Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شجرة مريم فى الصحافة المصرية 

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شجرة مريم
أخبار شجرة مريم بالصحافة
شجرة‏ ‏مريم‏

 

شجرة مريم مزار مقدس للباحثين عن الشفاء والإنجاب .. اختبأت تحتها العذراء هرباً من الرومان وغسلت السيد المسيح بمائها
شجرة مريم مزار مقدس للباحثين عن الشفاء... والإنجاب
طه: النساء يشربن من البئر لعلاج العقم أملاً في الإنجاب
القمص متى: البلسم نبت بجوار الشجرة مع أنه لا ينمو في مصر
سعدية: مازالت أسماء جنود الحملة الفرنسية على الشجرة حتى الآن
الحاج محمد: سمعنا ونحن صغار أن الدماء سالت من الشجرة

السياسة القاهرة - أنور الجعفري:  29/07/2010
تعد شجرة مريم من أهم وأشهر المزارات التي خلفتها رحلة العائلة المقدسة الى مصر, فبعد أن علم الحاكم الروماني بنبوءة مفادها أن الطفل الوليد يسوع يمثل خطراً أو تهديدا للعرش, أمر بقتله, وسارع الأعوان والأتباع في طلب الطفل, ولكن الأم السيدة مريم العذراء كانت قد قررت الرحيل من أرض فلسطين الى مصر, ومعها وليدها ورفيق الرحلة يوسف النجار, وخرج وراءهم الجنود والأتباع, حتى وصلوا إلى منطقة المطرية, وعند شجرة الجميز اختبأ الثلاثة, بين الفروع والأغصان التي تدلت, وكأنها تريد أن تحميهم وتخفيهم عن العيون, حتى مر الجنود وخرج الثلاثة, وكان بجوار الشجرة بئر, فقامت السيدة العذراء بغسل الوليد من ماء البئر, ومرت بالأماكن المحيطة, والتي أصبح لكل مكان فيها حكاية, ومن يومها أصبح المكان عموما, والبئر والشجرة خصوصاً, مزارا مقدسا للجميع, يطلبون فيه البركة والشفاء, وأصبح اسم مريم مسيطرا على المكان بصورة واضحة فأطلقوه على المدرسة, والمكتبة, والكافيتريا, ومحال المصوغات والمجوهرات والكنيسة, حتى الشوارع وبعض العمارات لا تخلوا من اسم مريم.
"السياسة" زارت شجرة مريم والتقت بالمحيطين بها والمسؤولين عن رعايتها فكان هذا التحقيق:
تقول سعدية شاش مفتشة الآثار بالموقع: المكان هنا يبعث على الهدوء والراحة النفسية, وهو مزار مقدس للجميع, ويأتي إليه الأجانب والمصريون من المسلمين والمسيحيين, ومن جميع الطبقات والشرائح والثقافات, وبالنسبة للشجرة فهي كما تروي المصادر التاريخية اختبأت فيها السيدة العذراء والسيد المسيح ورفيق الرحلة يوسف النجار, ومن البئر المجاور للشجرة غسلت السيدة العذراء ابنها الوليد, وهناك رواية تاريخية تقول بأن النبات المسمى البيلسان أو البلسم نبت بجوار الشجرة رغم أن موطنه الأصلي فلسطين, وهو الذي يستخرج منه زيت البلسم الشافي, وموجود في الكنائس, ويستخدم في أغراض دينية حتى أن الشارع المجاور أطلق عليه اسم شارع البلسم, وهناك قصة أخرى شهيرة, وهي أن جنود الحملة الفرنسية أصابهم رمد في عيونهم ومرض جلدي, فزاروا المكان واغتسلوا من البئر, وطلبوا الشفاء, فتم شفاؤهم وزاروه مرة أخرى وحفروا أسماءهم على الشجرة, ومازالت الحروف الأجنبية موجودة حتى الآن.
نصف دستة أولاد
وإذا كان هذا ما روته الذاكرة التاريخية التي تعتمد على التوثيق, فماذا قالت الذاكرة الشعبية التي تعتمد على الروايات الشفهية? تقول أم مريم التي رفضت التصوير حيث إنها من جذور صعيدية في محافظة المنيا: لي قصة قديمة مع الشجرة والبئر, فعندما جئت من الصعيد الى مصر, سكنت بجوار سيدة كان اسمها أم عبد الفتاح كانت في أيام صيامنا لا تأكل أمامي اللحوم, وأنا لا أتناول أمامها الطعام في رمضان, ولما رأت لهفتي على الإنجاب بعد سنين من الزواج, واليأس من كثرة العلاج, وصفت لي المكان, وبالفعل أتيت وبكيت, وإحدى السيدات أعطتني زجاجة ماء, قالت لي إنهم أحضروها من البئر, وقالت لي: عندما تعودين إلى بيتك إغسلى بها جسدك, وبعدها بشهور أحسست بألم الحمل, حتى أن جارتى أم عبد الفتاح طلبت مني أن أسمي المولود مريم لو كانت بنتا وبالفعل جاءت بنتا وأطلقت عليها اسم مريم وبعدها أنجبت 6 من الإناث والذكور.
وتروي أم مريم قصة أخرى عن إحدى قريباتها من الفتيات, فتقول :كانت البنت جميلة , وفجأة ظهر على جسمها طفح جلدي, وأشياء مثل الدمامل والخراريج, واحتارت في العلاج من أدوية ومراهم وكريمات, فقلت لأمها :إذهبي بها لشجرة مريم, وأحضرا معكما ماء من البئر, لتغسل جسمها فنظرت لي الأم نظرة يأس رأيت فيها استخفافا بكلامي, ولم تذهب, فقمت أنا في الصباح, وأخذت الفتاة معي وذهبنا وزرنا, وما أن جلسنا تحت الشجرة, حتى رأيت نظرة سعادة في وجهها وعدنا الى البيت, ولاحظت الأم أن حالة ابنتها النفسية تغيرت, وأنها رجعت بوجه مشرق, والحمد لله شفيت البنت تماما بعد أسبوع, وبقيت بعض التغيرات الخفيفة في لون الجلد اختفت تدريجيا, ومن يومها ورغم السنين, فإن البنت لا تنسى هذا الموضوع, وتحبني حبا كبيرا.
حارة الخمير
وهناك قصة غريبة يرددها الأهالي, ولكنها غير مؤكدة, وتتضارب الأقوال حولها, وهي خاصة بحارة تسمى حارة الخمير, وتدور القصة حول مرور السيدة العذراء بهذه الحارة, وانها طلبت منهم بعض الخبز, فرفضوا, فحزنت السيدة العذراء, ومنذ ذلك اليوم لم يختمر عجين أو خبز في هذا المكان, في حين يروي البعض أن هذا يتم لمدة يوم واحد في السنة, وربما يكون اليوم الذي منعوا فيه الخبز عن السيدة العذراء.
ومن المجاورين للشجرة طه احمد طه الذي قال: دائما نرى السياح يأتون لزيارة هذا المكان, لأن مزار شجرة مريم مشهور ومعروف, وكذلك يأتي المصريون, وتزداد الزيارات في أيام الأعياد, وخصوصاً أعياد الميلاد, وهناك سيدات تأتي للتبرك بالمكان, أو بهدف الإنجاب, لأن هناك من يعتقد في أن شرب ماء البئر يعالج العقم, وهناك من يأتي من أجل الشفاء من الأمراض الجلدية, فيأخذ من ماء البئر ليشرب ويغتسل طلبا للشفاء.
العم زيتونأما الحاج محمد الدسوقي وشهرته زيتون, فيقول :المكان تغير تماما عما كان عليه من قبل, فأنا رأيت المكان وعاصرته منذ الأربعينات, وظل لسنوات طويلة من دون سور, ولكن بعد ازدياد حركة الأجانب لاحظنا عملية بناء السور والشكل الحالي, ودائما نرى الناس يأتون للزيارة العادية, ومنهم من يأتي للشفاء من الأمراض لما يسمعونه عن هذا المكان, وهناك شيء غريب سمعناه ونحن صغار, وهو أن أحد الأشخاص ضرب الشجرة بحجر, فسالت منها الدماء, ومن يومها لم يكرر أحد هذا الفعل, وحكايات أخرى كثيرة عن الشجرة والبئر والمكان كله عموماً.
البلسانومن الناحية الدينية يقول القمص صليب متى ساويرس راعي كنيسة الشهيد مار جرجس بالجيوشي: الناس يتبركون بشجرة مريم, ويزورونها لأنها تحمل قداسة كبيرة لهم, فهي التي ظللت السيدة العذراء والسيد المسيح أثناء مرورهم بمصر في رحلة العائلة المقدسة, ومن الغريب والعجيب أن الشجرة نبت بجوارها نبات البلسم الذي لا ينبت أصلا في مصر, وهذه النبات له بركة ويستخرج منه زيت البلسم, الذي يدخل في صناعة الأطياب والعطور, ويدخل في عمل زيت النيرون الذي يدخل في عملية التعميد, وهو من أسرار الكنيسة, وكل إنسان يذهب للشجرة, فهو يذهب حسب رغبته في البركة أو طلبا للشفاء, فهو مكان مقدس ومبارك, والكل يتبرك به ويعتقد فيه وفي بركته.

This site was last updated 10/12/13