Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 جماعات الرهبان الأسينيين فى وادى قمران  

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مشروع اسرائيلي
حل لغز مخطوطات البحر الميت
جماعات الرهبان الأسينيين

تاريخ الأسطورة و الأديان
الفيس بوك 1/8/2021م
3 13 الأسينيين هل جاؤوا مع غزو النبي موسى أم مع غزو الملك أسوكا الكبير / إسكندر الأكبر؟! المسيحية التّوحيدية و ما علاقتها بنشؤ الإسلام؟
* د. هيثم طيّون Dr. Hitham Tayoun و د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels
جماعات الرهبان الأسينيين

هل جاؤوا مع غزو النبي موسى أم مع غزو الملك أسوكا / إسكندر؟!
أغلبكم بتّم تعرفون أنّ الإسلام النصراني أتى من اليهودية و أن تعاليم الإسلام هي نفسها تعاليم اليهودية هذا أمر نتمنى ألا يكون هناك خلاف عليه؟ طقوس الحج و ملابس الإحرام و حلق شعر الرأس و الوقوف على جبل عرفة و المبيت في لاهاي و تقديس الحجر الأسود كلها مُطابقة للهندوسية و البوذية فجميعها نفس الطقوس، الإله براهما هو النبي إبراهيم و الرهبان البراهميين هم الرهبان الأسينيين و لا يوجد شيء إسمه "سامي" أو "ساميين" فهذا مُصطلح خاطيء أطلقه بعض المُستشرقين، البتراء مدينة هندية أو بالأصح هندو-إغريقية بناها أشوكا الكبير حوالي 300 قبل الميلاد لتمجيد الإله شيفا / شيبا / سبأ إله كوكب زحل، و هو إله الديانة الموسوية اليهودية الرئيسي يهوه، و لم يبنيها قبائل "العرب" الأنباط. جماعات الرهبان الأسينيين كانوا من أعظم الأخويات الغنوصية في التاريخ القديم فهم نخبة اليهود، هؤلاء كانوا على معرفة معمقة بالكتب المقدسة أما بالنسبة للإبيونيين فالأمر مختلف عن الأسينيين فهم جماعة تفرغت من الرهبان النصارى أو النصرانيين حاولت أن تمشى عل خطى الأسينيين، لم تكن سرية كالأسينية و لم يكن لها شروط للإنضمام إليهم
فرق أو جماعات الأسينيين (بالعبرية: אִסִּיִים) (باليونانية: Ἐσσηνοί أو Ἐσσαῖοι أو Ὀσσαῖοι) هم طائفة يهودية ظهرت أثناء فترة الهيكل اليهودي الثاني، من الفترة الممتدة من القرن الثاني 2 قبل الميلاد إلى القرن الأول 1 الميلادي، و زعم بعض الباحثين أنّ بعض الكهنة انفصلوا بها بالأساس عن طائفة اليهود الصّدوقيين [1] و نظراً لقلة عددهم مُقارنةً بالفرّيسيين و الصّدوقيين، فقد عاش الأسينيون في عدة مدن في تجمُّعات تميل إلى الزُّهد و التّقشّف (عاشوا حياة عذرية دون زواج) و الفقر طواعيةً، مؤكِّدين على الطهارة. في الحقيقة تشاركت عدد من الجماعات الدينية الإعتقادات حول بعض المسائل مثل طبيعة الإله و الإيمان بالآخرة و شخص الماشيح و الزُّهد، و قد جمعها الباحثون جميعها تحت إسم «الإسينيون». و ذكر يوسيفوس فلافيوس في كتاباته من القرن الأول 1 الميلادي أنّ جماعات الأسينيين تواجدوا في تجمُّعات كبيرة، و أن عددهم كان بالآلاف مُنتشرين في المقاطعة اليهودية في فترة الحكم الروماني. و قد حظيت تلك الطائفة بشهرة واسعة حديثاً بعدما اكتشفت مجموعة ضخمة من الوثائق الدينية عُرفت ب(مخطوطات البحر الميت)، يُعتقد أنها كانت مكتبة للأسينيين، رغم عدم وجود دليل قاطع يُثبت أنها من كتاباتهم. و قد اشتملت تلك الوثائق على عدة أجزاء من عدة نسخ من الكتاب العبري لم تُلمس منذ قرون عديدة أولى قبل الميلاد حتى اكتشافها عام 1,946 م. و قد شكّك بعض الباحثين بأنّ تلك المخطوطات من كتابات الأسينيين [2] لا بل و شككت الباحثة راشيل إليور في وجود الأسينيين أنفسهم!! [3] [4] [5]
الإمبراطور العظيم آشوكا (أو الملك البوذي أسوكا / إسكاندا / إسكندر / إسقندر) الذي احتل المنطقة كلها (الإسكندر الأكبر)، هو من بنى مدينة البتراء و أنشأ عدة مدن أسماها باسمه كمدينة قندهار (إسقندهار) و الإسكندرون و الإسكندرية في وادي الأوراس و في سوريا و مصر، تزوج و مات في بابل، لم يكن بحاجة له لإرسال إرساليات من الرهبان البوذيين إلى بلاد الشام و فلسطين، و الراجح أنّ هؤلاء الرهبان قد جلبهم معه لأنه قام بغزو الشرق الأوسط ليُعيد نشر الديانة اليهودية الموسوية و يعيد أمجاد البوذا / النبي موسى الذي قام باجتياح و غزو منطقة الشرق الأوسط منطلقاً من التيبيت و فارس قبله بحوالي مئتي 200 سنة. نحن نعتقد أنّ هؤلاء الرهبان البوذيين هم نفسهم جماعة الأسينيين / المُعالجين / الأطباء الشافيين، و الأمر ليس أن الأسينيين كانوا موجودين أصلاً في فلسطين ثم وفد إليهم رُهبان بوذيين من أواسط آسيا فعلّموهم أسرار الديانة البوذية الموسوية إلا إذا كانوا موجودين أصلاً بُعيد غزو موسى للمنطقة و أنهم أتوا بالأصل مع النبي موسى؟ (و هو سؤال مطروح للنقاش و يحتاج للإجابة) فالأسينيين كانوا يتبعون تعاليم النبي موسى و يطالبون بتطبيق شريعة موسى!، لكنهم ربما كانوا من جماعة الرهبان البراهميين الذين جاؤوا مع غزو الملك أشوكا / أسوكا / إسكندر الكبير! المشكلة أن هذه الجماعات انقرضت و لم يعد لهم وجود أو أي أثر ما عدا أثر وحيد و هام جداً هي كتاباتهم النفيسة التي خلّفوها بما يعرف بمخطوطات خربة قمران (مخطوطات البحر الميّت)! رغم أنه يوجد هناك من يشكك أنهم هم من كتبوها، غير أنه من خلال ما كُتِبَ عنهم نلاحظ أنّ طريقة معيشتهم كانت تشبه طريقة معيشة كهنة بوذا!! فعندما يدخل رجل الدين البوذي و ينضم إلى السلك الكهنوتي يكون عمره من عام ل عامين فقط، ذلك لأن أمه تكون قد تبرّعت به لخدمة بوذا و تعلم أنها لن تلتقيه مرّةً أخرى أبداً. عندما يكبر الفتى يعرف أنه يتيم فهو لا يعرف شجرة عائلته و لا يحق له الزواج و لا يكون له أولاد، يأكل مع فريق الرهبان و من حقه وجبتين أو ثلاثة وجبات بكميات قليلة، لا يحق له أن يشتري أو أن يتملّك أي مُلكية. لا يُسمَح له بفتح حساب مصرفي في بنك و لا يحق له أن يرث أو أن يورث أي شيء لأنه أساساً لا يعرف عائلته و هو غير متزوج و لا يعرف أحداً من أقاربه ليرث منهم أو ليورثهم، و هو يقضي يومه في النُّسك و العبادة أو يسعى في البحث عن مُتبرِّع لبناء معبد لبوذا أو لمُساعدة مريض أو مُحتاج، و الغريب أنّ جماعات الرهبان الأسينيين هؤلاء عاشوا حياة طبق الأصل لحياة الرهبان البوذيين لكنهم تميَّزوا عنهم بارتدائهم للأليسة البيضاء (مثل ملابس الإحرام في الحج الإسلامي) بدلاً من الأردية الحمراء أو البرتقالية التي يرتديها الرهبان البوذيون! يعد كتاب التاريخ الطبيعي للمؤرِّخ الروماني بيليني (أو بلينيوس) الأكبر أقدم المصادر التي ذكرت تلك الطائفة [6]، و قد ذكر بليني الأكبر أنهم كانوا لا يتزوجون، زاهدين في المال، و أنّ تعدادهم كان بالآلاف. و بالرغم من قول فيلون السكندري بأنهم كانوا مُنتشرين في كل الأرض التي تواجدت فيها الجماعات اليهودية، إلا أن بيليني الأكبر حدّد تمركزهم في منطقة (عين جدي) بالقرب من البحر الميت و هي منطقة توافق مكان إكتشاف مخطوطات خربة قمران!
و قد ورد أيضاً ذكر الأسينيين في كتب يوسيفوس فلافيوس: [الحرب اليهودية] الذي كتبه حوالي سنة 75 م و [آثار اليهود] الذي كتبه سنة 94 م و [سيرة يوسيفيوس فلافيوس] الذي كتبه سنة 97 م، حيث ذكر أنهم هم و الفرّيسيين و الصّدوقيين يشكّلون المذاهب الفلسفية اليهودية الثلاثة [7]، و قد وصف فلافيوس الأسينيين بالتّقوى و التبتّل والزُّهد في متاع الحياة الدنيا و عيشهم في مُجتمعات تشاركية (إشتراكية) و الإلتزام الصّارم بتطبيق السبت اليهودي. و أضاف أنهم كانوا يُعمّدون أنفسهم يومياً بالماء (هذه ملاحظة مهمّة لداعمي مقولة أنّ يوحنا المعمدان و يسوع كانا منهم) و هي مُشابهة هامةً أيضاً لطقس العمادة أو الإغتسال بالماء عند جماعة المندائيين (الصابئة) المذكورين في القرآن إلى جانب النّصارى و الذين هادوا (أهل الهودانا / أهل الهداية / اليهود)، و ذكر أنهم كانوا يأكلون في جماعات، و يكرّسون حياتهم لفعل الخيرات، و يمتنعون عن التعبير عن الغضب، و يدرسون كتب الأقدمين بتعمُّق و يبحثون في أسرارها، و يقدسون أسماء الملائكة في كتاباتهم المقدسة. و قد حدّد بيليني أو بيلينيوس الأكبر كما ذكرنا آنفاً أماكن تمركزهم في البادية أو البرّية الواقعة شمال غرب شاطىء البحر الميت و هي المنكقة التي اكتشفت فيها مخطوطات البحر الميت، حيث أورد بيليني الأكبر ما يلي (النص مترجم بتصرف من اللاتينية): " قام الأسينيون Esseni بالفرار من الإضطهاد الذي تعرضوا له في مناطق شواطىء الساحل الغربي، و كونوا أمة لوحدها، عاشوا حياة هادئة بعيداً عن باقي العالم وراءهم، دون أي أبناء، و قد تخلّوا عن كل شيء، ناهيك عن نبذهم للمال، و كان مبدأهم يقوم على المُساواة بين الجموع تحت أشجار النخل (أو النخيل)، و قد انضم إليهم العديد من الأشخاص الذين تعبوا من مشقات الحياة و تلك الفروض و الواجبات اليومية التي كان عليهم أن يتعاملوا معها. و هذا يعني الآلاف الذين كانوا من مُختلف الأعمار الذين كانوا سعيدين بالقدوم للعيش في دولة القانون الأبدي (مثل المدينة الفاضلة لأفلاطون) الذي لا يميز بين أي أحد تلك الحياة التي لم تكن معروفة عند الآخرين! تحت هذه الظروف، كانت تعيش تلك الجماعات بالقرب من مدينة القدس. من هناك نأتي إلى مسعدة، و هو حصن بني على صخرة عظيمة، و هذه البلدة ليست بعيدة عن البحر الميت و يقطنها الآن هؤلاء اليهود" [8] (طبعاً معروف أنّ الرومان أبادوا أولئك المتحصنين في تلك البلدة الذين آثروا و أقدموا على الإنتحار الجماعي على الإستسلام للرومان بعد حصار طويل استمر لعدة أشهر و بعدما نفذت خلاله من عندهم الماء و جميع المؤن، دخل جنود الرومان البلدة ليجدوا جميع أهلها ميتين لم يبقى منهم على قيد الحياة أحد)
مُعتقدات الأسبنيين:
ترجع تسمية هذه الطائفة نسبة إلى كلمة (أسين)، التي تعني باليونانية الصامتين، أو المُمارسين، أو الأتقياء أو الورعين أو المغتسلين أو الحسديين Hasidim بمعنى المُشفِقين، و قد أُطلقت هذه التسمية على طائفة من العبرانيين نشأت قُبيل العهد اليسوعي في فترة حكم الدولة المكابية الأسمونية أو الحشمونية (150 - 30 ق.م.) و سكنوا منطقة خربة قمران قرب البحر الميت في الكهوف و المغاور، وفق شرائع محددة ملتزمة بالطهارة و العبادة و هي تختلف عن بقية الفرق اليهودية إختلافاً أساسياً في عقائدها و تقاليدها، فقد اتخذوا كما أسلفنا أعلاه، نظاماً تعبُّدياً نِسكياً خاصاً شديد التَّقشُّف و كان أتباعها من الرجال فقط لا نساء بينهم، و من أهم مبادئهم أنهم كانوا يُحرِّمون نظام الرّق و العبودية على عكس الفرق اليهودية الأخرى التي كان نظامها يقوم على الرِّق و الرِّبا، كما كانوا يُحرِّمون الملكية الفردية و يرفضون تقديم الذبائح و القرابين و يدعون إلى التّعايش السِّلمي بين جميع الشعوب، و كان أتباعها يغتسلون كل صباح في مياه الينابيع الصافية و يعتمدون في معيشتهم علي ما يزرعونه من الحبوب و الخضار و الفاكهة، و كانوا يستحضرون العقاقير و يجمعون الحشائش و يشتغلون بشفاء الناس من الأمراض، و قد آمنت هذه الطائفة أنّ الله هو الخالق الوحيد، و استمرت هذه الجماعة قائمة حتى عام 68 م حيث قضى عليهم الرومان. لكن يوجد هناك طرحٌ آخر مفاده أنّ هذه الجماعات بدأت تنقرض، و كان الأسينيون قد نسخوا تراثهم و حفظوه في كهوف خربة قمران في حوالي 400 مخطوطة على أمل العودة إليها مرة أخرى. إلا ان حكم الحشمونين و هي أسرة يهودية ثرية و مُتسلِّطة، عملت على إعادة العناصر و الطقوس الهندو-إغريقية السلوقية - الهيلينية، مما أثار غضب اليهود الأتقياء (الأسينيين) الذين عاشوا في خرائب قمران و كانوا يعتقدون، رغم قلتهم، بأنهم كانوا يعرفون الحقيقة و أنّ معظم (باقي) اليهود كانوا على ضلال. و قد مارست هذه الجماعات طقوس خاصة بها اتسمت بعدة سمات كان منها: 1. المعرفة بأسرار الكتاب المقدس و 2. الإهتمام بعلم الفلك و التنبؤ و 3. التّطهر قبل تناول الطعام و 4. كان الأسينيين مُقسَّمين إلى إثني عشر 12 (الرقم الفلكي الديني السومري المقدس) مجموعة بقيادة رئيس لهم كان يسمى (سـيـّد العدالة)، و 5. كانوا متخذين اللون الأبيض كملبس لهم و كما ذكرنا أعلاه، هناك الكثير من الإعتقادات بأنّ النبي يحيى بن زكريا / يوحنا المعمدان قضى وقت مع فرق الأسينيين هذه لتحضير مجيء الماشيح / المسيح / المسايا / المخلص / المهدي المُنتظر!
المسيحية التّوحيدية (الإبيونية الأريوسية النُّسطورية النُّصرانية) و علاقتها بدين الإسلام
الأسينيين كانوا جماعة من الرهبان اليهود ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻞ ﺑﺸﺮﻳﺘﻪ، أتى منهم فيما بعد ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﻴﻦ (القريبين من أفكار ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺁﺭﻳﻮﺱ نسبةً لمنطقة أريا أو آريا في أواسط آسيا، فآريوس لم يكن راهب نسطوري فقد عاش قبل زمن نسطور بحوالي قرن تقريباً و لم تكن النسطورية قد ظهرت للوجود بعد)، الذين كان منهم ﺍﻷُﺳﻘﻒ ﺛﻴﻮﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺼﻲ أستاذ نسطور، ﻭ ﻧﺴﻄﻮﺭ ﺃُﺳﻘﻒ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺑَﺤﻴﺮﺓ أو بحيرا (الراهب سرجيوس باحيرا كان على المذهب الأريوسي) ﻭ ﺍﻟﻘﺲ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﻭ باقي " المحمديين الأوائل" ﻭ ﻫﻢ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ لجماعة الإبيونيين (إبيون لا تعني راهب فكلمة الإبيونية تعني المساكين أو الفقراء אביונים "أفيونيم تلفظ بحرف V" في العهد القديم كما رأينا في البحث السابق، و التي كانت خلط من آباء الكنيسة (إيرينيئوس) و (أوريغانوس) و المؤلف المسيحي الأمازيغي ترتوليان) ﺍﻟﺬين كتبوا عنهم ﻓﻲ منتصف ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍلثاني ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭ ﻟﺬﺍ فهم ﻳُﻌَﺪُّﻭﻥ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮ-مسيحيين ﺍﻹﺑﻴﻮﻧﻴﻴﻦ ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ المحمدي الباكر (قبل تزاوجه مع الزردشتية في فارس في العصر العباسي الأول) ﻫﻮ في الأساس ﺑِﺪﻋﺔ يهو-مسيحية ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺔ توحيدية!!!
ملاحظة: الإبيونين (أتوا من النّصرانيين) شيء و الأريوسين (طائفة من المسيحيين) شيء آخر. نلاحظ قول أبو تراب (القائد سين / النّبي المحمّد النّصراني) في الرسالته المنسوبة له و التي قيل أنه وجّهها إلى هرقل الرّوم حاكم الشام آنذاك (مسيحي بيزنطي) يدعوه فيها إلى الإسلام: "أسلم تسلم، فإن تولِّيت يكون عليك إثم الآريسيين"، فبالنسبة لجماعة الإبيونيين يسوع المسيح هو ناسوت (بشر) كامل، أما عند الأريوسين فالمسيح كان ذو طبيعتين؛ ناسوت (جسد) و لاهوت (إله) لكن لاهوته غير كامل أي أنه إله لكنه أقل من الإله الآب الأكبر / الله أكبر (و هي إستمرار لعقيدة المسيح / أسطورة بعل الخضر إله الشمس و الخير و الخصب، فهو إله لكنه إبن إله القمر الإله إيل كبير الآلهة و رب الأرباب فهو أقل منزلةً و شأناً من الإله ئل / إل / إيل الكبير / الله أكبر / الآب / المُتَحَدِّر بالأساس من الإله السومري أن أو آن / آنو البابلي رب ملكوت و عرش السماء). أما عند الرهبان النّساطرة فالمسيح هو ﺟﻮﻫﺮ ﺇﻟﻬﻲ مُتمثِّل بالكلمة ﻭ ﺟﻮﻫﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ / بشري مُتمثِّل بيسوع، لكن هاتين ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻴﻦ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ و البشرية مُنفصلتين مُخالفين بذلك قانون الإيمان الذي اعتُمِدَ في مجمع نيسيا / نيقيا عام 325 م، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ فعندهم ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻃﻼﻕ تعبير "أم ﺍﻹﻟﻪ" أو "والدة الله" ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ و لكن التعبير الصحيح برأيهم هو "أم يسوع" أو "والدة المسيح". إذاً ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ كان يُخالف المسيحية التثليثية الرومانية ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻗﻨﻮﻡ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤُﺘَﺠَﺴِّﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺫﻭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻴﻦ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ غير المُنفصلتين! و طبعاً كانت كل تلك الحركات التي تسيّدت العالم المسيحي في القرون الأولى التي تلت موت يسوع الميلاد و حتى ظهور الإسلام الباكر مجرّد فلسفات لاهوتية و هرطقات و بِدَع راحت تتصارع في أروقة الكنائس و الصوامع و أديرة الرّهبان و في بلاط الحُكَّام أنفسهم. فاﻹسلام الإبيوني النّسطوري المحمدي الباكر هو بدون أي شك بدعة يهو-مسيحية توحيدية أي عقيدة نُصرانية!
النّصرانية التوحيدية (عقيدة القائد سين / الشاهين / صقر المملكة / ملك المناذرة / إيليا / عليا إياس بن قبيصة الطائي) كانت مُنتشرة بقبيلة طيء خاصةً في مملكة الحيرة و منطقة عين التّمر في شمال شرق شبه الجزيرة العربية عند قبائل اللخميين (المناذرة) الذين كانوا على خلاف مع الغساسنة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية و بلاد الشام ممن كانوا مؤمنين بعقيدة الثالوث المقدس (مسيحيي كنيسة بيزنطة و روما و اﻹسكندرية)، لكن المسيحية النصرانية التوحيدية (الإبيونية النّسطورية) كانت هي ديانة أغلب الناس في بلاد فارس و العراق و بادية الشام و اليمن لذلك أصبحوا بأغلبهم "مُسلمين" لاحقاً .. بخلاف الذين كانوا يؤمنون بالثالوث المقدس فقد كانوا أقلية في بلدان الشرق الأوسط لخلاف الأغلبية مع الحكام البيزنطيين آنذاك ..
العملة الساسانية (كل عُملات الساسانيين تحمل رمز النجمة و الهلال) أغلبها صُكَّت في (دارا بجيرد) جنوب طهران تحمل إسم (معاوية أمير ولوشنغين) و عبارات (بسم الله) و (محمد رسول الله). المشكلة أنه ترسَّخ في اللاوعي الجمعي الشّعبي أنّ عبارات "بسم الله" و "عبد الله" و "عبد الملك" و "أمير المؤمنين" التي هي عِبارات و صفات مسيحية صرفة، لم تكن ترمز إلا للمُسلمين فقط! لقد اطّلعنا على مئات العملات الأموية الذين كانوا مجرد حُكّام و ولاة محليين يحكمون تحت ظل التاج الساساني فلم نجد و لا أي دليل واحد فيها أنهم كانوا مُسلمين على الطراز العباسي!! يروي إبن حجر: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب!! .. هنا يجدر السؤال: كيف يُعقَل أنه قد تم العثور على مئات العملات تحمل أسماء ولاة و حكام "عرب" و لا يوجد في أي منها إشارة واحدة إلى الخلفاء الراشدين؟!! لا يوجد أي نقش أو أثر يتكلم عن علي أو عمر أو عثمان أو أبو بكر مع العلم أن كهنة العباسيين قالوا لنا أنهم كانوا يحكمون إمبراطورية مُترامية الأطراف؟! اللهم سوى ما يُعرَف ب"نقش زهير" و هو نقش يتيم عُثِرَ عليه مكتوب على حجارة جبل يذكر عمر موجود بمكة و هو يقرأ: "أﻧﺎ ﺯﻫﻴﺮ ﻛﺘﺒﺖ ﺯﻣﻦ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ 24 للهجرة (أي 24 سنة بعد عام 622 م أي ما يوافق عام 646 م)
* تفاصيل هذا النقش تجدونها على الرابط التّالي:
http://books.google.com/.../%D9%86%D9%82%D8%B4_%D8%B2%D9...
و ما يُعرَف ب"نقش حلحول" من السنة 55 هجرية أي ما يوافق سنة 677 م الذي عُثِرَ عليه بفلسطين و يقرأ:
"ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻻ إﻟﻪ إلا ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻫﺬﺍ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﺮﻣﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ
ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﺧﺮ من ﺳﻨﺔ ﺧﻤﺲ ﻭ ﺧﻤﺴﻴﻦ"
* و تفاصيل هذا النقش تجدونها على الرابط التالي:
discoverislamicart.org/database_item.php?id=object;ISL;pa;Mus01;48;ar
المسيحية التوحيدية (الإبيونية الأريوسية النسطورية) كانت هي ديانة أغلب الناس في بلاد الشام و مصر و اليمن و العراق و شمال أفريقيا و الأندلس. محاولة الدولة البيزنطية فرض عقيدة الثالوث المقدس عليهم بالقوة أدّت لانتفاضة المشرق و إلى طرد البيزنطيين من كامل الهلال الخصيب (العراق-الشام-لبنان-فلسطين-اﻷردن) و أيضاً من مصر، فالفتح "الفارسي" هو نفسه الفتح "العربي".. القادة الفرس الساسانيين هم نفسهم "العرب" اليهو-مسيحيين (الإبيونيين النسطوريين) كانوا هم الحكام في بلاد فارس (إيران حالياً) و قد سيطروا على حُكم تلك اﻹمبراطورية الساسعة المُمتدة من بلاد الهند و السند شرقاً إلى المغرب غرباً .. و بخلاف عبارات المدح و الثناء التي قيلت حول "عبد الملك" "بن مروان" بأنه قام بتعريب الدواوين و أول من صك النقود بالكتابات العربية الإسلامية و قام ببناء مسجد قبة الصخرة في فلسطين لم نجد أي عملة تحمل إسم "عبد الملك بن مروان" لكننا وجدنا عملات تحمل إسم مروان بن الحكم و إسمه في الحقيقة هو "مروانان"، أي من مدينة مرو فالنهاية "ان" في آخر الإسم كانت تحمل دلالة مكانية بمعنى: كان فلان من مكان كذا، أي أنه كان حاكماً لمدينة مرو التي تقع في تُركمنستان الحالية غرب بلخ في أفغانستان و التي كانت فيها كعبة النوبهار (نوفا هارا) المشرفة الأصلية (بلخ و مرو هما مكة و المدينة الواردتين في الرواية الإسلامية العباسية) أما من بنى مسجد قبة الصخرة فهو الخليفة المأمون و "المأمون" كان لقب ديني مسيحي للحاكم و ليس إسم علم و المأمون كان لقب للملك الفارسي الساساني (يزدجرد الثالث) و هذا ما يفسِّر وجود كلمة "المأمون" على النقش التأسيسي و في كتابات أحد الجدران الداخلية لمسجد قبة الصخرة و غياب إسم "عبد الملك بن مروان" الذي من المُفتَرض أنه هو من قام ببنائه و ذلك ببساطة لأنه في الحقيقة شخص يحمل إسم أو صفة عبد الملك بن مروان لا وجود له تاريخياً و هو موجود فقط في روايات كتب التراث الإسلامي!! في عهد آخر الملوك الساسانيين (هم أنفسهم "خُلفاء" العصر العباسي الأول) استطاعوا توحيد أطراف الإمبراطورية و في عهدهم بدأت الشخصية المُحمّدية الفارسية على الطراز العباسي في النضج و التّبلور و تمّ جمع القرآن و حذف و إضافة سور و آيات إليه (تلاعُب و تزوير) بمُساعدة الحاكم الحجّاج بن يوسف الثقفي الذي ولّاه الملك الساساني خسرو الأول حكم أقليم خراسان و الذي استولى على الحكم بعد قيامه بتدمير الكعبة و القضاء على ثورة عبد الله بن الزبير الثائر المتمرد المُطالب بالسلطة من الخكام الساسانيين!!
يتّضح معنا مما سبق أنّ الإسلام اﻷوّلي حينها كان من صنع مسيحي توحيدي (إبيوني أريوسي نسطوري نصراني) فارسي و كلمة "تاجر" بالفارسية القديمة كانت تعني (المُبَشِّر النُّسطوري) و اﻹسلام الحالي الذي ورثناه عنهم اليوم هو صناعة عبّاسية كتابته بدأت في عهد الملك الساساني يزدجرد الثالث (الخليفة المأمون) و سيطر على مؤلفاته كُتّاب و مدونين فرس و تُركمنستان و طاجيكستان و من بلاد أفغانستان و طشقند كالبخاري و النّسائي و إبن مسلم و غيرهم .. و اﻹسلام بصيغته الحالية هو دين يتكون من خليط أو مزيج فسيفسائي يهو-مسيحي توحيدي (أي نصراني) فارسي زرادشتي هندوسي بوذي بامتياز!!! حتى بيزنطة شاركت العباسيين في تزوير التاريخ لإخفاء الأصول المسيحية التوحيدية للإسلام، فالمأمون كان حليفاً لبيزنطة و نظنه قد تواطئ و توافق معهم لتزوير هذا التاريخ .. و الكهنة العباسيون منذ عهده قاموا بإعادة تشكيل الإسلام على النمط الزرادشتي الهندو-بوذي و نقل و كتابة آلاف اﻷحاديث المنسوبة لنبي الإسلام (محمد) و نسخ مئات الروايات و الأساطير و منها خرافة اﻹسراء و المعراج الزرادشتية (المُحمّدية) الشهيرة و نقل جميع كتب الفلسفة و الحِكمة الفارسية و الهندية و الصينية في مجموعة كتب (نهج البلاغة) المنسوبة للشخصية الأسطورية المدعوة الإمام علي بن أبي طالب "إبن عم النبي محمد" (و الغير موجودة إلا في كتب التراث الإسلامي و السيرة النبوية الفارسية العباسية المزورة) .. و هنا قد يسأل سائل: "ما الذي حقّقه الحُكَّام من هذا التّزييف؟! ألم يكن من المُمكن قيادة القطيع و التحكُّم به من خلال النّصرانية و كفى؟! و الجواب هو أنه ربما لم تكن لبيزنطة الكثير في لعب ذلك الدُّور و أيضاً كان للحُكَّام المحليين دور قليل لكن الدّور الأكبر كان في الحقيقة للحُكّام العباسيين، فنحن نعتقد أنّهم اضطروا للقيام بذلك من كثرة قيام حركات التَّمَرُّد و الثورات عليهم و كثرة المُطالبين بالسلطة على أساس و انتماء ديني، لأن الدين كان أسهل طريقة لتجييش الأنصار! فلذلك السّبب اعتمدوا التزوير و التدليس لتضييع و تمييع شخصيات الماضي حتى يضبطوا الشعوب و يضمنوا لهم العيش تحت حُكمهم دون إحداث مشاكل و قلاقل و القتال تحت لوائهم و لا يثورون عليهم!! (المزيد من التفاصيل قادم في باب الديانة الإسلامية)
* صور البحث على الرابط التالي:
https://m.facebook.com/story.php...
للمزيد، مصادر و مراجع:
1. F.F. Bruce, Second Thoughts on the Dead Sea Scrolls. Paternoster Press, 1,956
2. Hillel Newman, Ph.D Bar Ilan University: Proximity to Power and Jewish Sectarian Groups of the Ancient Period Brill
3. Ilani، Ofri (13 March 2,009). "Scholar: The Essenes, Dead Sea Scroll 'authors,' never existed", Mars, 2,009
4. McGirk، Tim (16 March 2,009). "Scholar Claims Dead Sea Scrolls 'Authors' Never Existed", 2,009
5. "Rachel Elior Responds to Her Critics". Jim West, 2,009
6. Pliny the Elder. Historia Naturalis, Masada Castle
7. Josephus, The Wars of the Jews. 2.119
8. Barthélemy، D.؛ Milik، J.T.؛ de Vaux، Roland؛ Crowfoot، G.M.؛ Plenderleith، Harold؛ Harding، G.L. (1,997) [1,955]. "Introductory: The Discovery". Qumran Cave 1. Oxford: Oxford University Press, 2,008
Coles

 

 

 

This site was last updated 08/02/21