Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تلبيات (تلبية) العرب الوثنيين حول الكعبة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التوراة وأبراهيم والآثار
الأصنام فى القرآن
شكل الله
محمد والآيات الشيطانية
سجودهم للأصنام والأوثان
محمد وأديان العرب
من هو أبو كبشة
الله وقسمه الغريب
الشيطان ومحمد والغرانيق العلى
الإسلام والله قرباناً
الحجر الأسود
الإسلام وآلهة الأمم
محمد صلى للعنزة
الإسلام وإعارة الفروج
تماثيل الله إلاه القمر
محمد والرجز فأهجر
عادات الإسلام الوثنية
أسماء العرب أسماء وثنية
أصل أسم الله بالنصوص القديمة
الرحمنن أو الرحمـن
الهلال محور العقيدة الإسلامية
الله أكــبر
عروسة المولد النبوى
عبد العرب ثالوثاً وثنياً
أعداء الصنم أعداء القبيلة
آلهة كواكب واجرام سمائية
الأسماء الحسنى أسماء لأصنام
هو =الله بالقرآن
أصل كلمة تعالى
العبادات الوثنية الشمس والصلاة
بيوت العبادة الوثنية
الله متمم نوره
الله على نعل الأحذية
مراسيم الحج الوثنية
ماليزيا والله
جلوس محمد على عرش الله
محمد والحسين
رب عين القمر
الله والشيطان والوحى بالقرآن
الشرك بالله إلاه القمر
تلبية العرب الوثنيين
صلعم وصلم
أسم الله فى لسان العرب
معنى هلل فى لسان العرب
عبادة القمر فى الشعر العربى
معنى كلمة لاه
معنى الهِلالُ فى القاموس المحيط
يستطلعون الهلال برؤيته
الله وبناته
إله القمر معبود بيت صيدا
ما لا يعرفه المسلم عن شهر رمضان!
Untitled 3276
Untitled 3277
Untitled 3278
الكعبات معابد إله القمر
أوثان وأصنام العرب

تلبيات (تلبية) العرب الوثنيين حول الكعبة

فكانت تلبياتهم كالآتى :     قريـش 00 كان  لقريش أصنامها القمر والعزى فيذكر انه كان لقصى جد محمد نبى الإسلام أربعة أولاد هم : عبد مناف المغيرة ( السيد النهر)  وعبد الدار  وعبد العزى , وعبد قصى 00 وكان قصيا يردد قائلا : " سميت إثنين بإلهى وآخر بدارى وآخر بنفسى "

 

وتلبية قريش هى التى أخذها المسلمين وما زالوا يرددونها كما رددها الوثنيين مع أن اللهم تختلف تماماً عن كلمة الله ,

أقرأ سورة العنكبوت آية 61 : " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ "

تفسير أبن كثير

يَقُول تَعَالَى مُقَرِّرًا أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْر مُعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُ الْمُسْتَقِلّ بِخَلْقِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَتَسْخِير اللَّيْل وَالنَّهَار وَأَنَّهُ الْخَالِق الرَّازِق لِعِبَادِهِ وَمُقَدِّر آجَالهمْ وَاخْتِلَافهَا وَاخْتِلَاف أَرْزَاقهمْ . فَتَفَاوَتَ بَيْنهمْ فَمِنْهُمْ الْغَنِيّ وَالْفَقِير وَهُوَ الْعَلِيم بِمَا يُصْلِح كُلًّا مِنْهُمْ وَمَنْ يَسْتَحِقّ الْغِنَى مِمَّنْ يَسْتَحِقّ الْفَقْر فَذَكَرَ أَنَّهُ الْمُسْتَقِلّ بِخَلْقِ الْأَشْيَاء الْمُنْفَرِد بِتَدْبِيرِهَا فَإِذَا كَانَ الْأَمْر كَذَلِكَ فَلِمَ يُعْبَد غَيْره ؟ وَلِمَ يُتَوَكَّل عَلَى غَيْره ؟ فَكَمَا أَنَّهُ الْوَاحِد فِي مُلْكه فَلْيَكُنْ الْوَاحِد فِي عِبَادَته وَكَثِيرًا مَا يُقَرِّر تَعَالَى مَقَام الْإِلَهِيَّة بِالِاعْتِرَافِ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّة وَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ لَبَّيْكَ لَا شَرِيك لَك إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكهُ وَمَا مَلَكَ .

وكان جميع العرب الوثنيين , إذا أرادت الحج إلى البيت الحرام , وقفت كل قبيلة عند صنمها , ويصلون أمامة فيما يعرف بالتكبير , ثم تلبوا حتى يتقدموا مكة ,

**********************************************************************

عادات الحج الوثنيـــــــــــــة التى يمارسها المسلمين اليوم

 

جاء فى  السيرة النبوية  المجلد الأول  ( 7 من 116 )  فى باب
سبب عبادة الأصنام  

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل ، أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم ، حين ضاقت عليهم ، والتمسوا الفسح في البلاد ، إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم ، فحيثما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة ، حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة ، وأعجبهم ؛ حتى خلف الخلوف ، ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات ؛ وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها ، من تعظيم البيت ، والطواف به ، والحج والعمرة ، والوقوف على عرفة والمزدلفة ، وهدي البدن ، والإهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه ‏‏‏‏.‏‏‏‏
فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك ، تملكه وما ملك ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏فيوحدونه بالتلبية ، ثم يدخلون معه أصنامهم ، ويجعلون ملكها بيده ‏‏‏‏.‏‏‏‏
يقول الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏أي ما يوحدونني لمعرفة حقي إلا جعلوا معي شريكا من خلقي ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 

وكانت تلبية قريش

: لبيك , اللهم , لبيك ! لبيك لا شريك لك و تملكة وما ملك 0

أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ : لَبَّيْكَ لَا شَرِيك لَك إِلَّا شَرِيك هُوَ لَك تَمْلِكهُ وَمَا مَلَك وَفِي صَحِيح مُسْلِم أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قَالُوا لَبَّيْكَ لَا شَرِيك لَك قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَدْ أَيْ حَسْب حَسْب لَا تَزِيدُوا عَلَى هَذَا (تفسير أبن كثير سورة يوسف106)

 وتلبية عك والأشعريين :

 نحج للرحمن بيتا عجبا , مستترا , مضببا , محجبا

 

 وكان صنم كنانة هو " سواع " وتلبيه كنانة :

 لبيك اللهم لبيك ! اليوم يوم التعريف , يوم الدعاء والوقوف

 

 أما تلبية بنى أسد فهى :

لبيك اللهم لبيك ! يارب أقبلت بنو أسد أهل التوانى والوفاء والجلد إليك

 

وتلبيه بنى تميم فكانت :

لبيك اللهم لبيك ! لبيك لبيك عن تميم قد تراها قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها , وأخلصت لربها دعائها 

 

 وتلبية قيس عيلان :

 لبيك اللهم لبيك ! لبيك أنت الرحمن , أتتك قيس عيلان راجلها والركبان

 

 وصنم ثقيف كان اللات منصوبا فى الطائف , وكانت تلبية ثقيف هى:

 لبيك اللهم ! إن ثقيفا قد أتوك وأخلفوا المال , وقد رجوك 0

وتلبية هذيل :

 لبيك هذيل قد ادلجوا بليل فى ابل وخيل

وكان صنم ربيعة ذو الكعبات بسنداد , من ارض العراق:

وكانت تلبية ربيعة :

 لبيك ربينا لبيك لبيك ! إن قصدنا إليك ,

وكان بعضهم يردد :

 لبيك عن ربيعة , سامعة لربها ومطيعة 0

وكان لقبيلتى حمير وهمدان صنم هو نسر منصوبا فى صنعاء يقولون :

 لبيك عن حمير وهمدان , والحليفين من حاشد وألهان 0

وكان لقبيلة الأزد صنم يقال له رئام وتلبية الأزد :

 لبيك رب الأرباب ! تعلم فصل الخطاب , لملك كل مثاب 0

وتلبيه مذحج :

 لبيك رب شعرى , ورب اللات والعزى 0

وتلبية كندة وحضرموت :

 لبيك لا شريك لك ! تملكة , أو تهلكة , أنت حكيم فإتركة 0

وتلبية غسان :

لبيك رب غسان راجلها والفرسان 0

وتلبية بجيلة :

لبيك عن بجيلة فى بارق ومخيلة

وتلبية غسان :

لبيك غسان لبيك راجلها والفرسان 0

وكانت لقضاعة صنم " ود " منصوبا بدومة الجندل , بجرش 0 وتلبية قضاعة :

لبيك عن قضاعة , لربها دفاعة , سمعا له وطاعة 0

وتلبية جزام :

لبيك عن جزام ذى النهر والأحلام

وكانت تلبية من نسك هبل : 

لبيك اللهم لبيك. اننا لقاح، حرمتنا على أسنة الرماح، يحسدنا الناس على النجاح

تلبية من نسك لــ جهار :

لبيلك، اللهم لبيلك، لبيلك، اجعل ذنوبا جبار، وأهدنا لأوضح المنار. ومتعنا وملنا بجهار

وذكر "ابن حبيب" ان تلبية من نسك لــ منطبق:

 لبيك اللهم لبيك. لبيك

"مرحب"، فصنم من أصنام حضرموت، وبه سمي "ذو مرحب"

سادن هذا الصنم. وكانت تلبية من نسك له: " لبيك. لبيك، اننا لديك. لبيك، حببنا اليك .

ذريح" "ذرح"، صنم لكندة بالنجير من اليمن ناحية حضرموت، يظهر أنها كانت تحج اليه، وأن له بيتاً يقصد، بدليل ورود تلبية من نسك اليه وهي لبيك اللهم لبيك، لبيك، كلنا كنود، وكلنا لنعمة جحود. فأكفنا كل حية رصود

 وكان في المشقر صنم لبني عبد القيس يسمى ذا اللبا، سدنته بنو عمرو. وكانت تلبية من نسك له

 لبيك اللهم لبيك. لبيك، رب فاصرفن عنا مضر. وسلمن لنا هذا السفر. أن عما فيهم لمزدجر. واكفنا اللهم أرباب حجر

 
 
 
 
 
 

أما باقى القبائل فكان لها أصنام مثل : فكان لهند وبجيلة وخثعم ذو الخصلة 00 وكان لطئ الفلس منصوبا بالحبس 00 وللأوس والخزرج مناة منصوبا بفدك 00 وقبائل ساحل البحر , كان لدوس صنم يقال له ذو الكفين 00 ولبنى بكر بن كنانة صنم يقال له سعد , وكان لقوم من عذرة صنم يقال له رئام

 

===================================================================

وهذا ما جاء فى كتاب البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الخامس 77/ 239 عن أستعمال محمد التلبية التى كان يستعملها وثنيين

قال الشافعي‏:‏ أخبرنا مالك عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن تلبية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ‏(‏‏(‏لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك، لا شريك لك‏)‏‏)‏‏.‏
وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك لك وسعديك، والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف‏.‏ ومسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به‏.‏
وقال مسلم‏:‏ حدثنا محمد بن عباد، ثنا حاتم بن إسماعيل عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، وعن نافع مولى عبد الله بن عمرو، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهلَّ فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك، لا شريك لك‏)‏‏)‏‏.‏
قالوا‏:‏ وكان عبد الله يقول‏:‏ هذه تلبية رسول الله‏.‏
قال نافع‏:‏ وكان عبد الله يزيد مع هذا‏:‏ لبيك لبيك لبيك، وسعديك والخير بيديك لبيك، والرغباء إليك والعمل‏.‏
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله، أخبرني نافع عن ابن عمر قال‏:‏ تلقفت التلبية من فيّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فذكر بمثل حديثهم‏.‏
حدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب قال‏:‏ قال سالم بن عبد الله بن عمر‏:‏ أخبرني عن أبيه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يهلُّ ملبياً يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك‏)‏‏)‏ لا يزيد على هؤلاء الكلمات‏.‏
وإن عبد الله بن عمر يقول‏:‏ كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يركع بذي الحليفة ركعتين، فإذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة، أهلَّ بهؤلاء الكلمات‏.‏
وقال عبد الله بن عمر‏:‏ كان عمر بن الخطاب يهلُّ بإهلال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من هؤلاء الكلمات وهو يقول‏:‏ لبيك اللهم لبيك، وسعديك والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل‏.‏هذا لفظ مسلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/162‏)‏
وفي حديث جابر من التلبية كما في حديث ابن عمر، وسيأتي مطولاً قريباً رواه مسلم منفرداً به‏.‏
وقال البخاري بعد إيراده من طريق مالك عن نافع، عن ابن عمر ما تقدم‏:‏ حدثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، عن عائشة قالت‏:‏ إني لأعلم كيف كان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يلبِّي‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك‏)‏‏)‏‏.‏
تابعه أبو معاوية عن الأعمش‏.‏
وقال شعبة‏:‏ أخبرنا سليمان سمعت خيثمة عن أبي عطية، سمعت عائشة‏.‏تفرَّد به البخاري‏.‏
وقد رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية الوادي، عن عائشة فذكر مثل ما رواه البخاري سواء‏.‏ورواه أحمد عن أبي معاوية، وعبد الله بن نمير عن الأعمش، كما ذكره البخاري سواء‏.‏ورواه أيضاً عن محمد بن جعفر، وروح بن عبادة عن شعبة، عن سليمان بن مهران الأعمش به، كما ذكره البخاري‏.‏وكذلك رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة سواء‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية قال‏:‏ قالت عائشة‏:‏ إني لأعلم كيف كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يلبِّي قال‏:‏ ثم سمعتها تلبِّي فقالت‏:‏ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك‏.‏
فزاد في هذا السياق وحده‏:‏ والملك لا شريك لك‏.‏
وقال البيهقي‏:‏ أخبرنا الحاكم، أنبأنا الأصم، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة، أن عبد الله بن الفضل حدَّثه عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة أنه قال‏:‏ كان من تلبية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك إله الحق‏)‏‏)‏‏.‏وقد رواه النسائي عن قتيبة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد العزيز ابن أبي سلمة‏.‏
وابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع عن عبد العزيز به‏.‏
قال النسائي‏:‏ ولا أعلم أحداً أسنده عن عبد الله ابن الفضل إلا عبد العزيز‏.‏
ورواه إسماعيل بن أمية مرسلاً‏.‏
وقال الشافعي‏:‏ أنبأنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج، أخبرني حميد الأعرج عن مجاهد أنه قال‏:‏ كان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يظهر من التلبية‏:‏ لبيك اللهم لبيك - فذكر التلبية -‏.‏
قال‏:‏ حتَّى إذا كان ذات يوم، والنَّاس يصرفون عنه كأنه أعجبه ما هو فيه فزاد فيها‏:‏ لبيك إن العيش عيش الآخرة‏.‏
قال ابن جريج‏:‏ وحسبت أن ذلك يوم عرفة‏.‏هذا مرسل من هذا الوجه‏.‏
وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي‏:‏ أخبرنا عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد يوسف بن محمد بن محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا محبوب بن الحسن، ثنا داود عن عكرمة، عن ابن عبَّاس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطب بعرفات فلما قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك اللهم لبيك‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إنما الخير خير الآخرة‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا إسناد غريب، وإسناده على شرط السنن ولم يخرِّجوه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/163‏)‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا روح، ثنا أسامة بن زيد، حدثني عبد الله ابن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب سمعت أبا هريرة يقول‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏أمرني جبرائيل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعائر الحج‏)‏‏)‏‏.‏تفرَّد به أحمد‏.‏
وقد رواه البيهقي عن الحاكم، عن الأصم، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد الله ابن أبي لبيد عن المطلب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فذكره‏.‏
وقد قال عبد الرزاق‏:‏ أخبرنا الثوري، عن ابن أبي لبيد، عن المطلب بن حنطب، عن خلاد، عن السائب عن، زيد بن خالد قال‏:‏ جاء جبريل إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال‏:‏ مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج‏.‏وكذا رواه ابن ماجه عن علي بن محمد، عن وكيع، عن الثوري به‏.‏
وكذلك رواه شعبة، وموسى بن عقبة عن عبد الله ابن أبي لبيد به‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا وكيع، ثنا سليمان، عن عبد الله ابن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏جاءني جبرائيل فقال‏:‏ يا محمد مُر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج‏)‏‏)‏‏.‏
قال شيخنا أبو الحجاج المزي في كتابه ‏(‏الأطراف‏)‏‏:‏ وقد رواه معاوية عن هشام وقبيصة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله ابن أبي لبيد، عن المطلب، عن خلاد بن السائب، عن أبيه، عن زيد بن خالد به‏.‏
وقال أحمد‏:‏ ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عبد الملك ابن أبي بكر بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتاني جبرائيل فقال‏:‏ مُر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالإهلال‏)‏‏)‏‏.‏
وقال أحمد‏:‏ قرأت على عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، وحدثنا روح، ثنا مالك - يعني‏:‏ ابن أنس - عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتاني جبرائيل فأمرني أن آمر أصحابي - أو من معي - أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، أو بالإهلال يريد أحدهما‏)‏‏)‏‏.‏وكذلك رواه الشافعي عن مالك، ورواه أبو داود عن القعنبي، عن مالك به‏.‏
ورواه الإمام أحمد أيضاً من حديث ابن جريج‏.‏
والتِّرمذي والنسائي وابن ماجه، من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر به‏.‏
وقال التِّرمذي‏:‏ هذا حديث حسن صحيح‏.‏
وقال الحافظ البيهقي‏:‏ ورواه ابن جريج قال‏:‏ كتب إلى عبد الله ابن أبي بكر فذكره، ولم يذكر أبا خلاد في إسناده‏.‏
قال‏:‏ والصحيح رواية مالك وسفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عبد الملك، عن خلاد بن السائب، عن أبيه، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كذلك قال البخاري وغيره كذا قال‏.‏
وقد قال الإمام أحمد في مسنده‏:‏ حدثنا السائب بن خلاد بن سويد أبي سهلة الأنصاري، ثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج، وثنا روح، ثنا ابن جريج قال‏:‏ كتب إلى عبد الله ابن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه السائب بن خلاد أنه سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏أتاني جبرائيل فقال‏:‏ إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية والإهلال‏)‏‏)‏‏.‏
وقال ورح‏:‏ بالتلبية أو الإهلال، قال‏:‏ لا أدري أينا، وهل أنا أو عبد الله أو خلاد في الإهلال أو التلبية‏.‏
هذا لفظ أحمد في مسنده، وكذلك ذكره شيخنا في أطرافه عن ابن جريج كرواية مالك وسفيان بن عيينة، فالله أعلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/164‏)‏
فصل
في إيراد حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حجة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو وحده منسك مستقل، رأينا أن إيراده ههنا أنسب لتضمنه التلبية وغيرها كما سلف، وما سيأتي فنورد طرقه وألفاظه ثم نتبعه بشواهده من الأحاديث الواردة في معناه، وبالله المستعان‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يحيى بن سعيد، ثنا جعفر بن محمد، حدثني أبي قال‏:‏ أتينا جابر بن عبد الله وهو في بني سلمة - فسألناه عن حجة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فحدثنا أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مكث في المدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في النَّاس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حاج في هذا العام قال‏:‏ فنزل المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ويفعل ما يفعل، فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لخمس بقين من ذي القعدة وخرجنا معه، حتَّى إذا أتى ذا الحليفة نفست أسماء بنت عميس بمحمد ابن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كيف أصنع‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏اغتسلي ثم استثفري بثوب، ثم أهلِّي‏)‏‏)‏‏.‏
فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى إذا استوت به ناقته على البيداء أهلَّ بالتوحيد‏:‏ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ولبى النَّاس، والنَّاس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يسمع فلم يقل لهم شيئاً، فنظرت مدَّ بصري بين يدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من راكب وماش، ومن خلفه كذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن شماله مثل ذلك، قال جابر‏:‏ ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بين أظهرنا عليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملناه، فخرجنا لا ننوي إلا الحج، حتَّى إذا أتينا الكعبة فاستلم نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم الحجر الأسود، ثم رمل ثلاثة ومشى أربعة، حتَّى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، ثم قرأ ‏{‏وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 125‏]‏‏.‏قال أحمد‏:‏ وقال أبو عبد الله - يعني‏:‏ - جعفر - فقرأ فيهما بالتوحيد، وقل يا أيها الكافرون، ثم استلم الحجر وخرج إلى الصفا، ثم قرأ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 158‏]‏‏.‏
ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نبدأ بما بدأ الله به‏)‏‏)‏ فرقي على الصفا حتَّى إذا نظر إلى البيت كبَّر ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده وصدق وعده، وهزم - أو غلب - الأحزاب وحده‏)‏‏)‏ ثم دعا، ثم رجع إلى هذا الكلام، ثم نزل حتَّى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل، حتَّى إذا صعد مشى، حتَّى إذا أتى المروة فرقي عليها حتَّى نظر إلى البيت فقال عليها كما قال على الصفا، فلما كان السابع عند المروة قال‏:‏ ‏(‏‏(‏يا أيها النَّاس إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة‏)‏‏)‏ فحل النَّاس كلهم‏.‏
فقال سراقة بن مالك بن جعثم - وهو في أسفل الوادي -‏:‏ يا رسول الله ألعامنا هذا، أم للأبد‏؟‏
فشبك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أصابعه فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏للأبد ثلاث مرات‏)‏‏)‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/165‏)‏
قال‏:‏ وقدم علي من اليمن بهدي وساق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم معه هدي من المدينة هدياً، فإذا فاطمة قد حلت ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت‏:‏ أمرني به أبي‏.‏
قال‏:‏ قال علي بالكوفة‏:‏ قال جعفر‏:‏ قال‏:‏ إلى هذا الحرف لم يذكره جابر، فذهبت محرشاً استفتي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الذي ذكرت فاطمة‏.‏
قلت‏:‏ إن فاطمة لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت وقالت‏:‏ أمرني أبي‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏صدقت صدقت، أنا أمرتها به‏)‏‏)‏‏.‏
وقال جابر‏:‏ وقال لعلي‏:‏ ‏(‏‏(‏بمَ أهللت‏)‏‏)‏‏؟‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ اللهم إني أهلُّ لما أهلَّ به رسولك قال‏:‏ ومعي الهدي‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏فلا تحل‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ وكان جماعة الهدي الذي أتى به علي من اليمن، والذي أتى به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مائة، فنحر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيده ثلاثاً وستين، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها‏.‏
ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏قد نحرت ههنا، ومنى كلها منحر‏)‏‏)‏، ووقف بعرفة فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏وقفت ههنا، وعرفة كلها موقف‏)‏‏)‏ ووقف بالمزدلفة وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏وقفت ههنا والمزدلفة كلها موقف‏)‏‏)‏‏.‏
هكذا أورد الإمام أحمد هذا الحديث وقد اختصر آخره جداً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/166‏)‏
ورواه الإمام مسلم بن الحجاج في المناسك من صحيحه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله فذكره‏.‏
وقد أعلمنا على الزيادات المتفاوتة من سياق أحمد ومسلم إلى قوله عليه السلام لعلي‏:‏ ‏(‏‏(‏صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج‏؟‏‏)‏‏)‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ اللهم إني أهل بما أهل به رسولك صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
قال علي‏:‏ فإن معي الهدي‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏فلا تحل‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مائة‏.‏
قال‏:‏ فحل النَّاس كلهم، وقصروا إلا النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ثم مكث قليلاً حتَّى طلعت الشمس، وأمر بقبة له من شعر، فضربت له بنمرة، فسار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها، حتَّى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي، فخطب النَّاس وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، ورباء الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه من ربانا ربا العبَّاس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون‏؟‏‏)‏‏)‏
قالوا‏:‏ نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت‏.‏
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى النَّاس‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات‏)‏‏)‏‏.‏
ثم أذن بلال ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصوى إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتَّى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً، حتَّى غاب القرص، وأردف أسامة بن زيد خلفه، ودفع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد شنق القصواء الزمام، حتَّى أن رأسها لتصيب مورك رجله، ويقول بيده اليمنى‏:‏ ‏(‏‏(‏أيها النَّاس السكينة السكينة‏)‏‏)‏، كلما أتى جبلاً من الجبال أرخى لها قليلاً حتَّى تصعد، حتَّى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب، والعشاء بأذان وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى طلع الفجر، فصلى الفجر حتَّى تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتَّى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا، فحمد الله وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتَّى أسفر جداً، ودفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن العبَّاس وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرت ظعن بجرين فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده على وجه الفضل، فحول الفضل يده إلى الشق الآخر، فحول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتَّى إذا أتى بطن محسر فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتَّى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها حصى الخذف، رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها، وشربا من مرقعها، ثم ركب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب وهم يستقون على زمزم‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم النَّاس على سقايتكم لنزعت معكم‏)‏‏)‏ فناولوه دلوا فشرب منه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/167‏)‏
ثم رواه مسلم عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر فذكره بنحوه، وذكر قصة أبي سيارة، وأنه كان يدفع بأهل الجاهلية على حمار عرى، وأن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نحرت ههنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم، ووقفت ههنا، وعرفة كلها موقف، ووقفت ههنا وجمع كلها موقف‏)‏‏)‏‏.‏
وقد رواه أبو داود بطوله عن النفيلي، وعثمان ابن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وربما زاد بعضهم على بعض الكلمة والشيء، أربعتهم عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بنحو من رواية مسلم، وقد رمزنا لبعض زياداته عليه‏.‏
ورواه أبو داود أيضاً والنسائي، عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد القطان، عن جعفر به‏.‏
ورواه النسائي أيضاً عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد ببعضه، عن إبراهيم بن هارون البلخي، عن حاتم بن إسماعيل ببعضه‏..

*********************************


اقرأ اختلاف في اللفظ في تلبية الطوفان حول المكعب...
الكعبة الوثنية اقتبسها صلعم من المشركين ونسبها الى الاسلام
مع الحجر الاسود الوثني ... المسلمين مشركين و وثنيين ...


الحج هو شعيرة دينية شائعة في جميع الأديان، عُرف قبل الإسلام بمئات السنوات، وعلى الرغم من أن البعض أدرج طقوسًا وثنية في شرائعه قبيل الإسلام، إلا أن الرسول بعد فتح مكة لم يأمر بنقض كل هذه الطقوس وإنما سعى إلى تنقيتها من الشوائب وإضفاء الطابع التوحيدي الإسلامي عليها، فأبقى على بعضها ورفض بعضها بالكُلية واكتفى بتعديل البعض الآخر وفقًا لمقولته الشهيرة "كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم" رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

نعرض لكَ أبرز طقوس الحج التي كان عليها الناس في الجاهلية، وأبقاها الإسلام مع الاكتفاء فقط بتعديل بعض ما طرأ عليها من شذوذ.

1ـ التلبية

كان لكل قبيلة تلبيتها الخاصة بها، وهي وإن اتفقت في مضمونها "التوحيدي" إلا أنها اختلفت في ألفاظها تبعًا لكل قبيلة. يروي أبو علي المرزوقي الأصفهاني في كتاب "الأزمنة" بعضها ناسبًا كل تلبية لصاحبتها:

جرهم:

لبيك مرهوبًا وقد خرجنا
والله لولا أنت ما حججنا
مكة والبيت ولا عججنا
ولا تصدقنا ولا تحججنا
ولا تمطينا ولا رجعنا
ولا انتجعنا في قرى وصحنا
خزاعة:

نحن من بعدهم أوتاد
نحن ورثنا البيت بعد عاد
فاغفر فأنت غافر وهاد

قريش:

لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك
إلا شريك هو لك
تملكه وما ملك
أبوبنات في فدك

كنانة:

لبيك اللهم لبيك يوم التعريف
يوم الدعاء والقوف
وذي صباح الدعاء من تحبها والتريف

وجاء الإسلام فأقر تلبيته التي ثبتت عن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهي:
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك

وأضاف عليها عبدالله بن عمر: "لبيك، لبيك وسعديك لبيك والرغبا إليك والعمل".

2 - الطواف حول الكعبة سبعة أشواط

كان على كل من يريد الطواف حول الكعبة، أن يرتدوا ملابس خاصة بالسدنة المعروفين بـ"الحمس"، فإذا لم يجدوا وجب عليهم أن يطوفوا عراة، ولم يستثنوا النساء، بل فرضوا عليهن ما فرضوا على الرجال.
وفي تاريخ مكة للأزرقي: "إذا حج الصرورة من غير الحمس رجلًا كان أو امرأة لا يطوف بالبيت إلا عريانًا، الصرورة أول ما يطوف في ثوب أحمسي إما عارية" وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: "كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافًا تجعله على فرجها وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله" فنزلت هذه الآية: "خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ".

وقال الإمام النووي: "وكان أهل الجاهلية يطوفون عراة، ويرمون ثيابهم، ويتركونها ملقاة على الأرض ولا يأخذونها أبدًا، ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى، ويسمى اللقاء، حتى جاء الإسلام فأمر الله تعالى بستر العورة، فقال تعالى: "خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يطوف بالبيت عريان".

ويحكي ابن كثير عن طواف العراة بالكعبة وسببه، فيقول:

" وكانت العرب ما عدا قريشًا لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها وكانت قريش وهم الحمس يطوفون في ثيابهم ومن أعاره أحمسي ثوبًا طاف فيه ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه أحد ومن لم يجد ثوبًا جديدًا ولا أعاره أحمسي ثوبًا طاف عريانًا".

3- السعي بين الصفا والمروة.

كان الحجاج يسعون بين الصفا و المروة في الجاهلية، و يلبسون المآزر التي يعدها الأحماس؛ لذا كره المسلمون أن يطوفوا بين الصفا والمروة لأن المشركين كانوا يقومون بهذا الفعل، فأنزل الله تعالى قوله:

( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).

4- تعظيم الحجر الأسود

أجله العرب قبل الإسلام، وكان تقبيله من مراسم حجهم، وبالغوا في العناية به والدفاع عنه إلى حد القتال، يقول ابن أثير "في الجاهلية أيضا كان خويلد أبو خديجة أم المؤمنين رضي الله عنه واحداً من رجالات قريش الذين سجّل التاريخ لهم مآثر في مكّة المكرّمة من أعظمها مأثرة الدفاع عن الكعبة يوم هاجمها تبع، وأراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن .. لقد قاد خويلد جماعة من رجالات قريش، ونازع تبعاً ليصدّه عن أخذ الحجر الأسود، ونقله من مكانه في الكعبة المكرّمة، فحال الله دون ما أراد تبع".

وهو تعظيم لم يُغيره الإسلام كثيرًا بعدها إلا التأكيد على كون مجرد "حجر مميز" ولكنه "لا يضر ولا ينفع"، وصفه الفقهاء بأنه "أشرف حجر على وجه الأرض، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام، ولذا شرع تقبيله واستلامه، ووضع الخد والجبهة عليه، ونُسب عن الرسول قوله عنه "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" وهو أمر استنه من بعده الصحابة اقتضاءً بفعله، فيقول نافع أنه رأى عبد الله بن عمر يستلم الحجر ويقبله، ويقول "ما تركته منذ رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعله "، وهو أمر تعبدي وضح أباه الفاروق قواعده بقوله "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك، ما قبلتك".

5- الإفاضة من عرفة

عن زمعة عن سلمة ابن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: "كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا...".

من أهم مناسك حج أهل الجاهلية الوقوف بـ"عرفة"، ويكون ذلك في التاسع من ذي الحجة ويسمى "يوم عرفة". ومن "عرفة" تكون "الإجازة" للإفاضة إلى "المزدلفة". ومن "المزدلفة" إلى "منى".

وقد كان الجاهليون من غير قريش يفيضون في عرفة عند غروب الشمس، وأما في المزدلفة فعند شروقها. ولم يكن "الحمس" يحضرون عرفة، وإنما يقفون بالمزدلفة، وكان سائر الناس يقف بعرفة. ولما رأى أحد الصحابة رسول الله واقفاً بعرفة عجب من شأنه وأنكر منه ما رأى لأنه من الحمس، وما كان يظن أنه يخالف قومه في ذلك، فيساوي نفسه بسائر الناس. فنزلت الآية الكريمة "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، واستغفروا الله إن اللّه غفور رحيم" فشمل ذلك الجميع.

 

Home | التوراة وأبراهيم والآثار | الأصنام فى القرآن | شكل الله | محمد والآيات الشيطانية | سجودهم للأصنام والأوثان | محمد وأديان العرب | من هو أبو كبشة | الله وقسمه الغريب | الشيطان ومحمد والغرانيق العلى | الإسلام والله قرباناً | الحجر الأسود | الإسلام وآلهة الأمم | محمد صلى للعنزة | الإسلام وإعارة الفروج | تماثيل الله إلاه القمر | محمد والرجز فأهجر | عادات الإسلام الوثنية | أسماء العرب أسماء وثنية | أصل أسم الله بالنصوص القديمة | الرحمنن أو الرحمـن | الهلال محور العقيدة الإسلامية | الله أكــبر | عروسة المولد النبوى | عبد العرب ثالوثاً وثنياً | أعداء الصنم أعداء القبيلة | آلهة كواكب واجرام سمائية | الأسماء الحسنى أسماء لأصنام | هو =الله بالقرآن | أصل كلمة تعالى | العبادات الوثنية الشمس والصلاة | بيوت العبادة الوثنية | الله متمم نوره | الله على نعل الأحذية | مراسيم الحج الوثنية | ماليزيا والله | جلوس محمد على عرش الله | محمد والحسين | رب عين القمر | الله والشيطان والوحى بالقرآن | الشرك بالله إلاه القمر | تلبية العرب الوثنيين | صلعم وصلم | أسم الله فى لسان العرب | معنى هلل فى لسان العرب | عبادة القمر فى الشعر العربى | معنى كلمة لاه | معنى الهِلالُ فى القاموس المحيط | يستطلعون الهلال برؤيته | الله وبناته | إله القمر معبود بيت صيدا | ما لا يعرفه المسلم عن شهر رمضان! | Untitled 3276 | Untitled 3277 | Untitled 3278 | الكعبات معابد إله القمر | أوثان وأصنام العرب

This site was last updated 07/03/17