*******************************************************************************************************************************
الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1
*************************************************
عمر بن الحطاب الخليفة الثانى
نسبه و مولده
عمر بن الخطاب : بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أمير المؤمنين أبو حفص القريشي العدوي الفاروق أسلم في السنة السادسة من النبوة و له سبع و عشرون سنة قاله الذهبي
و قال النووي : ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة و كان من أشراف قريش و إليه كانت السفارة في الجاهلية فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم بعثوه سفيرا : أي رسولا و إذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا أو مفاخرا
و أسلم قديما بعد أربعين رجلا و إحدى عشرة امرأة و قليل : بعد تسعة و ثلاثين رجلا و ثلاث و عشرين امرأة و قيل : بعد خمسة و أربعين رجلا و إحدى عشرة امرأة فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة و فرح به المسلمون
قال : و هو أحد السابقين الأولين و أحد العشرة المشهود لهم بالجنة و أحد الخلفاء الراشدين و أحد أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم و أحد كبار علماء الصحابة و زهادهم
روي له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسمائة حديث و تسعة و ثلاثون حديثا
روى عنه عثمان بن عفان و علي و طلحة و سعد و عبد الرحمن بن عوف و ابن مسعود و أبو ذر و عمر بن عبسة و ابنه عبد الله و ابن العباس و ابن الزبير و أنس و أبو هريرة و عمرو بن العاص و أبو موسى الأشعري و البراء بن عازب و أبو سعيد الخدري و خلائق آخرون من الصحابة و غيرهم رضي الله عنهم
أقول : و أنا ألخص هنا فصولا فيها جملة من الفوائد تتعلق بترجمته
صفته
أخرج ابن سعد و الحاكم عن زر قال : خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد فرأيت عمر يمشي حافيا شيخا أصلع آدم أعسر طوالا مشرفا على الناس كأنه على دابة قال الواقدي : لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت
و أخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال : رجل أبيض تعلوه حمرة طوال أصلع أشيب
و أخرج عن عبيد بن عمير قال : كان عمر يفوق الناس طولا
و أخرج عن سلمة بن الأكوع قال : كان عمر رجلا أعسر يعني يعتمد بيديه جميعا
و أخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي قال : كان عمر رجلا طويلا جسيما أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة في عارضيه خفة سبلته كبيرة و في أطرافها صهبة
و في تاريخ ابن عساكر من طرق أن أم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هشام بن المغيرة أخت أبي جهل بن هشام فكان أبو جهل خاله
خلافته و الأحداث التي جرت في عهده
ولي الخلافة بعهد من أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة قال الزهري : استخلف عمر يوم توفي أبو بكر و هو يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة أخرجه الحاكم بالأمر أتم قيام
و كثرت الفتوح في أيامه :
ففي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح و عنوة و حمص و بعلبك صلحا و البصرة و الأبلة كلاهما عنوة
و فيها جمع عمر الناس على صلاة التراويح قله العسكري في الأوائل
و في سنة خمس عشرة فتحت الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنها فتحت صلحا و فيها كانت وقعة اليرموك و القادسية
قال ابن جرير : و فيها مصر سعد الكوفة و فيها فرض عمر الفروض و دون الدواوين و أعطى العطاء على السابقة
و في سنة ست عشرة فتحت الأهواز و المدائن و أقام بها سعد الجمعة في إيوان كسرى و هي أول جمعة جمعت بالعراق و ذلك في صفر و فيها كانت وقعة جلولاء و هزم فيها يزدجرد بن كسرى و تقهقر إلى الري و فيها فتحت تكريت و فيها سار عمر ففتح بيت المقدس و خطب بالجابية خطبته المشهورة و فيها فتحت قنسرين عنوة و حلب و إنطاكية و منبج صلحا و سروج عنوة و فيها فتحت قرقيسياء صلحا و في ربيع الأول كتب التاريخ من الهجرة بمشورة علي
و في سنة عشرة زاد عمر في المسجد النبوي و فيها كان القحط بالحجاز ابن سعد و سمي عام الرمادة و استسقى عمر للناس بالعباس
أخرج ابن سعد عن نيار الأسلمي أن عمر لما يستسقي خرج و عليه برد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج عن ابن عون قال : أخذ عمر بيد العباس ثم رفعها و قال : اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل و أن تسقينا الغيث فلم يبرحوا حتى سقوا فأطبقت السماء عليهم أياما و فيها فتحت الأهواز صلحا
و في سنة ثمان عشرة فتحت جند يسابور صلحا و حلوان عنوة و فيها كان طاعون عمواس و فيها فتحت الرها و سميساط عنوة و حران و نصيبين و طائفة من الجزيرة عنوة ـ و قيل : صلحا ـ و الموصل و نواحيها و الموصل و نواحيها عنوة و في سنة تسع عشرة فتحت قيسارية عنوة
و في سنة عشرين فتحت مصر عنوة و قيل : مصر كلها صلحا إلا الإسكندرية فعنوة و قال علي بن رباح : المغرب كله عنوة و فيها فتحت تستر و فيها هلك قيصر عظيم الروم و فيها أجلى عمر اليهود عن خيبر و عن نجران و قسم خيبر و وادي القرى
و في سنة إحدى و عشرين فتحت الإسكندرية عنوة و نهاوند و لم يكن للأعاجم بعدها جماعة و برقة و غيرها
و في سنة اثنتين و عشرين فتحت أذربيجان عنوة و قيل : صلحا و الدينور عنوة و ماسبذان عنوة و همذان و طرابلس المغرب و الري و عسكر و قومس
و في سنة ثلاث و عشرين كان فتح كرمان و سجستان و مكران من بلاد الجبل و أصبهان و نواحيها
*****************************
أوليات عمر بن الخطاب
قال العسكري : هو أول من سمي أمير المؤمنين و أول من كتب التاريخ من الهجرة و أول من اتخذ بيت المال و أول من سن قيام شهر رمضان و أول من عس بالليل و أول من عاقب على الهجاء و أول من ضرب في الخمر ثمانين وأول من حرم المتعة و أول من نهى عن بيع أمهات الأولاد و أول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات و أول من اتخذ الديوان و أول من فتح الفتوح و مسح السواد و أول من حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة و أول من احتبس صدقة في الإسلام و أول من أعال الفرائض و أول من أخذ زكاة الخيل و أول من قال : أطال الله بقاءك قاله لعلي و أول من قال : أيدك الله قاله لعلي هذا آخر ما ذكر العسكري
و قال النووي في تهذيبه : هو أول من اتخذ الدرة و كذا ذكره ابن سعد في الطبقات قال : و لقد قيل بعده : لدرة عمر أهيب من سيفكم قال : و هو أول من استقضى القضاء في الأمصار و أول من مصر الأمصار : الكوفة و البصرة و الجزيرة و الشام و مصر و الموصل
و أخرج ابن عساكر عن إسماعيل بن زياد قال : مر علي بن أبي طالب على المساجد في رمضان و فيها القناديل فقال : نور الله على عمر في قبره كما نور علينا في مساجدنا
قال ابن سعد : اتخذ عمر دار الدقيق فجعل فيها الدقيق و السويق و التمر و الزبيب و ما يحتاج إليه : يعين به المنقطع و وضع فيما بين مكة و المدينة بالطريق ما يصلح من ينقطع به و هدم المسجد النبوي و زاد فيه و وسعه و فرشه بالحصباء و هو الذي أخرج اليهود من الحجاز إلى الشام و أخرج أهل نجران إلى الكوفة و هو الذي أخر مقام إبراهيم إلى موضعه اليوم و كان ملصقا بالبيت