Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة إحدى وتسعين ومائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
جرائم العباسيين ضد البرامكة
أم الرشيد قتلت أخوه
زبيدة زوجة هارون الرشيد
العباسة أخت هارون الرشيد
سنة 170
سنة171 وسنة172 و173
سنة174
سنة177 وسنة178
سنة179 وسنة 180
سنة181
سنة182 حتى سنة185
سنة 186
سنة187
سنة188 وسنة189 وسنة190
سنة191
سنة 192 وسنة193 وموت الرشيد

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة إحدى وتسعين ومائة
ذكر الفتنة من أهل طليطلة
وهو وقعة الحفرة

في هذه السنة أوقع الأمير الحكم بن هشام الأموي، صاحب الأندلس، بأهل طليطلة، فقتل منهم ما يزيد على خمسة آلاف رجل من أعيان أهلها.
وسبب ذلك أن أهل طليطلة كانوا قد طمعوا في الأمراء، وخلعوهم مرة بعد أخرى، وقويت نفوسهم بحصانة بلدهم وكثرة أموالهم، فلم يكونوا يطيعون أمراءهم طاعة مرضية، فلما أعيا الحكم شأنهم أعمل الحيلة في الظفر بهم، فاستعان في ذلك بعمروس بن يوسف المعروف بالمولد، وكان قد ظهر في هذا الوقت بالثغر الأعلى، فأظهر طاعة الحكم، ودعا إليه، فاطمأن إليه بهذا السبب، وكان من أهل مدينة وشقة، فاستحضره فحضر عنده، فأكرمه الحكم، وبالغ في إكرامه، وأطلعه على عزمه في أهل طليطلة وواطأه على التدبير عليهم، فولاه طليطلة، وكتب إلى أهلها يقول: إني قد اخترت لكم فلانأن وهومنكم، لتطمئن قلوبكم إليه، وأعفيتكم ممن تكرهون من عمالنا وموالينأن ولتعرفوا جميل رأينا فيكم.
فمضى عمروس إليهم، ودخل طليطلة، فأنس به أهلهأن واطمأنوا إليه، وأحسن عشرتهم، وكان أول ما عمل عليهم من الحيلة أن أظهر لهم موافقتهم على بغض بني أمية، وخلع طاعتهم، فمالوا إليه، ووثقوا بما يفعله؛ ثم قال لهم: إن سبب الشر بينكم وبين أصحاب الأمير إمنا هواختلاطهم بكم، وقد رأيت أن أبني بناء أعتزل فيه أنا وأصحاب السلطان رفقاً بكم؛ فأجابوه إلى ذلك، فبنى في وسط البلد ما أراد.
فلما مضى لذلك مدة كتب الأمير الحكم إلى عامل له على الثغر الأعلى سراً يأمره أن يرسل إليه يستغيث من جيوش الكفرة، وطلب النجدة والعساكر، ففعل العامل ذلك فحشد الحكم الجيوش من كل ناحية، واستعمل عليهم ابنه عبد الرحمن لدخولهأن فأتاه، وهوعندهأن الخبر من ذلك العامل أن عساكر الكفرة قد تفرقت، وكفى الله شرهأن فتفرق العسكر، وعزم عبد الرحمن على العود إلى قرطبة، فقال عمروس عند ذلك لأهل طليطلة: قد ترون نزول ولد الحكم إلى جانبي، وإنه يلزمني الخروج إليه وقضاء حقه، فإن نشطتم لذلك وإلا سرت إليه وحدي؛ فخرج معه وجوه أهل طليطلة، فأكرمهم عبد الرحمن، وأحسن إليهم.
وكان الحكم قد أرسل مع ولده خادماً له، ومعه كتاب لطيف إلى عمروس، فأتاه الخادم، وصاحه، وسلم الكتاب إليه من غير أن يحادثه، فلما قرأ عمروس الكتاب رأى فيه كيف تكون الحيلة على أهل طليطلة، فأشار إلى أعيان أهلها بأن يسألوا عبد الرحمن الدخول إليهم ليرى هو وأهل عسكره كثرتهم، ومنعتهم، وقوتهم، فظنوه ينصحهم، ففعلوا ذلك، وأدخلوا عبد الرحمن البلد، ونزل مع عمروس في داره، وأتاه أهل طليطلة أرسالاً يسلمون عليه.
وأشاع عمروس أن عبد الرحمن يريد أن يتخذ لهم وليمة عظيمة، وشرع في الاستعداد لذلك، وواعدهم يوماً ذكره، وقرر معهم أن يدخلون من باب، ويخرجون من آخر ليقل الزحام، ففعلوا ذلك.(3/111)
فلما كان اليوم المذكور أتاه الناس أفواجأن فكان كلما دخل فوج، أخذوا وحملوا إلى جماعة من الجند على حفرة كبيرة في ذلك القصر، فضربت رقابهم عليها؛ فلما تعالى النهار أتى بعضهم فلم ير أحدأن فقال: أين الناس؟ فقيل: إنهم يدخلون من هذا الباب، ويخرجون من الباب الآخر، فقال: ما لقيني منهم أحد، وعلم الحال، وصاح، وأعلم الناس هلاك أصحابهم، فكان سبب نجاة من بقي منهم، فذلت رقابهم بعدهأن وحسنت طاعتهم بقية أيام الحكم وأيام ولده عبد الرحمن، ثم انجبرت مصيبتهم، وكثروأن فلما هلك عبد الرحمن وولي ابنه محمد عاجلوه بالخلع على ما نذكره.
ذكر عصيان أهل ماردة على الحكم وما فعله بأهل قرطبة
وفيها عصى أصبغ بن عبد اله، ووافقه أهل مدينة ماردة من الأندلس، على الحكم، وأخرجوا عامله، واتصل الخبر بالحكم، فسار إليها وحاصرهأن فبيمنا هومجد في الحصار أتاه الخبر عن أهل قرطبة أنهم أعلنوا العصيان له، فرجع مبادرأن فوصل إلى قرطبة في ثلاثة أيام، وكشف عن الذين أثاروا الفتنة، فصلبهم منكسين، وضرب أعناق جماعة، فارتدع الباقون بذلك، واشتدت كراهيتهم له.
ولم يزل أهل مادرة تارة يطيعون، ومرة يعصون إلى سنة اثنتين وتسعين، فضعف أمر أصبغ لأن الحكم تابع إرسال الجيوش إليه، واستمال جماعة من أعيان أهل ماردة وثقاته من أصحابه، فمالوا إليه، وفارقوا اصبغ، حتى أخوه، فتحير أصبغ، وضعفت نفسه، فأرسل يطلب الأمان فأمنه الحكم، ففارق ماردة، وحضر عند الحكم، وأقام عنده بقرطبة.
ذكر غزو الفرنج بالأندلس
في هذه السنة تجهز لذريق ملك الفرنج بالأندلس، وجمع جموعه ليسير إلى مدينة طرطوشة ليحصرهأن فبلغ ذلك الحكم، فجمع العساكر وسيرها مع ولده عبد الرحمن فاجتمعوا في جيش عظيم، وتبعهم كثير من المتطوعة، فساروأن فلقوا الفرنج في أطراف بلادهم قبل أن ينالوا من بلاد المسلمين شيئأن فاقتتلوا وبذل كل من الطائفتين جهده، واستنفد وسعه، فأنزل الله تعالى نصره على المسلمين، فانهزم الكفار، وكثر القتل فيهم، والأسر، ونهبت أموالهم وأثقالهم، وعاد المسلمون ظافرين غامنين.
ذكر عصيان حزم على الحكم
في هذه السنة خالف حزم بن وهب بناحية باجة، ووافقه غيره، وقصدوا لشبونة، وكان الحكم يسمي حزمأن في كتبه، النبطي، فلما سمع الحكم خبره سير إليه ابنه هشاماً في جمع كثير، فأذله ومن معه، وقطع الأشجار وضيق عليهم، حتى أذعنوا لطلب الأمان فأمنه.
ذكر عزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان وولاية هرثمة
وفيها عزل الرشيد علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان؛ وكان سبب ذلك ما ذكرناه من قتل ابنه عيسى، فلما قتل جزع عليه أبوه، فخرج عن بلخ إلى مرومخافة عليها أن يسير إليها رافع بن الليث ليأخذهأن وكان ابنه عيسى قد دفن في بستان، في داره ببلخ، أموالاً عظيمةً قيل كانت ثلاثين ألف ألف، ولم يعلم بها أبوه ولم يطلع عليها إلا جارية له، فلما سار علي بن عيسى إلى مروأطلعت الجارية على ذلك بعض الخدم، وتحدث به الناس، واجتمعوأن ودخلوا البستان، ونهبوا المال، وبلغ الرشيد الخبر، فقال: خرج عن بلخ عن غير أمري، وخلف مثل هذا المال، وهويزعن أنه قد باع حلي نسائه، فيما أنفق على محاربة رافع! فعزله، واستعمل هرثمة بن أعين.
وكان قد نقم الرشيد عليه ما كان يبلغه من سوء سيرته وإهانته أعيان الناس واستخفافه بهم، فمن ذلك أنه دخل عليه يوماً الحسين بن مصعب والد طاهر بن الحسين، وهشام بن فرخسرو، فسلما عليه، فقال للحسين: لا سلم الله عليك يا ملحد بن الملحد، والله إني لأعرف ما أنت عليه من عداوة الإسلام، والطعن في الدين، ولم أنتظر بقتلك إلا أمر الخليفة، ألست المرجف بي في منزلي هذا بعد أن ثملت من الحزم، وزعمت أنك جاءتك كتب من بغداد بعزلي؟ اخرج إلى سخط الله لعنك الله، فعن قريب ما يكون منهأن فاعتذر إليه، فلم يقبل عذره، وأمر بإخراجه فأخرج.
وقال لهشام بن فرخسرو: صارت دارك دار الندوة، يجتمع إليك السفهاء تطعن على الولادة، سفك الله دمي إن لم أسفك دمك! فاعتذر إليه، فلم يعذره فأخرجه.(3/112)
فأما الحسين فسار إلى الرشيد، فاستجار به وشكا إليه فأجاره؛ وأما هشام فإنه قال لبنت له: إني أخاف الأمير على دمي وأنا مفض إليك بأمر إن أنت أظهرته قتلت، وإن أنت كتمته سلمت. قالت: وما هو؟ قال: قد عزمت على أن أظهر أن الفالج قد أصابني، فإذا كان في السحر، فاجمعي جواريك، واقصدي فراشي وحركيني، فإذا رأيت حركتي تقلت فصيحي أنت وجواريك، واجمعي إخواتك فأعلميهم علتي، ففعلت ما أمرهأن وكانت عاقلة، فأقام مطروحاً على فراشه حيناً إلى أن جاء هرثمة واليأن فركب إلى لقائه، فرآه علي بن عيسى بن ماهان، فقال: إلى أين؟ فقال: أتلقى الأمير أبا حاتم. قال: ألم تكن عليلاً؟ فقال: وهب الله العافية، وعزل الطاغية في ليلة واحدة، فعلى هذا تكون ولاية هرثمة ظاهرة.
وقيل: بل كانت ولايته سرأن لم يطلع الرشيد عليها أحدأن فقيل: إنه لما أراد عزل علي بن عيسى استدعى هرثمة، وأسر إليه ذلك، وقال له: إن علي بن عيسى قد كتب يستمدني بالعساكر والأموال، فأظهر للناس أنك تسير إليه نجدة له. وكتب له الرشيد كتاباً بولايته بخط يده، وأمر أن يكتبوا له إلي علي بن عيسى بأنه قد سير هرثمة نجدة له.
فسار هرثمة ولا يعلم بأمره أحد، حتى ورد نيسابور، فلما وردها استعمل أصحابه على كورهأن وسار مجداً يسبق الخبر، فأتى مرو والتقاه علي بن عيسى، فاحترمه هرثمة، وعظمه، حتى دخل البلد، ثم قبض عليه وعلى أهله وأصحابه وأتباعه وأخذ أمواله فبلغت ثمانين ألف ألف؛ وكانت خزائنه وأثاثه على ألف وخمسمائة بعير، فأخذ الرشيد ذلك كله؛ وكان وصول هرثمة إلى خراسان سنة اثنتين وتسعين، فلما فرغ هرثمة من أخذ أموالهم أقامهم لمطالبة الناس، وكتب إلى الرشيد بذلك، وسير علي بن عيسى إليه على بعير بغير وطاء ولا غطاء.
ذكر عدة حوادث
فيها خرج خارجي يقال له ثروان بن سيف بناحية حولايأن وتنقل في السواد، فوجه إليه طوق بن مالك، فهزمه طوق، وجرحه وقتل عامة أصحابه.
وفيها خرج أبوالنداء بالشام، فسير الرشيد في طلبه يحيى بن معاذ، وعقد له على الشام.
وفيها ظفر حماد البربري بهيصم اليماني.
وفيها أرسل أهل نسف إلى رافع بن الليث يسألونه أن يوجه إليهم من يعينهم على قتل عيسى بن علي بن عيسى، وعلي بن عيسى، فأرسل إليهم جمعأن فقتلوا عيسى وحده في ذي القعدة.
وفيها غزا يزيد بن مخلد الهبيري أرض الروم في عشرة آلاف، فأخذت الروم عليه المضيق، فقتلوه وخمسين رجلأن وسلم الباقون، وكان ذلك على مرحلتين من طرسوس.
وفيها استعمل الرشيد على الصائفة هرثمة بن أعين قبل أن يوليه خراسان، وضم إليه ثلاثين ألفاً من أهل خراسان، ورتب الرشيد بدرب الحدث عبد الله بن مالك، وبمرعش سعيد بن سلم بن قتيبة، فأغارت الروم عليهأن فأصابوا من المسلمين، وانصرفوأن ولم يتحرك سعيد من موضعه؛ وبعث محمد بن يزيد بن مزيد إلى طرسوس.
وأقام الرشيد بدرب الحدث ثلاثة أيام من رمضان، وعاد إلى الرقة، وأمر الرشيد بهدم الكنائس بالثغور، وأخذ أهل الذمة بمخالفة هيئة المسلمين في لباسهم، وركوبهم، وأمر هرثمة ببناء طرسوس وتمصيرهأن ففعل، وتولى ذلك فرج الخادم بأمر الرشيد، وسير إليها جنداً من أهل خراسان ثلاثة آلاف، ثم أشخص إليهم ألفاً من أهل المصيصة، وألفاً من أهل أنطاكية، وتم بناؤها سنة اثنتين وتسعين ومائة، وبنى مسجدها.
وحج بالناس هذه السنة الفضل بن العباس بن محمد بن علي، وكان أميراً على مكة؛ وكان على الموصل محمد بن الفضل بن سليمان.
وفيها توفي الفضل بن موسى السيناني أبوعبد الله المروزي، مولى بني قطيعة، وكان مولده سنة خمس عشرة ومائة.
السيناين بكسر السين المهملة، وبالياء المثناة من تحت، وبالنون قبل الألف، ثم بنون بعده، منسوب إلى سينان وهي قرية من قرى مرو.

This site was last updated 07/13/11