المجيء الثاني ھذه العبارة تعني حرفيا “حتى المجيء الثاني Parousia " والتي تعني “حضور "، وكانت ُتستخدم للدلالة على زيارة ملكية. كلمات العھد الجديد األأخرى المستخدمة للدلالة على المجيء الثاني ھي (١) epiphaneia الظھور وجھا لوجه"؛ (٢) apokalupis” ،كشف ً ” الحجاب"؛ و(٣) " يوم الرب” والأشكال المختلفة لھذه العبارة. ُكتب العھد الجديد ككل من خلال النظرة العالمية التي في العھد القديم، والتي تؤكد على ما يلي: أ. دھر متمرد شرير حالي ب. دھر جديد من البر ٍ آت ج. دھر يحققه وكيل الروح القدس من خلال عمل المسيا (الممسوح)
االإفتراض اللاھوتي بإعلان تدريجي أمر مطلوب لأن ُكتاب العھد الجديد ّ يعدلون قليلا في توقعات بني إسرائيل. فبدلا ً من المجيء العسكري والقومي للمسيا (كما كان يتوقع بنو إسرائيل)، ھناك مجيئان. المجيء األأول ھو تجسد الله في الحمل بيسوع الناصري وولادته. ً لقد جاء كـ “عبد متألم” ليس عسكريا وليس ديّانا كما نرى في (أش٥٣ ً) وأيضا ً جاء وديعا راكبا أتان(وليس على ٍ فرس حربي أو ٍ بغل ملكي) كما نرى في زك ٩ :٩ّ .دشن ًالمجيء الأول الدھر المسياني الجديد، ملكوت الله على الأرض. بمعنى من المعاني، الملكوت ھنا، ولكنه بالطبع، بمعنى آخر، لا يزال مستقبليا. ھذه المشادة بين المجيئين للمسيا، والتي بمعنى من المعاني تشابك للدھرين اليھوديين لم يكن ملحوظا أو على ألأقل لم يكن واضحا من العھد القديم. في الواقع ھذا المجيء الثنائي يؤكد تعھد الرب/ يھوه والتزامه بفداء كل البشرية (انظر تك ٣ :١٥؛ ١٢ :٣؛ خر ١٩ :٥ وكرازة الأنبياء، وخاصة أشعياء ويونان). لا تنتظر الكنيسة تحقيق نبوءات العھد القديم لأن معظم النبوءات تشير إلى المجيء الأول ما يترقبه المؤمنون ھو المجيء المجيد لملك الملوك ورب األرباب القائم من الأموات، التحقيق التاريخي المتوقع للدھر الجديد من البر على الأرض كما ھو في السماء (مت ٦ :١٠) صور العھد القديم لم تكن غير صحيحة، بل كانت ناقصة. يسوع سيأتي أيضا ثانية تماما ً كما تنبأ الأنبياء بقوة وسلطان الرب/ يھوه. المجيء الثاني ليس كلمة كتابية، بل المفھوم ھو النظر العالمية وإطار العمل لكل العھد الجديد. الله سيُوضح ويُرتب كل شيء . وسوف تستعاد الشركة بين الله والبشر الذين خلقھم ّ على صورته. والشر سيُدان ويُزال. مخطط الله سوف لن يفشل، ولا يمكن أن يفشل.
الأدب الرؤوي الرؤية ھو نوع أدبي يھودي فريد، رؤيوي. غالبا ما كان يُستخدم في أوقات الشدة ليعبّر عن الإقتناع بأن الله ھو الذي كان يُسيّر التاريخ ويتحكم به وسيجلب الخلاص لشعبه. يتميز ھذا النوع من االأدب بما يلي: ١ -إحساس قوي بسيادة الرب المطلقة على الكون (التوحيد والحتمية/الجبرية). ٢ -صراع بين الخير والشر، ھذا الدھر والدھر اآلتي (الثنائية). ٣ -استخدام كلمات ّسرية رمزية مفتاحية (عادة من الأدب اليھودي الرؤيوي في الفترة بين العھدين). ٤ - استخدام الألوان، واألرقام، والحيوانات، وأحيانا / الحيوانات البشر. ً ٥ -ًاستخدام الملائكة كوسطاء عن طريق الرؤى والأحالم، ولكن غالبا عن طريق ملاك شخصيا. ٦ - تركز بالدرجة األولى على نھاية لاأزمنة (الدھر الجديد ). ٧ -استخدام مجموعة ثابتة من الرموز المعينة، وليس الواقع، لنقل رسائل تتعلق بنھاية الأزمنة. ٨ -من بين األمثلة على ھذا النوع األدبي نجد: أ. في العھد القديم: (1) (أش 24- 27، 56- 66) (2) (حز 37- 48) (3) (دا 7- 11) (4) (يو 3: 28 - 3: 21) (5) ( زك 1- 6 و 12- 14)
ب. في العھد الجديد: (١) (مت ٢٤ ) ( مر ١٣) (لو ٢١ ) ١ كور ١٥) في بعض الأحوال (٢) (٢ تس ٢) في معظم الأحوال (٣) (رؤ الإصحاحات 4- 22)
ج. في الكتب غير القانونية ( استنادا إلى The Method and Message of Apocalyptic Jewish .ص ٣٨ - ٣٧ ،للكاتب، D. S. Russell (١) أخنوخ األول، أخنوخ الثاني (أسرار أخنوخ). (٢) كتاب اليوبيالت. (٣) النبوءات السيبيلية الثالث، والرابع ، والخامس. (٤) عھد البطاركة االثني عشر. (٥) مزامير سليمان. (٦) صعود موسى. (٧) استشھاد أشعياء. (٨) رؤيا موسى (حياة آدم وحواء). (٩) رؤيا أبراھام (١٠) عھد أبراھام. (١١) أسدراس الثاني (أسدراس الرابع). (١٢) باروخ الثاني والثالث.
٩ -ھناك معنى ثنائية في ھذا النوع األدبي. إنه ينظر إلى الواقع على أنه سلسلة من الثنائيات، والمتغايرات، أو ّ المشادات (كما الحال في كتابات يوحنا) بين: أ. الأرض – . السماء ب. دھر الشر (أناس أشرار وملائكة أشرار) – ( ّ البر الجديد أناس أتقياء وملائكة أخيار). ج. الوجود الحالي – الوجود المستقبلي. تسير ھذه كلھا نحو اكتمال أو تحقيق ينجزه الرب. فھذا ليس العالم كما كان في قصد الرب، بل إن الرب لا يزال يلعب دورا ويعمل، ويخطط لتحقيق مشيئته لإستعادة العلاقة والصداقة الحميمة التي بدأت في جنة عدن. وإن حدث المسيح ھو الخط الفاصل في مخطط الرب ، إلا أن المجيئين قد تأتت عنھما ھذه الثنائية الحالية.