Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 اباطرة الرومان من 27- 68م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أوغسطس قيصر
أربع أباطرة من 68  - 69م
الأمبراطور دوماتيانوس
مصر ولأمبراطور فسباسيانوس
هيكل أونياس اليهودى
الأمبراطور كلوديوس
ثورة اليهود بالأسكندرية
تيتوس قيصر 79- 81م
دوميتان قيصر ٨١–٩٦م
تاريخ اليهود 63 ق.م - 135 ب.م
Untitled 7932
Untitled 7933
نيرون الطاغية

 

أولاً : السلالة اليوليوكلودية

(من أوغسطس حتى نيرون)

(27 ق. م - 68 م )

 

أوغسطس(27 ق . م  - 14 م ) Augustus  

 عندما قتل الأمبراطور يوليوس إشترك ثلاثة فى حكم الأمبراطورية الرومانية معاً فترة من الوقت هم : أوغسطس وأنطيونيوس ولبيدوس .. وما يهمنا هو أوغسطس , وأوغسطس أسمه الحقيقى جايوس أو كتافيوس Gaius Octavius وكان أبيه أحد أعضاء مجلس الشيوخ وأكتافيوس أبن أخ يوليوس الأمبراطور السابق الذى أتخذه له ابناً بالتبنى .

وحدث أن حارب أوغسطس ( أوكتافيوس ) بعد ذلك أنطونيوس وأنتصر عليه فى معركة أكتيوم البحرية (31 ق . م ) Actium 

فى 30 ق . م دخل أكتافيوس بجيوشة المنتصرة مدينة الأسكندرية بعد انتحار كل من أنطونيوس وكيلوبراترا , وقد إنفرد جايوس أوكتافيوس بحكم الإمبراطورية الرومانية ومنحة مجلس الشيوخ السنات لقب أوغسطس وهو إسم لاتينى معناه الجدير بالإحترام واللقب يوحى بالألوهية حسب عادة الآلهة الوثنية (لوقا 2: 1) و (أعمال 27: 1) وقد أستمر فى وراثة الأسم (أوغسطس)

وفى عام 23 ق. م أعلن الإمبراطورية ولم يكن طاغية او ديكتاتوراً فى حكمه , فدعم قواعد الأخلاق وشجع الأدباء والأذكياء , ووضع اسس إدارة العمل , وكثيراً ما تدخل فى شئون اليهود فى اسرائيل وقد ولد السيد المسيح عام 4 ق. م أثناء حكمه الذى أمتد إلى ما يقرب حوالى 37 سنة حيث مات عام 14 م  .

 وضع «أُغسطس قيصر» مصر تحت التبعية المباشرة للإمبراطور، وسَنَّ القوانين التى تحفظ له سيطرته عليها. وقد ذكرنا أن هروب العائلة المقدسة إلى مِصر يُعد أهم الأحداث التى وقعت فى مِصر إبّان حكم «أُغسطس قيصر».

ودخلت مصر بذلك مرحلة الأحتلال الرومانى وعين اكتافيوس صديقة كورنيلوس جاليلوس والياً على مصر وذلك لتوريد خيرات مصر إلى روما

http://www.roman-empire.net/emperors/augustus.html  راجع

وفى عام 26 ق . م عين أبليوس جاليليوس والياً على مصر

وفى عام 7 ق . م تولى الحكم توراثيوس

 

يذكر بعض المؤرخون أن السيد المسيح ولد 4 ق. م  أى أنه قد ولد قبل عيد الميلاد المعمول به حاليا باربع سنين .. والأناجيل تقول انه ولد فى عهد هيرودس الكبير فى بيت لحم اليهودية الذى مات فى حوالى 4 ق . م وذلك بعد ان إلى أغسطس الأمبراطور بهدية له بمناسبة بقائة فى الحكم وتبعية ولايته لروما .

هربت العائلة المقدسة لمصر عن طريق سيناء وأول بلد دخلوها الفرما على الفرع البلوزى للنيل ( وهى السويس الان ) ومنها دينة بسطة ( وهى الآن تل بجوار مدينة الزقازيق محافظة الشرقية) وأتجهوا غرباً فعبروا فرع النيل الشرقى عند سمنود وظلوا سائرين غرباً إلى فرعة الغربى فعبروه ومروا بوادى النطرون ومن هناك ساروا إلى الوجه القبلى فنزلوا بمدينة الشمونيين ثم مضوا إلى القوصية إلى قرية ميزة وهبطوا حيث يوجد دير المحرق باسيوط وبعد ان اقاموا بضعة اشهر ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم وقال له : قم وخذ النبى وامه وعد غلى اليهودية لأن هيرودس الذى كان مزمعاً أن يطلب نفس الصبى قد مات "

فقاموا وأنحدروا شمالاً إلى بابليون ( مصر القديمة ) وكان بها حى اليهود وأقاموا فى المكان الذى به كنيسة القديس سرجيوس المعروفة بكنيسة السرجة الان وغادروها إلى حيث توجد الآن الشجرة بشجرة العذراء مريم بالمطرية , ومن هناك اتجهوا إلى فلسطين عن طريق الشرقية ثم الصحراء .

فى 16 ق . م تولى حكم مصر جاليريوس يوليو

طيباريوس   قيصر الأول (14م - 37م) Tiberius 

وجلس على العرش طيباريوس وكان ابن أوغسطس بالتبنى وقام بتنظيم مجلس شورى الإمبراطورEmperor Tiberius وقدم خدمات جليلة للأمبراطورية الرومانية , وكان عيبه أنه كان حاداً فى طبعه فطرد اليهود من روما وقتاً ما ..

تولى «طيباريوس قيصر الأول» حكم شؤون روما وإدارتها بعد موت «أُغسطس قيصر» وذٰلك عام ١٤م. وقد بدأ بإظهار تواضعه، معلنًا عدم استحقاقه تولى حكم البلاد، إلى أن استولى على العرش، ثم بدأت شخصيته الحقيقية فى الظهور. فقد ظهر عنفه وكبرياؤه حتى كرهه الشعب، وتمنَّوا التخلص منه، إلى درجة أنه خاف من العيش فى القصر الملكى، واعتكف فى إحدى الجزر القريبة من روما فى حياة غش وظلم وسفك للدماء، فحوَّل هٰذه الجزيرة إلى مقبرة. وكان إن أراد التخلص من أى شخص سأله الحضور إلى هٰذه الجزيرة، وهناك يأمر بقتله وإغراقه. وقد ظل على هٰذه الحياة إلى أن قام عليه أحد الأمراء وقتله، وكان ذٰلك عام ٣٧م. وقد بنى «هيرودس أنتيباس» مدينة «طبرية» على بحر الجليل تكريمًا وتخليدًا له.
ومع أن «طيباريوس قيصر الأول» قد ذُكر كرمز للظلم، إلا أنه كان سياسيًا ناجحًا حتى إن عصره كان عصر سلام. بالإضافة إلى أنه كان يضع مؤلفات باليونانية واللاتينية، وذٰلك لمحبته الشديدة للثقافة والعلوم. ومن الحوادث المهمة فى فترة حكمه أحداث صلب السيد المسيح وقيامته.

وقام الوالى هيرودس أنتيباس مدينة طبرية على بحر الجليل أكراماً لأسمه .

** بدأت خدمة السيد المسيح فى عصرة وذلك حوالى السنة الخامسة عشرة من حكمة (لوقا 3: 1)

** كانت العملة التى تستعمل فى ذلك الوقت هى عملة روما التى كانت توجد عليها صورة الإمبراطور , وعملة الجزية التى قدمها اليهود للمسيح تحمل صوره طيباريوس والكتابة التى كانت عليها ترجمتها طيباريوس قيصر أبن أوغسطس الإلهى (متى 22: 17) و (مرقس 12: 14) , (لوقا 20: 24)

** وصلب السيد المسيح فى ايامه حيث أرسل بيلاطس البنطى ليكون والياً على اليهودية .

ومال طيباريوس فى آخر حياته إلى الديكتاتورية وعامل من حوله بقسوة وأدت أعماله إلى إنعزاله , وعندما إغتاله كاليجولاً بإغتياله عام (37م) أبتهج الشعب بذلك ولكن رفض مجلس الشيوخ أن يغدق عليه ألقاباً مقدسة

أ- أميليوس أولوس:
وقد ولَّى شخصًا يُدعى «أميليوس أولوس» حُكم مِصر. وقد أراد «أميليوس» أن يَزيد من جمع الأموال التى تُرسَل إلى روما، فعندما سأل القيصر أجابه: أمّا بعد، فإنى لا أشتهى من الراعى إلا تسمين ما يرعاه، ولا أَرضَى منه أن يذبحه، فتأمَّلْ. فتوقف عن طلب مال فوق ما أقره «أغسطس قيصر».
ب- آليوس سيان:
تولى حكم مِصر بعد «أميليوس»، إلا أنه كان متكبرًا وشريرًا وظالمًا للرعية، فقد أشار على الملك «طيباريوس قيصر» بقتل جميع أفراد عائلة «أُغسطس قيصر». وقد استجاب له، فقام بقتل كل من استطاع أن يفتك به. وقد استمر «أميليوس» يُرغِّب القيصر فى ارتكاب المعاصى وسفك الدماء، إلى أن بدأ «طيباريوس قيصر» يشعُر بريبة منه فانقلب عليه، وأمر بقتله وإلقاء جثته فى ميدان عام. وبمقتله عم الفرح جميع أفراد الشعب، ومثَّلوا بجثته انتقامًا من الظلم والعنف اللذين مارسهما ضدهم.

فى 21 م تولى حكم مصر جالويوس

فى 26 بدا السيد المسيح دعوته للخلاص

فى 30 م أمر يونيوس بيلاطس حاكم اليهودية بصلب السيد المسيح بعد ان قبض عليه اليهود فى بستان جسثيمانى

 

فى 32م عين أفيليوس والياً على مصر

الإمبراطور جايوس (كاليجولا) (37م - 41) GaiusGaius Caesar Germanicus

تولى «كاليجولا قيصر» حكم روما بعد «طيباريوس قيصر» عام ٣٧م. وقد عُرف فى بداية حكمه بسيرته الحسنة وحزمه بالإضافة إلى حكمته. وقد لبِث على هٰذه الحال حتى مرِض مرضًا شديدًا أشرف به على الموت. إلا أنه بعد نجاته من الموت وبسبب ما عاناه فى مرضه تغيرت طباعه إلى النقيض وملأت الشرور قلبه وأعماله! مما جمع حوله أهل الفساد، وقد أصبح شخصًا دمويًا حتى إن من كان يخالفه من أعضاء المجلس الرومانى فى رأى أو حتى يُظهِر استياءه أو عدم استحسانه مما يفعل، كان الموت نصيبه. فقد كان أشد الحكام ظلمًا وغدرًا وعدوانًا،

نشأ جايوس فى معسكرات الجيش وأطلقوا عليه أسم مستعار هو كاليجولا Caligula وقد أكد المؤرخون أن كاليجولا كان مضطرب ذهنياً أو مختل عقلياً , فكانت تصرفاته السياسية كأنها صادرة من رجل مجنون , وسيطرت عليه فكرة وحيده هى : أن العالم بأسره ملك له يفعل به كما يشاء , وفى أسرائيل أقام تمثالاً هائل له فى اورشليم مدينة اليهود المقدسة حتى يغيظهم ويجلب اليأس لهم , وقام بأعمال غريبة وتدهورت الإمبراطورية أثناء حكمه , وأستراحت الإمبراطورية منه عام 41م حينما أغتاله الجنود (1)

 وقد أمر اليهود بنصب تمثال له فى أورشليم، وحينما رفضوا اضطهدهم بشدة كما اضطهد أيضًا المسيحيين حتى الموت.
وقد كان مبَّذرًا جدًا إلى درجة السفه، فأنفق جميع أموال الدولة التى تركها «طيباريوس قيصر». وامتد سفه المال إلى سفه التصرفات، فجعل فرسه الذى أحبه يُعبد من جملة الآلهة، وأقام له كهنة خصوصيين. وقد كانت نهايته الموت على يد أحد أمراء فى قصره عام ٤١ م.
وقد أقام واليًا ظالمًا على شاكلته فى مِصر، فظلم الشعب، حتى إن فى أيامه امتلأت البلاد ظلمًا، واشتدت بها الفتن- وخاصة فى مدينة الإسكندريةـ إلى أن قُتل فاستقرت الأمور.

http://en.wikipedia.org/wiki/Caligula راجع هذا الموقع لمزيد من المعلومات

فى 39 م تولى حكم مصر فزاسيوس يوليو

كلوديوس الأول (41م - 54م ) Claudius

تولى «كلوديوس الأول» الحكم بعد مقتل سلفه. فقد وجده العساكر والجند فى القصر فاقدًا الوعى، فحملوه، ولقبوه بإمبراطور الرومانيين، وبعد أن أفاق بايعه الحرس الملوكى.

وبالرغم من أنه كان مصاباً بعاهات جسمية وأهمله والدية فى التربية , ولكن قال المؤرخون أنه أقدرEmperor Claudius إمبراطور حكم الإمبراطورية فى الفترة بين حكم أوغسطس وفسباسيان , وأتبع سياسة أوغسطس فى التوسع بعد ان تخلى عنها أوغسطس نفسه فى السنوات الأخيرة ومن أعماله : ضم موريتانيا Mauretania فى أفريقيا , وغزا بريطانيا وأعلن اليهودية ولاية رومانية فى عام 49م ولم يعرف سبب تغيرة فى معاملة اليهود فقد عطف عليهم فى بداية حكمه ثم عاد فطردهم مع مجموعة المسيحيين من روما ( أعمال 18: 2, 3)

 ومع أن «كلوديوس قيصر» كان بسيطًا مخلصًا لا يؤذى أحدًا، إلا أنه لم يكُن حكيمًا، بل أحمق غافلاً عما يدور حوله. وعلى حمقه هٰذا، إلا أنه كان كاتبًا، فألَّف كتابًا عن تاريخ روما وقرطاچنة. وبسبب حماقته كان عاجزًا عن حكم البلاد وتدبير أمورها؛ فسلم إدارتها إلى وزيرين وثِق بهما لٰكنهما كانا يدفعانه إلى ارتكاب المعاصى وسفك الدماء.

وفى فترة حكمة حدثت مجاعات منها المجاعة الكبيرة التى دامت ثلاث سنوات وتنبأ بها أغابوس ( أعمال 11: 28 ) (1)

أما نهاية حكمة فقد أنتهت على أيدى النساء وقد قتل زوجته بعد أن عرف خُطتها لقتله، ثم تزوج بامرأة أخرى كانت أشد خيانة؛ تآمرت مع أحد الأطباء على قتله بالسُّم، فنجحت ومات عام ٥٤م، فقد قتلته الإمبراطورة أجريبينا عام 54 م وذلك لتضمن خلافة العرش لأبنها نيرون , وكانت كل آمالها أن تتخذة تحكم بها الإمبراطورية .

 وكانت مدة حكمه ممتلئة بالشدائد. فعلى سبيل المثال، قيام فتنة شديدة فى الإسكندرية بين أهلها واليهود، واقتتل الفريقان قتالًا عنيفًا، إلا أنه تغلب على هٰذه الفتنة. وقد ازداد فى أيامه الاهتمام بالعلوم والمعارف، وأُنشئت دار للعلوم بالإسكندرية. وأيضًا فى زمانه كُتبت الثلاث بشائر للإنجيل المقدس، وهى: بشارة مرقس، وبشارة متى، وبشارة لوقا.

 

نيرون 54م - 68 م Neron

تناثرت وتواترت الأنباء عن بعض الأباطرة أنهم شياطين الفجور , وكانت ظاهرة تصرفات أباطرةNeron الرومان الغير التى سجلها المؤرخون جعلت الباحثين يلهثون وراء السبب , فارجحوا السبب أنه نتيجة لشرب الخمور فى أوعية من الرصاص .

بعد مقتل «كلوديوس قيصر»، قامت زوجته بمحاولات لمنع وصول ابن زوجها إلى الحكم بعد موت أبيه، حتى تُولى ابنها «نيرون» حكم البلاد، وبالفعل نجحت فى جعله قيصرًا على الرومان؛ كان عمره آنذاك خمسة عشر عامًا. ولصغر سنه حكمت أمه بالنيابة عنه.

 ووصول نيرون إلى العرش أنه نتيجه لأنه أى نيرون كان أبن كلوديوس بالتبنى , وقد بدأ نيرون حكمه بفترة من الإصلاحات وذلك بتأثير معلمه الفيلسوف سينيكا Seneca , ولكنه كان صغيراً فى السن ليحكم هذه الإمبراطورية الواسعه , فقد كان سنه 16 سنة , وقد شهِد له الجميع بالذكاء والعبقرية، على سنه الصغيرة. وكان له معلمان من أفضل المعلمين هما «بوغوس» و«سنافس». إلا أن أموره تبدلت إلى النقيض، وأصبح طاغية، مراهق صغير صار سيداً للعالم فأنقلب حكمه إلى كابوس مخيف وأنغمس فى الفساد والفجور واللهو ,

والغريب أنه سيطرت عليه رغبه أنه بارع كمغنى ولاعب للقيثارة وسائق عربة حربية , والمؤرخ المتتبع لكيفية وصول الأباطرة إلى عرش روما يكتشف بسهولة أنه كان غالبا عن طريق الأغتيالات السياسية التى اصبحت السمة الأساسية للحكم فى روما , وفى عصر نيرون كثرت المؤامرات والإغتيالات السياسية التى كان له يد فى تدبيرها وكانت أمه أجريبينا أحدى ضحاياه وماتت وهى تلعن جنينها نيرون التى حملته فى بطنها وأبلت به العالم , ومن ضحاياه أيضاً أو كتافيا زوجته الأولى , وايضاً قتل معلمه سينيكا , أما اشهر جرائمة على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64 م حيث راوده خياله فى أن يعيد بناء روما , وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وأنتشرت بشدة لمده أسبوع فى أنحاء روما , وألتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر , وبينما النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة !!

وهلك فى هذا الحريق الألاف من سكان روما وأتجهت أصابع اتهام الشعب والسياسين تشير إليه الى أنه هو المتسبب فى هذا الحريق المتعمد , وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه وتعالت كلماتهم وتزايدت كرهية الشعب نحوه , وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه متهماً أمام الشعب وكان أمامه إختيار أما اليهود أو المسيحية الحديثة فى روما , ولكن كان اليهود تحت حماية بوبياسبينا إحدى زوجات نيرون , فألصق التهمة بالمسيحيين ,

وصب كل غضبه على المسيحيين، واضطهدهم أبشع اضطهاد، حتى إنه قتل عددًا كبيرًا منهم بوسائل وحشية فى كل الولايات التابعة لروما.فقتل منهم الكثيرين، ومنهم القديسان بطرس وبولس الرسولان.
وفى فترة ملكه، ذهب القديس مرقس الرسول إلى الإسكندرية ومِصر وبَرقة وبلاد العرب وبشر بالمسيحية، فآمن على يديه الكثيرون، ودخلت المسيحية إلى مِصر. وقد اتخذ القديس مارمرقس من الإسكندرية مقرًا له، إلا أنه عُذب وناله الكثير من الشدائد. ومع انتشار المسيحية فى مصر، ساء ذٰلك كهنةَ المعبودات المصرية، فقاموا على القديس مرقس، وسعَوا فى تعذيبه، وقتلوه، كما عذبوا كثيرًا من المسيحيين، وقتلوهم.

وبدأ يلهى الشعب فى القبض على المسيحيين وإضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما فى الستاديوم وفى جميع انحاء الإمبراطورية حتى أن مؤهلات الولاه الذين كانوا يتولون الأقاليم هو مدى قسوتهم فى قتل المسيحيين , وسيق افواج من المسيحيين لأشباع رغية الجماهير فى رؤية الدماء ,  وعاش المسيحيين فى سراديب تحت الأرض وفى الكهوف ما زالت كنائسهم وامواتهم إلى ألان يزورونها السياح .

وأستمر الإضطهاد الدموى أربع سنوات ذاق فيه المسيحيون كل ما يتبادر إلى الذهن من اصناف التعذيب الوحشى , وكان من ضحاياة الرسولان بولس وبطرس اللذان أستشهدا عام 68م .

 

ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة فأعلنه مجلس الشيوخ السنات أنه أصبح : عدو الشعب .. فمات منتحراً فى عام 68م مخلفاً وراؤه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه ونيرون هو القيصر الذى أشار إليه سفر الأعمال فى ( أعمال 25 : 28) و ( أعمال 26: 32 ) ولم ينته إضطهاد المسيحيين بموته (1)

وفى 68 م فى نفس هذه السنة الذى قتل فيه الوثنيين فى مصر مرقص الرسول قتل أيضا نفسهً نيرون أمبراطور روما بطعنة خنجر بعد أن أتفق السناتو فى روما بإعدامه .. وبعد خلو

وكذٰلك اضطهد «نيرون قيصر» اليهود، وقتل رئيس كهنتهم، ثم بعد فترة قام عليهم مرة أخرى، وأمر بقتلهم وخرَّب أورشليم.
ويبدو أن القتل كان جُزءًا من شخصية «نيرون قيصر»، فقد قتل أخاه من أبيه بأن دس له السُّم فى كأس الشراب. ثم حاول قتل أمه بإغراقها إلا أنها نجت، وعادت إلى قصرها. وعندما علم بذٰلك أرسل لها من قتلها. وأيضًا قتل زوجته الفاضلة حتى يتخلص منها لتعلقه بامرأة أخرى. إلا أنه قتلها هى أيضًا فيما بعد، لغضبه منها.
ثم قام عليه الشعب إلا أنه أخمد نار الفتنة وقتل، وعذب من قاموا بها. ولشدة حبه لذاته، أمر أن تُصنع له التماثيل والصور، وتوضع فى الميادين العامة وعلى النقود. وعندما ازدادت شروره ومظالمه صممت الرعية على قتله، فلما شعَر بذٰلك هرب إلى أحد قصوره وقتل نفسه هناك! وكان ذٰلك عام ٦٨ م.

 عرش الأمبراطورية وموت نيرون

http://en.wikipedia.org/wiki/Nero  راجع الموقع التالى لمزيد من المعلومات

وقد قام بتعليم الأمبراطور نيرون "لسينيكا" ( 4 ق.م. – 65 م)، الفيلسوف الروماني، وهو أحد كبار الرواقيين الذين اعتنوا بالأخلاق وترويض النفس، عبر مصنفات كثيرة أشهرها "رسائل إلى لوسيليوس".

وقد أرسل رساله إلى فقال فيها : " نعم يا عزيزي لوسيليوس، طالب بأملاكك؛ أمّن وقتك الذي أهدرته حتى الآن؛ الوقت المسروق منا . الوقت الذي تركته يهرب من بين يديك. .. أعطني رجلاً واحداً يستطيع أن يُثَمِّن الوقت. رجل يعطي النهار قيمته الحقيقية. رجل يفهم بأنه يموت كل يوم.
إننا نخطيء عندما نظن أن الموت ما زال أمامنا، إذ أن جزءاً كبيراً من الموت قد أصبح ماضياً لا نراه . فكل ما ينتسب إلى الماضي يدخل ضمن دائرة الموت.
، كن مالكاً لجميع ساعاتك. فأنت سوف تكون أقل عبودية للمستقبل لو كنت سيداً لحاضرك . لا تؤجل ما تفعله اليوم إلى الغد ، فالحياة تهرب منا في التأجيل . ولا شيء نملكه – يا لوسيليوس – إلا الوقت؛ إنه الشيء الوحيد الذي جادت علينا به الطبيعة . ومع هذا فهو هارب أبداً على كف القدر، ويستطيع أي كائن أن ينتزعه منا







وفى أيام حكمه، ولَّى على مِصر الأمير «بلبيلوس» الذى اهتم بإدارة مصر على أفضل وجه، فأصلح أرضها، واهتم بمياه النيل لزيادة خصوبة الأرض، وعمت الراحة ربوع مصر. وقد طلب نيرون أن يعرف منبعَ النيل، فأرسل من روما بَعثة لاستكشاف منابع النيل... و... والحديث عن مِصر لا ينتهى...!

 

 

راجع الترجمة الأصلية فى    http://www.josor.net/article_details.php?thesid=657&catid=45

 

 

==============================

(1) المرشد الجغرافى التاريخى للعهد الجديد - كنيسة السيدة العذراء - محرم بك - إسكندرية - الطبعة الأولى ديسمبر 1985 المطبعة الأنبا رويس العباسية - القاهرة

 

This site was last updated 02/20/17