فاطمة رشدى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

فاطمة رشدى

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتم

Home
Up
جورج أبيض
فاطمة رشدى
نجيب الريحانى
نجيب الريحانى
يوسف وهبى

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ١٤ مارس ٢٠٠٨ عدد ١٣٧٠ عن مقالة بعنوان [ مئوية «سارة برنار مصر» ] إشراف ماهر حسن ١٤/٣/٢٠٠٨
كان أول فيلم سينمائي مصري يري النور هو «ليلي»، لعزيزة أمير،

 بل إن السينما المصرية عاشت واحدة من أهم حلقات نهضتها، علي يد المرأة المصرية بطولة وإنتاجاً..

 إذ كان أول أفلام فاطمة رشدي هو «فاجعة فوق الهرم» عام ١٩٢٨، إخراج بدر لاما ، ثم أخرجت فيلم «الزواج»، الذي عرض عام ١٩٣٣، أما عزيزة أمير فهي التي أنتجت فيلم «ليلي»، كما أخرجت فيلم «كفري عن خطيئتك» عام ١٩٣٣م.. أما السيدة الثالثة فكانت بهيجة حافظ، التي أنتجت فيلم «الضحايا» عام ١٩٣٢م وكان صامتًا، من إخراج بدر وإبراهيم لاما، ثم أعادت إخراجه ناطقاً عام ١٩٣٥م، ثم أمينة محمد التي أنتجت وأخرجت فيلم «تيتاوونج» فضلاً عن تواتر سلسال السينمائيات بعد ذلك مثل آسيا وماري كويني.
وما بين السينما والمسرح تُعد فاطمة رشدي رائدة، غير أن عطاءها المسرحي فاق عطاءها السينمائي، أما فيلمها الأول «فاجعة فوق الهرم» مع وداد عرف وبدر لاما وإخراج إبراهيم لاما فيعد الثالث في تاريخ السينما المصرية، بعد فيلمي «قبلة في الصحراء» و«ليلي» لعزيزة أمير، هذا فضلاً عن بطولتها واحدًا من أهم ١٠٠ فيلم مصري، وهو «العزيمة» لكمال سليم، الذي كان فاتحة لموجة الواقعية في السينما المصرية.
ومثلت أكثر من ١٠٠ مسرحية في ٤٦ عاماً، وقامت ببطولة ١٦ فيلمًا، عبر ١٧ عامًا، وتعد من أكبر نجوم التمثيل المسرحي في العالم العربي في القرن العشرين، وفي فبراير الماضي يكون قد مر عام علي مولد فاطمة رشدي، إذ ولدت في الثالث من فبراير عام ١٩٠٨، ويكون قد مر علي وفاتها اثنا عشر عامًا، إذ توفيت في ٢٣ يناير ١٩٩٦م وبهذه المناسبة نظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع «المصري اليوم» المهرجان الثاني لأفلام المرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي، وجري الاحتفال بمئوية الفنانة الخالدة.. وقبل أيام أهدي الكاتب والناقد الكبير سمير فريد مجموعة من الوثائق والصور النادرة لصفحة «من فات قديمه»، فضلاً عن أعداد قديمة من مجلة «العروسة» بين سنتي ١٩٣٠ و١٩٣١م، وهي في مجملها تعد سجلاً نادرًا وشريط ذكريات لمجموعة من المحطات الفنية في مسيرة الفنانة الخالدة.
سيرة حياة «فاطمة رشدي».. من قمة المجد.. إلي الموت فقراً
بدأت فاطمة رشدي مسيرتها السينمائية بفيلم «فاجعة فوق الهرم» عام ١٩٢٨، وهو فيلم مغامرات صامت لإبراهيم لاما، ولعب البطولة أمامها بدر لاما ووداد عرف، وعلي هذا الدور تم اعتبارها رائدة سينمائية. بعد ذلك الفيلم قررت خوض تجربة الإنتاج، فأنتجت أول أفلامها «تحت ضوء الشمس» من تأليف وإخراج وداد عرف، وحين عرض عليها لم يعجبها وأحرقته وأسقطته من حساباتها، وبعد سنوات عادت كمخرجة ومؤلفة وبطلة لفيلم «الزواج» بطولة محمود المليجي.
وفي عام ١٩٣٦ قامت ببطولة فيلم «الهارب» إخراج إبراهيم لاما أمام عبدالسلام النابلسي، ثم «ثمن السعادة» عام ١٩٣٩، أمام حسين صدقي، وإخراج الفيزي أورفائيللي، ثم جاء فيلم «العزيمة» لكمال سليم وحوار بديع خيري، الذي يعد من أهم محطاتها السينمائية، ثم جاء فيلمها «إلي الأبد» لكمال سليم وحوار بديع خيري أيضاً، ثم «العامل» لأحمد كامل مرسي عام ١٩٤٣، ثم «الطريق المستقيم»، قصة وحوار يوسف وهبي، وإخراج توجو مزراحي. وتواصلت مسيرتها السينمائية ذات المحطات المتباعدة، إلي أن التقت حسن الإمام في فيلم «الجسر»، الذي ظهرت فيه الوجه الجديد آنذاك «هند رستم» مع كمال الشناوي وحسين رياض.
ومع عام ١٩٥٦ جاء آخر أفلامها المأخوذ عن قصة أمين يوسف غراب وهو فيلم «دعوني أعيش»، الذي كتب له حسين حلمي المهندس السيناريو والحوار، وأخرجه أحمد ضياء الدين، وشاركها البطولة فيه ماجدة وكمال الشناوي ومحسن سرحان وصلاح ذوالفقار.
فاطمة رشدي من مواليد ٣ فبراير عام ١٩٠٨ بالإسكندرية، وشقيقاتها هن: عزيزة ورتيبة وإنصاف رشدي، وجميعهن اشتغلن بالفن.. بدأت فاطمة مسيرتها الفنية في العاشرة في فرقة أمين عطا الله، وكانت أختها تغني فيها، فأسند إليها أمين عطا الله دوراً في إحدي مسرحياته، وكانت تؤدي أدواراً غنائية ثانوية، إلي أن ظهرت علي مسرح فرقة عبدالرحمن رشدي، وبعدها انضمت إلي فرقة «الجزايرلي»، إلي أن تعرفت بعزيز عيد، الذي تلقت علي يديه القراءة والكتابة وأصول التمثيل، وأخذت تتنقل بين مسارح روض الفرج، فعملت في فرقة «روزاليوسف» ثم «رمسيس».
وفي هذه الفرقة صارت بطلة، وحين رآها سيد درويش عام ١٩٢١ دعاها للعمل معه في فرقته التي أسسها في القاهرة، فبدأت في فريق الكورس مع سيد درويش ونجيب الريحاني، وفي عام ١٩٢٣ التقت عزيز مجدداً الذي توسم فيها موهبة فريدة، فضمها إلي فرقة رمسيس لصاحبها يوسف وهبي، وتعهدها بالتدريب والتعليم، ثم تزوجها لتصبح نجمة فرقة رمسيس، وفي عام ١٩٢٤ أتيح لها أن تلعب أدوار البطولة في «الذئاب» و«الصحراء» و«القناع الأزرق» و«الشرف» و«ليلة الدخلة» و«الحرية والنزوات»، وبعدما أدت دور البطولة في «النسر الصغير» أمام عزيز عيد أطلقوا عليها «سارة برنار مصر»، خاصة أن سارة برنار قامت ببطولة العمل نفسه في لغته الأصلية.
قامت فرقة فاطمة رشدي بجولات فنية بين العراق ولبنان، وقدمت «النسر الصغير» و«غادة الكاميليا» و«جان دارك» و«السلطان عبدالحميد» و«يوليوس قيصر»، إلي أن انفصلت عن عزيز عيد بسبب غيرته الشديدة، ومن ثم انفصلت عن مسرح رمسيس، لتكون فرقتها المسرحية الخاصة، التي حملت اسمها، وقدمت ١٥ عملاً في سبعة أشهر، وأخرجت نجوماً مثل محمود المليجي ومحمد فوزي، إلي أن قدمت أول أفلامها «فاجعة فوق الهرم» عام ١٩٢٨.
وكانت قد انضمت إلي المسرح الحر بعد مسيرتها المسرحية والسينمائية، كان ذلك في عام ١٩٦٠، وقدمت مسرحيات مستوحاة من أعمال نجيب محفوظ مثل «بين القصرين» و«ميرامار» و«زقاق المدق»، ثم اعتزلت الفن وانحسرت عنها الأضواء مع التقدم في السن وضياع صحتها ومالها، وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلي أن كشفت جريدة «الوفد» عن حياتها التعيسة والبائسة، وتدخل فريد شوقي لدي المسؤولين لعلاجها علي نفقة الدولة، وتوفير مسكن مناسب لها، وحصلت علي الشقة، وقد ماتت وحيدة في ٢٣ يناير ١٩٩٦، عن عمر يناهز ٨٤ عاماً.
*************
الأرملة.. اللعوب.. الضحية ٣ وجوه لـ «بنت الإسكندرية» في ٥ أفلام
١ - دعوني أعيش
آخر أفلام فاطمة رشدي «بنت الإسكندرية» وهو من إخراج أحمد ضياء الدين وقصة أمين يوسف غراب وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس وكان أول عرض له في ٢٤ ديسمبر ١٩٥٥ وشاركها التمثيل ماجدة وشكري سرحان وصلاح نظمي ويحكي الفيلم عن أرملة لعوب تدير مقهي في منطقة البترول بالسويس وتعيش معها أختها الصغيرة «نعمات» وندي الأرملة تحب رجب الذي يعمل سائقاً بشركة البترول، بينما يغازل السائق أختها الصغيرة ويطمع فيها، وتلاحظ الأخت الكبري ما بينهما فتثور وتهم بقتل «نعمات»، التي تهرب لاجئة إلي مهندس الشركة ويخفيها المهندس ويصحبها معه إلي الصحراء حيث يبحث عن البترول يحبها ويعتزم الزواج منها لكن أخاه الصغير «حسام» يحضر إليه ويقابل الفتاة فيربط بينهما حب عميق، وعندما يعلم أن أخاه الأكبر يحبها يتخلي عنها ويرحل إلي السويس، ويعثر المهندس علي بئر البترول، ويعلن خطبته لنعمات، ولكن السائق العاشق يعلم بالأمر، فيذهب إلي مكان البئر ويتشاجر مع المهندس ويقتله ثم يتعاون مع الأرملة علي إخفاء الجريمة، بوضع الجثة عند بئر البترول، وإشعال النار في البئر، وإلزام نعمات بأن تدلي بشهادة كاذبة تؤيد فيها أن الحادث وقع قضاء وقدراً، ويكاد ينتهي كل شيء علي ما يرام لولا أن «نعمات» تهرب ثانية إلي «حسام» فيلاحقها السائق «رجب»، الذي تلاحقه الأرملة بدورها لكي يتزوجها وإلا كشفت جريمته وتنتهي هذه المطاردة المزدوجة بأن تطلق الأرملة النار علي «رجب» في اللحظة التي كان يهم بأن يطلق هو فيها النار علي «حسام» ووصول رجال الحدود في اللحظة نفسها للقبض علي القاتلة.
٢- «إلي الأبد»
كان السيناريو والإخراج لكمال سليم والحوار لبديع خيري والمونتاج لكمال الشيخ وهو من إنتاج «ستوديو مصر»، وديكوراته لولي الدين سامح والموسيقي لمحمد حسن الشجاعي ومساعد المخرج صلاح أبوسيف، وقامت فاطمة رشدي بدور البطولة بالاشتراك مع راقية إبراهيم وسليمان نجيب وزكي رستم وعباس فارس وماري منيب وفردوس محمد وزوزو حمدي الحكيم ومحمود المليجي وعبدالسلام النابلسي وكان أول عرض للفيلم في الثالث من مارس عام ١٩٤١م بسينما ستوديو مصر، وتحكي قصة الفيلم عن محسن المهندس الثري الذي يدعي إلي حفل خيري ويلتقي بمنافسه الخطر في الأعمال «عاصم»، ويغشي عليه في الحفل وتمرضه ممرضة حسناء فقيرة وهي «سنية» التي تعول أسرة كبيرة ويهديها محسن هدية بمناسبة شفائه وتكيد كوثر هانم بسنية ومحسن ويبدأ عاصم من جانبه، في تدبير الخطط لإزالة محسن عن طريق المنافسة ورغم زواج محسن من سنية فإن كوثر تنجح في معرفة بعض أسرار محسن عن طريق سكرتيرته ويتوهم محسن أن زوجته تخونه فيطردها إلي أن تظهر الحقيقة.
٣- «الجسد»
وهو من إخراج حسن الإمام وعرض في ٢٥ يوليو عام ١٩٥٥ بسينما الكورسال والسيناريو والحوار للسيد بدير وشاركها التمثيل في الفيلم هند رستم وكمال الشناوي وسراج منير وحسين رياض وسعاد محمد وعبدالحميد بدوي ويحكي الفيلم قصة «نعمة» التي تم طردها من المدرسة.. فتتحول إلي راقصة في ملهي ليلي علي خلفية انفصال بين أبويها، وحين يذهب الأب لاسترداد ابنته لا ينجح ويقوم أمين مدير الشركة الذي يعمل بها والدها بفصله من عمله وتعرف نعمة بفصل والدها فتذهب إليه لتواسيه وتعده بالبقاء معه وترك حياة اللهو ويخرج لإحضار طعام لها ولكنه يعود ليجدها قد تركت المنزل.
وتفقد الأم بصرها نتيجة محاولة قتلها، تتعرف نعمة علي المحامي حسين يكتشف أمين أن الفتاة التي سيتزوجها ابنه هي عشيقته نعمة، يفشل الزواج، وتتدهور حالة نعمة الصحية نتيجة إصابتها في حادث تصادم يعجزها عن الرقص واكتشاف مرضها الصدري الخطير، ينفض عنها عشاقها وتفقد كل مدخراتها حتي لا تجد ثمن العلاج والدواء، يخرج الأب من السجن ويتصالح مع زوجته وابنته. يعود حسين لنعمة ويعدها بالعلاج والزواج ويحضر المأذون وتستعد نعمة للزواج وترتدي فستان الزفاف ويدخل المأذون لكن نعمة تسلم الروح بين يدي حسين.
٤ - الزواج
من إخراج فاطمة رشدي وشاركها البطولة عزيز عيد ومحمود المليجي وعبدالمجيد شكري وكان أول عرض له ٢٩ يناير عام ١٩٣٣ بسينما أمريكان كوزمو جراف بالقاهرة أما قصة الفيلم فتحكي عن أحمد الذي يتقدم لخطبة محبوبته وابنة عمه الثرية «سلمي» فيرفض والدها (عرفان) ويجبر ابنته العائدة من فرنسا علي الزواج من «عزت» الثري طمعاً في ماله الذي سينقذه من الإفلاس، يسافر أحمد وتمر السنوات، يصبح أحمد طبيباً ناجحاً بينما تعاني «سلمي» من حياتها مع عزت الثري المستهتر فتهجره وتهرب بعد أن أهملها وراح يرتاد أماكن الدعارة ويصادق الفتيات.
ويحدث أن تصدم «سلمي» سيارة أحمد بعد عودته يعتني أحمد بإبنة عمه ويعالجها ويدفع عزت دعوي الطاعة علي سلمي ويصدر له الحكم وحين يذهب إلي بيت أحمد لتنفيذ الحكم تموت زوجته.
٥ - «ثمن السعادة»
عرض لأول مرة في ١٩ يناير عام ١٩٣٩م بسينما كوزمو وكتب الحوار والأغاني أحمد رامي ولحنها أحمد صبري وكتب القصة والحوار والسيناريو الفيزي أورفانيللي والذي قام بالتصوير والمونتاج وشاركها التمثيل فيه حسين صدقي وزينات صدقي وحسن فايق وفردوس محمد وتحكي قصة الفيلم عن «فتنة» بنت الثامنة عشرة، التي نالت قسطاً محدوداً من التعليم وتعيش مع أبيها في حي شعبي بالإسكندرية تزورها صديقتها نعيمة وهي فتاة تعيش حياة عابثة، دون أن يدري أحد تغري فتنة بالخروج معها وتمنحها فستاناً جديداً. في البار تشرب فتنة حتي الثمالة تخرج في صحبة شاب يدعي لمعي وتركب سيارته ويأخذها إلي بنسيون وفي صباح اليوم التالي يسافر، تنغلق الأبواب أمام فتنة فتعمل مطربة في حانة موستكلي الذي يحبها.
يهاجم البوليس المكان ويقبض علي فتنة يتعاطف المأمور مع فتنة ويجد لها عملاً شريفاً في مكتب يملكه صديق له يدعي حسني وابنه سمير، يقع سمير في حب فتنة، يعرف الأب بالأمر فيطردها، يسافر سمير إلي باريس ويقابل لمعي. يؤوي المأمور فتنة التي تلد ابناً من سمير الذي يتنكر لها، تلجأ إلي محام، هو أبوها الذي هجرته ويسعي إلي إثبات حق ابنته في أن ينسب ابنها إلي سمير.
****
١.مسرحية «البعث» «آية في الإخراج والأداء»
في مجلة «العروسة» في عددها الصادر في ٣١ ديسمبر عام ١٩٣٠م، وفي باب أخبار المسارح والملاهي، نتابع تغطيته أحد الأعمال المسرحية التي أخرجتها السيدة فاطمة رشدي، وهو رواية «البعث» لتولستو، وقد شهدنا الرواية في الأيام الأخيرة لتمثيلها فوجدناها تشتمل علي خمسة فصول، آية في الإخراج المسرحي ومعجزة رائعة في التمثيل، ويمضي الناقد «حسن مظهر» يصف الرواية للقراء قائلاً: «الرواية مليئة بالمآسي المفجعة والمواقف الغريبة، التي تجمع بين الغبطة والألم، وتربط بين النور والظلام وتحلل الحياة النفسانية إلي صور شتي في الأخلاق، وقد أدت بعض مواقف الرواية الشديدة بالحضور إلي إذراف الدموع والنحيب، مما شهد للممثلين بقوة التمثيل ومبلغ التأثير علي المتفرجين».

«فلن نغفل الإشارة إلي مواقف السيدة فاطمة رشدي، التي مثلت دور الفتاة (مسلوفا) الساذجة البريئة التي دفعتها الحياة إلي منحدر الرذيلة، فبراثن القضاء، فأحضان الشقاء، ولكنها خرجت من كل هذا بنقاء وطهارة!! ثم مواقف الأستاذ أحمد علام الرهيبة المؤلمة، التي استفزت الأشجان، وكان لها أثرها في النفوس والخواطر، وبالأخص في ختام الفصل الثاني فكان مأخوذاً بدوره إلي حد بعيد، حتي بلغ به التأثر أن بكي وأبكي الناس.
وكذلك أجاد كل الممثلين أدوارهم لدرجة فائقة، نخص بالذكر منهم الآنسة (سيدة فهمي)، ثم الأستاذ عبدالمجيد شكري فقد أبدع في دور الضابط الروسي المتمرد ثم الأستاذ زكي رستم في دور القاضي طيب القلب (ينخين)، أما المناظر الخمسة للرواية فقد كانت كلها مسبوكة، ومغايرة لبعضها تغييراً تاماً.. إلي قوله.. ويرجع به بالطبع كل هذا الإتقان العبقري إلي مجهود زعيم الإخراج في مصر الأستاذ عزيز عيد».
٢.«العباسة».. تحريف التاريخ
نلتقي مرة أخري مع الصحفي والناقد الألمعي اللوزعي حسن مظهر، وهذه المرة يقدم متابعة لعرض آخر لفرقة فاطمة رشدي، وهو «العباسة أخت الرشيد» الذي قدم علي مسرح حديقة الأزبكية، لكن بقراءة غريبة ومنقوصة وهجومية الطابع.
ويقول العم «حسن مظهر»: أخرجت فرقة السيدة فاطمة رشدي روايتها الثانية الجديدة، بعنوان «العباسة أخت الرشيد»، وهي دراما تاريخية ذات أربعة فصول زانتها العبارات العربية السليمة ودر الأمثال والذكر الحكيم، يعرض فيها المؤلف شطراً من حياة خامس خلفاء بني العباس وهارون الرشيد والمذبحة الرهيبة التي أودت بحياة ما يربو علي الألف من البرامكة.. والرواية، من حيث الحبكة المسرحية، واستطراد الوقائع بلغت نجاحاً أكبرنا معه مجهود مؤلفها، حضرة الأديب محمود أفندي بدوي.
أما باعتبار صحتها من التاريخ، فقد غايرته في كثير من حوادثها، ويبدو أن المؤلف غابت عنه المصادر التاريخية المأخوذ بها، وتأثر بالكتابات المطرودة من سجل الواقع فأخرج علي سراب ضوئها روايته، وهو أشد ما يكون وثوقاً بحقيقتها..
إذن فقد انبري حسن أفندي مظهر لمهاجمة شيء ما في أعمال فاطمة رشدي، ولابأس ولنستأنف ما قاله، «لقد عمد المؤلف إلي إظهار مباهي الرشيد وإخفاء مثالبه فصور بهيئة المفرط في الورع والتدين والسخاء.. إلي أن أبصر طموح جعفر البرمكي إلي عرشه.. وبهذه المعايير الشائنة انتصر المؤلف للرشيد وبرر ثورته علي البرامكة» وهكذا منذ بدء المقال إلي نهايته لم يتناول حسن مظهر من هذا العرض سوي «خناقته» مع المؤلف الذي وصفه إجمالاً بأنه يحرف التاريخ وأنه كتب رواية تاريخية دون أن يستوثق من المصادر التاريخية.
٣.«ليلة من ألف ليلة» أبدع الجميع كل الإبداع
وفي باب أخبار المسارح والملاهي بمجلة العروسة أيضًا، العدد الصادر في الحادي عشر من نوفمبر سنة ١٩٣١م نقف علي متابعة ثالثة لأحد أعمال فاطمة رشدي.
«ليلة من ألف ليلة» وفي هذه المرة يغيب اسم كاتب المتابعة التي تقول: «افتتحت السيدة فاطمة رشدي موسمها التمثيلي الخامس يوم أول الجاري «يعني نوفمبر» برواية شرقية زجلية عنوانها «ليلة من ألف ليلة» اقتبسها للمسرح المصري الأستاذ بيرم التونسي من رواية «قسمت المشهورة» ... ثم يذكر كاتب المقال ملخص القصة: «كان المتسول شحاتة يضمر حقدًا دفيناً للأفاقي «جوان» الذي سبي امرأته فيما مضي واستولدها جنينًا هو «الحاكم المعتصر» وتجمع الصدف الغريمين بعد أعوام في ساعة يعجز فيها المتسول عن تصفية الحساب القديم فينصرف عاقدًا العزم علي الثأر مهما كلفه الأمر، ثم يقترف المتسول جريمة سطو علي مصاغ في أسوق المدينة فيتم اقتياده إلي الحاكم المعتصر» فيري الحاكم في الجرم آلة يسخرها لتنفيذ مأرب أثيم ويتآمر معه علي اغتيال الخليفة ويقبل المتسول شرط أن يقترن الحاكم بابنته نجف وعندما يهم المجرم بالفتك بالخليفة يخفق ويودع بالسجن، الذي يجد فيه غريمه اللدود «جوان» فيختطف روحه ويتقمص شخصيته ويخرج طليقًا ويذهب لدار الحاكم المعتصر، وهناك يجده يحاول الفحش بابنته نجف فيودي بحياته ليمثل بين يدي الخليفة الذي يعرف أنه والد نجف التي يحبها، فيكتفي بنفيه ثم يتزوج ابنته».
هذه هي القصة كما لخصها الكاتب الذي انبري لمديح بيرم قائلاً: «إنه وفق في إدخال بضعة مواقف زادت من طلاوة الرواية لاسيما منها فصول الرقص والغناء ولو أنها غايرت الأصل كما غايرته الاسماء ثم أثني علي قوة الإخراج وأثني علي دور المتسول شحاتة (الذي أداه عزيز عيد) و« المعتصر» الذي أداه حسين رياض، و«جوان» الذي أداه فؤاد شفيق، و«الخليفة» الذي أداه «عباس فارس»، و«نجف» الذي أدته فاطمة رشدي، وقال «فقد أبدع الجميع كل إبداع».

أفلام فاطمة رشدي
«فاجعة فوق الهرم» لبدرلاما عام ١٩٢٨م
«الزواج» من إخراجها عام ١٩٣٣م
«ثمن السعادة» لأورفانيللي عام ١٩٣٩م
«العزيمة» لكمال سليم عام ١٩٣٩م
«إلي الأبد» لكمال سليم عام ١٩٤١م
«العامل» لأحمد كامل مرسي عام ١٩٤٣م
«الطريق المستقيم» لتوجو مزراحي عام ١٩٤٣م
«مدينة الغجر» لمحمد عبدالجواد عام ١٩٤٥م
«بنات الريف» ليوسف وهبي عام ١٩٤٥م
«غرام الشيوخ» لمحمد عبدالجواد عام ١٩٤٦م
«عواصف» لعبد الفتاح حسن عام ١٩٤٦م
«الطائشة» لإبراهيم عمارة عام ١٩٤٦م
«الريف الحزين» لمحمد عبدالجواد عام ١٩٤٨م
«الجسد» لحسين الإمام عام ١٩٥٥م
«دعوني أعيش» لأحمد ضياء الدين عام ١٩٥٥م
وقد أنتجت وأخرجت وقامت ببطولة فيلم واحد، هو «الزواج» وأنتجت «مدينة الغجر» و«الطائشة».

 

 

This site was last updated 07/29/08