص‏.‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏لها‏ ‏عمل‏ ‏آخر‏ ‏غير‏ ‏تقديس‏ ‏ذاتها‏,‏وتكميل‏ ‏نفسها‏ ‏بالرياضات‏ ‏الروحانية‏ ‏العالية‏,‏بعد‏ ‏أن‏ ‏نالت‏ ‏مع‏ ‏الرسل‏,‏موهبة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الخمسين‏ (‏أعمال‏ ‏الرسل‏1:14,13),(2:1-4).‏والمعروف‏ ‏أن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏لم‏ ‏تمارس‏ ‏عملا‏ ‏من‏ ‏أعمال‏ ‏الكهنوت‏,‏كما‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏الدسقولية‏ (‏تعاليم‏ ‏الرسل‏):‏النساء‏ ‏لا‏ ‏يعمدن‏.‏ونحن‏ ‏نعلمكم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الفعل‏ ‏خطيئة‏ ‏عظيمة‏ ‏لمن‏ ‏يفعله‏,‏وهو‏ ‏مخالف‏ ‏للشريعة‏...‏لأنه‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏يتعمد‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏امرأة‏ ‏لكان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏يتعمد‏ ‏من‏ ‏أمه‏ (‏باب‏20).‏
وقد‏ ‏أحبتها‏ ‏نساء‏ ‏وبنات‏ ‏أخريات‏,‏منهن‏ ‏صويحباتها‏ ‏اللائي‏ ‏عرفنها‏ ‏في‏ ‏حياتها‏,‏وأثناء‏ ‏وجود‏ ‏المسيح‏ ‏ابنها‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏منهن‏:‏مريم‏ ‏المجدلية‏,‏وحنة‏ ‏زوجة‏ ‏خوزا‏ ‏أمين‏ ‏خزانة‏ ‏هيرودس‏ ‏وسوسنة‏ ‏وأخريات‏ ‏كثيرات‏ (‏لوقا‏8:3,2),(23:55,49),(24:10) ‏ثم‏ ‏انضم‏ ‏إليهن‏ ‏عدد‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏العذاري‏,‏ممن‏ ‏عشقن‏ ‏حياة‏ ‏البتولية‏,‏والعفة‏ ‏الكاملة‏,‏تبعن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏واتخذنها‏ ‏رائدة‏ ‏لهن‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏,‏والعبادة‏,‏والتكريس‏ ‏التام‏ ‏بالروح‏ ‏والنفس‏ ‏والجسد‏.‏وقد‏ ‏تألفت‏ ‏منهن‏,‏بقيادة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏أول‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏المتبتلات‏ ‏المتعبدات‏,‏عرفن‏ ‏بـعذاري‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏,‏عشن‏ ‏حياة‏ ‏الرهبنة‏ ‏بغير‏ ‏شكل‏ ‏الرهبنة‏,‏وكن‏ ‏يعتزلن‏ ‏أحيانا‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏هادئة‏ ‏بعيدة‏ ‏عن‏ ‏صخب‏ ‏الحياة‏ ‏وضجيجها‏,‏رغبة‏ ‏في‏ ‏الانصراف‏ ‏إلي‏ ‏الله‏,‏في‏ ‏تعبد‏ ‏خالص‏.‏
ولقد‏ ‏صارت‏ ‏هذه‏ ‏الجماعة‏ ‏معروفة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأولي‏,‏حتي‏ ‏أن‏ ‏المعجبات‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏والبنات‏ ‏بمثل‏ ‏هذه‏ ‏الخلوات‏ ‏الروحية‏,‏كن‏ ‏يلحقن‏ ‏بالعذاري‏ ‏العفيفات‏,‏ويمارسن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏,‏بالتقشف‏ ‏والنسك‏,‏في‏ ‏تلك‏ ‏الأماكن‏ ‏الهادئة‏,‏ولربما‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏السبب‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏تصومه‏ ‏الكثيرات‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏,‏بزهد‏ ‏ونسك‏ ‏كثير‏,‏ويمتنعن‏ ‏فيه‏ ‏عن‏ ‏أكل‏ ‏الزيت‏,‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏أصوام‏ ‏المرتبة‏ ‏الأولي‏.‏بل‏ ‏وكثير‏ ‏من‏ ‏الرجال‏ ‏أيضا‏ ‏صاروا‏ ‏يصومون‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏صوما‏ ‏نسكيا‏ ‏بالامتناع‏ ‏حتي‏ ‏عن‏ ‏الزيت‏ ‏أي‏ ‏يصومونه‏ ‏علي‏ ‏الماء‏ ‏والملح‏,‏نظرا‏ ‏لما‏ ‏للمرأة‏ ‏من‏ ‏أثر‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏المسيحي‏ ‏علي‏ ‏أولادها‏ ‏وزوجها‏.‏
ولقد‏ ‏استمر‏ ‏نظام‏ ‏العذاري‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏المسيحية‏,‏وصار‏ ‏للعذاري‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏قسم‏ ‏خاص‏ ‏بهن‏ ‏يسمي‏ ‏خوروس‏ ‏العذاري‏ ‏أو‏ ‏صف‏ ‏العذاري‏,‏وقد‏ ‏بدأ‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأولي‏,‏واستمر‏ ‏كذلك‏ ‏إلي‏ ‏ما‏ ‏بعد‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏,‏وفي‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏دخلت‏ ‏كثيرات‏ ‏من‏ ‏المتبتلات‏ ‏أو‏ ‏المترملات‏ ‏في‏ ‏نظام‏ ‏الرهبنة‏,‏وصرن‏ ‏يعرفن‏ ‏بالراهبات‏,‏ومهما‏ ‏يكن‏ ‏من‏ ‏أمر‏ ‏فالعذراء‏ ‏مريم‏ ‏هي‏ ‏الرائدة‏ ‏الأولي‏ ‏لنظام‏ ‏العذاري‏ ‏وبالتالي‏ ‏لنظام‏ ‏الراهبات‏.‏
إن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏هي‏ ‏بغير‏ ‏منازع‏ ‏فخر‏ ‏العذاري‏,‏وهي‏ ‏تاج‏ ‏البتولية‏ ‏وهي‏ ‏دون‏ ‏جميع‏ ‏العذاري‏ ‏ستظل‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏تجمع‏ ‏بين‏ ‏كونها‏ ‏الأم‏ ‏ثم‏ ‏العذارء‏ ‏في‏ ‏آن‏ ‏واحد‏,‏لأنها‏ ‏ولدت‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏,‏وهي‏ ‏عذراء‏,‏وظلت‏ ‏بعد‏ ‏ولادته‏ ‏عذراء‏ ‏إذن‏ ‏هي‏ ‏العذراء‏ ‏دائما‏ ‏وكل‏ ‏حين‏.‏هي‏ ‏العذراء‏ ‏دائمة‏ ‏البتولية‏ ‏والبكارة‏,‏هي‏ ‏العذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام.

*****************************************

جريدة وطنى بتاريخ 12/8/2007م السنة 49 العدد 2381  عن مقالة بعنوان [ القديسة‏ ‏حنة‏ ‏والبشارة‏ ‏بميلاد‏ ‏مريم‏ ‏العذراء ] للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
الإنجيل‏ ‏المأخوذ‏ ‏من‏ ‏الأصحاح‏ ‏الرابع‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏إنجيل‏ ‏معلمنا‏ ‏مرقس‏ ‏البشير‏,‏يذكر‏ ‏عمل‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏سكبت‏ ‏الطيب‏ ‏علي‏ ‏رأس‏ ‏المخلص‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏سمعان‏ ‏الأبرص‏,‏وهذه‏ ‏المرأة‏ ‏في‏ ‏الواقع‏ ‏هي‏ ‏مريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازر‏ ‏وهي‏ ‏قصة‏ ‏تختلف‏ ‏عن‏ ‏قصة‏ ‏المرأة‏ ‏الخاطئة‏,‏التي‏ ‏ذرفت‏ ‏الدموع‏ ‏علي‏ ‏رجلي‏ ‏المخلص‏,‏وسكبت‏ ‏أيضا‏ ‏علي‏ ‏جسده‏ ‏الطيب‏ ‏وكانت‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏سمعان‏ ‏آخر‏,‏هو‏ ‏سمعان‏ ‏الفريسي‏,‏فلا‏ ‏نخلط‏ ‏بين‏ ‏القصتين‏ ‏وبين‏ ‏الواقعتين‏.‏إن‏ ‏مريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازر‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏سكبت‏ ‏الطيب‏ ‏علي‏ ‏رأس‏ ‏المخلص‏ ‏مبتهجة‏ ‏ومتهللة‏,‏وتكريما‏ ‏لسيدها‏ ‏الذي‏ ‏أقام‏ ‏أخاها‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏,‏وكان‏ ‏لعازر‏ ‏أحد‏ ‏المتكئين‏ ‏أو‏ ‏أحد‏ ‏الجالسين‏ ‏إلي‏ ‏المائدة‏,‏ويبدو‏ ‏أن‏ ‏سائر‏ ‏التلاميذ‏ ‏انساقوا‏ ‏إلي‏ ‏منطق‏ ‏يهوذا‏,‏فتذمروا‏ ‏جميعا‏ ‏علي‏ ‏المرأة‏ ‏لأنها‏ ‏سكبت‏ ‏هذا‏ ‏الطيب‏ ‏الغالي‏ ‏الثمن‏ ‏وقالوا‏ ‏لماذا‏ ‏هذا‏ ‏الإتلاف‏,‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يباع‏ ‏هذا‏ ‏الطيب‏ ‏بأكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثمائة‏ ‏دينار‏ ‏ويعطي‏ ‏للفقراء‏.‏وما‏ ‏كان‏ ‏يهوذا‏ ‏يشفق‏ ‏علي‏ ‏الفقراء‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏يوحنا‏ ‏وهو‏ ‏زميله‏ ‏بين‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏,‏قال‏ ‏يوحنا‏:‏قال‏ ‏يهوذا‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يبالي‏ ‏بالفقراء‏ ‏بل‏ ‏لأن‏ ‏الصندوق‏ ‏كان‏ ‏عنده‏ ‏وكان‏ ‏يحمل‏ ‏ما‏ ‏يلقي‏ ‏فيهيوحنا‏ 6:12‏وهذا‏ ‏تقرير‏ ‏مؤلم‏ ‏من‏ ‏يوحنا‏ ‏عن‏ ‏يهوذا‏ ‏أما‏ ‏مخلصنا‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏فدافع‏ ‏عن‏ ‏المرأة‏ ‏وعن‏ ‏صنيعها‏ ‏وقال‏ ‏لاتزعجوا‏ ‏المرأة‏,‏لاتزعجوها‏ ‏إنها‏ ‏صنعت‏ ‏بي‏ ‏صنيعا‏ ‏حسنا‏,‏لأن‏ ‏الفقراء‏ ‏عندكم‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏أما‏ ‏أنا‏ ‏فلست‏ ‏عندكم‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏مشيرا‏ ‏بهذا‏ ‏إلي‏ ‏صعوده‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏التي‏ ‏منها‏ ‏نزل‏,‏وقال‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏بصنيعها‏ ‏هذا‏ ‏ضمخت‏ ‏جسدي‏ ‏لتكفننيمت‏26:12‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الإنجيل‏ ‏الذي‏ ‏يتلي‏ ‏في‏ ‏عشية‏ ‏أحد‏ ‏الشعانين‏,‏وكان‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏يتهيأ‏ ‏للآلام‏,‏لذلك‏ ‏هذا‏ ‏السبت‏ ‏سمي‏ ‏بسبت‏ ‏لعازر‏,‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏بعينه‏ ‏أيضا‏ ‏يتلي‏ ‏في‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏بشنس‏ ‏وهو‏ ‏عيد‏ ‏ميلاد‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏,‏وكأن‏ ‏الكنيسة‏ ‏باختيارها‏ ‏لهذا‏ ‏الفصل‏ ‏تلوح‏ ‏إلي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏صنعت‏ ‏بي‏ ‏صنيعا‏ ‏حسنا‏ ‏وحيثما‏ ‏يكرز‏ ‏بالإنجيل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العالم‏ ‏يخبر‏ ‏بما‏ ‏فعلته‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏إحياء‏ ‏لذكرها‏.‏
كنيستنا‏ ‏تختار‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏في‏ ‏عشية‏ ‏عيد‏ ‏ميلاد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏وعشية‏ ‏أعياد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏ومع‏ ‏أن‏ ‏القصة‏ ‏هي‏ ‏عن‏ ‏مريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازر‏,‏ولكن‏ ‏اختيار‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏عشية‏ ‏عيد‏ ‏ميلاد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏وفي‏ ‏سائر‏ ‏المناسبات‏ ‏الخاصة‏ ‏بالعذراء‏ ‏مريم‏,‏كأنها‏ ‏تلوح‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تسكب‏ ‏طيبا‏ ‏علي‏ ‏جسد‏ ‏المخلص‏ ‏وإ‏ ‏نما‏ ‏سكبت‏ ‏حياتها‏ ‏فما‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏خدم‏ ‏المسيح‏ ‏كما‏ ‏خدمته‏ ‏العذراء‏ ‏لأنها‏ ‏قبل‏ ‏الحبل‏ ‏به‏ ‏وأثناء‏ ‏حمله‏ ‏وأيضا‏ ‏طوال‏ ‏مدة‏ ‏رحلته‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏هي‏ ‏الخادمة‏ ‏الأولي‏ ‏لسر‏ ‏التجسد‏ ,‏والآباء‏ ‏الرسل‏ ‏الذين‏ ‏كتبوا‏ ‏الأناجيل‏ ‏رجعوا‏ ‏إلي‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏باعتبارها‏ ‏المصدر‏ ‏الأول‏ ‏الذي‏ ‏منه‏ ‏أخذوا‏ ‏كذلك‏ ‏قال‏ ‏القديس‏ ‏لوقا‏ ‏في‏ ‏إنجيله‏ :‏إذ‏ ‏قد‏ ‏تتبعت‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏الأول‏ ‏بتدقيق‏ ‏من‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏ ‏معاينين‏ ‏وخداما‏ ‏للكلمةلوقا‏ 1:3,2‏من‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏ ‏معاينا‏ ‏وخادما‏ ‏للكلمة؟العذراء‏ ‏مريم‏,‏هي‏ ‏أول‏ ‏مرجع‏ ‏رجع‏ ‏إليه‏ ‏القديس‏ ‏لوقا‏ ‏ولكن‏ ‏لماذا‏ ‏يتلي‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏عشية‏ ‏تذكار‏ ‏نياحة‏ ‏حنة‏ ‏أم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم؟
لابد‏ ‏لنا‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المناسبة‏ ‏أن‏ ‏نتكلم‏ ‏كلمات‏ ‏قليلة‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏الفاضلة‏ ‏القديسة‏ ‏التي‏ ‏أثمرت‏ ‏هذه‏ ‏الثمرة‏ ‏الصالحة‏ ‏المباركة‏ ‏وهي‏ ‏التي‏ ‏أنجبت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏والمعروف‏ ‏عن‏ ‏القديسة‏ ‏حنة‏ ‏أنه‏ ‏معترف‏ ‏بقداستها‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏.‏واسمها‏ ‏بالعبراني‏ ‏معناهحنان‏-‏فضل‏-‏نعمةوكانت‏ ‏كاسمها‏ ‏حنانا‏ ‏وفضلا‏ ‏ونعمة‏.‏كانت‏ ‏القديسة‏ ‏حنه‏ ‏حزينة‏ ‏لأنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏لها‏ ‏ولد‏ ‏أو‏ ‏ثمر‏,‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏يعد‏ ‏عارا‏ ‏خصوصا‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏الأيام‏ ‏حتي‏ ‏أليصابات‏ ‏قالتلينزع‏ ‏عاري‏ ‏بين‏ ‏الناسلو‏1:35‏عندما‏ ‏بشر‏ ‏زوجها‏ ‏بميلاد‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏العار‏ ‏مصحوبا‏ ‏بلعنة‏ ‏لذلك‏ ‏كان‏ ‏حزنها‏ ‏شديدا‏ ‏ويذكر‏ ‏التاريخ‏ ‏عنها‏ ‏وبعض‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏وخصوصا‏ ‏القديس‏ ‏إبرآم‏ ‏السرياني‏ ‏الذي‏ ‏يروي‏ ‏صلاة‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏رفعتها‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏بحزن‏ ‏ودموع‏ ‏وقالت‏ ‏لله‏ ‏إن‏ ‏الطيور‏ ‏تفرخ‏ ‏والحيوانات‏ ‏تلد‏ ‏وأنا‏ ‏محرومة‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏لي‏ ‏ثمر‏,‏أنا‏ ‏مقطوعة‏,‏لا‏ ‏ثمر‏ ‏لي‏ ‏ولا‏ ‏فائدة‏ ‏لي‏,‏وأخذت‏ ‏تصلي‏ ‏بحرارة‏ ‏وبحرقة‏ ‏قلب‏ ‏أن‏ ‏يستجيب‏ ‏الله‏ ‏دعاءها‏ ‏وأن‏ ‏يعطيها‏ ‏إبنا‏ ‏أو‏ ‏ابنة‏ ‏فظهر‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏,‏دائما‏ ‏جبرائيل‏ ‏المبشر‏ ‏الملائكة‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏له‏ ‏اختصاص‏ ‏ودائما‏ ‏هو‏ ‏المبشر‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏دانيال‏,‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏زكريا‏ ‏وجبرائيل‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏وأيضا‏ ‏بشر‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏وقال‏ ‏لهيا‏ ‏يوسف‏ ‏ابن‏ ‏داود‏ ‏لاتخف‏ ‏أن‏ ‏تستبقي‏ ‏مريم‏ ‏امرأتك‏ ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏حبل‏ ‏به‏ ‏فيها‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القدسمت‏1:20‏وهو‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏خذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏واهرب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏,‏وأيضا‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏الدير‏ ‏المحرق‏ ‏وهي‏ ‏آخر‏ ‏محطة‏ ‏لرحلة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏هناك‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏المكان‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏ ‏ظهر‏ ‏أيضا‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏ليوسف‏ ‏وأمره‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏فهذا‏ ‏هو‏ ‏الاختصاص‏ ‏لجبرائيل‏ ‏وهو‏ ‏الثاني‏ ‏بين‏ ‏رؤساء‏ ‏الملائكة‏ ‏الأول‏ ‏ميخائيل‏ ‏والثاني‏ ‏جبرائيل‏ ‏ومعناه‏ ‏جبار‏ ‏الله‏.‏
ظهر‏ ‏جبرائيل‏ ‏لحنة‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أنهت‏ ‏صلاتها‏ ‏وكفف‏ ‏دموعها‏ ‏وقال‏ ‏لها‏ ‏أبشري‏ ‏أنك‏ ‏ستحبلين‏ ‏بابنة‏ ‏يكون‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏خلاص‏ ‏العالم‏.‏يالها‏ ‏من‏ ‏حكمة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأحيان‏ ‏عندما‏ ‏الإنسان‏ ‏يصبر‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏يستجيب‏ ‏في‏ ‏الحال‏ ‏لطلب‏ ‏هذه‏ ‏الإنسانة‏ ‏أو‏ ‏غيرها‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏أليصابات‏ ‏وزكريا‏ ‏استجيبت‏ ‏صلاتهما‏ ‏في‏ ‏شبابهما‏ ‏المبكر‏ ‏وأعطاهما‏ ‏الله‏ ‏ابنا‏,‏هل‏ ‏كان‏ ‏سيكون‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان؟‏!!‏طبعا‏ ‏لا‏..‏سيكون‏ ‏إنسان‏ ‏آخر‏ ‏ولكن‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏المواعيد‏ ‏قصدا‏ ‏فشاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يستجيب‏ ‏صلاة‏ ‏زكريا‏ ‏ودعاء‏ ‏أليصابات‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏المناسب‏ ‏ولو‏ ‏أنه‏ ‏بعد‏ ‏زمن‏ ‏طويل‏,‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏هذه‏ ‏العطية‏ ‏الصالحة‏ ‏هو‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏الذي‏ ‏هيأ‏ ‏الطريق‏ ‏أمام‏ ‏سيده‏ ‏فكان‏ ‏هو‏ ‏الجاري‏ ‏أمام‏ ‏سيده‏.‏
وهكذا‏ ‏أبطأ‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏الإجابة‏ ‏علي‏ ‏صلاة‏ ‏حنة‏ ‏وصلاة‏ ‏يواقيم‏ ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏المناسب‏ ‏أعطاهما‏ ‏العطية‏ ‏الصالحة‏ ‏التي‏ ‏لانظير‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏عالم‏ ‏الإنسان‏,‏أعطاهما‏ ‏هذه‏ ‏الهدية‏ ‏السمائية‏ ‏هذه‏ ‏الابنة‏ ‏التي‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏كان‏ ‏خلاص‏ ‏العالم‏.‏مريم‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏حملت‏ ‏بالمسيح‏,‏النور‏ ‏أشرق‏ ‏من‏ ‏مريم‏ ,‏مريم‏ ‏هي‏ ‏الباب‏ ‏الذي‏ ‏منه‏ ‏دخل‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏,‏وهذا‏ ‏معنيأنت‏ ‏هي‏ ‏البابلأنها‏ ‏المدخل‏ ‏منها‏ ‏دخل‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏متجسدا‏ ‏ولابسا‏ ‏صورة‏ ‏الإنسان‏.‏
فهنا‏ ‏الفصل‏ ‏الذي‏ ‏يتلي‏ ‏هو‏ ‏فصل‏ ‏مريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازر‏ ‏التي‏ ‏سكبت‏ ‏الطيب‏ ‏علي‏ ‏رأس‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏,‏والمسيح‏ ‏قال‏ ‏إنه‏ ‏حيثما‏ ‏يكرز‏ ‏بالإنجيل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العالم‏ ‏يخبر‏ ‏بما‏ ‏فعلته‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏إحياء‏ ‏لذكرها‏.‏
والكنيسة‏ ‏لاختيارها‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏تلوح‏ ‏إلي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏حتي‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏العشية‏ ‏التي‏ ‏نحتفل‏ ‏فيها‏ ‏بنياحة‏ ‏حنة‏ ‏أم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏يتلي‏ ‏علينا‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏لأن‏ ‏حنة‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏ولدت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏
في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏كانت‏ ‏تصلي‏ ‏فيه‏ ‏حنة‏ ‏كان‏ ‏يواقيم‏ ‏في‏ ‏البرية‏ ‏عقد‏ ‏صوما‏ ‏أربعين‏ ‏يوما‏ ‏يطلب‏ ‏أن‏ ‏يعطيه‏ ‏الله‏ ‏نسلا‏,‏وظهر‏ ‏له‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏البرية‏ ‏وبشره‏ ‏بأن‏ ‏صلاته‏ ‏قبلت‏ ‏ودعاءه‏ ‏أستجيب‏ ‏وأن‏ ‏امرأته‏ ‏حنة‏ ‏ستحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنة‏ ‏يكون‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏خلاص‏ ‏العالم‏.‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏القديسة‏,‏نعم‏ ‏قديسة‏ ‏وعاشت‏ ‏كل‏ ‏حياتها‏ ‏كما‏ ‏نعلم‏ ‏من‏ ‏السنكسار‏ ‏ومن‏ ‏كتب‏ ‏الكنيسة‏ ‏ومن‏ ‏تاريخها‏ ‏أنها‏ ‏عاشت‏ ‏طوال‏ ‏حياتها‏ ‏امرأة‏ ‏قديسة‏ ‏بكل‏ ‏مفهوم‏ ‏الكلمة‏ ‏من‏ ‏قداسة‏ ‏في‏ ‏تعبدها‏ ‏وفي‏ ‏فضائلها‏ ‏وفي‏ ‏أعمالها‏ ‏الصالحة‏ ‏وفي‏ ‏الخيرات‏ ‏التي‏ ‏صنعتها‏ ‏وأعمال‏ ‏الرحمة‏ ‏بالمساكين‏ ‏ونذرت‏ ‏هذه‏ ‏السيدة‏ ‏قائلة‏:‏الابنة‏ ‏التي‏ ‏تعطيني‏ ‏أو‏ ‏الابن‏ ‏أقدمه‏ ‏لله‏ ‏وبرت‏ ‏بوعدها‏ ‏فبعد‏ ‏أن‏ ‏أرضعت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏المدة‏ ‏القانونية‏ ‏وهي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ,‏ياليت‏ ‏السيدات‏ ‏يأخذن‏ ‏في‏ ‏فكرهن‏ ‏هذه‏ ‏النقطة‏,‏المدة‏ ‏القانونية‏ ‏للرضاعة‏ ‏للطفل‏ 3 ‏سنين‏,‏موسي‏ ‏أمه‏ ‏أرضعته‏ 3 ‏سنين‏,‏صموئيل‏ ‏أمه‏ ‏أرضعته‏ 3 ‏سنين‏,‏العذراء‏ ‏أمها‏ ‏أرضعتها‏ 3 ‏سنين‏,‏وعندنا‏ ‏نص‏ ‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏المكابيين‏ ‏الأم‏ ‏تقول‏ ‏لوالدها‏:‏ارحمني‏ ‏يا‏ ‏ابني‏ ‏أنا‏ ‏الذي‏ ‏حملتك‏ ‏في‏ ‏بطني‏ ‏تسعة‏ ‏أشهر‏ ‏وأرضعتك‏ ‏ثلاث‏ ‏سنواتالمكابيين‏ ‏الثاني‏7:27‏ووجدنا‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏نص‏ ‏لبتاح‏ ‏حتب‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمةاعلم‏ ‏يا‏ ‏ابني‏ ‏قدر‏ ‏أمك‏ ‏أنها‏ ‏حملت‏ ‏أوساخك‏ ‏وكان‏ ‏فمك‏ ‏في‏ ‏ثدييها‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏.‏
هذه‏ ‏هي‏ ‏المدة‏ ‏القانونية‏ ‏التي‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏الأم‏ ‏ترضع‏ ‏طفلها‏ ‏فيها‏,‏وهذا‏ ‏لخير‏ ‏الطفل‏ ‏حتي‏ ‏ينشأ‏ ‏صحيحا‏ ‏سليما‏ ‏وأيضا‏ ‏ذكيا‏ ,‏تبين‏ ‏أن‏ ‏الطفل‏ ‏الذي‏ ‏ترضعه‏ ‏أمه‏ ‏يكون‏ ‏أكثر‏ ‏ذكاء‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏أنه‏ ‏يتمتع‏ ‏بدفء‏ ‏العاطفة‏ ‏التي‏ ‏تربطه‏ ‏بأمه‏ ‏وأيضا‏ ‏لخير‏ ‏المرأة‏ ‏لأن‏ ‏هذه‏ ‏الرضاعة‏ ‏مفيدة‏ ‏لجسم‏ ‏المرأة‏ ‏وأجهزتها‏ ‏فيرجع‏ ‏الرحم‏ ‏إلي‏ ‏وضعه‏ ‏الطبيعي‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏اختل‏ ‏وأيضا‏ ‏تقي‏ ‏المرأة‏ ‏من‏ ‏السرطان‏ ‏هذه‏ ‏الأبحاث‏ ‏الجديدة‏ ‏التي‏ ‏توجد‏ ‏في‏ ‏الكتب‏ ‏والمراجع‏ ‏الطبية‏ ‏تقول‏ ‏بإرضاع‏ ‏المرأة‏ ‏لطفلها‏ ‏لايقل‏ ‏عن‏ ‏ثلاث‏ ‏سنين‏.‏اليوم‏ ‏المجر‏ ‏وهي‏ ‏دولة‏ ‏شيوعية‏ ‏المرأة‏ ‏العاملة‏ ‏تعطي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏إجازة‏ ‏بمرتب‏ ‏كامل‏,‏لماذا‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات؟لأنها‏ ‏هي‏ ‏المدة‏ ‏القانونية‏ ‏للرضاعة‏ .‏
وتحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وأقاليم‏ ‏الكرازة‏ ‏المرقسية‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الحادي‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏هاتور‏ ‏بذكري‏ ‏رقاد‏ ‏القديسة‏ ‏حنه‏ ‏أم‏ ‏العذراء‏ ‏الطاهرة‏ ‏مريم‏,‏وانتقالها‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏الخلود‏.‏
ففي‏ ‏الشرق‏ ‏يحتفل‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏والكاثوليك‏ ‏بعيد‏ ‏انتقالها‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏البقاء‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الخامس‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏يوليوتموزوأما‏ ‏في‏ ‏الغرب‏ ‏فيحتفلون‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏السادس‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏نفس‏ ‏الشهريوليو‏-‏تموزونعني‏ ‏بالغرب‏ ‏علي‏ ‏الأخص‏ ‏الكنيسة‏ ‏اللاتينية‏ ‏والكنيسة‏ ‏الأنجليكانية‏ ‏الأسقفية‏ ‏وتوابعها‏ ‏في‏ ‏بريطانيا‏ ‏وكندا‏ ‏وغيرهما‏ ‏وللقديسةحنةعند‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏والكاثوليك‏ ‏عيد‏ ‏آخر‏ ‏يحتفلون‏ ‏فيه‏ ‏بها‏ ‏وبزوجها‏ ‏القديس‏ ‏يواقيمفي‏ ‏التاسع‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏سبتمبرأيلول‏.‏
ولقد‏ ‏بني‏ ‏الإمبراطور‏ ‏جستنيان‏ ‏الأول‏483-565‏أول‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏القديسةحنةفي‏ ‏مدينة‏ ‏القسطنطينية‏ ‏في‏ ‏عام‏ 565 ‏لميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏وأما‏ ‏رفاتها‏ ‏فاستقرت‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏بكنيسة‏ ‏القديسة‏ ‏ماريا‏ ‏الأثرية‏.‏
ولقد‏ ‏زاد‏ ‏الاهتمام‏ ‏بعيد‏ ‏القديسة حنة في‏ ‏الغرب‏ ‏منذ‏ ‏القرن‏ ‏العاشر‏ ‏وفي‏ ‏العصور‏ ‏الوسطي‏ ‏صار‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيدها‏ ‏شعبيا‏ ‏وقد‏ ‏أصدر‏ ‏الحبر‏ ‏الروماني‏ ‏غريغوريوس‏ ‏الخامس‏ ‏عشر‏1621-1622‏براءة‏ ‏بجعل‏ ‏هذا‏ ‏العيد‏ ‏عاما‏ ‏وإجباريا‏ ‏والآن‏ ‏يحتفل‏ ‏بهذا‏ ‏العيد‏ ‏باحترام‏ ‏خاص‏,‏في‏ ‏كندا‏,‏وفي‏ ‏بريطانيا‏,‏إذ‏ ‏يعتبرونها‏ ‏شفيعة‏ ‏وحامية‏ ‏لهم‏. ‏

***************************

جريدة وطنى 6/4/2008م السنة 50 العدد 2415 عن مقالة بعنوان [ عيد‏ ‏البشارة‏ ‏المجيد ] للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
عيد‏ ‏البشارة‏ ‏المجيد‏ ‏تعيد‏ ‏فيه‏ ‏الكنيسة‏ ‏ببشارة‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بحملها‏ -‏وهي‏ ‏عذراء‏ ‏بكر‏-‏بالمسيح‏ ‏الكلمة‏ ‏فقد‏ ‏حل‏ ‏في‏ ‏باطنها‏ ‏بلاهوته‏-‏وهو‏ ‏القدوس‏ ‏واتخذ‏ ‏من‏ ‏دمها‏ ‏بالروح‏ ‏القدس‏ ‏الذي‏ ‏حل‏ ‏عليها‏ ‏جسدا‏ ‏استتر‏ ‏به‏ ‏فصار‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏ ‏للاهوت‏ ‏النازل‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏ستارا‏ ‏وحجابا‏,‏ولهذا‏ ‏سميت‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏ ‏مريمبالمجمرة‏ ‏الذهبيةلأنها‏ ‏حملت‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏ ‏جمر‏ ‏اللاهوت‏ ‏المتحد‏ ‏بالناسوت‏.‏
فالمسيح‏ ‏الكلمة‏ ‏الذي‏ ‏حملته‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏ذاته‏ ‏وقد‏ ‏اتخذ‏ ‏جسدا‏, ‏طبيعة‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏طبيعتين‏, ‏طبيعة‏ ‏الله‏ ‏المتجسد‏,‏ولهذا‏ ‏سميت‏ ‏العذراء‏ ‏مريمالسماء‏ ‏الثانيةالتي‏ ‏سكن‏ ‏فيها‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏جسديا‏ ‏بحلوله‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏, ‏فيالها‏ ‏من‏ ‏كرامة‏ ‏عظيمة‏ ‏نالتها‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏!‏ولولا‏ ‏قداسة‏ ‏سيرتها‏ ‏لما‏ ‏استحقت‏ ‏أن‏ ‏تنال‏ ‏هذا‏ ‏الشرف‏ ‏العظيم‏,‏فهي‏ ‏لذلكفخر‏ ‏جنسناوكما‏ ‏وصفها‏ ‏الملاك‏ ‏بأنها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏
قال‏ ‏الإنجيل‏:‏
في‏ ‏الشهر‏ ‏السادسلبشارة‏ ‏الملاك‏ ‏لزكرياأرسل‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏في‏ ‏الجليل‏ ‏تسمي‏ ‏الناصرة‏ ‏إلي‏ ‏عذراء‏ ‏مخطوبة‏ ‏لرجل‏ ‏من‏ ‏بيت‏ ‏داود‏ ‏اسمه‏ ‏يوسف‏ ‏وكان‏ ‏اسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ .‏فدخل‏ ‏الملاك‏ ‏إليها‏,‏وقال‏ ‏لها‏:‏السلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏ ‏الرب‏ ‏معك‏,‏مباركة‏ ‏أنت‏ ‏في‏ ‏النساء‏ ‏فلما‏ ‏رأته‏ ‏اضطربت‏ ‏من‏ ‏قوله‏,‏وأخذت‏ ‏تفكر‏ ‏ماعسي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏معني‏ ‏هذه‏ ‏التحية؟فقال‏ ‏الملاك‏ ‏لهالاتخافي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏ ‏لأنك‏ ‏قد‏ ‏نلت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏.‏وها‏ ‏أنت‏ ‏ذي‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنا‏ ‏تسمينه‏ ‏يسوع‏ ‏وسيكون‏ ‏عظيما‏ ‏وابن‏ ‏العلي‏ ‏يدعي‏,‏سيعطيه‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏عرش‏ ‏داود‏ ‏أبيه‏ ‏فيملك‏ ‏علي‏ ‏بيت‏ ‏يعقوب‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏,‏ولن‏ ‏يكون‏ ‏لملكة‏ ‏انقضاء‏.‏
فقالت‏ ‏مريم‏ ‏للملاككيف‏ ‏يكون‏ ‏لي‏ ‏هذا‏ ‏وأنا‏ ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏رجلا؟فأجاب‏ ‏الملاك‏ ‏وقال‏ ‏لهاإن‏ ‏روح‏ ‏القدس‏ ‏سيحل‏ ‏عليك‏,‏وقوة‏ ‏العلي‏ ‏ستظللك‏,‏ولذلك‏ ‏فإن‏ ‏القدوس‏ ‏الذي‏ ‏سيولد‏ ‏منك‏ ‏يدعي‏ ‏ابن‏ ‏اللهلوقا‏2:26-35.‏
هذا‏ ‏هو‏ ‏الحدث‏ ‏العظيم‏ ‏الذي‏ ‏تعيد‏ ‏له‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏ ‏والذي‏ ‏يسبق‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏المجيد‏,‏أو‏ ‏بالأحري‏ ‏عيد‏ ‏التجسد‏ ‏الإلهي‏,‏بتسعة‏ ‏أشهر‏ ‏هي‏ ‏مدة‏ ‏الحمل‏ ‏القانونية‏ ‏والذي‏ ‏تعيد‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏كيهك‏.‏
وهنانجيب‏ ‏علي‏ ‏السؤال‏:‏لماذا‏ ‏تحدد‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرون‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏كيهك‏ ‏ليكون‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏أو‏ ‏عيد‏ ‏التجسد؟نقول‏ ‏قد‏ ‏تحدد‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏بالتاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏ ‏ليجيء‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد‏ ‏بعد‏ ‏البشارة‏ ‏بتسعة‏ ‏أشهر‏.‏وهي‏ ‏مدة‏ ‏الحمل‏ ‏القانونية‏ ‏لكل‏ ‏جنين‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الجنين‏ ‏هو‏ ‏الكلمة‏ ‏مقيم‏ ‏السماء‏ ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏ارتضي‏ ‏تواضعا‏ ‏وحبا‏ ‏أن‏ ‏ينزل‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏ ‏متخذا‏ ‏جسد‏ ‏إنسان‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏خلاص‏ ‏آدم‏ ‏وذريته‏ ‏لأنه‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏المدي‏ ‏أحب‏ ‏الله‏ ‏العالميوحنا‏3:16‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏يبقي‏ ‏السؤال‏ ‏قائما‏:‏لماذا‏ ‏اختير‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرون‏ ‏من‏ ‏برمهات‏ ‏ليكون‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏المجيد؟
والجواب‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏السؤال‏:‏إنه‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏تقليد‏ ‏قديم‏ ‏أن‏ ‏بدء‏ ‏الخليقة‏ ‏الأولي‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏.‏
لذلك‏ ‏رأي‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏أن‏ ‏يحددوا‏ ‏عيد‏ ‏الخليقة‏ ‏الجديدة‏ ‏أيضا‏ ‏بالتاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏.‏
أجل‏ ‏إن‏ ‏الخليقة‏ ‏الأولي‏ ‏قد‏ ‏فسدت‏ ‏بالخطيئة‏ ‏فسادا‏ ‏تاما‏ ‏لايمكن‏ ‏إصلاحه‏ ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏ومن‏ ‏بينهم‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏والقديس‏ ‏أوغسطينوس‏.‏
لذلك‏ ‏اقتضت‏ ‏حكمة‏ ‏الله‏ ‏للخلاص‏ ‏أن‏ ‏يعاد‏ ‏الخلق‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏بعمل‏ ‏الفداء‏ ‏في‏ ‏المسيح‏ ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏الموت‏ ‏قد‏ ‏ملك‏ ‏وساد‏ ‏علي‏ ‏البشر‏ ‏بخطيئة‏ ‏إنسان‏ ‏واحد‏,‏وهو‏ ‏آدم‏ ‏فبالأولي‏ ‏أن‏ ‏تسود‏ ‏الحياة‏ ‏بيسوع‏ ‏المسيح‏ ‏وحدهرومية‏5:17‏وفي‏ ‏المعمودية‏ ‏المسيحية‏ ‏يولد‏ ‏المؤمنون‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏ولادة‏ ‏من‏ ‏فوق‏,‏من‏ ‏الماء‏ ‏والروح‏ ‏ليصيروا‏ ‏أولاد‏ ‏اللهأولئك‏ ‏هم‏ ‏المؤمنون‏ ‏باسمه‏ ‏الذين‏ ‏ولدوا‏ ‏لا‏ ‏من‏ ‏دم‏,‏ولا‏ ‏من‏ ‏مشيئة‏ ‏جسد‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏مشيئة‏ ‏إنسان‏ ‏وإنما‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏ولدوا‏ ‏يوحنا‏1:13,12 ‏والولادة‏ ‏الجديدة‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏تتم‏ ‏في‏ ‏المعمودية‏ ‏المسيحية‏ ‏فإنكم‏ ‏كلكم‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏ ‏بالإيمان‏ ‏بالمسيح‏ ‏يسوع‏ ‏لأنكم‏ ‏تعمدتم‏ ‏جميعا‏ ‏في‏ ‏المسيح‏ ‏فلبستم‏ ‏المسيح‏ ‏ولا‏ ‏فرق‏ ‏الآن‏ ‏بين‏ ‏يهودي‏ ‏وغير‏ ‏يهودي‏ ‏بين‏ ‏عبد‏ ‏وحر‏ ‏بين‏ ‏رجل‏ ‏وامرأة‏ ‏لأنكم‏ ‏أنتم‏ ‏جميعا‏ ‏واحد‏ ‏في‏ ‏المسيح‏ ‏يسوعغلاطية‏3:26-28.‏
فليست‏ ‏المعمودية‏ ‏في‏ ‏المسيحية‏ ‏مجرد‏ ‏طقس‏ ‏ظاهري‏ ‏وليس‏ ‏الماء‏ ‏الذي‏ ‏يعتمدون‏ ‏فيه‏ ‏ماء‏ ‏عاديا‏ ‏علي‏ ‏بسيط‏ ‏الحال‏ ‏وإنما‏ ‏بفاعلية‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏الذي‏ ‏ينحدر‏ ‏علي‏ ‏مياه‏ ‏المعمودية‏ ‏يخلق‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏خلقا‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏والروح‏ ‏وكما‏ ‏أن‏ ‏الخليقة‏ ‏الأولي‏ ‏كانت‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏والروح‏ ‏وروح‏ ‏الله‏ ‏يرف‏ ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏المياةالتكوين‏1:2‏هكذا‏ ‏في‏ ‏المعمودية‏ ‏تتم‏ ‏الخليقة‏ ‏الجديدة‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏والروح‏,‏ويولد‏ ‏الإنسان‏ ‏ولادة‏ ‏جديدة‏ ‏من‏ ‏فوقيوحنا‏3:3-5.‏
وإذن‏ ‏فليس‏ ‏عبثا‏ ‏ولا‏ ‏اتفاقا‏ ‏تحدد‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرون‏ ‏من‏ ‏برمهات‏ ‏ليكون‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏,‏لأنه‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏تقليد‏ ‏قديم‏,‏هو‏ ‏يوم‏ ‏الخليقة‏ ‏الأولي‏.‏
لهذا‏ ‏يعد‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرون‏ ‏من‏ ‏برمهات‏ ‏هو‏ ‏عيد‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏الدينية‏ ‏عند‏ ‏الأقباط‏ ‏وهو‏ ‏بك‏;‏ر‏ ‏الأعياد‏ ‏السيدية‏ ‏لأن‏ ‏فيه‏ ‏كان‏ ‏بدء‏ ‏الخليقة‏ ‏الأولي‏ ‏وفيه‏ ‏بشري‏ ‏الخلاص‏ ‏ببشارة‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏ ‏بالحبل‏ ‏الإلهي‏.‏
جاء‏ ‏في‏ ‏كتابالقوانينللصفي‏ ‏ابن‏ ‏العسال‏ ‏في‏ ‏الباب‏ ‏التاسع‏ ‏عشر‏:‏وأول‏ ‏الأعياد‏ ‏السيدية‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏سبحانه‏ ‏علي‏ ‏لسان‏ ‏جبرائيل‏ ‏الملك‏ ‏للسيدة‏ ‏مريم‏ ‏البتول‏ ‏والدة‏ ‏المخلص‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏برمهات
وليس‏ ‏ذلك‏ ‏فقط‏,‏بل‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏قيل‏ ‏إن‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏ ‏تمت‏ ‏قيامة‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏صلب‏ ‏وتمم‏ ‏بموته‏ ‏عمل‏ ‏الفداء‏ ‏لخلاص‏ ‏الإنسان‏ ‏ونزل‏ ‏إلي‏ ‏القبر‏.‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏الثالث‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏ ‏في‏ ‏فجر‏ ‏الأحد‏,‏جاء‏ ‏في‏ ‏السنكسار‏ ‏القبطي‏ ‏تحت‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏ ‏قولهفهذا‏ ‏اليوم‏ ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏بكر‏ ‏الأعياد‏ ‏لأن‏ ‏فيه‏ ‏كانت‏ ‏البشري‏ ‏بخلاص‏ ‏العالم‏ ‏وفي‏ ‏مثله‏ ‏قد‏ ‏تم‏ ‏الخلاص‏ ‏بالقيامة‏ ‏المجيدة‏ ‏وجاء‏ ‏في‏ ‏السنكسار‏ ‏أن‏ ‏صلب‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏الجمعة‏ ‏العظيمة‏ ‏وقع‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ 27 ‏من‏ ‏برمهات‏.‏
وجاء‏ ‏في‏ ‏النتيجة‏ ‏القبطية‏ ‏الزراعية‏ ‏في‏29 ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمهات‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏الدينية‏ ‏عند‏ ‏الأقباط‏,‏لأن‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏كان‏ ‏بدء‏ ‏الخليقة‏ ‏وفيه‏ ‏بشري‏ ‏الخلاص‏ ‏ببشارة‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏للعذراء‏ ‏بالحبل‏ ‏الإلهي‏ ‏وفيه‏ ‏تمت‏ ‏قيامة‏ ‏المخلص‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏.‏
وقيل‏ ‏أيضا‏ ‏إن‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏برمهات‏ ‏خرج‏ ‏نوح‏ ‏من‏ ‏الفلك‏ ‏هو‏ ‏وامرأته‏ ‏وبنوه‏ ‏ونساء‏ ‏بنيه‏ ‏ونجوا‏ ‏من‏ ‏الطوفان‏ ‏الذي‏ ‏أغرق‏ ‏العالم‏ ‏كلهالتكوين‏ 8:1-18‏وقيل‏ ‏أيضا‏ ‏إن‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏برمهات‏ ‏خرج‏ ‏بنو‏ ‏إسرائيل‏ ‏من‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏ ‏ودخلوا‏ ‏أرض‏ ‏الميعاد‏.‏
وقيل‏ ‏إن‏ ‏فيه‏ ‏أيضاأي‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏برمهاتاحتفلوا‏ ‏بعيد‏ ‏الفصح‏ ‏وهو‏ ‏عيد‏ ‏العبور‏ ‏والخلاص‏ ‏من‏ ‏العبودية‏ ‏إلي‏ ‏الحرية‏.‏
هذه‏ ‏هي‏ ‏الأهمية‏ ‏الكبري‏ ‏لعيد‏ ‏البشارة‏ ‏المجيد‏ ‏ولذلك‏ ‏يعد‏ ‏التاسع‏ ‏والعشرون‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏شهر‏ ‏من‏ ‏شهور‏ ‏السنة‏ ‏القبطية‏ ‏عيدا‏ ‏يصلي‏ ‏فيه‏ ‏بطقس‏ ‏الأعياد‏ ‏ويقرأون‏ ‏فيه‏ ‏فصل‏ ‏البشارة‏ ‏من‏ ‏الإنجيللوقا‏2:26-35‏حتي‏ ‏لو‏ ‏وقع‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏أحد‏.‏
ولما‏ ‏كان‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏يقع‏ ‏عادة‏ ‏في‏ ‏الصوم‏ ‏الكبير‏,‏فلا‏ ‏يباح‏ ‏فيه‏ ‏الإفطار‏ ‏أو‏ ‏تناول‏ ‏اللحوم‏ ‏أو‏ ‏البيض‏ ‏أو‏ ‏اللبن‏ ‏والجبن‏ ‏ومستخرجات‏ ‏الألبان‏ ‏التي‏ ‏تباح‏ ‏في‏ ‏الأعياد‏ ‏السيدية‏ ‏الكبري‏,‏بل‏ ‏ولايسمح‏ ‏فيه‏ ‏أيضا‏ ‏بأكل‏ ‏السمك‏,‏وإنما‏ ‏يتناول‏ ‏الراغبون‏ ‏طعهامهم‏ ‏وغذاءهم‏ ‏من‏ ‏النباتات‏ ‏فقط‏. ‏فإذا‏ ‏وقع‏ ‏عيد‏ ‏البشارة‏ ‏في‏ ‏أسبوع‏ ‏الآلام‏,‏فيواصل‏ ‏القادرون‏ ‏والأصحاء‏ ‏الانقطاع‏ ‏عن‏ ‏الطعام‏ ‏إلي‏ ‏المساء‏.‏
 

This site was last updated 10/26/09