روز فى اواخر العمر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

روز اليوسف صاحبة مجلة روز اليوسف المشهورة فى مصر

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
جريدة الأهرام
الشيخ يوسف وجريدة المؤيد
أول صحفى يسجن
أول احتجاب للصحف المصرية
الصحافة والسلطة
‘إنشاء صحافة بمصر
روز إليوسف
مصطفي أمين والأخبار
جريدة‏ '‏الصاعقة
تاريخ المجلات والجرائد المسيحية
الصحف والأحزاب
محمد حسنين هيكل
مجلة صباح الخير
صحف أباظية
دنيا الفن
على أمين
مجلة الأطفال ميكى
جريدة ‏مصر
مجلة إبداع
جريدة ‏المقطم‏
صحافة الأقباط
جريدة الوقائع
أول نقيب لصحفيين
New Page 7350

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الجمعة ١١ ابريل ٢٠٠٨ عدد ١٣٩٨ عن مقالة بعنوان [ نصف قرن علي رحيل روز اليوسف .. في لقائها الأول مع زكي طليمات سألته: تعرف تقشر بطاطس؟ ]
كانت سيدة قدت من حديد وصيغت من الرأفة والحنان، كانت مخلوقًا صلبًا وناعمًا في آن واحد وهناك كتاب مهم عنها للدكتور عبده إبراهيم صدر عام ١٩٦١م بعنوان «روز اليوسف.. سيرة وصحيفة».
وفي الكتاب أن روز كان لها ثلاث أمنيات الأولي هي أن تموت في بيتها وعلي فراشها، والثانية أن تموت في لحظة خاطفة دون معاناة طويلة من المرض، وأن تموت دون أن تري علم هيئة التحرير الأبيض والأحمر والأسود قد احتل مكان علم مصر الأخضر بالهلال والنجوم الثلاث.
عندما دخل ابنها وتلميذها إحسان عبد القدوس السجن الحربي يوم ٢٨ أبريل عام ١٩٥٤ وحتي ٣١ يوليو من العام ذاته مع صديقه إسماعيل الحبروك بتهمة العمل علي قلب نظام الحكم صدرت «روزاليوسف» وليس فيها كلمة واحدة عن ثورة يوليو وضباطها، بقرار منها وما أن أفرج عن إحسان وما أن وصل إلي بيته حتي دق جرس التليفون فرفع إحسان السماعة معتقدًا أنها أمه... فإذا به يسمع صوت عبدالناصر وهو يقول له: «هيه... أتربيت ولاّ لسه.. يا إحسان.. طيب تعال إفطر معايا.. ما تتأخرش.. أنا منتظرك»
ومرة أخري وفي العام نفسه ينتزعونه من بيته عنوة إلي السجن الحربي، وأبلغه «أحمد أنور» قائد السجن الحربي.. أنه متهم بالتآمر علي الثورة وفي هذه الليلة المشؤومة كانت أمه معه في البيت ولم تعد تحتمل «بحكم السن» المزيد من المصائب.
وعن يوم وفاتها كتب المخرج الراحل أحمد كامل مرسي تلميذها وصديقها: «ألقت بجسدها المتعب علي الفراش، وإلي جوارها زوجها قاسم أمين وبعض الأطباء، وظلت شجاعة إلي اللحظة الأخيرة، وهي تعرف أنها تموت، ومع ذلك لم ترتجف أو تجزع أو تحزن وظلت هادئة النفس باسمة الثغر، واسترد الله وديعته دون عناء أو تعب».
إحسان هو ابنها من الفنان محمد عبد القدوس رفيق رحلتها المسرحية والفنية.. وقد لعب دور والد لبني عبد العزيز في فيلم «أنا حرة» المأخوذ عن رواية لولده، وهو الباشا العثمانلي.. في أغنية عبدالحليم حافظ «يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي، حينما كان معه هو وعبد السلام النابلسي في السيارة حينما أراد اصطحابهما لقسم الشرطة.
أما آمال طليمات فهي ابنتها من الفنان زكي طليمات أحد رواد المسرح العربي كله، ويعرفه جمهور السينما المصرية عبر دوره في فيلمين شهيرين أولهما «يوم من عمري» ولعب فيه دور «والد زبيدة ثروت» والثاني في فيلم الناصر صلاح الدين حينما قام فيه بدور «أرثر».
زكي طليمات تحدث عن لقائه الأول بروز اليوسف، قائلاً: أردت أن تتاح لي فرصة لقائها وجهًا لوجه في أي مكان غير خشبة المسرح وقد اصطحبني أحد كتاب المسرح لبيتها وكانت آنذاك الممثلة النابغة، فتحت لنا الباب بنفسها ولا أعرف كيف فتحته فكانت تحمل في إحدي اليدين سكينًا وفي الأخري «فحل بطاطس» وجلست أمامنا ترحب بمقدمنا وهي تخرط البطاطس إلي أن انفتح فمها بالكلام
وقالت: اسمك إيه يا شاطر ولكن الشاطر الذي هو أنا لم يفتح فمه بالكلام إلي أن فتح الله علي الشاطر فذكر اسمه ولقبه فقالت: طيب اسم زكي مفهوم ولكن «سي طليمات ده يبقي إيه.. تعرف تقشر بطاطس.. طيب تعرف تطبخ.. فأجبت بالنفي فقالت تعرف ترقص كويس؟ فسألتها عن علاقة المطبخ بالرقص بالمسرح فقالت: لما تعرف العلاقة دي حاتبقي ممثل صحيح ولم أكن أدري أننا سنلتقي بعد ذلك أمام المأذون لأصبح لها الزوج والخصم وهذه الزيجة كانت الثانية مثلما كان لها ثلاث أمنيات كان لها ثلاث زيجات كانت الثالثة من قاسم أمين «ليس قاسم أمين محرر المرأة طبعًا».
أما المهندس الفنان محمد عبدالقدوس أحمد رضوان «الزوج الأول» فقد تعرفت عليه روزا سنة ١٩١٧م في حفل أقامه النادي الأهلي وعندما أراد الزواج منها طرده والده فاستقال من العمل الحكومي وتفرغ للفن، وسرعان ما تم الطلاق فيما كانت هي حاملاً في الشهر السابع بـ «إحسان عبدالقدوس» الذي ولد في أول يناير وأصر الشيخ أحمد رضوان والد الفنان محمد عبدالقدوس أن ينشأ إحسان في بيته بالعباسية وتولت عمته نعمات هانم تربيته إلي أن أصبح شابًا، فقرر أن يعيش مع أمه.
أما عن سيرة روزا فنشأتها غير معروفة علي وجه الدقة ولكنها كانت قاسية ومريرة، ففي العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت طفلة جميلة تعيش بين أسرة لبنانية في طرابلس بلبنان، وقرر أحد أصدقاء الأسرة أن يهاجر إلي البرازيل ورغب في أن يصطحب الطفلة «روز» معه وهنا همست لها المربية «خديجة» أن اسمها فاطمة وليس «روز» وأن والدتها «جميلة» توفيت عقب ولادتها وأن والدها هو «محمد محيي الدين يوسف» وقد سافر إلي استنبول ومن المرجح أنه توفي هناك وعندما رست السفينة في الإسكندرية لتتزود بما تحتاجه، صعد إليها اسكندر فرح لتحية هذه الأسرة فلقي الطفلة الجميلة فاصطحبها معه لتواصل السفينة رحلتها بدون روز التي عاشت في مصر، وتمنحها فنًا وصحافة وتظل خالدة إلي لحظتنا هذه..
ومع اسكندر عاشت جوًا فنيا، وبلغت الرابعة عشرة من العمر وظهر في حياتها الفنان الكبير عزيز عيد فمنحها أدوارًا ثانوية في أعماله، وضمها إلي فرقته التي ضمت أعلام الكوميديا مثل «نجيب الريحاني» و«أمين عطا الله» و«استيفان روستي» و«حسن فايق» وشاركتهم في «خللي بالك من دوللي» وأسس يوسف وهبي فرقة رمسيس عام ١٩١٢م فكانت بطلتها، ثم انضمت لفرقة نجيب الريحاني ولقبت باسم «سارة برنار الشرق».. إلي أن اعتزلت التمثيل.
أما عن مسيرتها الصحفية فقد انطلقت «كفكرة» من محل حلواني اسمه «كسَّاب»، مكان سينما ديانا حاليا، كان ذلك في أغسطس ١٩٢٥م وكان بصحبتها محمود عزمي وزكي طليمات وإبراهيم خليل وأحمد حسن وعرضت عليهم فكرة تأسيس مجلة فنية، زكي طليمات اقترح أن يكون اسمها «الأدب العالمي» لكنها اختارت لها اسمها «روزاليوسف» وحصلت علي ترخيص لمجلة أدبية مصورة ودعت محمد التابعي بمجلس النواب والمحرر الفني في الأهرام «حيث كان يوقع باسم حندس» إلي أن صدر العدد الأول من المجلة في ٢٦ أكتوبر عام ١٩٢٥م والذي كتب فيه التابعي وعبد القادر المازني ومحمد صلاح الدين وإبراهيم رمزي ومحمد لطفي جمعة وزكي طليمات وعبدالقادر حمزة وحبيب جاماتي ومحمود تيمور وأحمد رامي.
وفي ٢٥ مارس عام ١٩٣٥م صدرت روز اليوسف اليومية التي كان العقاد كاتبها الأول، بعدما ترك جريدة الجهاد التي يمتلكها محمد توفيق دياب.
روز اليوسف «الأم» في آخر حوار: أقف وراء كل سياسي يلف شرفه ووطنيته حول عنقه.. وأتخلي عنه عندما يخلع رباط عنقه
كتبت: كريمة حسن
نكاد نقطع بأن الحوار الذي نشرته مجلة «الإذاعة» في عدد ٥ أبريل عام ١٩٥٨، مع فاطمة اليوسف، الشهيرة بـ«روز اليوسف» تحت عنوان «مع أم الصحفيين روز اليوسف».. هو الأخير الذي أجري معها، لأن روز اليوسف توفيت بعد نشره بأربعة أيام فقط.
وتعود أهمية الحوار، ليس لهذا السبب فقط، وإنما أيضاً لأنه كان أشبه بالتداعي الذاتي لروز اليوسف.. فالإجابات أخذت شكل التراتب الزمني المتصاعد لمحطات مهمة من حياتها التي بدأتها روزا بمرحلة الطفولة.
تحدثت السيدة فاطمة اليوسف عن شخصيتها فقالت: «أبرز خط في شخصيتي هو الكفاح، والكفاح في حياتي طريق طويل لم يغطه أحد بالأسفلت، وقد مشيت الطريق كله علي ساقي حتي كلتا من السير وأصيبتا بضيق في الشرايين، ومازلت أسير، وضعتني المقادير علي أول الطريق وعمري ٥ سنوات، كان علي أن أكسب وأن أعول نفسي.. تلفت حولي فوجدت كل جماعة يملكون موهبة الظهور علي المسرح، ومع الموهبة بعض المال، يكونون جمعية للتمثيل ويحترفون الفن، وبدأت حياتي معهم (كومبارس)، كل يوم مع فرقة جديدة، أعتلي الخشبة المقدسة، وأقول كلمة أو كلمتين ثم أنزل، وقبل أن أزيل ألوان (الماكياج) أذهب إلي شباك التذاكر فيعطونني ٥٠ قرشاً أصرها في منديلي وأذهب لسبيلي!
وكان يدفعني إلي احتراف التمثيل عاملان.. عامل الكسب وميلي الجارف إلي أن أكون لنفسي بيتاً أضع فيه عفشاً وأضع في جيبي مفتاحه! ولحظة تجمع في يدي أول جنيه ذهبت إلي الموسكي واشتريت (كانون) من الحديد بخمسة قروش وحلة نحاس دفعت فيها ١٢ قرشاً ومرتبة وكرسياً وأشياء أخري دفعت فيها بقية الجنيه، واستأجرت حجرة من شقة تسكنها عائلة أرمنية في أول شبرا، وأصبح لي بيت أملك مفتاحه وعمري ١٢ سنة، والذين شهدوني في مطلع حياتي وأنا أقف علي المسرح قالوا إنني موهوبة، ولذلك حرصت علي أن أصقل موهبتي من خلال الأدوار الصغيرة التي كنت أمثلها.
وتستطرد روز اليوسف في حوارها الذي أجراه معها المحرر عبدالتواب عبدالحي قائلة: .. أخيراً وصل إلي دور البطولة الذي كان يملأ أحلامي، أسند إلي (جورج أبيض) سنة ١٩١٧ الدور الرئيسي في رواية (فلامبو) -الشعلة- وهي تمثيلية وطنية مترجمة عن الفرنسية.
ومن ذكرياتها المسرحية روت (سارة برنار الشرق): انتقل عزيز عيد بفرقته إلي مسرح (دار التمثيل العربي) كان يخرج رواية (عواطف البنين) ليبدأ بها الموسم، وكان في الرواية ٣ أدوار نسائية، بنت، وأم، وجدة.. كانت الفرقة تضم ٦ ممثلات سوريات، وكن جميعاً فوق الأربعين ما عدا «صالحة قاصين»، وأسند عزيز عيد دور البنت لها، ودور الأم إلي إبريز ستاني، ورفضت الباقيات واحدة واحدة أن يمثلن دور الجدة فأسنده إلي ولم أكن أتجاوز ١٦ سنة.. مثلت الدور بنجاح، فقد كان صوتي نحيفاً خافتاً بلا تصنع، وكانت الكلمات ترتعش علي شفتي ليس من الشيخوخة وإنما من فرط الخوف والارتباك، والثياب ثقيلة للغاية حتي انحني ظهري لثقلها، والأضواء كانت ترهبني فكنت أنكس رأسي وأخطو، علي خشبة المسرح وأنا أستند علي عصا وأتعثر في خطاي.
وتواصل روز ذكرياتها فتقول: من ٢٢ سنة (أي عام ١٩٣٦) كانت فرقة رمسيس تمثل رواية (غادة الكاميليا) علي مسرح رمسيس، وكان الإقبال علي المسرحية منقطع النظير، والمتفرجون من لحظة رفع الستار عن المشهد الأول حتي هبوطه علي المشهد الأخير يجلسون في خشوع وصمت وكأنهم في معبد بوذي،
وقد أحدثت المسرحية هزة كبري بين النقاد والناس من كل الطبقات، وبدأوا ينظرون إلي ممثلي المسرح باحترام، اعتزلت المسرح سنة ١٩٢٥، وفي سنة ١٩٣٤ وقع حريق كبير في قرية (محلة زياد) التهم القرية بأكملها، وتسابق الناس إلي التبرع لإعادة بناء القرية المحترقة، فقررت أن أعود إلي الخشبة المقدسة لأمثل دور البطولة في مسرحية (غادة الكاميليا) ليلتين فقط يخصص دخلهما لصالح القرية المنكوبة، وقبل أن يرتفع الستار كان محمد التابعي يجلس في الصفوف الأمامية وهو يهمس إلي أصدقائه من النقاد! ياتري هتعرف تمثل بعد الاعتزال الطويل؟! ومثلت دوري وإيماني بفني يصعد بي إلي القمة وكانتا ليلتين خالدتين، وفي فجر الليلة الثانية، غادرت خشبة المسرح بلا عودة إلي الأبد.
وعن كفاحها في الصحافة قالت روز: عشت مع روز اليوسف اليومية ثم الأسبوعية ٣٣ عاماً أنصهر في فرن السياسة، اهتزت الأرض من تحتي مرات ولم أهتز، وضعت أمامي مبادئي وأمضيت العمر أحميها من غربان السياسة وفئران القصر، كنت أقف وراء كل سياسي كبير يلف حول عنقه شرفه ووطنيته وأتخلي عنه في اللحظة التي يخلع فيها رباط عنقه.. ورداً علي سؤال: هل الصحافة مهنة قاسية؟، أجابت روزا: الصحافة في نظري ليست مهنة، إنها حب، والحب مهما شحن بالآلام لا يضني المحبين بل يسعدهم!!.
وعن رؤيتها للدنيا بعد التجربة الطويلة وهل تمتلك فهماً عاماً راسخاً يحميها من الأزمات النفسية؟ قالت: لا أقلق إلا من أجل شيئين ابني إحسان وابنتي آمال، ومستقبل صحيفة روز اليوسف.
روز «المجلة» زمان.. فن وسياسة وأسرار الوسط الصحفي
تحت يدنا ستة أعداد من الإصدارات الأولي لمجلة «روز اليوسف» يعود تاريخ إصدارها لأواخر عام ١٩٢٦م.
وبالطبع لا يتسع المجال لنتوقف بالقراءة تفصيلاً لكل مواد هذه الإعداد ولكننا نكتفي مؤقتاً بإطلالة انتقائية لبعض من هذه المواد لنقف علي اللغة والأسلوب الصحفي للموضوعات الفنية، في تلك الفترة.
وفي الصفحة الأولي مقال الافتتاحية، وأيضاً توصيف للمجلة يقول: صحيفة أسبوعية أدبية مصورة سياسية ونجد عليها أيضاً بعض التنويهات في رأس الصفحة فالاشتراكات «ستون قرشاً في السنة» والسعر خمسة قروش والمكاتبات: «باسم صاحبة ومديرة الجريدة السيدة روز اليوسف.. شارع جلال نمرة ١٠ - مصر».
وعن أجور ورواتب الكتاب والصحفيين في عام ١٩٢٦م، نجد موضوعاً طريفاً علي الصفحة التاسعة من العدد رقم «٥٤» من المجلة وهو عن رواتب وأجور الصحفيين والكتاب في مصر، وقد ذكر أجور الصحفيين والكتاب في «البلاغ» و«كوكب الشرق» و«الاتحاد» و«الكشكول» و«المصور» أما «البلاغ» فصاحبها ورئيس تحريرها هو حضرة صاحب العزة الأستاذ عبدالقادر حمزة عضو مجلس النواب، الذي ينوب عنه في رئاسة التحرير الكاتب الكبير عباس أفندي العقاد، الذي يتقاضي ٢٩ جنيهاً، وفي البلاغ أيضاً يتقاضي محمد أبوطائلة ٢٠ جنيهاً. وفي «كوكب الشرق» لصاحبها ورئيس تحريرها صاحب العزة أحمد بك حافظ عوض عضو مجلس النواب ويليه في رئاسة التحرير الكاتب الفكه الأستاذ جورج طنوس راتبه الشهري ٢٥ جنيهاً.
أما عبدالقادر المازني فقد كان يتقاضي ٦٠ جنيهاً عن رئاسته تحرير جريدة الاتحاد، وكان إسكندر أفندي تادرس «مخبر الجريدة» يتقاضي ٦٥ جنيهاً أي أعلي من رئيس التحرير، ويلي المازني في رئاسة التحرير حضرة الأديب طاهر أفندي حقي وراتبه ٢٥ جنيهاً. وفي «المصور» كان المحرر حبيب جاماتي يتقاضي ١٥ جنيهاً في الشهر أما الكاتب المشهور الأستاذ فكري أباظة المحامي وعضو مجلس النواب فقد اختلفت الناس في أمره فبعضهم يؤكد أنه يكتب افتتاحية المصور مجاناً لوجه الله وبعضهم يقول إنه يتقاضي في المقالة الواحدة ٣ جنيهات وإذا صح هذا الرأي فمعني هذا أن فكري أباظة كان أعلي الكتاب أجراً.
آمال طليمات «الابنة»: «روز» كانت «بتفك الخط».. وأخي إحسان تأثر برحيلها أكثر مني
كتبت: فاطمة أبوشنب
حكايات مطرزة بطعم الحنين.. ترويها الابنة آمال طليمات عن الأم «روزا» التي كانت مزيجاً عبقرياً من القسوة والحنان.. يتهدج صوت آمال وهي تستعيد ذكريات أبت أن تخفت رغم مرور السنوات قائلة: ما لا يعرفه أحد أنني كنت أعيش معها.
تحت سقف واحد في فترة الطفولة ولا أعرف هل هي مسلمة أم مسيحية، حتي فوجئت بها تأتي بمدرس لغة عربية يعلمني اللغة العربية لأنني كنت في مدرسة الليسيه الفرنسية وأول شيء ساعدتني في تعلمه هو قراءة الفاتحة والقرآن الكريم، أمها ماتت وأبوها تركها بمفردها وربتها أسرة مسيحية، هناك من قال إن عمرها كان ٧ سنوات وآخرون قالوا إنها كانت تبلغ من العمر ١٣ سنة وأنا أميل لهذا حيث يصعب علي طفلة عمرها سبع سنوات أن تترك البيت وتهيم علي وجهها وتضيف آمال: قيل عن «روز» إنها كانت لا تجيد القراءة والكتابة فكيف كانت تستطيع حفظ أدوارها في التمثيل علي الأقل كانت بتعرف «تفك الخط»، هي فعلاً كانت تقرأ وتكتب لكن لم تكن تكتب علي النحو المعروف في الصحافة فكان هناك من يكتب لها المقالات لكن المقالة كانت فكرتها.
«ماما» كانت شخصية غير عادية لا تقارن بهدي شعراوي التي ولدت لتجد نفسها تعيش في فيللا عندها سائق أما «روز اليوسف»، فالكل كان يعلم أنها محدودة الدخل، ولقد كانت حادة في تعاملها معي ومع أخي إحسان وكانت مختلفة عن المرأة الشرقية بعواطفها الجياشة فكنت أشتكي منها لوالدي فكان دائماً ما يقول لي: «والداتك لم تعش طفولتها ومنذ أن وعيت علي الدنيا ووجدت أقرب الناس قد تخلوا عنها فافتقدت الإحساس بالأمومة»،
فالمرأة الشرقية معروف عنها بأنها تحب «خلفة» الولد لكن أمي لم تستطع أن تحتفظ بالولد «إحسان» واعطته لوالده لكي يربيه لأنها كانت لا تمتلك مصروفاته كان لا يوجد لديها وقت لكي تدللنا، أهم شيء عندها العمل والمجلة وأتذكر أن عواطفها كانت تظهر في وقت الشدة فكانت تخاف علينا من نسمة الهواء وهناك واقعة طريفة حينما سافرت فجأة للإسكندرية عندما سمعت أن إحسان نجح ولكنه خرج بمادة «ملحق يعني» وأنه يجالس راقصة في كازينو علي البحر فلما ضبطته متلبساً «جرته» حبسته في المنزل وحلقت له شعره علي «الزيرو» حتي لا يخرج لمقابلة البنات لا أحد يمكنه فعل هذا غير «روزاليوسف» لكن إحسان أنكب علي المذاكرة ونجح في «الملحق» والدي كان موظفاً بحديقة الحيوان وقد تعرفت عليه وهي حامل في إحسان وتزوجته في عام ١٩٢٢ وأنجبتني في عام ٢٤ وعائلة والدي قاطعته لأنه تزوج من ممثلة لأن عائلة طليمات كانت عائلة كبيرة من الشام.
تركت يوسف وهبي في عام ١٩٢٣ بعد أن كانت النجمة الأولي وكانت عندما تتخذ قراراً لا تتردد فيه.
أذكر أنها أرادت أن ينتهي إحسان من تعليمه ليعمل معها في المجلة وأنها أرادت لي أن أكون رسامة كاريكاتير وأحضرت لي من يعلمني هذا الفن أمي كانت من الأساطير لا أحد يعرف شيئاً عن طفولتها، كما لم تحك هي شيئاً عنها ولم يكن يستطيع أحد أن يسألها من الواضح أنه كان ماضياً مؤلماً ورغم أنه من العرف أن البنت أكثر قرباً من أمها لكنني كنت أكثر اقتراباً من والدي.
أصعب اللحظات التي مرت علي أمي وكنت شاهدة عليها حينما دخلت إلي مقر «روزاليوسف» في شارع الفلكي ووجدت محضراً يقوم بحصر الأثاثات للحجز عليها في فترة صدامها مع «الوفد» حيث كانوا يقومون بشراء كل الجرائد من التوزيع لمنعها من البيع، وكذلك أذكر حالتها حينما تم اعتقال إحسان حيث كانت في فترة حداد ولجأت لكل معارفها وأصدقائها لكي يتدخلوا للإفراج عنه.
وكنت قد اقتربت من أمي بعد زواجي وإنجابي طفلي الأول «زكي» وأصبح إحسان مسؤولاً عن المجلة.
ومن أهم الصفات الي اكتسبتها منها احترام الكلمة وتحمل المسؤولية، أما والدي فاكتسبت منه إنسانيته.
«مالهاش» في الدعوات والاحتفالات وعلاقتها كانت قوية «بأم كلثوم»، لدرجة أنها رفضت أن تشهر بها وتفضحها في مجلتها مثلما فعلت صحف أخري حينما جاء لها أحد الأشخاص وأعطاها جوابات وأوراقاً تفيد بأنها متزوجة في السر، فأبلغت أم كلثوم التي أهدتها خاتم بفصوص الماس وفصاً أزرق من الزفير.
«روزاليوسف» لم تهتم بنفسها فاشتريت لها ساعة من الذهب وخاتماً بعدما تركت المجلة لإحسان وأنا ورثت منها خاتم «أم كلثوم» والساعة فكانت لا تهتم بالذهب وكانت دائماً تقول «سايبالكم مطابع».
والدتي لم تعترض علي زواج إحسان من لولا وكانت معترضة علي زواجه في ذلك السن الصغيرة فأنا وإحسان كنا حريصين علي الزواج لكي نكون أسرة لأننا كنا نعيش دون «لمة الأسرة».
«لولا» كانت متفهمة شخصية إحسان وكانت تعرف أن له مغامرات نسائية ولأنه كان وسيماً فلقد كانت البنات «بتجري وراه».
الفرق بيني وبين «روز اليوسف» وإحسان، إن «روز اليوسف» بعد ٨٢ سنة مازال اسمها في الشارع المصري ويعرفها كل الأجيال، وإحسان أيضاً رواياته تقرأ حتي الآن وقصصه مازال الشباب يبحث عنها، أما أنا فقد تلخص إنجازي في إنجاب أربعة أولاد هم: زكي طليمات وفاطمة وزينا ويوسف الجندي.
وأذكر أنه في يوم وفاة «روزاليوسف» أن البلد كلها سارت في جنازتها، ورفض إحسان عمل الأربعين قائلاً: «الناس عملت الواجب يوم الوفاة ولا داعي لأن يحضروا مرة ثانية»، لقد تأثر إحسان بوفاتها أكثر مني، لأنها كانت معه بصفة دائمة في المجلة.

 

This site was last updated 08/07/08