Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

التشابة وألإختلاف والشبهات فى أنساب المسيح فى السلسلتين متى ولوقا

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأشخاص بسلسلة أنساب المسيح

مصدر هذه المقالة الدكتور العظيم هولى بايبل

*******************************

فى الإنجيل سلسلتان لنسب المسيح إحداهما في (مت1:1-17) والأخرى في (لو23:3-38)
سلسلة اليهود إهتمت بالمسيا  إبن داود والمخلص إبن إبراهيم:
إنجيل متى يكتب لليهود فأراد أن يثبت لهم أن يسوع المسيح : هو المسيا الذي ينتظرونه - المسيا الملك المنتظر - المخلص

لهذا يفتتح سلسلته بقوله المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فمتى ترك كل الأسماء ليذكر داود وإبراهيم لأن الله وعدهما صراحة بالمسيح.

إذ قال لإبراهيم " ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تك18:22) أهمية ذكر إبراهيم أنه بإبراهيم بدأت قصة الخلاص وهذه هى علامة للبشرية إسحق الذبيحة البشرية الإبراهيمية الذى كان إشارة للمسيح الذبيحة الذى فدى العالم .. وفديناه بذبح عظيم  فالله اختار إبراهيم ليأتي منه المسيح وإبراهيم لم يقدم إبنه إسحق ولكن قدم إبنا من نسل نسله وهو المسيح

ولداود " من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك" (مز11:132+ 2صم12:7+ إش1:11+ أر5:23).وأهمية ذكر داود الملك أنه سيأتي منه المسيح ملك الملوك.
************************

سلسلة نازلة وسلسلة صاعدة

سلسلة لليهود وسلسلة للأمم :

يلاحظ أن متى إنحدر بالأنساب إلى يوسف مبتدئاً بإبراهيم. أما لوقا فصعد بها من يوسف إلى آدم وآدم ابو الأمم جميعها  إذا لوقا كتب للأمم لذلك وصل في أنسابه لآدم ابن الله الذي منه تفرع العالم كله يهوداً وأمم،

***********************

أقوال الآباء عن الأنساب

فالمسيح ضم البشرية كلها للبنوة لله.ويشرح أغسطينوس هذا بقوله: إن متى الذي ينحدر بالأنساب يشير إلى الرب يسوع المسيح الذي نزل ليحمل خطايانا، لذلك يقول أن فلان ولد فلاناً ليشير إلى تسلسل الخطية إلينا خلال الولادات البشرية. وقد جاء السيد المسيح الذي بلا خطية ليحمل خطايا الأجيال كلها. أما لوقا فقد صعد بالأنساب من المسيح إلى آدم، إذ تأتي الأنساب بعد المعمودية ليعلن عطية الرب خلال المعمودية، فهو يرفعنا ويردنا إلى حالتنا الأولى " آدم ابن الله" (لو37:3). متى يتحدث في سلسلة نسبه قبل أحداث العماد ليعلن أن كلمة الله المتجسد هذا وإن كان بلا خطية وحده لكنه جاء من نسل خاطئ ليحمل عنا الخطايا التي ورثناها أباً عن جد لهذا جاء الترتيب تنازلياً فهو يعلن المسيا حامل خطايانا، ولوقا الذي التزم بالترتيب التصاعدي يعلن تمتعنا بالبنوة لله في المسيح. لذلك لاحظنا أن لوقا لم يذكر سلسلة أنسابه في أول إنجيله بل بعد ذكر عماد الرب من يوحنا، لأن الرب أخذ خطايانا وحملها ليرفعها عنا ويكفر عنها بتقديس المعمودية وبذلك يرفعنا إلى البنوة لله.
**************************

لماذا إختلف النسب فى القائمتين؟
نلاحظ اختلاف النسب في القائمتين ومرجعه أن متى وهو يعلن عن السيد المسيح كحامل لخطايانا يذكر النسب الطبيعي، حسب اللحم والدم، أي يذكر الأب الطبيعي حسب التناسل الجسدي الذي به ورثنا الخطية " بالإثم حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي.." (مز51) أما لوقا إذ يعلن عن بنوتنا لله في المسيح يسوع يذكر النسب الشرعي حيث يمكن لإنسان أن ينتسب لأب لم يولد منه جسدياً. وهذا يحدث بحسب الشريعة حين يموت إنسان بلا وَلَدْ فتتزوج إمراته وليها ويكون الولد الأول منسوباً للميت حسب الشريعة (راجع قصة راعوث). ولوقا يهتم بالتبني أو النسب الشرعي لأن الآب تبنانا بالمعمودية في ابنه فصرنا إخوة للمسيح وشركاء له في الميراث. وأيضاً من أمثلة التبني التي سنجدها في سلسلة نسب لوقا أن يتبنى الجد أحفاده كما في حالة يعقوب الذي نسب أولاد يوسف الاثنين، افرايم ومنسى له.

جاء النسب خاصاً بالقديس يوسف لا القديسة مريم، مع أن المسيح ليس من زرعه، ذلك أن الشريعة الموسوية تنسب الشخص للأب وليس للأم كسائر المجتمعات الأبوية التي تفعل نفس الشئ.

لم يذكر النسب أسماء نساء عظيمات يفتخر بهن اليهود كسارة ورفقة وراحيل إنما ذكر ثامار التي إرتدت ثياب زانية (تك38) وراحاب الكنعانية الزانية (يش1:2) وبثسبع التي يلقبها " التي لأوريا" لخطيتها مع داود ليكشف أن طبيعتنا التي أخطأت وسقطت هي التي جاء المسيح لعلاجها، هذه التي مرضت جاء ليشفيها، وهذه التي سقطت جاء ليقيمها. هو جاء من خاطئات وولد منهن لأنه جاء لأجل الخطاة ليمحو خطايا الجميع.

ذكر معلمنا متى في النسب بعض النساء الأمميات مثل راعوث الموآبية وراحاب الكنعانية، ليعلن أنه جاء من أجل البشرية كلها ليخلص الأمم كما اليهود. وصارت راعوث رمزاً لكنيسة الأمم التي تركت بيت أبيها ووثنيته وعاداته الشريرة والتصقت بكنيسة الله وقبلت العضوية فيها، وقد نفذت قول المزمور" إنسي شعبك وبيت أبيك لأن الملك اشتهى حسنك" (مز11:45،12).

من بين أسلاف المسيح أشخاص لهم إخوة، ويلاحظ أن السيد جاء بصفة عامة منحدراً لا من الأبناء البكر بل ممن هم ليسوا أبكاراً حسب الجسد مثل إبراهيم واسحق ويعقوب ويهوذا وداود.. لقد جاء السيد المسيح ليعلن أن البكورية لا تقوم على الولادة الجسدية وإنما على استحقاق الروح. لقد فقد آدم بكوريته بسبب الخطية، وجاء السيد المسيح آدم الأخير ليصير بكر البشرية كلها وفيه يصير المؤمنون أبكاراً (عب23:12).

ذكر معلمنا متى في نسب السيد فارص دون زارح. ولقد أخرج زارح يده أولاً بكونه الابن البكر لكنه لم يولد أولاً بل تقدمه فارص فإحتل مركزه. ونعم بالبكورية. هكذا ظهر اليهود أولاً كبكر للبشرية لكنهم حرموا من البكورية وتمتع بها الأمم عوضاً عنهم. ففارص صار يمثل كنيسة الأمم التي صارت بكراً باتحادها بالمسيح البكر، وزارح صار يمثل اليهود الذين فقدوا البكورية برفضهم الاتحاد مع البكر.

ذكر متى سبي بابل ولم يذكر عبوديتهم في مصر فنزولهم لمصر لم يكن لهم ذنب فيه ولكن سبيهم إلى بابل كان سببه خطاياهم وكان عقوبة لهم.

متى يكرر كلمة ولد ليشير لتسلسل الخطايا إلى المولود. ولوقا يكرر كلمة ابن إشارة للبنوة التي اكتسبناها بالتجسد، بنوتنا لله.

فيما يلي خريطة لسلسلة متى وسلسلة لوقا نرى فيها الأسماء المشتركة والتي بينها خلاف.
*******************************

 
الشبهة الأولى الفصل الأول (ش1 ف1)

 التناقض المزعوم بين بعض الاسفار و بين انجيل متى
ادعوا بوجود خلاف:
-143 – بين سلسلة نسب المسيح الوارد في انجيل متى ص 1:9-17 و السلسلة الواردة في انجيل لوقا ص 23:3-38

فنجيب:
أن الأسماء التي ذكرها متى و لوقا في سلسلة نسب المسيح أغلبها وارد في الكتاب المقدس و ما لم يذكر في الكتاب فقد أخذه البشيران من جداول النسب الموجود وقتئذ. و التي كان اليهود محافظين عليها كل المحافظة حتى أن من لم يجد أسانيد لنسبه عزل من الكهنوت ( عز 61:2-63 و نح 61:7- 65)

و لننظر أولا في الجدولين منفصلين عن بعضهما:

1- جدول انجيل متى :

(أولا) قسمه الى ثلاث أقسام كل منها 14 جيلا و لكن القسم الثاني ينقصه واحد فقال بعضهم ( بما أن القسم الأول انتهى بداود فأراد أن يجعل أول القسم الثاني داود أيضا لأهميته في موضوع انجيله و هو اثبات أن المسيح تناسل بالجسد من داود) و قال آخر ( يجب قراءة عدد 11 هكذا – يوشيا ولد يهوياقيم و اخوته و يهوياقيم ولد يكنيا ... الخ ) . لأن متى حذف اسم يهوياقيم لرداءة سيرته و بذلك يصير كل قسم 14 جيلا )

( ثانيا) ترك متى بين يورام و عزيا ثلاثة ملوك عد 8 و هم أخزيا و يواش و أمصيا ( 2 مل 25:8و2:11و21:112) و كذلك يهوياقيم الذي كان بين يوشيا و يكنيا ( 2 مل 34:23) تركه أيضا عد 11 فالرأى الغالب أن هذه الأسماء الأربعة حسب قول علماء اليهود تركت من جميع الجداول النسبية الدارجة التي أخذ عنها متى جدوله و ذلك لاشتهارهم بشرور كثيرة. أما كون الابن ينسب لجده فهذا قد عرفنا مما سبق أنه مصطلح عليه في اللغة العبرية .

(ثالثا) اعترض بعضهم على عد 11 (يوشيا ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل) فقال:
· لم يكن ليكنيا اخوة

ســـؤال: قد مات يوشيا قبل سبي بابل بعشرين سنة فكيف يذكر أنه ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل؟

و الجواب: على ذلك أن نسخا كثيرة بخط اليد قرئ فيها هكذا ( يوشيا ولد يهو ياقيم و اخوته و يهو ياقيم ولد يكنيا) ( انظر قراءات كريسباغ) فان يوشيا كان أبا يهوياقيم و اخوته يوحانان و صدقيا و شلوم (1 اى 15:3) و يهوياقيم كان ابا يكنيا عند سبي بابل الأول لأنه قد سبى بنو اسرائيل ثلاث مرات – و كان الأول في السنة الرابعة من حكم يهوياقيم بن يوشيا سنة 3398 ق.م. و لهذا قال (كالمت) يجب قراءة الآية 11 هكذا ( يوشيا ولد يهوياقيم و اخوبه و يهوياقيم يلد يكنيا عند سبي بابل الأول و يكنيا ولدشالتئيل عند سبي بابلي)
*************
2-جدول انجيل لوقا:
(أولا) دعى ابن ريسا يوحنا ع 27 و في (ا أى 19:3) دعى حننيا والتشابه بين اللأسمين موجود.

(ثانيا) قيل عد 35و36 ( عبر بن شالح بن قينان بين ارفكشاد) و في ( تك 12\:11و 1أى 1:18( أن شالح ن ارفكشاد لا ابن ابنه. ذهب البعض أن موسى لم يذكر قينان لتكون الأجيال من آدم الي نوح عشرة و من نوح الى ابراهيم عشرة – و قال غيرهم أن قينان و شالح اسمان يدلان على شخص واحد – و ذهب كثيرون الى أن قينان لم يكن موجوا في انجيل لوقا غير أن النساخ أخذوه من الترجمة السبعينية محاكاة لها.
***************
3- و لنقابل الآن جدولي متى و لوقا معا.

فبعد مراجعتهما تجد أن متى:
· دون سلسلة نسب المسيح على طريقة تنازلية منن ابراهيم الى يوسف
· أنه ذكر الأولاد الطبيعيين أي الذين تناسلوا طبيعيا بحسب الجسد فقال ابراهيم ولد اسحق و اسحق ولد يعقوب... الخ.

و نجد أن لوقا:
· ذكر السلسلة بطريقة تصاعدية أى من السيد المسيح الى الله ذاته.
· أنه ذكر الأولاد الحقيقيين أى الذين تناسلوا من والديهم مباشرة و الذين نسبوا الى الآباء بواسطة قرابة أو نسب.
هذا ويعلم أن متى كتب للعبرانيين بالطريقة الجارية عندهم و لوقا كتب لليونانيين بالطريقة المفهومة عندهم.

و لهذا نجد أن لوقا سلسل من آدم لأنه كتب لفائدة الأمم خاصة فأوصل نسب فادي البشر الى آدم أب الجنس البشري – و أما متى فقد كتب لليهود فأوصل سلسلة ملك كاليهود الى ابراهيم أبيهم.

و لما كان اليهود لا يدخلون في جداول نسبهم النساء فاذا انتهت العائلة بامرأة أدخلوا قرينها في النسب و اعتبروه والد ابن قرينتخ – لهذا حسب هذا الاصطلاح – دعى المسيح ابن يوسف.

· قال متى أن يوسف بن يعقوب عدد16 و قال لوقا انه ابن هالي عدد 23
و
ذلك لأن متى نظر الى أبيه الحقيقي يعقوب و لوقا نظر الى أنه الابن الشرعي لهالي و وارثه الحقيقي. و لزيادة الفائدة نقول أن روح الله أراد أن يلهم متى و لوقا بتدوين نسب المسيح ليثبت أنه من نسب داود فكلاهما يتجهان الى غرض واحد و مرجعهما الي أن يسوع من ذرية داود. و المحققون يقولون أن مفاد قول متى أن يوسف من نسل داود. و مآل ككلام لوقا أن مريم من ذرية داود أيضا. و لهذا قيل أن مريم ابنة هالي و يوسف ابن يعقوب و لما لم يكن لهالي ابن نسب اليه يوسف و هما أي ( مت 13:1) و مريم هى من ريسا ابنه الأصغر ( لو 27:3). و لماا كان انجيل متى كتب قبل انجيل لوقا لا ريب أن لوقا اطلع عليه و لما ألغى متى كتب نسب المسيح من جهة يوسف جريا علي عادة العبرانيين الذين لم يألفوا أن يستمدو النسب من جهة النساء تعين عليه أن يذكر سلسلة نسب المسيح من جهة مريم حتى يكون النسب مستوفيا.

فينتج من ذلك أن السلسلة المذكورة في لوقا هى بالحقيقة سلسلة مريم أم يسوع لأن الكتاب يعلمنا أنه جاء من نسل داود حقيقة بحصر المعنى (رو 3:1) ليس فقط في السلسلة الملكية حسب شريعتهم من جهة يوسف الذي حسب كابن له ايضا بل بالفعل التناسلي الحقيقي من أمه مريم. و يخبرنا الكتاب أن يوسف لكونه من نسل داود و عشيرته صعد الى بيت لحم ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة (لو 4:2و5) فيفهم أن الاثنين كانا من نسل داود. وقد ظن البعض أن مريم كانت ابنة وحيدة ووريثة و قد خطبت ليوسف امتثالا لهذا الأمر في ( عد8:36و 9)

وقد اعترض أنه لم تكن لليهود عادة على أن يتتبعوا للنسب النسائي أي من جهة الأم
و لكن توجد أمثلة ترينا أن ذلك جرى في بعض الأحيان . و قد رأينا هنا أنه وجد سبب كاف لذلك في أمر الرب يسوع. و قد ورد نظيره أيضا في ( 1 أى 22:2) حيث يعد يائير مع نسل يهوذا ولكن جده كان قد تزوج بابنة ماكير أحد رؤساء منسي ( 1 أى 21:2 – 14:7) و لأجل دعى يائير في ( عد 4ك32 و14) ابن منسي. و كذلك ف ي( عز 61:2)و (نح 63:7) تذكر عائلة باسم بني برزلاى لأن جدهم أخذ امرأة مممن بنات برزلاى الجلعادي و تسمى باسمهم.

· قال متى أن المسيح من ذرية سليمان بن داود عد 6و7 و قال لوقا أنه من أولاد ناثان بن داود عد 31 و قال متى أن شالتئيل بن يكنيا عد 12 و قال لوقا أنه ابن نيري عد 27 و ذلك لأن متى و لوقا قالا أن المسيح تناسل من شألتئيل و و زربابل و تناسل كلاهما من سليمان مباشرة . أما قول لوقا أن شألتئيل بن نيري الذي تناسل من ناثان الأخ الأكبر لسليمان كما في ( 1 أى 5:3) فمعناه أنه تزوج ابنة ناثان و بما أن نيري تزوج بلا عقب من الذكور اتحد فرعا عائلة ناثان و عائلة سليمان في شخص زربابل باقتران شالتئيل رئيس عائلة سليمان الشرعية بابنة نيري الذي كان رئيس عائلة ناثان. فمتى ذكر الآب القيقي لشألتئيل و هو يكنيا- و لوقا ذكر أباه الشرعي و هو نيري – ثم أن عائلة سليمان و ناثان بعد اجتماعهما في شالتئيل و زربابل افترقا ثم اجتمعا بارتباط يوسف و مريم.

· ذكر متى أن ابن زربابل هو أبيهود عد 13 و ذكر لوقا أنه ريسا عد 27 و سفر أخبار الأيام الأولى 29:3 لم يذكر ابنا لزربابل لا باسم ابيهود و لا باسم ريسا.

فنجيب: بما قلناه مرارا و هو اصطلاحهم على تسمية شخص واحد بأسماء عدة و قد انتشرت هذه العادة بين اليهود بنوع خصوصي وقت السبي ( راجع دا :1 و 7) و مثل هذا كما علمنا اصطلاح مشهود في اللغة العبرية.


**********

يعتقد بعضا من عامة المسلمين أن كل شئ فى العالم موجود فى القرآن وهذا يعتبر فى حد ذاته وهما وضربا من ضروب التخلف الفكرى والدارس والمحلل للقرآن يكتشف أنه أخذ من جميع المعتقدات الفكرية التى كانت موجودة فى عصره  فى الجزيرة العربية من وثنية ومجوسية وصابئية ونصرانية وهرطقات وبدع مسيحية وغيرها وما هو موجود فى القرآن لم يخرج خارج معتقدات سكان الصحراء العربية حتى أن بعض البدع النصرانية إنقرضت وتلاشت ولا يزال معتقداتها موجودا فى القرآن حتى اليوم ويظن من يقرأها أن القرآن يتكلم عن المسيحية مثل البدعة المريمية الذين كانوا يظنون أن العذراء مريم إلهه مع المسيح

 

والقارئ للقرآن يكتشف هذه الحقيقة فلم يذكر من قريب أو بعيد أو حتى بالإشارة المعتقدات المسيحية فى الدولة البيزنطية المسيحية ولا لأقباط مصر الأرثوذكس  وعندما يحاول المسلم مناقشة المسيحى مفتخرا بأن القرآن ذكر كل شئ ويقول بعض العبارات التى وردت فى القرآن عن النصرانية وغيرها من الهرطقات يفتح المسيحى فمه مندهشا لأن ما يقوله المسلم عن عقيدته هاجمته المسيحية من قبل  حيث تنقسم معلومات المسلمين من مصادر محدودة إما القرآن وكما ذكرنا لا يوجد به أى شئ مفيد عن المسيحية الأرثوذكسية أو ما ذكره الإلحاديين فى أوربا عن الإنجيل أو الخلافات العقائدية بين المسيحية والهرطقات والبدع التى قامت ضد المسيحية  وهذه المصادر فى عالم اليوم تعتبر ضيقة وبلا فائده وتعالوا بنا نثبت العبارة التى أخذها المسلمون اليوم من المسيحيين منذ أكثر من عشرين قرناً ويرددونها بدون فهم هى عبارة مأخوذة بالنص من مسيحى مصر الأقباط الأرثوذكس عندما إستعملوها ضد بعض الهرطقات التى قالت أن المسيح قد ظهر كخيال أو وهم (وكان هؤلاء الهراطقة يكرهون الجسد ويعادونه كعنصر ظلمة) وقالت هرطقة أو بدعة أخرى إسمها البدعة الأوطاخية : أن ناسوت المسيح أى جسد المسيح ذاب فى ألوهيته (كلمته) ورد عليهم الأقباط إذا كان جسد المسيح ذاب فى لاهوته أى اصبح إلها بدون جسد فكيف نقرأ فى الإنجيل أنه : يأكل ويشرب ... ألخ ؟ وهنا نكتشف الإجابة على سؤال لماذا إستخدم الأقباط هذه العبارة من قبل ؟ واليوم سرق المسلمين هذه العبارة التى قيلت ضد هرطقات قامت ضد المسيحية ويستخدموها (سواء أكانوا من عامة المسلمين أو علمائهم) بالنص عندما يهاجم المسلمين  الأقباط المسيحيين الأرثوذكس والغريب يستعمل نفس العبارة بدون فهم لمعناها ولم ينتبهوا للمناسبة التى قالها الأقباط  فيها قبلهم بقرون والعبارة هى  :

هل الله  ويأكل ويشرب ويتعب ويمشى .. ألخ؟ ويقصد المسلمون هل المسيح كإله يتعب وينمو ويأكل ويشرب ... ألخ  وطبعا لا يوجد إله يأكل ويشرب وهذه العبارة مللنا من سماعها منهم وتدل على فقر فى المعلومات الفكرية والأسس المنطقية عندهم ويرد عليها الأقباط بالقول: هل الروح التى فى الإنسان تأكل وتشرب وتقضى حاجة؟ طبعا لا.. كذلك كلمة الإله فى المسيح لا تأكل ولا تشرب أيضاً

هذه العبارة رددها الأقباط ألأرثوذكس لدحض وتدمير عقيدة أوطاخى التى أذابت جسد المسيح فى ألوهيته - فى الوقت الذى تقول فيه المسيحية الأرثوذكسية أنه كما أعطى الإله لآدم الروح مصدرا للحياة أرسل الإله كلمته ليولد من إمرأة  وحل الكلمة فى احشاء عذراء إسمها مريم وصاغ من جسمها السيد المسيح وولدته فى مدينة بيت لحم اليهودية ونستنتج من هذا :-

1- المسيح مولود إمرأة وليس مخلوق كما ذكر القرآن

2- بمقارنة المسيح مع باقى البشر .. المسيح هو = إنسان كامل أى (جسد وروح) + كلمة الإله أما باقى البشر بما فيهم الأنبياء هم = إنسان كامل أى (جسد وروح) فقط

3- الروح فى الإنسان نسمة مقدسة من الإله فلا تمنع الإنسان من أكل وشرب أو أعماله الإنسانية الأخرى فالروح لا تتدخل فى حياة الإنسان الطبيعية وكذلك كلمة الإله لا تتدخل فى حياة المسيح الطبيعية ولكننا نلاحظ أنه لا يوجد إنقسام أو إختلاف بين طبيعة الكلمة الإلهية وطبيعة الحياة البشرية كما نلاحظ أيضا أنه لا يوجد إمتزاج أو ذوبات بين الطبيعتين البشرية والإلهية فى المسيح ولكنهما متحدتان فى تحقيق الهدف الإلهى الذى بسببه أرسل الإله كلمته مولودا من إمرأة وهذا الهدف هو خلاص البشرية بعد أن حكم عليها بالموت فى الخطية (والموت فى الخطية يعنى فصل الحياة الإنسانية عن مصدرها االذى هو الإله) ليدخلها إلى خاصته فى ملكــــوت السماء حيث يوجد فرح دائم بالرجوع لقداسة وبر الإله هناك والملكوت هو وجود الروح البشرية بالقرب من الإله بعد القيامة  وعودة الروح البشرية بالقرب من الإله بتنفيذها وصايا المسيح والإبتعاد عن فعل الخطيئة وأعتقد أن هذا هو المعنى الذى قصده السيد المسيح عندما قال ها ملكوت الله داخلكم» (لو 7: 20)
اعتراض ورد على سلسة نسب المسيح في لوقا منقول من  شبهات شيطانية حول العهد الجديد سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين
نرجو الرجوع إلى تعليقنا على متى 1: 1-17
مع الملاحظات التالية:
قال المعترض الغير مؤمن: بمقارنة نسب المسيح الذي في إنجيل متى بالبيان الذي في إنجيل لوقا، نجد ستة اختلافات: (1) يقول متى إن يوسف ابن يعقوب، ويقول لوقا إنّه ابن هالي, (2) يقول متى إنّ المسيح من ذرية سليمان بن داود، ويقول لوقا إنه من أولاد ناثان بن داود, (3) يقول متى إن آباء المسيح من داود إلى جلاء بابل ملوك ومشهورون، ويقول لوقا إنهم ليسوا ملوكاً ولا مشهورين غير داود وناثان, (4) يقول متى إنّ شألتيئيل ابن يكنيا، ويقول لوقا إنه ابن نيري, (5) يقول متى إنّ ابن زربابل هو أبيهود، ويقول لوقا إنه ريسا، (6) يقول متى إن من داود إلى المسيح ستة وعشرين جيلاً، ويقول لوقا إنها واحد وأربعون جيلاً ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لما ذكر متى سلسلة نسب المسيح ذكرها على طريقة تنازلية من إبراهيم إلى يوسف خطيب العذراء مريم، فقال: إبراهيم ولد إسحق، وإسحق ولد يعقوب إلخ, ولكن لوقا ذكر نسب المسيح على كيفية تصاعدية، أي من المخلص الكريم إلى الله ذاته,
(2) تكلم متى على الأولاد الحقيقيين، أي الذين تناسلوا من آبائهم مباشرة، وعلى الأولاد الغير الحقيقيين، أي الذين نُسبوا إلى الآباء بواسطة أحد الأقرباء أو الأنسباء, وإن كانت عبارة لوقا عمومية، يصح إطلاقها على الأولاد الحقيقيين, ومما يدل على ذلك قوله: ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يُظن ابن يوسف ابن هالي بن متثات , فمن تأمل عبارات لوقا وجدها غير عبارات متى, وبما أن العبرانيين لا يُدخلون النساء في جداول نسبهم، فإذا انتهت العائلة بامرأة أدخلوا قرينها في النسب، واعتبروه ابن والد قرينته (أي: ابناً لحميه), وعلى هذا كان المسيح حسب هذه العادة المرعية المتبعة ابن يوسف، كما كان ابن هالي, وإذا قيل: لماذا قال متى إن يوسف ابن يعقوب، وقال لوقا إنه ابن هالي؟ قلنا إن البشير متى نظر إلى والده الحقيقي،فقال إنه ابن يعقوب, ولوقا نظر إلى إنه الابن الشرعي لهالي ووارثه الحقيقي، بالمصاهرة,
فمريم ابنة هالي، ويوسف هو ابن يعقوب, ولما لم يكن لهالي إبن، نُسب إليه يوسف, ويوسف ومريم من عائلة واحدة، فإن كلاً منهما تناسل من زربابل, فيوسف من أبيهود ابنه الأكبر كما في متى 1: 13 ، ومريم من ذرية ريسا ابنه الأصغر كما في لوقا 3: 27,
(3) ردّاً على الاعتراض الثاني والرابع نقول إن لوقا ومتى قالا إن المسيح تناسل من شألتيئيل وزربابل، وهما كما لا يخفى تناسلا من سليمان مباشرة, ومع أن لوقا قال إن شألتئيل كان ابن نيري الذي تناسل من ناثان أخ سليمان الأكبر (كما في 1أخبار 3: 5) فالمراد بذلك أنه تزوج ابنة ناثان, وبما أن نيري مات بلا عقب من الذكور، اتحد فرعا عائلة ناثان وعائلة سليمان في شخص زربابل، باقتران شألتئيل رئيس عائلة سليمان الشرعية بابنة نيري، الذي كان رئيس عائلة ناثان, فمتّى الإنجيلي ذكر أب شألتئيل الحقيقي وهو يكنيا، ولوقا ذكر والده الشرعي بالمصاهرة وهو نيري,
(4) ورداً على الاعتراض الخامس، وهو قوله إن ابن زربابل هو أبيهود، بينما يقول لوقا إنه ريسا, نقول: يُعلم من 1أخبار 3 ومن لوقا أيضاً أن ابن زربابل هو رفايا، ولكنه سُمّي في لوقا باسم ريسا, وذكر متى أبيهود وهو المعروف في أخبار الأيام بعوبديا، وفي لوقا بيهوذا, والمشابهة قوية بين هذه الأسماء كما لا يخفى على المتأمل، ولا سيما في الأصل العبري,
(5) وبما أن متى كتب إنجيله لليهود، جرى في النسب على الطريقة التي كانت مشهورة عندهم, وبما أن لوقا البشير كتب إنجيله لليونان جرى في النسب على المصطلح عليه عندهم,
(6) كان اليهود يحافظون على جداول نسبهم بغاية الدقة والضبط، وكان العلماء والمحققون يظنون في مبدأ الأمر أنه يوجد تناقض بين إنجيلي متى و لوقا في نسب المسيح، ولكن ظهر أنه لا يوجد تناقض ولا اختلاف، بل أن هذه هي الطريقة المتَّبعة عند الأمة اليهودية، وأن بعض الأمم المجاورة لها نسجت على منوالها في تحرير النسب,
فإذا لم ينجب الزوج وزوجته نسلاً، تبنَّيا ابناً أو ابنة, وإذا لم ينجب الوالدان ولداً، وكانت لهما ابنة زوّجاها لرجلٍ اتخذاه لهما ولداً، وتبنّيا أيضاً أولاد ابنتهما, ومما يوضح ما تقدم أنه لما لم يكن لسارة ابن، أعطت هاجر لرجلها فأنجبت هاجر ولداً تبنّته سارة, كذلك فعلت راحيل وليئة، فإنهما حصلتا على أولاد بأن أعطت كلٌّ منهما جاريتها لرجلها,
ومن الأمثلة الواردة في الكتب المقدسة الدالة على تبنّي الأب لأولاد ابنته ما ورد في 1أخبار 2: 21 إن ماكير (المكني بأبي جلعاد) أعطى ابنته لحصرون، فاتخذها وهو ابن ستين سنة، فولدت له سجوب, وسجوب ولد يائير، وكان له 23 مدينة في أرض جلعاد, ولا شك أن هذه الأرض كانت ملك ماكير وعقاره، فإنه كان متشوِّقاً لأن يكون له ابن وارث, وحصل يائير على جملة مدن، فصارت أملاكه ستين مدينة, وعوضاً عن درج ذرّية يائير في عشيرة يهوذا لتناسلهم من حصرون، قيل عنهم إنهم أولاد ماكير أبي جلعاد, بل يؤخذ من سفر العدد 32: 41 أن يائير هذا الذي كان في الواقع ابن سجوب بن حصرون بن يهوذا يُسَّمى في سفر العدد يائير بن منسى ، لأن جدّه الذي كان تبنّاه كان ماكير بن منسى، فورث عقاراته,
وكذلك ورد في سفر 1أخبار 2: 34 أن شيشان من سبط يهوذا، إذ لم يكن له بنون بل بنات أعطى ابنته ليرحع عبده المصري (ولابد أنه أعتقه) فأنجب عتاي, غير أن هذه الذرية لم تُنسب إلى يرحع المصري، بل إلى شيشان وصارت إسرائيلية وليست مصرية، وأخذت مكان شيشان في النسب والامتيازات, وكذلك ورد في أستير 2: 7 أن مردخاي اتخذ أستير لنفسه ابنة وقت سبي بني إسرائيل, ولو كان لمردخاي عقارات وأملاك لتبنّى ابناً عوضاً عنها, وكذلك اتخذت ابنة فرعون موسى ابناً لها (خروج 2: 10),
وكذلك ورد في سفر راعوث 4: 17 بأنه وُلد ابن لنعمي، مع أنه كان في الحقيقة ابن راعوث من بوعز, وكان بوعز أبوه من أقرباء نعمي الأبعدين، فإن نعمي كانت زوجة أبيمالك، وكان بوعز ذا قرابة بعيدة له, وكذلك نقرأ عن حيرام البارع في الصناعة أنه كان ابن أرملة من سبط نفتالي (1ملوك 7: 14) ولكن ورد في 2أخبار 2: 14 أنه ابن امرأة من بنات دان,
قال المعترض الغير مؤمن: لم تكن أوراق النسب محفوظة عند اليهود، وانتثرت برياح الحوادث, وقد أخطأ متى ولوقا في ذكر النسب ,
وللرد نقول بنعمة الله : كان العبرانيون أحرص الناس على حفظ نسبهم، كما يتضح من التكوين 5 و10, ولما زاد عددهم في مصر زادوا حرصاً واهتماماً بحفظ جداول نسبهم، لبقاء كل سبط على حاله, وفُوِّض للكتبة (وهم علماؤهم الذين يدوّنون حوادثهم ويفسرون كتبهم المقدسة) حفظ جداول الأنساب, وبعد ذلك أُحيل هذا الأمر على اللاويين (1أخبار 23: 4 و2أخبار 19: 8-11 و34: 13), وكان الكتبة يؤخذون من سبط لاوي، فكان اللاويون منقطعين لتلاوة الكلمة الإلهية وتفسيرها، وفُوِّض لهم حفظ جداول النسب، فكانوا يضعون هذه الجداول في الهيكل, ولما عادوا من السبي اهتموا بإعادة مجدهم العظيم، وكتب وقتئذ سفر الأيام الأول، وهو يشتمل على جداول النسب, ومن قارنه بما ورد في تكوين 5 والنسب الذي ذكره متى 1 ولوقا 3 ظهر له تحقيق النبوات في المسيح, قال يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير: كان اليهود يحافظون على نَسَب رؤساء كهنتهم مدة ألفي سنة، وكان الكهنة في اليهودية، وفي مصر وبابل أحرص الناس على حفظ جداول نسَبهم, ولما عادوا من السبي حرموا الكاهن الذي عجز عن إبراز جدول نسبه من وظيفته ,
كان متى ولوقا يعرفان النسب حق المعرفة، فذكر متى جداول النسب من إبراهيم إلى المسيح مدة ألفي سنة تقريباً، أما لوقا فذكرالنسب من آدم إلى المسيح أي مدة أربعة آلاف سنة, وكان اليهود مولعين بحفظ أنسابهم إلى حد فائق، لأنهم كانوا يتباهون بالانتساب, وقال جيروم إنهم كانوا يعرفون أنسابهم من آدم إلى زربابل كمعرفة الإنسان اسمه، فكانت معرفة الأنساب ضرورية بديهية,
قال المعترض الغير مؤمن: كتب متى نسب يوسف، وكتب لوقا نسب مريم، ويكون يوسف من أقارب هالي ولا يكون لهالي إبن، فنُسبت القرابة إليه، وإن المسيح يكون على هذا التقدير من أولاد ناثان لا من أولاد سليمان ,
وللرد نقول بنعمة الله : بعد أن ذكر متى جدول نسب يوسف، أوحى الله إلى لوقا أن يوضح نسب مريم، ليبيّن لنا أن المسيح تناسل حسب الجسد من داود، ليس من جهة يوسف خطيب مريم فقط، بل من جهة مريم أمه الحقيقية, نعم لا يُنكر أن يوسف ومريم هما من ذرية داود، ليس من جهة الشرع فقط (أي من جهة أبيه) بل من ذرية داود بواسطة أمه طبعاً وحقيقة, وبما أنه ليس لمريم أخ كانت هي الوارثة، واعتُبر زوجها حسب الشريعة اليهودية من عائلة أبيها فكان يوسف ابن يعقوب طبعاً وحقيقة، وابن هالي شرعاً بالمصاهرة,
وتوهم عبارة المعترض أن ناثان ليس من أولاد داود، مع أنه من أولاده, ولا يخفى أن عائلة سليمان وناثان اجتمعا في شألتئيل وزربابل، ثم افترقا ثم اجتمعا باقتران يوسف ومريم,
والحاصل أن يوسف كان ابن هالي الشرعي ووارثه، مع أنه كان ابن يعقوب الطبيعي الحقيقي، فيكون متان تناسل من سليمان واقترن باستا، ومنها خلف يعقوب, وبعد وفاة متان اقترن متثات الذي كان من سبط يهوذا ولكنه من عائلة أخرى، بأرمل متان، فولد هالي, فكان يعقوب وهالي من أم واحدة, ومات هالي بدون عقب، فتزوج أخوه أرملته، وخلف يوسف، فكان ابن هالي الشرعي,
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في لوقا 1 أن زوجة زكريا كانت من بنات هارون، ومريم كانت قريبة لزوجة زكريا، وهذه كانت من بنات هارون قطعاً، فتكون من بنات هارون أيضاً ,
وللرد نقول بنعمة الله : إن مجرد قرابة أليصابات التي من سبط لاوي إلى مريم التي من سبط يهوذا لا يدل على أن مريم كانت من سبطها، فإنه كان يجوز للأسباط الاقتران بأسباط أخرى، والدليل على ذلك أن هارون ذاته اقترن بزوجة من سبط يهوذا (انظر خروج 6: 23 و1أخبار 2: 10), فاقترانه بها لم يُخرجه عن سبطه, وقد قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم: أليصابات نسيبتك هي حبلى (لوقا 1: 36) فالقرابة هي قرابة نسب,
قال المعترض الغير مؤمن: لو كانت مريم بنت هالي لظهر هذا الأمر للقدماء ,
وللرد نقول بنعمة الله : أوضحنا أن الأناجيل كانت مشهورة عند المسيحيين في الجيل الأول، وكانت متداولة بينهم يتعبّدون بتلاوتها في معابدهم، بل كانت منتشرة بين أعداء المسيحية، سواء كانوا من الوثنيين أو اليهود في القرن الأول، هو برهان كاف على صحة جدول النَّسب وتنزُّهه عن التحريف والتناقض، ولا سيما أن اليهود والوثنيين كانوا بالمرصاد للمسيحيين, فلو وجدوا خطئاً لشنَّعوا فيهم, لقد قالوا إن يسوع ليس هو المسيح، ولكنهم كانوا مسلِّمين أن يسوع من ذرية داود، ولم يطعنوا في ذلك,
أما ادعاؤه بأن أقوال متى ولوقا تدل على أن النسب هو ليوسف فهو في غير محله، فمتى يقول: يعقوب ولد يوسف أما لوقا فيقول: وهو على ما كان يُظن ابن يوسف , فلفظة ولد ليست مثل قوله إبن ,
قال المعترض الغير مؤمن: لم يكن إنجيل متى مشهوراً في عهد لوقا، فكيف نتصوّر أن يكتب لوقا نسَب المسيح بحيث يخالف متى ولا يزيد حرفاً للتوضيح؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) كتب متى الإنجيلي إنجيله لليهود بالطريقة الجارية عندهم، ولوقا كتب لليونانيين بالطريقة المفهومة عندهم, (2) لما رأى لوقا أنّ متى كتب نسب المسيح من جهة يوسف، تعيَّن عليه أن يذكر سلسلة المسيح من جهة مريم، حتى يكون النسب مستوفياً, (3) الذي أرشد متى ولوقا للكتابة هو الروح القدس الذي أوحى لكليهما، ليجيء النسب متكاملاً,
قال المعترض الغير مؤمن: لو تأمل أحد في كتب المسيحيين لاعترف بأن المسيح ليس هو المسيح، فإن يهوياقيم بن يوشيا لما أحرق الصحف التي كتبها باروخ من فم إرميا النبي، نزل الوحي إلى إرميا (36: 30) قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود مع أنه ذُكر في إنجيل لوقا 1: 32 عن المسيح أن سيعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ,
وللرد نقول بنعمة الله : نورد ما جاء في إنجيل لوقا 1: 30 فقال لها الملاك (أي جبرائيل) لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله, وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع, هذا يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى, ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه, ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية , ثم قال الملاك: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله (لوقا 1: 35),
فمن قارن بين أقوال النبي إرميا وهذه البشارة السامية، لا يرى ارتباطاً ولا علاقة بين القولين، فإن الله أزال المُلك من إسرائيل لانغماسهم في الشرور، وسلّط عليهم الملوك الأجانب, وتمت هذه النبوة لما أخذ نبوخذنصر ملك بابل يهوياقيم العاتي وقيده بسلاسل نحاس، وسباه إلى بابل، وفعل كذلك بابنه, ثم أتى عليهم ملك الكلدانيين وقتل في الأمة وسبى من بقي، وتم بذلك قول النبي إرميا (2أخبار 36),
وملكوت المسيح ليس أرضياً وليس من هذا العالم، لكنه ملكوت روحي يقوم بالمحبة والطهارة والسلام, هذه هي المملكة الباقية التي لا تزول (كما قال الملاك جبرائيل) فلا يمكن لقلاقل الدنيا أن تمسَّها بسوء، فممالك الدنيا تزول فتقوم مملكة وتسقط أخرى، ولكن مملكة المسيح باقية إلى الأبد, وحسبنا برهاناً ما نشاهده بأعيننا، فإن المسيح يملك في الشرق والغرب والشمال والجنوب على أفئدة المسيحيين بالمحبة، وتمّت هذه النبوات من أنه يكون من نسل داود حسب الجسد، وهذا هو معنى قوله إنه يجلس على كرسي داود، فشُبهت مملكة المسيح الثابتة الروحية بمملكة داود تقريباً لأذهان الأمة الإسرائيلية,
ولا مانع من أن يكون المشبَّه أقوى من المشبَّه به، كقولنا إن نور الله كمشكاة فيها مصباح (النور 24: 35) ففي التشبيه بالمحسوس تقريبٌ للأذهان, ومما يدل على صدق هذه النبوة أنه صار للمسيحية ألفا سنة وهي في النمو والزيادة، بحيث لم تقْوَ ولن تقوى عليها أبواب الجحيم, وهذا من أعظم الأدلة على صدق كلام الوحي والنبوّة,
 
 
 

 

This site was last updated 07/03/14