Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شهر يناير
شهر فبراير
شهر مارس
شهر أبريل
شهر مايو
شهر يوتيو
شهر يوليو
شهر أغسطس
شهر سبتمبر
شهر أكتوبر
شهر نوفمبر
حدث هذا الأسبوع
شهر ديسمبر
أقوال القديسين عن الميلاد

 

الجزء التالى من كتاب الاقتداء بالمسيح
« لقد أبقى لكُمُ المسيحُ قدوةً لتقتفوا آثاره »
(21 : 1 بطرس 2 )
الاقتداء بالمسيح نقله عن اللاتينية : الأب بطرس المعلم البولسي وقد طبع عديد من المرات

******************************************************************************************************************************
الفصل الثالث عشر
في مقاومة التجارب

1- ما دمنا في هذه الحياة لا يمكن أن نخلو من الضيق والتجربة.
ولذلك قد كتب في سفر أيوب: تجربة هي حياة النسان على الارض.
فعلى كل واحد أن يجعل همه في مجابهة تجاربه، وان يسهر ويصلي، لئلا يجد ابليس موضعا لإغوائه، فإنه لا يتعس أبدا ، بل (( يجول ملتمسا من يفترسه))
ما من احد ، أيا كان كماله وقداسته ، إلا وتهاجمه التجارب احيانا، فمن المحال ان نخلو منها تماما.
2- على أن التجارب – وإن عنيفة مرهفة – كثيرا ما تكون جزيلة الفائدة للإنسان، لأنها تذلله وتنقيه متؤدبه.
فالقديسون جميعا جازوا في المضايق والتجارب فأفلحوا.
أما اللذين لم يقووا على احتمال التجارب، فرذلوا وسقطوا.
ما من رهبنة ، أيا كانت قداستها ، ولا موضع أيا كانت خلوته، الا وهناك تجارب وشدائد.
3- ما دام الانسان في الحياة ، فليس له تمام الامن من التجارب، لأن مصدر تجاربنا هو فينا إذ نحن في الشهوة مولودون.
فإن بارحتنا تجربة او شدة ، حلت مكانها أخرى وسيبقى لنا ابدا مضايق نعانيها ، لأن خير سعادتنا قد خسرناه.
كثيرون يطلبون الهرب من التجارب، فيقعون فيها وقوعا أشد.
بالهرب وحده لا نستطيع الغلبة، لكن الصبر والتواضع الحقيقي ، يجعلاننا أقوى من جميع الاعداء.
4- من لم يحد عن الشر إلا في الخارج فقط دون ان يقتلعه من أصوله، فقلما يتقدم ، بل سرعان ما تعاوده التجارب ، قتزداد حاله سوءا.
الغلبة بالتمهل والصبر وطول الاناة ، ايسر عليك منها بالقسوة واللجاجة.
أكثر من طلب المشورة إبان التجربة ولا تعامل بقسوة من كان مجربا، بل عزه كما تود أن يصنع لك.
5- أول جميع التجارب الشريرة ، تقلب النفس وقلة الثقة بالله، فكما أن السفينة التي بلا دفة، تتقاذفها الامواج من كل جهة كذلك الانسان المتراخي الناكص عن قصده، يمتحن بتجارب مختلفة.
النار تمتحن الحديد، والتجاربة الرجل الصديق. كثيرا ما نجهل مقدار قوتنا ، لكن التجربة تظهر ما نحن عليه.
بيد أن السهر واجب خصوصا في اول التجربة، لأن العدو يغلب بسهولة اكبر، إذ منعناه منعا باتا عن ولوج باب النفس ، وبادرنا حال قرعه له نلاقيه خارج العتبة.
وقد قال احدهم في ذلك : قاوم الداء في اوله لئلا يزمن بتأخر الدواء.
ففي البدء يخطر على البال فكر بسيط ، ثم تصور قوي ، ثم اللذة فالحركة الرديئة، فالرضى.
وهكذا يتغلغل العدو الخبيث ، تدريجيا الى النفس كلها ، إن لم يرد من أول أمره.
وبقدر ما يتأخر المرء ويتوانى في المقاومة ، يزداد كل يوم ضعفا في نفسه، فيما عدوه يزداد قوة عليه.
6- إن بعضا يقاسون أشد التجارب في بدء اهتدائهم، وبعضا في النهاية. وغيرهم لا تكاد المحن تفارقهم، حياتهم كلها.
وهناك ايضا من يجربون برفق، على حسب الحكمة والعدل في ترتيب الله، الذي يروز احوال البشر واستحقاقاتهم، ويسبق فيدبر كل شئ لخلاص مختاريه.
7- ولذلك ينبغي أن لا نيأس عند التجربة ، بل نتضرع الى الله بحرارة اعظم ، ليرتضي ويساعدنا في كل ضيقة فإنه حقا ، على حد ما يقول بولس ((يجعل مع التجربة مخرجا، لنستطيع احتمالها)).
فلنتضع إذن تحت يد الله ، في ككل تجربة وضيق لأنه (( يخلص ويرفع المتواضعين بالروح)).
8- في التجارب والمضايق يختبر كم تقدم الانسان ، وفيها يعظم استحقاقه، وتتضح فضيلته بجلاء أوفر.
ليس بعظيم ان يكون الانسان متعبدا حارا، ما دام لا يشعر بعناء، لكنه إن ثبت على الصبر في اوان الشدة ، فله الامل بتقدم عظيم.
من الناس من يصانون من التجارب الكبيرة وهم كثيرا ما يغلبون في التجارب الصغيرة اليومية وذلك لكي يتضعوا ، فلا يثقوا بأنفسهم في الامور الخطيرة، حال كونهم يضعفون عن امور طفيفة جدا.
 
 
 

This site was last updated 08/03/11