Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

السواعى أو ساعات النهار

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
فِلس
وحدات قياس الوزن والحجم
هزيع | هزع
السواعى أو ساعات النهار
الأعداد الرمزية في الكتاب المقدس

تقسيم ساعات النهار فى التوقيت اليهودى والرومانى

فى القرن الأول الميلادى

 

في التقويم اليهودي يبدأ يوم جديد  بعد غروب الشمس في نهاية النهار ويستمر حتى المساء التالي
قسم اليهود ساعات النهار إلى 12 ساعة حسب ما هو موضح فى الرسم التالى لصلوات الأجبية التى يصلى بها الأقباط طبقا لساعلت معينة : صلاة باكر مثلا أو صلاة الساعة الثالثة .. ألخ ولا يعرف الأقباط أن هذه الساعات ترتبط بطقوس الصلوات وتقديم الذبائح التى كان يقوم بها كهنة سبط لاوى فى الهيكل اليهودى قبل هدمه وأمر بها الرب فى  سفر اللاويين والخروج وغيرها من الأسفار المقدسة  ملاحظة تحت كل ساعة التقسيم الرومانى لساعات النهار مثلا الساعة الأولى فى التقويم الرومانى من الفجر حتى الساعة 8 صباحا  والساعة الثانية من 8- 9 وهكذا  وقد حاول البعض تقسيم ساعات النهار حسب الألات الحديثة الدقة على 12 ساعة بالضبط ولكنهم أخطأوا لأنه فى القديم لم يحسبوعا بالدقة الموجودة الآن وعموما فيما يلى طريقة الحساب الحديثة + .. أَجَابَ يَسُوعُ:;أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟ يوحنا 11 هناك تقسيم آخر لساعات اليوم يستخدم في ذلك العصر بمعنى هل كان الرومان يقسمون اليوم بخلاف تقسيم اليهود صلب يسوع أواخر الشتاء وبالأحرى فى منتصف شهر إبريل حيث كان طول النهار حوالى 13 ساعة لشهر إبريل الشروق فى منتصف إبريل الساعة 5:17 والغروب حوالى الساعة 18:09 فيكون طول النهار= 12 ساعة و 52 دقيقة = 722 دقيقة اليهود كانوا يقسمون هذه الفترة على 12 جزء اى أن الساعة الواحدة عند اليهود فى هذا اليوم تساوى 722 دقيقة تقسم على 12= 65 دقيقة  بمفهومنا المعاصر

 

تقسيم ساعات النهار عند اليهود تقسيم ساعات النهار عند الرومان
الساعة الأولى
بعد إعداد الكهنة المذبح  
المصادر : (لا 1: 7&  6: 1-6 / 8-13) ؛ Mishnah: (المنشناة 1: 2)
Tamid  يحضرون أول خروف من الذكور للتضحية ويربط على المذبح
 Tamid : تعنى التضحيات اليومية (صباحا ومساء) على النحو المبين في سفر الخروج 29: 38-42 وأرقام 28: 1-8
 المصادر : (راجع الملوك الثاني 16: 15؛ حز 46: 13-15؛ نح 10:34، والثاني كرون 13:11)...  . أنه يعطي وصفا للعمل مع هذه التضحيات صباح في الهيكل
فجر -8AM
التضحية الجماعية مرتين يوميا من Tamid هي محور الحياة الدينية للشعب العهد 
المصادر :(خر 29: 38-42؛ الصيغة الرقميه 28: 4-8). وهذه هي التضحية الوحيدة الأخرى من عيد Fristfruits أو السبت الذي يتطلب حمل الذكور واحد لخدمة الليتورجية. السبت يتطلب الضأن الذكور بالإضافة إلى الحمل Tamid لكل من الخدمتين السبت
 المصادر : (عدد 28: 9-10)
الساعة الثانيةAM    8-9
الساعة الثالثة
ويقدم البخور في الهيكل اليهودى ويضحوا أول خروف Tamid وتكون بوابات الهيكل مفتوحة 
المصادر :[الميشناه: Tamid 3: 7؛ Edersheim، الهيكل، الفصل 7، ص. 108]
9- 10 AM
وهذه هي المرة ل "Shacharit" الطائفي (الصباح) صلاة (أعمال 02:15) في بداية ساعة 3RD. قد تكون تلاوة صلاة الصبح الفردية حتى ظهر (الميشناه: Berakhot 4: 1A؛ أعمال 10: 9)
الساعة الرابعة11- 10 AM
الساعة الخامسة12- 11 AM
الساعة السادسة
يتم جلب الخروف الثاني ويربط بالمذبح في عز الظهيرة.
  المصادر : [الميشناه: Tamid 4: 1]
  الظهر -1PM
يعطى الضأن Tamid الثاني شرب من الكأس الذهبية ويبقى بالقرب من المذبح حتى وقت التضحية
 المصادر : (خروج 29:41؛ الميشناه: Tamid 3: 4؛ 4: 1G، جوزيفوس، ضد أبيون، 2.8 [105]).
تستمر صلاة العصر الفردية من الساعة السادسة (ظهرا) إلى نحو الساعة الحادية عشرة (05:00)، وطول الوقت من عند يرتبط الحمل الثاني بالقرب من المذبح إلى إبرام خدمة ما بعد الظهر
 المصادر :(الميشناه: Berakhot، 4: 1C؛ أعمال 10: 9).
الساعة السابعة2- 1 PM
الساعة الثامنة3- 2 PM
الساعة التاسعة
والتضحية الضأن Tamid الثاني
 المصادر : [الآثار من اليهود 14.4.3 (14:65)؛ فيلو الخاصة القوانين الأول، الخامس والثلاثون (169)] 3-4PM
15:00 والساعة الثانية من الصلاة
 المصادر : [أعمال الرسل 3: 1؛ 10: 9] "Minchah" (هدية تقدمة)؛ كما دعا ساعة من اعتراف.
4-3 PM
15:00 والساعة الثانية من الصلاة
 المصادر : [أعمال الرسل 3: 1؛ 10: 9] "Mincha" (هدية تقدمة)؛ كما دعا ساعة من اعتراف.
الساعة العاشرة5-4 PM
الساعة الحادية عشرة
تنتهي خدمة الليتورجية بعد ظهر اليوم مع حرق البخور (تضحيات الحملان اثنين تعتنقه حرق البخور، مما يجعل من التضحية واحدة) والدعاء الكهنوتية  المصادر : (الميشناه: Tamid، 6: 3-7: 2؛ الأسطوانات 6: 24-26).
6-5 PM
الساعة االثانية عشرة6 PM - غروب الشمس
  
  
تقسيم ساعات النهار عند الرومان
المزولة

استخدم الرومان حركة دوران الأرض حول الشمس لقياس مرور الوقت بواسطة الظل  باستخدام هذه الطريقة التي يمكن أن تقيس بدقة شروق الشمس منتصف النهار، وغروب الشمس، فقط ولكنهم إستخدموا طول الظلال لتقدير أوقات أخرى من اليوم. وبإدخال مزولة أعطى الرومان أداة جديدة لقياس الوقت بشكل أفضل. جلب المسافرين من صقلية مزولة إلى روما في عام 263 قبل الميلاد. وإنتشرت فى أماكن التجمعات ، حيث أصبح مكانا للاجتماع الشعبي. حسث يحضر الناس للتحقق من الوقت، بالرؤية والنظر إليها. ووضعت الساعات الشمسية الأخرى حتى في المباني العامة أو الساحات. الأثرياء فقط يمكن أن يمتلكوا واحدا منها في منازلهم وسرعان ما أصبحت هذه الساعات رمزا للمكانة. معظم الناس لا تزال تستخدم فقط الشمس وتحركاتها. مكنت مزولة الرومان إلى تقسيم اليوم إلى 12 أجزاء متساوية، أو ساعات. أصبحت ساعات وسيلة للاحتفال الوقت والاجتماعات. فتحت المحاكم في حوالي الساعة الثالثة، على سبيل المثال، وكان الغداء في منتصف النهار، الساعة السادسة. كان الناس يذهبون إلى المنزل لتناول وجبة غداء ويأخذ قيلولة، والعودة إلى العمل في غضون ساعات قليلة. الناس في روما اليوم لا تزال تترك العمل في الساعة 1:00 والعودة إلى العمل 4:00 حتي 07:00.

 

 

http://www.agapebiblestudy.com/charts/jewishtimedivision.htm

السواعى أو ساعات النهار

حسب النظام اليهودى والمسيحى والذى ذكره السيد المسيح فى الإنجيل  ويستعمل هذا النظام أيضا فى أسبوع الألام
ويستخدمها الأقباط جميعا فى الصلاة بالآجبية على مدار اليوم.  وتبدأ الصلوات من الفجر وحتى الغروب.

- صلاة باكر توافق الساعة السادسه صباحا، وهي تُقال بعد الاستيقاظ، أو بعد تسبحة نصف الليل في اليوم السابق.
- صلاة الساعه الثالثه تصلى في الساعة التاسعة صباحًا
- صلاة الساعه السادسة تُصلى الساعة الثانية عشر ظهرًا (وهي تصلى مع صلاة الساعة الثالثة قبل كل قداس إلهي في رفع البخور).
- صلاه الساعه التاسعة، وتوافق الثالثة ظهرا، تُصلى كذلك في أيام الأصوام في القداس.
- صلاة الغروب (أو صلاة الساعة الحادية عشر)، وموعدها في الخامسة بعد الظهر (قبل حلول الليل).
- صلاة النوم وتصلى في الساعة السادسة مساء (وهي تصلى عند حلول المساء، ويتم تلاوتها هي وصلاة الغروب قبل قداسات الصوم الكبير و صوم يونان النبى).
- صلاة نصف الليل تصلى قبل حلول منتصف الليل.
- أما صلاة السِتار، فهي صلاة خاصة بالآباء الكهنة و الآباء الرهبان و الأحبار الأجلاء من الأساقفة.
**********
من تفسير ابونا انطونيوس فكري
لان اليهود يقسمون الليل إلى 4ساعات كبيرة ويقسمون النهار إلى 3ساعات كبيرة (الساعة الكبيرة = 3ساعات بتوقيتنا).
وتبدأ ساعات النهار عند شروق الشمس ولمدة (3ساعات بحسب ساعاتنا وتسمى الساعة الأولى. وتبدأ بعدها الساعة الثالثة ولمدة (3ساعات) وبعدها الساعة السادسة. وبهذا تنتهي الساعة الثالثة عند نصف النهار وتنتهي الساعة السادسة عند بعد الظهر وتمتد الساعة التاسعة للغروب. ولم تكن هناك ساعات في يدهم لتحديد الزمن، بل بالتقريب. وربما يطلقون على نهاية الساعة الثالثة أنها الساعة السادسة وعلى بداية السادسة أنها الثالثة. فالتدقيق في الساعات لم يكن مهماً في ذلك الوقت. فإن قال مرقس أن الصلب قد حدث في الساعة الثالثة فهو يقصد نهايتها وإذا قال يوحنا أن الصلب حدث في الساعة السادسة فهو يقصد بدايتها وكلاهما يصح التعبير عنه بطريقتهم كما حدث. ويقول أحد المفسرين أن نهاية أحد السواعى هو إبتداء الساعة الأخرى والقدر الذي بين الساعتين من الزمان مجهول. والفعل قد ينسب إلى زمانين (الثالثة والسادسة) لجواز وقوع طرفيه في طرفيهما، أي طرف الساعة الثالثة وطرف الساعة السادسة.
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة


زَمَان | الزمن

كان الزمن في الأيام الأولى يحدد بشروق الشمس وغروبها, أو بالنسبة لمواقع القمر وبعض النجوم. وأول إشارة كتابية إلى الوقت في الكتاب المقدس جاءت في سفر التكوين 1: 5 عندما فصل الله بين النور والظلمة وخلق الشمس لحكم النهار والقمر والنجوم لحكم الليل (1: 14 و16).

وكانت هذه الأنوار كما قال الله لآيات ولأوقات ولأيام وسنين. فصارت أساس التفكير المتطور بخصوص الوقت وتنظيمه.
وعندما بدأ الإنسان يزرع ويفلح الأرض ازداد إدراكه لقيمة الوقت وبدأ ترتيب الوقت بالنسبة للزراعة وتقويم جازر في القرن العاشر ق.م. يسجل شيئًا من هذا الإدراك على قطعة من الحجر المرمري الأملس. والكتاب يذكر هذه الأوقات في تك 8: 22 وخر 34: 21 ولا 26: 5 ومز 74: 17 وزك 14: 8 و2 صم 21: 9. وقد ربط اليهود تاريخهم بالأحداث الكبيرة مثل الخروج من مصر (خر 12: 40) أو السبي البابلي (حز 33: 21 و40: 1) أو بناء الهيكل (1 مل 6: 1) أو الزلزلة (عا 1: 1 وزك 14: 5) أو بالنسبة إلى سني حكم الملوك (2 ملو 3: 1, وغيره).
وهكذا لم يفت اليهود أن يلاحظوا تغييرات الطقس والأزمنة. وكانت الساعة أصغر أقسام الوقت عندهم. ويظهر أنهم كانوا يقيسونها بواسطة آلة شمسية سميت درجات (2 مل 20: 11). وكان يومهم الديني يبدأ بغروب الشمس أما النهار الطبيعي فيبدأ بشروقها. ثم قسموا الليل إلى ثلاثة أقسام سُمّي كل منها هزيعًا. وقد ذكر منها الهزيع الأوسط (قض 7: 19) وهزيع الصبح (السحر) (خر 14: 24 و1 صم 11: 11).
ويظهر الترتيب الروماني الليل في العهد الجديد. فنراه منقسمًا إلى أربع هزع (مر 13: 35). هزيع المساء, ونصف الليل, وصياح الديك, والصباح. وكان اليوم منقسمًا إلى 24 ساعة في كل منها 60 دقيقة وفي كل دقيقة 60 ثانية. وقد نقلوا هذا عن السومريين. وقد أطلق الكلدانيون أسماء على الأيام ترتبط بالشمس وبالقمر وبالنجوم, كما حدد الفلكي نبوريمانو أيام السنة بـ365 يومًا وست ساعات و15 دقيقة و41 ثانية. وهذا قريب للغاية من طول السنة الحقيقي إذ أنه يزيد على طولها الحقيقي ست وعشرين دقيقة وخمس وخمسين ثانية.

أما الأسبوع العبراني فكان سبعة أيام تنتهي بالسبت وقد قسم المصريين القدماء شهرهم وهو 30 يومًا إلى ثلاثة أقسام في كل منها عشرة أيام. وكان البابليون يحرمون القيام ببعض الأعمال في اليوم السابع. ويلاحظ أن العبرانيين بنوا فكرة الأسبوع وتوقيت الزمن على ترتيب الله في الخليقة (تك ص 1و 2). ولم تكن لديهم أسماء للأيام فقد أعطوها أرقامًا إلاّ أنهم ميزوها بسبب القراءات الكتابية اليومية.

أما الشهر العبراني فقد كانت شهرًا قمريًا, كان أول يوم فيه يسمى الهلال وكان عيدًا. وفي أسفار موسى الخمسة ويشوع والقضاة وراعوث لم يُذكر سوى شهر واحد باسمه وهو ابيب. ثم عدّت الشهور حسب ترتيبها فقيل الشهر الثاني والثالث إلخ ... وفي سفر الملوك الأول تُذكر أسماء ثلاثة من الأشهر هي زيو (الثاني) (1 مل 6: 1) وإيثانيم (السابع) (1 مل 8: 2) وبول (الثامن) (1 مل 6: 38). ولم يذكر غير هذه من أسماء الشهور في أسفار ما قبل السبي.

والشهور العبرية هي: أبيب (نيسان) وزيو وسيوان وتموز وآب وأيلول وإيثانيم (تشري) وبول وكسلو وطيبيت وشباط وآذار. وآذار (وهو الشهر الثالث عشر المضاف).

أما السنة العبرية فكانت تتألف من اثنتي عشر شهرًا قمريًا ابتداؤها أول نيسان. ثم كانوا يضيفون إليها شهرًا يكون بمثابة الشهر الثالث عشر وذلك عندما ينتهي الشهر الثاني عشر قبل اعتدال الليل والنهار مما يمنع تقديم باكورات غلة الشعير في منتصف الشهر التالي, وكذلك تقديم بقية التقدمات في أوانها. وكانت السنة قبل السبي تبدأ في الخريف ثم صارت بعد السبي تبدأ في الربيع.
وقد استخدم اليهود السنة الشمسية بعد السبي مع احتفاظهم بالسنة القمرية لأجل الحياة الدينية. وكانت أيام شهورها 29 يومًا ونصف يوم. ثم حاولوا أن يوفقوا بين السنة الشمسية والقمرية بإضافة شهر قمري إلى السنة أسموه آذار الثاني وذلك سبع مرات في خلال دورة تسعة عشر عامًا (Metonic Cycle) وذلك في السنة الثالثة والسادسة والثامنة والحادية عشرة والرابعة عشرة والسابعة عشرة والتاسعة عشرة. وقد نقل اليهود هذا النظام عن البابليين.
وكان لليهود المتأخرين مبتدآن للسنة, فقد كان الشهر السابع المدني هو الشهر الأول للسنة المقدسة. كما ابتدأت السنون السابعة واليوبيلية في الشهر السابع ويرجح أن ذلك كان مرتبًا لأسباب زراعية.
وأما أعيادهم وأيامهم المقدسة فكانت قليلة في الأزمنة الأولى, وانحصرت في السبوت والأهلة, ثم في أربعة أعياد كبيرة وصوم واحد. والأعياد هي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد الأبواق وعيد المظال. أما الصوم فكان صوم يوم الكفارة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). إلا أنه بعد السبي أضيفت أعياد وأصوام كثيرة منها: عيد الفوريم وعيد التدشين وصيام وهذه جعلت الشعب يفكرون في مصائبهم وقت السبي. أما السنة السابعة فكانت سنة راحة تبتدئ سنة اليوبيل يوم الفصح في نهاية 49 سنة وكانت شبيهة بالسنة السابعة إلا أنها كانت أكثر أهمية منها.

وقد كان اليهود يعدون السنين لملوكهم من وقت نهايتها وليس من تاريخ بداية الملك وتبوء العرش . ويمكننا تمييز حِقَّب الوقت اليهودي على وجه تقريبي فإذا هي سبع حِقَّب:
(1) من الخليقة إلى ارتحال أبرام من حاران, ويصعب تحقيق هذه الفترة لأنها كانت في عصور سحيقة ولأننا لا نعرف على وجه التحقيق الطريقة التي اتبعت في حساب تلك الأزمنة ولا نعرف أيضًا إذا كان الوحي قد ذكر كل الأسماء بالتسلسل أم ذكر أسماء الأشخاص البارزين فقط التي عندنا أولًا من آدم إلى نوح وأولاده (تك 5: 3 - 32), ثم من سام إلى أبرام (تك 11: 10 - 26).

(2) من ارتحال أبرام من حاران إلى الخروج, ويظن بعضهم أنها 430 سنة (غل 3: 17).
وقال آخرون بأنها 645 سنة (خر 12: 40) بحسب النص العبري.

(3)من الخروج إلى تأسيس هيكل سليمان وقد اعتبرت هذه الحقبة اثنتي عشرة فترة تبلغ كل واحدة منها أربعون سنة, فتكون كلها 480 سنة (1 مل 6: 1). وأول أجزاء هذه الحقبة الفترة في البرية (خر 16: 35 و13 وعد: 33), كما استغرق عصر القضاة ست فترات أو ثمانية (قض 3: 11 و30 و5: 31 و8: 28 و13: 1 و10: 1 - 3 و12: 7 - 14), ثم عهد كهانة عالي (1 صم 4: 18), ثم عهد ملك شاول (اع 13: 21), وأخيرًا عهد ملك داود (1 مل 2: 11).
ولا ينبغي أن يفوتنا أن ندرك أن أجزاء هذه الحقبة لم تكن كلها متساوية تمامًا لأن الأربعين سنة في كل منها كانت تتفاوت طولًا وقصرًا, كما أن الاختلاف في تحديد وقت هذه الحقبة راجع إلى الاختلاف في طريقة حسابها وحدودها.

(4) من تأسيس هيكل سليمان إلى خرابه, وتاريخ هذه الحقبة أكثر دقة ويقينًا بالنسبة لشهادة الآثار وشهادة تاريخ الأمم للتاريخ المقدس في حدود 1000 سنة ق.م. وطول هذه المدة يبلغ 425 سنة منها 37 للمملكة قبل انقسامها, وقد كانت مدة مملكة يهوذا 388 سنة تقريبًا, أما مدة مملكة إسرائيل فكانت 255 سنة تقريبًا.

(5) من خراب هيكل سليمان إلى الرجوع من السبي (سبي بابل) وهي سبعون سنة كما قالت النبوة, ويصعب تحديدها, فيظن أنها مدة سبعين سنة التي تسلطت فيها بابل على فلسطين والمشرق (ار 25) لاتفاقها مع أول سنة لنبوخذ ناصر (ار 25: 1 و46: 2) وانتهاؤها بسقوط بابل وإشهار كورش الأمر بعودة المسببين في السنة الأولى لملكه (ار 29: 10).

(6) من الرجوع من السبي إلى مجيء المسيح، وتقدر هذه المدة بحوالي 530 سنة. وفي هذه الحقبة أعيد بناء الهيكل ثم أتى إلى حكم الإغريق والبطالسة على فلسطين وظهر في الأفق نجم المكابيين من سنة 166 ق.م. حتى سنة 37 ق.م. عندما جلس هيرودس على العرش وأعاد بناء الهيكل. وبدأ عهد الرومان في فلسطين بعد أن استولى القائد بمباي على أورشليم في سنة 63 ق.م.

(7) من ميلاد المسيح إلى خراب الهيكل، وتقدر ب 74 سنة.
وهاك تواريخ بعض الحوادث الهامة التي وردت في الكتاب المقدس والتي يكاد الباحثون يجمعون على أنها حدثت في هذه التواريخ على وجه التقريب:
بناء هيكل سليمان 967 ق.م.
انقسام المملكة 931 ق.م.
سقوط السامرة 722 أو 721 ق.م.
رجوع بعض اليهود إلى أورشليم 538 ق.م.
أتمام بناء لهيكل زربابل 515 ق.م.
تكريس الهيكل على يد يهوذا المكابي 165 ق.م.
ميلاد المسيح حوالي 4 ق.م.
الصليب والقيامة حوالي 30 ميلادية.
اهتداء شاول الطرسوسي (بولس الرسول) حوالي 35 ميلادية.
استشهاد بولس حوالي 67 أو 68 ميلادية.
أشارت عبارة الرب يسوع المسيح في عظته الشهيرة على الجبل إللى أهمية الصلاة {ومتى صليت..} (متى ٦:٦)، وتعنى كلمة متى فى اللغة العربية  مَتَى : اِسْمُ اسْتِفْهَامٍ عَنِ الزَّمَانِ مَاضِياً وَمُسْتَقْبَلاً
ولم يحدد الرب يسوع نفسه وقتاً، ولم يلتزم بوقت لصلاة من المواقيت التي أشار إليها العهد القديم صراحة أو ضمناً. وتركها لإشتياق الشخص فقد كان المسيح يقضضى الليل كله فى الصلاة لهذا أصبحت عبارة {متى صليت..} تعنى (متى شعرت بشوق أو رغبت أو كنت تواجه ظروفاً صعبة أو تجربة مؤلمة أو ظروفاً مُلحة تدفعك للصلاة)،
وإرتبطت ساعات صلاة اليهود فى الهيكل بتقديم الذبائح وسعات النهار والليل التى قسمها اليهود لثمان ساعات
ويكتب لوقا في سفر الأعمال أن اليهود كانت لهم عادة الاجتماع للتعبد في الصباح أيضاً إذ يكتب{وصعد بطرس ويوحنا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة}(أع ١:٣).
ويذكر كتاب {المجموع الصفوي} أن الرسل في عصور الكنيسة الأولى علّموا المؤمنين بأهمية الصلاة سبع مرات في اليوم الواحد، وهذه الصلوات هي:
صلاة الساعة الأولى، صلاة الساعة الثالثة، وصلاة الساعة السادسة وصلاة الساعة التاسعة، وصلاة الساعة الحادية عشرة، وصلاة الساعة الثانية عشرة ظهراً، وصلاة الساعة منتصف الليل.
وقد أشير إلى هذا التوقيت عدة مرات في العهد القديم للتعبير عن اشتياق وإخلاص الراغب في التعبد لله قبل أن يزدحم وقته بمعارك الحياة اليومية الروتينية.
وفي سفر أيوب ينصح بلدد الشوحي صديقه أيوب قائلاً:{فإن بكّرت أنت إلى الله وتضرعت إلى القدير.. فإنه الآن يتنبه لك ويسلم مسكن برك}(أي ٥:٨).
ويصلي داود صلاته الحلوة وهو متعطش لله في برية يهوذا المؤلمة فيقول{يا الله إلهي أنت. إليك أُبكر. عطشت إليك نفسي. يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء} (مز ١:٦٣).
ويكتب الحكيم في سفر الأمثال عن الأشواق النابعة من قلوب المؤمنين ومحبة الرب لهم فيقول{أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليّ يجدونني}(أم ١٧:٨).
والسطر السابع: بمعنى أن تظهر أو تختفي كلمة متى حينما يكون أو لا يكون هناك احتياج واضح.
إن حياتنا لن تصلح إلا إذا أعطينا الباكورة – باكورة اليوم للرب – قبل أن تُشوّش وتلوث أفكارنا بكل ما يحيط بنا، وبالرغم من أن هذه الآيات تحكي عن أهمية اللقاء المبكر مع الله ولا شك أن تبكير المصلي يعبر عن أشواق وجهاد ورغبة في تكريس وقت أطول للتحدث مع الله والإصغاء إلى صوته وإرشاده.

توقيت الصباح أو صلاة الصباح
وهو التوقيت المعتاد للصلاة في حياة غالبية المؤمنين. وهذا يبدو واضحاً في ترنيمة سليمان التي يصرخ فيها للرب قائلاً في ضيقة نفسه {انتظرتك يا رب انتظرت نفسي. نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح}.(مز ٦:١٣٠).

الوقوف قدام الرب كل صباح فيه تجديد للقوى الروحية وفيه تدعيم للعلاقة بين المخلوق وخالقه، هو يكلمني وأنا أسمعه وأنا أكلمه وهو يسمعني {يا رب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر}(مز ٣:٥).

والوقوف المستمر قدام الله يساعدني على أن أضع قدامه لحظة بلحظة كل أمور حياتي بمصاعبها واحتياجاتها المختلفة، يقول المرنم: {أما أنا فإلى الله أصرخ والرب يخلصني. مساء وصباحاً وظهراً أشكو وأنوح فيسمع صوتي} (مز ١٧:٥٥، ١٦). وهو نفس ما صنعه دانيال حينما تآمر ضده جميع وزراء المملكة والشحن والمرازبة والمشيرين والولاة {حيث ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليّة نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك}(دانيال ١٠:٦).

غير أنه من الواضح أن توقيتات الصلاة المنفردة لم يكن لها موعد محدد أو ثابت كالصلوات الجماعية أثناء العبادة.

توقيت المساء أو صلاة المساء
كان النبي دانيال يصلي ثلاث مرات في اليوم (دا ١٠:٦)، وكان الرسول بطرس يصلي ظهراً (أع ٩:١٠)، وكان داود يصلي في المساء لأن أحداث الغد أو بداية اليوم بالنسبة لليهود لا تبدأ إلا مع غروب الشمس لليوم السابق لشروق الشمس، واعتاد داود في هذا الوقت أن يأتي لله بمشاكل يومه وما جرى فيه حتى يقدر أن ينام قبل أن تختمر مشاكل يومه في رأسه فتدمر غده، فكان يصلي في الصباح ليبدأ يوماً جديداً بروح جديدة ومحبة جديدة وغفران جديد، وكان يصلي في الظهيرة ليستمد قوة جديدة من الله فلا تغرب الشمس على غيظه ولا يحتل إبليس مكاناً في قلبه (أف ٢٦:٤، ٢٧). لقد علم داود يقيناً انه{.. عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم}(مز ٥:٣٠).
الصلوات اليهوديَّة ونظامها في القرن الأول المسيحي

قبل انفصال الكنيسة عن المجمع اليهودي، وقبل خراب هيكل أورشليم الذي حدث سنة 70م نعلم أن المسيحيين المنحدرين من أصل يهودي في فلسطين كانوا يشاركون في الصلاة مع اليهود في المجامع، وفي الهيكل بأورشليم. بينما كان المسيحيَّون من أصل يوناني (أي من غير فلسطين) ينظرون إلى نظام العبادة في الهيكل كأمر يلزم تجنبه([1]). ورسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس تعتبر وثيقة لنظام العبادة عند المسيحيَّين من أصل أممي. وهي في ذلك أقدم وأهم وأوضح مصدر للعبادة المسيحيَّة في العهد الجديد. والأصحاح الحادي عشر من نفس الرسالة يختص بنظام هذه العبادة في عشاء الرب. أما الأصحاح الرابع عشر منها فيُعتبر بحق النص الحقيقي لمضمون هذه العبادة المسيحيَّة، إذ يصف الاجتماعات بما تحوي من تكلُّم بألسنة ورؤى وإعلانات ونبوَّات وتعليم وترتيل للمزامير وصلوات بركة، وصلوات شكر، بل وصيغ محدَّدة من هذه الصلوات مثل: ”مارانا ثا“، ”آمين“.
كذلك أعطت بعض الرسائل الأخرى صيغاً أخرى، ولكن مع ذلك فإنه يبدو من غير الممكن الربط بين هذه المعطيات وبين ما عُرف فيما بعد باسم صلوات السواعيLiturgy of Hours إلاَّ من خلال نظرة عامة تربط بينهما فحسب.
أما التباين في الآراء بخصوص أوقات الصلوات اليهوديَّة في هذه الفترة فمرجعه أن العبادة اليهوديَّة في القرن الأول المسيحي كانت بعيدة عن أن تكون عبادة موَّحدة تُمارس في كل مكان، نظراً لوجود مدارس فكريَّة كثيرة، فريسيُّون وصدوقيُّون وأسينيُّون فضلاً عن المسيحيَّين الأوائل الذين كانوا إمَّا من أصل يهودي أو يوناني.
ولما كان شكل الليتورجية اليهوديَّة غير محدَّد المعالم في هذه الفترة، فلا نستطيع أن نسلِّم بوجود رباط واحد أو نموذج واحد لنظام تقديم الذبيحة الصباحيَّة أو المسائيَّة في الهيكل. أما الصلوات الخاصة التي كانت تُقدَّم في الهيكل في هذا الوقت عينه، أي في وقت تقديم الذبيحة، فقد كانت هي النواة التي نشأت على غرارها خدمتا الصباح والمساء الرئيسيَّتان في الكنيسة المسيحيَّة. ثم أضاف الربيُّون ساعة صلاة ثالثة في الهيكل في وقت الساعة التاسعة. وأضاف الأسينيُّون إلى هذه الساعة – كما فعل جماعة الثيرابيوتا([2]) Therapeuta قبلهم – تسابيحاً من سفر دانيال (10:6)، ومزمور (55/17:56)، ونبوة أخنوخ الثانية([3]) (4:51). ولدينا شهادات من العهد الجديد عن وجود هذه الأوقات الثلاثة في خدمة الهيكل اليهودي: الصباحيَّة ونصف النهاريَّة والمسائيَّة.
ولقد تركَّزت الصلوات اليهوديَّة المبكِّرة في ثلاثة أماكن رئيسيَّة هي الهيكل، والمجمع، والبيت. وهو ما سنعرض له في السطور التالية.

1ـ هيكل أورشليم
معروف أن هناك ذبيحتان كانتا تقدَّمان يومياً في الهيكل واحدة صباحاً والأخرى مساءً. أي أن خدمة الصلاة اليهوديَّة في الهيكل كانت مرتين في اليوم، إذ كان تقديم الذبائح مقترناً بصلوات طويلة. أما كتاب العهد الجديد فيخبرنا بأن المسيحيَّين الأوائل كانوا يباركون الله باستمرار في الهيكل «وكانوا كل حين في الهيكل يسبِّحون ويباركون الله» (لوقا 53:24)، «وكانوا يواظبون كل يوم في الهيكل بنفس واحدة» (أعمال 46:2). وهكذا صار هيكل أورشليم هو أول مكان اجتمع فيه المسيحيَّون الأوائل لتقديم صلواتهم، حتى وإن كانت هذه الصلوات المسيحيَّة في شكل وطقس العبادة اليهوديَّة، ولكن ليس بروحها وعهدها الذي شاخ.
أما العالم الليتورجي الأب برادشو Bradshaw فله رأي آخر، إذ يرى أن ما ورد في سفر الأعمال عن كراز الرسل بالمسيح بين اليهود في هيكل أورشليم([4]) يوضِّح لنا أن هؤلاء المسيحيَّين الأوائل كانوا يجتمعون في رواق سليمان كجماعة منفصلة ليكرزوا بيسوع أنه هو المسيح، لهذا كانوا يُضَّطهدون من اليهود الآخرين.
وعلى كل حال يمكننا القول بتحفُّظ بأن مسيحيي أورشليم الأوائل قد نقلوا ببساطة نظام العبادة اليهودي من الهيكل مع نصوص الصلوات التي تقال فيه، دون إضافة أو تعديل لتصبح هي ممارستهم المسيحيَّة الأولى ونظام عبادتهم([5]).

2ـ المجمع اليهودي
ليس واضحاً تماماً ممَّا كانت تتكوَّن الصلوات المجمعيَّة المشتركة خلال القرن الأول المسيحي، أو كم يوماً في الأسبوع تُعقد فيها هذه الاجتماعات. ولكن يبدو لنا وجود خدمات مجمعيَّة عامة في أيام محدَّدة من الأسبوع، وهي على الأقل يومي الاثنين والخميس، بالإضافة إلى يوم السبت طبعاً.
ويقترح العالم الليتورجي بيكويذ Beckwith نموذجاً من أربعة اجتماعات: صلاة الصباح، وصلاة إضافيَّة في أي ساعة من ساعات النهار، وصلاة بعد الظهر، وصلاة المساء([6]).
أما يوم السبت ففيه اجتماع للصلاة في الصباح وآخر بعد الظهر. وتحوي خدمة الصباح ترتيل كل من الـ ”شيما – Shema “، ”تيفيللا – Tefilla “، بالإضافة إلى قراءة من التوراة وفصول أخرى من الأنبياء([7]).
والشيما أو الشمَّع أو السماع، هي قانون العقيدة عند اليهود، وهي: ”اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، فتحب الربَّ إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك…“ وهي تتكوَّن من ثلاثة أجزاء من أسفار موسى الخمسة[8]، بالإضافة إلى الوصايا العشر. وهذه النصوص الكتابيَّة لهذا القانون تسبقها صلاتان للبركة والشكر من أجل الخليقة والإعلان الإلهي. وهي متضمَّنة في صلاة بركة وشكر من أجل الخلاص من عبوديَّة مصر. وفي المساء تُقال صلاة من أجل الراحة (راحة الليل).
أما التيفيللا Tefillah أي ”الصلاة“ وهي بالتحديد صلاة التضرُّع والتشفُّع، فهي مجموعة صلوات قديمة العهد جداً، مجموعها 18 صلاة ـ أصبحت الآن 19 ـ يرتِّلها اليهود في المجمع وقوفاً أمام التابوت الذي يحوي الأسفار المقدَّسة، والذي وجهته ناحية هيكل أورشليم. لذلك تجئ أحياناً هذه الصلوات تحت الاسم العبري ”أميداه – Amidah “ أي وقوفاً standing . ومعظم هذه الصلوات مأخوذ من آيات من العهد القديم تُرتَّل في أيام الأسبوع في الثلاثة اجتماعات اليوميَّة في المجمع اليهودي.
أما الثلاث صلوات الأولى منها فهي صلوات بركة benedictions، والثلاث الأخيرة هي صلوات شكر thanksgivings . وهي تُرتَّل في السبوت والأعياد وعيد كيبور (عيد الغفران)([9]). أما باقي الصلوات فهي طلبات ذات أهداف محدَّدة، وهي طبقاً للتلمود تعود إلى الحكماء الأوائل أو إلى الـ 120 شيخاً بينهم مجموعة من الأنبياء.
وقد نُقِّحت هذه الصلوات وعُدِّلت تعديلاً يمتنع معه امكانيَّة استخدامها بواسطة المسيحيَّين الأوائل من أصل يهودي، أو بواسطة الغنوسييِّن. وكان ذلك في أيام غمالائيل الثاني (80ـ120م). فقد أُضيفت ـ حوالي سنة 90 ميلادية ـ فقرة على البركة الأخيرة التي تُختم بها صلوات المجمع اليهودي، ونصها هو: ”… للمرتَّدين لا يكن لهم رجاء، ولتسقط وتنقرض مملكة المتعجرِّفين من أصولها في أيامنا، وليهلك أتباع يسوع الناصري والهراطقة في لمحة عين، وليُمح اسمهم من سفر الحياة، ولا يُحسبوا مع الصدِّيقين. مباركٌ أنت يارب الذي تذلِّل المتكبِّرين“.
ولقد تعدَّلت هذه البركة في الليتورجيا الحديثة للمجامع اليهوديَّة المعاصرة لتكون أكثر اعتدالاً، وذلك بحذف اسم النصارى والهراطقة، واستبداله باسم ”النمَّامين والأشرار والمتكبِّرين“. وحتى ترتيب القراءات التي تُتلى من الأسفار المقدَّسة قد تعدَّلت أيضاً في المجمع اليهودي نتيجة الخوف من التيار المسيحي، وهو حذف نبوة إشعياء عن الخروف الصامت أمام جازِّيه([10])، وهو الفصل الذي شرحه فيلبس المبشِّر لخصي كنداكة ملكة الحبشة([11])، رغم دخول الفصول السابقة واللاحقة ضمن خدمة القراءات في المجمع اليهودي. ويعلِّق على ذلك أحد الربييِّن المعاصرين بقوله: ”إن السبب في ذلك هو التفسير المسيحي الذي أُعطي لهذا الفصل“.
وتبدأ التيفيللا Tefillah عندما يقول رئيس الصلاة باللحن: ”يارب افتح شفتىَّ، ولينطق فمي بتسبحتك“.
– البركة الأولى عنوانها: ”أبوت – Aboth “ أي من أجل الآباء.
– البركة الثانية عنوانها: ”جِبروت – Geburoth “ أي الجبَّار، حيث تبدأ بـ ”أنت الجبَّار إلى الأبد يارب…“
– البركة الثالثة عنوانها: “قدوشات هاشم – Qedushat hashem” أي الاسم القدُّوس.
ويلي ذلك الاثنتا عشرة طلبة.
– الطلبة الأولى وتُدعي: ”نيبا – Nibah “ أو النباهة أو المعرفة، وتُدعى أيضاً ”بيركات حوكمة – Birakat Hokmah “ أي بركة الحكمة.
– الطلبة الثـانية وتُــدعي: ”التوبة – Tehubah “.
– الطلبة الثـالثة وتُــدعي: ”سليكا – Selicah “ أي المغفرة والعفو.
– الطلبة الرابـعة وتُـدعي: ”جولاه – Geullah “ أي الفداء.
– الطلبة الخامسة وتُدعى: ”ريفا – Refa “ أي الشفاء والترفيه.
– الطلبة السادسة وتُدعى: ”بيراكوت هاشانيم – Birakoth ha- shanim “ أي بركة السَّنة.
– الطلبة السابعة وتُدعي: ”جيبوس جاليوت – Gibbus galuyoth “ أي جمع شتات المنفييِّن.
– الطلبة الثامنة وتُدعي: ”بيراكوت مشباط – Birakoth Mishpat “ أي بركة القضاة.
– الطلبة التاسعة وتُدعي: ”بيراكوت صديقيم – Birakoth Saddiqim “ أي بركة الصدِّيق.
– الطلبة العاشرة وتُدعي: ”بيراكوت يروشاليم – Birakoth Yeroshalim “ أي بركة أورشليم.
– الطلبـة الحـادية عشر وتـُدعي: ”بيراكوت دافيد – Birakoth David “ أي بركة داود.
– الطلبة الثانية عشر وتُدعي: ”تيفيللا – Tefillah “ أي الصلاة التشفعيَّة أو التوسليَّة. وتقول: ”اسمع أصواتنا يارب وارحمنا، واقبل إليك طلباتنا بالرحمة والنعمة، لأنك إله تسمع لصلواتنا وتوسلاتنا من مكان حضرتك، يا ملكنا لا تصرفنا فارغين لأنك تسمع لصلاة كل فم. مباركٌ أنت يارب سامع الصلاة“.
ثم تُختم هذه الطلبات أو الصلوات بثلاث بركات أو تشكُّرات:
– البركة الأولى: ”عبوداه – Abodah “ أي العبادة.
– البركة الثانية: ”هوذاه – Hodeh “ أي تسبحة.
– البركة الثالثة: ”بيراكوت كوهانيم – Birakoth Kohanim “ أي بركة الكهنة.
هذه هي الصلوات التي استقرت في المجمع اليهودي بعد توقُّف العبادة تقريباً في الهيكل بسبب توقُّف تقديم الذبائح. وفصل الإنجيل الذي يورده القديس لوقا البشير([12]) يصف لنا مشاركة يسوع في واحدة من هذه الاجتماعات.
ومن جهة أخرى فإن القديس إبيفانيوس (315- 403م) يتحدَّث عن ثلاث ساعات للصلاة في المجمع اليهودي يمارسها اليهود فيقول([13]):
[… في الصباح وفي نصف النهار وفي المساء ثلاث مرات في اليوم عندما يتلون صلواتهم في المجامع].
ويخبرنا كتاب العهد الجديد أن القديس بولس الرسول كان يتردَّد على المجامع المحليَّة في رحلاته التبشيريَّة قبل سنة 61م. ومن النصوص الكتابيَّة يتَّضح لنا أنه كان يذهب إليها ليكرز بالمسيح، وكان ذلك سبب اضطهادات له من اليهود المتعصِّبين لدينهم([14]). لذلك فمن الصعوبة أن نظن بوجود عبادة مسيحيَّة للمسيحييِّن الأوائل في مثل هذه المجامع. ويتضح لنا فعلاً أن المسيحيَّين الأوائل من أصل يهودي قد شيَّدوا لأنفسهم مجامع تختص بهم يصلُّون فيها. ورسالة القديس يعقوب التي كتبها حوالي سنة 49-58م وأرسلها إلى اليهود الذين تحوَّلوا إلى المسيحيَّة، يشير فيها إلى عبارة ”مجمعكم“ في قوله: ” فإنه إذا دخل إلى مجمعكم رجل…” (يع2:2)، مما يعني أنه يخاطب مسيحييِّن لهم مجمع عبادة خاص بهم. إلاَّ أن بشارة القدِّيس متى تسوق لنا أحداثاً من الاضطهاد الذي كانت تتعرَّض له الكنيسة المسيحيَّة الناشئة من المجمع اليهودي في ذلك الوقت([15]). لذلك كانت نصيحة الرب يسوع لأتباعه أن يصلّوا في بيوتهم([16]). (يتبع)
[1] انظر: أعمال 6:8-الخ
[2] هي أول جماعة مسيحيَّة من أصل يهودي هلليني نشأت في مصر.
[3] وتُسمى كتاب أسرار أخنوخ، ويبدو أنه كُتب في مصر بواسطة يهودي هلليني في بداية ظهور المسيحية.
[4] انظر: أعمال 11:3-31:4 ؛ 12:5- 42
[5] Robert Taft, S. J., op. cit., , p. 6.
[6] Beckwith, Daily and Weekly Worship, p. 96ff
[7] F.L. Cross & E.A. Livingstone, The Oxford Dictionary of the Christian Church (ODCC), 2nd edition, 1988, p. 449.
[8] تثنية 4:6- 9 ؛ تثنية 13:11- 21 ؛ عدد 37:15- 41
[9] انظر: لاويين 23:16، 27- 32 ؛ عدد 7:29- 11
[10] انظر: إشعياء 13:52- 12:53
[11] انظر: أعمال 32:8- 35
[12] انظر: لوقا 16:4-30
[13] Adv. Haer., 25: 9
[14] انظر: أعمال 20:9- 23؛ 5:13- 7:14؛ 13:16- 24؛ 1:17- 17؛ 4:18- 19؛ 8:19- 10.
[15] انظر: متى 17:10 ، 34:23
[16] انظر: متى 5:6-6

 

This site was last updated 10/20/21