******************************************************************************************************
المقالة التالية نقلت من الكثير على مواقع الأنترنت عن ظهور كتاب بإسم »حرق الكتب في التراث العربي» للكاتب السعودي ناصر الحزيمي
******************************************************************************************************
جريدة السياسة الكويتية وإيلاف الثلائاء 9 أكتوبر 2007 م عن مقالة بعنوان [ تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب! ] بقلم الكاتب أحمد البغدادي
قبل الدخول في الموضوع نود ايراد النص التالي لاستاذ اللغويات الاميركي والتر اونج, حيث يقول : »النص الذي يقول ما يعرف العالم كله انه باطل, سيظل يقول هذا البطلان للابد, ولهذا ظهرت فكرة حرق الكتب«.
برغم صحة هذه الفكرة او النظرية الانسانية, الا ان العرب المسلمين هم الامة الوحيدة من دون الامم التي تصور تاريخها بصورة ملائكية في قضية حرق الكتب, حيث يأخذ المهووسون بما يسمى خطأ بالحضارة الاسلامية, بالتشدق بفضيلة تكريم الخلفاء للعلماء, وان هذه الحضارة التليدة لم تشهد حرقا للكتب, ثم يأخذون بالتشنيع على الحضارة الغربية التي شهد تاريخها فصولا سوداء ضد العلماء والمفكرين.
لكن, هل التاريخ الاسلامي بهذا النقاء الذي يدعيه هؤلاء المتشدقون ؟ هل يمكن القول فعلا ان تاريخنا في قضية حرق الكتب لا وجود له? والحقيقة بخلاف ذلك تماما, ولهذا السبب اسميت المقال »تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب«, والهباب هو الرماد الاسود الناتج عن الدخان, ايا كان مصدره, لان هذه الحقيقة يتجاهلها المكابرون والمعاندون للحق والقول الفصل في هذه القضية المهمة.
وقد اعفانا الكاتب السعودي ناصر الحزيمي من مشقة البحث, ووفر للقارئ العربي فصولا سوداء من تاريخه الهباب في حرق الكتاب, وذلك في كتابه الموجز »حرق الكتب في التراث العربي», ننقل للقارئ على اي نوع كان, اسلاميا او ليبراليا او حتى »نص ..نص«, بعضا من هذه النصوص, لعل هناك من يسمع ويعقل, وتنتهي عنده حالة النستولجيا (على القارئ مهمة البحث عن معنى الكلمة) التاريخية. وعملية حرق واتلاف الكتب في تاريخنا الاقصر عمرا بين تواريخ البشرية, متنوعة ولله الحمد, يعني مثل حال اسواقنا وجمعياتنا التعاونية اليوم, حيث قسم الكاتب الحزيمي عملية الحرق والاتلاف الى نوعين : الاول, ما قامت به السلطة, والثاني, ما قام به العلماء والفقهاء بانفسهم! ولا ادري ان كانت اوروبا قد شهدت الحث الثاني, وربما تفرد العرب المسلمون به, اليسوا امة خارج نطاق التغطية البشرية? ولنسرح ونمرح في ظلال تاريخنا المجيد .
يقول الكاتب الحزيمي : »تعددت طرق اتلاف الكتب في تراثنا الا انها لم تخرج عن اربع طرق معروفة ومعهودة»:
اولا: اتلاف الكتب بالحرق
ثانيا: اتلاف الكتب بالدفن
ثالثا: اتلاف الكتب بالغسل بالماء والاغراق
رابعا: اتلاف الكتب بالتقطيع والتخريق
(ما شاء الله على هذا التنوع التاريخي الشيق, وللحق هذه الزيادة من عندي حتى لا نتقول على الكاتب ما لم يقله). ويهمنا في كل هذه التفاصيل الجانب الاول, اي جانب الحرق.
في سنة 82 هجرية امر الخليفة سليمان بن عبد الملك بحرق نسخ مكتوبة ورد فيها ذكر الانصار في غزوة بدر وبيعتي العقبة, لانه لم يكن يرى للانصار هذا الفضل !
في سنة 163 هجرية امر الخليفة المهدي بتقطيع كتب انصار المقنع الذي خرج عليه بخراسان, وذلك بعد ان قتلهم وصلبهم .(على فكرة كانوا من المسلمين).
في سنة 322 هجرية : قال ابن الاثير في كتابه »الكامل في التاريخ« ... وفيها احضر ابو بكر بن مقسم (وهو من النوابغ في عصره) ببغداد وقيل له : انه قد ابتدع قراءة لم تعرف واحضر ابن مجاهد والقضاة والقراء, وناظروه فاعترف بالخطا وتاب منه, واحرق كتبه.
ولمن يرغب في التعرف على المزيد من تاريخ العرب الهباب في حرق واتلاف الكتاب, قراءة هذا الكتاب القيم, الذي فصحنا فيه على رؤوس الاشهاد اعتمادا على ما ورد في تاريخنا, الذي لم يقرأه المسلمون قط .
*****************************
المصرى اليوم تاريخ العدد الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠٠٨ عدد ١٦١٩ عن خبر بعنوان [ سرقة ٦٣ كتاباً نادراً من مكتبة «دار العلوم».. والكلية تحقق مع ٣٠ موظفاً ] كتب أبو السعود محمد ومحمد كامل
اكتشفت كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سرقة ٦٣ كتاباً فى مختلف التخصصات، ما بين كتب قديمة وحديثة، وذلك فى سابقة هى الأولى من نوعها بالكلية.تتضمن قائمة المسروقات كتباً ومخطوطات ذات قيمة مهمة، منها «تهافت الفلاسفة» للغزالى، و«رسائل الفارابى، و«رسائل ابن رشد»، و«طبقات الأطباء والحكماء» لابن جلجل»، و«شذرات الذهب» لابن العماد العكرى، و«صفة الصفوة» لابن الجوزى، و«التاريخ الكبير» للبخارى، و«الفخر فى الآداب السلطانية» لابن طباطبا، و«الصلة فى تاريخ أئمة الأندلس»، و«نفح الطيب للغصن الأندلسى الرطيب» لأبى العباس المقرى.
وقال الدكتور محمد الطويل، عميد الكلية، إنهم اكتشفوا السرقة الأسبوع الماضى، وعندما توجه أحد العاملين بالمكتبة لتعديل صف الكتب، وجد أن أغلفة بعض الكتب هى الموجودة فقط، دون الكتب نفسها، مشيراً إلى أنه فور علمه بالواقعة أصدر قراراً للموظفين بالمكتبة بإجراء عملية جرد كاملة للمكتبة.
وأضاف أنه تبين بعد عملية الجرد سرقة ٦٣ كتاباً فى جميع المجالات مثل الأدب والتاريخ والجغرافيا والشعر، بالإضافة إلى كتب دراسية خاصة بأساتذة الكلية، مؤكداً أن هذه الكتب ذات قيمة عالية، وأن هذه الواقعة لم تحدث من قبل فى الكلية.وأشار إلى تحويل الواقعة إلى التحقيق لمعرفة من المتسبب فيها، موضحاً أن عدد المتهمين الذين يتم التحقيق معهم يتراوح ما بين ٢٠ و٣٠ موظفاً.
ولفت إلى أن الطلبة فى السابق كانوا يقومون بقطع الجزء الخاص بأساتذتهم من الكتب، ولكنهم الآن يسرقون الكتاب بأكمله، معتبراً أنه ليس من المنطق جلوس موظف مع كل طالب يدخل الكلية لمراقبته.