جامع أبن طولون

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

جــامع أبن طولون الذى بناه قبطى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

 جـــــــامع أبن طولون

في القرن الثالث الهجري شيّد أحمد بن طولون جامعه وبه المئذنة الملوية ‏بناه أحمد بن طولون سنة (263هـ - 876م) وانتهى منه (265هـ - 878م) ويقع في مصر في ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب جنوب القاهرة (موقع مدينة القطائع).  وتعد مأزنته من أقدم المآذن بمصر، وهي على غرار مئذنة جامع سامراء بالعراق.

حيث تتكون مئذنة جامع أحمد بن طولون من قاعدة مكعبة يعلوها جزء أسطواني له سلم خارجي ملوي حيث كانت المآذن فى بداية عهدها فتعتبر ثانى أقدم مآذن فى تاريخ الإسلام ، في أعلاه مثمنات لها سلالم داخلية تنتهي بصفوف من المقرضات، وتنتهي قمتها بطاقية مضلعة.

. بعد أن أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم وأنشأ الميدان أمامه وبعد أن فرغ من تأسيس مدينة القطائع شيد جامعه الكبيرعلى جبل يشكر فشرع فى بنائه سنة 263 هجرية = 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية = 879م ووجد هذا التاريخ مدون هذا التاريخ على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة .

ويعتبر جامع أبن طولون ثالث الجوامع التى أنشئت بمصر كما يعتبر أيضاً من أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية ، وأول جامع أنشئ فى مصر هو جامع عمرو بن العاص  الذى بنى سنة 21 هجرية = 642م لم يبق أثر من بنائه القديم , و ثاني جامع هو جامع العسكر الذى بنى فى سنة 169 هجرية = 785/ 86م قد زال بزوال العسكر .

القبطى الذى بنى جامع أبن طولون

وقال جامع السيرة الطولونية‏:‏ وأما رغبته في أبواب الخير فكانت ظاهرة بينة واضحة فمن ذلك بناء الجامع والبيمارستان ثم العين التي بناها بالمغافر وبناها بُنْيَةً صحيحة ورغبة قوية حتى أنها ليس لها نظير ولهذا اجتهد المادرانيون وأنفقوا الأموال الخطيرة ليحكوها فأعجزهم ذلك لأنها وقعت في موضع جيرانه كلهم محتاجون إليها وهي مفتوحة طول النهار لمن كشف وجهه للأخذ منها ولمن كان له غلام أو جارية والليل للفقراء والمساكين فهي حياة ومعونة‏.‏
واتخذ لها مستغلًا فيه فضل وكفاية لمصالحها والذي تولى لأحمد بن طولون بناء هذه العين رجل نصرانيّ حسن الهندسة حاذق بها وإنه دخل إلى أحمد بن طولون في عشية من العشايا فقال له‏:‏ إذا فرغت مما تحتاج إليه فأعلمني لنركب إليها فنراها فقال‏:‏ يركب الأمير إليها في غد فقد فرغت وتقدّم النصرانيّ فرأى موضعًا بها يحتاج إلى قصرية جير وأربع طوبات فبادر إلى عمل ذلك وأقبل أحمد بن طولون يتأمل العين فاستحسن جميع ما شاهده فيها ثم أقبل إلى الموضع الذي فيه قصرية الجير فوقف بالاتفاق عليها فلرطوبة الجير غاصت يد الفرس فيه فكبا بأحمد ولسوء ظنه قدر أن ذلك لمكروه أراده به النصراني فأمر به فشق عنه ما عليه من الثياب وضربه خمسمائة سوط وأمر به إلى المطبق وكان المسكين يتوقع من الجائزة مثل ذلك دنانير فاتفق له اتفاق سوء‏.‏
وانصرف أحمد بن طولون وأقام النصرانيّ إلى أن أراد أحمد بن طولون بناء الجامع فقدّر له ثلاثمائة عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك‏.‏
فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر في أمره وبلغ النصرانيّ وهو في المطبق الخبر فكتب إليه‏:‏ أنا أبنيه لك كما تُحب وتختار بلا عمد إلاّ عمودي القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه فبناه‏.‏
قال‏:‏ ولما بنى أحمد بن طولون هذه السقاية بلغه أن قومًا لا يستحلون شرب مائها قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه‏:‏ كنت ليلةَ في داري إذ طُرِقَتْ بخادم من خدّام أحمد بن طولون فقال لي‏:‏ الأمير يدعوك فركبت مذعورًا مرعوبًا فعدل بي عن الطريق فقلت‏:‏ أين تذهب بي فقال‏:‏ إلى الصحراء والأمير فيها‏.‏
فأيقنت بالهلاك وقلت للخادم‏:‏ الله اللّه فيّ فإني شيخ كبير ضعيف مسنّ فتدري ما يُراد مني فارحمني‏.‏
فقال لي‏:‏ احذر أن يكون لك في السقاية قول‏.‏
وسرت معه وإذا بالمشاعل في الصحراء وأحمد بن طولون راكب على باب السقاية وبين يديه الشمع فنزلت وسلمت عليه فلم يردّ عليّ فقلت‏:‏ أيّها الأمير إنّ الرسول أعنتني وكدني وقد عطشت فيأذن لي الأمير في الشرب فأراد الغلمان أن يسقوني فقلت‏:‏ أنا آخذ لنفسي فاستقيت وهو يراني وشربت وازددت في الشرب حتى كدت أنشق ثم قلت‏:‏ أيها الأمير سقاك الله من أنهار الجنة فلقد أرويت وأغنيت ولا أدري ما أصف أطيب الماء في حلاوته وبرده أم صفاءه أم طيب ريح السقاية قال‏:‏ فنظر إليّ وقال‏:‏ أريدك لأمر وليس هذا وقته فاصرفوه‏.‏ فصُرِفتُ‏.‏ فقال لي الخادم‏:‏ أصبت‏.‏
فقلت‏:‏ أحسن اللّه جزاءك فلولاك لهلكت‏.‏
وكان مبلغ النفقة على هذه العين في بنائها ومستغلها أربعين ألف دينار وأنشد أبو عمرو الكنديّ في كتاب الأمراء لسعيد القاص أبياتًا في رثاء دولة بني طولون منها في العين والسقاية‏:‏ وعينُ معينِ الشُربِ عينٌ زكيةٌ وعينُ أجاجٍ للرّواةِ وللطُهْرِ كأنّ وفودُ النيل في جنباتِها تروحُ وتغدو بينَ مد إلى جزرِ فأرك بها مستنبطًا لمعينها من الأرضِ من بطنٍ عميق إلى ظهرِ يمرُّ على أرضِ المغافِرِ كلها وشعبانُ والأحمورُ والحيّ من بشرِ قبائلُ لا نوءُ السحابِ يمدُّها ولا النيلُ يرويها ولا جدولٌ يجري وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّانيّ النسابة في كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون‏:‏ سريع فخذ من الأشعريين هم ولد سريع بن ماتع من بني الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهم رهط أبي قبيل التابعيّ الذي خطف اليوم الكوم شرقيّ قناطر سقاية أحمد بن طولون المعروفة بعفصة الكبيرة بالقرافة‏.‏

بدر الجمالى وإصلاح جامع أبن طولون

. ففى سنة 470 هجرية = 1077/ 78م قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى بإصلاحات فى الجامع وجدت مثبته على لوح رخامى مركب أعلى أحد أبواب الوجهة البحرية وحسب أمر الخليفة المستنصر صنع محراب من الجص بأحد أكتاف رواق القبلة  هذا بالإضافة إلىا محرابين جصيين آخرين صنع أحدهما فى العصر الطولونى مع بناء الجامع والثانى فى العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة

 السلطان حسام الدين لاجين وإصلاح جامع أبن طولون

أقام السلطان حسام الدين لاجين سنة 696 هجرية = 1296/ 97م بعدة إصلاحات هامة هى : -

1 - القبة المقامة وسط الصحن والتى حلت محل القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله سنة 385 هجرية = 995م وكانت القبة الأصلية قد احترقت سنة 376 هجرية = 986م

 2 - ترميم المئذنة الحالية ذات السلم الخارجى

 3 - المنبر الخشبى

 4 - كسوة الفسيفساء والرخام للمحراب الكبير قاعدة القبة التى تعلو هذا المحراب محرابا من الجص مشابها للمحراب المستنصرى بالكتف المجاورة له

 5 - صناعة كثيرا من الشبابيك الجصية 

6 - إقامة سبيلا بالزيادة القبلية ثم قام بتجديده قايتباى فيما بعد ثم قامت بترميمه  إدارة حفظ الآثار العربية أخيرا.

إستعمال الجامع كمصنع للأحزمة الصوفية

وفى أواخر القرن الثانى عشر الهجرى - الثامن عشر الميلادى - أستعمل الجامع كله أو جزء منه مصنعا للأحزمة الصوفية وفى منتصف القرن الماضى ملجأ للعجزة.

الملك فؤاد الأول وإصلاح جامع أبن طولون

وقامت حفظ الآثار العربية سنة 1882م بترميمه وإصلاحه فى سنة 1918م بأمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا وتخلية ما حوله من الأبنية ورصد لذلك أربعون ألف جنيه أنفقت فى تقويم ما تداعى من بنائه وتجديد أسقفه وترميم بياضه وزخارفه.

تركيب الجـــــــامع

يتكون جامع أبن طولون ويبلغ طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا يحيط به من ثلاثة جهات - البحرية والغربية والقبلية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 متراويكون الجامع مع هذه الزيادات مربعا طول ضلعه 162 متر على وجه التقريب من صحن مكشوف مربع طول ضلعه 92 مترا يتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة وبوسطها حوض للوضوء ويوجد سلم داخل سمك حائطها البحرية يصعد منه إلى منسوب الرقبة, . ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استديرت أركانها على شكل أعمدة ملتصقة ويشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع وبأسفلة ركب الإزار الخشب القديم المكتوب عليه من سور القرآن الكريم بالخط الكوفى المكبر. الصورة المقابلة بواكى جامع أبن طولون  

ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة فى نوعها والتى لا توجد مثيلة لها فى مآذن القاهرة وأغلب الظن أنها اقتبست سلمها الخارجى من المنارة الأصلية للجامع وبنيت على نمط مئذنة سامرا وهى بنيت مربعة من أسفل ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا.

وشبابيك جامع أبن طولون جصية مفرغة متنوعة الأشكال ومختلفة العهود بين كل منها تجويفة مخوصة , أما الوجهات تنتهى أسوار الزيادات بشرفات مفرغة

ويقابل كل باب من أبواب الجامع بابا فى سور الزيادة ذلك عدا بابا صغيرا فتح فى جدار القبلة كان يؤدى إلى دار الإمارة التى أنشأها أحمد بن طولون شرق الجامع. ويتوسط جدار القبلة المحراب الكبير الذى لم يبقى من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التى تكتنفه وأعلى الجزء الواقع أمام المحراب قبة صغيرة من الخشب بدائرها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون وبجانب المحراب منبر عمله السلطان لاجين أيضا وحل محل المنبر الأصلى وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف دقيقة بارزة وهذا المنبر والتجديد تم فى حشوه فقط لهذا يعتبر من حيث القدم ثالث وأجمل المنابر القائمة بمصر:

المنابر القديمة الجميلة فى مصر

المنبر الأول : منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسينا والذى أمر بصناعته الأفضل شاهنشاه فى أيام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنة 500 هجرية = 1106م

المنبر الثانى :  منبر المسجد العتيق بقوص الذى أمر بصناعته الصالح طلائع فى سنة 550 هجرية = 1155م. .

 

 

 

This site was last updated 08/04/10