Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

بلدة عين نون

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نيقوديموس
عرس قانا الجليل
حَيّة النحاس | الحية النحاسية
يوحنا المعمدان يعمد السيد المسيح
عين نون بالقرب من ساليم
مكان استشهاد يوحنا المعمدان
البحر الميت
كفر ناحوم
الجليل

http://www.welcometohosanna.com/LIFE_OF_JESUS/020_Ministry1jacobwell.htm

in Aenon near to Salim,


قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

بلدة عين نون | عينون
اسم آرامي معناه "عيون" وهي بلدة، أو تجمع عدد من الينابيع، بالقرب من ساليم حيث كان يوحنا يعمد بكثرة لتوافر المياه (يو 3: 23). ولم يتفق العلماء بعد على تحديد المكان.
(1) فهناك اعتقاد بأن ساليم وعين نون يقعان في وادي الأردن، على بعد ثمانية أميال إلى الجنوب من بيسان. هذا رأي يوسيبيوس وجيروم.
(2) وهناك اعتقاد ثانٍ بأن ساليم هي قرية ساليم، إلى الشرق من نابلس بأربعة أميال وإلى الطرف الجنوبي من وادي فرعة، وإن عين نون كانت على منحدر وادي طباس الشرقي، إلى الشمال الشرقي من نابلس بعشرة أميال، وإلى الشمال من وادي فرعة بأربعة أميال.
(3) وبعضهم يعتقد عين نون في مكان ما من وادي فرعة، المليء بالينابيع، وإلى الشمال من القدس بستة أميال.

 

*******************

*************************

The precise location of Aenon (meaning "double spring") near Salim (meaning "peace") has long been debated, but it was likely midway between Judea and Galilee where ample springs flowed into the Jordan River. According to early church historian Eusebius (in his Onomasticon, written about 295 AD), Salim was 8 miles south of Scythopolis (the modern archaeological site of Beit She'an; Old Testament Beth Shan, 20 miles south of the Sea of Galilee). This would place Aenon near Tell er-Ridgha, a region of numerous springs, which fits the description in John 3:23 as having "plenty of water." Another possible location for Aenon is in a broad open valley called Wadi Farah, west of the Jordan and northeast of Nablus (Old Testament Shechem)

منذ فترة طويلة مناقشة الموقع الدقيق للعين نون (معنى "الربيع المزدوج") قرب سالم (معنى "السلام")، ولكنها كانت في منتصف الطريق المرجح بين يهودا والجليل حيث تدفقت ينابيع وافرة في نهر الأردن. وفقا لفي وقت مبكر الكنيسة مؤرخ يوسابيوس (في Onomasticon له، لكتابة رواية 295 م)، وكان سالم 8 أميال جنوب سكيثوبولس (موقع أثري الحديثة من بيت شيعان؛ العهد القديم بيت شان، 20 ميلا الى الجنوب من بحر الجليل). وسيكون هذا المكان عين نون قرب أخبر ER-Ridgha، وهي منطقة في العديد من الينابيع، والذي يناسب الوصف في جون 3:23 وجود "الكثير من الماء." آخر موقع ممكن للعين نون هو في واد مفتوحة واسعة تسمى وادي فرح، إلى الغرب من نهر الأردن والى الشمال الشرقي من نابلس (شكيم العهد القديم)



اكتشاف "عين نون قرب ساليم" المرتبطة بحياة النبي يحيى في وادي الأردن


وهيب: الاكتشاف يساهم في جعل الاردن مركزاً لاستقطاب السياحة الدينية عالميا

عمون - خاص - جميل السعايدة : تمكن الباحثون فى التاريخ الأردنى من فك لغز عين نون ساليم فى وادى الأردن والذى أشغل بال الرحالة والمؤرخين والباحثين منذ القرن الرابع الميلادى حيث تمكن الباحثين من إكتشاف هذا العين عند ملتقى وادى حسبان مع وادى الكفرين فى منطقة الرامة فى لواء الشونة الجنوبية مقابل ما يعرف منذ القدم "بقهوة حنا" وهو الموقع الذى أكد وجودة الرحالة والباحثين والمؤرخين وأثبتته الخرائط الجغرافية الأثرية بعد أن فشلت جهود البحث عن العين فى الجانتب الغربى من نهر الأردن حيث أظهرت نتائج الإكتشافات والمنسوجات الأثرية والفحوص المخبرية مكان العين التاريخى الذى ورد ذكرها فى الإنجيل المقدس وأظهرت النتائج للبحث الميدانى ظهور الينابيع المائية بجوار طريق الحج الرومانى وأبراج المراقبة وأماكن سكن الكهوف المقبرية والسكنية وكهوف الرهبان ومحطات الإقامة وغيرها من المبانى والمرافق التى كانت متواجده ولا زالت بقاياها فى الموقع المكتشف

*******************

وهيب: الاكتشاف يساهم في جعل الاردن مركزاً لاستقطاب السياحة الدينية عالميا
الاكتشاف يعتبر الأهم بعد موقع عماد السيد المسيح
الاكتشافات اشتملت على ظهور نبع عين ساليم ونبع الفوارة وبرك المياه والأبراج
وتل عين ساليم
المكتشفات الأثرية أكدت ظهور بقايا الطريق الروماني الممتد من موقع عماد السيد المسيح باتجاه عيون موسى وحسبان
أعمال المسح الميداني أظهرت انتشار عشرات الكهوف حول موقع عين ساليم خاصة الجهة الغربية المطلة على السهول
خلصت دراسة بحثية ميدانية الى اكتشاف موقع عين نون قرب ساليم المرتبط بحياة النبي يحيى (يوحنا المعمدان) في وادي الأردن الذي يبعد حوالي 6 كيلو مترات عن موقع المغطس الرئيسي, حيث يعد هذا الاكتشاف الاهم بعد اكتشاف موقع المغطس.
وبحسب الدراسة التي اجراها أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب وتنفرد "العرب اليوم" بنشرها فان هذا الاكتشاف هو نتيجة لاتباع أسلوب البحث العلمي في الاكتشافات الأثرية الذي اشتمل على التوثيق, والمسح الميداني, وأعمال التنقيب, والتحليل المخبري والدراسات المقارنة.
ويعتبر الدكتور وهيب صاحب الانجاز الكبير وكان وراء اكتشاف موقع المغطس الديني, الذي بات اليوم مقصدا اساسيا للحجم السياحي حول العالم.
وأوضح أن اكتشاف موقع عين نون قرب ساليم يؤكد أن أرض الأردن هي مهد الرسالات السماوية وأرض الحضارات التي تعاقبت عليها منذ فجر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
وفيما يتعلق بالأدلة والبراهين المؤكدة للاكتشاف تمثلت بظهور مواقع جديدة في المنطقة الممتدة ما بين موقع عماد السيد المسيح شرقاً باتجاه وادي أبو خروبة وصولاً إلى تل الرامة وسهول الكفرين حتى عين ساليم المطلة والمشرفة على وادي حسبان ووادي الكفرين ووادي الرامة, حيث أشارت النتائج إلى وجود أنابيب فخارية ممتدة من موقع عماد السيد المسيح باتجاه وادي أبو خروبة حيث تمتد الأجزاء المكتشفة منها لمسافة كيلومتر, حيث تم الكشف على طرف الوادي عن بركتين كبيرتين وقناة مياه حجرية تمتد لحوالي مائتي متر توصل بينهما, إضافة إلى قناة أخرى تمتد مئات الأمتار توصل المياه إلى هذا المجمع.
وقال انه لعل أبرز ما تم الكشف عنه هنا هو محطة الحجاج التي كانوا يأوون إليها أثناء مرورهم بمحطات الحج المسيحي على الجانب الشرقي, كما أكدت النتائج أن محيط تل الرامة يزخر بالعديد من الأبنية الدينية وخاصة الكنائس والأرضيات الفسيفسائية الملونة, والمقامات الدينية مثل مقام الخضر عليه السلام, مقام العجام, مقام جرهود وغيرها من الأماكن الدينية مثل قبر الشيخ فندي الفايز والمدافن التاريخية القديمة.
لكن الاكتشاف الأهم الذي قام فريق معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية بتوثيقه كان عين ساليم, حيث اشتملت الاكتشافات على ظهور نبع عين ساليم, نبع الفوارة, برك المياه, الأبراج, تل عين ساليم, ثم القناة الممتدة لمسافة نصف كيلومتر على طول امتداد الموقع باتجاه المحطات الصغيرة على جانبي وادي الرامة, كما ظهرت أحواض الترسيب (المناهل) التي أقيمت على هذه القناة.
وأكدت المكتشفات الأثرية ظهور بقايا الطريق الروماني الممتد من موقع عماد السيد المسيح باتجاه عيون موسى وحسبان, حيث اكتشفت الأبراج المخصصة لمراقبة الطريق كما ظهرت أجزاء الأعمدة الميلية التي كانت متواجدة على جانبي الطريق متدحرجة في الأودية المجاورة, حيث يخترق الطريق موقع عين ساليم الأمر الذي ساهم في تثبيت الموقع وإعطائه الأهمية القصوى خلال العصر الروماني, حيث أكدت المكتشفات الفخارية وأسلوب العمارة أن موقع عين ساليم يشكل أهمية كبرى في تاريخ العصرين الروماني والبيزنطي.
ويظهر من المواقع الرئيسية المحيطة بموقع عين ساليم مثل موقع تل الحمام, تل المطابع, تل أكتانو, تل الحصان, تل الكفرين, تل السد, تل حبسة, إن معظمها يرجع إلى العصر الحديدي الثاني أي ما يعادل 900-700 عام قبل الميلاد, وهي الفترة التي عاش خلالها نبي الله الياس (إيليا النبي) عليه السلام, ولعل الارتباط ما بين النبي يحيى والنبي الياس في هذه المنطقة واضحاً وجلياً, إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الارتباط بين السيد المسيح والنبي يحيى من جهة, وبين النبي موسى وهارون من جهة أخرى, باعتبار عيون موسى مرتبطة بعين ساليم, كما أكدت الدراسة وفرة الينابيع في هذه المنطقة بشكل لافت للنظر وكذلك المياه الجارية في الأودية المحيطة بعين ساليم, حيث أقام عليها سكان المنطقة حديثاً عدداً من الطواحين مثل طاحونة الرامة, طاحونة جودة, طاحونة الكفرين وغيرها, وأكدت نتائج التنقيب الأثري في موقع عين ساليم منذ عام 2002م, والتحاليل المخبرية التي أجريت على المكتشفات لاحقاً أنها ترجع إلى عام 900 قبل الميلاد, والعصرين الروماني والبيزنطي.
وأظهرت أعمال المسح الميداني انتشار عشرات الكهوف حول موقع عين ساليم وخاصة الجهة الغربية المطلة على السهول حيث أكدت النتائج أن وظائفها كانت لأغراض دينية, أعيد استخدامها لاحقاً لأغراض الحياة اليومية, ويلاحظ أن هذا المجمع من الأبنية والمنشآت المائية في عين ساليم ليس مرتبطاً بعيون موسى فحسب, بل أيضاً بموقع مكاور الذي يطلق عليه (مقام النبي يحيى ), حيث أن اكتشاف هذا الموقع يمثل ظهور الحلقة المفقودة في رحلة النبي يحيى (يوحنا المعمدان) ومساره من نهر الأردن عبر موقع عماد السيد المسيح إلى عين ساليم وعيون موسى ثم إلى مكاور جنوب مادبا.
وحول جهود العلماء في البحث عن عين نون ساليم, أكد الدكتور وهيب انه تم الرجوع إلى كافة المصادر والمراجع والخرائط التاريخية وخاصة ما كتبه المؤرخ يوسيبوس القيصري في القرن الرابع الميلادي الذي بحث عن عين نون ساليم جنوب بيسان, لكنه لم يستطع تحديده, ثم بركوبيوس وجيرمو اللذان سارا على نهج يوسيبوس في محاولة البحث عن موقع عين نون قرب ساليم على الجانب الغربي من نهر الأردن لكن دون جدوى, ثم حاول البعض إثبات أن ساليم ما هي إلا مدينة القدس التي كانت تسمى أورساليم, كما أقترح الرحالة الإنجليزي كوندر وادي الفارعة للبحث عن عين ساليم لكن أيضاً دون جدوى, وكذلك ذهب مذهبه كل من البرايت وربنسون وغيرهم, إلا أن تلك الجهود لم تفلح في العثور على المكان.
وقال انه من بدأ الرحالة والحجاج ورجال الدين يميلون إلى البحث عن موقع عين نون ساليم على الجانب الشرقي لنهر الأردن, حيث قادت الحاجة ايجيريا في القرن الرابع هذه الجهود واقترحت وادي اليابس قرب عجلون كموقع محتمل, ثم ذهب الباحث موميرتس إلى الاعتقاد بأن وادي جرم الموز في طبقة فحل هو عين نون وأن ساليم ما هي إلا تل شرحبيل قرب مقام الصحابي شرحبيل بن حسنة في الأغوار الشمالية, إلا أن الباحثين في الجانب الشرقي لم يتمكنوا من تقديم الأدلة الكافية على حقيقة الأماكن التي أقترحوها, ومن هنا تم الانطلاق نحو البحث عن عين نون ساليم في منطقة حوض الرامة والكفرين بعد اكتشاف موقع عماد السيد المسيح عام 1996م والمسمى في خارطة مأدبا عين نون صفصاف.
كما اتضح أن موقع عين نون ساليم مذكورة في الإنجيل (يوحنا 3: 23) أن أوصافها متطابقة بشكل كبير مع جغرافية المنطقة المكتشفة وأهميتها خلال العصر الروماني حيث كانت هذه المنطقة تسمى ليفياس, وأقيم فيها قصر شتوي للحاكم الروماني أغسطس, حيث كانت المنطقة تخضع لحكم هيرود انتيباس الذي كان على عداء مع النبي يحيى في هذه المنطقة الممتدة حتى مكاور.
وأشار كثير من الرحالة إلى نبع ماء عذب في هذه المنطقة كان معروفاً خلال العصر الروماني والبيزنطي وكان يستخدم لأغراض الاستشفاء من الأمراض الأمر الذي يؤكد أهمية المنطقة والمياه والينابيع الجارية فيها وخاصة لأغراض الطهارة والاغتسال والأستشفاء.
واستند د. وهيب الى ما اشار اليه الرحالة جون موسكس من القرن السابع إلى أهمية هذه المنطقة وارتباطها بحياة النبي الياس والنبي يحيى, هذا اضافة إلى ما ذكره المؤرخون عن كهف النبي الياس وكهف النبي يحيى اللذين يقعان إلى الشرق من نهر الأردن في منطقة حوض الرامة والكفرين, حيث اختفى بعد العصر البيزنطي اسم ليفياس من الوثائق بينما بقي اسم النبع المتدفق عين ساليم كدليل على أهميتها منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر.
وأكد د. وهيب, ولعل الأدلة الأكثر وضوحاً هو ما ذكره المؤرخ كوب في أبحاثه من أن المكان الذي تعرض فيه النبي يحيى إلى مضايقات الجنود الرومان يقع ليس بعيداً عن موقع عماد السيد المسيح, وهذه إشارة واضحة إلى موقع عين نون ساليم آخذين بعين الاعتبار أن النبي يحيى لا يمكنه التوجه إلى الجانب الغربي من نهر الأردن بسبب العداء الشديد لدعوته في تلك المنطقة من السامريين, فكان أن توجه إلى الجانب الشرقي من موقع عماد السيد المسيح إلى عين نون ساليم التي تم اكتشافها, التي تتميز أيضاً بالغطاء النباتي والسهل الأعرض في منطقة وادي الأردن من شماله إلى جنوبه.
وعليه فقد أكدت نتائج البحث العلمي بالأدلة المادية القطعية حقائق علمية جديدة ساهمت بشكل فعال في اكتشاف موقع عين نون ساليم, ولعل أبرز هذه الدلائل ما ذكره الرحالة الشهير انطونيوس الشهيد في كتاب (وصوفات الرحالة) أن اسم هذه المنطقة خلال القرن الخامس والسادس الميلاديين كان (ساليميدا), وهذا يتطابق إلى حد كبير مع الاكتشاف الذي تحقق, حيث يتكون الاسم من (ساليم + دا) مما يشير إلى التحريف اللغوي الطفيف الذي طرأ على التسمية منذ العصر الروماني, ولتأكيد ذلك تم الإطلاع والتثبت من سجلات دائرة الأراضي في منطقة السلط, سجل حقوق الرامة لسنة 1951م في الصفحة 1 و48 حيث تبين وجود اسم عين ساليم في حوض الداية, وهو نفس المكان الذي جرى فيه البحث, مما لا يضع مجالاً للشك في حقيقة الاكتشاف وأهميته وثبوت اسمه عبر الزمن.
ويتضح أن الاكتشافات الأثرية التي جرت في المنطقة ونتائج المسح الميداني العلمي, ووصوفات الرحالة المؤرخين والرحالة القدامى ونتائج فحص المكتشفات المخبرية تؤكد بما لا يقبل الشك أن موقع عين نون ساليم التاريخي المهم المرتبط بحياة النبي يحيى ( يوحنا المعمدان) قد تم اكتشافه في منطقة الرامة في لواء الشونة الجنوبية في وادي الأردن. وأن هذا الاكتشاف يعتبر مكملاً لسلسلة المواقع التي تم اكتشافها في موقع عماد السيد المسيح خلال الأعوام الماضية وأن أعمال البحث العلمي ما زالت مستمرة في المنطقة تثبت يوماً بعد يوم, أن أرض الأردن هي أرض مباركة وأرض الرسالات والأنبياء والشهداء.
دراسة ميدانية قامت بها صحيفة "العرب اليوم" الأردنية..
************

 وهيب: الاكتشاف يجعل الأردن مركزاً لاستقطاب السياحة الدينية

عمان-اسعد العزوني:
أدّت دراسة بحثية ميدانية أجراها أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية د. محمد وهيب إلى اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم المرتبط بحياة النبي يحيى عليه السلام في وادي الأردن الذي يبعد حوالي 6 كيلو مترات عن موقع المغطس الرئيسي، ويُعدّ هذا الاكتشاف الأهم بعد اكتشاف موقع المغطس.
وبحسب الدراسة ذاتها فإن هذا الاكتشاف جاء نتيجة لاتباع أسلوب البحث العلمي في الاكتشافات الأثرية الذي اشتمل على التوثيق، والمسح الميداني، وأعمال التنقيب، والتحليل المخبري والدراسات المقارنة.
ويُعدّ د. وهيب صاحب الإنجاز الكبير في هذا الشأن وكان وراء اكتشاف موقع المغطس الديني، الذي بات اليوم مقصداً أساسيّاً للحجم السياحي حول العالم.
ويُؤكّد اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم أن أرض الأردن هي جزء لا يتجزأ من مهد الرسالات السماوية وأرض الحضارات التي تعاقبت عليها منذ فجر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
وتمثلت الأدلة والبراهين المؤكدة للاكتشاف بظهور مواقع جديدة في المنطقة الممتدة ما بين موقع عماد السيد المسيح شرقاً باتجاه وادي أبوخروبة وصولاً إلى تل الرامة وسهول الكفرين حتى "عين ساليم" المطلة والمشرفة على وادي حسبان ووادي الكفرين ووادي الرامة.
وكشفت النتائج عن وجود أنابيب فخاريّة ممتدة من موقع عماد السيد المسيح باتجاه وادي أبوخروبة حيث تمتدّ الأجزاء المكتشفة منها لمسافة كيلومتر، وأسفر الكشف على طرف الوادي عن بركتين كبيرتين وقناة مياه حجرية تمتدّ لحوالي 200 متر تُوصّل بينهما، إضافة إلى قناة أخرى تمتدّ مئات الأمتار تُوصّل المياه إلى هذا المجمّع.
وقال د. وهيب: إن أبرز ما تم الكشف عنه هو محطة الحجاج التي كانوا يأوون إليها أثناء مرورهم بمحطات الحج المسيحي على الجانب الشرقي، كما أكّدت النتائج أن محيط تل الرامة يزخر بالعديد من الأبنية الدينية خاصة الكنائس والأرضيات الفسيفسائية الملوّنة، والمقامات الدينية مثل مقام الخضر عليه السلام، مقام العجام، مقام جرهود وغيرها من الأماكن الدينية مثل قبر الشيخ فندي الفايز والمدافن التاريخية القديمة.
وبيّن أن الاكتشاف الأهم الذي قام فريق معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية بتوثيقه كان "عين ساليم"، حيث اشتملت الاكتشافات على ظهور نبع عين ساليم، نبع الفوارة، برك المياه، الأبراج، تل عين ساليم، ثم القناة الممتدّة لمسافة نصف كيلومتر على طول امتداد الموقع باتجاه المحطات الصغيرة على جانبي وادي الرامة، كما ظهرت أحواض الترسيب (المناهل) التي أُقيمت على هذه القناة.
كما أكّدت المكتشفات الأثرية ظهور بقايا الطريق الروماني الممتدّ من موقع عماد السيد المسيح باتجاه عيون موسى وحسبان، وجرى اكتشاف الأبراج المخصّصة لمراقبة الطريق كما ظهرت أجزاء الأعمدة الميلية التي كانت موجودة على جانبي الطريق متدحرجة في الأودية المجاورة، حيث يخترق الطريق موقع "عين ساليم" الأمر الذي ساهم في تثبيت الموقع وإعطائه الأهمية القصوى خلال العصر الروماني، حيث أكّدت المكتشفات الفخارية وأسلوب العمارة أن موقع "عين ساليم" يُشكّل أهمية كبرى في تاريخ العصرين الروماني والبيزنطي.
ويظهر من المواقع الرئيسية المحيطة بموقع عين ساليم مثل موقع تل الحمام، تل المطابع، تل أكتانو، تل الحصان، تل الكفرين، تل السد، تل حبسة، منوهاً إلى أن معظمها يرجع إلى العصر الحديدي الثاني أي ما يعادل 900-700 عام ق.م، وهي الفترة التي عاش خلالها نبي الله إلياس (إيليا النبي) عليه السلام، ولعلّ الارتباط ما بين النبي يحيى والنبي إلياس في هذه المنطقة واضحاً وجليّاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الارتباط بين السيد المسيح والنبي يحيى من جهة، وبين النبي موسى وهارون من جهة أخرى، باعتبار عيون موسى مرتبطة بعين ساليم، كما أكدت الدراسة وفرة الينابيع في هذه المنطقة بشكل لافت للنظر وكذلك المياه الجارية في الأودية المحيطة بعين ساليم، حيث أقام عليها سكان المنطقة حديثاً عدداً من الطواحين مثل طاحونة الرامة، طاحونة جودة، طاحونة الكفرين وغيرها، وأكدت نتائج التنقيب الأثري في موقع عين ساليم منذ عام 2002م، والتحاليل المخبرية التي أُجريت على المكتشفات لاحقاً أنها ترجع إلى عام 900 قبل الميلاد، والعصرين الروماني والبيزنطي.
وبيّنت أعمال المسح الميداني انتشار عشرات الكهوف حول موقع عين ساليم خاصة الجهة الغربية المطلة على السهول حيث أكّدت النتائج أن وظائفها كانت لأغراض دينية، أُعيد استخدامها لاحقاً لأغراض الحياة اليومية، ويُلاحظ أن هذا المجمّع من الأبنية والمنشآت المائية في عين ساليم ليس مرتبطاً بعيون موسى فحسب، بل أيضاً بموقع مكاور الذي يُطلق عليه (مقام النبي يحيى )، حيث إن اكتشاف هذا الموقع يُمثّل ظهور الحلقة المفقودة في رحلة النبي يحيى (يوحنا المعمدان) ومساره من نهر الأردن عبر موقع عماد السيد المسيح إلى عين ساليم وعيون موسى ثم إلى مكاور جنوب مادبا.
وردًّا على سؤال يتعلق بجهود العلماء في البحث عن عين نون ساليم، أكد د. وهيب أنه تم الرجوع إلى كل المصادر والمراجع والخرائط التاريخية خاصة ما كتبه المؤرّخ يوسيبوس القيصري في القرن الرابع الميلادي الذي بحث عن عين نون ساليم جنوب بيسان، لكنه لم يستطع تحديده، ثم بركوبيوس وجيرمو اللذان سارا على نهج يوسيبوس في محاولة البحث عن موقع عين نون قرب ساليم على الجانب الغربي من نهر الأردن لكن دون جدوى، ثم حاول البعض إثبات أن ساليم ما هي إلا مدينة القدس التي كانت تُسمّى أورساليم، كما اقترح الرحالة الإنجليزي كوندر وادي الفارعة للبحث عن عين ساليم لكن أيضاً دون جدوى، وكذلك ذهب مذهبه كل من البرايت وربنسون وغيرهما، إلا أن تلك الجهود لم تفلح في العثور على المكان.
وأوضح أنه من بدأ الرحالة والحجاج ورجال الدين يميلون إلى البحث عن موقع عين نون ساليم على الجانب الشرقي لنهر الأردن، حيث قادت الحاجة إيجيريا في القرن الرابع هذه الجهود واقترحت وادي اليابس قرب عجلون كموقع محتمل، ثم ذهب الباحث موميرتس إلى الاعتقاد بأن وادي جرم الموز في طبقة فحل هو عين نون وأن ساليم ما هي إلا تل شرحبيل قرب مقام الصحابي شرحبيل بن حسنة في الأغوار الشمالية، إلا أن الباحثين في الجانب الشرقي لم يتمكنوا من تقديم الأدلة الكافية على حقيقة الأماكن التي اقترحوها، ومن هنا تم الانطلاق نحو البحث عن عين نون ساليم في منطقة حوض الرامة والكفرين بعد اكتشاف موقع عماد السيد المسيح عام 1996م والمسمّى في خارطة مأدبا عين نون صفصاف.
كما تبيّن أن موقع عين نون ساليم مذكورة في الإنجيل (يوحنا 3: 23) أن أوصافها متطابقة بشكل كبير مع جغرافية المنطقة المكتشفة وأهميتها خلال العصر الروماني حيث كانت هذه المنطقة تُسمّى ليفياس، وأُقيم فيها قصر شتوي للحاكم الروماني أغسطس، حيث كانت المنطقة تخضع لحكم هيرود انتيباس الذي كان على عداء مع النبي يحيى في هذه المنطقة الممتدة حتى مكاور.
وأشار كثير من الرحالة إلى نبع ماء عذب في هذه المنطقة كان معروفاً خلال العصرين الروماني والبيزنطي وكان يُستخدم لأغراض الاستشفاء من الأمراض الأمر الذي يُؤكّد أهمية المنطقة والمياه والينابيع الجارية فيها خاصة لأغراض الطهارة والاغتسال والاستشفاء.
واستند د. وهيب إلى ما أشار إليه الرحّالة جون موسكس من القرن السابع إلى أهمية هذه المنطقة وارتباطها بحياة النبي إلياس والنبي يحيى، هذا إضافة إلى ما ذكره المؤرّخون عن كهف النبي إلياس وكهف النبي يحيى اللذين يقعان إلى الشرق من نهر الأردن في منطقة حوض الرامة والكفرين، حيث اختفى بعد العصر البيزنطي اسم ليفياس من الوثائق بينما بقي اسم النبع المتدفّق عين ساليم كدليل على أهميتها منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر.
وأكد د. وهيب، ولعلّ الأدلة الأكثر وضوحاً هو ما ذكره المؤرّخ كوب في أبحاثه من أن المكان الذي تعرّض فيه النبي يحيى إلى مضايقات الجنود الرومان يقع ليس بعيداً عن موقع عماد السيد المسيح، وهذه إشارة واضحة إلى موقع عين نون ساليم آخذين بعين الاعتبار أن النبي يحيى لا يُمكنه التوجّه إلى الجانب الغربي من نهر الأردن بسبب العداء الشديد لدعوته في تلك المنطقة من السامريين، فكان أن توجّه إلى الجانب الشرقي من موقع عماد السيد المسيح إلى عين نون ساليم التي تم اكتشافها، التي تتميّز أيضاً بالغطاء النباتي والسهل الأعرض في منطقة وادي الأردن من شماله إلى جنوبه.
-------------------------------------------------------------
المصدر: جريدة الراية القطرية

This site was last updated 04/30/14