Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الضرب فى الميت حرام  

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك فاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
هل الخليفة الحاكم مجنون
الحاكم يهدم القيامة
إضطهاد الحاكم للأقباط
الضرب فى الميت حرام
الإختفاء العجيب للحاكم
أوامر الحاكم العجيبة
تولية الحاكم الخلافة
مسجد كان كنيس لليهود
الشهيدين أباكير ويوحنا
الدروز - مقتل الحاكم
جامع الخليفة الحاكم بأمراللّه
من هو الخليفة الفاطمى الحاكم

 

 الضرب فى الميت حرام شهداء الأقباط  فى عصر الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى


كان معظم الكتاب الذين يمسكون دفاتر الحكومة فى هذا العصر من الأقباط وكان رئيسهم إسمه غبريال أبو نجاح وهو فى درجه رئيس ديوان الحكومة الآن فقال له الحاكم يوماً : " أريد أن تتخلى عن دينك وتنكر مسيحك وتصير مسلماً فأجعلك وزيرى وتدبر أمور خلافتى ومملكتى " فقال له أبو نجاح : " إمهلنى إلى الغد حتى أشاور روحى " فأمهله وتركه يمضى فذهب أبو نجاح إلى منزله وأحضر اصدقائه وعرفهم ما جرى له معه وقال لهم : " أنا مستعد للموت على إسم السيد المسيح له المجد , ولم يكن غرضى فى إمهالى للغد مشورة روحى , وإنما قلت هذا حتى أجتمع بكم وبأهلى , وأودعكم وأودعهم وأوصيكم وأوصيهم .. والآن يا إخوتى – لا تطلبوا هذا المجد الفانى فتضيعوا مجد السيد المسيح الدائم الباقى , فقد أشبع نفوسنا من خيرات الأرض , هوذا برحمته دعانا إلى ملكوت السموات .. فلتقوُا قلوبكم فقد أتت الساعة لنشهد له " فقوى قلوب أصحابه وثبتهم ليموتوا على إسم السيد المسيح , وأعد لهم فى ذلك اليوم وليمة عظيمه وأقاموا عنده إلى العشية ومضى كل واحد لمنزله 0
وفى الغد ذهب أبو نجاح إلى الخليفة فقال له الحاكم بأمر الله : " يا نجاح هل طابت نفسك " قال : " نعم " قال له : " على أى دين ثبت رأيك " قال : " بقائى على دينى " فحاول الخليفة إستمالته بشتى الطرق بالترغيب مرة والترهيب مرة أخرى أن يجبرة ليغير رأيه ويترك مسيحيته ويصير مسلماً فلم يفلح ولم يقدر أن يميل نيته وتمسكه بالمسيح .. فأمر أن تنزع عنه ثيابه وأن يشد على الهنبازين ويضرب .. فضربوه 500 سوط وقال إبن المقفع : " أن جسمه كان ناعم وتقطع لحمه وسال دمه مثل الماء , وكانت السياط من عروق البقر لا يحتمل الجبار منها سوطاً واحداً فما بالك ذلك الرجل المتنعم
المرفه " ..

وأمر الخليفة أن يضرب حتى يتم ألف سوطاً وبعد أن ضربوه ثلثمائه سوط آخرين قال أبو نجاح : " أنا عطشان " فكفوا عن ضربه وذهبوا إلى الخليفة وأعلموه بطلبه فقال الخليفة : " إسقوه بعد أن تقولوا له إعتنق ديننا أولاً " فقالوا له ما أمرهم به الخليفة قال لهم أبو نجاح : " أعيدوا له ماؤه فإنى غير محتاج إليه لأن سيدى يسوع المسيح قد سقانى " وشهد القوم الذين ينفذون أوامر الخليفة وغيرهم أنهم أبصروا ماءً يسقط من على لحيته .. ولما أتم القول السابق سلم روحه فأعلموا الملك القاسى القلب بوفاته فأمر بأن يضرب تمام الألف سوط وهو ميت فضربوا الجثه المائتين الباقيتين من تمام الألف وهكذا تمت شهادته .. بركاته تكون معى ومعكم يا أبآئى وإخوتى آمين 0
ووضع الخليفة قلبه على العشرة كتاب أصحاب أبو نجاح فطالبهم أيضا بترك دينهم وإلا ينتقم منهم كما فعل بأبو نجاح فلم يطيعوه فأمر بعذابهم وضربوا بالسياط فلما تزايد ضرب السياط عليهم وآلامه أسلم منهم أربعة مات واحد منهم فى ليلتها أما الثلاثة الآخرون فقد رجعوا إلى مسيحيتهم بعد إنقضاء ومن الإضطهاد أما السته الباقون فقد ماتوا وهم يضرٌبون بالسياط وبذلك إسنشهدوا على إسم المسيح بركاتهم تكون معى ومعكم يا أبآئى وإخوتى آمين 0


قبطى واحد فقط شجاع هو الشماس بقيرة الرشيدى 00 الشهير بإبن بقر
فى وسط نار إضطهاد هذا الحاكم المسلم ظهر قبطى شجاع واحد فقط كان
هو الشمعة التى جعلت الإيمان المسيحى لا ينقرض من أرض مصر إنه الشماس بقيرة الرشيدى فهو شماس وكان أحد رؤساء الكتاب الذى يعنى وزيراً فى هذه الأيام فترك ديوان الخليفة وإستعفى من خدمته وحمل الإنجيل على صدره وصليب من الخشب فى يده وسار إلى قصر الخليفة صائحاً بأعلى صوته : " المسيح إبن الإله الحى 00 المسيح إبن الإله الحى " فلما سمع الخليفة صوته إغتاظ فأمر بإحضاره وأمره بإنكار دينه ويعتنق الإسلام فرفض واعلن إيمانه وصار يصرخ ثانية المسيح إبن الإله الحى ووصف لنا كتاب تاريخ البطاركة موقف القبطى الشجاع قائلاً (2) : " كان بقيرة كالصخرة القوية التى لا تضطرب وكان كلما خاطبه الخليفة الحاكم زاد صياحة قائلاً : " المسيح إبن الإله الحى " فأمر الحاكم أن
يلقى فى سجن الدم ويطوق عنقه بسلسلة حديدية ويلقى وكان بقيرة قوياً فى علاقته بربنا وبالرغم من السجن والسلاسل التى لا تجعله يجلس فقد كان دائماً يصلى فهذا هو وضع الصلاة .

شاهد لآلام الشماس بقيرة الرشيدى

كان شخص قبطى يعمل رئيس للنشارين قبطى إسمه مينا إستطاع أن يحصل على إذن ليزور البابا البطريرك فى السجن وكان بقيرة فى السجن الداخلى ( وهو مكان التعذيب وكان يطلق عليه فى السجن إسم سجن الدم ) وقد رأى بقيرة مكبلاً ومقيداً بالحديد ومشدوداً إلى وتد كبير مضروب فى الأرض قائم يصلى بالرغم من ثقل الحديد فى يده كان يصلى من كتاب ووجهه للشرق وكان فى نشوة روحية عميقة وعجيبة – ولما رآه بقيرة طلب منه أن يبلغ أسرته أنه سيكون معهم فى تلك الليله بل وقبل مغيب شمس ذالك اليوم 00

وكانت هذه نبوءه من رجل الصلاة الشماس بقيرة الرشيدى فقد أصدر الخليفة الحاكم بأمر الله مرسوماً بالإفراج عنه ومنحه الحرية أن يتجول حيث يشاء وأن يشتغل ما يروق له من المهن دون أن يتعرض له أحد 00 ,وإختار بقيرة الرشيدى أن يكون عمله هو مقاومة نار الإضطهاد الإسلامى ففتح دكانا لبيع القمح والأطعمة - وخرج بقيرة يطوف بعائلات الأقباط يمسح دموعهم ويقويهم ويشددهم ويعزيهم وسط شدائد الإضطهاد وضيقه وكان يوزع من دكانه على الفقراء والمحتاجين وكان يرسل كميات من القمح الوافره إلى بيوت الأغنياء الذين أخنى عليهم الدهر– وقد أنبأهم أنه بعد ثلاثة أيام سوف يرفع الرب الإله هذه الشدة 0

التــــاريـخ يـــخـلـد أعــــمـال بــقـيرة الرشـــيـدى

إن بعض الرجال لا يذكرهم حتى أقرباؤهم والبعض يذكرونهم بالخير خلال حقبه قليله من الزمن أما القليلين فيذكرهم التاريخ فى عصور لاحقه من خلال أعمالهم ومنهم الشماس بقيرة الرشيدى ومن أعماله :
(
3) كان الشماس بقيرة أحد أربعة ساعدوا الأسقف ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونيين فى جمع وكتابة سير البطاركة حيث أنه كان كاتباً – وقد تم نقله وترجمته من أصوله اليونانية والقبطية ومن كثير من المخطوطات التى كانت متوفره فى هذا الوقت وكان الأنبا ساويرس قد عاصر أوائل باباوية البابا شنودة الثانى (رقم 65) ولم يبلغ أحد من الأساقفه شهرة الأنبا ساويرس بسبب هذا العمل الشاق لأنه كان علامة فى اللغة اليونانية ومتبحر فى اللغة القبطية ومتضلعاً فياضاً فى اللغة العربية ملمأً بعلومها وأسرارها وقد ولد 915 م ورسم أسقفا فى باباوية البابا مينا الثانى ( رقم 61 ) وعاش ما يقرب من مائة عام وقد قال الأنبا ساويرس فى هذا الشأن : " هيأت لى العناية الإلهية الفرصة لأن أجمعها ( سير البطاركة ) كلها فى كتاب واحد , وقد شاء الآب السماوى أن يمد فى عمرى حتى بلغت التسعين فإستطعت بهذه النعمة أن أتمم وضع هذا الكتاب (4) " وكان أحد أمراء الأتراك المسلمين إستولى على رأس مار مرقس رسول المسيح له المجد لأرض مصر وأتى بها إلى مصر فإشتراها بقيرة الرشيدى منه بمبلغ ثلثمائة دينار وأرسلها إلى البابا زخارياس ( رقم 64) الذى كان يوجد فى دير القديس مكاريوس وكان وقتها هارباً من بطش الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله (5)0

الديانه الطاهرة النقية .. هى:
إفتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم
(1) والمحتاجين


بدأ الشماس بقيرى رئيس كتاب الديوان خدمته فى أعمال رحمه لا تعد ولا تحصى بعد خروجه من سجن الدم وقد وصل إلينا عملين فقط هما:
(1) الرغيف الأخير :
كان من عادة بقيرة أن يشترى خبزاً كثيراً ويوزعة على الفقراء ويبقى لنفسه رغيفاً واحداً – وكان من عادته أيضاً أن يصوم حتى المساء فجلس فى آخر اليوم ليأكل الوجبة الوحيده بهذا الرغيف المتبقى , فسمع طرقاً على الباب فقال لغلامه : " إبصر من يطرق الباب " ففتح الغلام الباب فوجد إنساناً يستر وجهه فقال له : " قل للشيخ بقيرة نسيتنى اليوم وما عندى ما أفطر به" – فدخل إلغلام وأعلم الشماس بقيرة بما قاله الرجل فما كان من محبته ورحمته للفقراء إلا أن أعطى الرغيف الوحيد للسائل وبات هو جائعا طاوياً ( صائماً ) إلى الليل لثانى يوم 0
(2) شهادة السيد المسيح بأن بقيرة هو وكيله الأمين
علم بقيرة يوماً أن قبطياً غنياً قد أحنى عليه الدهر وإفتقر وفقد ماله ولم يبق له شيئ إلا الثياب التى تستر جسدة وجسد عائلته وأنه فى حاله من الضنك يرثى لها ولم يستطع أن يطعم بيته , فأرسل له عشرة أرادب من القمح مع غلامه
الذى أفرغها أمام زوجته فسألته غلام من أنت فقال : " أنا أعمل عند بقيرة الرشيدى رئيس الكتاب "

 ولم يكن هذا الرجل موجوداً فى المنزل , فلما عاد الرجل وأخبرته زوجته بأمر القمح ومن أرسله إنزعج وصعبت عليه نفسه وبدأ يبكى بكاءاً شديداً ومراً على حالته وفقره لإفتضاح أمره , فراحت زوجته تهدئ من خاطره وفى النهاية طلبت منه أن يقوم ويصلى كعادته وإذا أراد يرد القمح إلى صاحبه بقيرة فى اليوم التالى صباحاً , ثم نام الرجل وراى فى تلك الليله فى حلماً السيد المسيح له المجد قائم أمامه وقال له : " لماذا أنت حزين ومتوجع القلب من أجل القمح " فقال له : " وكيف ياسيد لا يوجعنى قلبى وأنا من بعد ذلك الغنى والرحمة التى كانت لى ... وقد إنتهى بى الأمر إلى هذا الفقر حتى صرت أتصدق , فمن ألأفضل أن أموت بالجوع أفضل من هذا " فقال له السيد المسيح : " لا تحزن فإن هذا القمح ما هو لأحد بل هو لى وأنا أرسلته لك على يد وكيلى " قال له : " يا سيد ما جائنى من وكيلك بل من بقيرة الرشيدى الكاتب هو الذى أنفذه إلىَ " فقال كلمة الله : " كأنك لم تعلم حتى الآن أن بقيرة الرشيدى هو وكيلى الأمين ؟ !! " وعندما إستيقظ الرجل فرح فرحاً عظيماً وأعلم زوجته بحلمه فى المنام وعلما أن الرب لم ينسهما وطاب قلبهما بهذا العمل الإلهى عن طريق وكيلاً أمينا محباً للمسيح 0

************************************************************************

لماذا قتل الحاكم كاتبه : أبى القاسم ؟

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 145 من 167 )  : " فلما كان يوم الإثنين ثامن عشر ربيع الآخر منها أمر بقطع يدي كاتبه أبي القاسم عليّ بن أحمد الجرجانيّ فقطعتا جميعًا وذلك أنه كان يكتب عند السيدة الشريفة أخت الحاكم فانتقل من خدمتها إلى خدمة غين خوفًا على نفسه من خدمتها فسخطت لذلك فبعث إليها يستعطفها ويذكر في رقعته شيئًا وقفت عليه فارتابت منه فظنت أن ذلك حيلة عليها وأنفذت الرقعة في طيّ رقعتها إلى الحاكم فلما وقف عليها اشتدّ غضبه وأمر بقطع يديه جميعًا فقطعتا وقيل بل كان غين هو الذي يوصل رقاع عقيل صاحب الخبر إلى الحاكم في كلّ يوم فيأخذها من عقيل وهي مختومة بخاتمه ويدفعها لكاتبه أبي القاسم الجرجاني حتى يخلو له وجه الحاكم فيأخذها حينئذٍ من كاتبه ويوقفه عليها وكان الجرجانيّ يفك الختم ويقرأ الرقاع فلما كان في يوم من الأيام فك رقعة فوجد فيها طعناَ على غين أستاذه وقد ذُكر فيها بسوء فقطع ذلك الموضع وأصلحه وأعاد ختم الرقعة فبلغ ذلكُ عقيلًا صاحب الخبر فبعث إلى الحاكم يستأذنه في الاجتماع به خلوة في أمر مهم فأذن له وحدّثه بالخبر فأمر حينئذٍ بقطع يدي الجرجانيّ فقطعتا ثم بعد قطع يديه بخمسة عشر يومًا في ثالث جمادى الأولى قطعت يد غين الأخرى وكان قد أمر بقطع يده قبل ذلك بثلاث سنين وشهر فصار مقطوع اليدين معًا ولما قطعت يده حملت في طبق إلى الحاكم فبعث إليه بالأطباء ووصله بألوف من الذهب وعدّة من أسفاط ثياب وعاده جميع أهل الدولة فلما كان ثالث عشره أمر بقطع لسانه فقطع وحمل إلى الحاكم فسيّر إليه الأطباء ومات بعد ذلك‏.‏

******************************************************************************

قطع رأس الوزير الوزان

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 175 من 167 )  : " المسجد المعروف بزرع النوى هذا المسجد خارج باب زويلة بخط سوق الطيور على يُسرة من سلك من رأس المنجبية طالبًا جامع قوصون والصليبة وتزعم العامة أنه بني على قبر رجل يُعرف بزرع النوى وهو من أصحاب رسول الله‏.‏
وهذا أيضًا من افتراء العامة الكذب فإن الذين أفردوا أسماء الصحابة رضي الله عنهم كالإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ في تاريخه الكبير وابن أبي خيثمة والحافظ أبي عبد الله بن منذر والحافظ أبي نعيم الأصفهانيّ والحافظ أبي عمر بن عبد البرّ والفقيه الحافظ أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم لم يذكر أحد منهم صحابيًا يُعرف بزرع النوى‏.‏
وقد ذكر في أخبار القرافة من هذا الكتاب من قُبر بمصر من الصحابة وذُكر في أخبار مدينة فسطاط مصر أيضًا من دخل مصر من الصحابة وليس هذا منهم وهذا إن كان هناك قبر فهو لأمين الأمناء أبي عبد اللّه الحسين بن طاهر الوزان وكان من أمره أن الخليفة الحاكم بأمر اللّه أبا عليّ منصور بن العزيز بالله خلع عليه للوساطة بينه وبين الناس والتوقيع عن الحضرة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعمائة وكان قبل ذلك يتولى بيت المال فاستخدم فيه أخاه أبا الفتح مسعودًا وكان قد ظفر بمال يكون عشرات وصياغات وأمتعة وطرائف وفرش وغير ذلك في عدة آدر بمصر وجميعه مما خلفه قائد القوّاد الحسين بن جوهر القائد فباع المتاع وأضاف ثمنه إلى العين فحصل منه مال كثير وطالع الحاكم بأمر اللّه به أجمع لورثة قائد القوّاد ولم يتعرض منه لشيء وكثرت صلات الحاكم وعطاؤه وتوقيعاته فانطلق في ذلك فاتصل به عن أمين الأمناء بعض التوقف فخرجت إليه رقعة بخطه في الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وأربعمائة نسختها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله‏:‏ أصبحتُ لا أرجو ولا أتقي إلاّ إلهي وله الفضلُ‏.‏
جدي نبي وإمامي أبي ودينيَ الإخلاصَ والعدل‏.‏
ما عندكم ينفد وما عند الله باق المال مال اللّه عز وجلّ والخلق عيال اللّه ونحن أمناؤه في الأرض أطلق أزراق الناس ولا تقطعها والسلام‏.‏
ولم يزل على ذلك إلى أن بطل أمره في جمادى الآخرة من سنة خمس وأربعمائة وذلك أنه ركب مع الحاكم على عادته فلما حصل بحارة كتامة خارج القاهرة ضرب رقبته هناك ودفن في هذا الموضع تخمينًا واستحضر الحاكم جماعة الكتّاب بعد قتله وسأل رؤساء الدواوين عما يتولاه كل واحد منهم وأمرهم بلزوم دواوينهم وتوفرهم على الخدمة وكانت مدّة نظر ابن الوزان في الوساطة والتوقيع عن الحضرة وهي رتبة الوزارة سنتين وشهرين وعشرين يومًا وكان توقيعه عن الحضرة الإمامية الحمد للّه وعليه توكلي‏.‏
----------------------------------------------------------------------------

1) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص 104

(2) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 108

(3) قصة الكنيسة القبطية - د/ أيريس حبيب المصرى – الكتاب الثانى – الطبعة السابعة – مطبعة الكرنك – رقم 4602 سنة 1975 م ص 444- 445
(
4) القديس البابا زخارياس البطريرك 64 – إعداد الراهب القس زخارياس الأنطونى – المطبعة دار الطباعة القومية بالفجالة – رقم الإيداع 9271 سنة 1994
(
5) يعقوب 1: 27

This site was last updated 11/03/11