Home Up اليوبيل الماسى للأذاعة المصرية السنة الأولى للتلفزيون الإذاعية آمال فهمى بداية الإذاعة المصرية رسميا الإعلام وفكر المخابرات New Page 6722 New Page 6723 | | وطنى بتاريخ 6/7/2008 السنة 50 العدد 2428 عن مقالة بعنوان [ اليوبيل الماسي...للإذاعة المصرية ] إعدادالشريف منجودإيمان حجازي هنا القاهرة...بدأها أحمد سالم الناطق الأول للإذاعة المصرية في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31مايو1934 والتي حملت معها ذلك التاريخ الإذاعي فأخرجت في حروفها نبرات أثرت في آذان الشعب المصري وأحاسيسه. بدأت علاقة المصري بالإذاعة بظهور أجهزة اللاسلكي عام1923 والذي استخدم في الإرسال علي يد فريق من الهواة الأجانب حتي سعت العائلات الأرستقراطية لاقتناء هذه الأجهزة فظهرت محطات إرسال صغيرة مملوكة لأفراد عرفتبالمحطات الأهليةوذلك في القاهرة والإسكندرية,ومن أشهر هذه المحطات راديو الأميرة فوزيةوراديو فؤادوراديو مصر الملكية وراديو أبو الهول غير أن أصحاب هذه المحطات استغلوها وقاموا بالعديد من التجاوزات الأخلاقية نتيجة لغياب الرقابة وعدم ترخيص تلك المحطات..حتي أن صاحب راديومجازين ايجيبسيانكان يستخدم الراديو في مغازلة صديقة له.كما قام الشيخمحمود صبحعندما انتقدتهروز اليوسفبالرد عليها عبر الراديو فعزف علي العود كلمات قال فيهااللحن دا يطلع من إيدك ياست روز,ياوليه أفهمي بأه.ولم يقتصر دور المحطات علي الحب والتهجم فحسب بل أن تجار المخدرات استغلوها في ترويج بضائعهم بإذاعة أغان معينة ذات معان خاصة بالنسبة لهم,فأغنية(الجو راق)تعني أن تنشط العملية أما أغنية(الجوغيم)تعني أن يتوقف البيع وهذا دفع الحكومة إلي إنشاء إذاعة حكومية.في يوم21يوليو1932 لوقف تلك المهازل وعهدت إلي شركة ماركوني البريطانية بالإدارة لتكون وكيلا عن الحكومة المصرية لمدة عشر سنوات وإلغاء المحطات الأهلية.وفي أكتوبر 1932 تألفت لجنة لاعتماد برامج الإذاعة وتقرير التكاليف اللازمة لإقامة محطة إرسال أساسية بأبو زعبل يتبعها محطة إضافية بالإسكندرية وقدر لها نحو25ألف جنيه ميزانية وذلك لتكوين شخصية المصري وتسليته وإزالة الفوارق بين الطبقات وتعاقدت الإذاعة في عامها الأول مع أم كلثوم وعبد الوهاب كما كان لها الفضل في تقيم صالح عبد الحي ونادرة ونجاة علي وإذاعة موسيقي الجيش. في مجال العلم والأدب تعاقدت مع هيكل ومطران ورامي والآنسة مي وبهذا انتعشت حياة المصريين الفنية والثقافية خلال العام الأول والثاني لما تلقوه من محاضرات في كافة المجالات. في التوعية الصحية جاءت أزجال بيرم التونسي لتذاع في أبريل1935 بعنوانزجل الميكروبوقال فيها: *يا مرات حسين يا مرات قدري يا مرات يعقوب *تعا أسمعوا يعوض صبري زجل الميكروب *الميكروبات دي مبدورة في البيت والغيط *في كل حاجة محشورة حتي في الخيط لم تعبأ الإذاعة بالسياسة حينذاك ورفعت لواء الاستقلال بعيدا عن أي قوي سياسية ممثلة في الأحزاب أو القصر أو سلطات الاحتلال. في 1935دخلت الرواية المسرحية إلي ميكروفون الإذاعة حين نقل الراديو روايةكشكش بيهلفرقة الريحاني ولم تكتف الإذاعة بذلك فبدأت في تقديم التمثيليات الدرامية وأخرجت أول تمثيلية عام1942 بعنوان(حسن القرنفلي أفندي)تأليف يوسف جوهر وتمثيلية(زواج بالإكراه) إخراج السيد بدير,وفي العام نفسه نقل الراديو حفلات الأوبرا كأوبرا ملك وأوبريت سفينة الغجر لبيرم التونسي. كادت للإذاعة الريادة في الدعوة إلي حاجة مصر إلي نشيد وطني وذلك نظرا لاشتراك مصر في الدوره البرلمانية عام1936باقامة مسابقة فاز فيها مصطفي صادق الرافعي عند نشيده حماة الحمي يا حماه الحمي هلموا هلموا لمجد الزمن لقد صرخت في العروق الدما نموت نموت ويحيا الوطن يأتي ذلك النشيد تتويجا لمحاولات عدة بدأت مع القرن العشرين عند نضال مصطفي كامل ضد الاستعمار فقدم الحزب الوطني نشيدمصر أنتي الفدا.مصر أنتي المني. في مقدمات ثورة1919 خرج سيد درويش بكثير من الأغاني الوطنية الحماسية مثلبلادي بلادي لك حبي وفؤادي ونشيد يا عم حمزة. وقد حرصت الإذاعة علي التواصل مع الجمهور فأفردت في مجلتها الراديو بابا تحت عنواننحن والمستمعونلاستطلاع آراء الجمهور,وخصص رقم(46120)وهو رقم تليفون الإذاعة ليشارك الجمهور من خلاله في برنامج ليوسف حطاب يقدم كل يوم ثلاثاء حاملا في طياته مشكله ولكن بطريقة تمثيلية للمستمع وتتوقف المشكلة عند التاسعة والربع دون إيجاد حل لها وفتح الباب للمستمعين للاتصال وإيجاد الحلول وبعدها يعاود البرنامج في العاشرة إلا ربع مذيعا حلول المستمعين.وتحت بابمطرباتنا أمام الميكروفونتناولت الإذاعة عاداتهن مثل أم كلثوم ورحلة المنديل وفتحية أحمد والسلسلة الذهب حول إصبعها. في يونية1947 اتجه العمل لتعديل برامج الإذاعة تعديلا شاملا وذلك بعد أن دخل الراديو القري وصار الجميع يحتشدون حول مذياع واحد كان يوضع في مكان عام فكانت للقرية برامج خاصة تناولت حياة الفلاح وقيمة الأراضي الزراعية وطرق زراعتها وتم جميع التبرعات لإدخال الأجهزة للقري وتفعيل رؤي جديدة أطلقها محمود قاسم لبث برامج جغرافية تاريخية ثقافية لوادي النيل. استمرت الإذاعة تؤدي رسالتها بمنأي عند الأحداث السياسية حتي ذابت داخلها ونقلت جلسات مجلس الأمن في سبتمبر 1947 وترجمتها إلي العربية وأذيعت علي المحطة أول بأولا رحلة عودة النقراشي باشا من مجلس الأمن. ظلت مجلة الراديو وهي لسان حال الإذاعة حتي تبدل اسمها إلي مجلة الإذاعة المصرية وذلك لتمصير كل ما يمت للإذاعة بصلة,وكان من أولي شئونها مسألة تجديد الموسيقي وإتاحة الفرص لأصوات جديدة تحت إشراف لجان تحكيم للنظر فيما يقدم كما أدخلت الإذاعة قسم المراقبة العامة للبرامج ومسئوليته تتبع ميول المستمعين. وبرز دور الإذاعة مع نكبة 1948 فساهمت في جذب أعلام الفكر المصري مثل علي الجارم,وعلي محمود طه. تأججت أصوات الفنانين بأعمالهم الخالدة فغني عبد الوهابأخي جاوز الظالمون المديمن ألحان وكلمات علي محمود طه,كما نقلت الإذاعة في يونية 1948 حفلة أحيتها أم كلثوم وتم تخصيص إيرادها للترفيه عن الجنود في ميدان القتال. وهكذا...ظلت للإذاعة الريادة في تكوين الشخصية المصرية لما تبثه عبر الأثير من مختلف ألوان المعرفة والعلوم والفنون...فكانت في كل الأوقات أول ما يتجه إليه المصري ليعرف ماذا يجري وماذا يدور؟؟
****************************المــــــــــــــــــــراجع كتاب تاريخ الإذاعة المصرية *مجلة الإذاعة المصرية1952 *مجلة التحرير195 |